ظهور وثائق أمنية سورية بعد سلسلة تسريبات رسائل إلكترونية..إحدى كتائب الجيش الحر تطلق على نفسها اسم كمال جنبلاط

سوريا.. المعارك في عقر النظام....وصول وحدة بحرية روسية تحمل اسم «قوة مكافحة الإرهاب» إلى ميناء طرطوس السوري

تاريخ الإضافة الأربعاء 21 آذار 2012 - 4:39 ص    عدد الزيارات 2577    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

 

سوريا.. المعارك في عقر النظام
السعودية تؤكد على أهمية وقف نزيف الدم وفق الخطة العربية * «الجيش الحر» يشكل «كتيبة شهداء العاصمة» * فرنسا تقترح إصدار قرار دولي لدعم مهمة أنان
جريدة الشرق الاوسط... موسكو: سامي عمارة بيروت: بولا أسطيح وكارولين عاكوم واشنطن: هبة القدسي
بالتزامن مع وصول بعثة دولية مكونة من 5 خبراء الى سوريا، شهدت العاصمة دمشق، وتحديدا حي المزة عقر النظام، القريب من القصر الرئاسي، أمس، اشتباكات وصفت بأنها «الأعنف من نوعها» والأقرب إلى المراكز الأمنية في العاصمة منذ انطلاقة الثورة.
وقال مدير المرصد السوري إن «العملية التي شنتها مجموعة من الجيش الحر يتراوح عددها بين 6 و10 أشخاص في منطقة المزة، أسفرت عن مقتل عنصري أمن وجرح 16 آخرين». وأضاف: «قتل 4 منشقين، بينما جرح الباقون أو اعتقلوا». وبحسب مصادر المرصد، فإن المنشقين استهدفوا بيت ضابط برتبة عميد بقذيفة «آر بي جيه»، قبل أن يتحصنوا داخل مبنى ويشتبكوا مع عناصر الأمن على مدى 3 ساعات. وتكتسب الاشتباكات في حي المزة أهمية خاصة، إذ يقيم فيه مسؤولون وضباط كبار، إضافة إلى وجود مراكز أمنية عدة فيه. وقال سكان في دمشق إن القتال في المزة شمل هجوما لـ«الجيش الحر» في منطقة الفيلات الغربية قرب منزل آصف شوكت صهر الرئيس السوري بشار الأسد ونائب رئيس أركان القوات المسلحة.
من جهتها أعلنت صحيفة «واشنطن بوست» أمس بان «الجيش الحر» شكل فرقة جديدة في دمشق للمرة الأولى، باسم «كتيبة شهداء العاصمة» وهو بات فعالا في دمشق، وساهم في اشتباكات المزة. وقالت الصحيفة أن عدد الكتائب التابعة للجيش الحر اصبحت اكثر من 30 كتيبة تعمل في مناطق متفرقة في البلاد. جاء ذلك في وقت نشرت فيه قناة «الجزيرة الانجليزية» وثائق أمنية قالت انها تظهر الاستراتيجية التي يتبعها النظام السوري في قمع المعارضة. الى ذلك اقترحت فرنسا أمس استصدار بيان من مجلس الأمن يؤيد بقوة مهمة المبعوث الدولي كوفي أنان لإنهاء العنف. فيما أكدت السعودية على أهمية تركيز الجهود نحو الوقف الفوري لنزيف الدم وأعمال العنف في سوريا وفق خطة الجامعة العربية, خلال جلسة لمجلس الوزراء أمس.
 

 

معارك المزة توصل الاشتباكات قرب القصر الجمهوري ومنازل كبار ضباط النظام السوري

شهود عيان أفادوا بسقوط عشرات القتلى والجرحى في دمشق.. والروايات تضاربت حول ما جرى

 
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 لندن: «الشرق الأوسط»
ما زال الغموض يلف ما حصل في حي المزة فيلات غربية في العاصمة السورية دمشق ليل الأحد وفجر أمس الاثنين، حيث استيقظ السكان هناك مذعورين على وقع أصوات خمسة انفجارات ضخمة متتالية، بدأت بعد منتصف الليل عند الساعة 12:40، مع سماع إطلاق رصاص كثيف استمر لغاية الساعة الرابعة فجرا، جرى خلالها إغلاق كافة الطرق المؤدية إلى المنطقة، مع تشغيل كشافات ضوئية كانت تسلط على الأبنية المحيط بموقع الانفجارات.

وبحسب روايات شهود عيان من سكان المزة فيلات غربية فقد سبق الانفجارات انتشار أمني كثيف في المنطقة وشوهدت قوات الأمن تعتقل أحد الشبان، ثم توالى سماع صوت الانفجارات الضخمة مع إطلاق رصاص كثيف، مع توارد أنباء عن انشقاق ضخم في منطقة المزة واشتباكات عنيفة بين المنشقين وقوات الأمن والشبيحة، دخل بعدها الجيش السوري الحر إلى المنطقة لمؤازرة المنشقين وتأمينهم». وتكتسب الاشتباكات في حي المزة أهمية خاصة، إذ يقع على مقربة من القصر الرئاسي، ويقيم فيه مسؤولون وضباط كبار، إضافة إلى وجود مراكز أمنية عدة فيه.

وقال شاهد عيان إن شبيحة بأعداد كبيرة من سكان حي المزة 86 الشعبي نزلوا إلى المزة فيلات غربية بالسلاح والعتاد الكامل مع بداية سماع أصوات الانفجار، كما شوهدت قوات الأمن وهي تخلي سكان مبنى (سوبر ماركت حمادة) ويقع مقابل (برج تالة) التجاري، حيث دارت الاشتباكات في هذا المبنى، كما وصلت عشرات من سيارات الإسعاف إلى الموقع بدون صوت، وجرى نقل عشرات القتلى والجرحى إلى مشفى المواساة الحكومي الواقع قريبا من منطقة الحدث.

وبحسب ناشطين، قُدر عدد القتلى بـ 80 قتيلا من قوات الأمن وأكثر من 140 جريحا، غير أنه لم يتم التأكد من هذه الحصيلة.

وتضاربت المعلومات حول حقيقة ما جرى في المزة فيلات غربية، الواقع في الجانب الغربي من العاصمة، وزاد في ذلك خصوصية الحي، إذ وقعت الأحداث قريبا من منازل عدد من كبار قادة الأجهزة الأمنية والحزبية وفي مقدمتهم اللواء آصف شوكت، صهر الرئيس بشار الأسد، كما أنه رئيس أهم جهاز استخبارات في البلاد، واللواء علي مملوك رئيس جهاز المخابرات العامة، وسعيد بخيتان، الأمين القطري المساعد لحزب البعث. بالإضافة إلى مقار أمنية وعدد من السفارات العربية والأجنبية والمؤسسات الحكومية والدولية.

ومن جانبه، أشار مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، إلى أن اشتباكات جرت بين منشقين وقوات الأمن، وقال إن «العملية التي شنتها مجموعة منشقة يتراوح عددها بين ستة أشخاص وعشرة في منطقة المزة، أسفرت عن مقتل عنصري أمن وجرح 16 آخرين». وأضاف: «قتل أربعة منشقين، فيما جرح الباقون أو اعتقلوا».

وأعلنت صحيفة «واشنطن بوست» أمس أن الجيش السوري الحر شكّل فرقة جديدة في العاصمة السورية للمرة الأولى، باسم «كتيبة شهداء العاصمة»، وهو بات فعالا في دمشق، وساهم في الاشتباكات في المزة أمس وأول من أمس. وقالت الصحيفة إن عدد الكتائب التابعة للجيش السوري الحر أصبحت أكثر من 30 كتيبة تعمل في مناطق متفرقة في البلاد.

أما وكالة الأنباء السورية (سانا) فقد قالت إن الجهات المختصة داهمت فجر أمس «وكرا لمجموعة إرهابية مسلحة في بناء مخصص للسكن بمنطقة المزة بعد إخلائه من العائلات القاطنة فيه حرصا على حياتهم وسلامتهم». وأن اشتباكا جرى «بين الجهات المختصة مع الإرهابيين وقتلت اثنين واعتقلت ثالثا وصادرت ثلاث بنادق آلية وقنابل هجومية ودفاعية». وأن الاشتباك «أسفر عن استشهاد عنصر من الجهات المختصة».

وفي رواية أخرى نقل موقع «محطة أخبار سوريا» وهو موقع إخباري سوري إلكتروني موالٍ للنظام قول مصادر إعلامية نقلا عن «أحد الأجهزة الأمنية السورية أنها توصلت إلى طرف خيط أدى التحقيق معه إلى كشف وكرين لـ(القاعدة) في حي المزة وعلى بعد لا يزيد عن خمسمائة متر عن أهم مركز أمني في المنطقة» وأوضح أن «الشقة الآمنة ملك لشخصية خليجية وجرى التمويه على دخول المجموعة إلى المبنى في ظل تردد نساء وأطفال أحد الإرهابيين على الشقة بحجة أنهم من حمص ومهجرون». وتابع «لكن الأمن اكتشف الأمر وحدد الهدف وهاجم المجموعة التي بدا أن أغلبها ذو تدريب عال وانتماء قاعدي أكيد، فبعدما قفز أحد الإرهابيين من نافذة الشقة إلى الشارع (طابقين) كسر رجليه فقام بتفجير نفسه، وكذا فعل ثلاثة آخرون كلما حوصر أحدهم في طبقات المبنى».

بينما أكدت روايات لسكان في الحي تطابقت مع ما تناقله ناشطون عما حصل بأن مجموعة من الشباب - نحو عشرة أشخاص مسلحين - دخلوا إلى بناء سكني يدعى «بناء الصحافة» عند الساعة الحادية عشرة لتنفيذ عملية اختطاف لضابط برتبة عميد يسكن في الطابق الرابع من هذا المبنى، إلا أن قوات الأمن التي يبدو أن معلومات وصلت إليها بسرعة عن العملية قامت بمحاصرة البناء بأكثر من مائتي عنصر أمن مع أسلحة متوسطة (آر بي جي)، واعتصم الشباب داخل منزل العميد والشقة المجاورة، وبداية جرت الاشتباكات داخل البناء مما ألحق خسائر كبيرة في صفوف قوات الأمن واضطروا إلى التراجع إلى خارج البناء، وبعد إخلاء البناء كاملا من السكان ووضعهم داخل برج تالة، تم قصف منزل العميد في الطابق الرابع بنحو خمس قذائف «آر بي جي» وقتل الشباب في منزل العميد والمنزل المجاور بعد اشتباكات استمرت لأربع ساعات، جرى خلالها قطع كافة الطرقات المؤدية إلى المنطقة، ونصب حواجز بكثرة في جميع مناطق المزة ونزول شبيحة مسلحين من حي الـ 86 ذي الأغلبية العلوية من أبناء الساحل الموالين للنظام والعاملين في الأمن، لمؤازرة قوات الأمن. وعند الساعة السادسة صباحا وصلت سيارات الإطفاء لإخماد الحريق الذي تسببت به القذائف، وانتهت العملية عند الساعة العاشرة من صباح أمس.

ومع وصول وسائل الإعلام الرسمي إلى الموقع انطلقت مسيرة مؤيدة هناك غالبية المشاركين فيها من عناصر الأمن والشبيحة.

وأسفرت العملية عن مقتل مجموعة الشباب المسلحة بالكامل، وقتل وجرح العشرات من الشبيحة والأمن. الذين تم نقلهم إلى مشفى المواساة بسيارات إسعاف كانت تتحرك بدون صوت أبواق الإسعاف. وذلك بعد قطع الكهرباء عن عموم المنطقة، وتشغيل كشافات ضوئية للمباني والشوارع المحيطة.

وشوهد فجرا مع انبلاج الضوء سحابة دخانية كبيرة تخيم على منطقة الفيلات الغربية فوق فرع الأمن السياسي والمركز الثقافي بالقرب من برج تالة. وقال سكان إن أصوات الانفجارات والرصاص لم تتوقف طيلة الليل كما سمعت انفجارات عديدة من عدة أحياء في دمشق لم يعرف مصادرها بالتحديد. حيث قال ناشطون إنه وبالتزامن مع اشتباكات المزة سمعت أصوات انفجارات وإطلاق رصاص كثيف في حي القابون، كما أعلنت مجموعة تدعى (ثوار المهاجرين) القيام برمي قنبلة صوتية في حي المالكي بالقرب من ساحة زنوبيا القريبة من مدخل قصر المرابط الذي أصبح مقرا للحرس الجمهوري. وتم رمي مناشير ثورية باتجاه عناصر الحرس الجمهوري المنتشرين هناك بكثافة مما أدى إلى استنفار كبير في المنطقة.

 

 مع وصول الخبراء الدوليين.. عشرات الدبابات تداهم دير الزور.. وقصف على حمص

السلطات تحرق 60 منزلا في إدلب.. وانفجارات في الحولة والقصير

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: بولا أسطيح ... لم يؤثر وصول الخبراء الدوليين الخمسة الموفدين من قبل مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى العاصمة السورية دمشق يوم أمس على الوضع الميداني العام، بحيث استمرت الحملة الأمنية الشرسة التي يشنها النظام السوري على مجمل المناطق السورية وقد تصاعدت بالأمس في دير الزور وحمص اللتين شهدتا اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي والجيش السوري الحر. وتحدث ناشطون عن وقوع اشتباكات عنيفة بين عناصر الجيش السوري الحر والجيش النظامي في عدد من المناطق وعلى رأسها منطقة دير الزور، حيث أكد عدد من أعضاء الجيش الحر على إلحاق دمار كبير في فصيلة الريف التابعة للجيش النظامي في عدة هجمات شنتها فجر أمس.
وقال الناشط وائل غيث: إن نحو مائتين من مقاتلي الجيش الحر هاجموا مساء أول من أمس الأحد مواقع للجيش النظامي والأمن والشبيحة في المدينة ردا على عملية عسكرية قتل فيها 6 منشقين، لافتا إلى أن الجيش السوري انسحب الليلة الماضية من الشوارع الرئيسية بالمدينة. وقال شهود: إن عشرات من الدبابات السورية داهمت أمس مدينة دير الزور لاستعادة أحياء رئيسية من أفراد الجيش السوري الحر الذين يصعدون هجماتهم على القوات الحكومية. وذكر سكان محليون أن دبابات وحاملات جند مدرعة دخلت المدينة من الشمال وواجهت مقاومة من مقاتلي المعارضة أثناء توجهها إلى أحياء في جنوب شرقي المدينة سقطت في أيدي الجيش الحر.
بدوره، تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن اشتباكات عنيفة دارت بالأمس قرب دوار غسان العبود بين القوات النظامية السورية ومجموعة مسلحة منشقة. وقال: «الجدير بالذكر أن اشتباكات عنيفة دارت يوم أول من أمس في عدة أحياء بالمدينة أسفرت عن سقوط 25 قتيلا على الأقل من المجموعات المسلحة وفقدان 33 منهم كما سقط 5 من القوات النظامية بينهم ضابطان»، لافتا إلى أن «مجموعات مسلحة منشقة تسيطر حاليا على حي الحميدية وتجول في شوارع الحي بسيارات رباعية الدفع».
وفيما شهد حي المزة في العاصمة السورية دمشق اشتباكات عنيفة أدت لوقوع عدد من القتلى والجرحى، قال ناشطون: إن انفجارات دوت في حي القابون، وفي عربين بالغوطة الشرقية بريف دمشق.
وأفادت معلومات أن السلطات السورية اعتقلت مساء أول من أمس الطبيب فرزند عمر، مدير مكتب «تيار بناء الدولة السورية» في حلب، عند وصوله إلى مطار دمشق الدولي قادما من حلب. وقال المرصد السوري: إن «ضابطا برتبة مقدم قتل في حلب فيما أصيب ضابطان آخران بجراح خطيرة وذلك إثر إطلاق الرصاص من قبل مسلحين مجهولين على سيارة كانت تقلهم على طريق السفيرة حلب عند مفرق بلدة تل شغيب».
ومن حمص، قال أبو جعفر الحمصي الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية: إن الجيش قصف صباح يوم أمس بعنف الأحياء القديمة في حمص. وأشار إلى أن حيي الخالدية والبياضة من بين الأحياء التي استهدفت بالأمس بالصواريخ ومدافع الهاون.
وفيما أكد الحمصي حدوث اشتباكات بين الجيش السوري والمنشقين في مركز المدينة، أشار إلى انفجارات في الحولة والقصير بريف حمص.
بدوره، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن قرية جوسية التابعة لمدينة القصير تعرضت لإطلاق نار من رشاشات ثقيلة تزامن مع سقوط قذائف هاون، متحدثا عن إصابة 5 مواطنين بجراح، وأضاف المرصد أنه في مدينة حمص اقتحمت قوات أمنية حي كرم الشامي صباح يوم أمس ونفذت حملة اعتقالات.
وفي إدلب أفيد عن مقتل شاب في مدينة خان شيخون إثر إصابته برصاص قناصة، في وقت اقتحمت فيه قوات الأمن قرية أبديتا في جبل الزاوية ترافق مع أصوات إطلاق رصاص كثيف. وقال المرصد السوري: إنه وفي قرية مرعيان أحرقت السلطات السورية أكثر من 60 منزلا خلال 24 ساعة. وفي إطار العمليات العسكرية أيضا، قال ناشطون: إن الجيش اقتحم صباح يوم أمس بلدة كفر شمس في درعا، في وقت تحدث ناشطون عن انشقاقات جديدة شملت نحو 200 عسكري من الفرقة الثالثة المتمركزة في القلمون في ريف دمشق.
النظام يتهم «مجموعة إرهابية» باختطاف رئيس النيابة العامة في معرة النعمان

الجيش الحر ينفي علاقته بالموضوع

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: بولا أسطيح ... نفى المقدم المظلي المنشق خالد الحمود علاقة الجيش السوري الحر بعملية اختطاف رئيس النيابة العامة في معرة النعمان القاضي صبحي الأسود، بعدما كانت قناة «الإخبارية» السورية اتهمت أمس مجموعة إرهابية مسلحة باختطافه في معرة النعمان التابعة لريف إدلب. وقد أفادت القناة في خبر عاجل على شريطها الإخباري بأن «مجموعة إرهابية مسلحة تختطف رئيس النيابة العامة في معرة النعمان القاضي صبحي الأسود».
وفي اتصال مع «الشرق الأوسط» أكد حمود أنه لا علاقة للجيش الحر بالعملية، مشددا على أنه لم يختطف أحدا أو يجبر أحدا على الانشقاق، وقال: «هناك سياسة محددة يعتمدها النظام، فهو كلما وصلت إليه معطيات عن انشقاق شخصية معينة، وبعد أن يفقد الاتصال معها، يخرج للإعلام ليقول إن مجموعة إرهابية اختطفتها، وبالتالي نعتقد أن هذا السيناريو يتكرر حاليا».
وذكر الحمود بقضية النائب العام لإدلب، الذي كان ينسق مع الجيش الحر للانشقاق، فبعدما وضع النظام يده على معطيات تؤكد أنه بصدد الانشقاق استهدف سيارته بقذيفة قبل يومين على عملية سحبه إلى تركيا.
ولفت الحمود إلى أن القاضي الأسود قد يكون ينسق مع عناصر الجيش الحر الموجودين في المناطق القريبة من معرة النعمان، مشيرا إلى أن الاتصالات بين العناصر المنشقة والقيادة أصبحت صعبة جدا، وبالتالي يتم التكتم كثيرا في هذه الحالات حفاظا على حياة الشخصيات التي تسعى للانشقاق، وأضاف: «أمن هذه الشخصيات أساسي جدا بالنسبة لنا لأن النظام لم يعد يعتمد على عمليات الاعتقال، فهو بات يقتل أهدافه مباشرة».
وكشف الحمود أنه ينسق حاليا مع شخصية سياسية كبيرة ستعلن انشقاقها قريبا بعد أن تصبح في أمان، لافتا إلى أن عددا آخر من العناصر المنشقة في الجيش الحر ينسق مع شخصيات سياسية أخرى تعلن انشقاقها في الأيام القليلة القادمة، وأضاف: «هنالك كذلك 9 عمداء انشقوا وهم حاليا معنا في تركيا ولكنهم لن يعلنوا انشقاقهم رسميا إلا بعد التأمين على عائلاتهم».
وأوضح الحمود أن الجيش الحر سيصدر بيانا في وقت قريب يحدد فيه ساعة الصفر بعد تجديد الدعوة للضباط والعناصر للانشقاق، وبعد وضع الطائفة العلوية أمام مسؤولياتها، فإما تعلن براءتها من النظام وإما أنها جزء لا يجزأ منه. ويتوقع معارضون سوريون أن «تتكثف عملية الانشقاقات السياسية والإدارية عن النظام في المرحلة المقبلة ليدخل بعدها نظام الأسد مرحلة تفكك حقيقية، وكل ذلك بسبب الاستخدام غير الإنساني والوحشي للعنف ضد المواطنين».
يذكر أن النائب في مجلس الشعب السوري عماد غليون، الذي أعلن انشقاقه عن النظام مطلع العام الحالي، كان أرفع مسؤول مدني يقدم على خطوة مماثلة، تلاه انشقاق معاون وزير النفط السوري عبدو حسام الدين في مارس (آذار) الماضي.
 
مصممة مجوهرات قالت له: «لا أرى كيف يمكنني العيش من دونك»
الأسد تلقى رسائل حميمة من 3 نساء وأسماء عمّمت نكاتاً عن أهل حمص
جريدة الرأي...ذكرت صحيفة «صنداي تايمز» ان الرئيس السوري بشار الاسد تلقى كما تظهر رسائل بريد الكتروني مسربة ضمن ما بات يعرف بـ «ايميلات الاسد» رسائل حميمة من ثلاث نساء.
والى جانب اثنتين من مساعداته في العلاقات العامة، كان الاسد يتلقى رسائل من مصممة المجوهرات رشا موقع التي قالت له ذات مرة: «لا ارى كيف يمكنني العيش من دونك».
وتضمنت رسالة اخرى ارسلت الى الرئيس السوري في ديسمبر وتم الكشف عنها اول من امس، صورة لامرأة غير معروفة تظهر فيها متكئة على جدار على نحو مثير بملابسها الداخلية البيضاء.
وتُظهر رسائل الايميل ان المساعدة الاعلامية شهرزاد الجعفري تطلب من احد مستشاري الأسد الآخرين ان يبلغه «بأنني أحبه جدا جدا جدا وانني أفتقده». وكشفت رسالة يعود تاريخها الى 27 نوفمبر الفائت عن ان الجعفري وهي ابنة سفير بلادها في الأمم المتحدة بشار الجعفري عبّرت بمشاعر فياضة جدا عن انها مبهورة بروعة الأسد، بينما تعبر في رسالة أخرى بعبارات حماسية عن سعادتها بأنها ستلتقي مقدم البرامج البريطاني المعروف بيبر مورغان في اليوم التالي.
أما مساعدة شؤون العلاقات العامة الاخرى هديل العلي - فإنها أرفقت مع احدى رسائلها الالكترونية صورة لبشار الأسد عندما كان يافعا وتصفه بأنه «لطيف». أما اسم المرأة الثالثة، اي مصممة المجوهرات، بحسب «صنداي تايمز» فهو رشا موقع.
وتأتي هذه الرسائل الاخيرة في أعقاب الكشف خلال الاسبوع عن مراسلات الكترونية تمت بين الرئيس السوري وبين امرأة غامضة، وهي المراسلات التي دارت خلالها مناقشات حول أمور تتعلق بالدولة ثم تحولات تلك المناقشات الى مغازلات متبادلة على نحو متزايد.
وفي رسائل الكترونية أُرسلت من عنوان ثان - وهو العنوان الذي ربما استخدمته المرأة ذاتها ولكن تحت اسم مستعار - يبدو الطرفان (الأسد والمرأة) وهما يتبادلان أغاني حب رومانسية لبنانية.
وتشتمل احدى تلك الرسائل على اشارة عربية تعني «أحبك». اسماء الأسد، زوجة الرئيس السوري المولودة في بريطانيا، قالت لأحد الأصدقاء إنها «الديكتاتور الحقيقي» في العائلة. وفي رسالة بتاريخ 10 يناير أثنت اسماء على خطاب ألقاه الرئيس والإحساس بالقوة «وأن لا لعب بعد الآن» الذي اشاعه بذلك الخطاب. واشتكت في رسالة أخرى من شبكة «أي بي سي»، التي قامت بتحرير مقابلة مع الرئيس على نحو لا يرضيها. وفي 17 يناير عممت رسالة على بريدها الالكتروني تتضمن نكتة تنال من اهل حمص التي تنتمي عائلتها اليها حولها اليها زوجها.
وكان موضوع الرسالة «طالب ينال 10 من مئة في الامتحان». وتضمنت الرسالة نكاتاً من النوع الذي يجري تداوله على الانترنت، في صيغة اسئلة وأجوبة مضحكة. وكان السؤال الأول في هذه النكات «في أي معركة قُتل نابليون؟ في معركته الأخيرة»، على افتراض أن هذه كانت اجابة الطالب الحمصي.
وفي اليوم التالي، حولت اسماء الأسد الرسالة الى والدها واثنين آخرين من افراد العائلة بعد تغيير موضوع الرسالة الى «طالب حمصي نبيه حقاً». واطلقت اسماء على نفسها لقب «ديكتاتور» العائلة من باب المزاح في جانب من حديثها خلال حوار مع صديق عن الاهتمام الذي يوليه الزوجان لأحدهما الآخر.
وكتبت في 14 ديسمبر: «في ما يتعلق بمن يسمع مَنْ فأنا الديكتاتور الحقيقي، ولا خيار لديه...» ويشير استخدامها صفة الديكتاتور في الحديث عن زوجها الى أنها تدرك كيف ينظر اليه الآخرون.
وفي 3 فبراير كتبت الى احد الأصدقاء «التقي ايضاً بالعديد من عائلات الضحايا، وهي مهمة صعبة لكنها تمنحني القوة ايضاً».
 
روسيا و«الصليب الأحمر» تدعوان إلى هدنة يومية إنسانية في سوريا

رئيس اللجنة الدولية: الوضع سيتدهور ويجب اتخاذ إجراءات عاجلة

موسكو ـ لندن: «الشرق الأوسط» ... دعت روسيا أمس السلطات السورية و«المجموعات المسلحة» للموافقة «فورا» على طلب اللجنة الدولية للصليب الأحمر إعلان هدنة يومية، وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: «دعا الطرفان الحكومة السورية والمجموعات المسلحة إلى الموافقة فورا على هدنة يومية للسماح للجنة الدولية للصليب الأحمر بالوصول إلى الجرحى والمدنيين الذين يتعين نقلهم». وكان جاكوب كيلينبرغر، رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، قال أمس لدى زيارته موسكو ولقائه بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: إن الوضع الإنساني في سوريا سيزداد سوءا على الأرجح، مؤكدا الحاجة إلى اتخاذ «إجراءات عاجلة» لتخفيف آثار عام من إراقة الدماء.
وزار كيلينبرغر موسكو ليطلب من روسيا المساعدة في إقناع الحكومة السورية بالسماح بدخول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى السوريين المحتجزين في مناطق القتال. وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر تسعى من أجل التوصل إلى هدنة لمدة ساعتين يوميا بين القوات الحكومية والمسلحين للسماح بنقل إمدادات إغاثة وإجلاء أشخاص لأسباب طبية.
وعلاقات روسيا الوثيقة مع سوريا تجعلها واحدة من الدول القليلة التي لها تأثير على الرئيس بشار الأسد، لكن موسكو معزولة بدرجة متزايدة في دعمها لحكومة دمشق التي قتلت قواتها أكثر من ثمانية آلاف شخص في عام من أعمال العنف، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.
وقال كيلينبرغر لوزير الخارجية الروسي في بداية المحادثات: «تقييمنا للأسف هو أن الوضع الإنساني سيتدهور على الأرجح»، وأضاف أنه يريد أن ينقل تقييم اللجنة «وقناعاتنا بشأن أهم الإجراءات العاجلة التي يجب اتخاذها في المجال الإنساني».
من جانبه أعلن لافروف عن استعداد بلاده للتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أجل اتخاذ كل ما من شأنه تقديم المساعدات اللازمة وحل المشكلات الإنسانية التي يواجهها أبناء الشعب السوري.
وأكد لافروف أنه بإمكان روسيا واللجنة الدولية للصليب الأحمر اتخاذ خطوات مشتركة لحل المشكلات الإنسانية في سوريا. وأعرب عن «تقدير بلاده لنشاط اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مختلف مناطق العالم ودور قيادتها في تطوير نشاط الصليب الأحمر والهلال الأحمر». وأضاف أنه «من الضروري تبادل الرأي حول الخطوات التي يمكن أن تتخذها اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمشاركة روسيا، لحل المشكلات الإنسانية الحادة في سوريا».
ووعد لافروف ضيفه بالاهتمام بموضوع مواصلة التعاون لتنفيذ القانون الدولي الإنساني عمليا، معربا عن أمله في أن يواصل بيتر ماورير الذي سيخلف كيلينبرغر في رئاسة اللجنة في شهر يونيو (حزيران) المقبل السير على التقاليد الحميدة التي رسخت في عهده.
وكانت الخارجية الروسية أصدرت بيانا قالت فيه إن «موسكو لاحظت في الفترة الأخيرة حدوث بعض التغير في موقف شركائنا الغربيين بشأن الأوضاع في سوريا بظهور مزيد من الواقعية، إلا أنه غير كاف للخروج من الأزمة الحالية». وأشار البيان إلى أن «الجانب الروسي يواصل العمل من أجل تسوية الأزمة السورية سياسيا، من خلال الوقف الفوري لأي أعمال عنف وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى كافة المواطنين». وأضاف: «إن موسكو تبذل قصارى جهودها الدبلوماسية في الاتصالات مع جامعة الدول العربية وهيئة الأمم المتحدة، وكذلك عبر اللقاءات الثنائية».
وفي وقت لاحق، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن كيلينبرغر تلقى أمس من موسكو «إشارات إيجابية بدعم» طلبه إعلان هدنة يومية لساعتين «في كل المناطق التي يطالها العنف» في سوريا.
وقال المتحدث باسم المنظمة هشام حسن لوكالة الصحافة الفرنسية إن «الاجتماع كان إيجابيا. خلال الاجتماع تلقت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إشارات إيجابية بدعم مبادرتنا لوقف المعارك لساعتين يوميا في كل المناطق التي يطالها العنف».
وتابع أنه إلى جانب فكرة الهدنة «تناولت المحادثات التي استمرت ساعة ونصف الساعة أهمية القيام بعمل إنساني محايد ومستقل في سوريا اليوم»، وأضاف «هذا الاجتماع يندرج في إطار اتصالاتنا مع كل الذين يمكنهم ترك أثر إيجابي على عملنا الإنساني في سوريا».
لكنه لم يشأ القول ما إذا كان من المرتقب عقد اجتماع مماثل في بكين التي عارضت حتى الآن على غرار موسكو مشروعي قرار في مجلس الأمن يدينان القمع في سوريا. واكتفى المتحدث بالقول «نأمل في رؤية نتائج ملموسة لاتصالاتنا على الأرض». وقال «في انتظار ذلك نواصل أنشطتنا الإنسانية مع شركائنا في الهلال الأحمر العربي السوري» مضيفا أن «محاورينا الرئيسيين هما السلطات السورية والمعارضة السورية». وحمت موسكو وبكين الأسد باستخدام حق النقض (الفيتو) مرتين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمنع صدور قرارين كانا سينددان بحكومته. وواصلت روسيا نقل شحنات أسلحة إلى سوريا بموجب عقود، لكنها عبرت عن تأييدها للجهود الدولية للإغاثة الإنسانية.
وصول وحدة بحرية روسية تحمل اسم «قوة مكافحة الإرهاب» إلى ميناء طرطوس السوري.. واشنطن ترفض التعليق.. وترى «تحولات إيجابية» في موقف
موسكو * واردات سوريا من الأسلحة ازدادت 600% خلال السنوات الأخيرة.. وروسيا زودتها بمعظمها

جريدة الشرق الاوسط... موسكو: سامي عمارة واشنطن: محمد علي صالح .. بينما أعلنت مصادر البحرية الروسية أمس عن وصول وحدة من مشاة البحرية الروسية تحمل اسم «قوة مكافحة الإرهاب» إلى ميناء طرطوس السوري، ذكر تقرير أورده معهد أبحاث دولي بارز أمس أن شحنات الأسلحة لسوريا زادت بنسبة 600 في المائة تقريبا في الفترة من عام 2007 إلى عام 2011، مقارنة مع السنوات الخمس السابقة، وقامت روسيا بتوريد معظم هذه الأسلحة لدمشق.
وأعلنت البحرية الروسية عن وصول وحدة من مشاة البحرية الروسية، تحمل اسم «قوة مكافحة الإرهاب» إلى ميناء طرطوس على متن سفينة تابعة للأسطول الروسي في البحر الأسود، هي ناقلة الوقود «إمان». وتضم الوحدة «أفراد كتيبة الإنزال والاقتحام من لواء مشاة البحرية». وكشفت المصادر أيضا عن وجود سفينة أخرى تابعة لأسطول البحر الأسود هي سفينة الاستطلاع «أكفاتور» في البحر المتوسط. ووصلت هذه السفينة إلى البحر المتوسط منذ شهر ونصف الشهر. ونقلت وكالة أنباء «إنترفاكس» عن مصدر في مقر قيادة أسطول البحر الأسود قوله إن سفينة «إمان» حلت محل سفينة «إيفان بوبنوف» التي تم إرسالها إلى شواطئ سوريا، إشارة إلى وجود روسيا في هذه المنطقة التي يلفها التوتر، وتقوم بإجلاء الرعايا الروس من هناك عند الضرورة. وكانت سفينة «إيفان بوبنوف» راسية في ميناء طرطوس أيضا وعلى متنها وحدة من مشاة البحرية الروسية.
وبدورها، رفضت الخارجية الأميركية أمس التعليق على خبر بأن قوات روسية نزلت في ميناء طرطوس السوري، وقالت: إنها ستعلق عليه بعد أن تدرس تفاصيله.
لكن الخارجية الأميركية أشادت بما سمته «تحولات إيجابية» في الموقف الروسي إزاء سوريا، وبتركيز روسيا على وقف إطلاق النار إلا أنها شددت على أن قوات الرئيس السوري بشار الأسد هي التي يجب أن توقف النار أولا، لا المعارضة كما تطالب بذلك موسكو.
وقالت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية: «نرحب بتغييرات إيجابية مؤخرا في موقف روسيا، وخاصة إزاء تأييد وقف إطلاق النار بأسرع فرصة ممكنة، والمساعدة في إيصال المعونات الإنسانية إلى السوريين، واستقبالهم لبعثة الصليب الأحمر الدولية». وعن وصول وفد الفنيين الدوليين إلى سوريا، قالت نولاند إن الولايات المتحدة تؤيد الجهود التي يقوم بها كوفي أنان، الأمين السابق للأمم المتحدة، والوسيط الحالي لسوريا باسم الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية. وأشارت إلى تصريحات أنان بأنه سوف يزور روسيا والصين. وقالت: «نأمل في أن يقدر على إقناعهم بالطريق الصائب بعد أن قابل الأسد، واطلع عن قرب على الوضع في سوريا».
إلى ذلك ذكر معهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام أن شحنات الأسلحة لسوريا زادت بنسبة 600 في المائة تقريبا في الفترة من عام 2007 إلى عام 2011 مقارنة مع السنوات الخمس السابقة، وقامت روسيا بتوريد معظم هذه الأسلحة لدمشق.
ويؤكد هذا التقرير كيف أن موسكو استمرت في تزويد سوريا بقوة نيران بينما فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى حظرا على الأسلحة؛ ردا على الحملة الدامية التي يشنها الرئيس السوري بشار الأسد على المحتجين.
وأفاد المعهد بأن روسيا قدمت 78 في المائة من واردات الأسلحة لسوريا خلال السنوات الخمس الماضية، وأسهمت بزيادة نسبتها 580 في المائة في حجم واردات الأسلحة السورية.
إحدى كتائب الجيش الحر تطلق على نفسها اسم كمال جنبلاط

بيروت: «الشرق الأوسط»... تزامنا مع الذكرى الخامسة والثلاثين لاغتيال الزعيم الدرزي كمال جنبلاط، أظهر شريط فيديو، قام ناشطون سوريون بتحميله على موقع «يوتيوب»، مجموعة من الجنود السوريين الذين يتحدرون من الطائفة الدرزية وهم يعلنون انشقاقهم عن الجيش النظامي التابع للرئيس بشار الأسد وتشكيل كتيبة تتبع للجيش السوري الحر أطلقوا عليها اسم «كتيبة الشهيد كمال جنبلاط».
وقال ذمامة شروف، الناطق باسم المجموعة إن الهدف من تشكيل الكتيبة «حماية المظاهرات السلمية وضرب الأمن والشبيحة الذين يسفكون دماء أهلنا العزل في سوريا ولا يراعون حرمة شيخ أو طفل أو امرأة». ودعا شروف - الذي أكد انتماءه إلى «الطائفة الدرزية الكريمة» - «الشرفاء في سوريا، خاصة بني معروف (الدروز) أهل النخوة والكرامة والمروءة بالوقوف وقفة عز وأن يوحدوا صفوفهم ضد الطاغية بشار وعصابته المجرمة». كما ناشدهم «التطوع والالتحاق بصفوف الجيش السوري الحر كي نقضي على بشار وعصابته المجرمة ونحقن دماء أهلنا الأبرياء في سوريا الحرة».
ويعد كمال جنبلاط أحد أبرز زعماء لبنان في فترة الحرب الأهلية وما قبلها ومن زعامات الطائفة الدرزية في جبل لبنان، إضافة لكونه مفكرا وفيلسوفا. كما شغل منصب زعيم الحركة الوطنية اللبنانية في بدايات الحرب الأهلية اللبنانية وأحد مؤسسي الحزب التقدمي الاشتراكي، ويعتبر من الشخصيات اللبنانية المعروفة بدعمها للقضية الفلسطينية واغتيل في 16 مارس (آذار) 1977. وقد اتهم ابنه وليد جنبلاط الذي خلفه في رئاسة الحزب عبر أكثر من مناسبة، النظام السوري بتصفية والده.
ويأتي هذا الانشقاق في الجيش النظامي من أفراد ينتمون إلى الطائفة الدرزية بعد أسابيع من إعلان مجموعة عسكرية يتحدر أفرادها من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد الانشقاق عن الجيش الموالي لنظام الحكم وتأسيس سرية «الطائفة العلوية الأحرار».
المتحدث باسم أنان لـ«الشرق الأوسط»: الخبراء يحاولون الوصول إلى آلية لمراقبة وقف إطلاق النار

فرنسا تقترح إصدار بيان من مجلس الأمن يدعم مهمة المبعوث الأممي

واشنطن: هبة القدسي لندن: «الشرق الأوسط» ... وصل الخبراء الدوليون الخمسة الذين أوفدهم مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص كوفي أنان إلى سوريا أمس في محاولة لوضع حد لأعمال العنف الدامية في البلاد منذ عام، وبالتزامن مع ذلك، اقترحت فرنسا استصدار بيان من مجلس الأمن الدولي يؤيد بقوة جهود أنان لإنهاء العنف.
وأكد أحمد فوزي المتحدث باسم أنان وصول بعثة الخبراء الدوليين التي أوفدها مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا في مهمة «إنهاء العنف في البلاد». وقال في تصريحات خاصة لـ« الشرق الأوسط»: «البعثة وصلت بالفعل، وهي تضم 5 أشخاص من ذوي الخبرة والكفاءة في مجال حفظ السلام والوساطة السياسية. وسيكون بقاء البعثة في سوريا لفترة قد تطول حتى يتم التوصل إلى اتفاق مع المسؤولين السوريين حول الخطوات لتنفيذ المقترحات التي قدمها أنان لوقف القتال ووضع حد لسفك الدماء وآليات لمراقبة وقف إطلاق النار».
ورفض فوزي الإشارة إلى ملامح تلك الخطوات وقال: «لا أستطيع الكشف عن الخطط التي يتم مناقشتها في الوقت الراهن لكنى أؤكد أن أعضاء البعثة يقومون بمحادثات مع مسؤولي وزارة الخارجية السورية ويتعاونون مع فريق الأمم المتحدة الموجود على الأرض في سوريا». كما رفض فوزي الإشارة إلى أسماء أو جنسيات أعضاء البعثة أو جدول أعمالهم في سوريا. غير أن مصادر تحدثت عن أن الوفد سيلتقي كبار المسؤولين في وزارة الخارجية السورية.
وأشار فوزي إلى زيارة مرتقبة لكوفي أنان إلى سوريا وعدد من الدول العربية، وقال: «سيتم تحديد موعد الزيارة وفقا للتقدم الذي ستحرزه المحادثات مع المسؤولين السوريين مع البعثة وتحديدا في تنفيذ مقترحات أنان بما في ذلك الاتفاق على آلية المراقبة».
ولم يعلق المتحدث باسم كوفي أنان حول الاشتباكات المسلحة بين القوات السورية والمنشقين التي اندلعت في توقيت متزامن مع زيارة البعثة الأممية.
وفي غضون ذلك، قال دبلوماسيون إن فرنسا اقترحت أمس استصدار بيان من مجلس الأمن الدولي يؤيد بقوة جهود مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان لإنهاء العنف في سوريا.
وكانت روسيا والصين عرقلتا صدور قرارين يدينان سوريا في مجلس الأمن مما ترك المجلس المؤلف من 15 عضوا في حالة من الانقسام يصعب معها الاتفاق على إصدار قرار، بحسب الدبلوماسيين.
وقال أحد الدبلوماسيين إن «الهدف الآن هو إيجاد أرضية مشتركة وإرسال رسالة قوية إلى النظام السوري». ويعتبر صدور أي بيان رئاسي من المجلس أقل وزنا من صدور قرار ولا بد من موافقة الأعضاء الـ15 عليه لصدوره.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان أمس «نريد من مجلس الأمن أن يعرب وبسرعة عن تأييده لمهمة كوفي أنان لوقف القمع الدموي وضمان وصول المساعدات الإنسانية».
إلى ذلك، ناشدت منظمة التعاون الإسلامي «الشعب وسلطات الدولة في سوريا احترام حياد ونزاهة» العاملين معها والموظفين في الأمم المتحدة الذين يتشاركون في مهمتهم الإنسانية في سوريا.
وأوضح بيان للمنظمة، ومقرها جدة، «تناشد الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي الشعب وسلطات الدولة في سوريا احترام حياد ونزاهة موظفي المنظمتين الذين يشاركون في بعثة تقدير الاحتياجات الإنسانية التي تقودها الحكومة حاليا في سوريا». وتابع: «تشير المنظمتان إلى أن مشاركتهما في البعثة المهمة ليس لها أي طابع سياسي، وهدفها الاطلاع المباشر على الوضع الإنساني والأحوال في البلدات والمدن». وأضاف: «لذا، تناشد الأمم المتحدة والتعاون الإسلامي جميع السوريين احترام سلامة وأمن موظفي المنظمتين من أجل تيسير الاحتياجات الإنسانية وتقديم المساعدة إلى المدنيين».
وكان مساعد الأمين العام للمنظمة للشؤون الإنسانية عطاء بخيت أعلن أول من أمس أن «البعثة المشتركة لمنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة دخلت الجمعة إلى سوريا لتقييم المساعدات الإنسانية بالتنسيق مع الحكومة السورية». وأضاف أن البعثة الممثلة بـ«ثلاثة خبراء» في الشؤون الإنسانية من قبل منظمة التعاون الإسلامي «تغطي 15 مدينة سورية».
وهي المرة الأولى التي تسمح فيها دمشق بإجراء عملية تقييم تشمل المناطق التي تشهد أعمال عنف منذ اندلاع حركة الاحتجاج في سوريا قبل عام.
أكثر من 500 نازح سوري يصلون لتركيا خلال 24 ساعة بينهم ضابطان

مقدم منشق في تركيا لـ«الشرق الأوسط»: لم نعد نأمن على أنفسنا ولا على نسائنا وأولادنا وأموالنا

بيروت: كارولين عاكوم.... أعلن مصدر دبلوماسي تركي أنّ أكثر من 500 سوري عبروا الحدود التركية في الساعات الـ24 الأخيرة هربا من أعمال العنف في بلادهم، مما يرفع عدد اللاجئين السوريين في تركيا إلى 16446 يتوزعون على ستّة مخيمات في محافظة هاتاي (جنوب) القريبة من الحدود المشتركة، في حين انضم ضابطان إلى صفوف المنشقين عن الجيش السوري، على ما أفادت مصادر تركية. وتعتبر السلطات التركية أن الهجوم الذي قام به الجيش السوري أخيرا على إدلب، معقل المتمردين على النظام يفسر كثافة حركة الوافدين من اللاجئين في الأيام الأخيرة. ويجري حاليا إقامة مخيمين آخرين يتسع أحدهما لـ13 ألف شخص والآخر لـ20 ألفا في محافظتي كيليش وشنليورفة (جنوب شرق). كما أعلن الهلال الأحمر التركي أنه يستعد لسيناريوهات عدة منها وصول كثيف لـ500 ألف لاجئ سوري.
وأكّد نائب قائد الجيش السوري العقيد مالك الكردي لـ«الشرق الأوسط» وصول ضابطين إلى تركيا، أحدهما برتبة عميد وآخر برتبة مقدّم، رافضا الإفصاح عن هويتهما لأنّ الأمر يحتاج إلى إجراءات خاصة يقوم بها الجيش الحرّ قبل أن يتمّ الإعلان عن اسميهما في وقت لاحق، لافتا إلى أنّ الأيام الأخيرة تشهد موجة نزوح كبيرة من السوريين الهاربين من كلّ المحافظات السورية ولا سيما عبر حلب وإدلب.
وبدوره تحدّث المقدّم في القوات الجوية المنشق عامر الحريري الذي وصل منذ نحو أسبوع إلى تركيا، لـ«الشرق الأوسط» عن العمليات العسكرية التي تشهدها المناطق السورية. مؤكّدا، أنّ كلّ الوحدات العسكرية تشارك في العمليات على أرض المعارك، ولا سيّما منها القوات الخاصة والمشاة والمدرعات، كما تنتشر المخابرات بكلّ فروعها على الحواجز. وفي حين لفت الحريري إلى أن مركز عمله كان في قلعة «بانياس»، وهو لم يشارك في العمليات العسكرية على الأرض، كشف أنّ معظم فروع القوات الجوية تمّ فرزها على الحواجز.
وأكد أنّه قد اتخذ قرار بعدم السماح بإعطاء إجازات لكلّ العسكريين مهما كانت الظروف، وإذا ما أعطوا الإذن لأسباب قاهرة وفي حالات نادرة، شرط أن يكون العسكري مكفولا من ضابط أو من والده، لضمان عودته وعدم هروبه. وأشار العقيد الكردي في هذا الصدد، إلى أنّ «هناك عقودا جديدة تبرم مع شباب لا علاقة لهم بالجيش وليس لديهم أي خبرة في العمل العسكري، ويتمّ إقحامهم في العمليات العسكرية».
وعن اتخاذه قرار الانشقاق من الجيش، قال الحريري «حاولت كلّ الطرق الممكنة حتى نجحت في إخراج عائلتي من سوريا، ومن ثمّ اللحاق بها». مضيفا «نعلن انشقاقنا لحماية أنفسنا. أصبحنا نعيش في خطر دائم. لم نعد نؤمّن على أنفسنا ولا على نسائنا وأولادنا ولا حتى أموالنا وممتلكاتنا. الحصار أصبح يكبّلنا من كلّ الجهات. المراقبة المشدّدة تحيط بنا من كلّ مكان. لا يستطيع أي عنصرين في الجيش أن يتكلّما مع بعضهما، فالشكوك تحوم فورا حولهما وقد يتعرّضان للقتل في أي لحظة. وأي تقرير قد يرسل ولو افتراء إلى القيادة عن أي عنصر أو ضابط، يسجّل ضدّه ويحوّل إلى القوات الأمنية». وأشار الحريري إلى أنّ كلّ الضباط الذين يعلنون انشقاقهم هم من طائفة واحدة، وهناك عدد كبير من الضباط لا يزالون في الخدمة رغم عدم قناعتهم بذلك، لافتا إلى أنّ الكثير منهم سيتّخذ قرار الانشقاق عندما تتهيأ لهم الفرصة المناسبة. وأضاف «مع العلم، أنّ الضباط من الطوائف الأخرى يتعرّضون لضغط بشكل مستمرّ من النظام ويعتبرون أنّ بقاءهم من بقائه». ووصف المقدّم الحريري الوضع على الأرض السورية بـ«الخطر جدا»، معتبرا أنّ «الخيار العسكري الذي يعتمده النظام باستخدامه الطيران والمدافع والدبابات إضافة إلى اعتماده على خبرات إيرانية في التدريب العسكري، دليل واضح، على إفلاسه الفكري والعسكري».
وعن الوضع المعيشي في المخيم حيث يعيش اللاجئون قال الحريري «نعيش حياة مقبولة، بعيدا عن الإهانات وعمليات القتل في سوريا، لكن هدفنا ليس أن نأكل ونشرب وننام، نحن بحاجة إلى دعمنا بالسلاح للدفاع عن أنفسنا وإسقاط هذا النظام كي نعود إلى بلدنا ولا نبقى هنا».
ظهور وثائق أمنية سورية بعد سلسلة تسريبات رسائل إلكترونية

الصحف البريطانية تواصل نشر تفاصيل الرسائل من دمشق

لندن: «الشرق الأوسط» ...بعد سلسلة التسريبات التي حصلت عليها صحيفة «الغارديان» قبل 5 أيام، ظهرت أمس وثائق أمنية نشرتها قناة «الجزيرة الإنجليزية» تقول: إنها تظهر «استراتيجية الرئيس (السوري) بشار الأسد لقمع المظاهرات ضد الحكومة، بالإضافة إلى الجهود التي بذلتها لحماية مواقع قواتها».
ونشرت القناة تفاصيل على موقعها الإلكتروني أمس بناء على على مئات الوثائق تقول: إنها حصلت عليها من منشق سوري يدعى عبد المجيد بركات، الذي هرب إلى تركيا مؤخرا. وقالت القناة إن بركات كان يعمل لحساب المعارضة بينما كان مسؤولا عن جمع المعلومات الأمنية في خلية إدارة الأزمات في دمشق. وبعد أن شعر بالخطر، قرر الهروب من سوريا وبحوزته وثائق سرية تشمل برقيات تحذر من مساعي دبلوماسيين سوريين للانشقاق عن النظام.
وتعتبر هذه التسريبات، التي لم يكن بالإمكان التأكد من دقتها حتى نشر هذا الخبر، ضربة جديدة للنظام السوري وزيادة ضعف سيطرته على المعلومات السرية في هذا الوقت الحساس. وبعد أيام من تسريب صحيفة «الغارديان» لرسائل إلكترونية من حسابين تقول: إنهما تابعان للرئيس السوري بشار الأسد وزوجته أسماء الأسد، واصلت الصحف البريطانية تغطيتها للرسائل. ونشرت صحيفة «التلغراف» اللندنية خبرا مطولا مبنيا على رسالة تقول: إنها من حساب أسماء الأسد تقول فيها: «أنا الديكتاتور الحقيقي»، في إشارة إلى تعاملها داخل الأسرة الحاكمة. وأفادت الرسالة: «إنني الديكتاتورة الحقيقية، ليس لديه خيار»، فيما اعتبرته الصحيفة أنها إشارة إلى علاقتها ببشار الأسد.
واهتم الناشطون المعارضون بالرسائل المسربة، حيث اعتبر أنها مؤشر على الصراعات الداخلية للنظام. وقال ناشط يحمل اسم «سوري حر» على موقع «تويتر» ولديه نشاط واسع في نشر التسجيلات من داخل سوريا: «لا بد أن هناك الكثير من الجدالات داخل القصر الرئاسي حول الرسائل الإلكترونية وأيضا الوثائق الرسمية».
ومن اللافت أن النظام السوري لم يعلق على فحوى الوثائق أو الرسائل المسربة، لكن القناة الرسمية السورية نفت في فبراير (شباط) الماضي أن يكون حسابات البريد الإلكتروني المسربة مسبقا صحيحة.
تمديد الأسد مهلة الترشح للانتخابات التشريعية يطرح علامات استفهام حول إحجام المرشحين

نشار لـ «الشرق الأوسط»: مشكلة سوريا أكبر من أن تصلحها الانتخابات

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: يوسف دياب .... أثار قرار الرئيس السوري، بشار الأسد، القاضي بتمديد مهلة الترشح للانتخابات التشريعية المحددة في السابع من مايو (أيار) المقبل لمدة أسبوع إضافي، أسئلة عن أبعاد هذا التمديد، وما إذا كانت الترشيحات المقدمة حتى الآن غير كافية للمقاعد المطلوبة لمجلس الشعب، وما إذا كانت تؤشر على إحجام المرشحين عن خوض غمار هذا الاستحقاق الدستوري، بسبب الغموض الذي يلفّ مستقبل سوريا، وفي ظلّ الأوضاع السياسية والأمنية المعقّدة، وما ترسمه من علامات استفهام عن هوية المجلس العتيد، فقد أصدر الرئيس بشار الأسد المرسوم رقم 120 لعام 2012، القاضي بـ«تمديد فترة الترشح لانتخابات مجلس الشعب للدور التشريعي الأول للعام الحالي لمدة أسبوع، بدءا من يوم (بعد غد) الخميس الواقع في 22 - 3 - 2012 ولغاية الدوام الرسمي من يوم الأربعاء الواقع في 28 - 3 - 2012».
وتعليقا على هذا الإجراء، أبدى عضو المكتب التنفيذي في «المجلس الوطني السوري»، سمير نشار، اعتقاده أنه «لم يعد أحد داخل سوريا أو خارجها مقتنعا بمصداقية بشار الأسد، الذي يحاول أن يقنع الناس بقوانين إصلاحية فات أوانها». وأكد نشار في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «المشكلة في سوريا باتت أكبر من أن تصلحها القوانين أو الانتخابات، هناك فقدان للثقة بنظام الأسد، والشعب بدأ ينظر إليه كمشكلة وحيدة أمام تحقيق طموحاته بنظام ديمقراطي، وأن يأخذ دوره في بناء مستقبله الذي يطمح إليه».
وردا على سؤال عن نظرة المجلس الوطني للمجلس التشريعي الجديد الذي سينبثق عن هذه الانتخابات المقررة في 7 مايو (أيار)، قال: «هذا المجلس سيكون كالمجالس التشريعية السابقة التي انتخبت على مدى الـ40 عاما الماضية، فمن يشاهد الاشتباكات التي دارت اليوم (أمس) في منطقة المزة في قلب دمشق، بين قوات بشار الأسد والجيش السوري الحر، يتأكد أنه لا مجال للخوض بتفاصيل لم تعد موضع اعتبار، ومنها الانتخابات التي يزمع الأسد إجراءها». وأضاف: «الانتخابات تحتاج إلى بيئة من الحرية والأمن والاستقرار والهدوء تسمح للناس بالتعبير عن رأيهم وتمكن المرشحين من تقديم برامجهم الانتخابية، والسؤال المطروح الآن: هل يمكن في ظل هذه الثورة المشتعلة إجراء انتخابات؟ كيف تجري الانتخابات والمدن تقصف بالدبابات والمدافع وراجمات الصواريخ؟ كيف تكون هناك انتخابات وقسم كبير من الشعب السوري في المعتقلات وقسم كبير أيضا بات مشردا خارج بلده؟ كيف تكون انتخابات ومدن حمص وحماه ودرعا وإدلب ودير الزور وريف دمشق وغيرها مدمرة خالية من سكانها؟». وجزم نشار بأن «بشار الأسد من خلال دستوره الجديد الذي فصّله على قياسه، أبقى السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية والأمنية بيده، وهو لم يقدم إلا تنازلات صورية لخداع الشعب السوري وخداع الرأي العام الدولي»، مذكرا بأن «الرسائل الإلكترونية السرية الخاصة ببشار الأسد التي كشفت أخيرا، تظهر كيف كان بنفسه يهزأ من إصلاحاته والقوانين والمراسيم التي يصدرها».
أما مسؤول العمليات والتنسيق في «تجمع الضباط الأحرار»، العميد المنشق حسام العواك، فرأى أن «بشار الأسد يعيش حالة من انفصام الشخصية، فهو يريد انتخابات لمجلس الشعب وانتخابات رئاسية ومجالس بلدية، ويضع رأسه في الرمال كالنعامة وكأنه لا يرى ما يجري على كل الأراضي السورية». وسأل العواك في اتصال مع «الشرق الأوسط»: «كيف يجري الأسد انتخابات وهو يعيش حالة من الرعب ويغيّر أماكن إقامته يوميا، بين منطقة وأخرى، لشعوره أن الثوار اقتربوا من قصر المهاجرين؟». وأكد أن «الانتخابات ستكون فاشلة، هذا إن لم يسقط النظام قبلها»، لافتا إلى أن «الناخبين معروفون؛ فلن يذهب إلى صناديق الاقتراع إلا الموظفون المساكين الذين يهددهم بقطع أرزاقهم وطلاب المدارس، وهذا دليل على أن هذه الانتخابات فاشلة سلفا».
وردا على سؤال، أكد أن «الجيش الحر لن ينفذ أي عملية أمنية ضد أي مركز انتخابي، لأنه حريص على سلامة أهله وأبنائه».
الدراما الروسية السورية
طارق الحميد... جريدة الشرق الاوسط
يوم أمس كان يوما حافلا من الدراما الروسية - السورية، سياسيا، وعسكريا، وإعلاميا، حيث أُعلن عن وصول فرقة من مكافحة الإرهاب الروسية إلى ميناء طرطوس السوري، ثم ما لبثت وزارة الدفاع الروسية أن نفت الخبر جملة وتفصيلا بحسب ما نقلته قناة «العربية» أمس.
هل كان الخبر صحيحا وتم نفيه خشية التداعيات السلبية التي أثارها؟ هل الخبر مؤشر على وجهات نظر متباينة داخل موسكو نفسها تجاه ما يحدث في سوريا؟ وإلا فكيف يعلن خبر وصول وحدة مكافحة الإرهاب الروسية في نفس اليوم الذي تعلن فيه موسكو عن تأييدها لطلب رئيس الصليب الأحمر ضرورة تأمين وقف إطلاق النار في سوريا لمدة ساعتين يوميا لأسباب إنسانية؟ بل وتقول موسكو إنها ستضغط على حكومة الأسد من أجل ذلك. هذا ناهيك عن كل المواقف الروسية الأخيرة، وتحديدا الأسبوع المنصرم. والقصة لا تقف هنا، بل إن باريس أعلنت أنها تنوي تقديم مشروع قرار أممي ملزم بدعم مهمة السيد كوفي أنان، التي تدعمها موسكو، فكيف تقوم موسكو بنفس الوقت باتخاذ خطوة علنية، عسكريا، بدعم الأسد، خصوصا أنه ستكون لها تبعات كبيرة جدا على المنطقة، وروسيا؟ أمر لا يمكن أن يستقيم بالطبع.
والأهم من كل هذا أن فحوى الخبر المنفي المتعلق بإرسال فرقة من وحدة مكافحة الإرهاب الروسية إلى سوريا، يقول بأن السبب وراء إرسال تلك الوحدة هو إجلاء الرعايا الروس في حال تطلب الأمر ذلك. والحقيقة أن هذه ليست رمزية دعم لبشار الأسد بقدر كونها مؤشرا على أن أمرا ما يدور في دمشق، ويبدو أن موسكو قلقة من سقوط مفاجئ لنظام الأسد، أو حتى عملية انقلاب، خصوصا إذا تذكرنا أن يوم أمس كان يوما حافلا خصوصا مع المواجهات التي استمرت قرابة 24 ساعة بين قوات الأسد وقوات الثوار السوريين في منطقة المزة في قلب العاصمة دمشق!
فهل ينوي الروس فعليا التدخل لإجلاء رعاياهم في حال سقط النظام فجأة، أم أن القصة متعلقة بالقلق الإسرائيلي، الأميركي، حول كيفية حماية الصواريخ، والأسلحة، التي تهدد أمن إسرائيل حال سقوط النظام الأسدي، خصوصا أن هذا أمر معلن، وسبق أن نقلت تقارير عن أن الولايات المتحدة تعمل على قدم وساق حول هذا الملف مع دول الجوار لسوريا، والدول المعنية، لضمان عدم وصول هذه الأسلحة إلى أيدي من وصفتهم بالإرهابيين في حال تمت عملية سقوط مفاجئة للنظام الأسدي في سوريا.
أسئلة كثيرة.. لذا، كان يوم أمس يوما دراميا روسيا - سوريا، على كل المستويات. لكن قناعتي هي أن نشر الخبر، ثم نفيه - ولا نعلم بالطبع ما الذي سيتم بعد طبع الصحيفة - يشير إلى أن أمرا ما يدور في سوريا، ولا أحد يعلم مدى جديته، وإلا فكيف ينتقد لافروف نظام الأسد في الدوما الروسي ثم تقوم موسكو بإرسال مجرد فرقة من وحدة مكافحة الإرهاب لحماية نظام بشار الأسد!
دعونا نرى.

 

 

القوات الروسية تدخل الحرب السورية!

عبد الرحمن الراشد.... جريدة الشرق الاوسط
هذه أول مرة في تاريخنا المعاصر نرى روسيا تتدخل على الأرض مباشرة في منطقة الشرق الأوسط. وهي بذلك تعلن إغلاق الباب أمام احتمال أي تدخل دولي، أو أي عون عسكري عربي، وإنهاء الأمل بإقامة منطقة معزولة للاجئين بين تركيا وسوريا قد تكون معسكرا لجيش سوريا الحر ينطلق منها. وهي خطوة سابقة لمؤتمر تركيا الذي يعقد بعد أيام. وبقواتها تهدد روسيا حقا الأمن والاستقرار في المنطقة وقد تكون بداية لأول غزو روسي.
موسكو تقف ضد الأغلبية الساحقة من الشعب السوري، وتقف إلى جانب واحد من أسوأ الأنظمة في العالم. فهل إرسال روسيا قواتها إلى سوريا سيغير المعادلة؟ هل هي النجدة التي ستنقذ نظام الأسد من السقوط؟ الروس يزعمون أنهم أرسلوها تحت ذريعة استخدامها لإجلاء المواطنين الروس عند الحاجة، فهل سمعتم أن روسيا أرسلت قوات إلى منطقة نزاع في العالم لإجلاء مواطنيها؟
كيف ندرس التطور الخطير الجديد؟ وفق مراجعة لمعاهد بحثية متخصصة فإنها تستبعد تدخل قوات غربية في النزاع الدائر في سوريا بخلاف ما فعلته في ليبيا. وكما لاحظت مجلة «التايم» فإن تدخل الناتو أنهى حرب ليبيا في سبعة أشهر بعشرة آلاف طلعة جوية قصفت مواقع لقوات العقيد معمر القذافي في العام الماضي. وبالتالي التدخل الروسي سيواجه الشعب السوري وسيكون سببا في ارتفاع شعبية الجماعات الجهادية.
وقد لعبت موسكو دورا داعما لنظام الأسد لم تلعب مثله حتى في ذروة تحالفها مع النظام السوري نفسه في السبعينات عندما حارب إسرائيل، ولم تدعم حليفها الأول نظام عبد الناصر بنفس الحماس إلا بعد هزيمته أمام إسرائيل. روسيا منذ منتصف العام الماضي وهي تمد بجسر بحري النظام السوري بكل ما يحتاج إليه، وآخرها سارعت بتزويده بأكثر من 35 طائرة خفيفة بنصف مليار دولار. أيضا اعترف الروس أمس أنهم أرسلوا على متن سفينة عسكرية قوات مكافحة الإرهاب لمساندة الأجهزة الأمنية السورية، والاحتمال الأرجح ليست مشاركتهم القتالية مباشرة بل دعم الأجهزة السورية بما تحتاج إليه من تدريب وتجهيز ومعلومات وحماية. والاحتمال الأبعد، والممكن أيضا، التورط فعليا في قتال الشوارع.
وبالتالي، نحن نشهد في سوريا نزاعا مختلفا. إيران وروسيا وحزب الله والعراق تساند بشكل كبير النظام الذي يتمتع بقوة أمنية وعسكرية ضاربة في مواجهة انتفاضة شعبية معظمها غير مسلح، والبعض يحمل أسلحة خفيفة. فهل حكم على الثورة السورية بالموت بغياب الدعم الغربي، وفي ظل التكالب العربي والإيراني والعراقي والروسي؟ لا، فرغم هذا كله وفي ظل هذا الوضع غير المتوازن، فإن أمل النظام بالقضاء على التمرد بعيد المنال. فغالبية الشعب السوري فعلا في خندق المعارضة، وحجم الجرائم التي ارتكبها النظام تجعل الحكم عدوا أكيدا يستحيل التعايش معه.
وفي تصوري، ستتحرر مناطق كبيرة معادية للنظام وإن كانت الطريق طويلة. وبالتالي، فإن المراهنة على الدعم الروسي والتمويل الإيراني والعراقي ستفلح في إطالة عمر النظام والنزاع، لكنها مسألة وقت. وسيجد العالم بعد فترة أنه سكت طويلا على نظام باطش ولن يستمر صامتا، وخلال إطالة النزاع سيتمكن السوريون من بناء ميليشيات قادرة على تهديد رأس النظام ومحاصرته.. وهكذا يسقط النظام في النهاية.

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,499,223

عدد الزوار: 7,030,827

المتواجدون الآن: 64