عبد الجليل يهدد باستخدام القوة لمنع «تقسيم ليبيا»...نقطة بعد السطر برقة .. والفيدراليات

تاريخ الإضافة الجمعة 9 آذار 2012 - 6:24 ص    عدد الزيارات 3228    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

السنوسي يصفه بـ«الديكتاتور» ويؤكّد تماشي الإقليم مع وحدة البلاد
عبد الجليل يهدد باستخدام القوة لمنع «تقسيم ليبيا»
هدد رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل أمس باستخدام القوة «لمنع تقسيم ليبيا، غداة اعلان زعماء قبائل وسياسيون ليبيون منطقة برقة النفطية «اقليما فدراليا اتحاديا»، داعيا اهلها الى الحوار لكن رئيس المجلس الأعلى لمحافظة برقة أحمد الزبير السنوسي رد على عبد الجليل بوصفه بـ «الديكتاتور» وأكد تمسك الإقليم بالاتحاد الذي أنشأه مؤكد تماشيه مع وحدة ليبيا.
وكان اعلن في بنغازي امس خلال مؤتمر حضره نحو ثلاثة الاف شخص «اقليم برقة الفدرالي» في خطوة اولى لتشكيل كيان سياسي شبه مستقل منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي.
ووصف عبد الجليل ما حدث في بنغازي بأنه خيانة لإرث الثوار الذين ضحوا من أجل ليبيا موحدة، مؤكدا أن المجتمع الدولي لن يسمح بتقسيم ليبيا نظرا لثرواتها النفطية وموقعها الاستثنائي.
وأكد عبد الجليل أن الإعلان عن مجلس برقة إذا لم يقابل بوعي جماهيري ناضج سيعرض البلاد للخطر.
وهدد عبد الجليل باستعمال القوة لمنع التقسيم وقال «لسنا مستعدين لتقسيم ليبيا (...) ونحن نستطيع ردعهم ولو بالقوة».
واستدرك عبد الجليل بعرض الحوار قائلا «ادعو اخوتي فى برقة كما يسمونها الان للحوار»، مشيرا الى وجود «مندسين ومن ازلام (الزعيم الليبي السابق معمر) القذافي الذين يستغلونهم الان» بينهم.
من جهته نفى أحمد الزبير السنوسي رئيس المجلس الأعلى لمحافظة برقة (الجزء الشرقي من ليبيا) أن يكون الهدف من إنشاء الإقليم هو تقسيم البلاد، كما نفى أيضا وقوف أي جهات أجنبية وراء ذلك.
وقال السنوسي إن سبب الإعلان عن الإقليم هو ضعف آداء المجلس الانتقالي، واصفا رئيسه بالديكتاتور، ومضيفا «نحن أصحاب الحق في وحدة واستقلال ليبيا، كما ضحت بلادنا بعشرات الآلاف من الشهداء، ولم نخن أحدا أو ندع أن وراء شخص أجندة أو غير ذلك».
وشدد السنوسي على أن المجلس الأعلى لبرقة يحترم جميع المؤسسات الحكومية والوزارات السيادية والجيش الوطني الواحد، معربا عن رغبته في أن تكون هناك حرية في اتخاذ القرار فيما يخص مصلحة المواطن الذي عانى الكثير من سوء الإدارة في طرابلس.
ويرى كثير من سكان مدينة بنغازي ، مهد الثورة التي أطاحت بنظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي ، أن إعلان إنشاء إقليم «برقة» هو الحل المناسب للشرق بعد مرور عام على الثورة وتهميش بعض قضايا المنطقة الشرقية، بينما يرى آخرون أن إعلان الإقليم يعد بمثابة تقسيم البلاد
وبالتزامن مع رفض الانتقالي، سارع الشارع الليبي إلى إعلان رفضه للإعلان، حيث شهدت مدن طرابلس وبنغازي والبيضاء وشحات ودرنة وطبرق في الشرق وقفات احتجاجية رافضة لإعلان إقليم برقة الممتد من حدود مصر في الشرق إلى سرت غربا فدراليةً تستمد شرعيتها من الدستور الذي أقر إبان عهد الملك الراحل إدريس السنوسي عام 1951.
بدوره دعا الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلي أمس الليبيين الى التمسك بوحدتهم والالتفاف حول «المجلس الانتقالي»، بحسب بيان. وناشد الامين العام «الحفاظ على الوحدة الوطنية والترابية لليبيا».
كذلك أعلن وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، أمس، رفض مصر للمساعي الرامية لتقسيم ليبيا، مؤكدًا حرص مصر على وحدة التراب الليبي ودعم وحدة ليبيا، كما أكد ثقته في حكمة الليبيين وقدرتهم على بناء دولة حديثة.
على صعيد آخر اعلنت الرئاسة الاميركية ان الرئيس باراك اوباما استقبل أمس في البيت الابيض رئيس الوزراء الليبي عبد الرحيم الكيب في اطار زيارة لم يعلن عنها، وشدد على اجراء انتخاب مجلس تأسيسي في حزيران المقبل. وأشاد أوباما «اشاد برئيس الوزراء للدور المحرك الذي يضطلع به في المرحلة الانتقالية الديموقراطية ولجهود حكومته في اعادة اعمار البلاد». وكشف البيت الأبيض في بيان أن «الرئيس شجع رئيس الوزراء على الابقاء على مشروع تنظيم انتخابات وطنية في حزيران، وشدد على اهمية الشفافية والتعاون مع مجتمع اهلي ليبي نشيط، في حين تشكل الحكومة مؤسسات ستؤدي الحساب» عن اعمالها.
(ا.ف.ب - اللواء)

 

 

نقطة بعد السطر برقة .. والفيدراليات

بقلم غسان جواد
الإعلان عن إقليم برقة إقليماً فيدرالياً ليبياً خطوة لها دلالات سياسية واجتماعية واقتصادية بالغة الأهمية، وهي تصدّق الحديث المتنامي عن العودة إلى «الهويات الضيّقة» بصيغتها الجهوية والقبلية والعرقية في بلاد ليس فيها تناقض مذهبي وطائفي كباقي الدول العربية التي تشهد حِراكاً.
وهذه العودة تؤكد أنّ ردَّ فعل الشعوب والمجتمعات على سنوات الاستبداد الطويل التي عاشتها إنّما تأتي على شكل رفض وتقوقع وعصبيات تُهدِّد وحدة الكيانات التي نشأت بعد انهيار الأمبراطورية العثمانية واتفاقية «سايكس بيكو».
في الواقع، الفيدرالية ليست شراً مُطلقاً إذا لم تكن تمهيداً للانفصال والتجزئة والتفتيت، وهي واحدة من الحلول السياسية والقانونية للتعامل مع المجتمعات التي تتميّز بالتعدُّد والتنوّع والخصوصيات الثقافية، وهنالك العديد من الأمثلة حول تجارب فيدرالية ناجحة تؤكد بعض الخصوصيات والاستقلال الإداري والقضائي، لكن في إطار وحدة الدولة والمجتمع.
بمعنى أنّ النظام الفيدرالي في هذا المجال يأتي ليُعزّز الوحدة من خلال الاعتراف بالتنوّع والتعدّد وهي نظام سياسي في الدرجة الأولى يعطي الجهات والمناطق والجماعات استقلالاً إدارياً موسّعاً مقابل تسليمها بالسياسة الأمنية والدفاعية والخارجية للدولة الفيدرالية الممثلة لمصالح الجميع.
الخطورة في دولة مثل ليبيا تكمن في أنّ الفيدرالية التي أُعلنت في إقليم برقة، هي واحدة من ثلاث دول كانت قائمة قبل الاستقلال وتوحيد البلاد بزعامة الملك إدريس السنوسي، وهي برقة وطبرق وطرابلس.
ومن الممكن أنْ يدفع عدم الاستقرار والصراع على الثروة، وعدم وجود أصوات وحدوية إلى خطوات أخرى تصعيدية من قبل أطراف آخرين تؤدي في النهاية ليس إلى إقامة «ليبيا الفيدرالية المتحدة» إنّما قيام دول متنافرة ومتناحرة ومتصارعة على الثروة والنفوذ. وهذه وصفة طويلة لعدم الاستقرار والإقامة طويلاً في المجهول.

المصدر: جريدة اللواء

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,178,079

عدد الزوار: 6,759,156

المتواجدون الآن: 101