تقارير ...انسحاب الإسلاميين من انتخابات الجزائر مرهون بثبوت التزوير...إصلاح الشرطة مدخلاً لإصلاح السياسة في مصر..."لعبة الحرب" تظهر تضرر أميركا من وراء ضرب إسرائيل لإيران..واشنطن تبحث مع بغداد التزامها بتنفيذ العقوبات على سوريا وإيران

إطلاق «أبو مصعب السوري» يُقلق الأجهزة العربية والغربية...قائد ميداني من حمص–دير بعلبة: حزب الله أعتقل وأغتصب النساء.. مرفق فيديو....العقوبات الاقتصادية تدفع إيران إلى تخفيف القيود على صرف الدولار...الانتفاضة السورية لم تنجح بعد عام في تخفيف قبضة الأسد

تاريخ الإضافة الخميس 22 آذار 2012 - 5:29 ص    عدد الزيارات 2550    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

 
إقبال على العملة الأميركية والمعادن الثمينة مثل الذهب
العقوبات الاقتصادية تدفع إيران إلى تخفيف القيود على صرف الدولار
موقع إيلاف....عبدالاله مجيد
قرّر البنك المركزي الايراني تخفيف القيود على التعامل بالقطع الأجنبي والسماح لمكاتب صرف العملات المحلية ببيع الدولار مقابل الريال الايراني بسعر السوق غير الرسمية بدلا من سعر الصرف الرسمي المثبت بصورة مفتعلة. وجاء القرار تحت ضغط العقوبات الاقتصادية الغربية وازدهار السوق السوداء بالدولار وإقبال الايرانيين إقبالا واسعا على شرائه. وكان قلة من الصّرافين الايرانيين مستعدين لبيع الدولار بسعر الصرف الرسمي البالغ 12260 ريالا للدولار لأن مثل هذه التجارة ليست مربحة بالنسبة لهم.
إعداد الإله مجيد: تسبب اختفاء الدولار من سوق العملات بتنامي السوق السوداء حيث يكون المشترون الذين يحتاجون الى دولارات مستعدين لدفع كميات متزايدة من الريالات الايرانية مقابل الحصول على الدولار وبذلك رفع سعر الصرف غير الرسمي الى نحو 19 الف ريال للدولار. وقال محللون اقتصاديون إن تخفيف القيود على أسعار الصرف الذي أُعلن يوم الأحد يبدو تسليما بالواقع. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن جواد صالحي اصفهاني استاذ الاقتصاد في جامعة فرجينيا الاميركية "ان منع سوق يحتاجها الناس حاجة ماسة أمر في غاية الصعوبة" مشيرا الى "ان الايرانيين كانوا يفعلون ذلك خارج السوق الرسمية وبالتالي فإن السماح به كان اجراء منطقيا". ويلاقي الدولار والمعادن الثمينة مثل الذهب اقبالا شديدا في ايران لأنها اثبتت انها ضمانة قوية في مواجهة ضعف العملة الايرانية بسبب ارتفاع معدل التضخم الذي يُقدر بأكثر من 20 في المئة سنويا.
كما أن الطلب كبير على الدولار في ايران لأن الايرانيين يحتاجونه للسفر ولدفع مصروفات أخرى مثل أجور الدراسة في الخارج. وبسبب هذا الإقبال على الدولار اشتد الضغط على العملة المحلية التي فقدت نحو نصف قيمتها خلال العام الماضي.ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن اقتصاديين أن سياسة تخفيف القيود على اسعار صرف العملات التي لا تتطلب الآن من الصرافين سوى الابلاغ عن سعر بيع الدولار ، ستزود البنك المركزي بمعلومات صحيحة عن حجم الطلب الداخلي على الدولار وتمكنه من حساب الفارق بين سعر الصرف الرسمي وسعر السوق بدقة أكبر.وكان الغرض من سعر الصرف الرسمي منع هروب الأموال من البلاد ، من بين أسباب اخرى. 
ولكن تخفيف القيود يهدد الحكومة بمخاطر أخرى لأنه يزيد احتمالات هروب هذه الأموال مع اشتداد العزلة الاقتصادية بتأثير العقوبات التي فرضتها القوى الغربية ردا على برنامج ايران النووي. واستهدفت العقوبات القطاعين المصرفي والنفطي وجعلت من الصعب على الشركات الايرانية استيراد البضائع التي تحتاجها السوق الايرانية والتعامل التجاري مع الخارج. ومن المتوقع تشديد العقوبات في الأشهر المقبلة حين يدخل الحظر الاوروبي على استيراد النفط الايراني حيز التنفيذ في 1 تموز/يوليو وتبدأ الولايات المتحدة تطبيق قانون جديد يجيز معاقبة أي شركة أجنبية تتعامل مع البنك المركزي الايراني بغلق السوق الاميركية امام هذه الشركة. كما يبدو ان سياسة تخفيف القيود على اسعار الصرف هي احد الردود المعلنة للبنك المركزي الايراني على طرده من شبكة الاتصالات العالمية بين المصارف ابتداء من يوم السبت الماضي في اطار تشديد العقوبات.
واسفر طرد البنك المركزي الايراني من "جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك" ، عن قطع حلقة وصل مهمة بين الاسواق المالية الدولية ونحو 30 مؤسسة مالية ايرانية بينها البنك المركزي. وشجب القادة الايرانيون العقوبات متعهدين ايجاد طرق للالتفاف على آثارها. وتفاوض الايرانيون لعقد صفقات مقايضة مع روسيا والهند لتفادي إنفاق الدولارات وغيرها من العملات الأجنبية على سبيل المثال. وذكرت وكالة رويترز يوم الاثنين ان باكستان قررت تصدير مليون طن من القمح الى ايران في صفقة مقايضة ربما مقابل شحنات من خامات الحديد الايراني.
 
في ظل توقعات ترجّح استمرار نزيف الدم على المدى البعيد
الانتفاضة السورية لم تنجح بعد عام في تخفيف قبضة الأسد
موقع إيلاف..أشرف أبو جلالة
اعترف مسؤولون شرق أوسطيون بأنهم قللوا من شأن الرئيس بشار الأسد، الذي مازال في السلطة، ويلتزم موقفاً هجومياً بعد مرور عام على التظاهرات المناوئة لنظام حكمه. وأشاروا إلى أنه ومع استمرار تلقي الدعم من روسيا والصين، تمكن الأسد من التشبث بالسلطة على مدار أعوام.
أشرف أبوجلالة من القاهرة: نقلت اليوم صحيفة واشنطن تايمز الأميركية عن فواز جرجس، مدير مركز الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد، قوله: "على عكس الأزمة في ليبيا، عملت عوامل متغيرة على الصعيدين الإقليمي والدولي على تعقيد وتفاقم الوضع في سوريا، وهذا هو السر وراء بقاء الأسد في الحكم بعد مرور عام على بدء التظاهرات الشعبية المطالبة برحيله".
وتابع جرجس حديثه بالقول: "لقد قللنا من شأن البقاء في السلطة والقوة التي يحظى بها نظام الأسد". فيما لفتت الصحيفة إلى إن الأحياء التي تحولت إلى معاقل لجماعات المعارضة سرعان ما تم تدميرها. وأفادت الأمم المتحدة بأن أكثر من 8000 شخصًا قد قتلوا جراء الحملة القمعية الوحشية التي وقعت على مدار العام الماضي.
مع هذا، لا يزال يتدفق الآلاف من السوريين إلى الشوارع في كل أنحاء البلاد احتجاجاً على استمرار بقاء الأسد، كما قاد اندلاع المزيد من أعمال العنف في المنطقة إلى تخوف المحللين من أن يتحول الصراع إلى حرب أهلية طائفية شاملة أو حتى إلى حرب عصابات.
وقد اندلعت اشتباكات مميتة يوم أمس الاثنين في أحد أحياء العاصمة، دمشق، في الوقت الذي تتصاعد فيه الجهود الدولية الرامية إلى بدء مبادرة خاصة بإقامة هدنة إنسانية، وإتاحة الفرصة أمام المراقبين كي ينتشروا في أنحاء البلاد كافة. وهو التوجّه الذي انضمت إليه روسيا أخيرًا، بعد مطالبتها ببدء الهدنة في المدن المتضررة.
في غضون ذلك، شنّت قوات الأمن السورية هجمات عدة في العديد من المناطق، وفقاً لما ذكره ناشطون في صفوف المعارضة. وعن موقف الصين وروسيا إزاء تطورات الأوضاع في سوريا، نقلت واشنطن تايمز عن روزماري هوليس، أستاذ دراسات سياسة الشرق الأوسط في جامعة سيتي في لندن، قولها "لم تعد سوريا إلى حد بعيد حليفتهما الأقوى في المنطقة. وبدا من الواضح تماماً أنهما لا يحبان فكرة أنه على أساس المسؤولية الملقاة على كاهلهما لحماية الشعب أو الفظاعات الإنسانية، فإن بمقدور الحكومات الغربية أن تمضي وتغير الأنظمة أو تدخل وتساعد المواطنين على الإطاحة بحكوماتهم. فهذا أمر لا يمكنهما تحمّله من حيث المبدأ".
وأردفت الصحيفة بنقلها عن محللين قولهم إن موسكو قلقة من أن تحظى السلطة التي حصل عليها الإسلاميون في الشرق الأوسط بأصداء داخل مجتمعات روسيا المسلمة.
وقال بول سالم، مدير مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت "أظن أن روسيا ستلتزم بموقفها على المدى القريب، وخاصة إن نجح النظام السوري نسبياً وأحرز نجاحين. مع هذا، فإنه وإن سارت الأوضاع في سوريا نحو الأسوأ واتسع نطاق المجازر على نحو أكبر، وإذا بدا أن النظام يتدهور ويتراجع، فإن روسيا لن تقف إلى جوارهم حتى النهاية".
ورغم تأكيد كثير من المحللين أن أيام الأسد في الحكم باتت معدودة، في وقت تزداد فيه وضعية الاقتصاد سوءًا، مع استمرار فرض العقوبات من جانب الحكومات الغربية، أشار آخرون إلى أن النظام أبلى بلاءً حسناً مقارنةً بالحكومات التي أطاحت بها ثورات الربيع العربي، مثلما حدث في مصر وليبيا وتونس.
وأكد هذا الفريق من المحللين أن الأسد لا يتطلع في الوقت الراهن إلى البحث عن إستراتيجية للخروج من السلطة. هنا، عاود سالم للقول: "بإمكان الأسد أن يذهب إلى العديد من الأماكن – كالدوحة، وإيران، وروسيا، وقد تعرّض عليه دول أخرى إمكانية الذهاب إليها – لكن هذا ليس ما يحدث على أرض الواقع. فالنظام يحارب من أجل تحقيق النصر، ولم يتعرّض للهزيمة حتى الآن. صحيح أنه فقد السيطرة على مناطق عدة، لكنه وبالمقارنة بباقي الأنظمة في المنطقة، فإنه أبلى بلاءً حسناً بشكل ملحوظ للغاية.
ويشعر مسؤولو النظام بأن بمقدورهم الخروج من تلك الورطة، وأن ينتصروا بشكل أو بآخر في نهاية المطاف". فيما أشار محللون آخرون إلى وجود بعض الانشقاقات من جانب بعض الرُتب الكبرى للانضمام إلى صفوف المعارضة، التي بدأت تسلّح نفسها، وهو ما جعل الكثير من المحللين يؤكدون أن الأسد سيتعيّن عليه الرحيل في النهاية.
 
أكبر مسؤول للأمن في وزارة الخارجية الأميركية يزور العراق
واشنطن تبحث مع بغداد التزامها بتنفيذ العقوبات على سوريا وإيران
موقع إيلاف...أسامة مهدي من لندن
يبحث أكبر مسؤول للأمن القومي في وزارة الخزانة الأميركية مع المسؤولين العراقيين حاليًا تنفيذ العقوبات الأميركية ضد طهران وخاصة البنك المركزي الإيراني والعقوبات التي فرضتها الجامعة العربية على سوريا.
خلال اجتماع نائب وزير الخزانة الأميركية لشؤون الأمن القومي ديفيد كوهين بحضور سفير الولايات المتحدة في العراق جيمس جيفري مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في بغداد اليوم تم بحث"الاوضاع في المنطقة العربية والإقليمية وتطورات الأوضاع في سوريا".
ومن جانبه، أكد المسؤول الأميركي أهمية عقد مؤتمر القمة في بغداد لما تشهده المنطقة من تطوّرات متسارعة بعد أحداث الربيع العربي. واشار بيان صحافي للخارجية العراقية إلى أن المباحثات تناولت "العلاقات العراقية – الأميركية والتزامات العراق الدولية" من دون التطرق الى العقوبات المفروضة على سوريا وإيران ومدى التزام الحكومة العراقية بها.
لكن وزارة الخارجية الأميركية قالت اليوم إن كوهين المسؤول الأكبر للأمن القومي في الوزارة يقوم حاليا بجولة في العراق ولبنان والامارات العربية المتحدة لإجراء مباحثات مع مسؤولين حكوميين وممثلين للمصارف لبحث العقوبات الدولية ضد إيران وسوريا.
وأضافت أن كوهين وكيل الوزارة لشؤون مكافحة الإرهاب والمخابرات المالية سيقوم بإطلاع المسؤولين في هذه الدول على العقوبات الأميركية الجديدة ضد البنك المركزي الإيراني إضافة الى جهود زيادة الضغوط على سوريا بما في ذلك العقوبات التي أعلنتها الجامعة العربية. وتواجه إيران عقوبات اقتصادية غربية مشددة على خلفية الاشتباه بسعيها إلى تصنيع أسلحة نووية فيما العقوبات على سوريا تعود لانتهاج نظامها أساليب دموية لقمع الاحتجاجات، التي دخلت هذا الاسبوع عامها الثاني، وادت الى حد الان الى مقتل اكثر من 11 ألف مواطن.
وفي وقت سابق، طلب العراق من الأمم المتحدة إعفاءه من تداعيات فرض عقوبات اقتصادية على إيران وسوريا مدعيا أن تنفيذه لهذه العقوبات ستكون له تداعيات خطيرة على الأوضاع الاقتصادية في البلاد نظرا للعلاقات الاقتصادية والتجارية الواسعة للعراق مع البلدين الجارين.
فاعلية العقوبات وحجم التبادل التجاري للعراق مع إيران وسوريا
ويبلغ حجم التبادل التجاري بين العراق وإيران ثمانية مليارات دولار منها خمسة مليارات دولار حجم الصادرات الإيرانية إلى العراق التي تشمل ما يقارب ألفي مادة وبمختلف السلع والبضائع المتعلقة بالمواد الغذائية والصحية والإنشائية. فيما يقدر حجم الصادرات العراقية إلى إيران بنحو ثلاثة مليارات دولار وتشمل مختلف البضائع كالحديد والنفط الخام والنفط الأسود والكبريت إضافة إلى التمور.
اما حجم التبادل التجاري العراقي مع سوريا فقد بلغ عام 2010 خمسة مليارات دولار في قطاعات الطاقة والاستيراد والصناعة والزراعة والصحة. وقد انخفض هذا التبادل بين البلدين إلى مليار ومئتي ألف دولار خلال عام 2011 بسبب الأزمة السورية الحالية.
ويحذر سياسيون واقتصاديون عراقيون من تضرر الاقتصاد العراقي من العقوبات المفروضة على سوريا وإيران بسبب حجم التبادل التجاري الكبير بين بغداد والبلدين المذكورين وحذر مستشار القائمة العراقية هاني عاشور من تأثر الاقتصاد العراقي بنتائج العقوبات الغربية على البلدين والتي بدأت تنعكس على الوضع العراقي مشددا على ضرورة وضع إجراءات كفيلة لمواجهة أي أزمة قد تضعف الاقتصاد المحلي. وأشار إلى أن العراق لا يملك سياسة إقتصادية واضحة ترتكز على قواعد علمية تستهدف تطوير البلاد وحياة المواطن وأن تنمية البلاد لا تتضمن أولويات علمية تلبي حاجة المواطن.
من جانبه، يرى النائب السابق في البرلمان العراقي شاكر كتاب أن التأثير السلبي في الاقتصاد المحلي جرّاء العقوبات على سوريا وإيران يأتي من تداخل الكثير من القطاعات الاقتصادية العراقية مع نظيرتها في البلدين ومنها العمليات المشتركة سواء في قطاع التجارة أو الترانزيت على مختلف الأصعدة الخدمية. وأضاف أن العقوبات الاقتصادية تتسبب بشكل مباشر بخلخلة الوضع السياسي والأمني داخل البلدين ما يؤثر أيضا في الوضع السياسي والأمني في العراق بسبب الحدود المشتركة غير المسيطر عليها بين البلدان الثلاثة.
وكانت الولايات المتحدة الأميركية شددت الشهر الماضي عقوباتها المالية على إيران واستهدفت الإجراءات الجديدة التي أمر بتنفيذها الرئيس باراك أوباما البنك المركزي الإيراني ومنح البنوك الأميركية سلطات جديدة لتجميد الأصول المرتبطة بالحكومة الإيرانية.
وقال اوباما في رسالة إلى الكونغرس إن البنوك الإيرانية تخفي تعاملات للتحايل على العقوبات المالية التي فرضتها الولايات المتحدة وقوى أخرى ردا على البرنامج النووي الإيراني. واضاف "قررت أن العقوبات الإضافية ضرورية لاسيما في ضوء الممارسات المخادعة للبنك المركزي وغيره من البنوك الإيرانية لإخفاء معاملات الجهات التي تخضع للعقوبات."
واشار الى أن الاجراءات الجديدة بشأن الأصول الإيرانية التي تقع تحت السيطرة الأميركية بما في ذلك الفروع الأجنبية للبنوك الأميركية ضرورية بسبب "القصور في نظام مكافحة غسل الأموال في إيران" فضلا عن "المخاطر المستمرة وغير المقبولة التي تشكلها الأنشطة الإيرانية على النظام المالي الدولي".
ومن جانبها، فرضت الدول العربية اواخر العام الماضي عقوبات على سوريا بعد أن رفضت حكومتها خطة الجامعة العربية لتنازل الرئيس بشار الاسد عن صلاحياته الى نائبه تمهيدا لإجراء انتخابات عامة حرة في البلاد. وقد وافقت 19 دولة على القرار فيما اعترض عليه لبنان وتحفظ العراق.
وجاءت العقوبات بعد أن أوصى وزراء المالية والاقتصاد العرب بفرض حزمة عقوبات على سوريا تشمل منع سفر كبار المسؤولين السوريين الى الدول العربية ووقف التعاملات التجارية مع دمشق، وتجميد أي أرصدة مالية للحكومة السورية في الدول العربية. كما تشمل العقوبات تجميد أي مشروعات أو استثمارات داخل سوريا.
ومن الإجراءات العقابية "وقف رحلات خطوط الطيران الى سوريا ووقف التعامل مع البنك المركزي السوري ووقف المبادلات التجارية الحكومية مع الحكومة السورية باستثناء السلع الاستراتيجية التي تؤثر في الشعب السوري". وسبق ان فرض الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة ايضا عقوبات اقتصادية واسعة على سوريا أدت لحد الان الى فقدان الكثير من المواد الاساسية في البلاد اضافة الى تدهور العملة المحلية الليرة بشكل كبير.
 
التدريبات السرّية للولايات المتحدة تنبأت بسقوط مئات القتلى من مقاتليها
"لعبة الحرب" تظهر تضرر أميركا من وراء ضرب إسرائيل لإيران
موقع إيلاف...أشرف أبو جلالة
قال مسؤولون أميركيون إن تدريبات الحرب السرية التي أجرتها القوات الأميركية هذا الشهر لتقويم التداعيات التي قد تنجم عن قيام إسرائيل بمهاجمة إيران تنبأت بأن الهجوم سوف يقود إلى حرب إقليمية أوسع في النطاق، وأنها من الممكن أن تجذب الولايات المتحدة وتخلف وراءها المئات من القتلى في صفوف القوات الأميركية المشاركة.
أشرف أبوجلالة من القاهرة: أضاف المسؤولون أن تلك التدريبات التي يطلق عليها لعبة الحرب (وهي محاكاة للحرب الفعلية) لم يتم تصميمها باعتبارها بروفة للعمليات العسكرية الأميركية، مؤكدين أن نتائج التدريبات لم تكن النتيجة المحتملة الوحيدة لصراع حقيقي على أرض الواقع. غير أن تلك اللعبة أثارت مخاوف بين كبار مسؤولي الجيش الأميركي من أنه قد يكون من المستحيل منع التدخل الأميركي في أي مواجهة متصاعدة مع إيران، على حسب ما ذكره المسؤولون في هذا السياق.
وفي خضمّ النقاش المثار بين صانعي القرار بشأن تداعيات الهجوم الإسرائيلي، فإن ردّ الفعل هذا قد يعطي صوتاً قوياً لمسؤولي البيت الأبيض والبنتاغون والوكالات الاستخباراتية، الذين سبق لهم أن حذروا من أن إقدام إسرائيل على خطوة كهذه، قد تكون محفوفة بالمخاطر بالنسبة إلى الولايات المتحدة. في هذا الصدد، ذكرت اليوم صحيفة "النيويورك تايمز" الأميركية أن النتائج التي تمخضت عن تلك التدريبات الأميركية الأخيرة كانت مثيرة للقلق على نحو خاص بالنسبة إلى الجنرال جيمس ماتيس، الذي يقود كل القوات الأميركية في الشرق الأوسط والخليج وجنوب غرب آسيا، بحسب ما نقلته عن مسؤولين شاركوا في تدريبات القيادة الوسطى، أو اطلعوا على النتائج، ورفضوا الكشف عن هوايتهم بسبب سرية الموضوع.
وتابع المسؤولون حديثهم بالقول إنه حين اختتمت التدريبات في وقت سابق من الشهر الجاري، أخبر الجنرال ماتيس مساعديه أن أول هجوم إسرائيلي من المحتمل أن يحظى بتداعيات خطرة في كل أنحاء المنطقة، وبالنسبة إلى القوات الأميركية المتواجدة هناك.
رسمت تلك التدريبات، التي أطلق عليها "النظرة الداخلية"، سيناريو، وجدت فيه الولايات المتحدة نفسها متورطة في الصراع، بعد أن تضرب الصواريخ الإيرانية سفينة حربية تابعة للبحرية الأميركية في الخليج، وينتج من ذلك مقتل ما يقرب من 200 أميركي، طبقاً لما أوردته الصحيفة الأميركية عن مسؤولين على دراية بالتدريبات.
ولفتت تقديرات إلى أن الهجوم الإسرائيلي المحتمل سوف يعيد البرنامج النووي الإيراني عامًا تقريباً إلى الوراء، وأن الهجمات الأميركية المتتالية لن تبطئ البرنامج النووي الإيراني لأكثر من عامين إضافيين. مع هذا، أشار مسؤولون آخرون في البنتاغون إلى أن الترسانة التي تمتلكها أميركا من القاذفات بعيدة المدى، وطائرات إعادة تزويد الوقود، والصواريخ الدقيقة، من الممكن أن تلحق مزيداً من الأضرار بالبرنامج النووي الإيراني – إذا قرر باراك أوباما الرد بعملية واسعة النطاق.
وعاودت الصحيفة تقول إن التدريبات صُمِّمَت خصيصاً لاختبار الاتصالات العسكرية الداخلية والتنسيق بين مسؤولي إدارة المعارك في البنتاغون، وحيث يوجد مقر القيادة الوسطى، وفي منطقة الخليج، في أعقاب شنّ هجوم إسرائيلي. غير أن التدريبات قد صيغت لتقويم موقف مُلِح من المحتمل حدوثه على أرض الواقع. وقد جاءت تلك التدريبات أيضاً لتؤكد لمسؤولي الجيش الطبيعة، التي لا يمكن التنبؤ بها، ولا إخضاعها للسيطرة على ذلك الهجوم المحتمل من جانب إسرائيل، والهجوم المضاد من جانب إيران.
وفي الوقت الذي يقول فيه المسؤولون الإسرائيليون علانيةً إن مساعي منع إيران من امتلاك قنبلة نووية تقترب من نهايتها، ينظر المسؤولون الأميركيون إلى الهجوم الإسرائيلي على إيران خلال العام المقبل على أنه احتمالية. وبموجب التدريبات التي أجرتها أميركا أخيرًا، فقد أوضح مسؤولون أن إيران تعتقد أن إسرائيل والولايات المتحدة شركاء في أي هجوم قد يستهدف مواقعها النووية وأنها تعتبر، وفقاً لذلك، القوات العسكرية الأميركية المتواجدة في منطقة الخليج متورطة في الهجوم.
وتنبأ كثير من الخبراء بأن تحاول إيران إحكام سيطرتها بعناية على التصعيد بعد شنّ إسرائيل هجومها الأول، لتجنب منح الولايات المتحدة الذريعة في مهاجمتها بقواتها الأكثر تفوقاً. وقال بعض المتخصصين في الشأن العسكري في كل من الولايات المتحدة وإسرائيل ممن قوّموا التداعيات المحتملة للهجوم الإسرائيلي إنهم يعتقدون أن آخر شيء ترغبه إيران هو نشوب حرب على نطاق واسع فوق أراضيها. وهو ما جعلهم يؤكدون أن إيران لن تضرب بشكل مباشر الأهداف العسكرية الأميركية، سواء تمثلت تلك الأهداف في سفن حربية داخل الخليج أو قواعد عسكرية في المنطقة.
 
 
سلطاني: تزوير الماضي دفع ضررا أكبر بضرر أصغر
انسحاب الإسلاميين من انتخابات الجزائر مرهون بثبوت التزوير
موقع إيلاف...كامل الشيرازي من الجزائر
هدّد "تكتل الجزائر الخضراء" (تحالف الإسلاميين) بمقاطعة تشريعيات العاشر آيار/مايو القادم بالانسحاب من سباق تشريعيات العاشر آيار/مايو القادم، ويؤكد "أبو جرة سلطاني" رئيس حركة مجتمع السلم (إخوان) أحد أضلاع التكتل المذكور، على أنّ ثبوت إرادة التزوير سيدفع حركات السلم، الإصلاح والنهضة إلى ترسيم انسحابها للرأي العام.
الجزائر: في تصريحات خصّ بها (إيلاف)، شدّد السياسي الجزائريّ أبو جرة سلطاني على أنه في حالة ممارسة التزوير بأدلّة قطعية، فإن الواجب يفرض على كل حرّ إعلان مقاطعته للعملية حتى "لا نكون شهود زور" على حد تعبيره، معتبرا التزوير خيانة للشعب واستخفافا بإرادته.
وبعد ساعات عن تلويح تكتل الجزائر الخضراء بالمقاطعة، أبرز سلطاني نية الائتلاف الإسلامي الناشئ في السابع من الشهر الجاري، الذهاب بعيدا في الاتجاه إياه، بهذا الشأن، يعتبر خليفة الراحل "محفوظ نحناح" أنّه صار من واجبات الظرف الحالي "ردّ الكلمة للشعب وحماية إرادته"، والعجز عن تأمين هذه الإرادة، سيدفع الحلفاء الإسلاميين إلى الانسحاب "إبراء للذمة أمام شعب حرّ يطالب بانتخابات شفافة ونظيفة وبمعايير دولية" مثلما قال.
عن مؤشرات تزوير مسبق، يشير سلطاني إلى محاولات تسجيل جماعي في اللوائح الانتخابية بعد نهاية الآجال القانونية، وتطلع تكتل الجزائر الخضراء لغلق الطريق منذ البداية أمام كل محاولة من شأنها الخدش في مصداقية النتائج، لذا دعا سلطاني وحليفاه "حملاوي عكوشي" و"فاتح ربيعي" إلى إبعاد المؤسسة العسكرية عن الخصومات السياسية وجعل القانون فوق الجميع.
إزاء قدرة خطوة كهذه على نسف اقتراع الربيع المقبل، واستنساخ سيناريو انسحاب ستة مترشحين في آخر لحظة من سباق رئاسيات 1999، يرفض سلطاني استباق الأحداث، منوها بحرص كل الأطراف على الذهاب إلى انتخابات نزيهة، سيما مع التحذيرات من عواقب التزوير، في وقت شكّلت بعض الأحزاب الجزائرية جبهة وطنية ضد التزوير، فيما أبدى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عزم بلاده على الذهاب إلى انتخابات نظيفة.
المثير هو إقرار وزير الدولة السابق بحدوث تزوير في الماضي، إذ يقول في هذا الصدد:" هي ممارسات ربما كانت مبررة بحالة الطوارئ وبظروف المأساة الوطنية وأولوية حقن الدماء والمحافظة على الوحدة الوطنية، وحماية الإسلام من التشويه. الخ، كل ذلك أدى في الماضي إلى دفع الضرر الأكبر بالضرر الأصغر".
محللون: "سيناريو المقاطعة محض مزايدة" 
 يتصور محللون تحدثوا إلى (إيلاف) أنّ خرجة تكتل الجزائر الخضراء ليس لها كبير أثر، بعد النزيف الحاد الذي نال من الأحزاب الثلاثة التي تخوض معركتها ما قبل الأخيرة، في مواجهة ما تبقى من أنصارها، على نقيض الحزب الإسلامي "العدالة والتنمية" الناشئ حديثا، المؤهل لنيل حصة معتبرة في البرلمان القادم.
يصف "جمال زروق" محلل الشأن السياسي الجزائري، خرجة التكتل الإسلامي بـ"المزايدة"، ظنا من هذه الفئة الإسلامية أنّ مدّ الربيع العربي يهبّ لصالحها، واعتقاد من يقفوا ورائها أيضا أنّ الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة ستهبّ لـ"نجدتهم"، وذاك مسار مغلوط برأي زروق.
يؤيد "محمد بغداد" نظرة زروق، مشيرا إلى أنّ حركات السلم، النهضة والإصلاح "اضطرت" بحسبه إلى بناء ما يسمى "تكتل الجزائر الخضراء"، وهي تعاني كلها من أزمات تهدد إما بتلاشيها وفي أحسن الأحوال خروجها من المشهد السياسي، لذا هي تسعى لاصطناع ضجيج وتقديم نفسها كـ"ضحية". وعليه، فإنّ التلويح بالمقاطعة هو "نداء استغاثة" بمنظور بغداد وزروق، والهدف برأيهما حصول مكونات التكتل على تأشيرة البقاء في الساحة، هي كذلك دعوة موجهة أساسا إلى السلطة لتذكيرها بأنها قدمت لها ذات أيام الكثير من الخدمات، وقد حان الوقت لتعيد السلطة بعض هذا الجميل، وأنه من غير المعقول أن تتنكر السلطة بهذه السرعة لمن خدموها لسنوات.
يُبعد بغداد احتمال تكرار نماذج التزوير التي عرفتها الانتخابات السابقة في الجزائر، كون الظروف الدولية والإقليمية غير مساعدة على تلك الأنماط، ولكن ذلك لا يعني أنّ أساليب أخرى من التزوير قد يتم تنفيذها، وهو الأمر الذي تتخوف منه عديد الأطراف السياسية، لأنّ هدف السلطة في هذه الانتخابات، هو إيصال رسالة إلى الأطراف الدولية، مضمونها: نسبة مشاركة مرتفعة ومقنعة في الوقت ذاته، وتمثيل نسوي معتبر في البرلمان القادم.
يستبعد محدثانا أن ينفذ عرابو تكتل الجزائر الخضراء وعيدهم بالانسحاب، وإن حصل فإنه سيكون بمثابة تبرير للفشل المتوقع حصده في الانتخابات القادمة بحكم مبررات عديدة.
في هذا السياق، يلاحظ بغداد أنّ سلطاني يجد نفسه اليوم محاصرا من كل الجهات، فالذين طردهم من صفوفه قبل أن يتمردوا عليه، قد عادوا اليوم بتنظيم قانوني (جبهة التغيير)، وتواجد شعبي يُنتظر أن تكون لهم حصة من الغنيمة الانتخابية، وبالذات عندما تمكنوا من ترويج مساندة جناح من قواعد "جبهة الإنقاذ المحظورة"، وهم يتوعدون سلطاني بإحالته على التقاعد وإزاحته من الساحة، ومحو كل آثاره من خلال انتقام شرس لا يبقى ولا يذر من حركته المتآكلة، خاصة وأنه تمكن من ارتكاب الخطأ الذي لا يغتفر، بانسحابه من التحالف الرئاسي، ما جعله لقمة سائغة بين أيدي خصومه الشرسين، الذين انتظروا هذه الفرصة منذ سنين.
يركّز بغداد وزروق على أنّ سلطاني لم يفلح في شيء كما أفلح في كسب جيوش من الخصوم والأعداء، منذ توليه رئاسة الحزب، بداية من السلطة التي كما يقول خصومه أخذته لحما ورمته رميما، ونهاية بمعاركه الخاسرة التي لا حصر لها، والتي جنى من ورائها مآس وهزائم نكراء.
أما حركة الإصلاح الوطني تماما مثل حركة النهضة المنعوتة بـ"الحلقة الأضعف"، فحالهما بنظر بغداد وزروق أقرب إلى (التعاسة السياسية) على حد وصفهما، بعدما أوصلتهما (لعنة) قائدهما السابق "عبد الله جاب الله" إلى الاقتتال بالخناجر زيادة على التشرذم والانشقاق، في صورة "جمال بن عبد السلام" الذي خرج بحزب جديد، بإمكانه إضافة المزيد من الضعف لجسديهما المريضين.
 
 
إصلاح الشرطة مدخلاً لإصلاح السياسة في مصر
 
جريدة الحياة... صلاح سالم *
لعل أحد أكبر الأخطار التي تهدد المجتمع والنظام السياسي المصريين يتمثل في ذلك التآكل الشديد في معنويات جهاز الشرطة، وهو الأساس في ما يسمى القوة العميقة للدولة المصرية، حتى صار فاقداً للشعور بالثقة والجدارة، والقدرة على الفعل، وهو أمر يحتاج إلى وقفة لإعادة هيكلته وتأهيله نفسياً ومادياً، كي يكون صالحاً للقيام بدوره قبل انتخابات رئاسة الجمهورية والتي يفترض أن يذهب الجيش بعدها إلى ثكناته وتؤول مهمة حفظ الأمن كلياً إليه، إذ كيف يكون الحال عندها لو استمرت الشرطة عاجزة عن أداء دورها، هل يُدعى الجيش مرة أخرى لحفظ الأمن على رغم وجود نظام سياسي مدني منتخب آنذاك ما يمكن أن يفتح الباب لدور عسكري من قبل الجيش في الحياة السياسية؟

كان جهاز الشرطة المصري بمثابة الصندوق الأسود للنظام الحاكم، تحمل أعباء فشله السياسي والاقتصادي، وألقيت على كاهله مهمة التعامل مع ملفات ثقافية واجتماعية لم تكن من صميم عمله في أي من البلدان الديموقراطية، فتحمل أوزاراً كثيرة كان ممكناً له النأي عنها، ولكنه في المقابل حصل على أدوار استثنائية جعلت كل من ينتمي إليه ولو في أدنى مستوياته يظن أنه «حاكم بأمره»، فيما منحت قياداته الكبرى استثناءات لم تتصور أن تحرم منها، كان معظمها خارج على القانون ولكن تم تقنينها بالعُرف. ومع سقوط النظام السابق بدا لأعضاء هذا الجهاز أن العمل من خلال القانون لا يعدو أن يكون مصيدة كبيرة وقعوا فيها لأن أحلامهم التي قادت خطاهم إليه تبخرت، فقد حلموا بأن يكونوا سادة أحياناً، وبالثراء أحياناً أخرى، أو على الأقل تعويض ما بذله بعضهم من مال للالتحاق به. ولأن النظام السابق عاش وعمًّر كثيراً فإن أحلامهم تماهت مع الواقع، وصارت مألوف حياتهم.

بضياع هذا كله واضطرارهم للعمل في ظل شروط (عمل عادية) يتفجر داخلهم شعور طاغ بالعبث والعدمية تشي به جل سلوكياتهم منذ 28 كانون الثاني (يناير) 2011 وحتى الآن، فمع سقوط الهيبة والمكانة والعوائد الاستثنائية سقطت الرغبة في العمل، وتراجعت الدوافع إلى التضحية. وساعد على ذلك أمران أساسيان: أولهما أن القانون لا يضمن للشرطي النزيه حياة شريفة، خصوصاً الضباط الصغار الذين لا يكفيهم دخلهم (القانوني)، ولا يعوضهم عن المشاق التي يتحملونها في ما لو أدوا أدوارهم بالمهنية المطلوبة. كانت الدولة تعلم ذلك، مدركة أنهم يحصلون على ما يكفيهم ويزيد بطرقهم الخاصة، فلم تكن تعطيهم لأنها لم تكن تحاسبهم، وكان ذلك نوعاً من التواطؤ مارسته الدولة المصرية طويلاً مع كثير من شرائح المجتمع إلى درجة تبدو قاتلة، فالسلطة التي تستطيع تحقيق الانضباط وممارسة الحساب هي نفسها المسؤولة عن تقديم البدائل الاجتماعية، والفرص الاقتصادية، ومع عجزها عن تقديم تلك البدائل يكون الحل أن تلوذ بالصمت اللذيذ كشريك في حالة النفاق العام التي تسود في كل نظام مغلق، وثقافة سياسية جدباء.

وثانيهما أن الناس أخذوا في الاستئساد على رجال الشرطة، رغبة في الثأر منهم، خصوصاً لدى الفئة التي طالما عانت سلفاً من مشاعر الاحتقار والاضطهاد وسوء المعاملة، وهي فئة عريضة جداً في المجتمع المصري، أخذت تتمرد، لا فقط على رجل الشرطة بل وأيضاً على القانون الذي يجسده أو كان يجب أن يجسده، ما زاد من حدة الشعور بالمهانة النفسية لديه. وهكذا فإن عمليه إعادة تأهيل الشرطة المصرية للقيام بدورها الذي لا بديل عصري وواقعي عنه، إنما تحتاج إلى أمور ثلاثة أساسية: أولها منح رجل الشرطة ما يستحقه من عائد مالي عادل يقيم حياته على أسس سليمة على منوال غيره من المواطنين، كما يراعى طبيعة عمله الشاقة أحياناً، والخطرة أحياناً أخرى. مع ما في ذلك من ضرورة الشعور بالعدالة الداخلية، أي بين الرتب الكبيرة التي طالما اكتنزت العوائد المادية الكبيرة جداً، والصغرى التي طالما حصلت على الفتات، وهو أمر كان يجعل الجهاز منحازاً يقوم على خدمة القلة الأعلى فيه، وهو أمر كان ينسجم تماماً مع تراتبية النظام السياسي القائم على خدمة القلة من قادته الكبار والمحوريين في طبيعة عمله ونمط اشتغاله.

ثانيها، أن يتجاوز الناس تلك الحالة النفسية المعادية لرجل الشرطة، بحسبانها حالة رد فعل ربما تكون مفهومة موقتاً ولكنها لا يمكن أن تدوم لأن المجتمع يظل بحاجة إلى  سلطة رجل الشرطة ولكن باعتبارها سلطة القانون، السيد الوحيد، والمرجع الأخير لجميع المواطنين باعتبارهم مواطنين وليس لأي اعتبار آخر.

ثالثاً، أن يقتنع رجل الشرطة بأن العمل من خلال القانون هو أفضل من العمل خارجه، ليس فقط لأن تمثيل القانون واحترامه يمنحهم الهيبة ذاتها التي كانت لهم بالفعل وهم يستغلونه، بل لأنه يضمن لهم استمرار تلك الهيبة طالما استمروا في حسن تمثيلها ولم ينحرفوا عن أعرافها، فالشرطي القانوني أقوى ليس فقط في مواجهة المنحرفين والخارجين على القانون بل هو أقوى في مواجهة من كان ينحني لهم وأمامهم الشرطي غير النزيه في العصر البائد، فيما قد تؤدي سيادة القانون إلى خضوع أولئك السادة أمامه فيما لو انحرفوا، لا لشخصه بالطبع ولكن للقانون السيد الذي يحسن تمثيله.

* كاتب مصري
 
 
 
بعد رفع أعلامه في المدينة... قائد ميداني من حمص–دير بعلبة: حزب الله أعتقل وأغتصب النساء...
 وحوّل المستوصفات والمعاهد إلى معتقلات ومقرّات (مرفق بفيديو)
موقع 14 آذار..
 طارق نجم::

لا زال البعض يشكك بأن حزب الله يشارك فعلياً بعمليات القمع والتقتيل في الداخل السوري الموجه ضد الحراك الثوري منذ سنة. غير أن المزيد من الشهود ممن عايشوا الواقع ينقلون مشاهداتهم عن تورط حزب الله "ماسحين الأرض" بكلام أمين عام حزب الله حسن نصرالله والذي قال فيه ما مفاده انه "ما في شي بحمص".

الغاية التي أجمع عليها الكثيرون هو أنّ اللجوء إلى الاستعانة بمليشيات حزب الله ومقتدى الصدر هو خشية النظام من مزيد من الانشقاقات التي قد تصيب جيشه بعد سنة من عمليات القمع.

وبحسب المصادر السورية فإنّ عناصر حزب الله يوضعون عادة في الخط الثاني خلف القوات النظامية والشبيحة خوفاً كذلك من وقوعهم في الأسر مما سيفضح أكثر فأكثر تورطهم.

وقد وصل الأمر بحزب الله أن لا يتورع مؤخراً عن رفع علمه على أحد أبنية حمص (بناء الهدى في حي باب تدمر) ربما قد شبّه له أنّ المدينة السورية هي أشبه بمواقع الدبشة والعديسة وغيرها.

وإذا كان حزب الله يحاول ستر فضيحته فإن المزيد من الدلائل تشير الى أن الحزب أبعد من أن ينأى بنفسه عن تلك الهاوية التي رمى بها نفسه, خصوصاً أن روائح هذا التورط فاحت مع روائح جثث مقاتلي الحزب العابرة للحدود وكذلك جرحاه في مستشفيات سوريا العسكرية.

من قصص الثورة السورية ضد بشار الأسد قصة حي دير بعلبة الذي تحول اسمه مع تباشير 15 آذار من العام 2011 إلى حي الربيع العربي" تيمناً بالثورات العربية وكان لها دوراً طليعياً بالخروج في مظاهرات مناهضة للنظام الأسدي منذ أوائل أيام الثورة.

أحد قادة المجموعات التي قاتلت في حمص وبالتحديد في دير بعلبة (الربيع العربي) وفي حديث خاص أدلى به لموقع "14 آذار" الإلكتروني, قال: "الحي الذي يقع جنوبي مدينة حمص يبلغ تعداد سكانه الـ100 الف أغلبهم من العشائر من بني خالد والفواعرة وغيرهم، كان يتعرض لحصار وقصف منذ 6 أشهر من شبيحة حي العباسية (ذو الغالبية الشيعية) ومن الحواجز التي تقع على اطراف حمص التابعة لكتائب الأسد وبالتحديد حي العبرين والمعهد الفني. وتتنوع الأسلحة التي يستعملها الشبيحة ضد الحي حيث تبدأ بالسلاح الخفيف والقناصات والرشاشات المتوسطة وهي الخبز اليومي لهم، وصولاً إلى الأسلحة الثقيلة كمدافع الدبابات والميدان والقذائف الصاروخية المباشرة والهاون التي تستعمل بكثافة عند رصد مجموعات للجيش الحر تنشط في تلك الناحية".

وأضاف ابو ياسين، القائد الميداني القادم حديثاً من حمص، أنّ "شبيحة حي العباسية اعتادوا اطلاق النار وقصف حيّنا من على اسطح مباني المعاهد ومنها مدرسة العهد الجديدة التي كانوا يسيطرون عليها حيث وضعوا رشاشات ثقيلة هناك استهدفوا بها الآمنين في منازلهم".

وتابع: "الملفت كان الانتشار الكثيف للقناصات على طول الخط الفاصل بين العباسيين ودير بعلبة والذي بلغ طوله البالغ 2 كلم تقريباً".

وبحسب الاعترافات التي ادلى بها الشبيحة الذين وقعوا في أيدي الشباب المدافعين عن حي دير بعلبة (الربيع العربي) "فقد أقروا أن عناصر من حزب الله كانت تقاتل معهم حيث ادخلوا هذه العناصر الى مستوصف حي العباسية وقد حولوه الى مركز قيادة ومعتقل تابع للحزب في وسط حمص. وكان الدور الموكل لعناصر حزب الله في حمص هو أن يدخلوا المناطق من أجل ارتكاب فظائع ومجازر بحق المدنيين بعد دخول الجيش النظامي اليها مخافة حصول انشقاقات في صفوف الجيش".

وتابع ابو ياسين وصفه لما ارتكبه حزب الله في حمص فقال: "من الأعمال التي قام بها حزب الله خلال الفترة الماضية هي خطف نساء من أهل الحي وتعذيبهن واغتصابهن في محاولة منه لإذلال أهل الحي او تركيعهم او ابتزازهم من خلال خطف تلك النسوة, ومع هذا فقد ظل هذا الحي صامداً حتى هذه اللحظة. ونظراً لممارسات هؤلاء الشبيحة التي فاقت التصور، قام شباب الحي الذين شكلوا كتيبتين للدفاع عن المنطقة هما كتيبة الربيع العربي وكتيبة جند الحق وبمساعدة من كتيبة سيد الشهداء الحسين بن علي وكتيبة ذي النورين، قاموا بشن هجوم على الجانب الآخر بغية تحرير عدد من الشوارع التي كان يحتلها هؤلاء الشبيحة. وقد تمكنوا من تحرير سجن النساء وعدد من النسوة التي كنّ مخطتفات في هذا المكان".

وإذ نفى ابو ياسين "وجود أي عناصر غريبة عن الحي مثلما اشيع عن وجود مقاتلين عرب وغيرهم", قال ان "معظم من في الحي من المدافعين عنه هم من الجيش السوري الحرّ من نفس مدينة حمص ومن باقي المحافظات السورية", مستبعداً "امكانية تكرار ما حصل في حي بابا عمرو مرة أخرى في حي دير بعلبة لجهة الاقتحامات الدموية والوحشية التي قام بها الجيش النظامي", عازياً السبب في ذلك بـ"القرب الجغرافي لحي الربيع العربي من منطقة العباسية بحيث ان المسافة التي تفصل المنطقتين لا تتعدى بضعة أمتار, مايعني أن امكانية اللجوء الى قصف مدفعي مدمر تبدو غير سهلة، وبالتالي فإن إستعمال راجمات الصواريخ كما حصل في باب عمرو يعتبر أمراً غير عملي لأنه سيؤدي الى اصابة منطقة العباسية مما دفع كتائب الأسد للجوء الى قصف مركّز من خلال قصف الدبابات لمناطق بعينها".

http://www.youtube.com/watch?v=8p_6zXtcTXY&feature=player_embedded

 

 

إطلاق «أبو مصعب السوري» يُقلق الأجهزة العربية والغربية
كشف مسؤول أمنيّ عن معلومات وردت في تقرير خاص، ومن جهاز استخبارات دولة أجنبية صديقة، تشير إلى تسلّل قياديّ خطير في تنظيم «القاعدة» إلى لبنان، يدعى مصطفى ست مريم نصار، المعروف بلقب «أبو مصعب السوري» بعدما أفرجت عنه المخابرات العامّة السوريّة أخيراً في ظروف غير معلومة مع مساعد له لقبه «أبو خالد».
جريدة الجمهورية...صبحي منذر ياغي
التقرير الموجود في ملفّ المسؤول الأمني، يتضمّن في مطلعه ما يشبه "سيرة حياة" مصطفى ست مريم نصار، فهو سوريّ الجنسية من مواليد حلب، ومن أبرز قياديّي تنظيم "القاعدة" والأكثر خطورة، وكان مطلوباً من السلطات الأميركية إثر أحداث 11 أيلول 2001، وخصّصت يومها المخابرات الأميركية مبلغ خمسة ملايين دولار للقبض عليه، نظراً إلى خطورته ونشاطاته التي تهدّد المصالح الغربية والأميركية.
إلّا أنّ نصار كان سيّئ الطالع، وعن طريق الصدفة اعتقلته المخابرات الباكستانية في أيّار 2006 في مدينة كويتا في باكستان، وسلّمته إلى المخابرات الأميركية. وبسبب سعي الولايات المتحدة الأميركية إلى التقارب مع سوريا، ونظراً إلى التنسيق الأمني الذي كان قائماً في تلك الفترة وعلى أشده بين المخابرات السورية من جهة والمخابرات الفرنسية والأميركية من جهة أخرى، وبالتحديد في إطار مكافحة الأنشطة الأصوليّة والإرهابية، والذي تولّاه اللواء آصف شوكت شخصيّاً، تمّ تسليم "أبو مصعب" إلى المخابرات السوريّة.
هديّة ثمينة
وكان "أبو مصعب" الذي يحمل الجنسية الإسبانية، من أثمن الهدايا التي تلقّاها النظام السوري في حينه، فهو مطلوب بتهمة المشاركة في معارك حماه ضدّ الجيش السوري عام 1982 على رأس فرقة كانت تعرف بـ"الطليعة المقاتلة"، والتابعة يومذاك لجماعة "الإخوان المسلمين"، إضافة إلى مشاركته في تدريب إرهابيّين على استخدام الأسلحة الكيميائية، في معسكرات سرّية في أفغانستان، ودوره في تفجيرات حصلت في لندن ومدريد. وكان "أبو مصعب" في مرحلة لاحقة وبعد أحداث 11 أيلول، أعلن الولاء لأسامة بن لادن، الزعيم الراحل لتنظيم "القاعدة".
ويبقى السؤال عن السبب الأساسي وراء إفراج السلطات السورية عن مصطفى ست مريم نصار، ومساعده "أبو خالد"، في هذه الظروف بالذات؟
رسالة سوريّة
يرى محلّلون أمنيّون أنّ الإفراج عن مصطفى يُعتبر رسالة واضحة من النظام السوري إلى الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية، بوقف التعاون الأمنيّ بين السلطات السوريّة والأجهزة الأمنية الغربية، وخصوصاً الأميركية، والذي كان مستمرّاً منذ الدخول الأميركي للعراق، وبالتالي الإفراج عن المعتقلين الإرهابيّين في السجون السوريّة، ممّن تعتبرهم واشنطن من أبرز الذين يهدّدون مصالحها وسفاراتها في العالم، ومن المتّهمين بجرائم ضدّ رعايا أميركيّين.
ومن المعروف، أنّ السجون السورية، وخصوصا "سجن فرع فلسطين" يضجّ بعدد كبير من المعتقلين من تنظيم "القاعدة"، ومن جنسيّات مختلفة عربية وأجنبية، بعضهم تسلّمه السوريّون من ألمانيا، وشارك محقّقون ألمان في السابق في استجوابهم في سجون سوريّة.
إطلاق سراح "أبو مصعب السوري"، اعتبره مسؤول أمنيّ غربي في لبنان، مؤشّراً إلى وجود مخطّط لدى بعض القيادات الأمنية السوريّة، يقضي بإطلاق يد الإرهابيّين في لبنان وعدد من الدول العربية والأجنبية، وقيامهم بعمليّات تخريبية تطاول سفارات ومؤسّسات وشخصيات ديبلوماسية أجنبية وعربية، للضغط على الدول الأجنبية لتغيير مواقفها من النظام السوري الذي يريد إيصال رسالة إلى الدول الغربية، وهو ما زال يعتقد أنّها سارية المفعول، وسبق أن استخدمها واستهلكها مفادها: "نحن الذين نحميكم من خطر الأصوليّة، وإلّا تحمّلوا عواقب سقوطنا"!
إستنفار أمنيّ
المعلومات عن دخول "أبو مصعب السوري" إلى لبنان، وضعت العديد من الأجهزة الأمنية الغربية والعربية الناشطة في لبنان، في حال من الاستنفار، وهي التي تتلقّى يوميّاً تقارير من دولها عن احتمال حصول عمليّات اغتيالات وتخريب من خلايا إرهابية أصوليّة مأجورة، تعمل لأجهزة مخابراتية إقليميّة، ومعلومات عن أن عدداً من الجماعات الإرهابية بات يعمل وفق "القطعة" لصالح جهات استخباراتية مشبوهة، وباتت بمثابة "بنادق للإيجار".
كذلك، أبدى مسؤول في مخابرات غربية تخوّفه أمام أحد النوّاب اللبنانيين من أن يكون الهدف من الإفراج عن "أبو مصعب السوري"، "تكليفه، ربّما من المخابرات السورية التي تمكّنت من إعادة تجنيده لصالحها، الاتّصال بالخلايا الناشطة في تنظيم "القاعدة" وتنفيذ عمليّات إرهابية ضدّ مصالح أميركية وفرنسية وغربية في المنطقة، بدعم سوريّ، من بينها استهداف القوّات الدولية العاملة في جنوب لبنان".
أبو مصعب وأبو القعقاع
وأضاف المسؤول الأمني: "إطلاق سراح "أبو مصعب السوري"، لا يعني أنّه في منأى عن رقابة الأجهزة الأمنية السوريّة التي قد تكون في الوقت ذاته وضعت خطة لتصفيته عند اللزوم بعد تحقيق مهمته المطلوبة منه، كما حصل مع إمام جامع الإيمان في حلب الجديدة (شمال سوريا) الشيخ محمود غول أغاسي المعروف بأبي القعقاع، الذي كان على علاقة جيّدة مع مخابرات النظام السوري، وتردّد أنّه كان وراء تأسيس منظمة "فتح الإسلام" التي جاءت إلى لبنان، ومن أبرز الداعين إلى الجهاد ضدّ القوات الأميركية في العراق. وقد قُتل "أبو القعقاع" في ظروف غامضة في 28 أيلول 2007 لدى خروجه من المسجد بعد تأديته صلاة الجمعة برصاص مُسلّح ترجّل من سيارة بيك اب، برفقة مجموعة من الأشخاص، وأخفيت التحقيقات في ظروف مقتله، ربّما بقصد إخفاء سرّ "فتح الإسلام" وسرّ زعيمها شاكر العبسي".
فبين معلومات متوافرة لدى الأجهزة الأمنية اللبنانية عن توجّه "أبو مصعب السوري" إلى أحد المخيّمات الفلسطينية في لبنان، وأخرى تقول إنّه انتقل إلى منطقة الرمادي في العراق للقاء ناشطين في "القاعدة"، تبقى القاعدة المتّبعة في العمل الأمني والتي تقضي باستباق الحدث سيّدة الموقف، والأساس في عملية الرصد والمتابعة في ظلّ المعلومات والتقارير التي تحذّر من عمليات اغتيال وتفجيرات واعتداءات إرهابية، ودوماً العنوان "صنع في أقبية القاعدة"!
 
هل ستُنشئ تركيا «الـــــمنطقة العازلة» مع سوريا الآن؟
تشهد تركيا اليوم جدلاً واسعاً، بعد التصريحات التي وردت أخيراً على لسان رئيس الوزراء التركي رجب طيّب أردوغان، في شأن البحث جدّياً في إقامة منطقة آمنة أو عازلة على الحدود مع سوريا، ولا سيّما أنّ ذلك ترافق مع موجة لجوء جديدة للسوريّين الفارّين من القرى والمدن التي يدكّها النظام باتّجاه الحدود التركية ولا سيّما من إدلب التي تدفّق منها ما يقرب الألف سوريّ إلى تركيا في يوم واحد.
جريدة الجمهورية...أنقرة علي حسين باكير
غذّت مؤشّرات عدّة برزت أخيراً على الساحة الإقليمية والدولية الاعتقاد بأنّ نوعاً من التدخّل العسكري قيد التحضير لإنشاء المنطقة الآمنة أو العازلة على الحدود مع سوريا، ومنها توقّع فشل مهمّة المبعوث الخاص المشترك للأمم المتّحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان التي أرسِل فيها إلى سوريا، مع وجود تقارير تؤكّد نيّة الرئيس بشّار الأسد استغلال أيّ مبادرات سياسية من أجل القضاء على معاقل الثورة كما فعل سابقاً.
وعزّز قرار دول مجلس التعاون الخليجي بإقفال سفاراتها الموجودة في سوريا، في إطار الضغط المتصاعد على النظام ورفض التمادي في أعمال القتل كما قال بيان مجلس التعاون الخليجي، هذا التصوّر، خصوصاً أنّه ترافق أيضا مع قرار مماثل من تركيا التي نصحت وزارة الخارجية فيها المواطنين الأتراك المقيمين في سوريا بالعودة سريعاً إلى الوطن نظراً إلى المخاطر الأمنية الجادّة، معلنةً أنّ الشعبة القنصلية في السفارة ستوقف خدماتها اعتباراً من الخامسة مساء الخميس 22/3/2012.
 
وقد رفض الحزب الجمهوري كبرى الأحزاب التركية المعارضة، أيّ انخراط تركيّ عسكري في سوريا، وأعلن أنّ قوى إمبرياليّة تضغط، على ما يبدو، على تركيا للتدخّل في سوريا، بينما تبقى هي في منأى عن المشاكل.
ويرى المحلّل التركي بولنت كينيش أنّ ما يحصل في سوريا لا يمكن السكوت عنه، وأنّ تدخّلاً يجب أن يتمّ لإنقاذ الشعب السوري، ساخراً من زعيم المعارضة بقوله ما البديل الذي يقدّمه كمال كيليتشداروغلو؟ هل يجب علينا أن ننظّم زيارات تضامن مع النظام السوريّ مثلا؟ في إشارة إلى زيارات التي قامت بها المعارضة التركيّة أخيراً. لافتاً إلى أنّه إذا جاء اليوم الذي يحكم في تركيا مثل نظام الأسد ويرتكب بالشعب التركي ما يرتكبه الأسد بالشعب السوري، فيجب على المجتمع الدولي التدخّل وإقامة منطقة عازلة في تركيا.
على المستوى الرسمي، لا يبدو أنّ هناك مؤشّرات جدّية على قرب حصول مثل هذا التدخّل من تركيا على الأرض، على رغم أنّ بعض المحلّلين الأتراك يتوقّع قرب حدوث ذلك، وفي غضون انعقاد قمّة أصدقاء سوريا المقرّر عقدها في تركيا في نيسان المقبل.
وعندما توجّهت بسؤال إلى وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو أثناء الاجتماع الذي ضمّه ووزير الخارجية المغربي أمس الأوّل عن الموضوع، جاء ردّ الوزير شبه تقليدي، حيث اعتبر أنّ تركيا لن تتهرّب من مسؤوليتها في مساعدة الشعب السوري وستفتح كلّ أبوابها لاستقباله ولا سيّما أنّ صورة المشهد العام بدأت تسوء أكثر فأكثر، وازداد عدد اللاجئين خلال الأسبوعين الأخيرين، مشدّداً على أنّ تركيا لن تسكت إزاء المآسي التي يعانيها الشعب السوري الشقيق، وأنّ هناك حراكاً ديبلوماسيّاً شديداً للضغط على المجتمع الدولي لاتّخاذ تدابير جماعية وليست فرديّة إزاء الوضع في سوريا.
وانتقد أوغلو بشكل غير مباشر الدول التي استخدمت حقّ النقض الفيتو، قائلاً إنّها لا تتحمّل المسؤولية وإنّ عليها أن تضع نفسها مكان الدول التي يتدفّق إليها اللاجئون السوريّون ومكان الشعب السوري. وختم قائلا: "نعمل بجهد مع الجامعة العربية لتحريك المجتمع الدولي، ونأمل من خلال مسيرة ديبلوماسيّة مكثّفة الوصول إلى نتيجة قبل فكرة إنشاء ممرّات لنتمكّن من أخذ قرار حازم، إذ سنفكّر في كلّ الاحتمالات عندما يتعلّق الأمر بالأمن القومي التركي".
ويقول مصدر مطلّع إنّ التدخّل العسكري ليس من تقاليد السياسة الخارجية التركية ولا سيّما منذ مجيء حزب "العدالة والتنمية" واعتماد سياسة تصفير المشاكل، وإنّه لا زالت هناك بعض الدوائر التركيّة التي تعارض التدخّل العسكري أو إنشاء منطقة آمنة أو عازلة على اعتبار أنّ ذلك من شأنه أن يفتح الباب أمام اندلاع حرب مع سوريا، وربّما بلدان أخرى في المنطقة.
كما أنّ هناك تخوّفاً لدى بعض الأوساط من أن ينعكس أيّ نوع من أنواع التدخّل العسكري في سوريا على صورة تركيا في المنطقة وعلى نظرة شريحة واسعة من العرب تجاهها، وهو ما من شأنه، إنْ حصل، أن يقوّض من سياساتها ويدفعها لتخسر الرصيد الذي بنت عليه منذ عقد، ناهيك عمّن يناقش عمق الفجوة الموجودة بين قدرات تركيا الحقيقيّة وما تريد فعله على أرض الواقع في هذه الحالة، أي في حالة التدخّل العسكري.
وفيما توافق شريحة من الأتراك على التدخّل السريع لإنقاذ الشعب السوريّ بعد فشل كلّ المحاولات الديبلوماسية واستنفاد كلّ المبادرات السياسية، يرى البعض الآخر أنّه يجب التريُّث والحصول على أكبر قدر ممكن من الإجماع الدولي قبل الشروع في هكذا عملية، على اعتبار أنّ تداعياتها قد تكون أكبر من أن تستطيع دولة واحدة تحمّلها لوحدها.
وأيّاً كانت القرارات التي ستُتَّخذ في هذا الشان، فعلينا الانتظار حتى اجتماع مؤتمر أصدقاء سوريا في تركيا في الثاني من الشهر المقبل، على اعتبار أنّه سيكون بالإمكان حينها التأكّد من طبيعة القرارات، وهل الأمر يتعلق باتّخاذ قرارات ذات مستوى عالٍ يرقى لما يحصل فعلاً على الأرض في سوريا وما يتعرّض له الشعب السوريّ، أم أنّنا سنبقى ندور في دوّامة التصريحات، في الوقت الذي يعمل فيه حلفاء النظام السوري بشكل متواصل على دعمه بكلّ الوسائل الممكنة للحيلولة دون سقوط متوقّع ينعكس بشكل دراماتيكي على موقعهم في المنطقة؟
 
الأسد يُنفِّذ «الخطّة اللبنانية» في سوريا
الخطّة عينُها يعتمدها الأسد. إنّها إيّاها اليوم ضدّ المعارضة السوريّة، وهي كذلك منذ العام 2005 ضدّ فريق 14 آذار: مماطلة متدرّجة وتقطيع للمراحل... إلى أن يتعب الخصوم وينشغلوا بشؤونهم. عندئذٍ، يتحيّن الفرصة لضربة قاضية.
جريدة الجمهورية..طوني عيسى
في العام 2005، كان الرئيس بشّار الأسد وحلفاؤه اللبنانيّون يمارسون سياسة "الرؤوس المنحنية" لتمرير العاصفة. وأوحوا بأنّهم مستعدّون للتنازل، حتى في السلاح: تعالوا نتحاور حوله!
بعد عملية "تزحيط" إنطلت على 14 آذار، التي تبرّعت بنفسها بتسويق نظرية الحوار الداخلي في باريس وواشنطن، وَجَد حلفاء الأسد أنفسهم قادرين على "الحسم العسكري" في 7 أيّار. و"وافق" فريق 14 آذار ضمناً على تلقّي الضربة، "لأنّها أفضل من الفتنة"! ثمّ جاء القطاف السياسيّ للضربة في اتّفاق الدوحة 2008.
وبناء عليه، تمّ إبعاد فريق 14 عن الحكم في 2010، والمجيء بحكومة مُمَوّهة بالوسطيّة. وعندما تحين اللحظة، يتمّ اقتلاع الرداء الوسطيّ للمجيء بالحكومة "الصافية" التي يطمح إليها النظام وحلفاؤه. والحكومة المنشودة هي عينها حكومة الرئيس عمر كرامي التي أُسقِطت في آذار 2005، أو ما يوازيها. وبذلك يكون قد تمّ تصحيح "الخطأ" التاريخيّ الذي وقع في ذلك العام، أي "ثورة الأرز". وبعد ذلك، يصبح كلّ شيء وارداً، حتى العودة إلى الوصاية السياسية والأمنية والعسكرية على لبنان، بأشكال ونِسَب مختلفة.
لكنّ الأزمة التي لم يتوقّعها النظام وحلفاؤه هي أنّ "الربيع العربي" مرّ بدمشق أيضاً. ولذلك هم يحاولون تعطيله في المحطّة السوريّة، لعلّ ذلك يكفل إعادة عقارب الساعة إلى الوراء في لبنان والعراق وفلسطين وسواها. فبقاء النظام يتيح له أن يتابع في لبنان ما أراد أن يفعله من خلال حكومة الرئيس نجيب ميقاتي. وإذا ما عاد الأسد إلى قوّته في سوريا، فإنّه سيكون قادراً على العودة إلى ممارسة سيطرة شبه كاملة على السلطة في لبنان.
لئلاّ نسلّم على بعضنا... في باريس!
وَجَد الأسد وحلفاؤه الإقليميّون أنّ "الخطّة اللبنانيّة" أعطتهم ثماراً، فقرّروا اعتمادها في سوريا. والوثائق التي تمّ كشفها أخيراً عن النصائح والتوجيهات التي يتلقّاها الأسد في تعاطيه مع ملفّه الداخلي، ولا سيما من إيران، تؤكّد أنّ المحور الإقليميّ الذي تصدّى للضغوط في لبنان هو نفسه الذي يتصدّى للضغوط في سوريا، ووفقاً للخطّة عينها.
في 15 آذار الفائت (قَدَريّة التواريخ المتلاقية بين لبنان وسوريا)، بدأت الانتفاضة في سوريا. كان ذلك في ذروة الزخم التغييري في مصر وتونس وليبيا. وكانت ثقة المنتفضين كبيرة في تحقيق أهدافهم. وعندما تعثّر رحيل العقيد معمّر القذافي لجأ الغرب إلى استخدام القوّة العسكرية، بموافقة روسيا.
لكنّ هذا لم يتحقّق في سوريا. و"الربيع العربي" يتلاشى في كلّ العالم العربي، ويتعثّر في سوريا. وما فَعَله المجتمع الدولي في ليبيا لا يبدو وارداً في سوريا لأسباب واضحة.
فالأسد، كما فعل حلفاؤه في لبنان عام 2005، بدأ بالدعوة إلى الحوار الداخلي في سوريا، وأعلن استعداده للقبول بالمبادرات، وأطلق الوعود ببرامج الإصلاح. وخرج العديد من العرب يؤيّده، وسط حماية روسيّة - صينية كاملة، وانقسم معارضو الداخل على خلفيّة التعاطي مع دعوات الأسد. وفي أيّ حال، لا يحتفظ "المناخ الدولي" بالحماس للإصلاح كما كان قبل عام.
هذا الوقت استثمره الأسد تماماً: يدٌ ممدودة لمبادرات عقيمة، كتجربة المراقبين العرب، ولأشكال من التعديلات الداخلية يعرف تماماً أنّها لن تصل إلى رحيل النظام. ويدٌ أخرى تقود عملية الحسم العسكري لإسكات الانتفاضة، وللمفاوضة من موقع قوّة.
ويراهن الأسد وحلفاؤه على تبديل باراك أوباما ونيكولا ساركوزي لكسب الوقت، تماماً كما راهنوا في لبنان على تبديل جورج بوش وجاك شيراك. وتبدو المعارضة السوريّة مُربَكة. فهي لا تريد إدخال سوريا في الحرب الأهليّة، لكنّها تحتاج إلى السلاح لمواجهة آلة القمع. وأمّا إذا لم تحصل على السلاح، فالنظام سيواصل القمع بلا تردّد، ويجتاح مزيداً من الأحياء والمدن، ولن يقدّم أيّ إصلاح حقيقيّ يؤدّي إلى سقوطه.
الخيارات صعبة. وتُشْبِه المعارضة السوريّة، في وضعيّتها، فريق 14 آذار. فيما الأسد وحلفاؤه يخوضون المعركة إيّاها، وبالأدوات عينها هنا وهناك. ويطمح هؤلاء إلى الحسم في سوريا ليتمكّنوا من الحسم في لبنان أيضاً. وهناك كلام جدّي متزايد في الأروقة الدولية على تسوية أو صفقة يوافق عليها الروس في سوريا. ومن المؤكّد أنّ هذه التسوية لن تؤدّي إلى رحيل الأسد... "ولو بعد 300 عام"!
وإلّا فما معنى أن يقول منسّق الأمانة العامّة لقوى 14 آذار الدكتور فارس سعَيد، ردّاً على سؤال في برنامج عبر "إذاعة الشرق"، السبت الفائت: إذا لم يَسقط النظام في سوريا حتى 2013، فإنّنا (أي أقطاب 14 آذار) "سنسلّم على بعضنا" في باريس؟!
ولكن هل عقارب الزمن قادرة فعلاً على العودة إلى الوراء؟ وهل سوريا يمكن أن تعود، كما كانت، تحت القبضة الكاملة للأسد؟
يصعب كثيراً ذلك، بل يستحيل. ويصعب حسم الثوّار لمعركتهم بالآليّات التي يمتلكونها، بل يستحيل. وبين هاتين الاستحالتين تَكشِف الحرب الأهليّة عن أنيابها، إلّا إذا طرأ عامل من خارج الاحتمالات الظاهرة، كموافقة الأسد على خطة واضحة للتخلّي عن الحكم على الطريقة اليمنية، أو إقرار موسكو وبكين بتسوية من هذا النوع وفرضِها. وليس ظاهراً حتى الآن أنّ أحد هذه الاحتمالات وارد، لأنّ الأثمان المعروضة على موسكو وبكين ليست كافية لتقديم تنازلات استراتيجية في حجم خسارتهما محوراً يمتدّ من المتوسط غرباً إلى طهران شرقاً.
 
لماذا الحكومة الـ«أنتي» سلفية لا تُكلِّف الجيش ضبط الأمن؟
ليس سرّاً أنّ القيادة الفلسطينية، باتت تنتظر من الحكومة اللبنانية أن تقول كلمتها في قضيّة تسليم المطلوبين إلى الجيش اللبناني.
جريدة الجمهورية...أسعد بشارة
وعندما تقول الحكومة كلمتها ستجد الردّ ليس فقط من قيادة فتح في لبنان، بل من الرئاسة الفلسطينية في رام الله: المخيّم أرض لبنانية يفترض أن تخضع للسيادة اللبنانية، ونحن ضيوف موَقّتين نساعد في تسليم المطلوبين، ولكنّ الأهمّ أنّنا نطالبكم باستعمال الوسائل كافّة، لتحقّقوا سيادتكم على أرضكم، ولا نخترع جديداً إذا ذكّرناكم بأنّنا لا نغطّي أيّ عمل يؤدّي الى المسّ بالسيادة اللبنانية.
هذا ما تؤكّده اوساط فلسطينية مقرّبة من حركة فتح ردّاً على استخدام مخيّم عين الحلوة مرّة جديدة كشمّاعة لتكبير الخوف منه كبؤرة تحتوي على خلايا إرهابية.
وتضيف الأوساط أنّ الجميع يعرف، بمن فيهم المؤسّسات الأمنية والعسكرية اللبنانية، أنّ هؤلاء المطلوبين تمّ تصنيعهم في مكان ما ومن جهات معروفة، وزُرعوا في المخيّم وتمّت مساعدتهم ليشكّلوا جُزراً داخله، بما يؤمّن لهم حركة انتقال وخروج، وبما يؤمّن لهم القدرة على تكليفهم بالقيام بعمليّات مشبوهة في توقيت يخالف دائما مسار العلاقة الطبيعية بين القيادة الفلسطينية والدولة اللبنانية، كأنّ هؤلاء حصان طروادة عين الحلوة، المقرّر له أن ينسف العلاقة اللبنانية - الفلسطينية التي طوت الذكريات الأليمة، والتي حرص أبو مازن شخصيّاً على وضعها تحت سقف السيادة اللبنانية التي لا مساومة عليها.
وبناءً عليه، تشدّد الأوساط الفلسطينية في معالجة الأزمة على النقاط الآتية:
أوّلاً: إنّ حركة فتح قامت في السابق ومستعدّة اليوم للقيام بما يطلب منها للتعاون والمساعدة على قطع الطريق أمام أيّ مسّ بالجيش اللبناني، والحركة تذكّر بأنّ شهداء سقطوا لها نتيجة تعاونها مع الجيش في اصطياد العناصر المطلوبين وجلبهم إلى السلطات اللبنانية، والجيش اللبناني يعرف أنّ من عشرات الحالات حصل هذا التعاون.
ثانياً: إنّ حركة فتح التي تعرف أنّها لا تملك السلطة على كامل المخيّم، عملت وتعمل على منع قدرة هذه العناصر التي تقف وراءها جهات إقليمية وداخلية معروفة على عدم السماح لها بدقّ إسفين بين المؤسّسة العسكرية وأهالي المخيّم، وهي بالتالي تؤيّد المنطق القائل بمناشدة الجيش التعامل مع القضية كما ترتئيه المصلحة السياديّة اللبنانية، وترفض جرّ المخيّم الى مواجهة معه كما تريد هذه العناصر التي تسكن الجزر المشبوهة داخل المخيّم.
ثالثاً: إنّ حركة فتح، بتوجيه من الرئيس عبّاس، تنتظر قراراً من الحكومة اللبنانية بشأن التعامل مع هذه القضية، وهي بالتالي مستعدّة للتعامل مع هذا القرار حتى لو وصل الى حدّ تنفيذ عملية أمنية لجلب المطلوبين، والحركة تتفهّم شروط الدولة ووضعها وحساباتها، لكن على الدولة اللبنانية أيضاً أن تتفهّم حركة فتح وأن تتذكّر أنّها تعاونت وتتعاون دائما مع السلطة لضبط الوضع في المخيّم، وأن تتذكّر أنّها ناشدت الدولة بسط سلطتها على المخيّم، على اعتبار أنّ هناك قراراً فلسطينيّا بوضع السلاح في تصرّف الدولة وفي تحميلها مسؤولية سيادتها على أرضها حتى ولو لم تكن جاهزة لاتّخاذ القرار بحفظ هذه السيادة بقواها الذاتية.
أمام هذا المشهد في المخيّم، والذي يعكس اضطراباً على مستوى اتّخاذ القرار، عناصرُ غامضة حرّكت ملفّا يعرف جميع المراقبين أنّ أسراره تمتلكها جهات داخلية وإقليمية معروفة، بدءاً من فتح الإسلام وصولاً إلى أخواتها التي زُرعت في عين الحلوة، بات سؤال الحكومة اللبنانية مُلحّاً حول عدم قيامها بما يلزم لضبط هذا الملف المتفجّر، خصوصاً أنّ هذه الحكومة مكوّنة من قوى تُجاهِر بمحاربة القوى السلفيّة، كالعماد عون و"حزب الله"، فلماذا لا تتّخذ القرار بتكليف الجيش اللبناني استعمال ما يملكه من وسائل لاستئصال هذه القوى؟ ومتى تتّخذ الحكومة هذا القرار؟

 


المصدر: مصادر مختلفة

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 157,183,250

عدد الزوار: 7,058,270

المتواجدون الآن: 58