غُل لـ«الحياة»: نصحنا الأسد ووجدنا أذناً صماء... ولا يمكننا الانفراد بإقامة منطقة عازلة

بعد سقوط ميغ 23.. السماء لم تعد آمنة لسلاح الأسد الجوي، الجيش الحر أكد أنه أسقطها بالرشاش.. والنظام يقول إنه عطل فني

تاريخ الإضافة الأربعاء 15 آب 2012 - 6:19 ص    عدد الزيارات 2108    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

بعد سقوط ميغ 23.. السماء لم تعد آمنة لسلاح الأسد الجوي، الجيش الحر أكد أنه أسقطها بالرشاش.. والنظام يقول إنه عطل فني

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: بولا أسطيح ... بينما تضاربت الأنباء أمس حول أسباب سقوط طائرة حربية سوريا من طراز ميغ 23 فوق سماء مدينة الموحسن في محافظة دير الزور، بين قول الجيش الحر إنه من أسقطها باستخدام مدفع رشاش، أو قول وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إنها سقطت جراء عطل فني، تظل الحقيقة المؤكدة أن سلاح الجو السوري أصبح غير بعيد عن الخطر.
وكانت لجان التنسيق المحلية المعارضة أول من أعلن الخبر الذي أرفق مباشرة بفيديو بثه ناشطون على موقع «يوتيوب» على شبكة الإنترنت، أظهر الطائرة تحلق على ارتفاع متوسط تلاه سماع أصوات طلقات نارية قوية، قبل أن تشاهد نار تندلع في الطائرة الحربية مع سحابة دخان تخرج منها. وفي الصورة، يمكن مشاهدة الطائرة وهي تتابع طيرانها، بينما يصرخ صوت «الله أكبر! إصابة طيارة ميغ في مدينة الموحسن».
وبينما أعلن الجيش الحر تبنيه للعملية، أظهر فيديو آخر تم بثه على موقع «يوتيوب» في وقت لاحق عملية أسر الطيار الذي ظهر محاطا بعدد من الثوار الذين عرفوا عن أنفسهم على أنّهم «أبطال لواء أحفاد محمد، شباب الثورة في أرض الفرات كتيبة عثمان بن عفان». وأشار النقيب الذي كان يتحدث في الشريط إلى أحد الثوار الموجودين لافتا إلى أنّه هو من تمكن من إسقاط الطائرة فيما أشار إلى مقاتل آخر قال إنه من تمكن من أسر الطيار.
بدوره، وردا على أسئلة النقيب المنشق، قال الطيار الأسير الذي عرّف عن نفسه على أنّه العقيد الطيار الركن مفيد محمد سليمان بأنه كان بمهمة تقضي بقصف مدينة الموحسن وبأنّه أصيب بوجهه جراء سقوط الطائرة. وعندما سُئل عن الرسالة التي يوجهها لأفراد الجيش النظامي، دعاهم لـ«الانشقاق عن هذه العصابة».
وفي نهاية الفيديو، أكّد النقيب المنشق أن الطيار الأسير «سيعامل وفق ما يمليه علينا ديننا وأخلاقنا ووفق التزامنا باتفاقية جنيف الخاصة بالأسرى».
على الجانب الآخر، أقر النظام السوري بسقوط إحدى طائراته المقاتلة، إلا أن وكالة الأنباء السورية «سانا» قالت إن «طائرة عسكرية سوريا سقطت في شرق البلاد يوم الاثنين بعد أن اضطر الطيار إلى مغادرتها بسبب عطل أصابها والبحث جار عنه».
ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري أن «طائرة مقاتلة تعطلت لدى قيامها بتنفيذ طلعة تدريبية اعتيادية في المنطقة الشرقية». وأوضح المصدر أن «الطائرة أصيبت بعطل فني طارئ أدى إلى تعطل أجهزة القيادة وعدم إمكانية متابعة الطيران ما دفع الطيار إلى مغادرة الطائرة بالمقعد المقذوف». وأكد أن «عملية البحث عن الطيَّار ما تزال جارية».
وأكد مراقبون أن سقوط الطائرة، إذا كان نتيجة عطل فني كما يقول النظام، فهو مؤشر على أن سلاح الجو السوري أصبح في خطر محدق نتيجة غياب الصيانة جراء العقوبات الدولية المفروضة على سوريا.. أما لو كان نتيجة تمكن المعارضة من استهدافها، فإن طبيعة السلاح المستخدم في ذلك قد تشكل علامة فارقة في الأيام المقبلة.
وأثارت تقارير غربية عدة خلال الفترة الماضية، مسألة امتلاك الجيش الحر لبعض الصواريخ المضادة للطيران، إلا أن أغلب أطياف المعارضة نفت تلك التقارير، قائلة إنها لا تمتلك سوى أسلحة خفيفة في القتال الدائر.
بدورها، أعلنت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل أن «أبطال الجيش السوري الحر في مدينة موحسن في محافظة دير الزور تمكنوا من إسقاط طائرة ميغ 21 كبين مزدوج، وكان يقود الطائرة العميد الطيار الركن مفيد محمد سليمان ويساعده ضابط آخر برتبة رائد»، لافتة إلى أن «هذه الطائرة يمكنها حمل ألف كيلوغرام من القنابل أو أربع قنابل تزن كل واحدة 250 كيلوغراما وحواضن صواريخ ومدفع عيار 23».
وأكّد عضو المجلس الوطني السوري محمد سرميني أنّه، ونتيجة التواصل مع الثوار الذين نفذوا العملية، تبين أنّه تم إسقاط الطائرة بمدفع رشاش كونها كانت تطير على مستوى منخفض، كاشفا لـ«الشرق الأوسط» أنّه تزامن مع عملية إسقاط الطائرة أسر 3 طيارين برتبة رائد وانشقاق 3 ضباط و15 مجندا في دير الزور.
بدوره، أوضح نائب رئيس الأركان في الجيش الحر عارف الحمود أن طائرات الميغ 23 لا تستخدم إلا في حالات خاصة، لافتا إلى أن استخدامها اليوم يظهر حجم الأزمة التي يعانيها النظام. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الطائرة كانت تقوم بعمليات قصف على مستوى منخفض وصودف أنها مرت في مجال رمي المدافع الرشاشة للثوار في المنطقة الذين نجحوا بإسقاطها».
وانتقد العقيد الحمود وبشدة حديث النظام عن أن «الطائرة سقطت نتيجة عطل فني»، مؤكدا أن انفجارها المفاجئ والسريع وعدم اضطرارها للهبوط مثلا، يدحض كل رواية النظام. وأضاف: «اليوم نجح الثوار بإسقاط الطائرة بواسطة مدفع رشاش لكن ما نطالب به بشكل رسمي مضادات للطائرات قادرة على أن تحول منطقة ريف إدلب وشمال حلب لمنطقة معزولة»، لافتا إلى أن الجيش الحر سيطر على بعض هذه الصواريخ من نوع كوبرا كانت مع الجيش النظامي مشددا على أن المطلوب مد الثوار بهذا السلاح من الخارج.
 
قصف واشتباكات في دمشق وحلب وإعدامات ميدانية في عرطوز، حصار خانق ومحاولات لاقتحام طفس في درعا

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: بولا أسطيح ... وسعت قوات الأمن السورية من عملياتها أمس لتطال وبشكل خاص العاصمة دمشق وريفها، بالتزامن مع المعارك العنيفة الحاصلة في مدينة حلب، مما أدى، وبحسب الهيئة العامة للثورة، لسقوط نحو مائة قتيل.
وقال ناشطون في بلدة «جديدة عرطوز» بريف دمشق إن 9 مدنيين من البلدة أعدموا ميدانيا عند حاجز «صحنايا» العسكري، وقد أظهر مقطع فيديو حمله ناشطون على موقع «يوتيوب» جثثا مكبلة الأيدي من الخلف ملقاة على بعضها البعض مضرجة بالدماء، بعضها منزوعة الملابس.
وبالتزامن، قال ناشطون إن أحياء العسالي ونهر عيشة بدمشق تعرضت صباح أمس لقصف عنيف من القوات النظامية، بينما وقعت اشتباكات عنيفة وقصف في حي القدم، مما أدى إلى مقتل مقاتلين معارضين. وشمل القصف المستمر منذ أيام بلدات عربين، والتل، وعرطوز في ريف دمشق ووقعت اشتباكات في بلدتي حرستا والكسوة.
كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن حملة مداهمات واعتقالات بأحياء القيمرية، وقشلة، والشاغور في دمشق.
بدورها، قالت لجان التنسيق المحلية إن مدينة الزبداني لا تزال تتعرض لقصف يومي متواصل براجمات الصواريخ والمدفعية منذ بداية شهر رمضان، وسط حصار خانق وأوضاع إنسانية سيئة للغاية.
وفي حلب التي تتواصل فيها الاشتباكات بين الجيشين النظامي والحر بمناطق عدة، أفيد عن استمرار قصف أحياء مساكن هنانو وصلاح الدين والصاخور، فيما أعلن لواء التوحيد التابع للجيش الحر أنه تمكن من تدمير دبابتين قرب دوار السبع بحرات في حلب.
في المقابل تحدث مصدر أمني سوري عن هجوم بري بدأه الجيش النظامي على حلب، حيث اقتحم حي صلاح الدين وبدأ تمشيطه وقتل عشرات «الإرهابيين».. لكن الجيش الحر نفى اقتحام الحي وأكد سيطرته الكاملة عليه، وقال إن وحداته تحاصر مطار حلب ومبنى الأمن السياسي فيها.
وقد أنشأ الجيش الحر في ريف حلب سجنا لاستيعاب أكثر من مائتي سجين، بينهم ضباط وجنود وشبيحة اعتقلوا خلال المعارك.
وقال المرصد في بيان: «اقتحمت القوات النظامية السورية مدعمة بدبابات القسم الغربي من حي سيف الدولة وتشتبك مع مقاتلين من الكتائب الثائرة». وأضافت اللجان أن أكثر من 70 قذيفة «هاون» سقطت على مدينة طفس بدرعا، وسط حصار خانق ومنع قوات النظام الأهالي من النزوح، كما دارت اشتباكات بين الجيشين النظامي والحر.
ومن درعا، تحدث عادل العمري، عضو لجان التنسيق المحلية لـ«الشرق الأوسط» عن حصار خانق تفرضه قوات النظام على مدينة طفس التي حاول الجيش النظامي اقتحامها للمرة الثالثة يوم أمس، لافتا إلى أنه وحتى الساعة لا تزال عناصر الجيش الحر المنتشرة في المدينة قادرة على صد هجوم قوات الأمن الذي يترافق مع قصف عنيف بالطائرات الحربية والمدفعية. وأوضح العمري أن أهالي المنطقة يرزحون تحت وضع إنساني مزر وسط غياب معطيات دقيقة حول أعداد القتلى.. فيما توجد معلومات أن أهالي طفس وجهوا نداءات استغاثة لفك الحصار الخانق على بلدتهم، بينما تجدد القصف العنيف على مدينة بصر الحرير المجاورة.
وفي حمص شهدت مناطق الرستن والخالدية وتلبيسة قصفا عنيفا بالمدفعية وراجمات الصواريخ مما أسفر عن قتلى وجرحى. وأفادت لجان التنسيق المحلية عن سقوط قتلى وجرحى في قصف عنيف متواصل استهدف قرية الصالحية والدار الكبيرة والرستن في ظل نقص حاد في المواد الطبية والإسعافية والغذائية.
أما في ريف إدلب، فقال ناشطون إن الجيش النظامي هاجم مدينة أريحا في محاولة لفتح الطريق السريع الذي يربط الساحل السوري بمدينة حلب، لكن الجيش الحر صد الهجوم وحافظ على مواقعه وقطع الطريق أمام تقدم رتل دبابات للجيش النظامي.
 
المعارضة السورية تطالب بمناطق «حظر جوي».. وترفض الحوار مع النظام، أحمد رمضان لـ«الشرق الأوسط»: فرضها سيعكس تغيرا جذريا على المستوى الميداني والسياسي في عمل المعارضة

بيروت: كارولين عاكوم ... على الرغم من التقدم الملحوظ الذي نجح الثوار في تسجيله على الأرض، وسيطرتهم على مساحة واسعة من المناطق السورية، يبقى الجو في قبضة النظام وطائراته الحربية التي تدك المدن وتزيد أعداد قتلاها يوميا، الأمر الذي جعل جهود المجلس الوطني السوري تنصب، لا سيما في الفترة الأخيرة، على مطلبين أساسيين لا ثالث لهما، إما تأمين مضادات للطائرات أو فرض مناطق حظر جوي، مع رفضه المستمر أي حوار مع النظام السوري ورئيسه.
وهذا ما يلفت إليه عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري أحمد رمضان، معتبرا أن ما نقل على لسان حامد حسن، السفير السوري في طهران قوله إن «الحكومة السورية ترحب بالحوار مع المعارضة لإنهاء الصراع المسلح؛ شريطة أن يتم تحت إشراف الرئيس، لا يستحق التعليق بعدما تخطّى الوضع الميداني هذا الطرح، ولم يعد أمام الأسد خيار إلا المغادرة»، مؤكدا أن فرض الحظر الجوي أو الحصول على أسلحة نوعية ومضادات للطائرات، سيعكس تغيرا جذريا على المستوى الميداني والسياسي في خريطة عمل المعارضة.
وبدوره، طالب رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا بإقامة مناطق حظر جوي في سوريا بحماية أجنبية وملاذات آمنة قرب الحدود مع الأردن وتركيا، وذلك عقب إعلان وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن واشنطن وأنقرة ستدرسان إجراءات لمساعدة المعارضة السورية، من بينها فرض منطقة حظر جوي على الرغم من أنها أشارت إلى عدم الحاجة إلى قرار فوري بهذا الشأن.
ورأى سيدا أن «الولايات المتحدة أدركت أن عدم وجود منطقة حظر جوي للتصدي للسيادة الجوية لقوات النظام السوري عرقل تحركات المعارضة». وقال سيدا لوكالة «أسوشيتد برس» الأميركية إن، «مثل هذه الخطوة من جانب المجتمع الدولي ستظهر لنظام الرئيس بشار الأسد أن خصومه في جميع أنحاء العالم جادون»، معتبرا أن منطقة الحظر الجوى ينبغي أن تكون على طول الحدود مع الأردن وتركيا، لافتا إلى أن المعارضة دعت لمثل هذه الخطوة خلال اجتماع أصدقاء سوريا الذي جرى في باريس الشهر الماضي، والذي حضرته القوى العالمية.
وقال رمضان لـ«الشرق الأوسط»: «إذا تحقق أحد المطلبين، سيتمكن الثوار والجيش الحر من اللجوء إلى المنطقة الآمنة والحد من عمليات التهجير، وتبقى الخطوة الأهم هي انتقال قيادة المجلس الوطني السوري والجيش الحر إلى الداخل للقيام بعملهما من سوريا»، معتبرا أن الوصول إلى منطقة آمنة سيكون قاعدة الانطلاق لتحرير سوريا.
ويشير رمضان إلى أن الثوار نجحوا في إقامة مناطق آمنة على الأرض في سوريا مانعين النظام من الوصول إليها، وهي تلك المساحة الممتدة من الحدود التركية إلى إدلب وحلب ودير الزور والحسكة والقامشلي، والتي تشكل نحو 45 في المائة من مساحة سوريا، معتبرا أنها منطقة خالية من سيطرة النظام بشكل كامل، بينما السيطرة الجزئية تشمل على نحو 20 في المائة من سوريا.
لكن رمضان يوضح أن هذه السيطرة لا تشمل الجو، «حيث يقوم طيران النظام الحربي باستهداف ليس فقط الثوار إنما أيضا المدن والأهالي». من هنا يؤكد رمضان «نحن كمجلس وطني طالبنا ولا نزال من أصدقاء الشعب السوري بأهمية توفير الأسلحة النوعية، لا سيما المضادات للتصدي للطائرات والمدرعات، التي سيكون لها دور أساسي في المحافظة على هذه المناطق محررة».
وفي حين أسف رمضان لطريقة تعامل الولايات المتحدة الأميركية مع الأزمة السورية، سائلا «هل تنتظر مقتل 20 ألف سوري آخرين كي تقوم باتخاذ قرارات لحماية الشعب السوري وتقوم بواجبها كدولة كبرى مسؤولة؟»، ولفت إلى «أن المجلس الوطني السوري لمس مؤشرات في اتجاه فرض حظر جوي أو اتخاذ إجراءات رادعة، لكننا لن نعول عليها قبل أن يتم تطبيقها وتصبح حقيقة»، مضيفا «لطالما تلقينا وعودا ولم يتحقق منها شيء، لذا نطالب اليوم بالتعامل بجدية مع الموضوع وإنقاذ الأهالي باتخاذ خطوات سريعة وإجراءات فعلية على المستوى الميداني».
وفي ما يتعلق بالحوار مع سوريا وإعلان سفيرها في طهران استعداد النظام الحوار مع المعارضة شرط أن تتم تحت إشراف الرئيس الأسد، قال رمضان، «أعتقد أن الإيرانيين لم يقرأوا ولم يفهموا ماذا يحصل في سوريا. وإذا كانوا يعتقدون أنهم بدعمهم نظام الأسد سيحافظون على مصالحهم في سوريا فعليهم أن يعرفوا أنهم سيخسرون كثيرا»، داعيا طهران للتخلي عن الأسد واتخاذ قرارات تدعم الشعب السوري وتركه يقرر مصيره.
أنباء عن اكتشاف «مندسين» بين اللاجئين في الأردن يشتبه بعملهم لصالح النظام السوري، وزير الإعلام الأردني: نتعامل مع السوريين كفارين من العنف وليس كمشتبه

جريدة الشرق الاوسط... عمان: محمد الدعمة ... قال وزير الإعلام الأردني، الناطق باسم الحكومة الأردنية سميح المعايطة، إنه لا معلومات لديه عن حالات مندسة بين اللاجئين السوريين، تعمل لصالح النظام السوري من أجل التجسس عليهم أو إثارة المشكلات.
وأضاف المعايطة لـ«الشرق الأوسط»، أن هذا الملف «تتولاه الأجهزة الأمنية الأردنية، وأننا في الأردن نستقبل الأشقاء السوريين كلاجئين فارين من العنف الدائر في بلاده بحثا عن ملاذ آمن»، مشيرا إلى أن السلطات الأردنية، «تتعامل معهم على هذا الأساس، وليس بمنطق الاشتباه، موضحا أنه إذا ثبت تورط أي شخص فإننا نتعامل معه وفق القانون».
وذكر المعايطة أن أنباء ترددت قبل أشهر، عن إبعاد مجموعة تم الاشتباه بها. لكنه أكد أن التعامل الطبيعي مع جميع الأشقاء السوريين هو أنهم «وصلوا إلينا للبحث عن ملاذ آمن ونحن نقوم بتوفير هذا الملاذ ومساعدتهم في التخفيف عنهم».
وحول ما تردد من أنباء حول انشقاق العميد إبراهيم الجباوي، نائب رئيس شرطة حمص ووصوله إلى الأردن، قال المعايطة، إن هناك أكثر من ألف عميد في الجيش السوري، وليس باستطاعتي تتبع كل واحد. إلا أنه أشار إلى وصول ضباط عسكريين إلى الأردن، بشكل يومي، ضمن اللاجئين الذين ينزحون عبر الشريط الحدودي مع الأردن، وهؤلاء عادة يفرون بصفة شخصية وفردية وليس ضمن مجموعات مسلحة، وإنما يكونون ضمن عائلاتهم.
وردا على سؤال حول تقديم رئيس الوزراء السوري رياض حجاب اللجوء السياسي إلى الأردن، قال المعايطة إن حجاب لم يقدم أي طلب من هذا القبيل، وإنه مقيم مثل بقية الأشقاء السوريين، خاصة أن المواطن السوري ليس بحاجة إلى تأشيرة دخول أو طلب إقامة في الأردن.
وحول السماح لحجاب بممارسة أي نشاطات سياسية في المملكة قال: «إن مسألة تحديد وجوده أمر شخصي له حتى يقرر خطواته المقبلة، والمعارضة السورية لها طرق للعمل».
من جانبه قال الناشط في حقوق الإنسان عبد الله الزعبي، إنه تم إلقاء القبض قبل فترة وجيزة على شخصين سوريين في مدينة الرمثا الحدودية، الأول حاول تسميم خزانات مياه الشرب في سكن البشابشة المخصص للاجئين، وتم اكتشافه في اللحظات الأخيرة بعد الاشتباه به من قبل اللاجئين. كما ألقي القبض على الشخص الآخر بينما كان يجري مكالمة هاتفية مع الأجهزة الأمنية السورية، حيث تم إبعاد هذين الشخصين إلى بلادهما وتسليمهما إلى السلطات السورية.
وكانت السلطات الأردنية قد اعتقلت في أواخر شهر مارس (آذار) الماضي، عشرة سوريين ادعوا أنهم عسكريون منشقون عن النظام، للاشتباه بتجسسهم على اللاجئين إثر هروبهم من المكان المخصص لإقامتهم في مدينة المفرق (70 كلم شمال عمان) قرب الحدود مع سورية.. وقامت السلطات الأردنية بإبعادهم .
أطباء في مناطق الصراع في سوريا يخاطرون بحياتهم لعلاج الجرحى، أحدهم: أنا جراح ومهنتي تجعلني أرى الدم كل يوم.. لكنني هنا بكيت مما رأيت

لندن: «الشرق الأوسط»... قبل أسبوع كان الطبيب البريطاني السوري الأصل الذي اشتهر باسم أبو شامل يلعب مع ابنه الصغير في مانشستر. والآن يقرفص في ركن أحد شوارع مدينة حلب السورية، ليخرج طلقة قناص من فخذ رجل يصرخ جزعا، بينما كان الرصاص يشق الهواء فوق الرؤوس وتتردد في الأجواء أصوات الانفجارات.
كان المقاتلون قد حملوا الضحية وأخرجوه من حي صلاح الدين المدمر ووضعوه على حشية على بعد أمتار قليلة ونزعوا عنه ملابسه. وبسرعة انتزع أبو شامل الرصاصة من فخذه ووضع الضمادات على الجرح وأرسل الرجل إلى مستشفى ميداني لم ترصده بعد قوات الحكومة السورية.
يحتاج مقاتلو المعارضة في حلب أكبر المدن السورية بشدة إلى رجال مثل أبو شامل منذ أن بدأ القتال في المدينة قبل أكثر من أسبوعين. في ساحة المعركة التي شملت الآن معظم أرجاء المدينة، بدأت الإمدادات الطبية لمقاتلي المعارضة تشح في الوقت الذي يزداد فيه عدد المصابين.
كان أبو شامل (37 عاما)، وله لحية وخطها الشيب، يربط حول رأسه وشاحا به مربعات صغيرة زرقاء وسوداء وهو يعالج مرضاه.. وهو يتحدث العربية والإنجليزية بطلاقة. حين سمع أن هناك نقصا في الأطباء لعلاج ضحايا الانتفاضة السورية المندلعة منذ 17 شهرا، ترك منزله الآمن في مانشستر بإنجلترا ومعه زميلان له. واتجهوا إلى جبهة القتال في وطنه السابق. ومثل كل الأطباء الذين يؤيدون الانتفاضة السورية ضد الرئيس بشار الأسد، يعمل أبو شامل في السر ويتجنب المستشفيات العامة المملوكة للدولة.
وقال أبو شامل لوكالة رويترز للأنباء: «الأطباء لا يحولون المدنيين أو المقاتلين إلى المستشفيات العامة، والمدنيون لا يجرؤون على التوجه إليها. إذا وصلت وبك جرح من شظية أو رصاصة فهذا يعني أنك مقبل من صلاح الدين أو من أحياء قريبة وهذا يعني أنك إرهابي».. ويضحك بمرارة مستطردا: «كلنا إرهابيون».
يجلس أبو شامل مع ستة مقاتلين يرتدون زيا عسكريا ويحملون البنادق، بينما تنفجر على مقربة منهم قذائف المورتر. ويعلمهم الإسعافات الأولية ثم يسلمهم أدوات وقف النزيف وضمادات. وقال «أعددنا عشرات من هذه الحقائب لتوزيعها، ومولنا ذلك بشكل كامل من التبرعات التي جمعناها من الأصدقاء والزملاء في مانشستر».
حين وصل، صعق أبو شامل من عدد المدنيين الذين أصيبوا في إطلاق النيران. ورأى الكثير من الأطفال مصابين بجروح من شظايا في البطن والرأس والصدر، أو أصيبوا حين انهارت منازلهم على رؤوسهم من جراء قصف القوات السورية. وقال «أنا جراح، ومهنتي تجعلني أرى الدم كل يوم.. لكنني هنا بكيت مما رأيت».
لم يعد الأطباء يذهبون إلى المستشفيات التي بها معدات جيدة، ويتوجهون بدلا من ذلك إلى مستشفيات ميدانية بدائية انتشرت في كل حي. هناك عشرات من المستشفيات الميدانية السرية في حلب، خاصة حي صلاح الدين، الذي تحول معظمه إلى أنقاض من جراء قصف الجيش.
كل هذه المواقع سرية بعد أن قصف الجيش بعض المستشفيات، من بينها مستشفى تعرض للقصف ثلاث مرات قبل أن يدمر في نهاية الأمر. وطلب غالبية الأطباء عدم الكشف عن هوياتهم خوفا من بطش السلطات. لم يعد الذهاب إلى مستشفى عام واردا لعدد كبير من الناس، فالجيش يسيطر على المستشفيات الرئيسية ويعتقد ناشطون أنها مليئة برجال الأمن السوريين.. وقال طبيب «رأيت مقاتلين جرحى يصلون إلى واحد من هذه المستشفيات، ويتعرضون للضرب ويعتقلون قبل أن يتلقوا العلاج».
كان أمام مستشفى ميداني عربة إسعاف متوقفة، وقد اخترقت جانبها الأيسر طلقات الرصاص. قال سائقها أبو أحمد: «أحدهم الصق قنبلة في عربة الإسعاف بينما كنا ننقل مرضى إلى المستشفى. ولحسن الحظ انفجرت حين لم يكن أحد بداخلها».
كان عدد الجراحين بين المسعفين الذين يساعدون المعارضة قليلا، ونظرا لتوفر الموارد الأساسية فقط؛ فإنهم يعملون على إبقاء الجرحى المصابين بإصابات خطيرة على قيد الحياة إلى حين تهريبهم إلى تركيا لتلقي العلاج.
في أحد المستشفيات التي تفوح منها رائحة المطهرات، كان طبيب يرتدي ملابس الأطباء الخضراء ويعالج طفلة عمرها تسع سنوات أصيبت بطلق في الخصر. ارتجفت الصغيرة النائمة على جنبها حين أخذ الطبيب ينظف الجرح ويضع عليه الضمادات، وأبرزت الممرضة طلقة صغيرة صفراء انتزعها الطبيب من الجرح.
وفي قبو تفوح فيه رائحة عفنة جلس أبو شامل في عيادة تعالج يوميا 15 جريحا على الأقل، لم يكن في المبنى كهرباء منذ أيام، ولم يكن به جهاز للأشعة المقطعية.. مجرد بضعة أرفف عليها إمدادات طبية وأنبوبة أكسجين.
وقال أبو شامل إن الكحول ينفع في تطهير الجروح وإن تعقيم المعدات الجراحية يتم من خلال تعريضها للنار.
واستطرد «نحن مضطرون للعمل في مكان كهذا وأن نكون معرضين للقذائف والمدفعية والدبابات، يجب أن نكون وسط المدنيين لنعالجهم».
في متجر صغير اقتحمه المقاتلون، في حي صلاح الدين بالقرب من شارع تسيطر عليه قوات الأسد، يجلس طبيب وحيد في غرفة مظلمة بينما تدور المعارك على مقربة. وقال الطبيب وقد تقلصت عضلات وجهه لدى انفجار قذائف على مقربة: «في بعض الأيام أسأل نفسي لماذا أفعل هذا؟»، وتابع «أنا خائف جدا على نفسي لكن ماذا بوسعي أن أفعل.. هذا واجبي.. علي أن أساعد وكيف أفعل هذا».
 
الأمم المتحدة تتحدث عن ارتفاع وتيرة العنف الممارس من طرفي النزاع في سوريا، لقطات الانتهاكات المتبادلة تثير ذعر المدنيين

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: ليال أبو رحال ... بالتزامن مع رواج لقطات مصورة تتناول انتهاكات إنسانية متبادلة بين طرفي الأزمة في سوريا، تبدأ مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس اليوم زيارة إلى سوريا ولبنان تستمر ثلاثة أيام بهدف «لفت الأنظار لتدهور الوضع الإنساني في سوريا وأثر النزاع على السكان، سواء من هم في سوريا أو من فروا باتجاه دول أخرى وخصوصا لبنان»، وفق بيان صادر عن الأمم المتحدة في جنيف أمس. وأشار البيان إلى أن الوضع في سوريا «ساء أكثر في الأسابيع الماضية فيما امتد القتال إلى دمشق وحلب وغيرها من المدن».
وتعتزم آموس أن تبحث مع السلطات السورية والهلال الأحمر السوري وسائل زيادة المساعدة الإنسانية للمدنيين، على أن تلتقي في لبنان مع عائلات فرت من سوريا وتبحث مع الحكومة اللبنانية والمنظمات الإنسانية سبل دعم اللاجئين.
ويقدر ناشطون مقتل أكثر من 18 ألف شخص من الجنود النظاميين ومقاتلي المعارضة والمدنيين منذ بدء الانتفاضة السورية في منتصف شهر مارس (آذار) 2011.
وكان رئيس بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا الجنرال بابكر جاي قد أشار أمس إلى أن حدة العنف تتزايد في أنحاء البلاد، ملقيا باللوم على كل من قوات الرئيس السوري بشار الأسد ومقاتلي المعارضة في تجاهل محنة المدنيين. وقال جاي: «من الواضح أن العنف يزيد في الكثير من مناطق سوريا»، لافتا إلى أن «الاستخدام العشوائي للأسلحة الثقيلة من جانب الحكومة وهجمات المعارضة التي تستهدف المراكز العمرانية تسفر عن سقوط الكثير من القتلى في صفوف المدنيين الأبرياء». وأبدى أسفه لأن «أيا من الطرفين لم يجعل من احتياجات المدنيين أولوية».. لكن تصريحات جاي تتزامن مع تقارير صحافية حول تخفيض بعثة المراقبين الدوليين في سوريا.
وتأتي التحذيرات الأممية من ارتفاع وتيرة العنف في وقت أظهرت فيه أشرطة فيديو على موقع «يوتيوب» مشاهد منسوبة لمقاتلين معارضين يقدمون على إلقاء أشخاص من سطح مبنى بريد رسمي في مدينة الباب في حلب، من دون إمكانية التأكد ما إذا كان هؤلاء أحياء أو موتى. ويمكن مشاهدة ثلاث جثث على الأرض، قبل أن يبدأ إلقاء ثلاثة أجساد أخرى من فوق المبنى. كما يظهر شريط ثان مجموعة رجال يجبرون رجلا معصوب العينين ومقيد اليدين على التمدد أرضا، قبل أن يقوم أحدهم بجز عنقه بالسكين أكثر من مرة، وسط صيحات «الله أكبر». ويقول المصور «هذا مصير كل شبيح وكل مؤيد»، ثم «الحمد لله الحمد لله.. يا بشار هذا مصير جيشك وشبيحتك».
بالمقابل، نشرت تنسيقية الثورة السوريّة في جديدة عرطوز مشاهد مجزرة ارتكبتها القوات النظامية، وذكرت إنه تم إعدام مجموعة من الرجال وأيديهم مكبلة إلى الخلف - ميدانيا بعد اعتقالهم من حاجز صحنايا وتعرضهم للضرب والتعذيب.
وأكد عضو المجلس الوطني السوري، وأحد الناطقين الرسميين باسم لجان التنسيق المحلية في سوريا، عمر إدلبي لـ«الشرق الأوسط» إن «وتيرة العنف تصاعدت في سوريا في الفترة الأخيرة مع انتقال النظام السوري من الحل الأمني إلى الحل العسكري، وارتفاع وتيرة القصف الذي يستخدمه النظام كوسيلة لإخضاع المناطق الثائرة عبر الدبابات أو الطيران الجوي الأعمى الذي لا يميز بين عسكري ومدني». ولفت إلى أن «كل ذلك ساهم في رفع مآسي المدنيين مع اضطرار مقاتلي الجيش الحر للدفاع عن أنفسهم، ما أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا للأسف، وجعل عمل المنظمات الإنسانية والحقوقية أكثر صعوبة مما هي عليه أصلا»، موضحا أن «اتهام المعارضة بعدم الاستجابة للمنظمات الدولية فيه الكثير من الغبن، خصوصا أننا كنا سباقين في المطالبة بدخول المنظمات الدولية وسهلنا عملها في المناطق التي يسيطر الثوار عليها، لكن النظام هو من يرفض دخولها للقيام بأعمال إغاثية أو القيام بتحقيقات».
وتعليقا على أشرطة الفيديو والتخوف من وحشية الممارسات، أوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أنه «إذا تأكدت هذه الأشرطة، فإنها أعمال وحشية تسيء إلى الثورة وتخدم أعداء الثورة في الداخل والخارج». وقال لوكالة الصحافة الفرنسية: «هذه ليست أخلاق السوريين. نحن نناضل من أجل الوصول إلى دولة ديمقراطية ومدنية في سوريا».
من ناحيته، أكد اعتبر إدلبي أن «معظم المناطق السورية باتت منكوبة بكل ما للكلمة من معنى وتفتقر مناطق الريف السوري للمساعدات الطبية والغذائية بسبب صعوبة الوصول إليها، عدا عن عدم توفر الخدمات الأساسية من كهرباء وماء ووقود، وهي تعاني من أزمة مواصلات أدت إلى جعل عملية تأمين الموارد المعيشية لسكان هذه المناطق مهمة صعبة جدا».
وتحدّث إدلبي عن صعوبة في «إحصاء العدد الدقيق للنازحين السوريين في الداخل والخارج بسبب عدم سماح النظام السوري للمنظمات المعنية بالتحرك»، آملا أن «توفر حملات الدعم الأخيرة موارد إضافية لتأمين حاجات النازحين المتزايدة، على الرغم من أنها غير كافية بالتأكيد وتحتاج لتضافر جهود المجتمع الدولي ومنظماته الإنسانية والإغاثية».
وكان أدريان إدواردز المتحدث باسم مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين قد أوضح نهاية الأسبوع الفائت أن أعدادا متزايدة من المدنيين السوريين تفر من القتال، لا سيما في حلب ليصل إجمالي حجم اللاجئين المسجلين في أربع دول مجاورة لسوريا منذ بدء الصراع إلى 150 ألفا تقريبا.
انشقاق المندوب السوري في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ميشيل كيلو: البعاج رجل خبير في مجاله ويمثل الجيل الشاب.. والوضع أصبح إما أن تدافع عن النظام أو الوطن

جريدة الشرق الاوسط... لندن: أحمد الغمراوي ... أعلن المندوب السوري في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف داني البعاج انشقاقه عن النظام السوري وانضمامه إلى المعارضة، معتبرا أنه لم يعد قادرا على مساعدة الشعب السوري من خلال منصبه.
وقال داني بعاج أمس: «ببساطة عندما شعرت أنه لم يعد في وسعي مساعدة الشعب السوري كان علي التحرك». وأضاف في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية: «عندما شاركت في مفاوضات حول سوريا، كان قلقي حماية شعب سوريا وليس الحكومة»، موضحا أنه كان على اتصال منذ بعض الوقت بالمنبر الديمقراطي السوري المعارض ومقره باريس.
وداني البعاج، الذي أكد أن الوضع في سوريا يزداد سوءا، هو سكرتير ثالث في بعثة سوريا في الأمم المتحدة بجنيف، وكان عضوا في وفدها إلى مجلس حقوق الإنسان، وتولى منصبه قبل عامين. ونقلت وكالة الأنباء السويسرية عن البعاج قوله: «شعرت أنني لم أعد أستطيع أن أخدم بلدي في معسكر الحكومة»، مضيفا أنه لا يطلب اللجوء في سويسرا، لكن والديه معه في جنيف.
ويأتي هذا الإعلان الذي صدر الجمعة عبر موقع للمعارضة، قبل نشره الأربعاء ويأمل بعاج في التوصل إلى توافق حول سوريا في مجلس حقوق الإنسان، شريطة «تخلي بعض الدول عن أجنداتها لمساعدة الشعب السوري».. وذلك في تقرير جديد حول وضع حقوق الإنسان هناك طلبه المجلس من لجنة تحقيق مستقلة.
من جهته، أكد عضو المنبر الديمقراطي السوري المعارض ميشيل كيلو أن التواصل بين المنبر والبعاج قديم إجمالا بعيدا عن قرار انشقاقه، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أن «البعاج اتخذ قراره بمحض إرادته بعيدا عن المنبر».. وأشار كيلو إلى أن البعاج كان قريبا منذ فترة طويلة من الحراك الديمقراطي في سوريا، وأنه «رجل خبير في قضايا حقوق الإنسان».
وحول مدى تأثير انشقاق البعاج على الحراك الثوري السوري، رغم كونه ينتمي إلى الفئة الثالثة أو الرابعة في سلك الدبلوماسية السورية، أكد كيلو أن «هناك تسارع في وتيرة الانشقاقات عن النظام السوري، وأهمية انشقاق البعاج تكمن في الصدى الواسع دوليا الذي أحدثه نظرا لعمله في الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان على وجه الخصوص، وبخاصة بعد انشقاق رئيس الوزراء رياض حجاب الأسبوع الماضي»، لافتا إلى أن «الوضع حاليا أصبح لا يمكن فيه الدفاع عن النظام والوطن في آن واحد، وفرض على الجميع تحديد جانب انتماء واحد من بين الاثنين».
 
مستشارة الأسد في بكين اليوم والصين تفكر في دعوة معارضين، مسؤول أميركي: لا علاقة بين زيارتي شعبان وشيرمان

واشنطن: محمد علي صالح لندن: «الشرق الأوسط» ... أعلنت الصين أمس أنها ستستقبل اليوم المستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة السورية بثينة شعبان، مبعوثة الرئيس السوري بشار الأسد، وأنها تفكر في استضافة أعضاء من المعارضة في إطار سعيها لتكثيف جهودها الدبلوماسية للعمل على حل الأزمة السورية.. بينما رفض مسؤول في الخارجية الأميركية الربط بين زيارة شعبان ووجود ويندي شيرمان، وكيلة وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية، في وقت واحد بالصين.
وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان لها أمس إن شعبان ستبدأ زيارتها اليوم وستلتقي مع وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي، وإن الصين تفكر أيضا في دعوة عدد من أعضاء المعارضة السورية لزيارة البلاد. وقال تشين غانغ، المتحدث باسم الوزارة على موقعها على الإنترنت: «لتعزيز الحل السياسي للمشكلة السورية، تحرص الصين دوما على إحداث توازن في عملها بين الحكومة السورية والمعارضة».
وكرر تشين دعوته إلى تنفيذ عملي لخطة السلام التي وضعها المبعوث العربي - الدولي (المستقيل) كوفي أنان، كما طالب «بوقف فوري لإطلاق النار ووقف العنف وحماية المدنيين بشكل فعال، ونزع فتيل الأزمة من خلال إجراء حوار سياسي». وقال إن «استقبال شعبان في الصين يجيء في إطار جهود الجانب الصيني السابقة الذكر. وفي الوقت نفسه، تبحث الصين توجيه الدعوة إلى جماعات سورية معارضة لزيارة الصين في المستقبل القريب».
وعبرت الصين مرارا عن معارضتها التدخل الخارجي في الدول التي تشهد اضطرابات، وعن معارضتها لأي نوع من «تغيير النظام» أو أي حل سياسي لا يؤيده الشعب السوري على نطاق واسع.
من جهة أخرى، رفض مسؤول في الخارجية الأميركية الربط بين زيارة ويندي شيرمان، وكيلة وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية، إلى الصين، ووجود بثينة شعبان، مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد هناك.
لكن المسؤول قال لـ«الشرق الأوسط» إن برنامج شيرمان يشمل مناقشة الوضع في سوريا مع المسؤولين الصينيين، بالإضافة إلى مواضيع أخرى منها: برنامج إيران النووي، وتوتر الوضع في بحر الصين مع الفلبين ودول أخرى في جنوب شرقي آسيا.
 
يوميات السوريين: البقاء في المنازل إلا في المناسبات.. والحزن يخيم على الجميع، «الشرق الأوسط» تلتقي سكان دمشق.. وقالوا إن الموت يتجول في شوارع العاصمة

لندن - دمشق: «الشرق الأوسط» ... شعرت هيفاء بالإحراج عندما سألتها صديقتها «ماذا تحضرين اليوم طعاما للإفطار؟»، فبدأت إجابتها بمقدمة طويلة عن اجتماع إخوتها وأبنائهم في منزلها، والذي هو منزل العائلة.
وهيفاء، التي تجاوزت الخمسين من العمر، غير متزوجة.. ولا تزال تسكن بيت العائلة في حي الصالحية مع شقيقتها الأصغر، بينما أشقاؤها الستة الآخرين موزعون في دمشق وضواحيها، بالإضافة إلى اثنين مغتربين منذ عقدين.. إلا أنهم حرصوا دائما على الاجتماع ببيت العائلة في المناسبات والأعياد.
هذا العام كان صعبا جدا ولم يلتئم شملهم كما درجت العادة في المناسبات، وإنما حصل واجتمعوا لأن الأشقاء القاطنين في ضواحي دمشق اضطروا للنزوح من منازلهم في المناطق المتوترة إلى بيت العائلة، وتزامن اجتماعهم مع اضطرار أحد الأشقاء المغتربين لزيارة شقيقاته.
ومع أن ظروف الاجتماع ليست اعتيادية، إلا أن هيفاء اقترحت أن يحتفلوا بهذا الاجتماع ووافقت على اقتراح شقيقها بتحضير إفطار مشاوي على الفحم.. كبة ولحمة وكباب وتبولة. حاولت هيفاء تبرير ذلك لصديقتها التي صمتت أمام كل تلك المقدمة «هو طعام إفطار؛ وليس احتفالا».. واستدركت «بالتأكيد لا أحد لديه قدرة على الفرح، فالحزن مخيم على نفوس كل الناس».
واقترن شواء الكبة واللحمة في المنازل بمظاهر الفرح والاحتفال عند السوريين، لذا فإن غالبيتهم باتوا يجدون حرجا بممارسة أي نشاط ينم عن البهجة، فالبلاد كلها حزينة ومتألمة، ويتعرض من لا يبالي بمشاعر الآخرين للانتقاد المباشر وغير المباشر.
داني، شاب منخرط في العمل الإغاثي وعلى تماس يومي بالمآسي التي يعيشها النازحون، عبر عن استيائه الشديد من جيرانه الذين أقاموا حفل عرس كبير في إحدى الصالات بالحي، ووصفهم بـ«تبلد المشاعر وانعدام الإحساس.. فمن غير المقبول الرقص علنا على إيقاع الموسيقى الصاخبة والأنوار الملونة بينما يقتل العشرات يوميا والحزن يعم قلوب الأمهات».. ويضيف: «أنا لا أحتج على فرح الآخرين.. من حقهم أن يعيشوا الفرح لكن عليهم أن يراعوا مشاعر المنكوبين وأن تكون احتفالاتهم مستورة».
ويتابع داني، الذي يعيش في حي التجارة، أن عائلته «تشعر بالملل الشديد» بسبب الاعتكاف بالمنزل نتيجة الأوضاع الأمنية المتوترة، وقد اضطر والده للمكوث في المنزل غالبية اليوم، بعدما بات الذهاب إلى مكان عمله في الضواحي صعبا. كما أن لديهم مشكلة مع أشقائه الأطفال أثناء العطلة الصيفية، حيث لا يمكن ارتياد المسابح بشكل اعتيادي، أو أي مكان عام. وباتت التسلية الوحيدة التلفزيون والفيديو وألعاب الكومبيوتر، مما خلق جوا ضاغطا داخل البيت.
دائما هناك شجارات، ومع ذلك يقول داني: «نجد حرجا كبيرا من التنزه في الأماكن العامة رغم حاجتنا لذلك»، ويؤكد «ذلك غير ممكن حتى لو لم يكن هناك قصف أو اشتباكات، فما من عائلة إلا وفقد أو أصيب لها ابن أو قريب؛ أو فقدت بيتا.. نحن محاطون بالموت والدمار حتى لو لم نصب به مباشرة». ويضيف: «أول من أمس كنت على مقربة من انفجار وقع عند فندق (سميراميس) في حي المرجة، وقد وجدت نفسي وسط إطلاق نار كثيف.. الرصاص كان يسقط على الأرض كحبات البرد، شيء مذهل». ويؤكد داني أن «الموت يتجول بالشوارع».
أما ميساء، صديقة داني وجارته وزميلته في العمل التطوعي الإغاثي، فتختلف معه في الرأي، وترى أنه لا «يمكن للحياة أن تتوقف». وتتساءل: «ما ذنب الأطفال كي يختنقوا في المنازل؟ وكما يبدو أن الأزمة ستطول وعلينا التعايش معها».
وشجعت ميساء فكرة سكان البناء بتهيئة السطح للاجتماع وقضاء ساعات المساء معا وكأنهم في متنزه، وتقول: «كانت فكرة رائعة عندما قرر جارنا أبو صبحي تمضية بعض الوقت على السطح بعد الإفطار، لينضم إليه الجيران تباعا، وكل يأتي بمشروبات ومسليات وأرجيل مع عائلاتهم. ولا تخلو الجلسات من مرح ونكات.. ومن دموع».
وترى أنه حل نموذجي؛ فعدا كونه اقتصاديا، يمتن العلاقات الاجتماعية ويقرب وجهات النظر بين الجميع. لكن هذا الحل ليس متاحا دائما، فعندما تنشب اشتباكات بشكل مفاجئ أو يسمع دوي انفجارات وإطلاق مدفعي على أحياء جوبر والقابون وبرزة - القريبة من حي التجارة - يلوذ كل ببيته.
هيفاء، وبعد انكفاء أسابيع في المنزل منذ وصلت الاشتباكات إلى قلب العاصمة، قررت أخيرا أنها لن تموت في بيتها من الخوف، وستعود لتلبية دعوات صديقاتها لتبادل الزيارات، لكنها لن ترتاد المقاهي والمطاعم كما كانت تفعل في السابق.
إلا أنها اضطرت لتلبية دعوة صديقتها إلى مطعم «الشرق»، وتقول هيفاء: «دعتني صديقتي إلى إفطار في مطعم (الشرق)، أحد أقدم وأشهر مطاعم دمشق، بمناسبة عيد ميلاد ابنتها وأيضا لوداعها قبل السفر إلى كندا. فوجئت بأن المطعم كان شبه فارغ، علما أنه كان في السابق من المطاعم التي يحتاج دخولها إلى حجز مسبق قبل يومين أو ثلاثة».. وتتابع: «الطاولات المشغولة لم تتجاوز أصابع اليدين، كما خيم على الأجواء وجوم عام فرضته طبيعة الأحاديث وأخبار من قتل ومن اعتقل ومن اختطف، وأين نصبت حواجز جديدة وأي الطرق أفضل وأي المناطق هادئة وأيها تتعرض للقصف، وماذا حل بعائلة فلان وإلى أين نزح فلان وطرق الوقاية من القصف والقذائف».
وتقول هيفاء: «الطريف أنه حتى النكات تكون عن الرعب والقتل والمغامرات اليومية عند الحواجز وأثناء المداهمات».. وتروي أن أحدهم أخبرهم كيف اختطف ابنه من قبل إحدى العصابات في ريف دمشق، وكان هو على خصام مع ولده لسوء سلوكه، وحين طلب منه الخاطفون فدية 5 ملايين ليرة قال لهم: «لست بحاجة لابني احتفظوا به.. وإذا كان لديكم 5 آلاف ليرة أرسلوها لي».. وتضحك هيفاء، موضحة أنه كان صادقا فيما يقول، فهو «فعلا تخلى عن ابنه وكذلك الخاطفون.. إذ سرعان ما أطلقوا سراحه». تلك القصص التي تنتزع ضحكاتنا لا تبدد الكآبة، والخوف من المجهول.
آمال معلمة الثانوي، غادرت العاصمة إلى بلدتها القريبة من مدينة الضمير خلال عطلة الصيف في ريف دمشق، لتجدها وقد اكتظت بأكثر من 2500 عائلة نزحت من دوما وعربين وحرستا. وبعد يومين قضتهما بالملل والكآبة حبيسة داخل جدران المنزل مع والدتها المسنة، فكرت في القيام بعمل ما يخرجها من حالة الركود التي تعيشها، فتعاونت مع صديقاتها لوضع قاعدة بيانات للعائلات النازحة مع قائمة بأهم الاحتياجات، بهدف تنظيم العمل الإغاثي الذي مازال عفويا ويعاني من الفوضى.
هذا العمل أكل معظم ساعات يوم آمال، وتشير إلى أنه «لا يمكن الانكفاء في المنزل بينما البلد يحترق، نحن أمام كارثة إنسانية كبيرة». وسبق لآمال العمل في مجال الإغاثة في العاصمة لكنه كان نشاطا محدودا، بعد دوام في المدرسة. وتقول: «عندما كنت في دمشق كانت الساعات بعد انتهاء الدوام تمضي بلا جدوى، وسيطر علي شعور بالعجز، فكل يوم نسمع أصوات التفجيرات ونراقب تزايد أعداد النازحين في شوارع دمشق وحدائقها ومدارسها، ولا نستطيع فعل شيء لوقف تفاقم الكارثة.. حاولت المشاركة في المظاهرات لكن وحشية قوات الأمن جعلتني أتردد في الاستمرار بالتظاهر، سيما أنني شابة أعيش بعيدا عن عائلتي». حاولت آمال تمضية الوقت في تصفح الإنترنت والتواصل عبر «فيس بوك»، لكن رداءة الإنترنت «جعلتني أكره حياتي»، وشعورها باليأس «أيقظ في جسدها كل الأوجاع»، حتى القراءة تقول آمال إنها أقلعت عنها لعدم القدرة على التركيز.
طبيب الأطفال رضوان، الذي يسكن وسط العاصمة، بينما عيادته في قدسيا في ريف دمشق، يعاني من الملل أيضا؛ فهو حبيس البيت معظم الوقت منذ اضطراب الوضع في قدسيا وبدء القصف عليها. ومع أنه مثابر على ارتياد ناد رياضي 4 مرات في الأسبوع، إلا أن ذلك لا يملأ الفراغ الذي أحدثه إغلاق العيادة في حياته وحياة أسرته.
ويقول إنه متزوج منذ 20 عاما ولم يحصل أن تشاجر مع زوجته أو أولاده، لكن في الفترة الأخيرة التي مكث فيها إلى جانبهم في المنزل «كل يوم هناك مشكلة، وكل يوم جدل حاد حول حقوق كل منا، جميعنا يشعر بأن حقه مغبون لأنه لا يمارس حياته الاعتيادية». ويشير إلى أن زوجته «صارت تتسامح مع الأولاد إذا رغبوا باللعب مع أولاد الجيران في بيت الدرج عندما لا تتوفر الفرصة لذهابهم إلى النادي بسبب الوضع الأمني، وكان هذا سابقا من الممنوعات لديها.. فهي أيضا لم تعد تتحمل ضجيجهم في المنزل طوال اليوم». إلا أنه يؤكد أنه «حتى اللعب في بيت الدرج ليس متاحا دائما، فعزرائيل يتجول في شوارعنا طوال الوقت».
* «الشرق الأوسط» تتحفظ على أسم مراسلها في دمشق حفاظا على سلامته
 
غُل لـ«الحياة»: نصحنا الأسد ووجدنا أذناً صماء... ولا يمكننا الانفراد بإقامة منطقة عازلة
أنقرة - جميل الذيابي
أكد الرئيس التركي عبدالله غل أن أحداث الأزمة السورية أثبتت أن تطلع الشعب السوري لتغيير جذري لن يكون ممكناً بالطرق السلمية المعتادة، لكنه قال إن سياسة بلاده الخارجية لا تستند إلى تسليح أية جماعة، في إشارة إلى «الجيش السوري الحر» الذي يقاتل قوات النظام. وقال غل، في حديث الى «الحياة»، ان أنقرة تحدثت مراراً، وقدمت النصح إلى الرئيس الأسد في شأن ضرورة تطبيق إصلاحات سياسية، «لكن هذه التوصيات لقيت أذناً صماء». وشدد على أن المرحلة الانتقالية في سورية «ليست سهلة»، لكنه رأى أن من «المهم الحفاظ على وحدة التراب السوري وسيادته واستقلاله ووحدته الوطنية».
وحذر الرئيس التركي من أنه في حال استفحال الأزمة السورية «بما يؤثر في أمننا الوطني فسنتخذ كل الاحتياطات اللازمة»، مشدداً على أنه لا يمكن الانفراد بقرارات إقامة منطقة عازلة أو آمنة، والتي اعتبر أنها تتطلب توافقاً دولياً. وأكد أن «الشعب السوري هو الذي يقرر مصيره وخريطة طريقه».
وشدد غل على أن «علاقات راسخة من المودة والأخوة والروابط الثقافية» تجمع بين تركيا والسعودية. وقال إن البلدين يسعيان إلى ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة. وأعرب عن سروره بالدعوة التي تلقاها من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لحضور قمة التضامن الإسلامي التي تعقد في مكة المكرمة. وقال إن القمة تهدف إلى البحث في جميع المشكلات التي تعتري العالم الإسلامي، وستنير الطريق أمام إزالة الخلافات بين الدول الإسلامية، وتعميق التعاون والتعاضد بينها.
وأشار غل إلى أن تركيا تتشارك حدوداً مع سورية طولها 911 كيلومتراً. وقال: «لو تطلب أمننا القومي أية إجراءات لضمان أمن أراضينا ومواطنينا، فسنقوم بما ينبغي عمله، وسنتخذ كل الاحتياطات اللازمة». وقال، ردا على سؤال عن موقف تركيا من تسليح «الجيش السوري الحر» إن السياسة الخارجية لبلاده «لا تستند على تسليح أي جماعة»، وإنها تفضل الحلول السلمية. لكنه اضاف أنه «مع كل هذا نحن نرى أن تطلع الشعب السوري لتغيير جذري لن يكون ممكناً بالطرق السلمية المعتادة. وهذا ما أثبتته الأحداث»، مشيرا الى أن بلاده استقبلت منذ بداية الأزمة السورية أكثر من 50 ألف لاجئ سوري.
وسألت «الحياة» الرئيس التركي عما إذا كانت بلاده تسعى إلى إقامة منطقة عازلة لحماية السوريين، فردّ بأنه لا يمكن الانفراد بهذه القرارات حول المناطق الآمنة والعازلة، وينبغي توافق دولي بهذا الشأن. وقال: «نحن نتمنى أن يُصار إلى الولوج في مرحلة انتقالية سريعة تضمن تطلعات الشعب السوري، ولكن إذا استفحلت الأمور، وبدأت هجرات جماعية بما يؤثر في أمننا الوطني، فسنتخذ كل الاحتياطات اللازمة إزاء ذلك».
وأكد الرئيس التركي أن هناك «الكثير من التوقعات من روسيا للوصول إلى حلول تضمن الاستقرار في سورية»، لكنه قال: «لا نرى أنها تلعب دوراً إيجابياً في حل هذا الموضوع حالياً». وانتقد استخدام موسكو وبكين حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لعرقلة قرارات في شأن سورية. وذكر أن ذلك «أضفى نوعاً من الجرأة على نظام البعث في سورية». وأشار إلى أن بلاده تختلف مع موسكو في «تفسير من هو المسبب في زيادة القمع والعنف، فهناك نظام يقمع شعبه من دون تمييز بالأسلحة الثقيلة والطائرات والمروحيات إزاء جماهير تطلب حقها في حياة ديموقراطية شفافة» وقال: «بصراحة هناك من يأخذ على الروس والصينيين أنهم يشجعون ويتيحون الوقت لعمليات أكبر ضد الجماهير والأحياء السكنية في سورية».
وشدد غل على أن «المجتمع الدولي يجب أن يكون واضحاً في رسالته إلى النظام السوري للتوقف فوراً عن القمع وسفك الدماء... وتقع على روسيا مسؤولية كبرى في هذا الاتجاه..
 
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,957,252

عدد الزوار: 7,049,447

المتواجدون الآن: 71