هل يقيم الأسد المنطقة العازلة بتركيا؟..اخفاق وقف إطلاق النار اليوم ثمنه «إجراءات عقابية»...الإنقسام السياسي ينسحب على العائلات السورية ونكبتها التشرد

الأسد وأنان أمام اختبار السادسة صباحا.. والعالم يشكك والنظام السوري واصل عملياته العسكرية قبل ساعات من وقف إطلاق النار

تاريخ الإضافة الجمعة 13 نيسان 2012 - 4:38 ص    عدد الزيارات 2658    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

الأسد وأنان أمام اختبار السادسة صباحا.. والعالم يشكك
النظام السوري يعلن وقف النار ومروحياته تقصف اللاذقية والرستن * واشنطن: سنراقب الأفعال لا الأقوال
واشنطن: هبة القدسي بيروت: ليال أبو رحال لندن: «الشرق الأوسط»
تواجه خطة المبعوث الدولي إلى سوريا كوفي أنان مصيرها النهائي اليوم في امتحان الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ منذ السادسة من صباح اليوم بتوقيت دمشق.
وأعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم في رسالة إلى أنان أمس أن «دمشق وافقت على وقف كل العمليات القتالية العسكرية في أنحاء سوريا بحلول الساعة السادسة صباحا (3 فجرا بتوقيت غرينتش)، وسط تشكيك عالمي بشان التزام دمشق بوعودها. واضاف المعلم، «ستبقى قواتنا المسلحة متأهبة للرد على أي اعتداء تقوم به المجموعات الإرهابية المسلحة».
كما جدد «الجيش السوري الحر» تأكيده الالتزام بالهدنة، وإن قلل من جدواها، بينما أكد عضو «المجلس الوطني السوري» الدكتور نجيب الغضبان لـ«الشرق الأوسط» أن المعارضة السورية، تؤيد كل ما يؤدي إلى وقف القتل والدماء والمجازر بحق الشعب السوري، مشددا على أن المعارضة «لن تعطي النظام أي مبرر أو فرصة لتحميلها مسؤولية خرق الهدنة وإفشال مهمة أنان».
يجيء ذلك بينما واصلت قوات الأمن السورية عملياتها العسكرية ضد عدد من المناطق السورية أمس، مما أسفر عن سقوط نحو 20 قتيلا. واستخدم الجيش الطيران لقصف بلدات عدة في محافظة اللاذقية، بحسب ما أكده ناشطون أمس، كما شهدت حماه ومناطق متعددة بريف دمشق اقتحامات من قوات الجيش، بينما أكد ناشطون قصف الرستن، وقامت قوات الجيش النظامي بقصف حي الخالدية بقذائف الـ«مورتر».
وعبرت واشنطن عن شكوكها في وفاء دمشق بالتزاماتها, وقالت إنها ستراقب أفعال النظام السوري لا أقواله. وقالت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس إنه حتى لو التزمت دمشق بوعدها بوقف إطلاق النار فإن ذلك لن يعتبر التزاما كافيا بخطة أنان، مضيفة أن التزامات النظام السوري «تفتقر إلى المصداقية» لأنه عاد سابقا عن وعوده.
وقالت رايس «القتال لا يزال مستعرا حتى الآن، مما يعكس التصعيد في العنف الذي اتبعته الحكومة السورية منذ الأول من أبريل (نيسان) الحالي عندما التزمت بوقف جميع الأعمال العدائية». وأضافت «لذلك فإن التزاماتها لا تحمل الكثير من المصداقية، بل وربما لا تحمل أي مصداقية نظرا لسجلها. وسننتظر باهتمام ما سيقوم به النظام السوري اليوم». ومن المقرر أن يطلع أنان مجلس الأمن الدولي اليوم على التزام سوريا بخطته السداسية التي وافق عليها الأسد.
في الوقت ذاته، أفاد دبلوماسيون عاملون في الأمم المتحدة أمس بأن الدول الغربية تشدد على ضرورة عدم اكتفاء القوات السورية بوقف إطلاق النار، مؤكدين أنها لا بد من أن تنسحب من المدن السورية والتجمعات السكانية.
النظام السوري واصل عملياته العسكرية قبل ساعات من وقف إطلاق النار
قصف بالمروحيات على ريف اللاذقية واقتحامات بريف دمشق وقذائف مورتر على الخالدية
جريدة الشرق الاوسط... بيروت: ليال أبو رحال.... واصلت قوات الأمن السورية، عشية بدء التطبيق الفعلي لوقف إطلاق النار الوارد في خطة المبعوث الأممي إلى سوريا كوفي أنان، عملياتها العسكرية ضد عدد من المناطق السورية، ولم تتردد في استخدام الطيران الجوي لقصف بلدات عدة في محافظة اللاذقية، بحسب ما أكده ناشطون أمس. وبعد أن تخطت حصيلة القتلى أول من أمس المائة قتيل سقطوا خلال اشتباكات شهدتها مناطق سورية عدة، انخفضت أمس حصيلة القتلى، وسقط نحو 20 قتيلا حتى السادسة من مساء أمس.
وأشارت المعارضة السورية إلى أن «قريتي عكو وإكبينة في ريف اللاذقية تعرضتا إلى قصف مروحي للجيش السوري، في ظل حملة اعتقالات وحركة نزوح للأهالي، وانقطاع شبه كامل للاتصالات». وتعرضت قرى عدة في منطقة جبل الأكراد لعمليات عسكرية من قبل قوات الأمن السورية، استخدمت فيها قذائف المدفعية، بالتزامن مع تحليق للطيران المروحي، أعاق عملية نزوح الأهالي. وفي ريف دمشق، نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن عضو مجلس قيادة الثورة في دمشق وريفها ديب الدمشقي قوله إن «مناطق الريف تشهد منذ أكثر من شهر تحليقا للمروحيات العسكرية، وهذا الأمر أصبح مألوفا للسكان». وقال: «بدأنا نسمع منذ نحو أسبوع تحليق المروحيات في سماء العاصمة نفسها»، مشيرا إلى أن «المروحيات العسكرية تقلع وتهبط من مطار المزة العسكري في العاصمة، ومن مطار عقربا في الريف».
كما قصفت قوات الجيش النظامي الجبل الشرقي بمحاذاة بلدة بلودان في ريف دمشق، وبحسب مصادر محلية «سمع صوت القصف بقوة بحيث اهتزت المنازل في المنطقة كلها» ولفتت المصادر إلى أن الزبداني البلد شهدت تدعيما للحواجز المتمركزة في البلدة وأطرافها بمدرعات بي إم بي ناقلات جند ودبابات، وشنت القوات النظامية حملة مداهمات في مدينة مضايا، كما وصلت تعزيزات عسكرية إلى هناك.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «تعزيزات أمنية أضيفت على الحواجز المنتشرة في مدينة حرستا في ريف دمشق»، وأفاد عن قيام «قوات الأمن» بتنفيذ «حملة مداهمات واعتقالات في حي برزة في دمشق بحثا عن مطلوبين للسلطات الأمنية». كما تعرضت قرى بسيمة والخضرة والفيجة وكفير الزيت ودير مقرن ودير قانون الواقعة في وادي بردى في ريف دمشق لقصف وإطلاق نار عنيف».
وفي حمص، واصلت قوات الأمن السورية قصفها لأحياء المدينة، التي دوت انفجارات قوية فيها. وقالت «لجان التنسيق المحلية» إن «القوات السورية قصفت أحياء القرابيص وجورة الشياح بالمدفعية وقذائف الهاون»، وإن «قصفا صاروخيا عنيفا طال حي الخالدية وحي البياضة». وأكد ناشطون أن «دوي انفجارات سمعت في أحياء الصفصاف وباب الدريب».
وفي درعا، قال «المرصد السوري» إن «عشرات الحافلات والآليات العسكرية انتشرت في بلدة معربة وسط سماع إطلاق نار كثيف، ونفذت قوات الأمن حملة دهم واعتقالات في قرية تسيل وبلدة انخل»، فيما ذكرت «لجان التنسيق» أن «الجيش السوري اقتحم بالمدرعات بلدة غصم وسط إطلاق نار كثيف»، مشيرة إلى مقتل «شاب من بلدة نوى داخل المعتقل كانت الأجهزة الأمنية قد اعتقلته قبل أسابيع».
وقالت «الهيئة العامة للثورة السورية» أن «قوات الأمن والجيش السوري طوقت مدينة إنخل منذ ساعات الصباح الباكر، وشنت حملة مداهمات وتكسير وتخريب للمنازل والمحال التجارية، كما اقتحمت بلدة المعربة بعشرات الآليات والمدرعات وسط إطلاق نار كثيف».
وكانت مظاهرة خرجت صباح أمس في بلدة الصورة، دعا خلالها المتظاهرون إلى تسليح «الجيش الحر» في مواجهة جيش النظام، ورددوا شعارات مناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد وجيشه.
وفي حماه، شنت قوات الأمن السورية حملة مداهمات واعتقالات في الريف، بحثا عن مطلوبين للسلطات السورية. وأسفرت الحملة عن اعتقال 5 مواطنين على الأقل. وأوضحت «لجان التنسيق» أن «حملة مداهمات شنتها قوى الأمن في حي الفراية، معززة بالمدرعات والمصفحات، وفي ظل انتشار كثيف لعناصر الأمن والشبيحة والقناصة في كل من أحياء الدباغة وضاحية أبي الفداء وحي الحوارنة».
وقال ناشطون إن «انفجارا قويا هز منطقة الحاضر في حماه، تبعه إطلاق نار كثيف من المجمع الطبي، كما قصف الجيش بالدبابات مدينة حلفايا، وسط تحليق مكثف للطيران في سماء المدينة». كما قال ناشط في حماه لوكالة رويترز إن «ما لا يقل عن 20 دبابة تتحرك إلى حيي الدباغة والمجايلي في وسط مدينة حماه». وفي الرستن الواقعة على الطريق السريع بين حمص وحماه، قال ناشط عصر أمس: «بدأوا قصف الرستن بكثافة الآن.. منذ نحو 20 دقيقة يستخدمون المدفعية». كما قال ناشطون إن قوات الجيش النظامي قصفت بقذائف المورتر حي الخالدية، في الساعة السابعة من صباح أمس وسمع دوي انفجارات متلاحقة. وتواصل القصف على مدينتي القصير والرستن، وسقط في القصير نحو 7 قتلى، جراء تهدم منزلين على عائلتين هناك، وفي قلعة المضيق قامت قوات الأمن والشبيحة باقتحامها وشن عمليات دهم وتفتيش واسعة. وفي ريف حلب قال ناشطون إن نحو 150 منزلا في بلدة مارع تم تهديمها بالكامل، كما تم تخريب عدد كبير من المحال التجارية من قبل قوات الأمن والجيش النظامي.
من ناحيتها، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن تشييع جثامين 7 عسكريين من مشافي تشرين وزاهي أزرق وحلب العسكرية في دمشق واللاذقية وحلب، إلى مثاويهم الأخيرة، وقالت: إن «المجموعات الإرهابية المسلحة استهدفتهم أثناء تأديتهم لواجبهم الوطني في حمص وإدلب والحسكة وريف دمشق». وأشارت إلى أن «ذوي الشهداء أكدوا ثقتهم بقدرة الشعب السوري على تجاوز الأزمة التي يمر بها الوطن عبر التمسك بالوحدة الوطنية مستنكرين أعمال القتل والإجرام التي تنفذها المجموعات الإرهابية المسلحة بحق عناصر الجيش وقوات حفظ النظام والمواطنين الأبرياء».
الحكومة السورية والمعارضة تترقبان دخول «وقف إطلاق النار» حيز التنفيذ

الغضبان لـ «الشرق الأوسط»: لن نعطي النظام مبررا لتحميلنا مسؤولية خرق الهدنة وإفشال خطة أنان

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: ليال أبو رحال .... من المقرر أن تشكل الساعة السادسة من صبيحة اليوم بتوقيت العاصمة السورية دمشق موعدا لبدء التطبيق الفعلي لخطة المبعوث الأممي إلى سوريا، كوفي أنان، بعد مرور 48 ساعة على الموعد المحدد مسبقا لدخول خطته حيز التنفيذ، والتي تنص في مرحلتها الأولى على وقف إطلاق النار من قبل النظام السوري والمعارضة في آن معا.
وفي حين أكد أنان أمس تلقيه «تأكيدات» من الحكومة السورية بأنها «ستحترم وقف إطلاق النار»، متوقعا في حال التزم طرفا المعادلة السورية بالهدنة بأن «نلاحظ تحسنا واضحا للوضع على الأرض، وقد نشهد تقدما»، شددت المعارضة السورية على أن قرارها واضح ونهائي لناحية الالتزام بالهدنة، وعلى نيتها عدم الانجرار إلى ردود الفعل، بهدف تفويت الفرصة على مساعي النظام السوري بإظهارها وكأنها المسؤولة عن الأعمال العسكرية وقتل المدنيين.
وكان وزير الخارجية السورية وليد المعلم أعلن أول من أمس من موسكو أن سوريا «ستواصل خطوات حسن النية تجاه خطة أنان وستبذل كل جهد لإنجاح المحادثات مع وفده الفني للوصول إلى بروتوكول». وقال: إن من مصلحة حكومته «الوصول إلى وقف مستدام للعنف من أي طرف كان وبكل أشكاله، ولكن بسبب تجربتنا مع بعثة المراقبين العرب نحرص على أن يكون وقف العنف مستداما بوجود بعثة المراقبين الدوليين لمراقبة أي خرق يحصل من أي طرف لهذا الاتفاق».
وفي موازاة إعلان المعلم أن «الحكومة السورية قامت بسحب بعض وحدات الجيش من بعض المحافظات تنفيذا للبند الثالث من خطة أنان»، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» إن «العمليات العسكرية استمرت أمس في أكثر من منطقة»، لافتا إلى أن «انخفاض عدد القتلى أمس لا يعني بالضرورة وقف العمليات العسكرية».
وأكد عبد الرحمن أن «الحكم يكون على الأفعال وليس على الأقوال»، تعليقا على إعلان أنان تلقيه تأكيدات من الجانب السوري، وأضاف: «ننتظر الأفعال لنحكم عليها، لأننا طيلة أكثر من عام رأينا أقوالا لكننا لم نر أفعالا»، معتبرا أن «خطة أنان هي الملاذ الأخير للوصول إلى مرحلة انتقالية».
وجدد «الجيش السوري الحر» تأكيده الالتزام بالهدنة، مقللا في الوقت عينه من جدواها. وقال أحد المتحدثين باسمه لـ«الشرق الأوسط» أمس: «الهدنة التي أعطيت هي فرصة إضافية لقتل الشعب السوري»، وسأل: «أين الفرصة التي أعطيت لـ(الجيش الحر) ليقيم الهدنة، وهل يبقى مجال لأي هدنة عندما تكون ساكنا وتتعرض لهجوم من كل مكان». وأعرب عن اعتقاده بأن «الهدنة، وإن كنا سنلتزم بها، إلا أنها لن تؤدي غرضها، لأن النظام لن يهادن إلا حين يتمكن من إخماد الثورة، ليثبت حكما أكثر طائفية وعنصرية وديكتاتورية من أي وقت مضى».
وفي الإطار عينه، اتهم قائد «الجيش الحر» رياض الأسعد النظام السوري بأنه «كاذب ولا يطبق أي التزام له»، مشيرا إلى أن النظام «لم يسحب قواته بل قام بإعادة انتشار وهو استخدم كافة الأسلحة الثقيلة في قصف المدن». وقال لقناة «الجزيرة» أمس: «النظام السوري يلعب على بعض الكلمات وبتنا نعرف هذه الأمور»، مطالبا «بتطبيق مبادرة أنان وسحب القوات السورية من كل المدن وإزالة الحواجز الأمنية».
وأكد عضو «المجلس الوطني السوري» الدكتور نجيب الغضبان لـ«الشرق الأوسط» أن المعارضة السورية، بمقوماتها الثلاثة من حراك شعبي و«مجلس وطني» وحتى «الجيش الحر»، تؤيد بالمطلق كل ما يؤدي إلى وقف القتل والدماء والمجازر بحق الشعب السوري، مشددا على أنها «لن تعطي النظام أي مبرر أو فرصة لتحميلها مسؤولية خرق الهدنة ولإفشال مهمة أنان».
وقال: «انتظرنا الكثير ونحن قادرون على الانتظار لساعات، وسنكون واضحين جدا أمام المجتمع الدولي لناحية تأكيد من هو الطرف المسؤول عن عدم الالتزام بوقف إطلاق النار»، مذكرا بأن «النظام السوري أعلن عن قبوله بخطة أنان منذ طرحها لكننا شهدنا تصعيدا عسكريا في الأيام الثلاثة الماضية مع ارتفاع حصيلة الشهداء». وأوضح أن ما قاله المعلم في موسكو «لناحية الانسحاب العسكري الجزئي واللعب على الكلام والدخول في التفاصيل إنما يأتي في إطار لعبة المماطلة التي يتبعها النظام، والتي بات المجتمع الدولي والعربي يدركها جيدا».
وتوقف الغضبان عند ما صدر من مواقف دولية أشارت إلى أن مبادرة أنان هي المبادرة الأخيرة تجاه سوريا، وآمل أن «يكون الروس على استعداد لتعاون إيجابي في مجلس الأمن»، موضحا: «إننا واثقون من أن المجتمع الدولي قادر على حماية المدنيين وله سوابق في البوسنة وكوسوفو».
وفي حين جدد الغضبان التأكيد «على أننا نتابع لحظة بلحظة التطورات، ومستعدون للتعاطي الإيجابي مع مبادرة أنان التي من المهم تطبيقها متكاملة بالشكل الذي جاءت فيه»، حذر في الوقت عينه من أنه «في غياب موقف مسؤول، يبقى لنا خيار الشعب السوري في الدفاع عن نفسه وتقوية تسليح (الجيش الحر)». وقال: إن «ثمة فرصة ضئيلة لالتزام النظام بتطبيق الخطة كاملة، لكن الهدف الأساسي بالنسبة لنا هو وقف القتل وحماية المدنيين، في حين أن الهدف البعيد هو تغيير النظام السوري، والتغيير آت».
من ناحيته، اعتبر عضو المكتب التنفيذي في «المجلس الوطني السوري» سمير نشار، في مقابلة تلفزيونية، أن «خطة أنان ما زالت قائمة نظريا أما عمليا فهي سقطت»، مشيرا إلى أن «الشعب السوري يعرف تماما أن النظام السوري لا يتمتع بأي مصداقية، وأن أنان يأخذ وقته ليتيقن أن النظام ليس صادقا».
ودعا عضو المجلس الوطني الدكتور وليد البني، في حديث صحافي، «مجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤولياته، خصوصا بعد انتهاء المهلة التي حددها أنان لوقف العنف، دون إحراز أي تقدم، وأن يتخذ موقفا قويا لإجبار النظام السوري على وقف القتل»، معتبرا أن «المصير الذي ينتظر بشار هو مصير القذافي إذا لم يحترم إرادة الشعب والدم السوري».
ناشطون: السلطات السورية أفرجت عن «ذات الرداء الأحمر»

رامي جراح لـ «الشرق الأوسط»: المنطق يقول إن «دالي» لم تتعرض للتعذيب

القاهرة: هيثم التابعي ... أكد ناشطون سوريون أمس خبر الإفراج عن المواطنة السورية ريما دالي، التي تم اعتقالها قبل يومين أمام البرلمان السوري في العاصمة السورية دمشق، بعد أن عبرت عن غضبها برفع لافتة قالت فيها: «أوقفوا القتل.. نريد أن نبني وطنا لكل السوريين»، وهو ما كلفها اعتقالها برفقة عدد من الناشطين والمارة الذين دافعوا عنها، ورغم الإفراج عن مجموعة الشباب الذين دافعوا عنها، فإن ريما ظلت حبيسة في أحد أفرع الاستخبارات الأمنية في دمشق قبل أن يتم الإفراج عنها ظهر أمس.
لكن ناشطين آخرين قالوا إنه تم الإفراج عنها مساء أول من أمس وليس ظهر أمس. وأكدت المصادر أن ريما، 33 عاما، التي أبهرت العالم بموقفها الاحتجاجي اللاعنيف، تتمتع بصحة جيدة. وبين القاهرة ودمشق، شهدت الساعات الماضية تضاربا حول موعد الإفراج عن ريما، التي اشتهرت على مواقع التواصل الاجتماعي بـ«صاحبة الرداء الأحمر» الذي ارتدته أثناء وقفتها الجريئة، فبينما كان الناشطون في القاهرة يؤكدون الإفراج عنها، كان الناشطون في الداخل السوري ينفون ذلك باستماتة، ذلك حتى أكدت هاجر الخطيب، وهو اسم مستعار لناشطة سورية وصديقة مقربة من ريما، أن الأمن السوري أفرج عن ريما ظهر أمس الأربعاء، وأنها عادت إلى منزلها، وهو ما تبعته تأكيدات من ناشطين آخرين أن ريما تم الإفراج عنها.
وخلال الساعات الماضية، عبر العديد من الناشطين عن مخاوفهم من تعرض ريما للتعذيب في مقر احتجازها لإجبارها على الاعتراف بانتمائها إلى خلايا إرهابية. وأوضحت الخطيب في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»: «عشنا ساعات من الرعب على مصير ريما.. السلطات السورية لا تتردد في إيذاء أحد»، مضيفة، بعد أن أخذت نفسا عميقا: «لكنها بخير الآن».
وقال رامي جراح، مؤسس «رابطة أخبار الناشطين»، إن المنطق يقول إنها لم تتعرض للتعذيب، وأضاف جراح: «هي شخصية معروفة والعالم عرف عن اعتقالها من حملة الإفراج عنها على مواقع التواصل الاجتماعي، وبالتالي لا يمكن لهم تعذيبها أو انتهاكها حتى لا يتم فضحه»، موضحا أن معلوماته تفيد أنه أفرج عنها مساء الثلاثاء. وتبلغ ريما من العمر 33 عاما، وهي غير متزوجة، وتنحدر من مدينة اللاذقية الشاطئية في شمال سوريا، ودرست الحقوق في جامعة حلب، ثم انتقلت للعمل في دمشق لحساب مشروع مشترك بين الأمانة السورية العامة للتنمية وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية (UNDP) تحت اسم «NGO Platform»، وهو برنامج يساعد منظمات المجتمع المدني.
وأفادت الخطيب أن ريما تؤمن بالنضال السلمي وموقفها كان دوما ضد استخدام العنف من قبل الجميع. وقالت: «ريما كانت زميلتي بمشروع الأمم المتحدة.. كانت دوما جريئة وشجاعة»، وأضافت: «آخر مرة تحدثت مع ريما كان قبل شهر من اعتقالها.. كانت في حالة نفسية جيدة، ولكنها كانت مستاءة من شلال الدم الذي يضرب سوريا»، ثم تابعت: «قالت لي إنها عازمة على فعل شيء يدعم النضال السلمي ضد القتل في سوريا».
بعدها بأسابيع، شاركت ريما ضمن مجموعة من المتظاهرين السلميين أمام مبنى البرلمان السوري في مظاهرة اعتراضا على العنف الدائر في أرجاء سوريا منذ ما يزيد على عام.
وتقول الخطيب، التي هربت من سوريا بسبب مطاردة السلطات السورية لها: «ريما كانت تحاول إقناعي وآخرين بالعودة إلى سوريا مرة أخرى.. كانت تقول لنا إن سوريا تريد توحيد مجهودنا لوقف القتل».
ويقول مواطنون سوريون في الداخل السوري إن النظام السوري يرتكب تجاوزات بحق النساء مثل الاغتصاب بحق الناشطات والمعتقلات، كما تقول الأمم المتحدة إن نحو 10 آلاف مواطن قضوا خلال عام من الثورة.
دمشق تخطر أنان بوقف العمليات العسكرية ابتداء من اليوم

إيران تدعم مشروع السلام شريطة أن تتم الإصلاحات تحت قيادة الأسد

لندن: «الشرق الأوسط» ..... أعلن مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان أمس أنه تسلم تعهدا مكتوبا من النظام السوري بوقف العمليات العسكرية ابتداء من اليوم (الخميس) تطبيقا لخطته المدعومة من الأمم المتحدة، كما اعتبر أنان أن تسليح المعارضة في سوريا سيكون «كارثيا»، مشيرا إلى أمله في تحسن الأوضاع في سوريا اعتبارا من صباح اليوم مع دخول وقف إطلاق النار بين الطرفين حيز التنفيذ. بينما قال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، خلال لقائه مع أنان، إن طهران ستدعم خطته للسلام، «شريطة أن تتم الإصلاحات تحت قيادة الرئيس السوري بشار الأسد».
وقال أحمد فوزي، المتحدث باسم أنان أمس، إن سوريا أبلغت أنان بأنها ستوقف كل العمليات القتالية مع انقضاء المهلة المحددة لذلك صباح اليوم (الخميس)، لكنها تحتفظ بحق الرد على أي هجوم من «مجموعات إرهابية مسلحة».
وقال فوزي في بيان إن وزير الخارجية السوري قال في رسالة إن «دمشق وافقت على وقف كل العمليات القتالية العسكرية في أنحاء سوريا بحلول الساعة السادسة صباحا (3 فجرا بتوقيت غرينتش) الخميس الموافق 12 أبريل (نيسان) 2012، في الوقت الذي تحتفظ فيه بحق الرد بشكل متناسب على أي هجمات تشنها جماعات إرهابية مسلحة ضد المدنيين أو القوات الحكومية أو الممتلكات العامة والخاصة».
وجاء ذلك الإعلان قبل أقل من 24 ساعة من موعد انتهاء المهلة المقررة لوقف الاشتباكات، وعقب ساعات من تصريحات لأنان خلال زيارة لطهران تستهدف كسب التأييد لخطته من أجل إنهاء العنف في سوريا، التي قال خلالها: «تلقيت تأكيدات من الحكومة بأنها ستحترم وقف إطلاق النار. وإذا احترم الجميع ذلك، فأعتقد أننا سنرى بحلول الساعة السادسة صباح يوم الخميس (اليوم) تحسنا في الأوضاع على الأرض». مضيفا: «هذا ممكن، ومن مصلحة السوريين توقف المعارك من الجانبين».
وحذر أنان، الذي يقوم بزيارة تستمر 24 ساعة إلى إيران حليفة النظام السوري، من تسليح المعارضة؛ قائلا إن «عسكرة الأزمة السورية ستكون كارثية»، وذلك في رد على سؤال أحد الصحافيين حول دعوات بعض الدول إلى تسليح المعارضة، فيما أشارت وكالة الأنباء السورية (سانا) إلى أن أنان تابع في هذه النقطة قائلا: «لذلك نأمل إرسال المراقبين الدوليين في أقرب وقت، وأن يتزامن هذا الإرسال مع وقف إطلاق النار، الذي نأمل تحقيقه بعد اتصالات تبين رأي الحكومة السورية في هذا الشأن.. وسيكون للحكومة السورية رأي في ذلك، وستقوم بمناقشة هذه النقاط».
وأضاف أنان خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أن النظام السوري كانت له «إيضاحات إضافية» حول مطالبه من المعارضة، «أي ضمانات بأن قوات المعارضة ستوقف المعارك من جانبها للسماح بوضع حد لكل أعمال العنف». وتابع أنان: «حصلنا على ردود إيجابية من جانبه، ونقوم باتصالات مع الحكومات التي تتمتع بنفوذ من أجل ضمان التزام جميع الأطراف بوقف إطلاق النار».
وأشار أنان إلى أنه «من المهم أن تعمل الحكومات الإقليمية مع سوريا لحل الأزمة»، مضيفا أن إيران يمكن أن تكون جزءا من الحل. وعبرت طهران عن تأييدها خطة أنان ما دامت لا تدعو لتنحية الأسد، وهو أوثق حليف عربي لها.
من جهة أخرى، أضافت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن أنان قال: «اتفقت وصالحي من خلال محادثاتنا حول الوضع في سوريا على وجوب إيجاد حل سلمي للأزمة، ومن المهم جدا أن نجد طريقة لإنهاء العنف الذي يحدث في سوريا»، مشيرا إلى أهمية إيصال المساعدات الإنسانية لمن يحتاجها بأسرع وقت ممكن وإقناع الأطراف بالجلوس إلى طاولة الحوار.
وأضاف أنان أن «العملية السياسية يجب أن تكون عملية سورية ويجب أن تحترم طموحات الشعب السوري، وهناك الكثير من الحكومات التي يعمل بعضها مع بعض ومع الشعب السوري من أجل حل الأزمة الحالية في منطقة تشهد الكثير من التوترات والصدامات، وأعتقد أنها لا تتحمل أن تشهد أزمة أخرى.. فسوريا لديها موقع جيوسياسي مهم، وإذا ما خرج الموقف عن السيطرة، فستكون له نتائج غير محسوبة. لذا على كل الأطراف وعلينا أن نجد حلا للأزمة، وأنا ممتن لدعم إيران إذا أخذنا بعين الاعتبار العلاقات الخاصة التي تربطها مع سوريا وأعتقد أن إيران يمكن أن تكون جزءا من الحل»، بحسب «سانا».
من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي إنه «يجب منح الحكومة السورية الفرصة لإجراء التغييرات التي تعهد بها الرئيس السوري». وأضاف صالحي أن الشعب السوري يجب أن يتمتع بحقوق؛ منها حرية تشكيل أحزاب سياسية وإجراء انتخابات حرة، «لكننا أعلنا في الوقت نفسه أننا نعارض التدخل في شؤون كل الأمم، بما في ذلك سوريا. ونعتبر أن أي تغيير في سوريا يجب أن يتم في ظل الحكومة الحالية».
وتابع صالحي: «نحن راضون لأن خطة أنان لا تذكر أي تغيير للرئيس في سوريا.. وقلنا لأنان أن إيران ستدعم خطة السلام ما دامت الخطة تعتمد هذه المقاربة».
في حين أضافت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) أن صالحي أعرب عن أمله في أن يقوم أنان بإدارة الملف السوري بشكل عادل، وأن يكون محايدا ف إصدار الأحكام. كما أوضح صالحي أمله في أن «يجلس الشعب السوري والمعارضة والحكومة السورية حول طاولة المفاوضات، وأن يقوم الجميع بتسوية الأمور دون حصول فراغ في إدارة البلاد، لأن من شأن ذلك أن يترك آثارا ضارة عل المنطقة؛ ولا يرغب أحد في ذلك».
تصاعد حدة التوتر في سوريا والهدنة تبدو بعيدة المنال

أنان يصر على أن الاتفاقية لا تزال قابلة للتطبيق بينما خطته دخلت مرحلة الإنعاش

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: نيل ماكفاركوار وريك غلادستون* .... يبدو أن خطة السلام في سوريا التي تم التوصل إليها برعاية الأمم المتحدة، قد دخلت مرحلة الإنعاش، حيث تتجاهل سوريا تنفيذ الخطوة المبدئية الخاصة بعودة قوات الأمن إلى ثكناتها، في الوقت الذي يسافر فيه كبار المسؤولين حول العالم للتجهيز لوقف إطلاق نار غير محتمل الحدوث، والذي من المقرر أن يبدأ الخميس.
يصر مهندس خطة وقف إطلاق النار كوفي أنان، الممثل الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، على أن الاتفاقية لا تزال قابلة للتطبيق، وقال في مؤتمر صحافي عقد في تركيا: «أعتقد أنه من السابق لأوانه أن نقول إن الخطة قد فشلت».
وفي رسالة مطولة وجهها إلى مجلس الأمن، بدا أنان أكثر تشاؤما، حيث ألقى باللوم على الحكومة السورية في عدم إحراز تقدم.
ويثير فشل وقف إطلاق النار المقرر له يوم الخميس بعض الأسئلة غير المريحة حول الخيارات المتبقية أمام المجتمع الدولي لوقف هذا الصراع الذي يتواصل منذ ثلاثة عشر شهرا والذي أدى إلى مقتل 9.000 شخص، حسب تقديرات الأمم المتحدة.
لا توجد رغبة كبيرة في التدخل العسكري الخارجي في سوريا - تلك الدولة الاستراتيجية التي تمزقها الانقسامات الطائفية التي يتجاوز صداها الحدود السورية. وقد فشلت كافة النداءات المتكررة لوقف العنف الدائر هناك حتى الآن، في الوقت الذي تواجه فيه روسيا، التي تعتبر بمثابة الراعي لسوريا، الضغوط بسبب مطالبتها بأن يكون السلام وفقا للشروط السورية.
وقالت سوزان رايس، مندوبة الولايات المتحدة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة، التي تترأس بلادها مجلس الأمن في هذا الشهر، للمراسلين في الأمم المتحدة، إن دول مجلس الأمن الخمسة عشر قد ساندت دعوة أنان الخاصة بضرورة احترام كلا الطرفين في سوريا لاتفاقية وقف إطلاق النار التي تلوح في الأفق، مع بعض المسؤوليات المحددة التي يتعين على دمشق القيام بها.
قال إنان في خطابه إنه بات واضحا خلال الأيام الخمسة الماضية أن الحكومة السورية لم تصدر أوامر إلى جيشها بالانسحاب من المدن والبلدات الرئيسية، كما تنص الخطة.
يؤكد أنان في خطابه أنه على الرغم من ذكر الحكومة السورية لعدد قليل من الأماكن التي انسحبت منها قواتها، «تشير التقارير الموثوق بها إلى قيام القوات المسلحة السورية بتنفيذ بعض العمليات العسكرية في التجمعات السكانية خلال نفس الفترة، وذلك عن طريق تحركات القوات العسكرية في المدن مدعومة بنيران المدفعية».
كتب أنان قائلا إن الشروط الجديدة المفاجئة التي طرحتها الحكومة السورية يوم الأحد الماضي، بما في ذلك الحصول على ضمانات لالتزام المعارضة السورية وحلفائها الإقليميين بالاتفاق، قد تؤدي إلى تقويض خطة السلام.
يؤكد خطاب أنان وتصريحات كبار المسؤولين في واشنطن وباريس ولندن، كافة ما يقوله النشطاء السوريون داخل البلاد حول عدم وجود أي تغيير في الوضع العسكري على الأرض.
لا تزال الشوارع في بعض ضواحي دمشق المحاصرة، مثل دوما، مليئة بالجنود والدبابات التي تحيط بالمدن، بينما يقول أحد سكان حلب، الذي تم الوصول إليه عبر التليفون، إن الاعتداءات واسعة النطاق التي تقوم بها قوات الجيش على عدد من القرى الواقعة شمال المدينة - لا تزال مستمرة بلا هوادة.
وفي اتصال هاتفي عبر «سكايب»، قال وليد الفارس، ناشط من حي الخالدية في حمص: «لا أعلم إن كنت تستطيع سماع صوت التفجيرات والقذائف في الخلفية بينما أتحدث إليك الآن، هل تسمع ذلك؟ لا تزال الدبابات موجودة في أماكنها، وقد التقطنا بعض الصور التي تظهر أن الجيش لا يزال موجودا في الشوارع. لم يتغير أي شيء، لا يزال القذف مستمرا ولا تزال هناك دبابات وقناصة».
كما أكدت بعض الجماعات النشطة مقتل العشرات في سوريا، في الوقت الذي أشارت فيه إلى أن قوات المعارضة للرئيس بشار الأسد لا تزال موجودة في أماكنها. يؤكد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا مقتل 19 جنديا في بعض الهجمات، بينما تؤكد وسائل الإعلام الحكومية السورية أنه قد تم دفن 33 فردا من القوات المسلحة.
يقول النشطاء إن منظمات المعارضة الرئيسية، وهي المجلس الوطني السوري والجيش السوري الحر، قد التزما بوقف إطلاق النار، ولكن لا يزال من غير الواضح بعد ما إن كانت تلك المنظمات تبسط سيطرتها على التحالف الفضفاض من المسلحين المحتشدين ضد الحكومة أم لا.
هذا في حين وصف المجلس السوري الحر الشروط الجديدة التي طالبت بها دمشق بأنها «غير مقبولة وغير واقعية»، بينما صرحت بسمة القضماني، عضو اللجنة التنفيذية في المجلس الوطني السوري، للمراسلين في جنيف، بأن حكومة الأسد «تعتزم تكثيف الهجمات بدلا من البدء بالامتثال لقرار وقف إطلاق النار».
وحتى روسيا قد أشارت إلى دمشق ببعض السخط، حيث قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي مشترك بموسكو مع نظيره السوري وليد المعلم: «من الممكن أن تكون خطواتهم أكثر فعالية وحزما».
ومن جانبه، أكد المعلم أن حكومته تلتزم اتفاقية السلام، ويبدو أنها ستخفف من مطالبها بضرورة تقديم المعارضة السورية وحلفائها الإقليميين لضمانات كتابية بنزع سلاح المعارضة.
وأشار إلى أن السوريين يتوقعون أن يقوم أنان شخصيا بتقديم تلك الضمانات، مطالبا بنشر المراقبين الدوليين بحلول يوم الخميس فور دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
يشير خطاب أنان إلى أن المحادثات مع دمشق حول هذا المسألة قد توقفت.
بدا أن لافروف نقل التصريحات السورية دون التيقن من مصداقيتها، فأكد أن المسؤولين السوريين أخبروه أن القوات الحكومية انسحبت من بعض مناطق حمص على الرغم من استمرار سماع دوي الانفجارات بوضوح في خلفية المحادثات الهاتفية التي تجرى إلى المدينة.
ووجه الوزير الروسي انتقادات إلى المعارضة قائلا «لا يمكننا تجاهل الحقائق الواضحة بأن مقترحات كوفي أنان لم تلق قبولا من البعض، إن لم يكن من غالبية فصائل المعارضة بما في ذلك المجلس الوطني السوري».
وفي رده على الولايات المتحدة التي انتقدت روسيا والصين لإعاقتهما اتخاذ قرار أكثر قوة تجاه سوريا في مجلس الأمن، قال لافروف: «ينبغي للولايات المتحدة والدول الأخرى التي ترتبط بعلاقات مباشرة مع المعارضة السورية، ألا تسارع بإلقاء اللوم على روسيا والصين، بل أن تستخدم نفوذها في إجبار الجماعة على وقف إطلاق النار على بعضهم البعض»، بحسب ما نقلته وكالة «إنترفاكس» الروسية.
من جانبها، قالت إدارة أوباما إن سلوك الحكومة السورية يعكس ما وصفته بتاريخ من الوعود الكاذبة. وصرح جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض، للصحافيين إنه بدلا من أن يسحب الأسد قواته «شهدنا أدلة كثيرة على أعمال وحشية واعتداءات ضد مدنيين أبرياء».
وفي تركيا، طالب السيناتور جون ماكين، خلال زيارته مخيمات اللاجئين السوريين في منطقة هاتاي التركية بصحبة السيناتور جوزيف ليبرمان، المجتمع الدولي بتسليح المعارضة ضد قوات الأسد والمساعدة في إنشاء مناطق آمنة داخل سوريا يمكنهم الحصول فيها على تدريب عسكري.
وقد كانت المناطق الحدودية التي يقيم بها اللاجئون قد شهدت توترا بعد حادثة يوم الاثنين التي قتل خلالها لاجئان وجرح خلالها 23 شخصا.
وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الذي يزور الصين حاليا، إن إطلاق النار على اللاجئين يمثل انتهاكا واضحا للحدود، وطلب من وزير خارجيته العودة للتعامل مع الأمر.
* شارك في كتابة التقرير نيل ماكفاركوهار من بيروت، وريك غلادستون من نيويورك، وسيبنام آرسو من أنقرة، وآلان كويل من لندن، وهالة الدروبي من بيروت، وإلين باري من موسكو، ومراسل «نيويورك تايمز» في دمشق.
* خدمة «نيويورك تايمز»
مهمة أنان: 6 أسابيع من الدبلوماسية أمام تحدي العنف

لندن: «الشرق الأوسط» ... منذ تعيين كوفي أنان مبعوثا للجامعة العربية والأمم المتحدة لمعالجة الأزمة السورية، ازداد الحراك الدبلوماسي من أجل إنجاح مهمته التي تواجه تحديا كبيرا مع بدء مهلة وقف العنف ابتداء من صباح اليوم واحتمال التزام النظام السوري بها. وفي ما يلي أبرز التطورات المتعلقة بمهمة أنان منذ تعيينه:
* في 24 فبراير (شباط) الماضي تم تعيين كوفي أنان مبعوثا دوليا خاصا للجامعة العربية والأمم المتحدة للشأن السوري لمحاولة وقف العنف والتوصل إلى حل سلمي للأزمة. وجاء في بيان صحافي للأمم المتحدة أن أنان «سيبذل مساعي حميدة هدفها إنهاء كل أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان، وتعزيز جهود إيجاد حل سلمي للأزمة السورية».
* وفي 8 مارس (آذار) الماضي وصل أنان إلى مصر لمناقشة الأزمة السورية مع أمين عام الجامعة العربية الدكتور نبيل العربي ووزير الخارجية المصريي محمد كامل عمرو.
* وفي 10 مارس توجه أنان إلى دمشق حيث التقى الرئيس السوري بشار الأسد لمناقشة إمكانية التوصل إلى وقف العنف في سوريا.
* وفي 12 مارس غادر أنان دمشق من دون خطط واضحة لوقف إطلاق النار، من الأسد، واستمرت قوات الأسد في قصف المدن وقمع المتظاهرين.
* وفي 16 مارس قدم أنان خطة من ست نقاط لحل الأزمة السورية لمجلس الأمن.
* وفي 21 مارس أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بيانا رئاسيا عن الوضع في سوريا يعلن فيه دعم المبعوث أنان في مهمته لوقف أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان في سوريا. وأكد مجلس الأمن في البيان دعمه الخطة المكونة من ست نقاط.
* وفي 24 مارس وصل أنان إلى موسكو لمواصلة جهوده مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ووزير خارجيته سيرغي لافروف للحصول على دعم روسيا لخطته حول سوريا. وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن هذه الزيارة تهدف إلى بحث «سبل التوصل إلى تسوية للنزاع السوري». وكانت هذه الزيارة مهمة جدا من أجل تغيير رؤية روسيا حول الوضع في سوريا.
* وفي 26 مارس أعلنت روسيا أنها تدعم خطة أنان من أجل التوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية.
* وفي 27 مارس وصل أنان إلى الصين لمقابلة رئيس الوزراء الصيني وين جياباو لإجراء محادثات ترمي إلى مزيد من الدعم من جانب الصين لمهمته في سوريا. وفي اليوم نفسه، أعلنت سوريا قبولها خطة أنان ورغبتها في تنفيذها.
* وفي 28 مارس دعت الصين النظام والمعارضة السورية إلى احترام تعهداتهما بوقف إطلاق النار والانسحاب من المدن في خطة أنان.
* وفي 1 أبريل (نيسان) الحالي أعلن النظام السوري في بيان أنه سيدعم خطة أنان وسيسحب قواته في يوم 12 أبريل. ولكن العنف تصاعد وقتل أكثر من 9 آلاف شخص منذ انطلاق الثورة السورية.
* وفي 5 أبريل قدم أنان استعراضا لآخر التطورات منذ بدء مهامه، للجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة من جنيف عن طريق دائرة تلفزيونية. وقال إن فريق الأمم المتحدة بقيادة الجنرال النرويجي روبرت موود وصل إلى سوريا «لبدء التحضيرات لنشر المراقبة ووقف العنف المسلح، والتنفيذ الكامل لخطة السلام».
* وفي 5 أبريل أصدر مجلس الأمن بيانا رئاسيا جديدا حول سوريا حدد فيه يوم 10 أبريل لسحب النظام السوري آلياته العسكرية ودباباته من المدن ومن داخل التجمعات السكنية. وطالب البيان المعارضة بالالتزام بوقف العنف أيضا.
* وفي 10 أبريل وصل أنان إلى تركيا لبحث تطورات الأزمة السورية وزار أنان مخيمات اللاجئين السوريين الذين يقيمون على الحدود التركية السورية. وقال أنان في مؤتمر صحافي بتركيا: «ما زال لدينا بعض الوقت منذ الآن وحتى الثاني عشر لوقف العنف، وأناشد كل الأطراف المعنية، الحكومة أولا وقوات المعارضة» بوقفه.
* وفي 11 أبريل وصل أنان إلى إيران، وحث الحكومة السورية والمعارضة على وقف العنف، مشددا على أن كل أعمال القتال يجب أن تتوقف بحلول صباح 12 أبريل. وقال أحمد فوزي المتحدث باسم المبعوث الدولي كوفي أنان إن سوريا أبلغت أنان بأنها ستوقف كل العمليات القتالية مع انقضاء المهلة المحددة بصباح الخميس، لكنها تحتفظ بحق الرد على أي هجوم.
وزيرة الخارجية الأميركية تلقي بمسؤولية بقاء الأسد في الحكم على المساندة الروسية له

كلينتون تناقش الأزمة السورية مع لافروف

جريدة الشرق الاوسط... واشنطن: هبة القدسي ... احتل الملف السوري صدارة المناقشات في اجتماعات دول الـ8 التي بدأت في واشنطن أمس وتستمر لمدة يومين، حيث تتزايد الضغوط من أجل اتخاذ إجراءات دولية بسبب المخاوف الأمنية حول الأزمة السورية والشكوك حول الالتزام بخطة موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان لوقف القتال والسماح بنفاذ المساعدات الإنسانية للسوريين.
وأوضح مسؤول بالخارجية الأميركية أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ستجتمع اليوم مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف على هامش اجتماعات دول الـ8 لبحث موقف روسيا من دعم النظام السوري، ومدى التزام النظام السوري بوقف إطلاق النار، وفقا لخطة أنان ذات النقاط الـ6 والخطوات القادمة لمساعدة الشعب السوري، إضافة إلى موقف روسيا في الأمم المتحدة، حيث أعاقت روسيا إصدار أي قرار في الأمم المتحدة يزيد الضغوط على النظام السوري. وكانت كلينتون قد ألقت مسؤولية بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في سدة الحكم إلى الآن على المساندة التي تقدمها له روسيا. وقالت كلينتون في كلمة ألقتها أمام الأكاديمية البحرية الحربية بمدينة أنابوليس بولاية ميريلاند مساء أول من أمس: «رفض روسيا الانضمام إلينا في اتخاذ إجراءات بناءة يسمح للأسد بالبقاء في الحكم، وهو (الأسد) مسلح بشكل جيد ويمتلك إمكانيات لتجاهل مطالب شعبه وإقليمه والعالم». ولفتت كلينتون إلى مخاطر اشتعال حرب أهلية في سوريا، وأشارت إلى أنها ستحاول إقناع نظيرها الروسي لافروف باتخاذ قرارات تسمح بوصول المساعدات الإنسانية للشعب السوري. وقالت كلينتون إنها تتوقع أياما صعبة في محاولة لتحديد اتجاه روسيا إذا ما سعى مجلس الأمن إلى اتخاذ قرار حاسم حول سوريا.
وكان من المرتقب أن يعقد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو لقاء عبر دائرة تلفزيونية مع نظرائه من وزراء خارجية مجموعة الـ8 للتشاور حول أوضاع السوريين عند الحدود التركية السورية وموقف بلاده من الأزمة السورية.
وقال وزير الخارجية الفرنسية آلان جوبيه في تصريحات صحافية قبيل بدء الاجتماعات إن باريس تصر على أن صباح اليوم هو موعد انتهاء المهلة المحددة لوقف إطلاق النار في سوريا، وإنه يجب على الدول الأعضاء في مجلس الأمن والمجتمع الدولي النظر في التدابير الجديدة التي قد تكون ضرورية لوضع حد للعنف وبدء حوار سياسي.
واستقبلت كلينتون وزراء خارجية مجموعة الـ8 ظهر أمس في مبنى «بلير هاوس» للضيوف الرسميين، حيث عقدوا اجتماعا للمجموعة مساء أمس استعدادا لقمة مجموعة الـ8 التي تستضيفها الولايات المتحدة في كامب ديفيد يومي 18 و19 مايو (أيار) المقبل ويشارك فيها رؤساء دول مجموعة الـ8، من بينهم فلاديمير بوتين الرئيس الجديد لروسيا. وتضم مجموعة الـ8 كلا من فرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وبريطانيا والولايات المتحدة وكندا وروسيا.
وأشار محللون إلى عدم وجود أية مؤشرات إلى أن الولايات المتحدة أو تركيا أو جهات أخرى تفكر في التدخل بصورة مباشرة في سوريا واستخدام القوة كما حدث في الوضع الليبي، وتدور المحادثات وفقا للمحللين ما بين فكرة تسليح المعارضة السورية ودعمهم سياسيا، وبين الدفع بقوة متعددة الجنسيات تابعة للأمم المتحدة لحفظ السلام في سوريا، خصوصا أن تلك القوة لن تعد تدخلا أجنبيا وانتهاكا لسيادة الأراضي السورية وإنما أداة لحفظ السلام، وهو حل لا يسعى لتغيير النظام كما تصر روسيا.
وتحمل أجندة الاجتماع مناقشة الأزمة السورية وخطط كوريا الشمالية لإطلاق صاروخ الأسبوع المقبل لإرسال قمر اصطناعي إلى المدار، بينما تعتبره واشنطن وحلفاؤها اختبارا منها لإطلاق صاروخ بالسيتي. وقد حذرت كلينتون خلال مؤتمر صحافي مع نظيرها الياباني أول من أمس من الاستفزازات التي تقول بها كوريا الشمالية، وطالبت بتوقف هذه التجارب حفاظا على الأمن والاستقرار، بينما أكد وزير الخارجية الياباني كويشيرو جامبا أن اجتماع مجموعة الـ8 سيوجه رسالة قوية جدا حول كوريا الشمالية. وكانت كوريا الشمالية قد وافقت في أواخر فبراير (شباط) الماضي على تعليق برنامجها لليورانيوم جنبا إلى جنب مع التجارب النووية وإطلاق الصواريخ بعيدة المدى مقابل الحصول على مساعدات غذائية ضخمة من الولايات المتحدة.
ويحتل الملف النووي الإيراني جانبا هاما من المناقشات، خصوصا قبل موعد استئناف المفاوضات بين إيران ومجموعة الـ5+1 التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، التي تبدأ في إسطنبول السبت المقبل. كما يناقش الاجتماع القضية الفلسطينية الإسرائيلية، حيث يشار وزير الخارجية الروسي في اجتماعات اللجنة الرباعية التي تتألف من روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي. وتتطرق المحادثات إلى قضايا الإرهاب في المنطقة وانتشار تهريب الأسلحة والوضع في أفغانستان.
وبحث مسؤولون من الدول الـ8 أمس بنود البيان الختامي للوزراء، المتوقع إصداره اليوم والذي من المتوقع أن يشمل رسالة واضحة حول سوريا وأهمية وقف عمليات القتال فيها.
أنقرة تطالب بقرار أممي لحماية المدنيين السوريين وتلمح إلى إنشاء منطقة عازلة

تعرض مخيم للاجئين في تركيا لإطلاق نار جديد من الأراضي السورية

لندن: «الشرق الأوسط» ... طالبت تركيا بإصدار قرار من الأمم المتحدة يقضي بحماية المدنيين في سوريا في ظل استمرار العنف في البلاد والتصعيد المفاجئ للتوتر على الحدود التركية - السورية، ولمحت إلى إمكانية إنشاء منطقة عازلة لاحتواء اللاجئين على الأراضي السورية، فيما اعتبره البعض مؤشرا لشبح «إعلان حرب» بين أنقرة ودمشق.. بينما أفادت وسائل الإعلام التركية أن قوات الأمن السورية أطلقت النار مجددا باتجاه مخيم للاجئين على الحدود في تركيا ليلة أول من أمس.
وقال متحدث باسم الخارجية التركية أمس في أنقرة: إن النظام السوري لم يسحب قواته كما وعد من المدن، كما أنه ما زال يستخدم أسلحة ثقيلة، وأضاف أن العنف كان يجب أن يتوقف بحلول أول من أمس (الثلاثاء) «ولما لم يحدث ذلك، فنحن ننتظر وبشكل ملح أن يصدر مجلس الأمن الدولي قرارا يتضمن الإجراءات اللازمة لحماية الشعب السوري».
وبعد التصعيد المفاجئ للتوتر على الحدود التركية - السورية، لمحت أنقرة إلى إمكانية إنشاء منطقة عازلة لاحتواء اللاجئين على الأراضي السورية.
وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من الصين، حيث كان يقوم بزيارة: «لا تدفعونا إلى حدود قدرتنا، لا نريد أن نفكر بالدخول إلى هناك. لكن إن كانت من جهة قادرة على إجبارنا على قرار كهذا فهي النظام السوري»، بحسب ما نقلته عنه وسائل الإعلام التركية. ورأت الصحف في هذه التصريحات الغامضة توجها لدى أنقرة لإنشاء منطقة عازلة على الأراضي السورية من أجل احتواء تدفق هائل من اللاجئين الساعين إلى دخول الأراضي التركية. وتثير تلك التوقعات قلق المعارضة التركية، والتي تخوفت من «فوضى» في حال قررت تركيا خوض الأزمة السورية وحدها عبر إنشاء منطقة عازلة.. وذلك كون إنشاء منطقة مماثلة يتطلب وجود الجنود الأتراك في سوريا.
وقال الكاتب محمد علي بيراند في صحيفة «حرييت ديلي نيوز» إن «الاسم الرسمي لهذا النوع من الأمور هو اجتياح سوريا. وفي حال اجتياز مرحلة إضافية، سينتهي الأمر بالقول: إن سوريا وتركيا في حالة حرب».
كما أشارت الصحف إلى أن أردوغان يعتزم مواصلة جهوده الرامية إلى التوصل إلى إجماع دولي بشأن الصراع في سوريا، وقالت: إن أردوغان العائد من زيارة للصين يعتزم التوجه غدا إلى السعودية، كما أنه يدرس القيام بزيارة إلى العاصمة الروسية موسكو.
وأقر دبلوماسيون أتراك أن «جميع الخيارات مطروحة»، ما يلمح إلى أن تركيا ستبحث عدة سيناريوهات في حال عدم احترام دمشق المهلة لوقف القتال بالكامل في 12 أبريل (نيسان) عملا بخطة المبعوث الدولي كوفي أنان، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وفي سياق متصل قد يسهم في تفاقم الأوضاع، أفادت وسائل الإعلام التركية أن قوات الأمن السورية أطلقت النار ليل الأربعاء - الخميس باتجاه مخيم للاجئين على الحدود في تركيا. وعرضت شبكة «سي إن إن تورك» صورا لرصاص يتم إطلاقه من سلاح رشاش مصدره مبنى لمراقبة الحدود عليه العلم السوري باتجاه الأراضي التركية في منطقة كيليس (جنوب شرق).
وأفادت شبكات تركية عدة أن القوات السورية أطلقت النار على سوريين حاولوا عبور الحدود للجوء إلى تركيا، وأن الرصاص أصاب المخيم الواقع بمحاذاة الحدود دون أن يؤدي إلى سقوط جرحى، لكنه أثار الذعر بين المقيمين في المخيم.
وتؤوي تركيا حاليا نحو 25 ألف لاجئ فروا من النزاع في سوريا وتعرب بانتظام عن قلقها من وصول نازحين إضافيين، وأكد أردوغان أن مساعدة اللاجئين كلفت حتى الآن 150 مليون دولار.
وشهدت الأوضاع على الحدود السورية - التركية الاثنين الماضي تصعيدا مفاجئا، حيث أدى إطلاق نار من سوريا تجاه مجموعة من نحو 100 سوري لمنعهم من الدخول إلى تركيا إلى إصابة 4 سوريين وتركيين اثنين في كيليس التركية التي تضم مخيما للاجئين السوريين، وذلك بعض وصول الرصاصات إلى المخيم. وأعاد أردوغان وزير خارجيته أحمد داود أوغلو الذي كان يرافقه من بكين إلى أنقرة على وجه السرعة، حيث اتصل الأخير بنظرائه في الدول الخمس الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي.. بينما رد وزير الخارجية السوري وليد المعلم باتهام تركيا بنسف خطة أنان، عبر مساعدة المعارضين الذين تؤويهم على أراضيها وتساعدهم على تهريب الأسلحة إلى سوريا؛ والنقطة الأخيرة نفتها مصادر بالمعارضة والجيش السوري الحر.
إلى ذلك، ذكر موقع مجلة «فورين بوليسي» الأميركية أن عضوي مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور جون ماكين وجو ليبرمان التقيا عددا من قادة «الجيش السوري الحر» أثناء زيارتهما أول من أمس لمخيم اللاجئين السوريين بإقليم هاتاي التركي.
وقال الموقع إن ماكين وليبرمان التقيا العقيد رياض الأسعد، قائد «الجيش السوري الحر»، واللواء مصطفى الشيخ، قائد المجلس العسكري، موضحا أنهما أول عضوين بالكونغرس الأميركي، وأعلى مسؤولين أميركيين شأنا، يلتقيان قادة من «الجيش السوري الحر».
ويعد ماكين وليبرمان من أبرز المسؤولين الأميركيين المتحمسين لاتجاه تسليح «الجيش السوري الحر»، وهو الأمر الذي لم توافق عليه الإدارة الأميركية صراحة حتى الآن.
«الديمقراطي السوري» يبحث في الجامعة العربية إجبار الأسد على وقف القتل

العربي التقى 3 من وفد المعارضة للاطلاع على الوضع على الأرض

جريدة الشرق الاوسط... القاهرة: سوسن أبو حسين وصلاح جمعة .... التقى أمس الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بوفد من المعارضة السورية من ممثلي المنبر الديمقراطي ضم كلا من السيد سمير عيطة، والسيد فايز سارة، والسيد ميشال كيلو. وقال سمير عيطة في مؤتمر صحافي عقب اللقاء: إن الوفد قدم للقاهرة للتحضير لمؤتمر المنبر الديمقراطي السوري المقرر وهو جمعية عامة تسعى للتواصل بين كافة الفئات المناصرة للثورة السورية مهما كان انتماؤها السياسي، مشيرا إلى أنه بهذه المناسبة التقى وفد المعارضة السورية بالأمين العام للجامعة العربية وتباحث حول الوضع على الأرض في سوريا والتعقيدات الدولية للأزمة هناك.
وأضاف عيطة أن لقاءهم مع الأمين العام تناول مجموعة من النقاط الأساسية أهمها وقف إطلاق النار وإجبار النظام السوري على وقف إطلاق النار والالتزام بمبادرة كوفي أنان المبعوث المشترك للجامعة العربية والأمم المتحدة لسوريا بحذافيرها.
وأعرب عيطة عن أمله في الالتزام بهذه الخطة وأن يكون هناك ضغط دولي حقيقي من كافة الأطراف الولايات المتحدة وروسيا وكل الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن حتى يتم وقف إطلاق النار وحتى تكون هناك قاعدة بالحد الأدنى لإطلاق حل سياسي.
وأضاف عيطة: «إن لقاءهم بالأمين العام ارتكز على 3 محاور هي تعقيدات الوضع الدولي فنحن لا نريد أن تكون سوريا أرضا لصراعات دولية وإنما نريد أن يكون هناك موقف موحد من جميع الأطراف وخاصة الأطراف الدائمين بمجلس الأمن حتى يتم وقف إطلاق النار ووضع آليات لذلك، ضمن ما قدمه أنان والذي يتضمن وجود مراقبين مدنيين ومراقبين يحملون أسلحة ومختلف الأشياء التي تتضمن قوى ودولا من بينها دول في مجلس الأمن حتى يتم تثبيت وقف إطلاق النار».
وحول ملاحقة النظام السوري على جرائمه، قال عيطة إن هناك جرائم ارتكبت بحق الإنسانية ونحن مع توثيق هذه الجرائم ووضعها مع من ارتكبها أمام المحاكمة الدولية إذا صنفت هذه الجرائم كجرائم ضد الإنسانية.
وحول مدى توحد الرؤية بين المعارضة السورية، قال: «بعد اجتماع إسطنبول للمجلس الوطني السوري هناك مشروع وثيقة (عهد وطني) يمكن أن تكون مسودة لنقاش برنامج مختلف أطياف المعارضة، وهذا أمر جيد بحيث يمكن أن تكون هناك وثيقة ننطلق منها والاتفاق عليها، كما أن هناك نقطة أخرى تحتاج إلى إخراج وثيقة يتفق عليها حول طبيعة المرحلة الانتقالية، مهما كانت التطورات القادمة، فلا بد أن يتفق السوريون على الكيفية التي يمكن أن تدار بها المرحلة الانتقالية والذهاب بسوريا إلى بر الأمان والخروج من هذا الوضع بالغ التعقيد الذي أراد به النظام السوري بإجرامه أن يعيث الفوضى ويجعل بعد رحيله الأمور صعبة للغاية على مختلف أطياف الشعب السوري والمجتمع المدني والأهلي والدولة ومن ثم لا بد أن نتداعى ليس فقط للحظة التغيير بل للبناء بعد التغيير».
وحول مهمة أنان، قال عيطة: إن المبعوث الأممي - العربي كوفي أنان لديه خبرة في النزاعات الدولية والنزاعات الصعبة ويعرف أنه من أجل الوصول إلى حلول لها أن هناك أطرافا لا تريد حلا سلميا ولا وقف إطلاق النار مثل النظام السوري، لكن هناك نوعا من الثقة بالسيد أنان الذي منح تفويضا من روسيا والصين وإيران لدعم مبادرته وبالتالي لم يبق للنظام من دعم إذا ما أتى أنان بصيغة في ظل الضغوط التي تمارس على النظام السوري لتنفيذ مبادرة أنان.
بعثة «موود» تتم أسبوعها الأول في سوريا.. دون أن يشعر بها أحد

الجيش الحر: مهمتها بدون جدوى.. وناشطون: لم نرهم إلا في وسائل الإعلام

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: يوسف دياب.... تنهي بعثة المراقبين الدوليين التي يترأسها الميجور جنرال النرويجي روبرت موود، أسبوعها الأول في سوريا من دون أن تحقق شيئا على الأرض أو يشعر بوجودها أحد، بل إن عدد الضحايا - بحسب إحصاءات دولية محايدة - شهد ازديادا خلال وجودها على الأراضي السورية، في وقت أكد فيه الجيش السوري الحر أن «مهمة هؤلاء المراقبين بلا جدوى، لأن النظام السوري لن يلتزم بأي هدنة أو وقف لإطلاق النار إلا إذا قضى على الثورة الشعبية».
وأعلن نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك الكردي، أنه «لا وجود لهؤلاء المراقبين إلا في نقاط قليلة جدا، لأن حركتهم مقيدة من قبل قوات النظام»، وقال الكردي لـ«الشرق الأوسط»: «قبل خمسة أيام تقريبا صادفنا وجودهم في مدينة اللاذقية، وقبل وصولهم، قام النظام بإزالة الحواجز وكل المظاهر المسلحة، لكن ما إن أنهى المراقبون جولتهم داخل المدينة التي بدت فيها الحياة طبيعية، وغادروها، حتى عادت الحواجز والوجود العسكري إلى ما كان عليه».
وأكد الكردي أن «المراقبين ليست لديهم حرية التحرك، لأن النظام هو الذي يحركهم حسب إرادته، وهو من يحدد لهم النقاط التي يجب أن يزوروها»، واصفا مهمة المراقبين بـ«الكذبة الكبيرة، وكوفي أنان أضحى جزءا من هذه الكذبة، لأنه يصدق النظام السوري ووعوده».
وأضاف الكردي: «اليوم (أمس) حصل هجوم على منطقة جبل الأكراد في اللاذقية، وبدأت المروحيات تقصف المنطقة بشكل عنيف من السادسة صباحا وتستخدم القنابل العنقودية، فضلا عن دخول أرتال من الدبابات والمدرعات وأكثر من ألف عنصر من الجيش والأمن، لمواجهة ثلاثين عنصرا من الجيش الحر متمركزين في جرود هذه المنطقة»، معتبرا أن «ما يحدث يندى له جبين التاريخ».
وأشار الكردي إلى أن «المراقبين لن يصلوا إلى مكان (الضحايا)، لأن النظام لديه من الخبث والدهاء والمكر ما يمكنه من أن يكذب لسنوات على المجتمع الدولي.. كل الدول الغربية بما فيها أميركا وفرنسا والأمم المتحدة، تعرف أن النظام السوري يكذب ويراوغ، لكنهم غير قادرين على إزاحته، لأن الروس يقفون حجر عثرة في وجههم»، جازما بأن «النظام السوري لن يوقف العمليات العسكرية حتى لو راقبه كل العالم، لأنه نظام غدر وخيانة، وكلما حاولنا إبعاد الطائفية عن الصراع وعما يرتكبه من جرائم، نجده يمعن في زرع بذور الطائفية».
وسأل الكردي: «عندما نجد الطائفة العلوية تتعامل بحقد مع الطائفة السنية؛ ألا يعني ذلك إثارة للحرب الأهلية؟ وما معنى أن يهاجم المئات من العلويين بلدة سنية ويحرقوا المنازل وينتهبوها ويقتلوا شبابها، وماذا ستكون ردة الفعل؟»، مشددا على ضرورة أن «يقتنع العالم بأن لجنة المراقبين لن تحقق شيئا على الأرض، كما حصل مع بعثة المراقبين العرب، إنما المطلوب إجراءات رادعة».
إلى ذلك، أعلن الناشط الميداني في تنسيقية ثوار حمص جواد الحمصي، أن «أهالي حمص لم يعرفوا عن لجنة المراقبين الدوليين إلا بعض ما ذكر في وسائل الإعلام»، وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «أيًّا من هؤلاء المراقبين لم يصل إلى حمص رغم أن المدينة تتعرض على مدى أسبوع لأعنف قصف، وتشهد تدميرا ممنهجا لما تبقى من منازلها وأبنيتها». وقال جواد: «نحن لا نحتاج إلى مراقبين لأن تجربة بعثة المراقبين العرب كانت مخيبة، وليس لدينا تفسير لإرسال المراقبين إلى سوريا إلا إعطاء المزيد من الوقت للنظام السوري ليستكمل أعمال القتل وارتكاب المجازر بحق الشعب الأعزل». وتساءل: «هل سمح النظام للصليب الأحمر بالدخول إلى حمص وإدخال المساعدات الطبية والإنسانية وإجلاء المصابين ورفع الجثث من الشوارع قبل أن يسمح بدخول مراقبين دوليين؟».
لا تطورات في عمل الصليب الأحمر والدخول إلى السجون ينتظر موافقة النظام

الناطقة باسم اللجنة في دمشق لـ «الشرق الأوسط»: المباحثات مستمرة.. ونأمل التوصل إلى نتائج إيجابية قريبا

بيروت: كارولين عاكوم ... بعد أسبوع على زيارة رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيلنبرغر إلى سوريا وإجرائه مباحثات مع مسؤولين سوريين، أعلن بعدها التوصل إلى اتفاق مع السلطات على تفعيل عمل اللجنة التي تطالب بوقف القتال لفترة محددة لدواع إنسانية في المناطق، إضافة إلى توسيع دائرة زيارة أماكن الاحتجاز تبدأ من سجن حلب المركزي، يبدو واضحا أن هذه النتائج لم تدخل حيز التنفيذ حتى الآن، ولم يطرأ على عمل فريق الصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري أي تطورات إيجابية.
وأكدت رباب الرفاعي، الناطقة باسم لجنة الصليب الأحمر في دمشق، غياب أي تطورات للأوضاع.. وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «إن عمل الفريق لم يشهد أي تطورات واضحة خلال هذا الأسبوع، لكن الأعمال الإنسانية التي كان يقوم بها لا تزال مستمرة في معظم المناطق السورية».
وأضافت «نعمل بشكل دوري على إعادة تقويم الوضع الإنساني والاحتياجات في كل المناطق، مع الأخذ بعين الاعتبار حرصنا على سلامة الفريق وعدم تعريضه للخطر والمجازفة بحياته في المناطق التي تشهد قتالا، وعملنا حاليا يرتكز على مناطق حمص، بعدما كان في الأشهر الماضية في درعا وريف دمشق وحلب».
وفي ما يتعلق بالاتفاق الذي توصل إليه كيلنبرغر بشأن وقف القتال لفترة محددة لدواع إنسانية، لفتت الرفاعي إلى أن «آلية العمل التي اتفق عليها مع السلطات السورية ترتكز على طلب وقف إطلاق النار عند الحاجة وفي الحالات القصوى التي يصعب خلالها الوصول إلى المناطق، حيث يتطلب منا إجلاء الجرحى والمصابين، وخلال الأسبوع الماضي لم نصل إلى هذه المرحلة، وبالتالي لم يتم الطلب لتنفيذ هدنة إنسانية، واستطعنا إلى حد ما القيام بعملنا». وأرجعت الأمر إلى نزوح العائلات من المناطق التي تشهد قتالا إلى مناطق أكثر هدوءا، الأمر الذي يسهل الوصول إليهم لتقديم المساعدات.
وعن خطة زيارة السجون التي كان من المفترض أن تبدأ من سجن حلب المركزي، أشارت الرفاعي إلى أن المباحثات بين اللجنة الدولية للصليب الأحمر والسلطات السورية لا تزال مستمرة، رافضة الإفصاح عن المعوقات التي تحول حتى الآن دون إمكانية الدخول إلى السجون، على اعتبار أن هذه المباحثات سرية، آملة التوصل إلى نتائج إيجابية في المستقبل القريب وتوسيع دائرة الزيارات إلى أكبر عدد من السجون، بعدما كانت اقتصرت حتى الآن على سجن دمشق المركزي في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي.
وأكدت الرفاعي، أن عمل فريق اللجنة في السجون يتم من خلال إجراء مقابلات شخصية مع المحتجزين وتقديم تقارير فقط في ما بعد إلى الجهة المحتجزة بهدف تحسين الأوضاع داخل السجون.
وأضافت أن الاحتياجات لدى العائلات السورية في تزايد مستمر، وهذا ما يجعل اللجنة الدولية للصليب الأحمر تطلب توسيع نطاق أنشطتها، ولا سيما تلبية الاحتياجات الإنسانية الطارئة.
في المقابل، اعتبر عمر إدلبي، الناطق باسم لجان التنسيق المحلية وعضو المجلس الوطني السوري، أن المحادثات التي أجراها رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأسبوع الماضي مع السلطات السورية «كانت عقيمة والنتائج التي أعلنت بعد اللقاء ليست إلا كلاما، ولم تعكس أي تغير ملحوظ في مهمة فريق لجنة الصليب الأحمر والهلال الأحمر على الأرض. ولا يزال عملهم يقتصر على توزيع المساعدات الغذائية والاحتياجات إلى العائلات في البلدات التي تشهد هدوءا، في ظل عدم السماح لهم للدخول إلى المناطق الساخنة، والتي تواجه حصارا من قبل قوات النظام ورفضه السماح لهم بالدخول إليها لإجلاء الجرحى والمرضى، وحتى إيصال المساعدات الطبية».
ولفت إدلبي إلى أن جثث القتلى في ساحة حمص القديمة وشارع أبو العوف في حي باب هوت وجورة الشياح في حمص، لا تزال على الأرض منذ 15 يوما من دون أن يتمكن الناشطون من إخراجها بسبب كثافة إطلاق النار وعمليات القنص، وحتى في هذه الحالة لم يتمكن الصليب الأحمر من القيام بالمهمة، سائلا «إذا لم يتم تطبيق اتفاق الهدنة الإنسانية ويسمح للصليب الأحمر بإخراج القتلى في وضع كهذا، فمتى إذن وكيف يكون عمل المنظمات الإنسانية؟».
وأشار إدلبي إلى أن الوضع في السجون مأساوي للغاية، واصفا إياه بـ«الأمكنة التي نستقبل منها الشهداء»، إما بسبب الإهمال الطبي وإما بسبب التعذيب، وأنه لم يتمكن لا الصليب الأحمر ولا أي منظمات إنسانية أخرى من الدخول إليها والعمل على تحسين الأوضاع فيها، مضيفا «ليس سجن حمص المركزي إلا مثالا عن هذا الواقع، فهو يتسع فقط لـ700 شخص، بينما يحجز فيه 4200 معتقل، يعانون الإهمال الغذائي والطبي ويتعرضون لأبشع أنواع التعذيب، والوضع نفسه هو في سجن الحسكة المركزي وحلب المركزي». وناشد إدلبي المنظمات الإنسانية والدولية العمل على إجبار النظام السوري للإيفاء بوعوده، معتبرا أن الأهم هو معالجة الأسباب وليس النتائج، وبالتالي إطلاق سراح المعتقلين.
هل يقيم الأسد المنطقة العازلة بتركيا؟

طارق الحميد... جريدة الشرق الاوسط... منذ عام والسؤال هو: متى تقيم تركيا المنطقة العازلة بسوريا؟ ولم يكن هذا السؤال نتاج أوهام أو أحلام، بل بناء على التصريحات التركية، وقبل مجازر.. نعم مجازر، الأسد بجل المدن السورية الثائرة، حيث سبق أن أعلن السيد أردوغان أن أنقرة لن تقبل بتكرار مجزرة الأسد الأب بحماه، لكن الأسد الابن ارتكب مجازر، وليس مجزرة واحدة، دون أي تحرك تركي حقيقي ضد الأسد!
وعندما نقول إنه لا تحرك تركياً حقيقياً قد حدث ضد الأسد من قبل أنقرة، فلذلك أسباب واقعية؛ فالمجازر الأسدية مستمرة، ومثلها التطهير العرقي بحمص، ووصل الأمر إلى استهداف الأسد للحدود التركية، من تلغيم وإطلاق نار، وتوغل ببعض المناطق، وهناك ما هو معلن، وما هو غير معلن، بل يجب ألا ننسى عملية اختطاف المقدم السوري المنشق حسين هرموش من الأراضي التركية وتسليمه لنظام الأسد، وهو لغز الألغاز، وبالطبع هناك الحادثة التي قُتل فيها اثنان من اللاجئين السوريين داخل الأراضي التركية، ولذا فإن السؤال الآن ليس: هل تفرض تركيا منطقة عازلة داخل سوريا؟ بل هل يفرض الأسد منطقة عازلة داخل الحدود التركية؟
فالصمت التركي على تجاوزات الأسد ليس بحق السوريين، بل بحق السيادة التركية، أمر محير، فالأسد يهدد الأمن التركي جديا من حيث تدفق اللاجئين السوريين لتركيا، ناهيك عن أن الأسد يمارس أبشع أنواع الجرائم بسوريا الجارة اللصيقة لتركيا الديمقراطية، وهذا أمر خطر على الأمن التركي، ويجب ألا تسمح أنقرة بذلك، فالسعوديون، مثلا، أجبروا علي عبد الله صالح على مغادرة الحكم، وتحت مظلة المبادرة الخليجية، عندما وجدت الرياض أن الشعب اليمني قد وصل إلى نقطة الانفجار بسبب صالح، وقبل ذلك اضطر السعوديون إلى التصدي للاعتداءات الحوثية على الأراضي السعودية، ولذا فإن السؤال هو: ما الذي تنتظره تركيا اليوم مع كل جرائم الأسد وتعدياته السافرة على السيادة التركية؟ فهل ينتظر الأتراك أن يباشر الأسد نفسه بفرض منطقة عازلة داخل تركيا بدلا من أن يفعل الأتراك ذلك بسوريا؟ والقصة ليست سخرية، بل ها هو وليد المعلم يتبجح بموسكو متهما الأتراك بإيواء «الجماعات المسلحة» و«الإرهابيين»، فمتى ستتصدى أنقرة لاعتداءات وجرائم الأسد؟ هنا السؤال!
والحقيقة أنه ليس مطلوبا من أنقرة التدخل وحدها في الشأن السوري، فقلق تركيا مبرر من أنها لا تريد الظهور كمعتدٍ على سوريا، أو كأن العثمانيين قد بعثوا من جديد، المطلوب من تركيا اليوم، وتحديدا السيد أردوغان، أن يسعى إلى تحالف الراغبين، في حال تقاعست الأمم المتحدة، وذلك من أجل وضع حد لجرائم الأسد التي تهدد الأمن التركي أصلا، وكذلك لوضع حد للاعتداءات الأسدية على الحدود التركية، فقد فعل ذلك السعوديون عند تحرير الكويت من عراق صدام حسين، وخاضت الرياض المعركة السياسية، والعسكرية، وقبلها المعركة الإعلامية، فما الذي ينتظره أردوغان، أو ما الذي تنتظره تركيا؟ هل ينتظرون أن يباشر الأسد بفرض المناطق العازلة داخل الحدود التركية نفسها؟ أمر محير فعلا!
 
 
الإنقسام السياسي ينسحب على العائلات السورية ونكبتها التشرد
الحياة..يحيى الاوس
 

في قبو لا تزيد مساحته على الـ90 متراً مربعاً في مدينة جرمانا تعيش ثلاث أسر لأشقاء من عائلة واحدة أتوا من الزبداني التي شهدت نزاعاً عنيفاً بين الجيش النظامي السوري والجيش الحر في فترة سابقة من شهر آذار (مارس) الماضي. أكثر من عشرين شخصاً نصفهم من الأطفال يتقاسمون ثلاث غرف صغيرة ويتشاركون المرافق نفسها.

هو سجن صغير لكنه أفضل من البقاء تحت الخطر. يقول أبو زاهر الشقيق الأكبر الذي يمتلك ميكرو باص بات اليوم مخصصاً لتنقلات أسرته وأسر شقيقيه بعد أن تحول العمل على خط الزبداني - دمشق إلى مهمة انتحارية كما يصفها. يضيف: «قتل ابن شقيقتي بسبب مشاركته في التظاهرات، واعتقل ابن أخي مدة ثلاثة أسابيع، ناهيك بالوضع الأمني المرعب الذي عرفته عائلاتنا فقررنا مغادرة البلدة كي لا نواجه المزيد من المتاعب».

بالكاد تخترق أشعة الشمس النوافذ العالية لذلك القبو، لكن الأطفال المنقطعين عن مدارسهم منذ أسبوعين وجدوا ما يلهون به في القبو المقابل لهم الذي يستثمر كصالة ألعاب «بلاي ستيشن» يسمح مالكها للأطفال باللعب مجاناً، بينما تأمل العائلات الثلاث بأن لا تستمر فترة «اغترابها» وابتعاد أطفالهم عن المدارس مدة طويلة.

السرّ الكبير

وفي حيّ آخر، لم تشأ أم هشام أن تُعلم الجيران بالمكان التي نزحت منه، لكن ابنها الصغير أبلغ صاحب الدكان بـ «سرها الكبير». فهي تخشى أن يجلب الأمر مشكلات «هي بالغنى عنها»، ففضلت إخفاء الأمر، لولا زلّة لسان الشقي الصغير. تقيم ام هشام وأطفالها الثلاثة منذ أشهر في غرفة صغيرة في إحدى ضواحي العاصمة دمشق، ولا تعرف الكثير عن وضع زوجها، لكن يُعتقد انه في عداد الفارّين أو ربما من عناصر الجيش الحر. ويقول صاحب الدكان إنها ترفض أن تأخذ منه شيئاً من دون مقابل، وأنها في كل مرة كانت تعود لتدفع ثمن البسكويت الذي يعطيه لابنها على رغم وضعها المادي السيء.

ويضيف: «آخر مرة شاهدتها في الحي قبل ان تغادر، كانت تبكي بحرقة وكان أطفالها يبكون وهم يمسكون بذيل ثوبها. لم أعرف لماذا، لكن الجيران قالوا لاحقاً إنها تلقت أخباراً سيئة عن زوجها».

عائلات كثيرة تعتبر انها اليوم دخلت أتون الحرب الأهلية، بعد أن عرفت بعض المناطق اندلاع أحداث ذات طابع طائفي، وعائلات كثيرة تعرّضت بيوتها للتدمير أو السرقة أو الحرق، لكن عائلات أخرى تنكر كل هذا، وكأنها تعيش في القسم الآخر من الأرض، وتصرّ على أن استديوات الفضائيات المغرضة المتخمة بالمجسمات هي التي تختلق كل هذه الأقاويل والإشاعات.

حرب أهلية؟

ويعيش المجتمع الدمشقي تناقضاً غريباً، ففي الوقت الذي تعرف بعض مناطق دمشق وأحيائها أو البلدات المتاخمة للعاصمة دمشق أوضاعاً انسانية مزرية وانتشاراً أمنياً كثيفاً، تشهد مناطق أخرى أوضاعاً شبه اعتيادية على رغم أنها لا تبعد عن المناطق المشتعلة أكثر من بضعة كيلومترات أو أقل من ذلك.

فالقادم من داريا أو المعضمية أو حي القدم المنتفض على النظام والذي يشهد نشاطات احتجاجية متواصلة، سيجد صورة أخرى لما شاهده في تلك المناطق، فما إن يقترب من طريق المتحلق الذي تنتشر بالقرب منه حدائق صغيرة مبعثرة سيجد عشرات العائلات الدمشقية الهاربة إليها من مساكن المخالفات الخانقة، وكأن ما يجري لا يعنيها، سيجد أن تلك العائلات تفترش الأرض وتمارس حياتها بشكل شبه طبيعي غير آبهة في الظاهر بما يدور في أحياء جيرانها.

صحيح أن الحذر والتوجس باتا من العلامات الواضحة على وجوه السوريين أينما وجدوا، لكن هـــناك تفـــاوتاً كبــيراً بين أوضاع العائلات السورية، وفقاً لدرجة انخراطها في الأحداث الدائرة ووفقاً للمناطق التي تسكنها، ومن هذا التناقض يمكن فهم المفارقات الكبيرة في موقف السوريين من هذا الحراك، فالأسر التي نأت بنفسها عنه لديها موقف مختلف عن موقف الأسر التي وجدت نفسها في قلب الأحداث، والعائلة التي غادرت منزلها مرغمة أو فقدت قريباً أو تعرّض أفرادها للاعتقال، لا يمكن أن تنظر الى الأمر بالطريقة نفسها التي تنظر إليها عائلة أخــرى لا تزال تأخـــذ موقـــف «المتــفرج» مما يجري.

 

 

اخفاق وقف إطلاق النار اليوم ثمنه «إجراءات عقابية»
 
 

نيويورك، لندن - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - يرى معارضون سوريون وديبلوماسيون غربيون ان عدم احترام الحكومة السورية وعودها بسحب الآليات العسكرية من المدن ووقف العنف اليوم، سيدفع دول في مجلس الامن الدولي الى التفكير في إجراءات اكثر صرامة قد تتضمن فرض عقوبات جديدة على دمشق، او حتى دعم اكبر للمعارضة السورية ما قد يؤجج الخلافات بين الدول الـ 15 الاعضاء فيه.

واعتبر عدد من المعارضين السوريين والمراقبين ان خطة انان تركت هامش تحرك واسع لدمشق لكسب المزيد من الوقت لانهاء الحركة الاحتجاجية على الارض. غير ان اخفاق خطة انان يضع دمشق ايضاً في موقف صعب وقد يقود دول في مجلس الامن او دول «اصدقاء سورية» إلى اتخاذ اجراءات اكثر صرامة بحق النظام السوري.

وقال بيتر هارلينغ من مجموعة الازمات الدولية «كان جلياً ان النظام السوري سيحاول الاستفادة من جميع المنافذ الممكنة وخطة انان تشمل الكثير منها لانه ارادها توافقية».

وأشار الاستاذ في جامعة الدفاع الوطني الاميركية والعضو في «المجلس الوطني السوري» مرهف جويجاتي الى ان خطة انان كانت «محكومة بالفشل» لأنها على عكس خطة الجامعة العربية لم تنص على تخلي الاسد عن السلطة.

غير ان ديبلوماسيين آخرين يعتبرون ان انان احسن ادارة المواجهة مع الاسد عبر الحصول على تأييد روسي وصيني لمهمته على رغم تحفظاتهما.

وقال ريتشارد غوان من جامعة نيويورك ان انان «كشف عن الازدواجية الكاملة لنظام الاسد، بمنهجية واعتدال». وتابع «الفكرة كانت انه اذا اقترح انان خطة معتدلة نسبياً فان روسيا ستمارس ضغطاً فعلياً على سورية كي توافق عليها».

وأضاف «لكن، اما ان روسيا لا تملك النفوذ الذي تدعيه او انها لم تمارس فعلاً الضغط على الاسد. مهما كان الواقع فان موسكو لم تخرج بصورة افضل».

وتوقع جويجاتي الا تعارض موسكو وبكين قراراً يفرض عقوبات اقتصادية على دمشق. لكن غوان يرى ان محاولة «احراج» الروس والصينيين كي يدعموا العقوبات ضرب من الخيال. وقال: «ان روسيا حاولت بصدق اقناع سورية لكنها ستواصل عرقلة اي تحرك جدي في مجلس الامن الدولي».

وكانت بسمة قضماني الناطقة باسم «المجلس الوطني السوري» اعتبرت ان أنان «يجب أن يبلغ مجلس الامن بأن خطته للسلام في سورية المؤلفة من ست نقاط بحاجة الى إعادة نظر اذا لم يحدث تقدم في ما يتعلق بوقف اطلاق النار بحلول الخميس».

وقالت قضماتي ان القوات السورية لا تلتزم باتفاق وقف العنف وانه ينبغي للقوى الدولية دراسة قرار «له أنياب»، بموجب الفصل السابع بميثاق الامم المتحدة يشمل حظراً للاسلحة و «يحدد اطاراً زمنياً لمزيد من الخطوات»، وذلك في حال فشلت خطة الامم المتحدة لوقف اطلاق النار.

لكنها أقرت في الوقت ذاته، بأن هذا سوف يتطلب «تغيراً كبيراً» في موقفي الصين وروسيا اللتين عرقلتا محاولات سابقة بمجلس الامن لفرض عقوبات على سورية.

وأضافت قضماني لرويترز: «الفرص لأن يلتزم النظام بوقف إطلاق النار أو ينفذه ضعيفة، كما نعلم جميعاً. لا توجد علامة في الوقت الراهن على الارض»، موضحة انه حتى قبل أقل من 24 ساعة من المهلة، كان النظام مازال ينشر القوات والدبابات وطائرات ميج-23 المقاتلة السورية لمهاجمة المدنيين. واستطردت قائلة: «النظام مازال يستخدم كل ترسانة اسلحته ضد الشعب». وتابعت «إنه (النظام) لا يكسب وقتاً، وإنما يجعل نفسه يبدو أسوأ وأسوأ أمام المجتمع الدولي».

وشددت على ان المعارضة، بما فيها «الجيش السوري الحر» تعهدت باحترام وقف اطلاق النار»، و «إذا أوقف النظام اليوم أعمال القتل، فإننا سنلجأ الى الوسائل السلمية».

ويتوقع ان يعود أنان الى جنيف، وأن يقدم افادة الى مجلس الامن التابع للامم المتحدة الخميس بشأن الالتزام بوقف اطلاق النار في اطار خطته للسلام المكونة من ست نقاط لإنهاء 13 شهراً من إراقة الدماء.

وقالت قضماني: «نود أن نرى قراراً بالإجماع من أعضاء مجلس الأمن يبعث بإنذار الى النظام بمهلة ليست بعيدة تقول إنه في يوم كذا إجراءات التنفيذ ستطبق».

وأضافت: «سعينا الى طمأنة الدولتين من ان هدفنا ليس ان نرى حلاًّ يفرض بالقوة. نعلم ان ذلك ضار للغاية بالبلد كله ومستقبل المجتمع بل واستقلال سورية في المدى البعيد ... أعتقد أننا قد ننقذ أنفسنا وننقذ الشعب السوري من تدخل (عسكري) فعلي»، ووصفت غياب الإجماع في مجلس الأمن بأنه «قاتل».

وأقر انان بأن الرئيس السوري لم يف بكل التزاماته بسحب الجيش من المدن المنتفضة بحلول 10 نيسان، ودعاه الى «تغيير نهجه بشكل جذري» ووقف العنف الخميس 12 نيسان على ابعد حد. وحذا مجلس الامن الدولي حذوه لكن فرنسا والولايات المتحدة اعتبرتا ان الاسد برهن على ازدواجية في المواقف وطالبتا بإجراءات ملزمة.

وصرحت السفيرة الاميركية في مجلس الامن سوزان رايس التي ترأس بلادها المجلس في نيسان «سنصل قريباً الى لحظة الحقيقة» حيث يفترض ان تشمل المرحلة المقبلة «منطقياً» مضاعفة الضغوط على دمشق «عبر تحرك جماعي».

اما وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه فطالب لما بعد الخميس باتخاذ «الاجراءات الجديدة اللازمة لفرض وقف العنف وعملية سياسية» في سورية.

واقترح نظيره البريطاني وليام هيغ «رفع القضية الى المحكمة الجنائية الدولية» لمحاسبة المسؤولين السوريين على تجاوزاتهم التي اسفرت عن مقتل اكثر من تسعة آلاف شخص في عام بحسب الامم المتحدة.

وأشارت رايس الى ان موسكو وبكين «تتحملان مسؤولية خاصة في استخدام نفوذهما لوقف المجازر التي ينفذها نظام الرئيس الاسد».


المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 157,112,209

عدد الزوار: 7,055,608

المتواجدون الآن: 76