ثلاثة آلاف ملف سري.. والمعارضة ظلت تراقب الرسائل 9 أشهر وتتضمن النصائح الإيرانية للرئيس السوري>>>الغارديان البريطانية تنشر رسائل البريد الإلكتروني للرئيس السوري وزوجته

الجيش يعاقب درعا في الذكرى الأولى للانتفاضة...أهم الأحداث التي مهدت لانطلاق الثورة..سوريا ترد على أنان بـ«لا ورقة».. ومسؤولون أميركيون: غير مقبول

تاريخ الإضافة الجمعة 16 آذار 2012 - 4:42 ص    عدد الزيارات 2747    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

سوريا ترد على أنان بـ«لا ورقة».. ومسؤولون أميركيون: غير مقبول
في ذكرى الثورة.. مجازر مستمرة في حمص وإدلب * السعودية تغلق سفارتها بدمشق وتبدأ حملة «إغاثة» عاجلة للنازحين في لبنان وتركيا والأردن * أوباما: سنوثق الجرائم حتى يتم تسليم المسؤولين للعدالة مهما طال الوقت * كاميرون محذرا الأسد: ذراع القانون الدولي طويلة وذاكرته قوية
بيروت: ثائر عباس وبولا أسطيح واشنطن: هبة القدسي القاهرة: صلاح جمعة لندن - موسكو: «الشرق الأوسط»
في وقت تترقب فيه الاوساط السياسية والدبلوماسية في مجلس الامن الرد السوري على مقترحات المبعوث الدولي والجامعة العربية كوفي انان الى سوريا، فاجأ الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي، الصحافيين في دمشق أمس، بقوله إن سوريا قدمت ردا شفهيا غير مكتوب «بلا ورقة» على مقترحات أنان، مثلما قدم أنان «مقترحات غير مكتوبة لتبادل الرؤى حولها». وأكد مسؤولون أميركيون في هذا الصدد أن الرد السوري «غير مقبول». وقال مسؤول، لوكالة «أسوشييتد برس» شريطة عدم الكشف عن هويته، «الرد لم يكن إيجابيا، لكنه كان متوقعا أيضا»، موضحا «عدم احتوائه على أي إشارة إلى تنحي (الرئيس بشار) الأسد عن السلطة، أو انتهاكات الحكومة للمعارضة، أو سحب القوات العسكرية من المناطق المدنية.
ونقلت شبكة «سي إن إن» الأميركية عن مسؤولين أميركيين أيضا قولهم إن الرئيس الأسد رفض الاعتراف بكوفي أنان كممثل للجامعة العربية، معتبرا أنه فقط الأمين العام السابق للأمم المتحدة، وغير معني بإيجاد تسوية للوضع القائم في البلاد، وأن الأسد رفض جهود الأخير لحل الأزمة السورية.
وفي هذا الاطار وصف الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية أمس، الموقف في سوريا بالـ«حرج»، قائلا ان «الكرة الآن في ملعب أنان وهو الذي يقرر الخطوات القادمة».
ميدانيا ومع حلول الذكرى الأولى للثورة، استمرت المجازر المروعة في سوريا، وقالت الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا) إن «مجموعات إرهابية ارتكبت مجزرة أمس في حي كرم اللوز في حمص، وحصدت أرواح 15 شخصا بينهم امرأة وأطفالها الأربعة»، كما قال نشطاء إن «قوات الأمن ارتكبت مجزرة جديدة أمس بعد العثور على 16 جثة في إدلب لأشخاص تتراوح أعمارهم بين 19 و61 عاما».
من جهة أخرى، أفادت وزارة الخارجية السعودية أمس بأن المملكة أغلقت سفارتها في دمشق وسحبت كل الدبلوماسيين والعاملين فيها. وأعلن مصدر دبلوماسي سعودي في بيروت أن الرياض بدأت حملة «إغاثة» عاجلة للنازحين السوريين في لبنان وتركيا.
من جهته، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما، في مؤتمر صحافي في واشنطن حيث يقوم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بزيارة رسمية تنتهي اليوم «بحثنا كيفية توثيق الجرائم (في سوريا) حتى يتم تسليم المسؤولين للعدالة مهما طال الوقت»، بينما حذر كاميرون الأسد بالقول «إن ذراع القانون الدولي طويلة وذاكرته قوية».
الجيش السوري يجتاح إدلب ويدك حمص وحماه ويقتحم درعا

مظاهرات غاضبة وفض اعتصام بالقوة في حلب.. وحملات دهم في دمشق

بيروت: بولا أسطيح لندن: «الشرق الأوسط»... بعد 4 أيام على هجوم مركز شنه على مدينة إدلب، قال ناشطون سوريون إن الجيش السوري النظامي تمكن من السيطرة على المدينة بعد انسحاب عناصر الجيش السوري الحر لعدم قدرتهم على مواجهة القوة النارية للجيش النظامي، وحرصا منهم على تجنيب المدنيين خسائر كبيرة في الأرواح. يأتي ذلك بينما قال ناشطون إن أكثر من 60 مدنيا قتلوا في سوريا يوم أمس برصاص الأمن والجيش السوري معظمهم في إدلب وحمص، كما اتهم سكان في حمص قوات النظام باختطاف نحو 15 جثة من الذين قضوا في مجزرة حي كرم الزيتون، لتصل حصيلة مجزرة حي كرم الزيتون والعدوية وحي عشيرة إلى 86 قتيلا. وقال عضو المكتب الإعلامي لمجلس الثورة في إدلب نور الدين العبدو إن الجيش أحكم قبضته على المدينة منذ عصر أول من أمس، وهو ما زال يقوم بعمليات دهم وتفتيش لكل منازل المدينة. وأوضح العبدو أن الجيش حول المدارس إلى ثكنات عسكرية، وهو يستخدم المدنيين دروعا بشرية لحماية نفسه من هجمات محتملة للمنشقين.
وتابع العبدو: «المعارك في المدينة توقفت منذ مساء أول من أمس، واضطر مقاتلو الجيش الحر إلى الانسحاب لعدم قدرتهم على مواجهة القوة النارية للجيش النظامي، وحرصا منهم على تجنيب المدنيين خسائر كبيرة في الأرواح».
ومن جهته، أكد الناشط رامي إدلبي أن «الجيش الحر ألحق خسائر فادحة بالجيش قبل انسحابه من المدينة»، وقال ناشطون آخرون إن «المنشقين في إدلب لم يكونوا يتلقون سلاحا بخلاف زملائهم في حي بابا عمرو في حمص الذين كانت تصلهم إمدادات من شمال لبنان الذين تمكنوا من الصمود هناك لمدة شهر، ليضطروا بعدها للانسحاب قبل أسبوعين بسبب نفاد الذخائر».
وكانت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من نظام الرئيس السوري بشار الأسد تحدثت مساء أول من أمس عن سيطرة كاملة للجيش على إدلب، وعن قتل عشرات المسلحين.
وبالأمس، تحدثت لجان التنسيق المحلية عن قتلى وجرحى نتيجة قصف الجيش في الصباح لقريتي الجانودية التابعة لجسر الشغور، وبسامس التابعة لجبل الزاوية، وكلتاهما في إدلب. وقال ناشطون لاحقا إن «5 مدنيين قتلوا يوم أمس في قصف مدفعي على قرية البارة بإدلب أيضا».
وكانت مدن وقرى في المحافظة بينها مرعيان وخان شيخون ومعرة النعمان ومعرة مصرين، تعرضت في إطار الهجوم على إدلب لقصف بالأسلحة الثقيلة أوقع عشرات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين.
ويواجه المدنيون بإدلب، وبحسب الناشطين على الأرض ومنظمات دولية، نقصا شديدا في الغذاء والخدمات، كما يواجهون صعوبة كبيرة في العبور إلى تركيا إما بسبب الألغام، وإما لإغلاق الطرق من قبل الجيش والأمن.
وقال المرصد السوري إن ناشطا قتل في قرية بسامس بجبل الزاوية إثر إطلاق نار من قبل القوات النظامية السورية التي اشتبكت مع مجموعات منشقة مما أدى إلى مقتل عنصرين من هذه المجموعات.
وبالتزامن مع اجتياح إدلب، قصف الجيش السوري مجددا مدينة القصير التابعة لحمص على الحدود مع لبنان. وقال الناشط عمر الحمصي إن الجيش يقصف القصير لمنع أي شخص من الفرار إلى لبنان، في حين أكد ناشطون آخرون تجدد القصف المدفعي صباح يوم أمس على مدينة الحولة بريف حمص.
وأفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا عن مقتل 9 أشخاص في القصير خلال محاولتهم النزوح إلى لبنان.
وتجددت الاشتباكات في درعا، حيث اقتحم الجيش السوري حي درعا البلد في مدينة درعا التي تقع على الحدود مع الأردن. وتمت عملية الاقتحام التي نفذتها قوات مدعومة بعشرين دبابة ومدرعة، وسط اشتباكات بين الجيش النظامي والجيش الحر الذي يسيطر على حي رئيسي بالمدينة.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات عسكرية أمنية مشتركة نفذت حملة اقتحام في مدينة درعا ترافقت مع إطلاق نار من رشاشات ثقيلة ما أدى لسقوط عدد من القتلى والجرحى. وفي مدينة داعل دارت اشتباكات في الحي الغربي بين القوات النظامية ومجموعات منشقة، فيما نفذت القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات في مدينة نوى.
أما في حلب، فأفادت لجان التنسيق المحلية عن وقوع اشتباك بين الجيش الحر والجيش النظامي عند دوار الموت في حلب، في وقت أفاد الناشط السوري والمحامي إبراهيم ملكي أن نحو 500 محام شاركوا في اعتصام تضامني مع «المدن المنكوبة»، و«من أجل حرية الشعب» في سوريا، في القصر العدلي في حلب، تم فضه بالقوة من الشرطة.
وروى ملكي أن «عناصر من الشرطة المكلفة حماية القصر العدلي في حلب وموظفيه اعتدوا بالضرب على الاعتصام، وعملوا على تفريق المحامين»، لافتا إلى إصابة المحامي عبد الله كرمو في وجهه. وأكد الناشط أن هذا التصرف ضد المحامين هو «سابقة خطيرة»، قائلا: «لا يمكن أن يتعرض المحامون للضرب والتهديد بالسلاح فيما هم يقومون بواجبهم في الدفاع عن حقوق الناس»، وشدد على أن ذلك يدل على أن «السلطة القضائية غير مستقلة وهي مرتبطة بالنظام قلبا وقالبا ولا تراعي كرامة وحرية المحامين أثناء ممارستهم لمهمتهم». بدورها أفادت لجان التنسيق المحلية عن وقوع عدد من الإصابات في جامعة حلب في صفوف الطلبة نتيجة الاعتداء عليهم بالعصي الكهربائية.
وفي دمشق، قال ناشطون إن قوات الأمن نفذت حملة دهم واعتقالات في حي ركن الدين، فيما قطع شبان الطريق العام في جوبر. وأظهر مقطع فيديو على صفحات المعارضة على الـ«فيس بوك» مظاهرة طلابية حاشدة خرجت في القابون في دمشق تضامنا مع المدن المنكوبة. كما خرجت مظاهرات تطالب بسقوط النظام في حي المزة في دمشق.
وبالتزامن، قالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن قوات النظام والشبيحة نفذت حملة مداهمات وتخريب للمنازل والمزارع في كفربطنا في ريف دمشق، مدعومة بدبابة وسيارات مزودة برشاشات، وسط استنفار كامل للحواجز.
وفيما تحدث ناشطون عن حملات دهم واعتقال في ريف اللاذقية، وفي الحسكة، قالت لجان التنسيق المحلية إن 6 أشخاص أصيبوا في الحسكة بينهم امرأة نتيجة هجوم قوات الأمن على المتظاهرين في حي غويران بمركز المدينة. وأوضح ناشطون من الحفة في اللاذقية أن قوات الأمن أحرقت عددا من المنازل في قريتي بابنا والجنكيل في ظل قطع الاتصالات عن المنطقة وتمركز قناصة قرب مشفى الحفة وعلى سطح المخفر والبلدية وفي القرى المجاورة المطلة على هاتين القريتين.
مجزرتان جديدتان في سوريا.. واحدة في حي اللوز بحمص وأخرى في إدلب

النظام يقول إنه ألقى القبض على من ارتكبوا مجزرة كرم الزيتون

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: بولا أسطيح ... بينما قالت الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا) إن «الجهات المختصة في حمص ألقت القبض على عدد من الإرهابيين ممن ارتكبوا المجزرة الوحشية المروعة بحق أهالي كرم الزيتون» في حمص، والتي أودت بحياة نحو خمسين امرأة وطفلا، والتي كانت قوى المعارضة اتهمت قوات الأمن والشبيحة بارتكابها مطلع الأسبوع الحالي، ذكرت الوكالة نفسها أن «مجموعات إرهابية مسلحة ارتكبت مجزرة أخرى يوم أمس في حي كرم اللوز في حمص بحق مواطنين أبرياء حصدت أرواح 15 شخصا بينهم امرأة وأطفالها الأربعة بعد اقتحام المنازل ونهبها بالكامل».
وأضافت الوكالة أن الجهات المختصة «تواصل ملاحقة هذه المجموعات الإرهابية في حي النازحين، بعدما عاثت فسادا وقتلا وترويعا للأهالي»، مشيرة إلى العثور «على أحد أوكار الإرهابيين ومكان لتصوير الأفلام المفبركة».
بالمقابل، لفت عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله إلى وجود «عشرات الجثث المشوهة والمحروقة» في شوارع حي كرم الزيتون في مدينة حمص، متهما «قوات النظام السوري بارتكاب الكثير من المجازر في المدينة لم يكشف عنها بعد».
وقال العبدالله: «هناك العشرات من الجثث المرمية في شوارع حي كرم الزيتون في حمص، نعرف من شهود من الجيش السوري الحر (المنشق عن الجيش النظامي) ومن سكان نزحوا من المنطقة أنها محترقة أو مشوهة بأدوات حادة»، مضيفا: «لقد تمكن الجيش الحر خلال عمليات تسلل إلى بعض أطراف كرم الزيتون أول من أمس (الثلاثاء)، من سحب 14 جثة من الشارع، لكن لا يزال هناك الكثير من الجثث التي لا يمكن الوصول إليها».
وأشار العبدالله إلى أن «عدد الضحايا أكبر بكثير مما هو مُعلَن»، وقال: «بعد دخول القوات النظامية إلى بابا عمرو وغيره من أحياء حمص، بات الدخول والخروج من هذه الأحياء شبه مستحيل». وردا على سؤال عن «المجزرة» التي كشفت عنها وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) في حي كرم اللوز بحمص، قال العبدالله إنه لا يملك معلومات كافية، مضيفا: «لكننا منذ اليوم الأول توقعنا مثل هذه التمثيليات من التلفزيون السوري والإعلام السوري».
بدوره، قال المتحدث باسم لجان التنسيق المحلية في سوريا عمر إدلبي إن «قوات الأمن وبعد المجزرة التي ارتكبتها أول من أمس في إدلب، حيث أعدمت أربعين شخصا بجوار جامع بلال في مدينة إدلب، ارتكبت مجزرة جديدة أمس بعد العثور على 16 جثة في إدلب لأشخاص تتراوح أعمارهم بين 19 و61 عاما». وعلق إدلبي على الأخبار التي عممها النظام عن مجزرة حي اللوز، لافتا إلى أن «الجثث التي صورتها وسائل إعلام النظام قائلة إن مجموعات إرهابية قتلتها قد تكون لعدد من المدنيين الذين قتلتهم قوات الأمن في حي كرم الزيتون مساء الأحد وقد تم سحب جثثهم إلى كرم اللوز»، موضحا أن «هذه المنطقة هي عبارة عن تجمع إداري يضم أحياء صغيرة منها حي المازحين، وحي كرم الزيتون وحي الرفاعي».
وقال إدلبي لـ«الشرق الأوسط»: «يوم أول من أمس وصلتنا معلومات عن اختفاء عدد من الجثث التي لم يتمكن الناشطون من تحديد هويتها، ونحن نتوقع أن تكون هي نفسها التي عرضها النظام أمس»، موضحا أن «الناشطين على الأرض ومباشرة بعد الكشف عن المجزرة تقدموا بالأسماء الثلاثية لـ9 أفراد من سكان الحي اقترفوا الجريمة».
ولم يستغرب إدلبي ما قال إنها ادعاءات النظام بالقبض على من اقترف المجزرة، وقال: «لا شك أنهم القوا القبض - كعادتهم - على عدد من الناشطين الميدانيين والإعلاميين ليقدموهم كإرهابيين قتلوا المدنيين قبل إطلاق سراحهم بعد أشهر»، معتبرا أن النظام «يسعى ومن خلال رفع منسوب المجازر لتوجيه رسالتين دمويتين؛ الأولى موجهة للحاضنة الاجتماعية للجيش السوري الحر ليقول فيها إن كل مجموعة تحتضن هؤلاء ستكون مستهدفة وبشكل فظيع. أما الرسالة الثانية فمضمونها أن الثورة يجب أن تنتهي بالعنف الأشد إذا لم يتمكن من وضع حد لها بالعنف العادي».
وردا على سؤال عن إمكانية أن يلجأ السوريون للعمليات الاستشهادية للرد على المجازر، كما كان أحد الناشطين قد أكد في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط»، جزم إدلبي أن «لا أحد يفكر جديا بعمليات من هذا النوع وأن أي موقف في هذا الاتجاه ليس إلا عبارة عن رد فعل غاضب». وأضاف: «لو كانت البيئة التي أنجبت الثورة تسير وفق العقيدة الاستشهادية، لكنا شهدنا عمليات مماثلة منذ 5 أشهر وخلال شهر رمضان الماضي الذي شهد أعلى نسبة من قتل الناشطين تحت التعذيب، وأكبر نسبة اختطاف للفتيات من قبل الشبيحة»، لافتا إلى أن «جنود الجيش الحر المنشقين انشقوا عن جيش نظامي عقيدته تقتضي أصلا حماية المدنيين، ولا يعمل وفق العقيدة الاستشهادية».
الجيش يعاقب درعا في الذكرى الأولى للانتفاضة
نيويورك - راغدة درغام؛ واشنطن - جويس كرم؛ دمشق، بيروت، تونس - «الحياة»، ا ف ب
 

في الذكرى الاولى للانتفاضة السورية التي انطلقت من درعا، وبعد سقوط اكثر من 8 آلاف قتيل بينهم 400 طفل وعشرات الآلاف من الجرحى والموقوفين بحسب ارقام الامم المتحدة، عاد الجيش السوري الى اقتحام المدينة امس. وقال ناشطون ان هذا الهجوم كان الاكبر منذ اواخر نيسان (ابريل) من العام الماضي، واعربوا عن خشيتهم من ان يكون هناك قرار بتنفيذ عملية في درعا شبيهة بما حصل في ادلب وحمص.

وذكرت مصادر معارضة ان عشرين شخصا على الاقل قتلوا في درعا، بينهم سبعة منشقين، في حملة الدهم والاعتقالات التي نفذها الجيش في حي الاربعين وتخللتها اشتباكات مع عناصر «الجيش السوري الحر».

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون امس مجلس الأمن الى «التحرك الفوري لوقف حمام الدم في سورية». وحض «الدول الأعضاء في مجلس الأمن على الاتفاق على قرار يدعو السلطات السورية الى وقف العنف فوراً والسماح بوصول المساعدات الإنسانية ودعم مهمة المبعوث الدولي - العربي كوفي أنان للبدء في عملية سياسية بين الحكومة والمعارضة». وأصر على أن مسؤولية وقف العنف تقع أساساً على الحكومة السورية «لأنها هي من بدأ بالعنف أولاً». وشدد على أن الأسد «سيكون مخطئاً جداً لو اعتبر أنه تجاوز العاصفة، لأنه تمادى كثيراً في أعمال العنف».

وقال ولي العهد السعودي نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز، في كلمة القيت بالنيابة عنه في اجتماع وزراء الداخلية العرب في تونس، ان «ما هو حادث الآن في سورية من أعمال عنف وسفك للدماء لا يقبله دين ولا ضمير ويؤلمنا ذلك جداً». واضاف «أن المملكة قد طالبت بنداء من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز منذ بداية الأحداث في سورية، بإيقاف سفك الدماء وقتل الأبرياء والعمل على إحلال الود والإخاء بدل العنف والشقاق، لتكون سورية الوطن العربي الأبي كما عهدناها حكومةً وشعباً في مقدم الركب العربي لمسيرة الرخاء والتقدم والرقي». في موازاة ذلك، اعلنت الخارجية السعودية اغلاق السفارة في دمشق وسحب الديبلوماسيين والعاملين فيها.

في هذا الوقت اعلن ان انان سيعرض غداً امام مجلس الامن اولى نتائج مهمته في سورية. ويتوجه انان الى المجلس من خلال دائرة فيديو مغلقة من جنيف. وكان قد اكد انه تلقى ردا من الرئيس السوري بشار الاسد على مقترحاته لتسوية الازمة، لكنه اكد ان «مسائل» لا تزال عالقة وانه طلب توضيحات. ولم يعط تفاصيل عن الرد السوري.

ووصف الناطق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي، اقتراحات انان بأنها «لا ورقة»، في تهكم واضح عليها. وقال ان دمشق ردت عليها بـ «لا ورقة». وقال «لا يمكن الرد بنعم ولا لاننا نفرق بين مطالب محقة للشعب السوري والتظاهر السلمي وبين من يستغل هذه المطالب لتحقيق مآرب اخرى، لكن بذات الوقت نحن ملتزمون بأي طروحات بناءة تناسب الخصوصية السورية»، لافتا الى ان «الجيش في حال الدفاع عن النفس، وان وجود عناصر مسلحة موثق بتقارير دولية».

وفي ختام المحادثات التي جرت في واشنطن بين الرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون اعتبر اوباما ان الافضلية في سورية هي للحل السياسي، فيما تحدث كامرون عن استعداد غربي للعمل مع روسيا والصين على مشروع قرار جديد في مجلس الأمن الدولي للتمهيد للمرحلة الانتقالية. واذ أكد أوباما أن القيادة العسكرية الأميركية «تحضر خططاً لكل شيء»، قال أن الوضع في سورية هو «شديد التعقيد». وعبر الجانبان عن دعمهما القوي لجهود أنان.

وحذر كامرون من أن «استمرار الأسد في مسار سفك الدماء سيؤدي الى الحرب الأهلية أو وأد الثورة» مشيرا الى أن الهدف اليوم هو «الوصول الى المرحلة الانتقالية». ورأى أنه ليس من مصلحة روسيا «وجود هكذا نظام يذبح الناس على شاشات التلفزة»، مجددا تأييد بلاده لمحاسبة وتوثيق المعلومات حول الجرائم ضد الانسانية في سورية.

ويستعد مجلس الامن «للتحرك سريعاً وإعادة تفعيل مشروع القرار المطروح حول سورية» في ضوء» الفرصة الأخيرة للحل السلمي. وقال أنان في بيان أنه «نظراً الى خطورة الوضع الميداني ومأسويته، على الجميع أن يعي أن الوقت مسألة حاسمة ولا يمكن السماح للمماطلة بالأزمة».

وحدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ثلاث أولويات على الرئيس الأسد التجاوب معها وهي «وقف العنف فوراً والسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول الى المناطق المحاصرة والبدء في عملية سياسية وحوار بين السلطة والمعارضة».

وقال ديبلوماسي غربي إن «النظام السوري يريد لوقف العنف أن يبدأ من جهة المعارضة، فيما تريده روسيا متزامناً بين الطرفين، ونحن والدول العربية نريد من القوات النظامية أولاً ان توقف أعمال القتل لأنها هي من بادر الى العنف ولا يمكن الطلب من الناس أن يمتنعوا عن الدفاع عن أنفسهم». وإذ شدد على أن النقاط الخمس التي توصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إليها مع جامعة الدول العربية «متضمنة أساساً في مشروع القرار المتداول في مجلس الأمن» أشار الى أن «نقطة الخلاف الرئيسية هي في من يبدأ وقف العنف أولاً». وأكد الديبلوماسي الغربي ان «من الأساسي تجنب فيتو جديد ضد مشروع القرار ولكن لا نريد استرضاء روسيا على حساب الدول العربية».

وقال ديبلوماسي في مجلس الأمن إن مهمة أنان ستعطي مجلس الأمن إمكانية تبني قرار في شأن سورية «لأنه لو أبلغنا بعدم تعاون الأسد فهذا يعني أننا ملزمون بدعم مهمة انان، ولو أبلغنا بتعاون الأسد فهذا يتطلب قراراً لوضع ما أنجزه أنان موضع التطبيق». وشدد على أن روسيا أيضاً واضحة في دعم مهمة أنان «مما يعني أن التحرك في مجلس الأمن سيتم بسرعة في ضوء إحاطة أنان الجمعة».

وفي تقرير شبه انتهاكات حقوق الانسان في سورية بـ»كابوس رهيب من التعذيب المنظم» الذي يعيد البلاد عشرات السنين الى الوراء، قالت منظمة العفو الدولية (امنستي انترناشونال) إن السلطات السورية تستخدم 31 طريقة تعذيب ضد المعتقلين في السجون او المعارضين السياسيين، مارستها قوات الأمن والجيش والعصابات المسلحة المعروفة باسم الشبيحة». وان الضحايا الذين تعرضوا لتلك الممارسات «ارادوا الموت» من شدة التعذيب. واكدت المنظمة ان لديها صورا للاصابات التي لحقت بضحايا التعذيب في سورية.

في موازاة ذلك، نقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية على موقعها على الانترنت معلومات عن آلاف الرسائل الالكترونية قالت ان الرئيس الاسد وزوجته ارسلاها وتلقياها. وتعود هذه الرسائل الى الفترة بين حزيران (يونيو) من العام لماضي وشباط (فبراير) الماضي. وتشير الرسائل الى ان الاسد كان يتلقى نصائح من مسؤولين ايرانيين ورجال اعمال متعاونين معهم حول افضل الطرق لمواجهة الانتفاضة. كما كان يقيم شبكة من الاتصالات مع مساعدين مقربين جداً منه على عنوانه الالكتروني الخاص متجاوزاً الاجهزة الامنية. كما وصف الاصلاحات التي وعد بها بأنها قرارات «تافهة»، كما استطاع تجاوز العقوبات من خلال شراء الحاجات الحكومية والخاصة المتعلقة بالرئيس وزوجته بواسطة شركة «الشهباء»، وهي شركة مسجلة في لندن ومقرها الرئيسي في دبي.

وتشير الرسائل الى ان زوجة الرئيس السوري كانت على اتصال مع ابنة امير قطر الشيخة المياسة بنت حمد غير ان هذه التصالات توقفت مع بداية هذا العام بعدما اتخذت الحكومة القطرية موقفاً بدعوة الاسد الى التنحي. وفي رسالة مؤرخة في 11 كانون الاول (ديسمبر) تقول للسيدة اسماء الاسد «كان والدي يعتبر الرئيس بشار صديقاً وقدم له النصائح الصادقة. غير ان فرصة التغيير والاصلاح فاتت منذ وقت طويل. ومع ذلك لا يزال ممكناً التفكير في طريقة للخروج من حالة الانكار». وفي رسالة اخرى في 30 كانون الثاني (يناير) تدعو زوجة الرئيس السوري الى اقناعه بالتخلي عن الحكم وبدء حياة طبيعية وتنصحها باللجوء الى «امكنة كثيرة توفر راحة ذهنية ومنها دبي».

 
«العفو الدولية»: ممارسات التعذيب بلغت مستويات غير مسبوقة في سوريا

قالت إن شهادات الضحايا تقدم دليلا إضافيا على ما يرتكب من جرائم ضد الإنسانية

لندن: «الشرق الأوسط»...  أكدت منظمة العفو الدولية (آمنستي) في تقرير صادر أمس أن التعذيب يمارس على نطاق واسع يصل إلى «مستويات غير مسبوقة» في مراكز الاحتجاز في سوريا منذ عام، واعتبرت المنظمة أن «الإفادات والشهادات التي أدلى بها الناجون من ضحايا التعذيب تقدم دليلا إضافيا على ما يرتكب من جرائم ضد الإنسانية في سوريا»، مؤكدة أن «من وقعوا ضحية لموجة الاعتقالات العارمة، التي أعقبت اندلاع الانتفاضة السورية، وجدوا أنفسهم رهائن كابوس رهيب في عالم تسوده ممارسات التعذيب المنهجية».
وقالت المنظمة «لقد وصل حجم التعذيب وغيره من ضروب الإساءة في سوريا إلى مستويات غير مسبوقة خلال سنوات، ليعيد ذكريات حقبة مظلمة سادت البلاد خلال سبعينات وثمانينات القرن الماضي»، في ظل حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد.
ونقل التقرير الذي يحمل عنوان «لقد أردت الموت.. ضحايا التعذيب في سوريا يتحدثون عن محنتهم»، والصادر بمناسبة مرور عام على اندلاع الاحتجاجات في سوريا، إفادات شهود أو ضحايا التقى بهم باحثو المنظمة في الأردن في فبراير (شباط) الماضي.
ويوثق التقرير «31 أسلوبا من أساليب التعذيب وغيره من ضروب الإساءة المتبعة في سوريا، والتي تمارسها قوات الأمن والجيش والعصابات المسلحة المؤيدة للحكومة والمعروفة باسم الشبيحة»، بحسب المنظمة. وقالت نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو آن هاريسون إن تجربة الاعتقال «أضحت بمثابة كابوس رهيب في عالم يملؤه التعذيب المنهجي المنظم». وأضافت أن نظام الاحتجاز والاستجواب المتبع يهدف إلى «إهانة الضحايا وإذلالهم وترهيبهم بغية حملهم على التزام جانب الصمت».
وروى العديد من الضحايا، بحسب التقرير، أن الضرب المبرح يبدأ لحظة الاعتقال، ثم «يتكرر الأمر بوحشية، خاصة باستخدام العصي وأعقاب (كعوب) البنادق والسياط وبقبضات اليدين والأسلاك المجدولة، لدى وصول المعتقلين إلى مراكز الاعتقال». وأضاف أنه «غالبا ما يجري تجريد القادمين الجدد من ملابسهم ليتركوا قرابة 24 ساعة عراة».
وتحدث التقرير عن أسلوب ما يعرف «بالدولاب»، حيث «يجبر الضحية على اتخاذ وضعية إطار السيارة، ثم يتم تعليقه أو رفعه مع استمرار ضربه، وبخاصة باستخدام الكابلات أو العصي». ولاحظ التقرير «تزايد عدد الروايات والتقارير التي تتحدث عن استخدام أسلوب «الشبح»، حيث يتم تعليق الضحية بخطاف أو مقبض باب، ورفعه بشد قيود يديه بحيث تبقى القدمان بالكاد تلامسان سطح الأرض، أو بوضعية تسمح بملامسة أصابع القدمين فقط للأرض.. ومن ثم تتعرض الضحية للضرب المبرح».
ونقل التقرير عن كريم (18 عاما)، الطالب من منطقة الطيبة بمحافظة درعا «كيف قام مستجوبوه باستخدام الكماشة لسلخ لحم جسده عن ساقيه أثناء احتجازه في فرع المخابرات الجوية بدرعا خلال ديسمبر (كانون الأول) 2011». وتحدث التقرير عن «التعذيب بالصعق الكهربائي، الذي أصبح واسع الانتشار خلال الاستجواب»، وعن تحدث المعتقلين عن «ثلاثة من أساليب التعذيب على وجه الخصوص، أولها غمر الضحية أو أرضية الزنزانة بالماء، ومن ثم تمرير شحنة تيار كهربائي في الماء المسكوب لصعق الضحية، وثانيها الكرسي الكهربائي حيث يتم وصل أقطاب كهربائية بجسم الضحية، وثالثها استخدام القضبان الكهربائية مدببة الرأس (المهماز الكهربائي)».
وقال التقرير «يبدو أن جرائم التعذيب القائمة على النوع الاجتماعي، وغيرها من الجرائم التي تنطوي على عنف جنسي، قد أضحت أكثر شيوعا خلال العام الماضي». ونقل عن شهادة معتقل قوله إنه أرغم على «مشاهدة عملية اغتصاب لسجين آخر» خلال استجوابه في فرع المخابرات العسكرية في كفر سوسة بدمشق خلال يوليو (تموز) 2011.
وكررت المنظمة «الدعوة إلى إحالة ملف الأوضاع في سوريا إلى مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية، غير أن العوامل السياسية قد حالت حتى الساعة دون إتمام هذا الأمر»، مشيرة إلى معارضة روسيا والصين لإصدار أي قرار دولي يدين النظام السوري.
وفي ضوء ذلك، قالت المنظمة إنها تأمل أن «يمدد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة التفويض الممنوح للجنة التحقيق الأممية المعنية بسوريا، وتعزيز قدراتها في مجال رصد الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والجرائم التي تخالف نصوص وأحكام القانون الدولي وتوثيقها والإبلاغ عنها، وذلك بهدف مقاضاة المسؤولين عن ارتكاب تلك الجرائم والانتهاكات». وقالت هاريسون «نحن نعتقد جازمين أن المحكمة الجنائية الدولية تمثل أفضل الخيارات المتاحة؛ بغية ضمان محاسبة المسؤولين عن ارتكاب الجرائم الخطيرة بحق الشعب السوري».
ولم توقع سوريا على اتفاقية إنشاء المحكمة الجنائية الدولية. وعلى الرغم من ذلك، قالت هاريسون إنه ينبغي أن يتم التأكيد على أن «المسؤولين عن جرائم التعذيب - خصوصا أصحاب المناصب القيادية منهم - وبما لا يدع مجالا للشك سيمثلون أمام عدالة المحاكم لا محالة، وذلك لمحاسبتهم على ما تم ارتكابه من جرائم خلال فترة شغلهم لمناصبهم وعلى مرأى ومسمع منهم».
وأكد التقرير أن الشهادات تستند إلى مقابلات أجريت مع عشرات السوريين الذين «فروا إلى الأردن هربا من العنف الدائر في سوريا، بمن فيهم 25 شخصا ممن زعموا تعرضهم للتعذيب وغيره من ضروب الإساءة في الحجز قبيل فرارهم». ويضم التقرير «شهادات 19 من ضحايا التعذيب»، أكثر من نصفهم من «محافظة درعا، والباقون من دمشق وريفها وحماه وحمص واللاذقية والسويداء وطرطوس».
وأكدت منظمة العفو أن لديها صورا للإصابات التي لحقت بضحايا التعذيب في سوريا، وأعدت خارطة تفاعلية على موقعها توثق «الانتهاكات الحقوقية في سياق الانتفاضة الشعبية».
 
السعودية تبدأ حملة إغاثة عاجلة للنازحين السوريين في لبنان وتركيا والأردن

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: ثائر عباس... أكد السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري لـ«الشرق الأوسط» أن المملكة ستبدأ عملية إغاثة شاملة للنازحين السوريين في لبنان وتركيا والأردن بالتعاون مع السلطات المحلية. وقال عسيري إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وجّه باستطلاع أحوال اللاجئين السوريين وسد الثغرات في مجال الإغاثة بالتنسيق مع السلطات اللبنانية والتركية والأردنية، موضحا أن الهلال الأحمر السعودي سوف يتولى هذه المهمة. وزار السفير عسيري أول من أمس رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، ناقلا إليه «رغبة خادم الحرمين الشريفين في مساعدة النازحين السوريين الموجودين على الأراضي اللبنانية»، موضحا أن «الرئيس ميقاتي قدر هذه اللفتة الكريمة، وطلب نقل شكر لبنان لخادم الحرمين الذي لا نستغرب من مقامه الكريم هذه المبادرات لأنه اعتاد الوقوف إلى جانب كل إنسان محتاج إلى المساعدة».
وأوضح عسيري أنه سيكون هناك تنسيق بين الهلال الأحمر السعودي والهيئة العليا للإغاثة في لبنان لإيصال المسعدات إلى النازحين. وإذ أشار إلى أن طبيعة هذه المساعدات «إغاثية»، أوضح أن الجانب السعودي سيقوم بسد الثغرات التي يحتاج إليها كل بلد في عملية المساعدة سواء من الأدوية والمواد التموينية أو من الملابس والأغطية وغيرها، مشيرا إلى أن التنسيق يهدف إلى معرفة حاجات النازحين أولا والأماكن التي ينبغي المساعدة فيها.
وأكد عسيري اهتمام خادم الحرمين الشريفين «وتعاطفه مع أهلنا في سوريا الذين يعانون إثر التطورات الأخيرة في سوريا، وبعد أن أجبروا على مغادرة بلدهم واللجوء إلى البلدان المجاورة».
أنان يدلي بإفادة بشأن سوريا أمام مجلس الأمن غدا.. وتوقعات أميركية بسلبية النتائج

العربي: الموقف حرج و«الكرة في ملعب أنان».. ودمشق تعلن أنها قدمت «ردا إيجابيا» على المقترحات

واشنطن: هبة القدسي القاهرة: صلاح جمعة لندن: «الشرق الأوسط».... أعلن دبلوماسيون أمس أن الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان سيعرض أولى نتائج مهمته في سوريا غدا أمام مجلس الأمن الدولي، وذلك بعد إعلان أنان وحكومة دمشق أمس عن وصول رد سوري على مقترحات الموفد الدولي.. وبينما قال الدكتور نبيل العربي، أمين عام جامعة الدول العربية أمس، حول نتائج الزيارة والرد: «لا أقول مبشرة أو غير مبشرة، ولكن الموقف حرج والكرة الآن في ملعب كوفي أنان وهو الذي يقرر الخطوات القادمة»، أكد مسؤولون أميركيون أن «الرد لم يكن إيجابيا، ولكنه كان متوقعا أيضا».
ويقول دبلوماسيون في مجلس الأمن إن تقييم أنان للأزمة سيكون حاسما بالنسبة إلى مسعى الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين لاعتماد مشروع قرار بشأن سوريا.. ويرى الدبلوماسيون أنه من المتوقع أن تتسارع وتيرة المفاوضات بشأن مشروع قرار جديد بعد إفادة أنان، والتي سيدلي بها عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من جنيف.
وأوضح أحمد فوزي، المتحدث باسم أنان، أمس أن الاتصالات مستمرة مع السلطات السورية والجهات الدولية المعنية بالأزمة السورية، وأن أنان لاقى تجاوبا من الرئيس الأسد على مقترحاته لإنهاء العنف في البلاد، وصفها بأنها «على الطريق الصحيح»، رافضا التصريح عن تفاصيل المقترحات التي قدمها أنان للرئيس السوري أو الكشف عن تفاصيل رد الرئيس السوري على المقترحات.
وقال فوزي في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن المبعوث المشترك لسوريا كوفي أنان سيطلع مجلس الأمن بتفاصيل جهوده ومحادثاته مع السلطات السورية صباح يوم الجمعة القادم.
وأشار فوزي إلى أن أنان اقترح خطوات تفصيلية ينبغي على السلطات السورية اتخاذها من شأنها أن تفضي إلى إجراء حوار سياسي شامل، وقبل ذلك وقف كل أعمال وأشكال العنف، وأنه تلقى من الأسد ردودا محددة على أسئلة محددة. وقال بيان أصدره مكتب أنان في جنيف أمس إنه «نظرا للوضع الخطير والمأساوي على الأرض، على الجميع أن يدركوا أن الوقت عنصر جوهري.. وكما قال (أنان) خلال وجوده في المنطقة، لا يمكن السماح باستمرار هذه الأزمة».
وكان أنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة اجتمع بالرئيس الأسد في دمشق مطلع الأسبوع وقدم مقترحات تتضمن وقف القتال وتسهيل وصول الإمدادات الإنسانية وبدء حوار مع المعارضة السورية.. ورغم أن تفاصيل العرض لم يتم الإعلان عنها بصورة واضحة، وكذلك الرد السوري، فإن مسؤولين أميركيين قالوا: إن الرد السوري على أنان كان «غير مقبول، نظرا لعدم احتوائه على أي إشارات حول مطالب الجامعة العربية للتغيير السياسي الذي يتطلب تنحي الأسد عن السلطة».
وقال أحد المسؤولين، الذين تحدثوا لوكالة الأسوشييتد برس الأميركية شريطة عدم الكشف عن هويتهم، نظرا لعدم الإعلان بعد عن محتوى الرد، إن «الرد لم يكن إيجابيا، ولكنه كان متوقعا أيضا»، موضحين «عدم احتوائه على أي إشارة إلى تنحي الأسد عن السلطة أو انتهاكات الحكومة للمعارضة، أو سحب القوات العسكرية من المناطق المدنية».
وفي سياق مواز، نقلت شبكة «سي إن إن» الأميركية عن مسؤولين أميركيين أيضا قولهم إن الرئيس بشار الأسد رفض الاعتراف بكوفي أنان كممثل للجامعة العربية، معتبرا أنه فقط الأمين العام السابق للأمم المتحدة، وغير معني بإيجاد تسوية للوضع القائم في البلاد، وإن الأسد رفض جهود الأخير لحل الأزمة السورية.
ونقلت الشبكة عن المسؤولين قولهم إن «الأسد رد على مقترحات أنان» قائلا: إنه «لا يعترف به كممثل للجامعة العربية، وإنه لن يفعل شيئا حتى تلقي المعارضة سلاحها».
ومن جانب آخر، ومما يعزز الروايات الأميركية، وصف الدكتور نبيل العربي، أمين عام جامعة الدول العربية أمس، الموقف في سوريا بأنه حرج وأن الخطوات القادمة التي يمكن اتخاذها سيقررها المبعوث أنان في ضوء المباحثات والاتصالات التي أجراها مع الحكومة والمعارضة السورية والأطراف المعنية بالأزمة.
وقال العربي ردا على سؤال عما إذا كان قد تلقى تطمينات مبشرة من أنان بعد زيارته إلى سوريا ولقائه بالرئيس السوري بشار الأسد: «لا أقول مبشرة أو غير مبشرة، ولكن الموقف حرج والكرة الآن في ملعب كوفي أنان وهو الذي يقرر الخطوات القادمة».
من جهته أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي الأربعاء أن سوريا ردت على مقترحات أنان «بطريقة توضيحية تبين رؤيتها» لتطبيق هذه المقترحات. وقال مقدسي إن «أنان قدم خلال لقائه الثاني بالرئيس السوري بشار الأسد (السبت) من خلال لا ورقة، مجموعة من المبادرات الاستكشافية لطريقة الخروج من الأزمة» في سوريا، مضيفا أن بلاده «ردت بلا ورقة تبين بطريقة توضيحية رؤية سوريا لتطبيق هكذا مقترحات».
وحول النقاط الخمس الصادرة عن اجتماع الوزراء العرب ووزير الخارجية سيرغي لافروف في القاهرة، قال المتحدث باسم الخارجية السورية «نحن ما زلنا ندرس جميع النقاط والمبادرات المقدمة والأجواء الحالية يمكن وصفها بالإيجابية رغم أن نوايا بعض الأشقاء غير مطمئنة»، مضيفا «الطرف الحكومي ليس هو الطرف المعطل للحوار ويجب أن يوجه السؤال بهذا الخصوص لمن يعارض الحوار الوطني الشامل»، مشيرا إلى أنه «عندما طرحت روسيا مبادرة للحوار سارعنا بقبولها دون قيود لأن الوطن بحاجة للحوار لكن المعارضة الخارجية رفضت الانخراط بالحوار تحت ذرائع متعددة لا ترقى لمستوى من يود إنقاذ الوطن، ولن ينجح أي حل يستند إما لواقع افتراضي أو لواقع يعتمد على إقصاء النظام، أفضل السبل هو الجلوس حول طاولة واحدة».
كوفي أنان بين لقاء صدام عام 1998.. ولقاء الأسد عام 2012

ما أشبه اليوم بالبارحة

لندن: «الشرق الأوسط».... ما أشبه اليوم بالبارحة، ففي يوم الأحد 22 فبراير (شباط) 1998 اجتمع كوفي أنان، الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة – يومذاك - مع صدام حسين، الرئيس العراقي، في بغداد وكان الهدف من الزيارة يومذاك إقناع الرئيس العراقي السابق الراحل بنزع أسلحة الدمار الشامل المتهم بحيازتها والتخلص منها. وكان ذلك اللقاء الذي استغرق 4 ساعات آخر لقاء بين الرجلين. ولقد روى الصحافي والكاتب البريطاني ويليام شوكروس، الذي رافق أنان في رحلته إلى بغداد، في صحيفة «الديلي تلغراف» البريطانية في عددها الصادر يوم 15 سبتمبر (أيلول) 2002 أجواء ذلك اللقاء، والطريقة التي تعامل بها صدام مع ضيفه أمين عام الأمم المتحدة.
كما يذكر شوكروس، بعد ساعة من بحث أمور عامة متنوعة بينها مزايا كل من التمر العراقي والتمر الجزائري وتدخين السيجار والدردشة، وقف صدام ووجه كلامه إلى أنان قائلا: «أظن أنه سيكون بإمكانك بحث التفاصيل مع طارق (عزيز، نائب رئيس الوزراء في حينه)». وهذا مع العلم أنه سبق لأنان أن تباحث مع عزيز من قبل لعدة ساعات لكنه – أي الأمين العام للأمم المتحدة – كان يدرك أنه ليس لدى عزيز أي سلطة لاتخاذ قرارات حاسمة. وعلى هذا علق أنان لشوكروس «هذا هو الكابوس الذي كنت أخشاه».
الأمين العام كان يأمل بالتوصل إلى شيء ملموس مع صدام خلال بحث ثنائي بينهما فقط، أما الآن فرأى أن آماله بتحقيق شيء ذهبت أدراج الرياح. كان أنان قد بدأ حواره بتهنئة صدام على إعادته بناء العراق منذ حرب الخليج، ثم أبلغه صدام أنه خرج على شرفة أحد قصوره ليخاطبه من هناك، وقال: «يا قصر إنك جميل جدا، وستكون خسارة لو تعرضت للتدمير، ولكن إذا حصل ودمرت فإننا لن تكترث لذلك». وبعدما نقل أنان تحيات الرئيس الفرنسي جاك شيراك وتقديره للعراق، خلال توقفه في باريس بطريقه إلى بغداد، رد الرئيس العراقي أنه يقدر حكمة شيراك ودرايته، ومن ثم شكا أمام أنان من الطريقة التي تعامل فيها العالم مع بغداد، وعن الأزمات الإنسانية التي تسببت بها العقوبات، وعن التدخل المفرط للمراقبين الدوليين عن الأسلحة الممنوعة، مشددا على ضرورة احترام كرامة العراق وسيادته. وحسب كلام شوكروس، مع أن كلام صدام كان سلسا بل وودودا، فإنه لم يبد أي تجاوب مع رغبة أنان في مواصلة عمل المراقبين الدوليين، ولهذا السبب كانت تحدوه الرغبة في حوار بينهما وحدهما.
وبعد مناقشات طويلة مع طارق عزيز، التقى أنان صدام ثانية، وخلال اللقاء الثنائي طلب صدام رفع العقوبات، فأجابه أنان «أساسا هذا الأمر بيدك. إذا تعاونت فسترى النور في نهاية النفق. أما إذا أخفقنا في التوصل إلى اتفاق، فإن الولايات المتحدة ستستخدم القوة ولا أحد سيستطيع منعها. هناك حكومات تقول: إنها ستدعمك، لكن ليس بمقدورها الوقوف بوجه الأميركيين».
وبعدما قال أنان لصدام «أنت رجل بنى العراق، ولقد دمر ذات يوم وأعدت بناءه.. أتريد تدميره مجددا؟» شرح له تبعات المواجهة بمزيج من الترغيب والترهيب.
وبعد نحو 3 ساعات من البحث والحوار والتفكير، قال صدام «يبدو لي أنك مصر على حل المشكلة، حيث فشل كثيرون قبلك، الروس والفرنسيون والمصريون والأتراك. إذا نجحت في حلها ستكون انتصرت». فبادره أنان «لا يا سيدي الرئيس، سيكون النصر لك، وإنه قرارك.. في يدك. سيكون نصرا للشعب العراقي».
لكن البحث سرعان ما دخل في نفق العبارات اللفظية ومعانيها، قبل التوصل إلى صيغة توافقا عليها، وبعدها استدعيا المساعدين وبينهم طارق عزيز، الذي طلب منه صدام إقرار الاتفاق. وفي وداع أنان خاطبه صدام قائلا: «أود أن أشكر لك مجيئك شخصيا إلى بغداد. عليك أن تشعر بأنك حر في أن تأتي ساعة تشاء، بل بإمكانك تمضية عطلة هنا، ما لم يكن هذا محرجا لك».
لقاء الأسد أما يوم السبت الماضي 10 مارس (آذار) الجاري، فكان موعد اجتماع تاريخي آخر بين رئيس عربي وكوفي أنان، ولكن بصفته الموفد الدولي والعربي لتسوية الأزمة السورية.
هذه المرة، التقى أنان بالرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، وكانت الغاية من الاجتماع محاولة التوصل إلى نهاية للعنف الدامي في سوريا في ضوء المأزق الذي بلغته المناقشات داخل مجلس الأمن الدولي نتيجة لـ«الفيتو» المزدوج من كل من روسيا والصين.
الرئيس السوري كان، قبل زيارة أنان، قد أبلغ كل المسؤولين والعرب والأجانب الذين زاروا وتباحثوا معه في وقف القمع الدامي للانتفاضة السورية، وكرر القول - ومعه الإعلام السوري الرسمي - أن «جماعات إرهابية مسلحة» هي التي تقف حجر عثرة في وجه إصلاحاته السياسية وتمارس العنف في هذا السبيل.
كذلك أكد الأسد أمام زواره وفي تصريحاته الإعلامية على التزامه بضرب هذه «الجماعات»، مضيفا إلى ذلك وجود إصرار من «الشارع السوري» على التصدي لها بالقوة.
أنان، المتسلح بـ«المبادرة العربية» وتصويت الجمعية العمومية للأمم المتحدة الداعم لها، طالب الأسد عندما التقاه صراحة بوقف فوري للاضطرابات وبدء مفاوضات بين النظام السوري وقوى المعارضة. ولكن، في غياب مرافق مستقل ينقل أجواء اللقاء، كالعادة، ذكرت وسائل الإعلام الرسمية في دمشق، ومنها التلفزيون، أن اللقاء الذي استغرق ساعتين «ساده جو إيجابي». وأذاعت وكالة «سانا» الرسمية للأنباء، ومعها التلفزيون الحكومي، أن الأسد أعرب لضيفه عن «استعداد سوريا لإنجاح أي جهود صادقة لإيجاد حل لما تشهده سوريا من أحداث». ولكن الأسد ألقى باللوم بالعنف الحاصل على «الإرهابيين» الذين اتهمهم بالعمل على «تقويض استقرار سوريا». وفي اليوم التالي، على وقع اشتداد القمع الدامي في حمص وإدلب، عقد أنان لقاء ثانيا مع الأسد، وأعلن في أعقابه أنه قدم له «سلسلة مقترحات ملموسة سيكون لها انعكاس حقيقي على الأرض، وستساعد في إطلاق عملية ترمي إلى وضع حد لهذه الأزمة». ومع أن أنان أعرب عن بعض «التفاؤل» فإنه اعترف بأنه «سيكون من الصعب التوصل لاتفاق لوقف إراقة الدماء» وأن الوضع «سيئ وخطير للغاية».
روسيا والصين تؤكدان عدم محاباتهما للأسد.. واحترامهما «المطالب المعقولة» للشعب

الموفد الصيني: توافق بين بكين والجامعة

موسكو - لندن: «الشرق الأوسط» ... في الوقت الذي أوضح فيه الموفد الصيني إلى الشرق الأوسط تشانغ مينغ قبل مغادرته القاهرة أن بكين والجامعة العربية متفقتان على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس أن بلاده لا تدافع عن الرئيس السوري بشار الأسد، بل عن مبادئ العدالة الدولية وحق الشعب السوري في الاختيار الديمقراطي، فيما أكد رئيس الوزراء الصيني وين جياباو أن بكين لا تحابي أي طرف في الأزمة بسوريا، قائلا إنه يشعر «بألم عميق لمعاناة الشعب السوري»، وأن الصين تحترم المطالب المعقولة للشعب السوري من أجل التغيير.
وقال سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي في كلمته أمام مجلس الدوما أمس، إن «موسكو تريد التوصل إلى إقرار السلام هناك (في سوريا) وحماية حياة السكان الآمنين. وتؤكد أن الشعب السوري هو صاحب الحق في تحديد من يكون في السلطة».
وأشار لافروف إلى أن بلاده تسعى من أجل الحيلولة دون حدوث أي نزاع طائفي في الشرق الأوسط، ودعم الأمن والاستقرار في المناطق المتاخمة لحدودها الجنوبية. وحذر من مغبة احتمالات البديل؛ الذي قال إنه «يمكن أن يكون حربا أهلية مدمرة غير معروفة نتائجها»، مشيرا إلى أن روسيا ستبقى على اتصال مع كافة الأطراف ومنها دمشق ومختلف مجموعات المعارضة السورية، ومع جامعة الدول العربية ومع الدول المؤثرة في المنطقة، وبصورة مباشرة مع البلدان أعضاء مجلس الأمن الدولي. واستبعد لافروف احتمال حضور عسكري روسي في سوريا، فيما أشار في معرض رده على سؤال حول احتمالات أن يكون ذلك بهدف هز هيبة أميركا إلى «أن هذا الهدف غير صحيح. لأنه علينا تعزيز هيبتنا، وليس تشويه هيبة الآخرين». وأضاف أن «هيبة أميركا لم تتعزز في العراق وليبيا». وأضاف: «إن ما يتعلق بالسؤال حول ضرورة مجابهة الولايات المتحدة الأميركية في سوريا وضمان وجودنا العسكري، فأعتقد أن السؤال يتضمن دعوة لمشاركة قواتنا في العمليات العسكرية، فأنا أعارض ذلك. كما أعتقد أن هذا سيتعارض مع المصالح الأساسية لروسيا الاتحادية».
وأعلن لافروف أن روسيا لا تورد إلى سوريا أسلحة «لاستخدامها ضد المتظاهرين المسالمين أو تلك التي تساعد على توسيع رقعة النزاع». وأضاف موضحا: «إن ما نورده إلى سوريا هي أسلحة ضرورية لضمان حماية الأمن القومي».. وأكد أن روسيا تنفذ التزاماتها أمام سوريا على أساس الاتفاقيات المبرمة، ومن ضمنها مجال التعاون العسكري.
من جهة أخرى، أكد رئيس الوزراء الصيني وين جياباو أمس أن بكين لا تحابي أي طرف في الأزمة السورية، وقال إنه يشعر «بألم عميق لمعاناة الشعب السوري»، وإن كانت تصريحاته لا تنم عن تغير في موقف بكين الدبلوماسي.
وقال جياباو متحدثا في مؤتمر صحافي في ختام الاجتماع السنوي للبرلمان «الصين ليس لديها مصالح خاصة في قضية سوريا، والصين لا تسعى لحماية أي طرف بما في ذلك حكومة سوريا».
وأوضح أن مطالب الديمقراطية في العالم العربي يجب احترامها، وأن الدول العربية ستتفهم موقف الصين من التغييرات في العالم العربي.
وفي غضون ذلك، قالت وسائل إعلام رسمية أمس، إن الصين ستقدم لسوريا مساعدات إنسانية قيمتها مليونا دولار من خلال الصليب الأحمر في لفتة جديدة لإصلاح العلاقات في الشرق الأوسط. وتسعى بكين وموسكو للرد على اتهامات من زعماء غربيين وعرب بأنها هي وروسيا شجعتا قوات الأسد على القيام بمزيد من أعمال العنف ضد المدنيين حين استخدمتا الفيتو بشأن الأزمة السورية.
ويأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه الموفد الصيني إلى الشرق الأوسط تشانغ مينغ، أول من أمس، أن بكين والجامعة العربية متفقتان على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية. وقال مينغ أمام الصحافيين بعد اجتماع مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في القاهرة إن «هناك توافقا كبيرا بين الصين والجامعة العربية حول حل الأزمة السورية سياسيا».
استقالة عضو أساسي من المجلس الوطني السوري تربك المعارضة

المالح لـ«الشرق الأوسط»: انسحبت كي لا أتحول لـ«شاهد زور»

بيروت: يوسف دياب... شكل انسحاب المعارض السوري هيثم المالح من عضوية المجلس الوطني السوري مفاجأة في أوساط المعارضة السورية، خصوصا في هذه المرحلة الدقيقة التي تمرّ بها الثورة المشتعلة في الداخل. وقد أكد المالح أنه ترك المجلس الوطني كي لا يتحمّل وزر بعض التصرفات التي تحصل فيه.
وقال المالح في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لقد تركت المجلس الوطني، لأني وجدت أن لا مكان لي فيه وكي لا أكون شاهد زور، لأن المكتب التنفيذي الذي كنت واحدا منه لم يعد فيه تفاهم أو تعاون أو شفافية، كما أن المجلس يفتقد إلى العمل المؤسساتي». وأضاف «طالبنا بإعادة هيكلة المجلس ولم نلق آذانا مصغية، ثم دعونا إلى اجتماع للهيئة العامة ولم نحصل على جواب، هناك استفراد من المكتب التنفيذي الذي يضمّ عشرة أشخاص بكل شيء، وأمام هذا الواقع لم أعد أجد نفسي في المجلس الوطني، ولم أجد عملا منضبطا ولا شفافية فانسحبت منه حتى لا أكون شاهد زور».
وردا على سؤال عن الدور الذي يمكن أن يلعبه بمفرده لمساعدة الثورة، أجاب «أنا رئيس التجمع الوطني من أجل دعم الجيش الحر، وسأعمل من أجل دعم هذا الجيش بالمال والسلاح، لأنه لم يعد هناك دور للسياسة، الدور الآن للسلاح حتى نسقط هذه العصابة المجرمة التي تقتل الشعب السوري وترتكب المجازر وتنتهي إلى الأبد».
وعمّا إذا كان بإمكانه العمل من خارج المجلس الوطني لجمع المال وشراء السلاح للجيش الحر، أكد المالح «نحن لدينا إمكانات للتواصل مع السوريين المتمولين خارج سوريا وداخلها أيضا الذين يريدون دعم الثورة وإسقاط عصابة (الرئيس السوري بشار) الأسد، كما أننا نعتمد على إخواننا العرب من أجل لهذه الغاية». وردا على سؤال عمّا إذا كانت استقالته مع عضوين آخرين - وهما كمال اللبواني وكاترين التللي - تؤدي إلى إضعاف المجلس الوطني ومن ثمّ إضعاف المعارضة ومعها الثورة، قال المالح «أنا انسحبت لوحدي كشخص، وهذا المجلس يتشكل من أكثر من 300 عضو ولا أعتقد أن غياب شخص يضعف المجلس».
أما عضو المجلس الوطني نجيب الغضبان، فوصف استقالة المالح بـ«الأمر السلبي». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «يؤلمنا أن يكون عضو في المجلس بقيمة الأستاذ هيثم المالح قد انسحب من المجلس، نحن نعرف أن هناك شكاوى من كثيرين من أعضاء المجلس على الأداء، ولو كان لدينا إطار تنفيذي أفضل منه لكنا انتقلنا إليه جميعا، وانطباع معظم الأعضاء أن هذا المجلس يحتاج إلى إصلاح، لا سيما الأمانة العامة والمكاتب الفنية ونعمل من أجل ذلك».
وأضاف «لكننا نأسف لهذا الانسحاب وكنا نتمنى معالجة التحفظات الموجودة عند زميلنا من الداخل، سيما أن هذا المجلس يمرّ بتحديات كبيرة جدا نتيجة التوسعات (في عدد أعضائه)، ولكوننا نعمل تحت ضغط الجرائم والمجازر التي يرتكبها النظام بحق شعبنا في الداخل، وضغط خارجي يقول بضرورة وحدة المعارضة، وكنا قطعنا شوطا كبيرا على طريق هذه الوحدة كي لا يتخذ المجتمع الدولي من خلافاتنا سببا لعدم مساعدتنا». وأكد الغضبان تفهمه لـ«إحباط المالح المتأتي ليس فقط عن ممارسات المجلس الوطني، إنما أيضا بسبب عجز العرب والمجتمع الدولي حتى الآن عن التعاطي مع هذا النظام المجرم والمآسي الإنسانية التي يفتعلها بحق شعبنا». وقال «بالنتيجة كلنا متطوعون ولا نتقاضى راتبا أو أموالا لقاء عملنا، وكان هدفنا الوصول إلى تفاهمات وتوافق، لكن طالما ارتأى الأستاذ هيثم الانسحاب فإننا نحترم خياره مع أن خروجه خسارة كبيرة».
إلى ذلك، اعتبر عضو «هيئة التنسيق الوطنية» المعارضة مأمون خليفة أن «كل ما يحصل داخل المجلس الوطني، وكل ما يحصل للشعب السوري في الداخل هو بسبب عدم توحد المعارضة». ورأى في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن «المعارضة السورية بكل أطيافها متفقة على إسقاط النظام لكنها مختلفة على الأسلوب». وقال «لو بقي الاتفاق الذي أبرم بين المجلس الوطني وهيئة التنسيق الوطنية ونفذنا هذا الاتفاق لكنا بوضع أفضل، ولكانت الأطراف الدولية ساعدتنا وتعاطت مع الوضع السوري بشكل مختلف».
وردا على سؤال عن إمكانية التوصل إلى اتفاق رغم رفض الهيئة أي تدخل عسكري أو تسليح للمعارضة، أجاب خليفة «نحن لم نقل إننا لا نريد أن يدافع الشعب السوري عن نفسه، بل راهنا على الانشقاقات التي لا تؤثر سلبا على الثورة لأن المنشقين هم من الشعب السوري، وليس أن يبدأ مشروع إسقاط النظام الفاشي بتسليح الناس ونقل الثورة السلمية إلى الاحتراب الأهلي والطائفي».
 
مفجر الثورة السورية لـ «الشرق الأوسط»: سأخطب الجمعة قريبا في الجامع الأموي

إمام المسجد العمري: التقيت الأسد في أبريل الماضي وكان يستمع ولا يجيب.. وقلت له صراحة: إن كنت تريد الإصلاح فهيئ له الأجواء

لندن: محمد الشافعي ... منذ أن غادر شيخ الثورة السورية أحمد الصياصنة إمام المسجد العمري الذي انطلقت منه الثورة قبل نحو عام في درعا، الأراضي السورية سرا إلى الحدود الأردنية التي دخلها يوم 28 يناير (كانون الثاني) الماضي، لم يتوقف عن التواصل اليومي مع أبناء مدينته وعموم السوريين، عبر الهاتف والإنترنت.
الشيخ الضرير، اعتقل مرات عديدة واستشهد ابنه أسامة خلال الثورة وهدد بقتل باقي أبنائه، ويعتبر الشيخ الصياصنة أول من حرك الثورة السورية من خلال خطبه النارية في المسجد العمري بدرعا بجنوب سوريا، التي كان يحضرها ما يزيد على 50 ألفا في بداية الثورة. يتذكر سبعة أشهر من الإقامة الجبرية بعد اعتقاله تحت حراسة قوى الأمن السورية، وفراره بعد يومين من إطلاق سراحه إلى مدينة الرمثا التي دخلها بعد عبور نحو 16 كيلومترا على القدمين، وسعي المخابرات الجوية السورية لاعتقاله مجددا بعد وشاية أحد العملاء، لكن عناية الله ساعدته في الوصول للحد الفاصل في الحدود السورية الأردنية (الشيك) حيث تم استقباله من قبل حرس الحدود في الجيش الأردني، وقدمت له المساعدات اللازمة قبل أن يتم استضافته في مبنى أحد الأجهزة الأمنية حيث قدم له طعام الغداء قبل أن يتم نقله إلى العاصمة عمان. والشيخ الصياصنة كان من أول الداعين للمشاركة في المطالبات بإسقاط النظام في سوريا انطلاقا من مدينة درعا.. وجاء معه الحوار على النحو التالي:
* نبدأ بآخر تطورات الوضع في محافظة درعا.. وهل أنت على تواصل يومي مع الناس هناك؟
- في درعا البلد أو درعا المحطة، رجال الأمن السوري ينتشرون في الأزقة والحارات، و«الشبيحة» في كل مكان، وقناصة النظام على أسطح البيوت والعمارات بالملابس المدنية يترصدون الآمنين، والانفجارات لا تتوقف أيضا، إنه وضع مأساوي إلا ما رحم ربك، والسلطات تشن «حملة اعتقالات» ضد أبناء المدينة، وذلك على خلفية المظاهرات التي لا تهدأ، وتتجدد الاشتباكات في مدينة درعا بعد مشاركة الآلاف من أبناء المدينة في تشييع القتلى، والجامع العمري تحول إلى دار لتقديم واجب العزاء، في قتلي الثورة الأبرار، وكل السكان يعرفون بعضهم فدرعا «مدينة صغيرة»، وبالتالي فهم يعرفون شبيحة النظام والمخربين.
* ما تعليقكم على ادعاء النظام السوري أن المسجد العمري اتهم بإيواء مجرمين، ما الذي حدث فعلا وأنت إمام المسجد قبل أن تغادر الأراضي السورية؟
- المسجد العمري بريء من تهم النظام التي وجهها إليه، الجامع العمري يزدحم في العادة بحفاظ كتاب الله والمؤمنين القانتين المحافظين على الصلوات الراعين لفروض المولى عز وجل، ولا مكان فيه للمخربين والمجرمين، والذي حدث فعلا أن الأمن المركزي وضع فيه سلاحا وصوره الإعلام السوري الكذّاب، زورا وباطلا، على أنه لجماعات مسلحة، وإذا كانت هناك عصابة مسلحة لماذا لا يقبض عليها الأمن، وكيف نقل السلاح في ظل قيود الأمن المفروضة على كل السوريين.
وكان هذا تكملة للجريمة التي سبقت هذه الحادثة حين اعتقلوا الأطفال والشباب وخلعوا أظافرهم وأطلقوا النار على الناس العزل، وحين ذهب الأولياء للاستفسار قال لهم رئيس الأجهزة الأمنية أخبروا نساءكم أن ينجبن أطفالا آخرين.
* بعد لقائكم بالرئيس السوري بشار الأسد أبريل (نيسان) الماضي، والذي كان لكم معه حديث حول الأحداث التي شهدتها درعا، كانت هناك وعود بتشكيل لجنة لرفع مستويات المعيشة ودراسة إلغاء حالة الطوارئ المفروضة في سوريا منذ 48 عاما.. أين الحقيقة وهل أنتم راضون عن نتائجه؟
- نعم التقينا بالرئيس بشار الأسد في يوم 14 أبريل الماضي، وعموما كان الرجل يستمع ولا يجيب ، وقلت له صراحة: «إن كنت تريد الإصلاح فهيئ الأجواء للإصلاح، أما أن تقتلوا الناس وتطوقوا المدن فلن يحقق ذلك الأمن والأمان»، أوضحنا له الصورة جيدا، وقلنا له إن الصورة نقلت له بشكل غير صحيح، عن الوضع في درعا وعن خلفيات الأحداث، والمجازر والفضائح التي وقعت، كما قلنا له إننا نعاتبه كونه لم يزر المحافظة ليقف على الوضع الحقيقي فيها، واليوم الوقت تأخر كثيرا في سوريا، وهناك انتفاضة شعبية تزأر في الشارع السوري. وأوضحنا أنه منذ شهور طالبنا بإصلاحات جدية وسريعة لتوفير الوقت والجهد والخسائر على الشعب السوري، ووعدنا بسحب قوات الأمن المركزي منها، وقانون للأحزاب وآخر للصحافة، وإطلاق سراح المعتقلين، إضافة إلى رفع حالة الطوارئ، والقيام بإصلاحات شاملة تلبي رغبات السوريين، ولمسنا منه أنه لم تنقل إليه الصورة بوضوح، غير أننا لم نر شيئا من تلك الوعود يتحقق على الأرض في المدن السورية، وأستطيع القول إن آفاق الإصلاحات تأخرت كثيرا في سوريا، ولم يكن هناك أمام الشعب إلا الانتفاضة على ما يجري، والانتفاضة الشعبية في المدن السورية لن تتوقف حتى يتحقق الإصلاح بسقوط النظام.
* كيف تفسّر الاستجابة القوية لعلماء الأمة الإسلامية في الفترة الأخيرة لما يحدث في سوريا.. وما موقفكم من الحملة التي تشن ضد الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين؟
- أنا مع الشيخ يوسف القرضاوي في رأيه، أحترمه في آرائه وأحبه، وهو رجل مجاهد يقول كلمة الحق وأجره على الله ، رغم أني لم ألتق به ولا أعرفه عن قرب، ولست مع من يتكلم عنه بأي سوء، أما عن الشيخين البوطي ومفتي سوريا أحمد حسون فهما من علماء السلطان ومنبوذان من قبل السوريين بأنهما اشتريا الضلالة بالهدى، واشتريا الحياة الدنيا بالآخرة، وهذه صفة كل عالم لا يقول الحق، لأنهما لم يقفا إلى جانب المظلومين والمضطهدين، وأقول للشيخين هل من خرج مطالبا بحريته وكرامته أصبح مجرما، الأمن المركزي قتل من تظاهر سلميا للمطالبة بحريته، والنظام تعود على قول نعم فقط، وحين قال الشعب لا، قتلوه، وقالوا إنه مجرم وخائن، هل نقبل بالضرب والتعذيب حتى نكون سوريين، جريمتنا هي المطالبة بالحرية. إن أمنيتي اليوم التي أدعو الله لأجلها ليل نهار، أن يمنحني طول العمر لألقي خطبة الجمعة في المسجد الأموي أو المسجد العمري، الذي تركت فيه أحد تلامذتي هناك حتى يتحقق الفرج من عند الله، إنني أشعر أن فرج الله قريب بسقوط هذا النظام.
* ما السيناريوهات المتوقعة من وجهة نظركم؟
- الوضع مؤلم الآن في الشارع السوري بعد المذابح التي ارتكبها عناصر حزب الله وجيش المهدي القادم من العراق، لأنهم هم الذين ذبحوا الناس في حمص وحماه وإدلب، وأعتقد أن الثورة التي سيرها الله لن تتوقف حتى يتحقق الحق، وستمضي حتى النصر، ولا أعتقد أن المظاهرات ستتوقف، لأن الشعب السوري مل الوعود، والمواطنين اليوم بعد المذابح لا يثقون في وعود النظام، الرئيس بشار الأسد منذ توليه مقاليد الحكم في سوريا تحدث عن الإصلاحات وتفاءلنا خيرا حينها، لكن لم نر شيئا من تلك الإصلاحات على الأرض، يبدو أن الطبقة الحاكمة وقفت ضد الإصلاحات التي جاء بها، وبذلك فقد الناس الثقة في النظام، وبعد جرائم القتل العديدة لا يوجد من يثق في نظام بشار الأسد اليوم، ثم هل يعقل أن ننتظر من الفاسد والمفسد أن ينجز إصلاحا، الجهاز كله فاسد، ولا ننتظر شيئا سوى رحيل النظام، على الأرض عناصر حزب الله والحرس الثوري الإيراني وجيش المهدي القادم من العراق ينفذون المذابح وقطع الرقاب بحق المعارضين، وندعو العلماء والمشايخ في مصر والعالم العربي والإسلامي للدعاء لأهالي درعا وسوريا ليفرج عنهم محنتهم، وعندما أذهب إلى مسجد في الأردن اليوم أو العاصمة عمان وأسمع خطيب لا يتحدث عن مأساة أهل سوريا أشعر بالأسى، ومنذ مدة ذهبت إلى العاصمة عمان وسمعت خطيب الجمعة يتحدث عن الكارثة الكروية في استاد بورسعيد المصرية بين فريقي الأهلي والمصري البورسعيدي، ونسي الشيخ أن يتطرق من قريب أو من بعيد إلى محنة السوريين اليومية لحظتها شعرت بالحزن، ولذا فإني أدعو المولى عز وجل أن يفك كرب السوريين بإزالة هذا النظام.
صحافيان تركيان مفقودان في سوريا.. وأنقرة تحمل السلطات السورية مسؤولية سلامتهما

تركيا: لا ننوي الاتصال بمسؤولي دمشق

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: ثائر عباس ... أعلنت تركيا أمس أن اثنين من مواطنيها «فقدا» داخل سوريا، مؤكدة أنها ستبذل كل جهد ممكن لاسترجاعهما سالمين إلى عائلاتهما. وقال سلجوف أونال الناطق بلسان الخارجية التركية لـ«الشرق الأوسط» إن وزارة الخارجية التركية لن تجري أي اتصالات رفيعة المستوى مع الجانب السوري لجلاء مصير الصحافيين المفقودين، آدم أوسكوز مراسل جريدة «حياة جيرتشيك» (الحياة الواقعية) وصحيفة «ملليت» ومصوره حميد جوشكون، لكنه أوضح أن الخارجية أبلغت سفارة تركيا في دمشق وقنصليتها في حلب بالأمر وكلفتهما تقصي أخبارهما والعمل لإعادتهما سالمين، مشيرا إلى أن «لا أنباء بعد حول مصيرهما». وأوضح أنه لا يعلم ما إذا كانا دخلا سوريا عبر المعابر الرسمية الحدودية، لكنه أضاف: «لا أعتقد ذلك».
وقال وزير الخارجية أحمد داود أوغلو إن تركيا قد بدأت تحقيقات لاكتشاف ما حدث للصحافيين المفقودين في سوريا منذ أربعة أيام. وأكد أن «تركيا ستبذل كل جهد ممكن لحماية حقوق المواطنين التركية في الخارج»، محملا سوريا مسؤولية سلامة الصحافيين، معتبرا أن الصحافيين الذين هم في الخدمة في المناطق التي ضربها الصراع في العالم لديهم نوع من الحصانة. وكل دولة يتوجب عليها القيام بما يلزم لحمايتهم، متوقعا نجاح الجهود التركية للعثور على الصحافيين.
وكان الصحافيان غادرا إلى سوريا منذ أربعة أيام حيث اختفت آثارهما في شمال غربي مدينة إدلب، معقل الثوار. وكرر أونال تحذيرات سابقة من الوزارة في ما يتعلق بدخول سوريا. وقال: «إننا ننصح المواطنين الأتراك الذين يتعين عليهم استخدام الطرق السريعة أن يكونوا حذرين، ويكونوا على بينة من المخاطر والسفر بقوافل، إذا كان ذلك ممكنا».
وتجمهرت مجموعة من المواطنين الأتراك بينهم راضية أوسكوز زوجة الصحافي المفقود، أمام مبنى وزارة الخارجية لطلب معلومات عن حالة الصحافيين، في أنقرة مساء أول من أمس. بعد أن سارت المجموعة إلى السفارة السورية في أنقرة للاحتجاج على هذا الحدث. وحذر محمد خليل كايا، وهو صديق للصحافيين من أنهما من الممكن أن يتعرضا للأذى من قبل النظام البعثي، موضحا أن «أوسكوز عاش في سوريا منذ سنوات ويعرف جيدا الوضع السياسي في سوريا ونظام البعث يعرفه جيدا جدا. لهذا السبب نحن قلقون على حياتهما»، وقال كايا: «نحن قلقون على حياة أصدقائنا. نريد معلومات من السلطات السورية»، وقال أيوب جوكان إن المسيرة أمام السفارة ستستمر، حتى يؤكد المسؤولون مكان وجود أصدقائهم.
المعارضة السورية: من التنسيقيات.. إلى المجلس الوطني

مسيرة «تأطير» الثورة السورية خلال عام

جريدة الشرق الاوسط..... بيروت: نذير رضا ... لم يكن من السهل أن تتبلور معارضة سورية موحدة، في ظل نظام حكم البلاد لأكثر من 40 سنة موزعا معارضيه بين الزنزانة والمنفى.. والقبر. احتاجت المعارضة السورية أشهرا عدة قبل أن تبلور خطابها ومؤسساتها التي يبدو أنها لا تزال تحتاج إلى الكثير من العمل، غير أن الجميع يشهد بأن ما تحقق لم يكن سهل التحقيق.
رسمت وتيرة الأحداث داخل سوريا خريطة جديدة للمعارضة السورية، لم تتشكل نواتها قبل مؤتمر أنطاليا الذي ضم ثلاثمائة شخصية سورية معارضة. قبل هذا المؤتمر، كانت الكلمة الفصل للجان التنسيق المحلية، وجموع المعارضين في الداخل الذين تحدوا قرارات منع التجول والتظاهر، وردوا على الأجهزة الأمنية بالهتاف ضد النظام والمطالبة بإسقاطه. استأثر هؤلاء على المشهد الميداني، وحددوا خيارات المرحلة السياسية المقبلة، وسبقوا المعارضين إلى تغيير الوضع القائم، بأشواط.
في هذا الوقت، كان «المعارضون التقليديون» الذين عُرفوا بمعارضة النظام قبل سبع سنوات، وتحديدا يوم إعلان ربيع دمشق، تائهين بين خيار إسقاط النظام في الشارع، أو مواصلة نضالهم الصامت لإحداث تغيير فعلي في البلاد، تتمخض عنه انتخابات نيابية ورئاسية نزيهة، وتتكرس حرية التداول الإعلامي، وتُفتح آفاق تداول السلطة بطريقة ديمقراطية.
وجاء مؤتمر أنطاليا ليعلن أول تشكيل رسمي للمعارضة الحقيقية التي حظيت بترحيب المجتمع الدولي، واستمدت شرعيتها من فسيفساء المجموعات المعارضة التي اجتمعت في المؤتمر، وناقشت الهواجس السورية، وحددت خيارات المستقبل المتمثلة بالمطالبة باستقالة الرئيس السوري بشار الأسد، وتسليم السلطة لنائبه فاروق الشرع وتحديد موعد لانتخاب مجلس شعب جديد ينتخب بإرادة الشعب.
ويقول متابعون إن ذلك المؤتمر، رغم تأخره عن الانعقاد، ومعارضته من قبل لجان التنسيق المحلية الذين يعتبرون أنفسهم قادة الميدان وشركاء المستقبل، «بدد هواجس الثائرين في الداخل، الذين يتخوفون من إسقاط الدولة». ويشير هؤلاء إلى اعتقاد «كان يسري بين المتظاهرين بأن التدخل الأجنبي يهدف إلى إسقاط الدولة بمؤسساتها، فيما يريدون هم إسقاط النظام فقط». غير أن تجمع أفرقاء المعارضة السورية في الخارج في مؤتمر واحد، «منح الناشطين في الداخل ضمانة بأن اتفاق المعارضة سيحافظ على كيان الدولة». وأسس هذا المؤتمر، رغم التباينات في وجهات نظر أعضائه، لمجموعة خطوات لاحقة، كان أهمها الإعلان عن تشكيل المجلس الوطني السوري برئاسة دكتور برهان غليون.
في مقابل مؤتمر أنطاليا الذي يعد أول هيئة منظمة لتحركات المعارضة السورية في الخارج، كانت دمشق تحتضن مؤتمرا للمعارضة في الداخل، تحت شعار «سوريا للجميع في ظل دولة ديمقراطية مدنية»، حضرته 200 شخصية معارضة ومستقلة سورية، دعم الانتفاضة السلمية مطالبا بتنفيذ الإصلاحات وإنهاء الحل الأمني. غير أن هذا المؤتمر، كما المؤتمر التشاوري للحوار الذي انعقد في شهر يوليو (تموز) في دمشق، لم يحظَ بإجماع المعارضين، وخصوصا المعارضة في الخارج التي اعتبرت أن المؤتمر يبرّئ النظام، ويسلفه أوراقا رابحة، كما لاقى معارضة لجان التنسيق المحلية والمعارضين الآخرين في الداخل الذين اعتبروا أن الحوار مع النظام يعني مشاركته جرائمه، ولا حل من غير تنحي الرئيس الأسد.
والواقع أن تشكيلات المعارضة السورية، منذ انطلاقة الاحتجاجات في منتصف مارس العام الماضي، اصطدمت بحواجز كثيرة، حيث لم ترضِ طموحات جميع أفرقاء المعارضة التي بدت في أغلب الأحيان منقسمة على الخيارات، بين الخيار العسكري والخيار السياسي، كما بدت منقسمة في وجهات نظرها إزاء الأحداث التي تدهورت يوما بعد يوم. وجاء مؤتمر اسطنبول الذي عُقد في 16 يوليو للحدّ من الانقسامات وتفاوت وجهات النظر بين الداخل والخارج، ولتعزيز الشراكة الحقيقية في القرار الوطني بين شباب التنسيقيات والشخصيات المعارضة في الخارج، حيث تم الاتفاق على تشكيل «هيئة إنقاذ وطني» تتألف من «ممثلين للمعارضة» ومن «شباب الثورة السورية»، وتم اختيار المحامي المعارض هيثم المالح رئيسا للهيئة.
هدّأ هذا المؤتمر من حدة الخلافات والتباينات، لكنه لم يرضِ طموحات الجميع، إذ شكك المعارضون في الداخل بقدرة الهيئة على التعبير عن أطياف المجتمع السوري، مطالبين بتحويل الأقوال إلى أفعال، رغم إعلان المالح أن الهيئة «ستعمل على بناء نظام تعددي وديمقراطي في سوريا وستقوم بانتخاب لجنة من 15 شخصا ستعمل في خارج سوريا وستقوم بمساعدة شباب الثورة في الداخل».
ولم تتوقف محاولات «جمع الشمل» بين أطياف المعارضة السورية التي شكلت لجانا وهيئات ومجالس بغية تحقيق مطالب الشعب. فبعد التشكيك بدور «هيئة الإنقاذ»، واصطدامها بعراقيل لوجستية وسياسية وفكرية، ولدت «الهيئة العامة للثورة السورية» في 18 أغسطس (آب) في اسطنبول أيضا، التي تكونت من أربعين فريقا معارضا، يضم تنسيقيات واتحادات تنسيقيات الثوار، وهدفت إلى توحيد جهود الثوار وبناء دولة حرة ومدنيّة وديمقراطية تحترم حقوق الإنسان وتكفل الحرية والمساواة والكرامة لجميع المواطنين السوريين.
تلك الهيئة، لم تكن بديلا لتجمع المعارضين السياسيين في إطار تنظيمي موحد، ولا تزال تمارس دورها، تحقيقا لمبادئها التي قامت لأجلها، وأهمها إسقاط النظام «من أجل تمكين شعبنا السوري بمكوناته المختلفة من بناء دولته المدنية الديمقراطية، وتحقيق تطلعاته في الحرية والمساواة والكرامة واحترام حقوق الإنسان، والالتزام بمبادئ الثورة الأساسية، وهي الوحدة الوطنية وسلمية الثورة، لا طائفيتها».
ووسط «زحمة» الهيئات والتنسيقيات، جاء إعلان المجلس الوطني السوري في 2 أكتوبر (تشرين الأول) لينهي الانقسامات بين أطياف المعارضة، ويرسم خريطة طريق واضحة ورسمية لمسارها السياسي، ويحدد خياراتها. وأعلن رئيس المجلس المفكر برهان غليون عن أنه يشكل «إطارا موحدا للمعارضة السورية» يضم كافة الأطياف السياسية من الليبراليين إلى الإخوان المسلمين ولجان التنسيق المحلية وأكراد وآشوريين.
تمثلت في المجلس أغلب أقطاب المعارضة، منهم «الإخوان المسلمون» وأعضاء من «إعلان دمشق» و«المؤتمر السوري للتغيير»، فضلا عن شخصيات مستقلة وتكنوقراط. ويعتبر المجلس المظلة السياسية التي تجمع الشخصيات الوطنية والقوى المساهمة في الثورة، تلك المتفقة على إسقاط النظام، وإقامة نظام ديمقراطي تعددي. وبحسب البيان التأسيسي للمجلس، جاء بفعل «الحاجة إلى تشكيل مجلس يضم الكفاءات الوطنية والشخصيات الفاعلة، ويعمل بمثابة مظلة سياسية للثورة السورية في المحافل الدولية دعما لقضية الشعب السوري العادلة في التحرر من الاستبداد وبناء دولته المدنية الديمقراطية». وحظي بدعم لجان التنسيق المحلية التي تمثل حركة الاحتجاج السورية ضد النظام في الداخل.
لاقى تأسيس المجلس ترحيبا دوليا، واعترفت به بعض الدول، منها ليبيا ومصر، بعد فترة وجيزة من تأسيسه، كممثل شرعي للشعب السوري.. وبادر إلى التنسيق مع الجناح العسكري للثورة «الجيش السوري الحر»، وإلى نسج العلاقات الدولية الهادفة إلى تحقيق مطالب الشعب السوري.
«الحريقة».. أول مظاهرة شهدتها سوريا ضد نظام الأسد خلال 40 عاما

الناشطون السوريون يرون أنها «الصرخة الأولى المدوية» و«أول نسمة مزهرة حملها الربيع العربي»

جريدة الشرق الاوسط..... لندن: نادية التركي.... أدت مظاهرة عفوية في حي الحريقة بدمشق إلى استنفار كامل في أجهزة الأمن، المستنفرة أصلا بعد الأحداث التي شهدتها مصر وتونس، حيث أعطيت تعليمات بعدها بعدم التعرض لأي مواطن، وعدم توفير أي سبب للتوتر مع المواطنين. وتجمع في هذه المظاهرة عدد من المواطنين بعد أن اعتدى شرطي على أحد المواطنين، في 17 فبراير (شباط) من العام الماضي، وهتف المتظاهرون لأول مرة «الشعب السوري ما بينذل»، وحضر وقتها وزير الداخلية، وتحدث للمتظاهرين في محاولة لتهدئتهم. و«تم تداول الفيديو الخاص بالمظاهرة بين السوريين بشغف كبير، فهم كانوا يرون فيه أول تجمع يهتف فيه الناس لحريتهم، ويصرخون بأنهم لا يقبلون الذل، رغم أنه كان متوقعا أن بعض الأفراد الموجودين في التجمع سوف يقومون في نهاية التجمع عند وصول الوزير بالهتاف بحياة بشار، فلم يكن من المعتاد أن يخرج الناس ليهتفوا للرئيس من دون إذن، فكيف بتجمع غير مرخص وأمام وزير الداخلية نفسه؟»، حسبما قال الناشط السوري وعضو المجلس الوطني عبيدة فارس.
أما الكاتبة الدمشقية والناشطة في مجال حقوق الإنسان إيمان البغدادي، فكتبت في رسالة إلكترونية لـ«الشرق الأوسط»: «بينما كنت جالسة في غرفتي أحضّر مقالا عن وضع الأطفال في الشرق الأوسط وضرورة تطوير وسائل التعليم، وصلتني رسالة معنونة بـ(مظاهرة في الحريقة)، فتحت الرابط فورا وشاهدت الفيلم مرتين متتاليتين، وبالكاد كنت أصدق ما أراه، فقد كنت غادرت سوريا قبل خمسة أسابيع فقط ولم أشعر بأي إشارة أو نبض جديد، وعندما غادرت سوريا لم أتخيل أبدا أن الحراك سيبدأ بهذه السرعة، بالإضافة لأنني أعرف بالضبط كمية الخوف التي تم زرعها بعناية في نفوسنا، وأعرف بالضبط قساوة وتعقيد تلك القبضة الأمنية وتشابكها في كل حيثيات حياتنا. لذلك كان من الصعب أن أتخيل أن يخرج السوريون ليتظاهروا حتى ضد غلاء الأسعار. ومع هتاف (الشعب السوري ما بينذل) اجتاحتني كل أنواع المشاعر دفعة واحدة، فقد كنت وقبل أيام من مشاهدة هذا الفيلم أتقافز أمام شاشة تلفازي ودموع الفرح تملأ عيوني بينما أشاهد سقوط ثاني ديكتاتور مع بداية عام جديد، وحينها سألت نفسي بشيء من الغصة: متى سيأتي دورنا ونتحرر؟ كنت أدقق في وجوه المتظاهرين وأرى الكثير من الوجوه المستغربة وكأنهم هم أنفسهم لم يكونوا مصدقين أنهم يتظاهرون. في البداية لم أفهم بالضبط سبب تلك المظاهرة، فقد تعارضت الهتافات، فبينما هتف البعض لدقائق (الشعب السوري ما بينذل)، اخترقهم صوت يهتف (بالروح بالدم نفديك يا بشار)، ثم علا من جديد (الشعب السوري ما بينذل) ليؤكد لي أنها مظاهرة لاسترداد الكرامة. كان واضحا حجم الهلع الأمني الذي أرسل وزير الداخلية بنفسه بسيارته المحصنة محاولا قتل روح تلك المبادرة العظيمة بقوله لهم (أهذه مظاهرة؟ عيب عيب)، وظلت بعض الأصوات التي تدفق لها شعور الحرية تهتف من بعيد (الشعب السوري ما بينذل)».
وأضافت البغدادي، وهي أصيلة دمشق «برأيي أنه بعد أن استشعر السوريون طعم الحرية الذي تسلل من تونس ومصر قرروا أن يتذوقه بأنفسهم وعلى أرضهم. أعتقد أنه كان لهذه المظاهرة الصغيرة العفوية التي قد تبدو للبعض هشة دور أساسي في انطلاق ثورة الكرامة التي ستنتصر رغم كل هذا العنف والبربرية الممارسة من قِبل النظام الأسدي».
أما الصحافي السوري إياد شربجي، فقال عبر البريد الإلكتروني «إن أهمية تجمع الحريقة تتأتى من كونه كان الصرخة الأولى المدوية للناس في الشارع، وذلك بعد صمت طويل قارب الأربعين عاما. أعتقد أن الإساءة التي ارتكبها رجل شرطة ضد أحد التجار لم تكن هي السبب بقدر ما كانت حجة للناس لتفجر غضبها المكبوت، ففي هذه المظاهرة التي التأم بها أكثر من 1000 شخص خلال أقل من ربع ساعة، شعر النظام السوري بالخطر، وجاء وزير الداخلية على الفور ليهدئ الموقف ويعتذر من الناس. أعتقد أن هذه الحادثة وحتى إن لم تكن الشرارة الحقيقية للثورة السورية، فإنها بالتأكيد كانت الدليل على أنها قادمة إلى سوريا لا محالة». أما عبيدة عامر، الناشط الإعلامي الدمشقي، فقال «كانت موقعة الحريقة في الـ17 من فبراير أول نسمة مزهرة حملها الربيع العربي إلى سوريا، فتنفس الشعب ولأول مرة منذ أربعين عاما طعم الحرية بعيدا عن الخوف والقتل.. واضلف وأضاف عامر في رسالته الإلكترونية لـ«الشرق الأوسط» «صار واضحا أن جسم سوريا قابل لأن يأخذ عدوى الثورة، ونظامها ليس بدعا من الأنظمة.. مما جعل حسابات كل من الشعب والسلطة تتغير، وصارت كلمة (الثورة) متداولة - ولو بهمس - في حارات سوريا وأروقة البيت السياسي».
أسماء التصقت بالثورة.. وتحولت رموزا ملهمة للمتظاهرين

أبرزها حمزة الخطيب وغياث مطر ومشعل تمو وحسين هرموش وإبراهيم القاشوش وعلي فرزات

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: ليال أبو رحال... ارتبطت الانتفاضة السورية منذ اندلاعها في منتصف شهر مارس (آذار) 2011 بمجموعة من الأشخاص الذين أسهموا في صنعها، بطريقة أو بأخرى، فطبعت أسماؤهم في ذاكرة السوريين وكل المواكبين للمشهد السوري على مدى عام بأكمله. من الطفل حمزة الخطيب مرورا بالناشط غياث مطر و«بلبل الثورة السورية» إبراهيم القاشوش ورسام الكاريكاتير علي فرزات، وصولا إلى المقدم حسين هرموش والمعارض الكردي مشعل تمو.. كلها أسماء أمست أشبه بـ«رموز» أو «أيقونات» مرتبطة بالثورة السورية، شأنها شأن بوعزيزي تونس وخالد سعيد مصر.
بعد مرور أكثر من شهرين على بدء التحركات الشعبية في سوريا، برز اسم الطفل حمزة الخطيب، ذي الـ13 عاما، الذي لم يتسنَ له أن يعيش ليحقق حلمه بأن يصبح شرطيا. وبعد اعتقاله ومجموعة من الأفراد في مسيرة معارضة للنظام في 29 أبريل (نيسان) الماضي في مدينة جيزا، القريبة من درعا في مظاهرات دعت إليها المعارضة تحت عنوان «مظاهرات جمعة الغضب»، عاد الطفل إلى والديه جثة متوردة في الخامس والعشرين من شهر مايو (أيار) الماضي. في الخامس من يونيو (حزيران) الماضي، بدأت معاناة عائلة هرموش في محافظة إدلب، مع انشقاق المقدم حسين هرموش، وهو من أوائل الضباط السوريين الذين انشقوا عن الجيش السوري النظامي، احتجاجا على «القتل الجماعي للمدنيين العزل وتوريط ضباط الجيش وأفراده في مداهمة مدن وقرى آمنة، وقتل أطفال ونساء وشيوخ وارتكاب المجازر الجماعية»، وفق ما أعلنه في بيان انشقاقه.
وشكل انشقاق هرموش، الذي أطلق «حركة الضباط الأحرار» في جسر الشغور، مقدمة لحملة ملاحقات أمنية لم تستثن فردا من أفراد أسرته، الذين دفع بعضهم حياته ثمنا لذلك، مما دفعه للهرب إلى تركيا والانضمام إلى مخيمات اللاجئين التي أقيمت في منطقة أنطاكيا. وفي التاسع والعشرين من شهر أغسطس (آب) الماضي، خرج هرموش من مكان إقامته متوجها إلى عشاء للقاء أحد الضباط الأتراك في مدينة أنطاكيا، من دون أن يعود أدراجه، ليظهر بعدها محتجزا لدى النظام السوري، من دون أن تتضح حقيقة ما حصل معه وكيفية اختطافه ووصوله إلى يد السلطات السورية. في 15 سبتمبر (أيلول) الماضي، بث التلفزيون الرسمي السوري ما سماه «اعترافات» هرموش، أعلن خلالها أن عودته إلى سوريا «تلقائية»، وأنه قام بالانشقاق والفرار بسبب «ما شهدته الساحة من أحداث دامية حيث سقط في الشارع قتلى كثيرون». وأكد أنه «لم يعط لي أي أمر بإطلاق النار على مدنيين أو غير مدنيين».
وبينما لم يظهر هرموش بعد اعترافاته هذه، تضاربت المعلومات بعد 30 يناير (كانون الثاني) الماضي بشأن إقدام النظام السوري على تصفية هرموش، على خلفية نقل منظمة حقوقية باسم «الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان» عن «مصدر عسكري وثيق الاطلاع»، قوله إن «كتيبة من عناصر المخابرات الجوية، نفذت الأسبوع الماضي حكم الإعدام رميا بالرصاص بحق المقدم هرموش في ساعة متأخرة من الليل».
في موازاة ذلك، أقدمت عناصر من الأمن و«الشبيحة» في الرابع والعشرين من أغسطس الماضي، على اختطاف رسام الكاريكاتير السوري والعالمي علي فرزات، بعد مهاجمته في دمشق والاعتداء عليه في سيارته وهو في طريق عودته من مكتبه إلى المنزل. وبثت وسائل الإعلام صورا لفرزات وهو ملقى على سرير في المستشفى، بعد أن قامت العصابة التي اختطفته برميه على طريق المطار بعد ضربه ضربا مبرحا، خصوصا على أصابعه ويديه، في محاولة لترهيبه وكسر يديه اللتين تجرأتا على رسم لوحات كاريكاتيرية ناقدة للنظام السوري ولأدائه في قمع المتظاهرين.
واستخدم فرزات رسومه الكاريكاتيرية في معركة علنية ضد النظام في سوريا، وهو ما أثار امتعاض النظام السوري، حيث اتهم الأسد، فرزات بـ«طعنة في ظهره» خلال لقائه أهالي مدينة جوبر. وكانت علاقة تجمع بين فرزات والرئيس الأسد، تطورت في السنوات الأولى لحكم الأخير، ووصلت إلى حد منح فرزات ترخيصا لإصدار جريدة مستقلة بعد 40 عاما (منذ عام 1963) من منع إصدار الصحف الخاصة في سوريا، إلا أن ما لبثت العلاقة أن ساءت بين الرجلين بعد تضييق الأسد على جريدة فرزات (جريدة «الدومري») وصولا إلى إغلاقها في عام 2004، الأمر الذي دفع فرزات إلى التحول لخصم لدود للأسد ولنظامه.
ووفق ما أورده ناشطون وما كتبه على صفحة تحمل اسم «كلنا الشهيد البطل إبراهيم قاشوش»، فقد ظفرت القوى الأمنية صباح الثالث من يوليو بقاشوش خلال توجهه إلى عمله، ليذبح بعدها بطريقة همجية، حيث اقتلعت حنجرته وتم تمزيق جسده بالرصاص، ورميت جثته بعد ذلك في نهر العاصي. وأظهرت مقاطع فيديو تم بثها على «يوتيوب» جثة إبراهيم التي بدت آثار التعذيب واضحة عليها.
«نحن وإياكم يدا بيد لنتحرر من السجن الكبير».. هي العبارة التي وسم بها المعارض الكردي البارز مشعل تمو، الناطق باسم تيار المستقبل الكردي والقيادي الذي يحظى باحترام السوريين كافة، صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك». وفي حين باءت محاولة اغتيال تعرض لها في 8 سبتمبر الماضي بالفشل، وعلى الرغم من محاولته أن يتوارى عن الأنظار والتنقل بسرية بعد سلسلة تهديدات تلقاها على خلفية دعمه العلني لتحركات الشعب السوري ومساندته للمعارضة السورية والمجلس الوطني السوري الذي كان أول من أعلن تأييده له، تمكن 4 مسلحين في الخامسة من مساء السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي من اقتحام منزل تمو، حيث كان موجودا مع ابنه مارسيل والناشطة زاهدة رشكيلو وقاموا بإطلاق النار عليهم. وبينما نحا ابنه ورشكيلو، قتل تمو على الفور ليكون بذلك «أول شهداء الثورة السورية» في القامشلي، وأطلق نبأ مقتله في يوم «جمعة المجلس الوطني يمثلني» مظاهرات غاضبة سارت في القامشلي، وتخللها حرق صور رموز النظام وإزالة لتماثيل الرئيس السوري الراحل، حافظ الأسد. كما تحول تشييع تمو في اليوم التالي إلى مظاهرات ساخطة طالبت بإسقاط نظام الأسد، وأدى إطلاق القوى الأمنية النار على المشاركين فيها إلى مقتل 6 متظاهرين.
في مدينة داريا الواقعة في ريف دمشق، برز اسم الناشط غياث مطر كواحد من أبرز منظمي المظاهرات التي خرجت في المدينة، وهو لم يتردد خلال مشاركته فيها في تقديم الماء والورود إلى عناصر الأمن والجيش. في السادس من سبتمبر الماضي، قرر غياث أن يرافق الناشط السياسي يحيى شربجي، الذي كان مطلوبا من القوى الأمنية، بعد تلقي الأخير اتصالا من شقيقه معن بأنه قد أصيب بجراح وموجود في مكان معين. وما إن بلغه شربجي ومطر حتى تبين أنهما وقعا في فخ كمين خططت له القوى الأمنية التي كانت أجبرت معن شربجي على الاتصال بشقيقه والادعاء بأنه مصاب.
بعد مضي 4 أيام على اعتقاله، عاد غياث مطر جثة هامدة إلى عائلته، إثر وفاته تحت التعذيب، وتم تشييعه في اليوم عينه وسط أجواء من الغضب والحزن العارم. وخلال مجالس عزاء أقيمت له، حضر وفد دبلوماسي للتعزية، تقدمه السفيران الأميركي والفرنسي، وما إن هم السفراء بالمغادرة حتى قامت قوات الأمن باقتحام مجلس العزاء، مطلقة العيارات النارية والقنابل المسيلة للدموع من أجل فض المجلس.
أهم الأحداث التي مهدت لانطلاق الثورة

أول جمعة في تاريخ الثورة السورية كانت يوم 18 مارس

جريدة الشرق الاوسط.... لندن: نادية التركي.... يحتفل السوريون اليوم بالذكرى الأولى لثورتهم، ومهدت لانطلاقتها الفعلية الكثير من الأحداث التي حاول السوريون من خلالها التعبير عن غضبهم ورفضهم للنظام السوري.. «الشرق الأوسط» حاولت رصد أهم هذه الوقائع وتواريخها، وتمكنا من تلخيصها في النقاط التالية التي ساعدنا في إعدادها الناشط السوري وعضو المجلس الوطني عبيدة فارس:
* 18 - 1 - 2011: تأسست «صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد»، لتكون أول صفحة على الـ«فيس بوك» من نوعها، وكان معظم السوريين آنذاك غير مصدقين أن هناك من يجرؤ على كتابة اسم «الثورة السورية»، وهي الصفحة التي ستكون مركز عمليات للثورة لاحقا.
* 3 - 2 - 2011: اعتصام بالشموع للتضامن مع ثورة مصر، ونظم الاعتصام الأول بالشموع أمام مقر السفارة المصرية، بينما نظم الثاني عند باب توما في دمشق القديمة، وتعرض النشطاء الذين شاركوا في هذا الاعتصام للضرب والاعتقال.
* دعت «صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد» إلى تنظيم «يوم غضب» في سوريا يوم 5 فبراير (شباط) 2011، لتكون أول دعوة علنية للثورة على النظام منذ عقود، ولم تجر يومها تحركات تذكر، إلا أن هذه الدعوة أحدثت توترا كبيرا لدى الأمن والشارع، حيث أشعرت النظام أن وصول الثورة إلى سوريا ما هو إلا مسألة وقت. وبلغ عدد المشاركين في الصفحة آنذاك نحو 2000 مشترك، وهو رقم قياسي في ذلك الوقت. وما زال النشطاء إلى الآن يتفاخرون بأنهم كانوا من أول مائة شخص أو أول خمسمائة شخص انضموا للصفحة!
* 17 فبراير: خرجت مظاهرة عفوية في حي الحريقة بدمشق، حيث تجمع عدد من المواطنين بعد أن اعتدى شرطي على أحد المواطنين، وفي هذه المظاهرة هتف المتظاهرون لأول مرة «الشعب السوري ما بينذل»، حضر وقتها وزير الداخلية، وتحدث للمتظاهرين، وقال لهم: «هي اسمها مظاهرة، هذا عيب». كانت هذه المظاهرة هي الأولى منذ عدة عقود، والتي يتجمّع فيها الناس من دون تنظيم من أجهزة الدولة، وليهتفوا للنظام.
* 8 مارس (آذار) : تم توزيع رابط من وكالة «سانا» للأنباء، يظهر مرسوما صادرا عن الرئيس بشار الأسد يتضمن عفوا عاما عن الجرائم السياسية المرتكبة قبل تاريخ 8 - 3 -2011 (وتبين لاحقا أنه تعديل على المرسوم الذي صدر يوم 7 - 3 - 2011) أدى هذا الأمر إلى حراك بين أهالي المعتقلين الذين يمكن أن يشملهم العفو، بالإضافة إلى بلبلة في التصريحات الرسمية، إلى أن اضطرت الوكالة إلى إصدار نفي رسمي لهذا الخبر.
ولم يعرف إلى اليوم ملابسات ما حدث بالضبط، هذا الأمر دفع أهالي المعتقلين إلى التحرك للمطالبة بأبنائهم بعد أن عاد الأمل لهم بالإفراج عنهم، فتجمعوا يوم 16 - 3 - 2011 أمام وزارة الداخلية في تجمع غير مسبوق (بعد أن دعت صفحة الثورة السورية يوم 15 - 3 - 2011 للتظاهر أمام وزارة الداخلية)، لكن الأمن فرق المظاهرة، واعتقل عشرات من المشاركين، من بينهم الناشطة سهير الأتاسي، والدكتور طيب تيزيني، والناشط مازن درويش، وفي اليوم التالي 17 - 3 - 2011، تجمع عدد من أهالي المعتقلين، ليقدموا رسالة إلى وزير الداخلية، ورفعوا صورا للمعتقلين، وشعارات تطالب بالحرية لهم.
* 12 مارس: خرجت مظاهرة في القامشلي إحياء لذكرى شهداء 2004.
* 14 مارس: دعت «صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد» إلى التظاهر يوم 15 - 3، وحددت سوق الحميدية ليكون مكان الانطلاق. وبالفعل، انطلقت أول مظاهرة في سوق الحميدية في ذلك اليوم، شارك فيها بضع مئات.
* 15 - 3: أعلنت «صفحة الثورة» عن مظاهرة أمام وزارة الداخلية في اليوم التالي، فخرجت المظاهرة التي ذكرناها قبل قليل يوم 16 - 3 - 2011.
* 17 - 3: أعلنت صفحة الثورة عن أول جمعة في تاريخ الثورة السورية بتاريخ 18 مارس، وسميت «جمعة الكرامة».
* 18 - 3 - 2011: انطلقت مظاهرات حاشدة في كل من حمص (جامع خالد بن الوليد) وبانياس (وكانت المظاهرة بقيادة الشيخ أنس العيروط)، ودرعا، وسقط 4 شهداء في درعا ذلك اليوم، حيث كانت دماء الشهداء وقودا لمظاهرات الأهالي في درعا، وخاصة مظاهرات التشييع.
أوباما يدعو روسيا لـ«الوقوف معنا» في مواجهة الأسد وكاميرون يؤكد توثيق جرائم نظامه

شددا على ضرورة توصيل المساعدات الإنسانية للسوريين.. والتزامهما بأفغانستان

جريدة الشرق الاوسط... واشنطن: هبة القدسي .... أكد كل من الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على ضرورة وقف المذابح التي يقوم بها النظام السوري ضد شعبه، وضرورة إيجاد طرق لتوصيل المساعدات الإنسانية للسوريين. وفي مؤتمر صحافي في واشنطن حيث يقوم رئيس الوزراء البريطاني بزيارة رسمية تنتهي اليوم، شدد كل من أوباما وكاميرون على ضرورة اتخاذ روسيا موقفا واضحا من نظام الأسد والعمل مع المجتمع الدولي لحل الأزمة السورية. وكانت سوريا على رأس جدول المحادثات بين الزعيمين خلال اليومين الماضيين، بالإضافة إلى الملف الإيراني والحرب في أفغانستان. والتزم القائدان بالخطة الموضوعة لتسليم السلطة إلى أفغانستان وتولي كافة المسؤوليات الأمنية بنهاية 2014 مع خروج القوات الدولية.
وقال أوباما: «بحثنا كيفية توصيل المساعدات الإنسانية وتوثيق الجرائم حتى يتم تسليم المسؤولين للعدالة مهما طال الوقت، ونساند جهود كوفي أنان ونعمل مع روسيا والصين للخروج بقرار في الأمم المتحدة، وما نريده الآن هو البحث عن أسرع طريق لوقف القتل». وأوضح الرئيس الأميركي أن الوضع في سوريا معقد ومختلف عن وضع ليبيا، قائلا: «كل دولة لها ظروف مختلفة وسوريا وضعها معقد وأفضل ما يمكننا عمله الآن هو توحيد العالم ضد ما يفعله النظام السوري والحديث مع الروس حول ضرورة الوقوف معنا في تحالف دولي وتقديم مساعدات إنسانية وأن تتوحد المعارضة». وأضاف الرئيس الأميركي: «من المهم للسوريين أيضا أن نقوم بعمل يؤدي إلى تسهيل عملية الانتقال وليس عمل يؤدي إلى زيادة الثورة أو الحرب الأهلية».
وناشد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون روسيا الوقوف مع التحالف الدولي ضد جرائم النظام السوري، قائلا: «من مصلحة روسيا عدم الصمت أمام المذابح في سوريا، ومعالجة الأمر وتحقيق الاستقرار في سوريا». وأضاف أن بلاده ترسل مراقبين للحدود التركية السورية لتوثيق الجرائم، مؤكدا: «سنوثق الجرائم التي تحدث ومهما طال الوقت يجب تقديم المسؤولين عن تلك الجرائم للمساءلة وأؤكد أن لنا ذاكرة قوية».
وتحدث الزعيمان في المؤتمر الصحافي بحديقة الزهور بالبيت الأبيض أمس وتبادلا عبارات الود والفكاهة بأسمائهم الأولى. وركز المؤتمر الصحافي على الوضع في أفغانستان، حيث ما زالت الولايات المتحدة تسعى إلى معالجة ردود الفعل الغاضبة من جراء المذبحة التي قام بها جندي أميركي هذا الأسبوع بقتله 16 من المدنيين الأفغان. وقال أوباما: «إن الأحداث الفاجعة في أفغانستان تذكرنا بأن المهمة صعبة لكن لا يمكن إنكار أن القوات الدولية تحقق تقدما كبيرا في منع تنظيم القاعدة من القيام بعمليات ضد الولايات المتحدة أو حلفائها ونحقق تقدما في تدريب الأفغان لتولي كافة المسؤوليات الأمنية في نهاية 2014 ونتأكد أن أفغانستان لن تكون مرة أخرى ملاذا آمنا للإرهابيين». وأضاف أوباما: «نواجه تحديات كثيرة لكن لا أتوقع أننا سنقوم بأي تغييرات مفاجئة عن مسار الخطة التي لدينا الآن وسيتم سحب 23 ألف جندي أميركي بنهاية الصيف القادم». وأكد أوباما أن الولايات المتحدة ستستمر في علاقة وثيقة مع أفغانستان حتى بعد رحيل القوات الأميركية للتأكد من استقرار الأمن ونمو الاقتصاد الأفغاني.
وشدد كاميرون على أن بريطانيا لن تتخلى عن مهمتها في أفغانستان، قائلا: «ندرك أن مهمتنا قاسية وتكلفتها باهظة لكننا لن نتخلى عن المهمة لأن أفغانستان يجب ألا تصبح ملاذا للإرهابيين». وأشار إلى الجهود مع الرئيس الأفغاني حميد كرزاي لتحقيق تسوية مع طالبان. وقارن كاميرون بين الوضع الحالي في أفغانستان والوضع منذ 3 سنوات، معلقا: «علينا أن نعترف بأن الأوضاع تتحسن والوضع الأمني يتحسن والاقتصاد الأفغاني يتعافى وهو ما يعني أننا يمكن أن نحقق أهدافنا وعلينا أن نتذكر لماذا نحن هناك، فأكبر عدد من الإرهابيين جاء من هذه الدولة في ذلك الإقليم، ونريد أن يتولى الأفغان مسؤوليتهم الأمنية لنكون نحن آمنين في بلادنا».
وشدد أوباما على موقفه من منع إيران من امتلاك سلاح نووي، وقال: «أمام إيران إما الالتزام بواجباتها أمام المجتمع الدولي أو مواجهه العقوبات». وأوضح أن العقوبات الاقتصادية غير المسبوقة التي أجمع عليها المجتمع الدولي ستأتي بنتائجها في الصيف القادم. وقال: «أرسلت رسالة مباشرة وعلنية لإيران أن عليهم أن يستغلوا نافذة المفاوضات ولكن هل لدي ضمانات أن إيران ستلتزم؟ لا، ففي الماضي قالت إيران كلاما كثيرا دون أفعال، وقد قدمنا كل الخيارات لإيران لتأخذ مسارا بعيدا عن التسليح النووي». وهدد أوباما النظام الإيراني، قائلا: «النافذة الدبلوماسية بدأت تنكمش ولا يمكن السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي لأن ذلك سيؤثر على اتفاقية نزع أسلحة الدمار الشامل وسيخلق إرهابيين في المنطقة بما يهدد الأمن القومي الأميركي». وأضاف: «إيران ليست محل اهتمام وقلق دولة واحدة وإنما المجتمع الدولي كله وسنحاول حل القضية دبلوماسيا وأفضل رهان للإيرانيين هو الالتزام بالتعهدات الدولية».
وكان الرئيس أوباما قد استقبل رئيس الوزراء البريطاني وزوجته سامانثا في استقبال تكريم رسمي بالحديقة الجنوبية للبيت الأبيض وسط حشد كبير من الجمهور وتلاميذ المدارس بلغ أكثر من 7 آلاف ضيف حملوا الأعلام البريطانية والأميركية وأطلقت قوات الحرس الأميركي 19 طلقة تحية للضيف البريطاني. وقد عقد أوباما وكاميرون اجتماعا ضم كبار المسؤولين من البلدين من بينهم نائب الرئيس الأميركي جو بايدن ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون والمستشار البريطاني جورج أزوبون وغيره من كبار أعضاء وفد المملكة المتحدة. وأشاد أوباما بالعلاقات الأميركية البريطانية العميقة منذ الحرب العالمية الثانية واعتبرها ضرورية ولا غنى عنها لتحقيق الأمن والازدهار لجميع شعوب العالم. وتحدث أوباما مازحا عن توجه البريطانيين في عام 1814 إلى البيت الأبيض وإشعال النيران فيه وقال: «قبل 200 عام جاء البريطانيون إلى البيت الأبيض وأضرموا فيه النار فعليا بكل معنى الكلمة». ورد كاميرون: «أنا أشعر بإحراج أنني أقف هنا وأجدادي قاموا من 200 عام بمحاولة إحراق البيت الأبيض لكنني أري أنكم تحمون المكان بشكل جيد اليوم ولا تتركون أي مخاطرة للبريطانيين».
وأشاد كاميرون بالعلاقة الخاصة بين البلدين وقال: «في الأوقات العصيبة أميركا وبريطانيا تعرفان أنه يمكن الاعتماد على بعضهما البعض ونحن على استعداد ليس لنقول الشيء الصحيح لكن لنفعل الشيء الصحيح أيضا وبالأسلوب الصحيح».
 
الغارديان البريطانية تنشر رسائل البريد الإلكتروني للرئيس السوري وزوجته..  ثلاثة آلاف ملف سري والمعارضة ظلت تراقب الرسائل 9 أشهر
 
وتتضمن النصائح الإيرانية للرئيس السوري
 
لندن: «الشرق الأوسط» ... حصلت صحيفة «الغارديان» البريطانية على مجموعة من الرسائل الإلكترونية التي تحتوي على أكثر من 3 آلاف ملف سري تخص الرئيس السوري وزوجته، وذلك من معارضين سوريين قاما بمراقبة هذه الرسائل لتسعة أشهر بعد أن وصلتهما تفاصيلها من شاب سوري يعمل بالحكومة. وتضمنت هذه الملفات العديد من المعلومات عن نشاطات الأسد وزوجته، ومن ذلك أن قطر كانت قد عرضت على أسماء الأسد وزوجها مغادرة سوريا والتقدم بطلب اللجوء إليها. كما أظهرت الرسائل إلكترونية أن الرئيس السوري كان يعتمد على نصائح الإيرانيين في مواجهة المحتجين الذين كانوا يطالبونه بالتنحي. واعتمد على عدد من المستشارين، منهم أحد ستشاري السفير الإيراني المختصين في الإعلام والسياسة. وتركزت أهم النصائح على أن يكون الأسد «قويا وعنيفا»، وأن يظهر الامتنان للدول التي تساعده، واستعراض قوته العسكرية ليعلم الرأي العام أن الأمر قد يصبح تحديا عسكريا. كما أظهرت الرسائل حصول الأسد على نصائح من أحد رجال الأعمال اللبنانيين المؤثرين في المنطقة، والذي نصحه بضرورة التوقف عن تحميل «القاعدة» مسؤولية تفجير السيارتين في دمشق، وقال له إن إيران ولبنان يشاطرانه الرأي.
وأظهرت الرسائل أيضا أن الأسد كان يقيم الروابط الترفيهية على حاسوبه الشخصي (آي باد)، ويحمل الموسيقى الراقصة من «آي تيونز». واستعمل الأسد طرفا آخر ليتمكن من شراء وتحميل الموسيقى من «آي تيونز» من الولايات المتحدة. كما كشفت الرسائل أن هناك شركة تجارية مقرها دولة خليجية معتمدة لدى الحكومة لاقتناء المشتريات الشخصية لأسماء الأسد.
وقالت المعارضة السورية إنه في نهاية شهر مارس (آذار) من العام الماضي سلم أحد العاملين في الحكومة في دمشق، بقلق، ورقة لصديق له كانت تحمل 4 أرقام، عبارة عن شفرات، وطلب منه تمريرها إلى مجموعة من السوريين في المنفى والذين يعلمون ما سيفعلون بها. وكانت الورقة تحمل عنوانين إلكترونيين، ويعتقد أن ما في الورقة كان اسم المستخدم وكلمة المرور لعنوان الرئيس السوري بشار الأسد وزوجته أسماء. وفي شهر يونيو (حزيران) الماضي وقعت تفاصيل العناوين الإلكترونية في أيدي سوريين محترفين يقيمان في دولة من دول الخليج، وانضما إلى المعارضة. وأكد الناشطان أن هذه العناوين كانت للأسد وزوجته. وقال الناشطان لـ«الغارديان» إنه في البداية كانت الرسائل تأتي ببطء، واحدة أو اثنتين فقط في اليوم، حيث كان الأسد مشغولا بالأحداث وزوجته بالعائلة والتسوق. لكن «في آخر الصيف تسارع نسق الحركة، وازدادت المراسلات، وتزامن هذا مع تصاعد العنف في نهاية رمضان». وظهر في الرسائل أنه ومع الخريف «جمع الأسد فريقا من المستشارين لمساعدته في التعامل مع الصحافة الدولية والمواضيع الساخنة وآراء حلفائه وحزب الله»، معتمدا على مستشارتين إعلاميتين إحداهما ابنة مسؤول سوري رفيع، والثانية شابة سورية وطالبة بالجامعة الأميركية.
وأضافا أنه «مع نهاية العام أصبحت الرسائل أكثر أهمية، حيث بدأت تظهر بعض التفاصيل حول الخطاب الذي كان يعده حول الانتخابات. وقال أحد الناشطين «كنا نتابع كل شيء عن قرب، وعلمنا عندها وقع وجود الصحافيين الأجانب بحمص على إعلام الأسد، وتمكنا من تحذير الناشطين هنا، وهذا ما جعله يضيق الخناق عليهم. وقد توجهت المستشارتان نحو الأسد لتقديم النصح مباشرة، وأظهرتا أن لديهما علاقات مع وسائل الإعلام الأميركية، وأنهما تحدثتا مع (نيويورك تايمز) وقناتي (إن بي سي) و(إيه بي سي)، والتي أظهرت اهتماما بإجراء مقابلات صحافية مع الأسد. واستعملت المستشارتان العنوان الخاص بالأسد مستعملتين العناوين نفسها التي استعملتاها في تواصلهما مع الصحافيين».
وبعد فترة من الملاحظة لاحظ الناشطان بعض التغيير في استعمال الأسد لبريده الإلكتروني، مما تطلب منهما أن يكونا أكثر سرعة في تعاملهما مع الرسائل الإلكترونية، حيث لاحظا أنه يتم محو كل رسالة بعد قراءتها مباشرة، ولا حظا أن الأسد يقوم بمحو كل رسالة بعد قراءتها مباشرة لكن زوجته لا تفعل هذا، وهذا ما يظهر قدر الاحتياط المتخذ في الموقع. ولاحظا أن الأسد لا يكتب اسمه أو الحرف الأول منه عند إرسال أي رسالة «هذا على الرغم من أن الرسائل التي يتلقاها موجهة له كرئيس وتحمل تفاصيل أحداث ومحادثات لم تكن معروفة»، كما قال الناشط.
ويرجح الناشطان أن العناوين التي تسربت خلال شهر يناير (كانون الثاني) نتجت عن عملية القرصنة التي مكنت من اختراق موقع الشؤون العامة واخترق أكثر من 80 عنوانا إلكترونيا في الموقع. ويبدو أن العنوانين الخاصين بالرئيس وزوجته كانا ضمن العناوين. لكن وفي السابع من فبراير (شباط) الماضي وصلت رسالة تهديد باللغة العربية لعنوان الرئيس، فتم إيقاف التعامل على العنوان في اليوم نفسه.
 
السعودية تسحب دبلوماسييها وتغلق سفارتها بدمشق
الرياض: «الشرق الأوسط»... أعلنت المملكة العربية السعودية أمس عن إغلاق سفارتها في دمشق وسحب كافة الدبلوماسيين والعاملين فيها، حيث صرح مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية أمس بأنه «نظرا لتطور الأحداث في سوريا، قامت المملكة العربية السعودية بإغلاق سفارتها في دمشق وسحب كافة الدبلوماسيين والعاملين فيها».
إيطاليا تغلق سفارتها في دمشق وتسحب قسماً من موظفيها
 

الحياة..روما - أ ف ب - قررت الحكومة الإيطالية إغلاق سفارتها في دمشق احتجاجاً على أعمال «العنف غير المقبولة» التي يقوم بها النظام السوري وقامت بسحب قسم من موظفي بعثتها الديبلوماسية كما أعلن مصدر رسمي. وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الإيطالية أن «إيطاليا علقت اليوم أنشطة سفارتها في دمشق وقامت بسحب موظفين».

 
فعلا النظام الأسدي بلا ورقة

طارق الحميد.... جريدة الشرق الاوسط... نحن أمام مرحلة دبلوماسية عبثية جديدة بين المجتمع الدولي ونظام بشار الأسد الذي يحاول فيها اللعب على الوقت كعادته الدائمة، وهو ما فعله كذلك طوال عام كامل من عمر الثورة السورية، وآخر هذه اللعبات هي لعبة اللاورق بين الأسد والمبعوث الأممي كوفي أنان.
فبعد أن كان الجميع ينتظر الرد الأسدي على ما قدمه لهم السيد أنان، خرج المتحدث باسم الخارجية الأسدية ليقول إن «كوفي أنان قدم لا ورقة. مقترحات غير رسمية لتبادل الرؤى حولها، ونحن رددنا بلا ورقة، وكان الرد أجواؤه إيجابية وتوضيحية، وحملت توضيحات لكيفية تنفيذ هذه البنود بهذه اللاورقة». لغة فذلكة تؤكد أن النظام الأسدي لا يتحدث عن خطوات، قدمت له من قبل السيد أنان، بل إنه يتحدث عن «مقترحات غير رسمية لتبادل الرؤى»، وأنها قدمت للنظام الأسدي غير مكتوبة، وأن نظام الطاغية قام بالرد عليها أيضا بغير كتابة، أي أن ما يحدث، وبلغة بسيطة، كلام في الهواء، غير ملزم، ولا قمية له!
ومن هنا يتضح أن النظام الأسدي لا يأخذ مهمة أنان على محمل الجد، ولا يقيم وزنا للمجتمع الدولي. فما دام النظام الأسدي لا يرى تحرك الأساطيل، وتدفق السلاح للمعارضة، فإنه لن يصدق شيئا، مثله مثل من قبله، سواء صدام، أو القذافي. فإذا لم يسمع الأسد أزيز الطائرات فإنه لن يرتدع. فكل ما يسمعه، ويراه، النظام الأسدي إلى الآن هو تهويشات، لا أكثر ولا أقل، سواء من أعدائه أو أصدقائه، فالأسد لا يقلق مثلا من تقريع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، له خلال جلسة أسئلة وأجوبة بمجلس الدوما حيث قال لافروف عن الأسد: «جميع نصائحنا، ويا للأسف، لم تترجم بأفعال، ولم تتحول إلى واقع عملي في الوقت المناسب، لا بل بالعكس»، مضيفا أن نظام الأسد «اعتمد إصلاحات جيدة من شأنها تجديد النظام والانفتاح على التعددية، ولكن ذلك تأخر كثيرا». وأكد لافروف أن اقتراح بدء حوار وطني في سوريا يأتي أيضا «متأخرا»، ومحذرا أن هذا «الجمود» يمكن أن «يبتلع الجميع في النهاية»!
كل ذلك لا يقلق الأسد، حتى وإن سمع بالأمس أن موسكو، ولأول مرة، تسمح لقوات أميركية باستخدام أراضيها للقيام بعمليات تستهدف أفغانستان، ولو كان هناك من يفكر بالنظام الأسدي لتساءل: إذا كانت روسيا قلقة من التغلغل الأميركي في المنطقة، فمن باب أولى أن لا تسمح لها باستخدام أراضيها.. لكن هذا التطور أيضا لن يقلق الأسد، رغم أنه مؤشر مهم!
وعليه؛ فإن أكثر ما يقنع الأسد بالخطر، كما يقنع الدوائر الضيقة منه بذلك، هو عندما يرى المنطقة العازلة، وتدفق السلاح، وتحرك الأساطيل، ومن خلال تحالف الراغبين، وليس مجلس الأمن، فهذه هي اللغة التي يستوعبها الأسد، لا الرسائل الشفهية، أو عبر الورق، فهذا النظام سقطت عنه ورقة التوت منذ زمن!
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,137,901

عدد الزوار: 6,756,275

المتواجدون الآن: 137