نصر الله للخاطفين: لا تتخذوا الأبرياء رهائن.. وإذا كانت مشكلتكم معي نحلّها بالسلم أو بالحرب...مصطفى الشيخ: النظام ينقل صواريخه نحو درعا لقصف أكبر معاقل الجيش الحر..

حلب تواجه الرصاص.. وقرار دولي يدين النظام في مجزرة الحولة..المجلس الوطني السوري يتهم إيران بدعم دمشق بالمال والسلاح والتدريب...كلينتون تتهم روسيا بمواصلة تزويد نظام الأسد بالأسلحة

تاريخ الإضافة الأحد 3 حزيران 2012 - 5:15 ص    عدد الزيارات 2874    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

حلب تواجه الرصاص.. وقرار دولي يدين النظام في مجزرة الحولة
عشرات الآلاف خرجوا في «جمعة الحولة».. ومجزرة جديدة في القصير * كلينتون تتهم روسيا بمواصلة تسليح الأسد * أنان يعلن إحباطه
بيروت: بولا أسطيح لندن: «الشرق الأوسط»
وسط حالة إحباط دولي من موقف النظام السوري عكستها تصريحات الموفد الدولي والعربي كوفي أنان الذي أعلن في بيروت إحباطه ودعا الرئيس السوري بشار الأسد إلى تنفيذ البنود الستة لخطته, واجهت قوات الأمن السورية أمس عشرات آلاف المتظاهرين في المحافظات السورية كافة بالرصاص الحي، بحسب ما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي تحدث أيضا عن مظاهرات غير مسبوقة شهدتها مدينة حلب في جمعة «أطفال الحولة مشاعل النصر»، تصدى لها النظام، موقعا عددا من القتلى وعشرات الجرحى في حي الشعار بحلب. وبينما تحدثت لجان التنسيق المحلية عن سقوط ما يزيد على 40 قتيلا أمس، قال المرصد إن عشرات الآلاف من السوريين تظاهروا في مختلف المدن.
جاء ذلك بينما كانت حمص تتعرض لقصف عنيف ومتواصل بالدبابات التي تحاصر مختلف الأحياء، وتركز القصف على حي الخالدية. وفي ريف حمص شيعت مدينة القصير ضحايا مجزرة جديدة حيث قتل 14 شخصا أول من أمس جراء القصف على المدينة. وصوت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف أمس لصالح قرار يدين النظام في مجزرة الحولة ويطلب من لجنة التحقيق الدولية المستقلة حول سوريا إجراء «تحقيق خاص» حول المجزرة، وذلك بأغلبية 41 صوتا، بينما صوتت روسيا والصين وكوبا ضد القرار. ومن جهتها دعت نافي بلاي رئيسة مفوضية حقوق الإنسان مجلس الأمن لبحث تحويل قضية المجزرة إلى المحكمة الجنائية الدولية. في غضون ذلك, اتهمت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون روسيا بمواصلة تزويد نظام الرئيس الأسد بالأسلحة، بينما نفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تزويد بلاده سوريا بأسلحة «يمكن استخدامها في حرب أهلية». وفي تطور آخر، بث المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، شريط فيديو تظهر فيه دبابة تدهس جثة معارض.
في جمعة «أطفال الحولة».. النظام يواجه عشرات آلاف المتظاهرين بالرصاص ويستكمل حملته الأمنية، ناشطون يتحدثون عن إعدام 12 عاملا سوريا في ريف القصير.. والسوريون يتوعدون الأسد وميليشياته بالقصاص

بيروت: بولا أسطيح لندن: «الشرق الأوسط» ... واجهت قوات الأمن السورية أمس عشرات آلاف المتظاهرين في المناطق والمحافظات السورية كافة بالرصاص الحي بحسب ما أكّد المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي تحدث أيضا عن مظاهرات حاشدة وغير مسبوقة شهدتها مدينة حلب في جمعة «أطفال الحولة مشاعل النصر» تصدى لها النظام موقعا عددا من القتلى وعشرات الجرحى في حي الشعار في حلب.
وبينما تحدثت لجان التنسيق المحلية عن سقوط ما يزيد عن 40 قتيلا يوم أمس، قال المرصد إن آلاف السوريين خرجوا الجمعة في مختلف أنحاء البلاد في جمعة «أطفال الحولة مشاعل النصر» استنكارًا للمجزرة التي حصلت في 25 مايو (أيار) الماضي وراح ضحيتها 108 قتلى بينهم 49 طفلا، وتعرّض المتظاهرون إلى إطلاق النار من القوات النظامية، مما تسبب بسقوط قتلى وجرحى، ودائما بحسب المرصد، الذي قال في بيان إن «مواطنين استشهدا وأصيب آخرون بجروح إثر إطلاق الرصاص من قوات الأمن على المتظاهرين في حي الشعار في مدينة حلب الذي شهد مظاهرة قدرت بالآلاف. كما أصيب عدد من رجال الأمن بجروح بينهم ضابط في إطلاق نار لم يعرف مصدره خلال المواجهات مع المتظاهرين»، وأوضح مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن أن «مظاهرة حلب كانت حاشدة، وهي الأكبر في كل سوريا كما هي الحال في حلب منذ ثلاثة أسابيع كل يوم جمعة».
وقال عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» إن «حلب تشهد وللأسبوع الثالث على التوالي أكبر المظاهرات التي شهدتها سوريا منذ اندلاع الثورة» لافتا إلى أن عشرات الآلاف خرجوا إلى الشوارع أمس للتنديد بمجزرة الحولة، وأضاف: «كما خرجت في ريف حماه أمس مظاهرات حاشدة ووقعت اشتباكات في درعا وهزّ انفجار حاجزا عسكريا بريف إدلب».
بدوره، وصف الناطق الرسمي باسم تنسيقيات الثورة في حلب محمد الحلبي المظاهرات التي شهدتها حلب أمس بـ«الضخمة» مؤكدا أن الحراك في حلب يكبر أسبوعا بعد آخر كم حيث الحجم والنوع، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «خرجت أمس أكثر من 40 مظاهرة في حلب كان أكبرها في حي صلاح الدين حيث خرج أكثر من 50 ألفا ساروا باتجاه الأعظمية حتى حي سيف الدولة فالجميلية وصولا إلى مشارف ساحة سعد الله الجابري»، وأضاف: «هناك انهال الرصاص على المتظاهرين وحوصرت الأحياء وسقط أكثر من 40 جريحا عدد منهم بحالة خطرة».
وأوضح الحلبي أن حي الشعار في حلب شهد كذلك على خروج أكثر من 15 ألف شخص سقط 5 شهداء منهم برصاص الأمن السوري وقال: «المتظاهرون هتفوا ضد خطة أنان ووصفوها بالفاشلة كما نددوا بالصمت العربي والدولي الذي أدّى برأيهم لمجزرة الحولة».
إلى ذلك أفاد الناشط محمد الدوماني من دوما إلى تعرض مظاهرات هناك لإطلاق نار ما أدى لإصابة عدد من المتظاهرين.
هذا وذكر المرصد أن المظاهرات عمت كذلك محافظات درعا ودمشق وريفها وحمص وحماه وإدلب ودير الزور والحسكة والرقة واللاذقية «على الرغم من الانتشار الأمني الكثيف». ورفع متظاهرون في حي العسالي في دمشق لافتات منددة بمجزرة الحولة كُتب على إحداها «أيها العرب نحن نطلب أكثر من مجرد طرد السفراء (السوريين)، نطالب أيضا بطرد السفراء الروس والصينيين». كما رفع متظاهر لافتة طالب فيها بالحرية للمعتقلين السياسيين، بينما اتهم آخر النظام بقتل أطفال تحت ستار الإصلاح.
وجاء ذلك فيما كانت تتعرض، حمص وريفها لقصف عنيف ومتواصل بالدبابات التي تحاصر مختلف الأحياء، وتركز القصف المدفعي في المدينة على حي الخالدية صباحا، وفي ريف حمص شيعت مدينة القصير أربعة عشر شخصا قتلوا أول من أمس جراء القصف العنيف على المدينة المتواصل منذ يوم الاربعاء الماضي، كما شيعت قرية البويضة الشرقية القريبة من القصير ضحايا مجزرة معمل السماد والتي قضى فيها أربعة عشر عاملا من البويضة.
من جانب آخر أفادت الهيئة العامة للثورة السورية عن مقتل 14 شخصا بنيران قوات النظام، عشرة منهم في داريا بريف دمشق. وفي مدينة دمشق قال ناشطون إن قوات النظام زرعت عبوة ناسفة أمام منزل أحد الناشطين في حي المزة وأدى تفجيرها إلى مقتل ثلاثة أشخاص، إلا أن مصادر حكومية قالت إن عبوة ناسفة انفجرت بيد إرهابيين وهم يصنعونها.
وفي ريف دمشق سجل ناشطون تزايدا في عدد نقاط التظاهر في ريف دمشق نصرة للحولة والمدن المنكوبة على امتداد سوريا، وذلك رغم ما تشهده بعض مناطق الريف من عمليات عسكرية موسعة واستمرار القصف وإطلاق النار في مدينة داريا والمعضمية ودوما، وقال ناشطون إن عشرة أشخاص على الأقل قتلوا في داريا، في قصف عنيف من جميع الأسلحة بما فيها المدفعية الثقيلة مما أدى إلى إصابات العشرات بجراح، كما لوحظ انتشار أمني كثيف في شوارع معضمية الشام مع انتشار القناصة على أسطح المباني وإقامة بعض الحواجز الطيارة، وفي دوما سمع إطلاق كثيف للرصاص من الأسلحة الرشاشة والقناصة بالتزامن مع خروج الأهالي من المساجد في حي عبد الرؤوف ومنطقة جامع التوحيد من جامع المنفوش والإيمان وجامع المحمود، حيث تمت مواجهتها بالقصف وإطلاق النار من قبل عناصر الجيش النظامي، وخرجت المظاهرات نصرة للحولة والمدن السورية المنكوبة في كل من دوما وداريا وحرستا وسقبا وكفر بطنا وزملكا وعين ترما وحران العواميد والبويضة والضمير والزبداني وجديدة عرطوز وبلدا وحجيرة والكسوة والعبادة وحمورية وعقربا والسيدة زينب والتل وببيلا وكناكر وجرى اعتقال عدد من الأطفال دون سن الـ15 عاما في جديدة عرطوز. كما قال ناشطون إن سيدة وأطفالها قتلوا برصاص قوات الأمن في حمورية، وفي بيت سحم اعتدت قوات الأمن على المصلين بالضرب وفرقتهم قبل الخروج بمظاهرة.
وأيد المتظاهرون السوريون قيام العديد من الدول الأجنبية بطرد السفراء السوريين لكنهم اعتبروها غير كافية، ورفعوا في دمشق بحي العسالي لافتة كتبوا عليها أن «طرد السفراء لا يكفينا يجب طرد سفراء روسيا والصين» بينما رأى المتظاهرون في مدينة كفرنبل في محافظة إدلب - شمال غرب - أن طرد السفراء كلف السوريين خمسين طفلا شهيدا، - في إشارة إلى مجزرة الحولة - وفي حرستا في ريف دمشق كانوا أشد صرامة في الكشف عن رغبتهم في الأخذ بالقصاص من النظام وشبيحته وكتبوا بصراحة تنطوي على تعبير طائفي لا يقبل اللبس «اسمع أيها القاتل نريد القصاص لأطفالنا من أطفالكم ولنسائنا من نسائكم ولشبابنا من شبيحتكم فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم»، وتوعدوا الشبيحة بالثأر وبكثير من التحدي وجهوا الرسالة: «إلى ميليشيات الأسد إن كان قائدكم أسدا فإن جدنا الحمزة صياد الأسود» وردا على نتائج التحقيق الذي أجرته الحكومة السورية وأعلنت نتائجه الأولية قال المتظاهرون في حرستا «دماء أطفال الحول تنطق بالحق أكثر من الحكومة السورية ومن كل المراقبين».
في هذا الوقت، استكمل النظام السوري وبحسب الناشطين حملته الأمنية، وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 12 عاملا خلال مرورهم في حافلة في ريف القصير أول من أمس الخميس. وقال المرصد إن الرجال الاثني عشر يعملون في معمل للأسمدة في المنطقة تم إعدامهم، مطالبا المراقبين الدوليين المنتشرين في سوريا بزيارة القصير والتحقيق في عملية القتل.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن قوات النظام تقصف منذ أيام مدينة القصير التي تعتبر معقلا للمنشقين والتي تحاول قوات النظام اقتحامها.
بدوره، قال الناشط سليم قباني من لجان التنسيق المحلية السورية: «كان العمال في حافلة عندما أجبروا على التوقف على حاجز في ريف القصير». وأضاف «إنه إعدام ميداني. قام عناصر الحاجز بتكبيل أيديهم وراء ظهورهم وقتلهم رميا بالرصاص».
وقال قباني إن «عمليات الإعدام الميداني تتكاثر في هذه المنطقة، لا سيما على الحاجز المذكور حيث تعرض كثيرون للتعذيب»، مشيرا إلى وجود عدد كبير من الجرحى أيضا في المنطقة بسبب القصف، وإلى «نقص كبير في العلاجات الطبية والأدوية».
كما تدور اشتباكات في بلدتين في محافظة درعا في جنوب سوريا بين القوات النظامية ومجموعات منشقة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد «تدور اشتباكات بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب المقاتلة المعارضة هاجمت أحد المراكز العسكرية بين بلدتي صيدا والغارية الغربية» في درعا.
وبالتزامن، قال ناشطون إن مواطنا قتل في مدينة البوكمال في محافظة دير الزور إثر إطلاق الرصاص عليه أمام منزله من القوات النظامية السورية صباح يوم أمس. وقال المرصد السوري إن «القوات النظامية اقتحمت مدينة داريا بآليات عسكرية ثقيلة وأطلقت قذائف على منطقة داريا الغربية التي يتمركز فيها مقاتلون من الكتائب المقاتلة المعارضة، مما أدى إلى مقتل خمسة مواطنين». وفي ريف درعا، أفادت لجان التنسيق المحلية عن إصابة رجل بإطلاق رصاص لدى خروجه من المسجد في بلدة الشيخ مسكين. وفي محافظة إدلب «هز انفجار شديد» منطقة المسطومة صباح الجمعة، تبيّن، بحسب المرصد، أنه ناتج عن «استهداف حاجز عسكري سقط على أثره عدد من القوات النظامية بين قتيل وجريح». كما قتل طفل برصاص أحد الحواجز في مدينة أريحا في إدلب، وقُتل أربعة مواطنين في مدينة حمص بينهم اثنان إثر إطلاق الرصاص عليهما في حي باب السباع، بحسب ما نقل المرصد عن ناشطين، مشيرا إلى مقتل مواطنين في اشتباكات «عندما كانا يدافعان عن حي باب تدمر»، بحسب البيان. وقتل مواطنان وأصيب ثالث بجروح خطرة في «انفجار في منزل أحدهم في بساتين الرازي في منطقة المزة في دمشق».
كما سمعت أصوات إطلاق نار من رشاشات ثقيلة وخفيفة وأصوات انفجارات في مدينة دوما حيث احترق فجرا «مبنى في منطقة العب التي تعرضت للقصف في محاولة لاقتحامها من القوات النظامية»، بحسب المرصد.
وذكرت شبكة شام الإخبارية أن قوات النظام شنت هجوما عنيفا بالدبابات والمدرعات على مدينة البوكمال في دير الزور مما أسفر عن مقتل شاب.
مصطفى الشيخ: النظام ينقل صواريخه نحو درعا لقصف أكبر معاقل الجيش الحر، قائد الجيش الحر بدير الزور يعلن عدم التزامه بقرارات «الحر» في الخارج

جريدة الشرق الاوسط... لندن: نادية التركي.. قال مصطفى الشيخ، قائد المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أمس، إن «النظام السوري قام بتجهيز ونزع صواعق من الحشوات المتفجرة لصواريخ قريبة المدى تستخدم في المدفعية الصاروخية، وتم تجهيزها ونقلها إلى اللواء 38 في محافظة درعا، بهدف قصف منطقة اللجاة التي تعتبر أحد أكبر معاقل الجيش الحر في محافظة درعا. وتسمى في العرف العسكري هذه الصواريخ بالأسلحة الصامتة لأنها ليس لها صوت انفجار». وأضاف الشيخ أن «هناك معلومات غير مؤكدة تشير إلى أن تلك الصواريخ مزودة برؤوس جرثومية لها تأثير سريع وقاتل من دون أن تترك أي بصمات». ومن جهته، أعلن المجلس العسكري لثوار دير الزور وريفها، بالتنسيق مع القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل، أنه غير مسؤول أو ملتزم بقرارات «الجيش السوري الحر في الخارج» الموجود خارج أرض المعركة. وقال البيان «لا يحق لأحد أن يتكلم أو يصدر أي بيانات أو خطط عسكرية للجيش السوري الحر من الخارج، فالخارج لا يعبر إلا عن رأيه فقط». وأضاف «نقول من أراد القيادة فليكن في ميدان أرض المعركة وليس إعلاميا في الخارج». وأكد البيان أنه «اعتبارا من هذه اللحظة لن تأخذ القرارات إلا من القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل في أرض الميدان التي تعبر عن حال الشعب السوري الثائر».
وأصدر البيان الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه المقدم مهند الطلاع، قائد المجلس العسكري لثوار دير الزور وريفها.
إلى ذلك، أفادت مصادر «الشرق الأوسط» بأن الجيش السوري الحر في الداخل نجح في تصنيع صاروخ «نمر 4» قصير المدى، ونجحت التجربة لإطلاق الصاروخ المذكور، ولم يتسن التأكد من هذه المعلومة.
كلينتون تتهم روسيا بمواصلة تزويد نظام الأسد بالأسلحة.. والمباحثات متواصلة حول الخيارات الممكنة، بوتين: لا يمكن «فعل شيء بالقوة».. وإيجاد حل سياسي في سوريا «يتطلب التحلي ببعض المهنية والصبر»

واشنطن: محمد علي صالح موسكو: سامي عمارة لندن: «الشرق الأوسط»... اتهمت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس روسيا بمواصلة تزويد نظام الرئيس السوري بشار الأسد بالأسلحة، مؤكدة أن هذا الأمر يثير «قلقا جديا» لدى الولايات المتحدة.
وقالت كلينتون خلال مؤتمر صحافي في العاصمة النرويجية «نعلم أن عمليات بيع أسلحة حصلت بوتيرة منتظمة، حتى خلال العام الماضي، من روسيا إلى سوريا. نعتقد أيضا أن تزويد الأسلحة بشكل متواصل من قبل روسيا عزز نظام الأسد».
وقالت أيضا «إن روسيا واصلت مبيعاتها رغم الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لفرض عقوبات... هذا أثار قلقا جديا لدينا».
وتأتي تصريحات كلينتون هذه إثر تصريحات أدلى بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق أكد فيها أن بلاده لا تقف إلى جانب أي طرف في النزاع الدائر في سوريا و«لا تزود أحدا بالأسلحة التي يمكن استخدامها في حرب أهلية».
ومن جهته قال وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أول من أمس إن الجيش الأميركي مستعد لأي عمل عسكري ضد سوريا قد يكون ضروريا لكن المسؤولين ما زالوا يركزون على بذل مزيد من الضغوط الشديدة التي يمكن أن تؤدي إلى الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
وكان بانيتا يتحدث إلى الصحافيين في طريقه إلى سنغافورة لحضور مؤتمر أمني، ولم يصل إلى حد الدفاع عن القيام بعمل عسكري دون موافقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة غير أنه قال: إنه يجب على المجتمع الدولي أن يتحرك بنشاط وفعالية أكبر لتحقيق الإطاحة بالأسد قبل أن ينفد الوقت.
وقال بانيتا «هذا وضع غير مقبول، ولا يمكن أن نرضى بما يجري، وعلى المجتمع الدولي أن يتخذ مزيدا من الخطوات لضمان الإطاحة بالأسد».
وسئل عن احتمال القيام بعمل عسكري أميركي دون موافقة الأمم المتحدة فرد بقوله «لا أتصور هذا»، وأضاف قوله: إنه من الضروري الحصول على «هذا النوع من التأييد الذي نحتاج إليه لإنجاز المهمة». حسب رويترز.
وقال الرئيس الأميركي السابق كلينتون إن تدهور الوضع في سوريا يشبه في بعض جوانبه المشكلة التي واجهها عندما كان رئيسا، عندما انفجرت مشكلة البوسنة. وقال: إنه لا بد من العمل السريع لوقف العنف، وإن وقف العنف، في سوريا مثلما هو في البوسنة، يجب أن يسبق المؤتمرات والحلول النهائية.
وقال كلينتون في مقابلة مع تلفزيون «سي إن إن» إنه يتعاطف مع الرئيس باراك أوباما وهو يتردد في التدخل العسكري الأميركي لوقف أكثر من سنة من إراقة الدماء في سوريا. وأشار كلينتون إلى أن أوباما كان قال: إن خياراته محدودة. وإن أوباما رفض نداءات المرشح الجمهوري للرئاسة، ميت رومني، باتخاذ خطوات أكثر مباشرة لإنهاء حكم الرئيس السوري بشار الأسد.
وأضاف كلينتون أنه يؤمن بأن العالم «سيأتي سريعا لمساعدة سوريا» إذا ترك الأسد الحكم. وأضاف كلينتون: «لكن يصعب جدا على الولايات المتحدة التصرف بمفردها. علينا أن نحترم القيود الموجودة الآن على رئيس حكومتنا. أنا كنت في مكانه في سوريا عندما تعاملت مع البوسنة في عامي 1993 و1994. واستغرقت جهودي عامين، بل أكثر».
ومن جهته اتهم البيت الأبيض إيران أول من أمس بالقيام «بدور شرير» لدعم الرئيس السوري بشار الأسد وحذر مجددا من أن الصراع في سوريا يمكن أن ينفجر إلى حرب أوسع نطاقا بالوكالة ما لم يتنح الأسد.
وفي تعليقات حادة ضد طهران قال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض إن إيران تستغل العنف في سوريا لترسيخ نفوذها الإقليمي.
وقال للصحافيين في البيت الأبيض «يلقي هذا الأمر بمزيد من الضوء على محاولات إيران المستمرة لتوسيع نفوذها الشائن في المنطقة ويؤكد على خوف إيران من سوريا من دون نظام الأسد».
ويقول مسؤولو أمن أوروبيون وأميركيون إن إيران قدمت للأسد مساعدات كثيرة من بينها السلاح والذخيرة للحفاظ عليه كحليف حيوي لها في المنطقة.
وجاءت تصريحات كارني وسط مخاوف متزايدة في بعض عواصم العالم من احتمال تحول العنف في سوريا إلى حرب أوسع بالوكالة تكون إيران فيها مجرد طرف من الأطراف الخارجية.
وقال: إن واشنطن تعمل مع روسيا - التي استخدمت مع الصين حق النقض في مجلس الأمن مرتين لحماية الأسد من العقوبات الدولية - لإقناعها بالمخاطر «الرهيبة» للسماح للصراع بالاتساع.
وقالت المستشارة الألمانية خلال مؤتمر صحافي مشترك مع بوتين «لقد عبرنا نحن الاثنين عن قناعتنا بوجوب إيجاد حل سياسي» للأزمة في سوريا، مشيرة إلى أن خطة كوفي أنان «يمكن أن تشكل نقطة انطلاق». وأضافت: «يجب بذل كل الجهود في مجلس الأمن الدولي من أجل تطبيق هذه الخطة».
من جهته قال الرئيس الروسي إنه لا يمكن «فعل شيء بالقوة».
وأعرب بوتين عن اعتقاده «باحتمال» إيجاد حل سياسي في سوريا، موضحا أن «ذلك يتطلب التحلي ببعض المهنية والصبر».
وقال: «هناك الكثير من الأطراف الضالعة في هذا النزاع مع مصالح متعددة. يجب إيجاد توافق بين هذه المصالح وجمع كل الأطراف على طاولة مفاوضات، وفي هذا الاتجاه سنعمل».
وتابع بوتين «سنتباحث بالتأكيد مع شركائنا وأولهم في مجلس الأمن الدولي ومع ألمانيا والدول الأخرى الراغبة في تسوية هذا النزاع».
وقال الرئيس الروسي إن «روسيا لا تدعم أيا من الأطراف في سوريا لأنه من ذلك يأتي خطر اندلاع حرب أهلية في سوريا»، نافيا تزويد نظام الرئيس السوري بشار الأسد بأسلحة «يمكن أن تستخدم في حرب أهلية».
وأضاف: «نرى اليوم مؤشرات تنذر بحرب أهلية. إنه أمر خطير للغاية».
وحول خطورة الأحداث في سوريا قالت ميركل «إن تقييمنا ليس مختلفا»، مؤكدة أن «الوضع فظيع في البلاد، وليس لأحد مصلحة في اندلاع حرب أهلية (...) يجب على الجميع أن يحاولوا تقديم مساهمتهم».
ومن جانبه ناشد وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفيلي موسكو تغيير سياستها تجاه سوريا. وقال فسترفيلي في تصريحات لصحيفة «دي فيلت» الألمانية الصادرة أمس «يلعب موقف روسيا تجاه نظام الأسد دورا جوهريا في القضية السورية».
وذكر فسترفيلي أنه ينبغي على روسيا «أن تعلم أننا لا نعمل ضد مصالح استراتيجية روسية عندما نريد إنهاء العنف في سوريا»، موضحا أن هذا يعني الحيلولة دون اندلاع حريق واسع المدى في المنطقة بأكملها، وقال: «هذا لا يمكن أن يتحقق إلا إذا تضافر المجتمع الدولي». من ناحية أخرى حذر فسترفيلي من الحديث عن تدخل عسكري في سوريا، وقال: «لا ينبغي في ظل هذا الوضع المتأزم إثارة انطباع كما لو كان التدخل العسكري هو الطريق الأمثل لحل سريع».
وأوضح الوزير الألماني أن المساعي السياسية والدبلوماسية شاقة للغاية لكن يتعين مواصلتها، مضيفا أن خطة السلام التي وضعها مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية لسوريا، كوفي أنان، «ما زالت الأساس الأفضل لحل سياسي».
وأعرب الوزير الألماني عن توقعاته بأنه لن يكون هناك تفويض من الأمم المتحدة باستخدام القوة العسكرية في سوريا، وقال: «لذلك لا تشارك الحكومة الألمانية في مقترحات حول التدخل العسكري في سوريا وتواصل رهانها على الحل السياسي». حسب وكالة الأنباء الألمانية.
وقال: إنه يمكن تسليم السلطة في سوريا إلى رئيس انتقالي يتولى تنظيم مرحلة جديدة على غرار ما يحدث في اليمن.
وأضاف: «علينا أن نحذر من إثارة توقعات لا يمكن تحقيقها في النهاية من خلال نقاشاتنا عن التدخل العسكري في سوريا».
وفي الجانب الروسي طرح إيغور يورغينس مدير معهد التنمية المعاصرة مبادرة تقضي بإيفاد قوات حفظ السلام التابعة لمنظمة بلدان معاهدة الأمن الجماعي لمساعدة كوفي أنان في تنفيذ خطته حول إقرار الحفاظ على السلام في سوريا. وأشار يورغينس المحسوب على رئيس الحكومة الروسية ديمتري ميدفيديف منذ كان رئيسا للدولة إلى أن «موقف روسيا تجاه الأوضاع في سوريا يجنح نحو الضعف بإصرارها على سيادة سوريا». ونقلت عنه صحيفة «ازفيستيا» قوله: «إن الغرب يشعر بأن روسيا مستعدة للتضحية بحقوق الإنسان في سوريا مقابل الحفاظ على سيادة الدولة»، فيما طالب يورغينس باتخاذ موقف أكثر مرونة في سوريا معيدا إلى الأذهان قرار الأمم المتحدة حول «المسؤولية عن الحماية» الذي ينص على «حق الأسرة الدولية في التدخل العسكري باعتباره خطوة أخيرة في حال عجز الدولة عن حماية مواطنيها من الجرائم الموجهة ضد الإنسانية والإبادة الجماعية وغيرها من الجرائم». وتعليقا على اقتراح يورغينس حول إيفاد قوات حفظ السلام قال نيكولاي بورديوجا الأمين العام لمنظمة بلدان معاهدة الأمن الجماعي التي تضم روسيا ومعظم بلدان الاتحاد السوفياتي السابق «إن اتفاقية استحداث القوات الجماعية للرد السريع التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي تقضي بإمكانية الفصل بين الأطراف. أما الوضع في سوريا فيقضي بتنفيذ عملية إرغام الأطراف على الجنوح إلى السلام وقبل كل شيء بالنسبة إلى المقاتلين أو بالأحرى أولئك الذين يحاولون معالجة المهام السياسية بحمل السلاح وليس في إطار دستور الدولة». وأضاف قوله بجواز هذه المبادرة من الناحية النظرية والتي وصفها بأنها «مبادرة مضيئة للسياسيين بل ليس لمن يزج به في هذا الجحيم ضمن قوات الرد السريع» التي تضم ما يقرب من عشرين ألفا من خيرة العسكريين المدربين، مشيرا إلى أن المعارك تدور في سوريا باستخدام الأسلحة الثقيلة من قبل الجانبين. وأضاف بورديوجا: «من وجهة نظر الاتفاقيات والأحكام المدونة في النظام الداخلي للمنظمة فإن رجال حفظ السلام للمنظمة يمكن استخدامهم بموجب تفويض من مجلس الأمن الدولي سواء في أراضي الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي أم خارجها. ويعتبر هذا الأمر ممكنا نظريا. لكنه بحاجة إلى تحليله على صعيد الممارسة والشيء الرئيسي الاتفاق عليه مع الشركاء». على أن قادة بلدان معاهدة الأمن الجماعي كانوا أعربوا عن تحفظاتهم إزاء مثل هذه الاقتراحات فيما سبق وأكدوا في اجتماعهم الذي عقدوه في موسكو في منتصف مايو (أيار) الماضي في موسكو ضرورة حل التناقضات في البلدان العربية دون تدخل خارجي. وقد تضمن البيان الصادر عن هذه القمة الدعوة إلى سرعة تجاوز الأزمة في سوريا دون تدخل خارجي. وكان ديمتري بيسكوف المتحدث الرسمي باسم الكرملين قد انتقد الدعوة إلى التدخل العسكري الخارجي في سوريا ومحاولات عدد من الأوساط الغربية استمالة روسيا والصين إلى الموافقة المتشددة لهذه الأوساط ضد سوريا. ونقلت عنه صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» قوله «إن موقف روسيا إزاء الأحداث في سوريا معروف جيدا، وهو متوازن ومنطقي تماما. ومن العبث التعويل على تغييره تحت أي ضغوط».
وجدد وزير الخارجية الصيني أول من أمس أن بلاده ما زالت تضع ثقتها في خطة مبعوث السلام الدولي كوفي أنان لحل الأزمة في سوريا رغم الضغوط من أجل تحرك أشد صرامة بعد مقتل أكثر من مائة شخص بينهم أطفال في بلدة الحولة.
وقال الوزير الصيني يانغ جيه تشي في مؤتمر صحافي بعد اجتماع لمنتدى عربي صيني «ما زلنا ندعم جهود أنان... كنا نعلم من البداية أن هذا المسار لن يكون مفروشا بالورود».
السعودية تطالب المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته أمام الأحداث في سوريا، مفوضة حقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة: مجزرة الحولة يمكن أن ترقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية وجرائم دولية أخرى

جنيف: «الشرق الأوسط».... أكدت المملكة العربية السعودية في كلمتها أمس أمام الجلسة الطارئة لمجلس حقوق الإنسان حول سوريا تنديدها بالمجزرة التي حدثت في الحولة واستنكارها الشديد للهجمات التي تحصد أرواح العشرات من الأبرياء ومن بينهم الأطفال والنساء والشيوخ.
وشدد الدكتور عبد الوهاب عطار، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الأمم المتحدة في جنيف في كلمة المملكة أمام مجلس حقوق الإنسان على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته تجاه ما يدور في سوريا من قتل وتعذيب وانتهاكات لحقوق الإنسان بكل أشكالها.
وأوضح أن المملكة العربية السعودية أكدت في مناسبات كثيرة حرصها على وحدة وسلامة الأراضي السورية وضرورة تلبية تطلعات الشعب السوري الشقيق المشروعة في الإصلاح والتقدم وحقن الدماء في سوريا ووقف انتهاكات حقوق الإنسان، إلا أن السلطات السورية واصلت نهجها في الحلول الأمنية والقتل والتعذيب الذي طال الأطفال والنساء.
وأعرب عن أمله في أن تسهم هذه الجلسة في وقف القتل في سوريا، داعيا السلطات السورية إلى التعاون مع المجتمع الدولي ولجنة التحقيق الدولية في أحداث الحولة، ومعربا عن أمله في أن يضطلع مجلس حقوق الإنسان بمسؤولياته تجاه معاناة الشعب السوري.
ومن جهتها، اتهمت سوريا أمس مجلس حقوق الإنسان الذي عقد جلسة خاصة أمس (الجمعة) لمناقشة مشروع يدين مجزرة الحولة في سوريا، بتصعيد الأزمة المستمرة في البلاد منذ منتصف مارس (آذار) 2011.
وقال مندوب سوريا في مجلس حقوق الإنسان فيصل الحموي في اتصال هاتفي أجراه معه التلفزيون السوري عقب الكلمة التي ألقاها أمام المجلس أمس، إن «الهدف من الاتهام هو دفع الأزمة في سوريا إلى المزيد من التعقيد، خاصة لأنهم غير سعداء من خطة المبعوث الدولي كوفي أنان ومن زيارة أنان ومن التزام سوريا بهذه الخطة».
وأضاف «إنهم لا يريدون للأزمة أن تنفرج بالشكل السلمي الذي يحقق الأمن والأمان للبلد والشعب. إنهم يريدون تفتيت البلد لمصلحة إسرائيل».
واعتبر أن «الاتهام المؤسف والمخجل هو عملية قتل ثانية للأبرياء في سوريا».
وحذرت المفوضة العليا لحقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة نافي بيلاي أمس في خطاب تلته ممثلة عنها لدى افتتاح دورة خاصة لمجلس حقوق الإنسان حول سوريا من اندلاع «نزاع شامل» في سوريا يضع المنطقة في «خطر كبير»، داعية الأسرة الدولية إلى دعم خطة الموفد الدولي إلى سوريا كوفي أنان والتحقيق في أعمال العنف في هذا البلد. واعتبرت أن مجزرة الحولة يمكن أن ترقى إلى مستوى «جرائم ضد الإنسانية وجرائم دولية أخرى».
وانعقد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بناء على طلب قدمته قطر والولايات المتحدة وتركيا.
ويدين مشروع القرار بأشد العبارات «عمليات القتل المشينة التي استهدفت 49 طفلا جميعهم دون العاشرة من العمر»، ويطالب لجنة التحقيق التي بدأت العمل حول سوريا منذ أغسطس (آب) بتفويض من المجلس «بإجراء تحقيق خاص شامل ومستقل ومن دون عوائق يستوفي المعايير الدولية حول أحداث الحولة»، حسب «رويترز».
ووصف المندوب السوري استصدار قرار يدين سوريا بأنه من ضمن «القرارات الحاقدة والظالمة التي تخرج عن المعايير الموضوعية التي اعتمدها مجلس حقوق الإنسان في السابق».
وأشار إلى أن غالبية أعضاء المجلس من المجموعات الغربية وبعض الدول العربية والإسلامية «التي تستجيب وترضخ لتعليمات الوفد الأميركي». ورأى الحموي أن «القرار المتوقع صدوره واعتماده سيحمل بالتأكيد سوريا المسؤولية عن هذه المجزرة الشنيعة التي وقعت، قبل انتهاء التحقيق»، لافتا إلى أن دمشق أبلغتهم بأن «النتائج الأولية للتحقيق تشير إلى ضلوع مجموعات إرهابية مسلحة في هذه المجزرة الشنيعة».
وأكد أنه «لن يصح إلا الصحيح وسيفشلون في جميع هذه المساعي».
وزير الخارجية البريطاني بعد لقائه وفد المجلس الوطني: سوريا على شفير حرب أهلية، سمير نشار لـ «الشرق الأوسط»: أعربنا له عن تخوفنا من مجازر تطهير طائفية ونأمل تغييرا قريبا في الموقف الروسي

بيروت: كارولين عاكوم.... في حين أعلن وزير الخارجيّة البريطاني وليم هيغ أنّ سوريا على شفير حرب أهليّة شاملة داعيا إلى تطبيق خطة أنان، وصف سمير نشار وعبد الباسط سيدا، عضوا المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري، أجواء اللقاء الذي جمعهما بـ«هيغ» مع عدد من أعضاء المكتب التنفيذي يوم أمس، على هامش مؤتمر اسطنبول حول الصومال، بأنها كانت إيجابية جدا، مؤكدين أن «مرحلة ما بعد مجزرة الحولة ليست كما قبلها».
وقال هيغ في تصريح له بعد لقائه وفد المجلس الوطني السوري والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «أنا والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمعارضة السورية نعتقد أن سوريا على شفير حرب أهلية شاملة وسقوط سوريا في مواجهات طائفية».
وإذ دعا هيغ إلى تشديد العقوبات على دمشق، اعتبر أنه لم «يفت الأوان» بعد لكي يطبق نظام الرئيس بشار الأسد خطة الخروج من الأزمة التي وضعها كوفي أنان، مُضيفا: «من الأهمية بمكان لنا جميعا أن نزيد الضغط لتطبيق خطة أنان، وهذا يعني أن دولا أخرى خارج الاتحاد الأوروبي يجب أن تشارك في العقوبات التي فرضناها على النظام».
وتابع هيغ: «إذا تلقوا رسالة واضحة من روسيا والصين ودول جامعة الدول العربية بأنهم يقتربون من آخر فرصة لهم لتطبيق مثل هذه الخطة، فعندئذ لن يكون قد فات الأوان لكي يقوموا بذلك». وشدد هيغ على أنَّ بلاده «لا تعتزم في الوقت الحاضر القيام بعمل خارج إطار الأمم المتحدة»، وقال «إذا فشلت خطة أنان في الأسابيع المقبلة، يتعين علينا العودة إلى مجلس الأمن الدولي».
وعن هذا اللقاء، قال نشار لـ«الشرق الأوسط»: «تبادلنا مع وزير الخارجية البريطاني وجهات النظر حول ما يجري في سوريا ولا سيّما التطورات الخطيرة الأخيرة، وأهمّها مجزرة الحولة التي اعتبر هيغ أن الوضع السوري دخل معها منعطفا جديدا». لافتا إلى أنّ الوفد عبّر للوزير البريطاني عن مخاوفه حول إقدام النظام على ارتكاب مجازر تطهير طائفية على غرار مجزرة الحولة، وبالتالي الوصول إلى مخطّطه في تكريس الفتنة الطائفية بين السنّة والعلويين، الأمر الذي يستدعي تدخلا دوليا سريعا لإنقاذ المدنيين وإيقاف المجازر وهذا ما ليس له علاقة بتوحيد المعارضة أو عدمه، لأنّ الهدف منه إنساني وليس سياسيا، مشيرا إلى أن هناك تخوّفا في هذه المرحلة من ارتكاب مجزرة في جبل الأكراد حيث يعمد النظام إلى حشد قواته.
وعن مستقبل خطّة أنان ونتائجها لغاية اليوم، قال نشار «أكّدنا لوزير الخارجية أنّ هناك صعابا كثيرة تحول دون استمرار العمل بهذه الخطة بعد شهرين على بدء تنفيذها، في ظلّ عدم تطبيق النظام أي بند منها». لافتا إلى أنّ العمل يبدو الآن مرتكزا على الضغط للوصول إلى تغيّر في الموقف الروسي لتنفتح بعدها الآفاق على حلول كثيرة ومنها سياسية تساهم في إسقاط النظام السوري.
واضاف «يبدو واضحا أنّ المعلومات التي يمتلكها البريطانيون والمجتمع الدولي تعكس التخوّف نفسه، وهذا ما عبّر عنه هيغ، ويبدو أنّ البريطانيين يملكون إشارات إيجابية بإمكانية تغير الموقف الروسي في الأيام أو الأسابيع القليلة المقبلة، لا سيما أنّ معلومات روسيا الاستخباراتية إضافة إلى تقارير بعثة المراقبين أشارت إلى وقوف النظام وراء مجزرة الحولة».
من جهته، وفيما يتعلّق بخطّة أنان، قال عبد الباسط سيدا لـ«الشرق الأوسط»: «على الرغم من ملاحظاتهم عليها وعلمهم بصعوبة تطبيقها مع استمرار النظام في ارتكاب جرائمه، فإنّها لا تزال موضع دعم من قبلهم ويرون أنّها لا تزال صالحة».
المجلس الوطني السوري يتهم إيران بدعم دمشق بالمال والسلاح والتدريب، الدقباسي يحذر من الفتنة الطائفية في سوريا

لندن: «الشرق الأوسط» ... اتهم المجلس الوطني السوري أمس إيران بدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد بالسلاح والتدريب والمال، معتبرا أن النظام الإيراني يكون بذلك «شريكا في الجرائم» المرتكبة بحق الشعب السوري.
وطالب المجلس في بيان جامعة الدول العربية في اجتماعها الوزاري المقرر اليوم السبت في الدوحة الطلب من إيران وقف «تدخلها السافر» في الشأن الداخلي السوري، كما طلب من مجلس الأمن الدولي منع تهريب السلاح من إيران إلى النظام السوري.
وأشار إلى أن «التدخل الإيراني في الشؤون السورية يشمل تدريب ميليشيات النظام على عمليات التصدي للمتظاهرين، وتقديم التقنيات والأجهزة اللازمة لذلك، بما فيها أجهزة التنصت والمراقبة، ونقل شحنات كبيرة من الأسلحة».
كما اتهم المجلس في بيانه طهران بضخ «مليارات الدولارات عبر مصارف في لبنان والعراق لدعم النظام ومنع اقتصاده من الانهيار»، وذلك بالإضافة إلى «تسخير أسطولها البحري للالتفاف على الحصار المفروض عليه».
واتهم النظام الإيراني أيضا بالمشاركة «في عمليات أمنية لملاحقة معارضي النظام». حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وشدد على أن «تدخل إيران السافر في الشأن الداخلي السوري، وفق اعترافات مسؤوليها، وتورطها في مخطط النظام لإحداث حرب أهلية، يستوجب من المجتمع الدولي التصدي له ومنعه بكل الوسائل».
ودعا المجلس جامعة الدول العربية «لبحث هذا الموضوع في اجتماعها الوزاري» المقرر اليوم السبت في الدوحة، «ومطالبة طهران بالكف عن ذلك». كما حث مجلس الأمن الدولي على إدانة التدخل الإيراني.
ومن جهته أكد رئيس البرلمان العربي عضو مجلس الأمة الكويتي، علي الدقباسي، أنه مع كافة الحلول التي من شأنها إيقاف الأزمة السورية وإنقاذ الأبرياء، وقال لـ«الشرق الأوسط»: إن «الأوضاع في سوريا لا يمكن تحملها». كما حذر الدقباسي الشعب السوري من الفتنة الطائفية، وقال: «إياكم والطائفية، فهناك فئات تحاول خرق صفوفكم وشق وحدتكم لزرع فتيل الفتنة».
وأوضح الدقباسي أن مسألة إنقاذ الشعب السوري لم تعد شأنا عربيا أو إسلاميا، بل باتت مسؤولية عالمية. وتزامنت تصريحات الدقباسي مع الاجتماع الوزاري للجامعة العربية في الدوحة اليوم، حيث أكد أن على القادة العرب في اجتماعهم أن يتخذوا قرارات حازمة، وقال: إن «الاجتماع لن يجدي بالمنفعة إن لم يخل من القرارات والتوصيات غير المجدية كالمراقبين وغيرها».
ويلوم الدقباسي العرب على ترددهم في أخذ موقف محدد وصارم ضد نظام بشار الأسد «الظالم لشعبه». وقال في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» إن «التردد الذي حصل من أشقائي العرب هو ما دفع النظام السوري إلى التمادي في استخدام القوة»، مشددا على ضرورة إيقاف الأزمة بأخذ كافة التدابير المتاحة «بحزم ولزم» وتحكيم الضمائر أمام تلك المسؤولية «طوعا أو كرها».
نصر الله للخاطفين: لا تتخذوا الأبرياء رهائن.. وإذا كانت مشكلتكم معي نحلّها بالسلم أو بالحرب، الجهة الخاطفة تشترط «اعتذار نصر الله» و«إطلاق سراح هرموش» لبدء المفاوضات

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: نذير رضا وبولا أسطيح ... تسارعت وتيرة الاتصالات أمس على المستويين العربي والدولي لبحث الجهود الرامية إلى إطلاق سراح المختطفين اللبنانيين الـ11 الذين مضى على اختطافهم في ريف حلب عشرة أيام. وبحث رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، في القصر الملكي بجدة، موضوع المختطفين اللبنانيين وإمكان مساعدة السعودية في إطلاقهم، بينما وعد المبعوث الدولي إلى سوريا كوفي أنان من بيروت بقوله: «سنبذل جهدنا كأمم متحدة للمساعدة». وفي حين اشترطت الجهة الخاطفة اعتذارا من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عن مضمون خطابه الأخير «لبدء المفاوضات بشأن المختطفين»، دعا نصر الله الخاطفين إلى «عدم أخذ الأبرياء رهائن». وتوجه لهم بالقول: «قلتم أن لا مشكلة مع طائفة معينة، وعليكم أن تثبتوا ذلك، وهؤلاء زوار يجب أن يعودوا إلى أهلهم»، مضيفا: «إذا كانت لديكم مشكلة معي أو مع حزب الله أو مع حركة أمل أو قوى سياسية أخرى، فهناك أساليب وطرق كثيرة للتعاطي بها، تريدون بالسلم، تحل بالسلم، كذلك بالحرب أو بالحب، لكن أن تأخذوا الأبرياء رهائن، فهذا ظلم يجب الانتهاء منه».
نصر الله وخلال كلمة ألقاها في احتفال أقامته السفارة الإيرانية لمناسبة الذكرى السنوية الـ23 لرحيل الإمام الخميني في قصر الأونيسكو، جدد تأكيده أن «هؤلاء المخطوفين، مواطنون لبنانيون، وبالتالي الدولة اللبنانية مسؤولة عن إعادتهم وإطلاق سراحهم»، مشيرا إلى «إننا جميعا نساعد الدولة، ولكن هذه مسؤولية الدولة، وبالفعل الدولة برؤسائها على مستوى الحكومة والوزراء والكثير من المسؤولين تعمل بجد للوصول إلى خاتمة طيبة». ولفت نصر الله إلى أنه «في الأيام الماضية حصلت ملابسات لا مصلحة بالتعليق عليها من أجل المخطوفين، ويمكن التعليق لاحقا»، مشيدا «بصبر الأهالي والحس العالي من المسؤولية لديهم»، داعيا إلى «مواصلة الهدوء وضبط النفس والصبر، وإعطاء الدولة الوقت لتتابع الموضوع وتصل إلى النتيجة». وكانت قناة «الجزيرة» بثت مساء أول من أمس شريطا يتضمن صورا للمختطفين، وبعض أوراقهم الثبوتية. وأكدت مجموعة قالت إنها تحمل اسم «ثوار سوريا - ريف حلب» أن اللبنانيين المخطوفين في سوريا موجودون لديها وأنها لن تبدأ بمفاوضات لإطلاق سراحهم قبل اعتذار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. وأرسلت المجموعة بيانا إلى القناة قالت فيه إن «المختطفين اللبنانيين في ضيافتنا وهم بصحة جيدة». من جهته، أوضح الناطق باسم المجلس الثوري لحلب وريفها، أبو عبد الله الحلبي، في حديث لقناة «الجديد» أمس، أنه «ليس للمجلس الثوري في حلب وريفها ولا للجيش السوري الحر أية علاقة بالمجموعة التي قامت باختطاف اللبنانيين في حلب»، مشددا على أن «هذه المجموعة ليست منضوية تحت لواء المجلس الثوري أو الجيش السوري الحر». وأعلن أنه «ليس لدينا أي صلة مباشرة بالمجموعة الخاطفة، ولكن تلقينا بشكل غير مباشر بيان المجموعة»، مشيرا إلى أن المجموعة قالت «إنها تريد اعتذارا رسميا من نصر الله، وإنها لن تطلق سراح المخطوفين إلا بإطلاق سراح (مؤسس الجيش السوري الحر المعتقل لدى السلطات السورية) المقدم حسين هرموش».
وأعلن الحلبي «إننا سنحاول بكل جهدنا أن نحل الأمر وأن يصل المعتقلون إلى بلادهم سالمين، رغم أننا نعلم أن الأمر خطير»، موضحا «إننا لا ندري حتى الآن تفاصيل ما يجري».
في هذا الوقت، أكد سفير تركيا لدى لبنان أنان أوزيلديز «متابعة بلاده الجهود الآيلة إلى الإفراج عن المواطنين اللبنانيين الموجودين داخل الأراضي السورية»، لافتا إلى أن «هذا ما أبلغته القيادة التركية إلى رئيس الوزراء نجيب ميقاتي». غير أن العميد المتقاعد والخبير العسكري المقرب من حزب الله، أمين حطيط، أكد أن «المعطيات التي لدينا تؤكد أن المختطفين في قبضة الأتراك، منذ الساعات الأولى لاختطافهم، وكل ما يقال بخلاف ذلك يندرج في إطار التمويه والتعمية».
وأشار في اتصال مع «الشرق الأوسط» إلى أن «الخاطفين هم جماعة مسلحة تكفيرية تندرج تحت عنوان الجيش السوري الحر الذي تندرج في ظله أيضا عناصر ومجموعات مسلحة متناثرة». وقال: «خطف اللبنانيين كما الإيرانيين تم بذهنية تكفيرية والدوافع هي نفسها، لكن النزاع الإقليمي الحاصل حول عملية خطف اللبنانيين أدى لاضطراب وتململ الخاطفين الذين تبناهم الجيش السوري الحر في قضية الإيرانيين وتبرأ منهم اليوم».
واعتبر حطيط أن «الأتراك حاليا مقيدون بحركتهم بأوامر أميركية»، معربا عن «تخوفه من أن تلقى قضية اللبنانيين نفس مصير الإمام المغيّب موسى الصدر»، مشددا على أنه ليس من الصواب حاليا ربط فك أسرهم بمهلة.
أنان بعد لقائه ميقاتي: لقد نفد صبرنا وأريد تسريع تطبيق خطة النقاط الست في سوريا، قال إن لبنان حريص على أن لا تصبح حدوده منطلقا لنقل الأسلحة إلى سوريا

بيروت: «الشرق الأوسط».... أكّد الموفد الأممي كوفي انان أن إعلان نهاية خطته في دمشق قرار يتخذه مجلس الأمن، مشددا على أهمية الاستمرار في بذل الجهود لإيجاد حل لانتقال سلمي وديمقراطي للسلطة في سوريا يتوافق وطموح الشعب السوري. وقال: «لقد نفد صبرنا ولسنا ممتنين من عمليات القتل وأنا أول من يدين هذه العمليات وأريد تسريع الخطة. وإن لم تكن الخطة الحل المناسب، يجب أن يكون هناك حل آخر، وهذا عمل مجلس الأمن».
وخلال مؤتمر صحافي عقده في السراي الحكومي في بيروت بعد لقائه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وفي نهاية زيارته إلى لبنان، لفت إلى أنه تباحث في الأزمة السورية مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيسي مجلس النواب نبيه بري ومجلس الوزراء نجيب ميقاتي، وهاتفيا مع الرئيس فؤاد السنيورة الموجود في الخارج، مشددا على ضرورة «اتخاذ الإجراءات من قبل الرئيس السوري بشار الأسد وتطبيق خطة النقاط الست وإلا سيستمر الوضع على حاله». وإذ جدّد أنان إدانته للمجازر المتتالية في سوريا، اعتبر أن هذا سبب إضافي لبذل جهود إضافية لإيجاد حل للموضوع. وأردف قائلا: «نبذل قصارى جهدنا لإيجاد حل سلمي في سوريا وكثير من دول العالم تريد الحل السلمي».
وعن مجزرة الحولة، قال: «ليست لدي معلومات عن الموضوع، ولكن يمكنني القول إن المراقبين يحاولون البحث عن معلومات، وسيبدأ التحقيق قريبا وستعلن النتائج بشكل واضح».
وأكد أنان أن «لبنان حريص على ألا تصبح حدوده مكانا لنقل أو لتهريب السلاح»، وقال: «لا بد من اتخاذ الإجراءات لتفادي انتقال الأزمة إلى الدول المجاورة لسوريا ومنها لبنان». وأوضح أنان أنه بحث مع ميقاتي في موضوع المخطوفين اللبنانيين. وقال: «تحدثنا عن المجموعتين المختطفتين، وأريد أن أقول للعائلات التي تنتظر سنبذل جهدنا كأمم متحدة للمساعدة، وإننا ندعوهم للتحلي بالصبر».
استمرار قطع الطريق الدولي للمطالبة بالإفراج عن اللبنانيين المختطفين من الشمال، تيار المستقبل يناشد أنان لوضع حد لانتهاكات النظام السوري لسيادة لبنان

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: كارولين عاكوم... لا يزال أهالي اللبنانيين اللذين اختطفتهما القوات السورية منذ ثلاثة أيام يواصلون اعتصامهم في خيم نصبت على نقطتي الحدود، العبودية - الدبوسية وفي العريضة، مؤكدين رفضهم لإعادة فتح الطريق التي عمدوا إلى قطعها، قبل الإفراج عن ولديهما محمد ياسين المرعبي ومهدي حمدان، اللذين اختطفا أثناء قيامهما بجمع محصول الموسم الزراعي.
وفي هذا الإطار، أكد النائب عن كتلة تيار المستقبل، معين المرعبي، لـ«الشرق الأوسط»، أن «المعلومات التي حصلنا عليها من بعض الأشخاص الذين تربطهم علاقة مهنية مع الجهة السورية، عن المخطوفين لغاية الآن، هي أنهما بصحة جيدة، فيما لا نزال ننتظر الحصول على أي معلومات إضافية باستثناء بعض الوعود بإمكانية الإفراج عنهما في وقت قريب»، لافتا إلى أن «أحد المختطفين، مهدي حمدان، هو من الطائفة العلوية ومقرب من رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني علي عيد، فيما لا علاقة للمخطوف ياسين المرعبي بأي نشاط سياسي، الأمر الذي يثبت أن هدف النظام السوري من هذه الخروقات المستمرة هو افتعال بلبلة، وإثارة الفتنة الطائفية في لبنان».
وسأل المرعبي عن «سبب عدم صدور أي موقف من المسؤولين اللبنانيين، لا سيما رئيس الحكومة اللبنانية ووزراء الداخلية والخارجية والدفاع، باستثناء موقف رئيس الجمهورية اللبنانية الذي استنكر هذه الخروقات المتكررة، إضافة إلى اعتبار مطالبتنا بنشر الجيش على الحدود بشكل فاعل تآمرا عليه»، مضيفا «ما دامت الحكومة اللبنانية وأجهزتها لم تحرك ساكنا، فلم يعد أمامنا إلا أن نتحرك بكل ما يتاح لنا من طرق لمعالجة هذا الموضوع».
واستنكارا لهذه الحوادث المتكررة على الحدود اللبنانية السورية، قدم وفد من كتلة المستقبل إلى المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي مذكرة تعرض للخروقات التي قامت بها القوات السورية للسيادة اللبنانية في المدة الأخيرة، موجهة من الكتلة إلى المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان. وأعربت الكتلة عما قالت إنه مخاوف مبررة تستند إلى واقع أن لبنان هو هدف سهل للنظام السوري، في ضوء عدم الاستقرار السياسي الحالي في لبنان والنفوذ الكبير للنظام السوري على الأغلبية الحاكمة. وجاء في المذكرة «بدأنا نشهد ونوثق التدخلات المتنامية للنظام السوري في لبنان. وتشمل هذه التدخلات الدفع نحو الاحتكاك الداخلي الذي يؤدي في كثير من الأحيان إلى مواجهات مسلحة وخطيرة يصعب التحكم بها وتشكل تحديا لأمن لبنان الداخلي. وقد أجرى النظام السوري في الآونة الأخيرة هجمات عدة عبر الحدود من خلال نشر القناصة وإطلاق الصواريخ وترويع القرى الحدودية واختطاف مواطنين لبنانيين من داخل حدودنا الوطنية، وهذا يشكل انتهاكا صارخا وغير مقبول لسيادة لبنان».
وأشارت إلى أن «آخر هذه الانتهاكات كان قبل يومين، عندما عبرت القوات المسلحة السورية الحدود في العبودية في عكار، شمال لبنان، وقامت باختطاف مدنيين اثنين هما: محمد رشيد خالد ياسين المرعبي ومهدي محمد حمدان. ووفقا لروايات الشهود، فإن المخطوفين هما مزارعان بسيطان كانا يعملان في أرضهما عندما خطفا ونقلا إلى سوريا، وحتى هذه اللحظة لا يزال مصيرهما مجهولا». ولفتت إلى أن «هذا النظام - وقواته المسلحة - قد عبر الحدود في مناسبات عدة ونفذ عمليات خطف مشابهة أبرزها في 26 أبريل (نيسان) 2012 عندما اختُطف اللبناني عدنان حسين، كما لقي محمد إبراهيم في 9 مايو (أيار) 2012، المصير نفسه، ولا يزال مصيرهما مجهولا حتى الآن».
اللاجئون السوريون في مصر يعلقون آمالهم على دعم المجلس العسكري، طالبوا بطرد السفير السوري وينتظرون دعم الجيش الحر

جريدة الشرق الاوسط.. القاهرة: عمرو أحمد.. احتشد مئات من السوريين أمام مقر السفارة السورية في القاهرة مساء أول من أمس مطالبين السلطات المصرية بطرد السفير السوري على غرار عدد من الدول الغربية طردت السفراء السوريين من بلدانها في أعقاب المجازر التي ارتكبها النظام السوري ضد أهالي مدينة الحولة والتي أسفرت عن مقتل أكثر من مائة قتيل نصفهم من الأطفال، وعلت الهتافات المناوئة لنظام بشار الأسد مرددين «يا حولة احنا معاكي للموت احنا وياكي».
وندد المتظاهرون بالانتهاكات التي ارتكبها النظام السوري وشبيحته في أهالي مدينة «الحولة» ومدن سورية أخرى تشهد عمليات إبادة من قبل النظام السوري منذ اندلاع الثورة السورية في 15 مارس (آذار) من العام الماضي، وعبر عدد من اللاجئين السوريين في مصر عن تعليق آمالهم على الدعم المصري لثورتهم والاعتراف بها وأنهم ينتظرون قيام المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي يدير شؤون البلاد، بطرد السفير السوري الممثل لنظام بشار الأسد في مصر، ودعم الجيش السوري الحر أمام قوات الأمن السوري التي ترتكب انتهاكات في المدن السورية.
وكانت 17 دولة غربية قد أعلنت عن طرد السفير السوري الممثل لنظام بشار الأسد، عقب الجرائم التي شنتها قوات الأمن السوري على مدينة الحولة وتم ذبح الأطفال وفق ما أظهرته مقاطع الفيديو المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويقول محمود مصطفى ناشط سوري وأحد المشاركين في المظاهرة: «نطالب بطرد السفير السوري من القاهرة وننتظر أن يقوم المجلس العسكري المصري بغلق سفارة بشار الأسد»، وأشار مصطفى إلى «أن السوريين يعلقون آمالهم على دعم المجلس العسكري لثورتهم فالعالم يتحرك ويؤازرنا فماذا ينتظر المجلس العسكري؟».
وفي محيط مقر السفارة السورية بحي جاردن سيتي انتشرت قوات من الأمن المركزي لتأمين السفارة ومنع وصول المتظاهرين إليها، وكان المتظاهرون قد حاولوا عدة مرات من قبل اقتحام مقر السفارة ورفع علم الاستقلال السوري على السفارة إسقاطا لشرعية النظام السوري.
وأضاف مصطفى «أن الجيش الحر يحتاج إلى دعم من كل الدول العربية وبخاصة مصر، فنحن اعتدنا على أن مصر وسوريا بلد واحد، فلماذا لا تدعمنا مصر سياسيا وثوريا الآن»، كما أشار مصطفى إلى أن سوريا بحاجة إلى غطاء جوي ينقذ الشعب من قصف مروحيات بشار الأسد.
من جهته يقول أبو جهاد السوري لـ«الشرق الأوسط»: «نحن ندد بمجازر بشار الأسد، التي تم فيها ذبح أطفالنا في مجزرة الحولة، وعلى أثر هذه المجزرة 17 دولة اتخذت موقفا مؤيدا للثورة السورية وتم طرد السفير».
وأضاف السوري، وهو اسم مستعار ذكره حفاظا على روح أسرته داخل سوريا، أن الشعب السوري ينتظر دعم المجلس العسكري المصري للثورة ويقوم بطرد السفير، وقال السوري: «إن الشعب السوري يتم إبادته يوميا، والأسر المهجرة تنزح إلى الدول المجاورة هروبا من الإبادة، أين الدول العربية مما نراه يوميا، الأسد وشبيحته يقتلوننا ويروعوننا في منازلنا ويغتصبون بناتنا».
كل من حاول نقل «رواية الثورة» دخل دائرة الاستهداف، «الجوال» و«الكومبيوتر» و«الكاميرا» سلاح الناشطين السلميين في مواجهة النظام

لندن: «الشرق الأوسط».... كل من حاول نقل أحداث الثورة السورية ونقل روايتها يدخل دائرة الاستهداف، ولم يعبأ النظام السوري بجنس أو أسلوب النقل، لذا فقد استهدف منذ بداية الثورة عددا من الناشطين السوريين والأجانب، ومنهم من أصيب ومنهم من قتل وكان آخرهم الإعلامي باسل شحاتة.
ولا يغيب عن ذهن السوريين ما قاله الرئيس بشار الأسد لوفد من أهالي حي جوبر في يونيو (حزيران) 2011: «لا أعتب على من يتظاهر، بل أعتب على من يصور ويرسل المقاطع».
جملة مقتضبة مررها الأسد خلال لقائه مع أهالي حي كان من أوائل المناطق التي انتفضت ضده، «العتب القاتل» ترجم لاحقا باعتقال وقتل وتعذيب العشرات من الناشطين السلميين من الذين تجرأوا على اختراق جدار التعتيم الإعلامي المصمت، وقدموا روايتهم «رواية الثورة» في مواجهة رواية النظام الرسمية، فكان «الجوال» و«الكومبيوتر» و«الكاميرا» سلاح الناشطين السلميين بمواجهة سلاح النظام البندقية والدبابة والمدفع، في معركة طويلة سقط خلالها عشرات الناشطين المبدعين والموهوبين واعتقل المئات بتهمة إشاعة أنباء كاذبة ووهن نفسية الأمة وتهديد الأمن القومي. فـ«العتب» الذي تحدث عنه الأسد لم يعنِ به مجرد «العتب»، وإنما هو تحذير شديد اللهجة، وتأكيد أن حيازة الكاميرا أخطر من حيازة السلاح. هذا على الأقل ما فهمته الأجهزة الأمنية من كلام الأسد وحولته إلى فعل قمعي لا يرحم، ليس أقلها وحشية ما تعرض له الناشط الإعلامي خالد قبيشو في محافظة إدلب، أبريل (نيسان) الماضي، حيث قامت قوات الجيش بدهس رأسه بالدبابة بعد قتله. فهناك أكثر 36 صحافيا ومصورا وناشطا إعلاميا قتلوا بطرق مختلفة خلال عام، بحسب أرقام رابطة الصحافيين السوريين، الصادرة في بيان يوم 28 مايو (أيار) الحالي، بعدها سقط ثلاثة مصورين، وذلك على الرغم من النداء الذي وجهته الرابطة للجمعية العامة للأمم المتحدة والمجتمع الدولي بما فيه منظمات الدفاع عن الصحافيين، للضغط على نظام الأسد «لوقف العنف بشكل فوري، ووقف الحملات الأمنية ضد الصحافيين والسماح للإعلام الحرّ بالدخول إلى حمص وغيرها من المناطق السورية لمعرفة ما يجري ونقل الحقائق من على أرض الواقع».
«مشتاق للشام» آخر كلمات شهيد الكاميرا باسل شحادة الذي شيعته دمشق، أول من أمس، من كنيسة الكيرلس في حي القصاع، بعد أن شيعته حمص، أول من أمس، بكفن على الطريقة الإسلامية، ووضع في تابوت على الطريقة المسيحية، وصلي على جثمانه في كنيسة أم الزنار في حي الحميدية، وليشيع بعدها على وقع هتافات «واحد واحد واحد.. الشعب السوري واحد» صرخة ثورية تأتي على الضد من استعار نار الطائفية التي أشعلتها مجزرة الحولة المروعة. إلا أن قوات الأمن السوري التي انتشرت بكثافة في منطقة القصاع قبل موعد الصلاة بساعتين منعت محبي باسل من الهتاف للشهيد وللحرية، وحالت دون تدفقهم إلى الكنيسة لحضور الصلاة ولاحقتهم إلى الحارات لتضربهم بالعصي وتعتقلهم.
قال ناشط لـ«الشرق الأوسط» كان مع باسل قبل سقوط قذيفة هاون على سيارة كانت تقله إلى حي باب السباع بحمص «لتصوير اشتباكات بين الجيش الحر وقوات الجيش النظامي، حيث كان الجيش الحر يستعد لدخول باب السباع» وأن آخر كلمة قالها قبل سقوط القذيفة عليه «مشتاق للشام». وتابع الناشط وصل باسل ومعه زميلان مصوران من طلابه إلى حي الصفصافة في طريقهم إلى شارع الوادي الذي صار تحت سيطرة الجيش الحر، كان ذلك مساء الاثنين وكانت قوات النظام تمطر المنطقة، لا سيما حي باب سباع، بقذائف الهاون بكثافة منذ عدة ساعات، إحدى القذائف سقطت حيث كان يقف باسل فقتل ومعه المصور أحمد الأصم وناشط آخر.
ويشير الناشط هنا إلى أن باسل كان يدرب الناشطين في حمص على التصوير السينمائي الوثائقي. ويتابع: «باسل كان يعمل على إنتاج فيلم عن الثورة السورية.. ومؤخرا سمعناه يقول إن لديه إحساسا أنه لن يخرج من حمص حيا ويكمل إخراج الفيلم».
وباسل شحادة المخرج والسينمائي ابن حي القصاع بدمشق الذي انتقل إلى حمص قبل ثلاثة شهور، ورفيقه أحمد الأصم المصور ومخرج التقارير، ليس أول ولا آخر شهداء «الإعلام الثوري» في سوريا، فقد استشهد يوم 27 مايو (أيار) 2012 ثلاثة ناشطين إعلاميين بنيران قوات الأمن في حي الخالدية في حمص، وهم: عمار محمد سهيل زاده، الناشط الإعلامي ومدير شبكة «شام» الإخبارية في مدينة حمص. أحمد عدنان الأشلق، المهندس والناشط الإعلامي وعضو شبكة «شام» الإخبارية في مدينة حمص ومراسلها من حي الخالدية، ثم لورانس فهمي النعيمي، الناشط الإعلامي والمصور وعضو شبكة «شام» الإخبارية في مدينة حمص، ومراسلها أيضا من حي الخالدية. ويوم الخميس 30 مايو، قتل المصور عبد الحميد مطر أثناء تأدية واجبه؛ تصويره دبابات النظام التي طافت تدك مدينة القصير حمص، وقبله أصيب فنان الثورة في القصير بجراح خطيرة. وفي درعا، قتل أمين الزعبي أثناء تغطيته اشتباكات هناك، وآخر جملة قالها كانت خلال الاتصال معه «الفزعة الحقونا منشان الله»، وانقطع الاتصال.
قصص هؤلاء وقصة باسل شحادة ليست استثناء، بل هي قصص من عشرات القصص لناشطين شجعان قلة قليلة تعرفهم قبل أن تختطفهم يد الموت، يعملون بصمت وحذر، ومن يظهر منهم على الشاشات وفي وسائل الإعلام فهو من الانتحاريين، إذ يدخلون دائرة الاستهداف بعيون مفتوحة، فالناشط الإعلامي البارز هادي العبد الله في حمص، مكث شهورا يغطي الأحداث بالصوت فقط بعد تغيره، بواسطة جهاز هاتف جوال يحمل هذه الميزة، قبل أن يسفر عن وجهه ويظهر صوتا وصورة، ويقول إن فعل ذلك بعد أن اطمأن إلى أن عائلته غادرت البلاد وهي في مكان آمن، وما زال هادي يستخدم اسما مستعارا، ومع ذلك أصيب خلال تغطيته للأحداث مع مجموعة من رفاقه حين استهدفتهم قذيفة مدفعية. وكذلك الناشط والإعلامي المعروف خالد أبو صلاح الذي ظهر على الشاشات أثناء حصار حي بابا عمرو، فكان هدفا دائما لرصاص قوات الأمني والجيش والقناصة، والقائمة تطول إلا أن الغالبية منهم لا تزال تعمل بصمت وتتحرك تحت أسماء مستعارة، وتمكنوا من رفد الثورة السورية برصيد هائل من الصور والأفلام، والتي كانت مادة غنية غذت نشرات الأخبار في قنوات الإعلام الخارجي، بل كانت مادة أساسية لعدة قنوات سوريا معارضة افتتحت خلال الثورة، كـ«سوريا الشعب وسوريا الغد والجيش الحر ودير الزور بالإضافة لقناة «أورينت» التي انطلقت قبل سنوات»، كما كانت مادة أساسية لمواد دعائية عن الثورة أغاني وبرامج وإعلانات. بات كل من يعمل على إنتاجها من الشباب في دائرة الاستهداف.
 
هذه حقيقة الروس

عبد الرحمن الراشد... جريدة الشرق الاوسط... ليس في سوريا فقط، بل في معظم القضايا المصيرية كان موقف روسيا سلبيا. وبالتالي عندما نتلمس إشارات من موسكو على أمل أن تغير موقفها حيال المأساة السورية ربما نبني لأنفسنا آمالا كاذبة. وكل ما نبرر به للروس ليس صحيحا اعتقادا منا أنهم سيغيرون موقفهم، ولن يغيروه إلا بعد سقوط بشار.
أستطيع أن أعد قائمة طويلة من المواقف لروسيا متشابهة في الكيفية التي عالجت بها الأزمات الخطيرة في قضايا دولية مثل البوسنة والهرسك وكوسوفو وليبيا والآن سوريا، فيها كلها وقفت مع الطرف الشرير إلى النهاية. وحتى موقفها من القضية الفلسطينية، الذي هو أفضل من الموقف الأميركي، كان دائما مجرد موقف تضامني. وموقف الروس الداعم لإيران هو ما جعلها تتمادى في مشروعها النووي، وما سببه من تراكمات سياسية دولية وإقليمية خطيرة في منطقة الخليج.
طبعا، كل الدول العظمى والكبرى لها سياساتها، ولا تتصرف بناء على ضغوط الأخبار والإعلام. إنما في الأزمات الكبيرة نتوقع أن تكون هذه الدول واقعية بما يتفق مع مصالحها ومصالح الآخرين؛ فقد كان موقف الأميركيين براغماتيا عندما وجدوا أن مصير حليفهم حسني مبارك ميؤوس منه في مصر، وقبله كانوا واقعيين عندما رأوا زين العابدين بن علي عاجزا. أما موسكو فقد أخذت سياسة عنيدة، بشكل غريب وصريح. ساندت جزاري بلغراد في التسعينات إلى اللحظة الأخيرة، ولاحقا فعلت الشيء نفسه في ليبيا. والآن، ومنذ خمسة عشر شهرا، وهي تساند بشار الأسد رغم هول الجرائم التي استمرت قواته بارتكابها منذ أبريل (نيسان) من العام الماضي، ولم يمر شهر واحد دون مشاهد مروعة وعمليات قتل وتعذيب واسعة في أنحاء البلاد ضد المدنيين. والأقرب أنها تساند نظاما ساقطا، نظاما لا قيمة له إقليمية أو شعبية، وليس منتجا مؤثرا في العالم!
والحقيقة أن الموقف الروسي هو الذي تسبب في إطالة الأزمة، وربما أضر بحليفها الأسد، حيث كان يمكن أن تفرض عليه حلا سياسيا وسطا في البداية، لكن شعور الأسد أنه عصي على العالم، ومتأكد أن روسيا تحميه في مجلس الأمن ضد أي قرار بمحاربته، دفعه إلى انتهاج سياسة وحشية قمعية، حتى صار من المستحيل أن ينجو الأسد، أو أحد من نظامه مستقبلا مهما طالت الأزمة. أعني أن الروس لن يستطيعوا، رغم كل ما بذلوه لدعمه وحمايته، إبقاء النظام واقفا على قدميه. سيسقط سقطة بشعة. الآن هي حرب بين أكثر من سبعين من المائة من الشعب السوري ضد النظام الآن، وسيسقط قصر الزمن أم طال.
بوقفتهم ومساندتهم وعنادهم في وجه غضب الشعب السوري والشعوب العربية والعالم، الروس يغررون بالأسد كما غرروا بحليفهم معمر القذافي في العام الماضي. فالديكتاتور الليبي كان في مرحلة من المواجهات مستعدا لحل طرحته حكومة جنوب أفريقيا يخرج بموجبه من الحكم ويعيش في المنفى بضمانات دولية، وهو حل سياسي يحافظ على ليبيا. لكن القذافي اطمأن إلى دعم روسيا العسكري والسياسي حتى توهم أنه يتكئ على جدار صلب، وفي النهاية سقط سقطة مروعة.
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,153,345

عدد الزوار: 6,757,496

المتواجدون الآن: 140