بيروت الاولى: "القرار الحر" فازت بأصوات المسيحيين

في الحلقة الرابعة من الدراسة التي أعدّها لـ"النهار" الباحث يوسف شهيد الدويهي، نتوقف عند دائرة بيروت الاولى، نظرا الى اهمية هذه الدائرة وخصوصيتها السياسية والمسيحية.
تفرّدت محافظة بيروت عن غيرها  في التقسيمات التي اقرت في الدوحة، فلم يطبق عليها قانون 1960 خلافا للدوائر الـ 23 الباقية. وكادت تقسيمات بيروت التي انتجتها تسوية الدوحة ان تطيح التسوية نفسها.
ففي الدوحة شكلت بيروت هاجس الافرقاء السياسيين الذين رغبوا في تقاسم حصص بيروت الانتخابية مسبقا، وليس وضع تقسيم انتخابي للعاصمة. وليس ادلّ على ذلك من دائرة بيروت الثانية، التي كان يمكن اجراء انتخابات حقيقية فيها، لكن التسوية قضت بابعاد الكاس عنها واجراء اتفاق مسبق على نتائجها.
فالطاشناق خضع للاتفاق على بيروت الثانية، حيث له وجود فاعل، وللأرمن مقعدان ارثوذكسيان، وكذلك فعل السنة والشيعة، لتفادي أي مشكلة في هذه الدائرة.
اما بيروت الثالثة فتركت لـ"تيار المستقبل". في حين توجهت الانظار الى بيروت الاولى حيث خاض الطاشناق معركتها بكل قوته، مستعيضا عن بيروت الثانية. لكن الطاشناق خسر بيروت الاولى ولم يربح سوى مقعد واحد في بيروت الثانية بالتزكية.
خاضت 14 آذار المعركة بشعار ثورة الارز، في لائحة "القرار الحر"، اما لائحة "التغيير والاصلاح" فخاضت المعركة مراهنة على الاصوات الارمنية لحسم النتيجة لمصلحتها. وتظهر الدراسة المنشورة انه خلافا لكل الكلام عن ان الفوز في بيروت الاولى كان باصوات السنة، فان اللائحة التي فازت انما ربحت بأصوات المسيحيين.
ضمت لائحة "القرار الحر" المكتملة نايلة تويني عن الأرثوذكس، وجان أوغاسبيان عن الأرمن الأرثوذكس، وسيرج طورسركيسيان عن الأرمن الكاثوليك، وميشال فرعون عن الروم الكاثوليك ونديم الجميل عن الموارنة.
وضمت لائحة "التغيير والإصلاح" المكتملة عصام ابو جمره عن الأرثوذكس وواريج صابونجيان عن الأرمن الأرثوذكس، وكريكوار كالوست عن الأرمن الكاثوليك، ونقولا صحناوي عن الروم الكاثوليك ومسعود الأشقر عن الموارنة.
بلغ عدد المقترعين 37284 بنسبة 40,11 في المئة من الناخبين المسجلين والبالغ عددهم 92959 (اقترع في الاشرفية 23517 وفي الرميل 10463 وفي الصيفي 3230)
في مقارنة بسيطة لنسب الاقتراع بين انتخابات هذا العام (الجدول) والانتخابات التي جرت منذ عام 1992 يتبين ان المناطق (الاشرفية والرميل والصيفي) التي تتكون منها هذه الدائرة شاركت للمرة الاولى في عملية انتخاب.
على سبيل المثال بلغت نسبة الاقتراع في انتخابات 2005، 21,04 في المئة لدى الناخبين  الأرثوذكس و3,86 في المئة لدى الأرمن الأرثوذكس و4,88 في المئة لدى الأرمن الكاثوليك و11,72 في المئة لدى الكاثوليك و14,21 في المئة لدى الموارنة و47 في المئة لدى السنّة.
اما في انتخابات 2009 فبلغت نسبة الاقتراع 47,40 في المئة لدى الارثوذكس، و33,05 في المئة لدى الارمن الارثوذكس، و32,22 في المئة لدى الارمن الكاثوليك و37,43 في المئة لدى الروم الكاثوليك، و43,36 في المئة لدى الموارنة و54,48 في المئة لدى السنة.
فازت لائحة "القرار الحر" بـ 5 مقاعد من أصل 5 بمتوسط اصوات قدره 19528 ونسبته 52,38 في المئة وبفارق 2742 صوتًا ونسبته 7,35 في المئة عن لائحة "التغيير والإصلاح" التي نالت متوسط اصوات قدره 16786 ونسبته 45,02 في المئة.
تفوقت لائحة "القرار الحر" في الاشرفية والرميل والصيفي ولدى الناخبين الأرثوذكس والسنّة والكاثوليك والمورانة وفي اقلام "مختلف مسيحيّين" في حين تفوقت لائحة "التغيير والإصلاح" لدى الناخبين الأرمن بنسبة 71,69 في المئة في مقابل 25,63 في المئة للائحة "القرار الحر" ولدى الناخبين الشيعة بنسبة 88,49 في المئة في مقابل 10,10 في المئة.
تفوقت لائحة "القرار الحر" لدى الناخبين المسيحيّين:
• في الاشرفية نالت 9124 صوتا في مقابل 8865 صوتاً، وبفارق 259 صوتا.
• في الرميل نالت 5040 صوتا في مقابل 4851 صوتاً، بفارق 189 صوتا.
• في الصيفي ونالت 1497 صوتا في مقابل 889 صوتاً، بفارق 608 أصوات.
• في الدائرة نالت 15665 صوتا في مقابل 14609 صوتاً، بفارق 1056 صوتا.
تفوقت لائحة "القرار الحر" لدى الناخبين المسلمين ونالت 2693 صوتا في مقابل 1123 صوتاً، فارق 1570 صوتا.
• ورد خطأ في نص حلقة يوم أمس عن انتخابات بعبدا، ان الموارنة اعطوا لائحة "التغيير والاصلاح" 51,92 في المئة ولائحة " القرار الوطني المستقل" 50,84 في المئة.  والارقام الصحيحة هي التي وردت في الجدول المنشور امس، أي 48,46 في المئة للائحة " التغيير والاصلاح" و47,43 في المئة للائحة المنافسة.

 

هيام القصيفي