حزب الله لـ «اللواء» يُبدي إيجابية بإتجاه الحوار مع كافة الفرقاء....جنبلاط شجب موقف لبنان «المتحفّظ» عن وقف «الإبادة» بحق الشعب السوري...«حزب الله» سيرد من الخليج الى المتوسط «إذا أصبحت استراتيجية الممانعة في خطر»

الحريري: يتهمونا بالمال السياسي بينما السيد نصرالله قال انه منذ 1982 يتلقى حزبه مالا ايرانيا..«14 آذار» تحيي اليوم ذكرى الحريري في مهرجانٍ نجمه... «ربيع دمشق»

تاريخ الإضافة الأربعاء 15 شباط 2012 - 6:00 ص    عدد الزيارات 2212    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

           
«حزب الله» سيرد من الخليج الى المتوسط «إذا أصبحت استراتيجية الممانعة في خطر»
خاص - «الراي»
قالت مصادر في «حزب الله» ان اسرائيل تحاول نقل ازمتها من الداخل الى الحدود الشمالية مع لبنان، فهي تعاني ازمة اقتصادية متفاقمة تدفع القيادة الاسرائيلية الى حرف انظار الرأي العام في الداخل الى الحدود الشمالية عبر التركيز على ان «حزب الله» يمثل «الخطر الحقيقي الذي يهدد كيانهم».
ورأت هذه المصادر في حديث لـ «الراي» ان «الازمات المرهقة التي تعانيها اسرائيل ناجمة عن مآزق عضوية وعن تبعات الحرب، أما بخصوص حزب الله فان وجوديته ومشروعيته نابعة اصلاً من الحق في الدفاع عن ارض لبنان وليس من سعيه لاحتلال اراضٍ اخرى ولو كانت مغتصبة من اسرائيل اساساً».
ولفتت المصادر الى ان «النظام السوري، في تقويم (حزب الله)، يواجه هجمة خارجية واضطرابات داخلية يستطيع التعامل معهما، وتالياً لا خطر على وجوده في القريب العاجل»، متداركة: «نعم، اذا اصبحت استراتيجية الممانعة ومحورها في خطر، فلن يكون هناك اي حدود لما يمكن ان يحدث في المنطقة، بدءاً من الخليج حتى المتوسط».
وتوقفت مصادر «حزب الله» في كلامها امام بعض المسائل الجوهرية المرتبطة بما يجري الان، ومنها «ضرورة ان تعيد القيادة الفلسطينية، لا سيما حركات المقاومة، وتحديداً الاسلامية منها، النظر في سياساتها المستجدة ومنهجها تجاه سورية وازمتها». وذكرّتها بـ «التاريخ الطويل وعِبَره ازاء وعود الغرب الكاذبة».
وتوجهت المصادر للقيادات الفلسطينية بالقول ان «كل مَن تحالف مع اميركا وأتباعها، من كامب ديفيد الى اوسلو، مروراً بمؤتمر مدريد وحتى يومنا هذا لم يحصد الا الخيبات، بدليل انه بعد كل اتفاقية كانت تضيق جغرافية فلسطين الموعودة، من دون ان يحصل الشعب الفلسطيني على اي شيء الا من خلال مقاومته المسلحة»، لافتة الى ان «وقوف ايران وسورية و(حزب الله) الى جانب الشعب الفلسطيني مكّنه من الاستمرار في التمسك بحقوقه المشروعة».
ووصفت مصادر «حزب الله» الوعود بإعطاء بعض القياديين الفلسطينيين «قيادة روحية» في المنطقة، بانها مجرد «وعود فارغة» وبلا طائل، ومشيرة الى انه «ليس بإسقاط نظام الرئيس بشار الاسد تستعاد فلسطين»، ومضيفة ان «نكران الجميل في هذه الاوقات الحرجة يُعدّ بمثابة الانقلاب على خط الممانعة ككل وحتى على الخط الوطني الفلسطيني المقاوِم الذي عبّر عنه رئيس الوزراء اسماعيل هنية في الايام الاخيرة». وتساءلت المصادر نفسها «هل يمكن ان ينحاز خط المقاومة الفلسطيني الذي دفع الثمن غالياً في محاربة اسرائيل الى الخط الاميركي رغم تجربته العريقة الماضية؟».
«الحريري دفع حياته ثمن إيمانه بالاستقلال»
جنبلاط شجب موقف لبنان «المتحفّظ» عن وقف «الإبادة» بحق الشعب السوري
بيروت ـ «الراي»
اعلن رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط «ان الرئيس الشهيد رفيق الحريري آمن بقضيّة إستقلال لبنان وسيادته ودفع حياته ثمناً لهذه المواقف، وآمن بالعلاقات النديّة اللبنانيّة ـ السوريّة، بعيداً عن منطق الوصاية»، لافتاً الى ان «لبنان سيبقى مديناً لرفيق الحريري في الكثير من المجالات والميادين».
وذكّر جنبلاط في موقفه الأسبوعي لجريدة «الأنباء» الصادرة عن حزبه (التقدمي الاشتراكي) ان «التقدمي» كان أول من طالب بقيام المحكمة الدوليّة التي أُقرّت كبند أول في هيئة الحوار الوطني وبالاجماع»، ومشيراً الى انه «الآن وقد أصبحت المحكمة أمراً واقعاً، فمن الأنسب مقارعة الحجج بالحجج والبراهين بالبراهين داخلها وليس عبر وسائل الاعلام تفادياً للسجال والاحتقان».
وقال: «في الذكرى السابعة لاغتيال الرئيس الحريري، نستذكر مآثره الوطنيّة الكبيرة وصفاته الاستثنائيّة، فهو كان رجل دولة مميزاً نادى بالحوار بين اللبنانيين في أحلك الظروف وأكثرها توتراً ورفض القطيعة فيما بينهم، وسلك درب الاعتدال في مواقفه وخطاباته السياسيّة ومقارباته العامة».
واذ وجّه تحية «إلى رفيق الحريري ورفاقه الأبرار، وتحية الى كل شهداء ثورة الأرز، الأحياء منهم والأموات»، قال: «التحية موصولة الى شهداء الثورة السوريّة والمعتقلين السياسيين في السجون والمفقودين».
في مجال آخر «متصل بالثورة السوريّة وتداعياتها اللبنانيّة»، حذّر من «النظر الى تلك الثورة على أنها صراع طائفي، فالنظام السوري بطش بالعلويين كما فعل بسواهم، وأدخل المئات منهم الى السجون كما فعل مع غيرهم من الطوائف، فالمسألة لا ترتبط بالانتماءات المذهبيّة، بل بالمطالبة المشروعة بالحرية والديموقراطية، وهذا هو أساس الصراع».
واعلن «إستغرابنا وشجبنا للموقف الرسمي اللبناني الذي تحفظ عن البيان العربي الذي كان الهدف منه رفع الظلم ووقف التنكيل والابادة التي تُمارس بحق الشعب السوري، فلماذا هذا التهرب من المسؤولية السياسية والانسانيّة والاخلاقيّة في دعم الشعب السوري؟»..
           
«تطاحُن» بين مكوّنات الحكومة ... والسنيورة استعان بالإمام الشافعي رداً على عون
«14 آذار» تحيي اليوم ذكرى الحريري في مهرجانٍ نجمه... «ربيع دمشق»
بيروت ـ «الراي»
في مثل هذا اليوم، قبل سبعة اعوام كانت الانظار تتجه الى سورية على وقع «الزلزال» الذي أحدثته جريمة اغتيال الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري، تماماً كما هي الانظار اليوم وبعد سبع سنوات شاخصة على سورية على وقع «الزلزال» الذي يضربها منذ 11 شهراً مع اندلاع «شرارة» ثورة تضع مصير نظام الرئيس بشار الأسد على المحك.
واذا كان زلزال الـ 2005 اخرج سورية عسكرياً من لبنان بعد انتفاضة 14 مارس من العام نفسه، فان زلزال الـ 2012 داخل سورية نفسها ينذر بخروج مريع للنظام الحالي الذي «يصارع» المجتمعين العربي والدولي وفئات واسعة من شعبه، متكئاً على دعم الثلاثي الايراني ـ الروسي ـ الصيني.
بين الامس واليوم، «ربيع واحد» يجمع بيروت ودمشق، ربيع سيكون العنوان الأبرز للذكرى السابعة لاغتيال الحريري التي تحييها قوى 14 آذار في «البيال» للسنة الثانية على التوالي تحت عنوانين: «ربيع العدالة» (في اشارة الى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان) و«لولا شباط ما في آذار، لولا آذار ما في ربيع»، وهو الشعار الذي يحمل إطلالة مباشرة على «ربيع دمشق» الذي تعتبر قوى المعارضة في لبنان انه وُلد من رحم «ربيع بيروت» في مارس 2005 الذي فجّرته جريمة 14 فبراير.
وتحضر سورية «الثورة» اليوم في مهرجان «البيال» كـ «عصَب» اساسي في مداخلات أقطاب 14 آذار وفي مقدمهم الرئيس سعد الحريري الذي يطلّ من باريس عبر شاشة عملاقة (بعد خضوعه لعملية جراحية في ساقه اليسرى ونتيجة اعتبارات امنية)، والرئيس أمين الجميّل ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، كما في كلمة للمجلس الوطني السوري تتلى إما مباشرة من احد أعضائه او عبر رسالة «عن بُعد».
وبإعلان 14 آذار بـ «صوت واحد» اليوم دعمها للثورة السوري، وخروجها من المحلية السياسية الى صلب «الربيع العربي» تعكس الاهمية التي تعلّقها المعارضة على التداعيات الاستراتيجية للتحولات في المنطقة لا سيما في سورية على الواقع اللبناني وتوازناته عموماً وعلى العناوين الخلافية المحورية خصوصاً وتحديداً سلاح «حزب الله» الذي سيفقد بحال سقوط نظام الرئيس الاسد «ظهره» الاقليمي الرئيسي.
ومن شأن حسم قوى «ربيع بيروت» تموْضعها بجانب «ربيع دمشق» وتأكيد ثواباتها في موضوع الدولة ورفض السلاح خارج الشرعية، تعميق الانقسام الداخلي حول الأزمة السورية بين قوى 14 و 8 آذار، وهو الامرالذي سيتكرّس اكثر مع الردّ المرتقب للأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله بعد غد خلال احياء ذكرى اغتيال القائد العسكري للحزب عماد مغنية.
وكان لافتاً عشية 14 فبراير محاولة رئيس الجمهورية ميشال سليمان تدارُك «السقف العالي» المرتقب للمداخلات، اذ اعرب عن أمله في أن «تكون هذه المحطة مناسبة لوقفة تأمل وتبصر في الواقع القائم في البلاد، وأن تكون ذكرى استشهاد رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري الأليمة في تاريخ لبنان وما تبعها من اغتيالات، نقطة لاستعادة المشهد اللبناني الجامع والموحد الذي يرتكز الى الاعتراف بالآخر، على قاعدة مدّ اليد والتحاور من أجل تحصين الوحدة الداخلية وتعزيز منعة الوطن في وجه التداعيات والارتدادات الخارجية»، معتبرا أن «هذا لا يتحقق إلا بالحوار الوطني الصادق الذي يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار ويتعالى عن الانانيات الشخصية والمصالح الضيقة التي عانى منها لبنان واللبنانيون على مدى عقود».
ولن تحجب الذكرى السابعة لاغتيال الرئيس الحريري التي استبقها نجله سعد بإطلالة تلفزيونية مساء امس، الانظار عن «الحرب الطاحنة» السياسية الدائرة بين مكونات حكومة الرئيس نجيب ميقاتي لا سيما بين رئيس الجمهورية (ومعه ميقاتي) وزعيم «التيار الوطني الحر» النائب العماد ميشال عون نتيجة تأزُّم «عقدة» وزير العمل شربل نحاس مع تلويح سليمان بإقالته او تبديل حقيبته بسبب رفضه توقيع مرسوم بدل النقل، ورد عون بمعادلة «أن اي مسّ بنحاس يطيّر الحكومة كلها».
وحاول ميقاتي العائد من زيارته الباريسية «متوجساً» من تحريك «صندوق بريد» باب التبانة - جبل محسن في مسقطه طرابلس، تلمُّس «اول خيوط» للخروج من الأزمة الحكومية وسط تمسكه بشروطه للعودة عن تعليق جلسات مجلس الوزراء وهي توقيع وزير العمل مرسوم بدل النقل، وضمان انتاجية الحكومة.
وفيما زار رئيس الحكومة امس رئيس الجمهورية لبحث هذه الازمة، بدا رئيس البرلمان نبيه بري على تريُّثه ممسكاً بالعصا من الوسط عبر اعتبار تعليق ميقاتي الجلسات الحكومية امراً «غير مبرر» ورفض نحاس توقيع المسروم «غير مقبول وتجاوزاً لمجلس الوزراء»، في حين بقي العماد عون على اصراره على تراجع رئيس الحكومة عن موقفه من وزير العمل والتنسيق مع وزرائه في تعيينات المديرين العامين المسيحيين. وكان عون واصل هجومه «الناري» على سليمان وميقاتي متهما اياهما باقامة «حلف جهنمي بوجهه»، لافتاً الى «ان طريقة العمل في الحكومة شاذة ويجب علينا التصدي لكل «شواذ»، منتقدا رئيس الحكومة قائلا: «حي نزرك احدهم يسكر دكان الحكومة وبيهرب». وهزئ عون في مقابلة تلفزيونية من الاقتراح المتداول بإمكان إقالة وزير العمل أو استبدال حقيبته بحقيبة أخرى، قد تكون السياحة، معلناً أن نحاس جزء من التكتل، وإذا تمّ المس به فالأفضل أن «تطير» الحكومة كلها.
ورد بعنف على حديث الرئيس فؤاد السنيورة من حيث اتهامه الحكومة بتعميم التعاسة والفشل وكلامه عن فضائح، فقال: «السنيورة لا يجوز له أن يتكلم، منذ العام 1993 وحتى 2011 قواعد الحسابات غير محترمة، فليقل لنا أين ذهبت الهبات وسلف الخزينة غير المسددة، هو رجل ليس له أي صفة من صفات رجل الدولة ولديه ملفات عدة ونحن جاهزون للذهاب الى المحكمة معه والفضائح في رأسه ووجوده فضيحة بحد ذاتها». ولم يتاخّر تعليق المكتب الاعلامي للرئيس السنيورة على ما صدر عن عون، مستعيناً بالشعر المأثور للامام الشافعي: «إذا نطق السفيه فلا تجبه فخير من إجابته السكوت، فان جاوبته خففت عنه وان خليته كمدا يموت».
ورداً على الردّ، نصح العماد عون في بيان له الرئيس السنيورة «بعدم الغوص في دفاتر الشعر القديمة لأن القصائد مهما بلغت فصاحتها لا تجدي نفعا أمام قاضي التحقيق، فما ينفع هناك هو الوثائق، وما أكثرها»، واضاف: «ونزيد في نصحه أيضا أن يستثمر وقته في البحث عما يفيده في تحضير دفاعه بدل التلهي في الكلام الفارغ الذي لن يشكل أي حماية له أمام قوس المحكمة»...
 
14 شباط: مهرجان وطني حاشد في البيال يواكب تحوّلات المنطقة
الحريري يتمسّك بالحوار الجدّي... الأولوية للسلاح ثم السلاح ثم السلاح
ميقاتي يرفض إلغاء المقامات الرئاسية ومخالفة الطائف... وبرّي يتجاوز الوساطة بجلسة نيابية
جريدة اللواء..
اليوم 14 شباط، وفي مثل هذا اليوم قبل سبع سنوات، وقع الانفجار الهائل في منطقة السان جورج، وقضى الرئيس رفيق الحريري مع رفاقه الـ14 وعدد من المواطنين اللبنانيين شهيداً من أجل استقلال لبنان وسيادته وحريته وتقدمه.
واللبنانيون الذين يحيون هذه الذكرى من العاصمة بيروت إلى الجبل والشمال والبقاع والجنوب، يتمسكون أكثر من أي وقت مضى باتفاق الطائف وبالدستور المبني عليه كسبيل للاستقرار الداخلي والوحدة الوطنية، وإبعاد اللهب والحرائق المتصاعدة في المنطقة.
وهذا ما ستركز عليه الكلمات في احتفال «البيال» الذي يقام عند الساعة الرابعة من عصر اليوم، على وقع تحولات الربيع العربي، وإن بدا المشهد اللبناني على جانب من التباعد إزاء ما يجري في سوريا، حيث من المنتظر أن يُشارك وفد من المجلس الوطني السوري المعارض في المهرجان الذي يتوقع ان يكون حاشداً وعلى درجة عالية من التنظيم، وحيث ستشكل إطلالة الرئيس سعد الحريري الثانية في أقل من 24 ساعة في المناسبة، محطة في الاضاءة على معالم المرحلة المقبلة، وتبديد الهواجس، واطلاق دينامية جديدة للحوار، من زاوية ان لا بديل عنه في مواجهة التحديات الداخلية، وتلك الناجمة عن الأزمة المتفاقمة في سوريا.
ولئن كانت المواقف التي أطلقها الرئيس الحريري قد مهدت الطريق لما سيعلنه اليوم، فان اشارته إلى «الغدر» الذي تلقاه من «حزب الله» كان أكبر مما بدا انه من الرئيس نجيب ميقاتي، مما يعني أن المناسبة ستكون فرصة لإعادة تموضع القوى السياسية بتأثيرات ما يجري في سوريا، وما يجري داخل الحكومة، وإن كان التركيز ليس على الحلقة الضعيفة المتمثلة بالحكومة المترنحة وأن على القوى الأخرى التي تسعى إلى فرض إرادة سياسية على كل اللبنانيين، وربما تحميل لبنان ما ليس بإمكانه ان يحتمل، سواء ازاء استعداء الشعب السوري، أو التربص بالوضع الجنوبي لمصلحة ما يجري على جبهة الصدام الإيراني - الغربي، والذي تفاقم أمس مع عمليتي نيودلهي وجورجيا اللتين استهدفتا سفارتي إسرائيل هناك، وسط تهديدات إسرائيلية بالرد الانتقامي، ومواقف دولية وأميركية تتضامن مع إسرائيل في وجه ما يمكن وصفهم بأعدائها.
ومع أن الأزمة الحكومية تستأهل الحضور في الخطابات، لا سيما على لسان كل من الرئيس أمين الجميل والدكتور سمير جعجع، فان القضية الأكبر تتمثل في كيفية الاستفادة مما يجري في سوريا في إعادة التفاهم اللبناني والاتفاق على بناء الدولة والإعلان الصريح بالتمسك بالاستقرار الأمني أولاً، ودعم اجراء الحوار من الزاوية التي حددها الرئيس سعد الحريري في اطلالته التلفزيونية ليل امس، «حواراً جدياً وليس حوار صورة، يبحث قبل انطلاقه في تنفيذ قرارات الحوار عام 2006 ولماذا لم تنفذ على اساس ان المسألة الملحة في الحوار الوطني ليست الاستراتيجية الوطنية، وانما السلاح ثم السلاح ثم السلاح» على حد تعبير الرئيس الحريري.
الحريري
وتميزت اطلالة رئيس تيار «المستقبل» بتشعب المواقف من المواضيع السياسية المطروحة، سيما وانها الاولى له منذ الحادث الذي حصل معه في جبال الالب، والذي حال دون تمكنه من حضور ذكرى استشهاد والده اليوم والوقوف على ضريحه، والذي يحز في نفسه كثيراً، لكنه وعد في المقابل ان يكون في بيروت قريباً، من دون ان يعد ما اذا كان ذلك سيكون في 14 آذار المقبل، او في مناسبة اخرى بالنظر لوضعه الصحي. وان كان أكد ان عودته ليست مرتبطة بسقوط النظام في سوريا، مكرراً في اكثر من محطة كلام انه لا يراهن على سقوط هذا النظام الذي بات مؤكداً، وانما يعتبره فرصة للبنانيين للمصالحة مع السوريين، وفرصة لاعادة بناء الدولة التي كادت تتلاشى.
وبدا الرئيس الحريري شديد الأسى من حزب الله ومن الفريق الذي يتحالف معه والذي يضع نفسه في مقام الدولة معولاً كثيراً على انتصار الشعب السوري ونصرته، نافياً ان يكون ما يحصل هناك بأنه حرب اهلية، بل باختصار هي مشكلة انعدام الحرية، متمنياً على اطراف المعارضة السورية ان يتحدوا ويكون هناك كلام مع فريق واحد، إلا انه انتقد في المقابل سياسة الحكومة بالنأي عن النفس حيال سوريا، مشيراً إلى أنه لو كانت حصلت الأزمة في أثناء حكومته لكنت استقلت أو مشيت إلى جانب الشعب السوري، معتبراَ أن هذه السياسة تضع لبنان في عين العاصفة، متسائلاً إذا سقط النظام السوري غداً، أين سنكون بالنسبة للنأي بالنفس؟ داعياً حلفاء سوريا إلى أن يعرفوا بأن الشعب أهم من النظام.
وأسف الحريري لكلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عن المال السياسي الخاص به وبتيار المستقبل، رغم أنه اعترف بأنه يتلقى المال السياسي منذ العام 1982، لافتاً إلى أن هناك مشروعاً سياسياً مبنياً في مكان ما على دعم من إيران إلى لبنان ومن يقوم به هو حزب الله، معرباً عن استيائه للطريقة التي تم فيها إسقاط حكومته قائلاً: كانت هناك غصة في قلبي وكنت منزعجاً ولم أكن سعيداً، خصوصاً وأنا أكثر إنسان كنت أدفع الثمن السياسي، مشيراً إلى أنه كان يقوم باتصالات لمصلحة لبنان، وأقسم بأنه كان يعرف بأن هذا كذبة من قبلهم، وأنه كان يعرف أنه كان هناك كذب من النظام السوري، ولفت الى أنه كان مستعداً للتنازل عن كثير من الأمور لو لم تفشل المحاولة من قبل حزب الله، لكن التنازل لن يكون عن المحكمة، لأنها مستمرة ولا يستطيع إنسان إيقافها.
ووصف الحريري النائب وليد جنبلاط بأنه صديق، وقال أنا لا أنسى ما قام به بعد استشهاد رفيق الحريري، لكن في السياسة هناك مواقف تتغيّر، كاشفاً بأنه اتفق معه على أنه إذا كنا حلفاء فنحن حلفاء بشرف، وإذا اختلفنا في السياسة فلن نهاجم بعضنا، نافياً ان تكون لديه اتصالات مع الرئيس نبيه بري، الا انه لم يجب بشكل واضح عما اذا كان ما يزال عند رأيه بعدم انتخابه مجددا لرئاسة المجلس، قائلاً: «انا مع تداول السلطة وهو كذلك».
كذلك لم يشأ الحريري ان يجدد موقفا من قانون الانتخاب، لكنه دعا إلى ان يكون القانون عادلاً للجميع، وان يجمعنا كلبنانيين لا ان يفرقنا، مشيرا إلى انه يتفهم الهواجس، لكن للآخرين هواجس، الا ان المطلوب هو ان نرى اين مصدر المشكلة؟
المأزق الحكومي
أما في الشأن الحكومي، فقد رفض الحريري الكلام عن هذا الوضع «لانه يتحدث عن نفسه» لكنه اشار إلى ان حزب الله مستعد لان يقوم بالكثير ليبقى في السلطة، مستشهداً بموضوع بروتوكول المحكمة الذي ألمح إلى انه كان سبب تعليق جلسات الحكومة، معتبرا ذلك مناورة من قبل الرئيس ميقاتي وهذا من حقه وليس خطأ في السياسة.
وفي هذا السياق كان لافتاً للانتباه موقف رئيس الحكومة الذي اتهم بعض الوزراء بأنهم ألغوا المقامات الدستورية من قاموسهم، مشيرا، في مقابلة مع برنامج مباشر مع مرسال غانم عبر L.B.C إلى انه عندما يقال ان رئيس الوزراء هو فقط وزير اول فهذا يعني مخالفة كبرى لاتفاق الطائف والاصلاحات الواردة فيه. وقال: «انا رئيس مجلس الوزراء ومؤتمن على اعماله، واذا كان كل طرف يريد ان يفسر الدستور وفق ما يحلو له فلن تستقيم الأمور.
وكشف ميقاتي، في المقابلة نفسها أن المدعي العام التمييزي للمحكمة دانيال بيلمار، أبلغه خلال زيارته الأخيرة للبنان انه سيصدر تحديثاً جديداً للقرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، مستبعداً عودة الاغتيالات في لبنان، مشدداً على ان المعلومات الأمنية التي صدرت في هذا الصدد تجري متابعتها لأخذ الحيطة من قبل الاشخاص المعنيين.
وعن زيارته إلى باريس والمحادثات التي أجراها مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وكبار المسؤولين أكّد ميقاتي انها كانت ممتازة، وهم تفهموا وضع لبنان ودقة الظرف الذي نمر فيه، ولم يطلبوا شيئاً يعرفون أن لبنان لا يمكنه القيام به.
واطلع ميقاتي الرئيس ميشال سليمان على أجواء زيارته إلى جانب تطورات الوضع الحكومي، حيث لم تسجل أي تطوّر جديد، الا أن مصادر مطلعة لاحظت أن دعوة الرئيس برّي لعقد جلسة تشريعية في 22 الشهر الحالي، قد تكون محاولة لوضع الاتصالات الجارية على السكة التي يفترض أن توصل الى حلول للمأزق الحكومي، على الرغم من ان محركاته لا تزال متوقفة، والأمور في وضع المراوحة.
ومع ذلك، فقد كشفت المصادر عن محاولات تتم بعيداً عن الأضواء لاستطلاع أو لاستكشاف نوايا الأطراف من احتمال تحريك عجلة التفاوض نحو إيجاد حل للأزمة، ووضعت زيارة نائب رئيس الحكومة سمير مقبل للرئيس برّي في هذا الإطار.
كلمة جعجع
إلى ذلك، علمت «اللواء» أنّ رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع سيؤكد في كلمته التي سوف يلقيها في خلال احتفال «البيال» على متانة التحالف مع تيار المستقبل وقوى الرابع عشر من آذار، كذلك التأكيد على صوابية مشروع الرابع عشر من آذار، المتمثّل اليوم بالثورات العربية.
جعجع الذي سوف سيصف في كلمته الوضع الحكومي بالبائس، من المتوقّع أن يشن هجوما عنيفا على أركان الحكومة وعلى «حزب الله» حيث سيدعوه إلى الانخراط بالدولة ووضع سلاحه بإمرة الجيش اللبناني.
وسيوجّه جعجع تحية من الأعماق إلى ثورة الشعب السوري، منتقدا بقوة النظام السوري والأنظمة التي تدعي الممانعة والمقاومة.
وفي كلمته سيحدد جعجع معالم العلاقة بين لبنان وسوريا في المرحلة المقبلة، وسوف يدعو العالم باتخاذ موقف حازم تجاه النظام السوري لوقف إراقة الدماء والمذبحة التي يتعرض لها الشعب السوري.
شربل في طرابلس
وأبلغ وزير الداخلية مروان شربل «اللواء» انه سيقوم خلال الـ 48 ساعة المقبلة بزيارة إلى مدينة طرابلس، حيث يتفقد وحدات الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي المنتشرة في المدينة. كما سيزور النواب والفاعليات السياسية والروحية في عاصمة الشمال والنائب السابق علي عيد. وأكّد الوزير شربل أن الوضع هادئ ومطمئن وسيترسخ الاستقرار خلال الأيام القليلة المقبلة مع إنهاء المظاهر المسلحة.
 
حزب الله لـ «اللواء» يُبدي إيجابية بإتجاه الحوار مع كافة الفرقاء
ومقربون يؤكدون ليس للحزب حساسية للحوار مع «المستقبل»
جريدة اللواء..بقلم منال زعيتر
مع تفاقم الوضع الأمني في الشمال على وقع الحسم العسكري التي تقوده سوريا، يكون لبنان قد دخل قولاً وفعلاً في مدار الأزمة السورية مع استبعاد أن يكون لذلك أي تأثير على المشهد اللبناني بشكل عام في ظل توافر قرار سياسي بالحفاظ على استتباب الأمن وإبعاد شبح الفتنة الطائفية والمذهبية وعدم اقحام المؤسسة العسكرية في أتون الخلافات المفتعلة التي يراد منها زعزعة الاستقرار في الداخل وعلى الحدود مع سوريا، وقد اشارت معلومات أمنية موثوقة إلى أن ما كان مطلوباً من اشكال باب التبانة وجبل محسن هو زج الجيش في الصراع القائم حتى يقال بأنه فشل في ضبط الحدود اللبنانية - السورية.
وتضيف المعلومات بأن نجاحه في هذه المهمة قطع الطريق أمام الجماعات المخربة المعروفة الأسماء والعناوين لدى القوى الامنية والسياسية اللبنانية والتي بالمناسبة تتلقى دعماً مادياً من جهات خارجية «عربية» معروفة أيضاً.
وفي هذا الخصوص، يقول مصدر سياسي رفيع المستوى أن التطورات السياسية التي تعصف بالمنطقة خلطت الاوراق مجدداً وأثرت على استتباب الوضع الأمني لا سيما في منطقة الشمال الذي تريد لها أطراف داخلية وخارجية أن تكون بوابة لهز الاستقرار في لبنان.
ويضيف المصدر بأنه عشية ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري لا بد من إعادة التذكير بأن الشمال كان يشكل خزان الوفاء للحريري، ومن المفارقات أن يتحول مسار الامور في هذه المنطقة بدءاً بأحداث «جرود الضنية» وصولاً إلى «نهر البارد» باتجاه واحد ألا وهو استخدامها كـ «خزان» للإستعمال وقت الحاجة، كما وأنه من المفارقات أن لا تعطي هذه المنطقة حقها منذ استشهاده في 2005، حيث لم يعمل أحد على تطويرها لمنع الاصطفافات المذهبية والطائفية، مشيراً إلى أنه يجب أن تشكل ذكرى استشهاد الحريري انعطافة من قبل جميع وزراء ونواب منطقة الشمال من أجل تغيير واقعها حتى لا تعاد الكَرَّة كما حصل سابقا وتستخدم كوقود لاشعال الوضع الأمني في لبنان.
ولكن ما بين ساحة الاستشهاد عام 2005 وساحة الصراع السياسي القائم بين الأطراف اللبنانية عام 2012، مشهد لبناني تغير كلياً لا سيما بين «حزب الله» و«حزب المستقبل»، فعشية استشهاد الحريري كان هناك تفاهمات تصاغ بين الحزب والرئيس الشهيد، وكان هناك لقاءات اسبوعية يتفق خلالها الطرفان على مسائل تتعلق بمستقبل لبنان قبل أن تتحول العلاقة بين الفريقين بعد استشهاده إلى تواصل بالحد الادنى وللدواعي الضرورية فقط.
أما ما تسمعه لدى سؤالك مقربين من «حزب الله» عن إمكانية اللقاء والحوار مجدداً مع «حزب المستقبل»، يجيب المقربون بأن الحزب يبدي ايجابية باتجاه الحوار مع كافة الأفرقاء، ولا يبدو بأنه لدى الحزب أية حساسية اتجاه فتح حوار عملي مع تيار المستقبل.
 
«حزب الـله» يتحضّر لأسوأ الإحتمالات
حال من الضغط الأمني والعسكري تعيشه قيادة «حزب الله» في هذه المرحلة في ظلّ المتغيّرات واللاإستقرار التي تشهدها المنطقة وتحديداً سوريا التي تعتبر خط الإمداد العسكري الثاني للحزب بعد إيران.
جريدة الجمهورية..علي الحسيني
في ظلّ هذا المناخ لم يعد بمقدور "حزب الله" الاكتفاء بلعب دور الداعم السياسي فقط لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، لذلك قرّرت قيادته ان تكون في قلب الحدث وهذا ما يتجلى بوضوح من خلال المواقف التي تصدر تباعاً عن مسؤولين في الحزب.
من دون أدنى شك ان اليوم الذي لن تعد فيه قيادة "حزب الله" تكترث لبقاء الحكومة أو ذهابها قد اقترب، خصوصاً وأن هناك تباشير بفرط عقدها بدأت تلوح في الافق، وفي طليعتها الصراعات الداخلية القائمة بين أطرافها حول تقاسم "قالب الجبن" والتي ظهرت للعيان خلال الفترة الاخيرة، الامر الذي استدعى إطلالة مسرعة لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بهدف إعطاء جرعة روح في شريان عمل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي.
مصادر واسعة الإطلاع على ما يجري داخل المطبخ السياسي في "حزب الله"، قالت لـ "الجمهورية" إنّ "حزب الله" اليوم هو على مفترق طرق خطر جداً، خصوصاً وأنّ أحد داعميه الاساسيّين أي النظام السوري مهدّدٌ اليوم بالرحيل أكثر من أي وقت مضى، لافتة إلى أنّ "الأمر الثاني الذي بات يؤرق قيادة الحزب غياب الرؤية الموحّدة داخل هرميته بالنسبة للأحداث الحاصلة في الداخل السوري".
وكشفت، "أنه وفي ظل الضغوطات الدولية التي يتعرّض لها النظام في سوريا، فإنّ قيادة "حزب الله" قد أوعزت منذ اسبوعين تقريباً إلى جميع عناصر وكوادر الحزب بعدم السفر إلى الخارج وخصوصاً تلك التي تتعلّق بالزيارات الدينية في كل من سوريا والعراق وإيران"، ودعتهم إلى ضرورة الإبقاء على جهوزية تامة لمواجهة كل الاحتمالات التي قد تطرأ على الساحتين اللبنانية والسوريّة".
كما أكدت أنّ "الحزب بدأ يعيد تشكيل ما كان يُعرف "بالسرايا الشيعية" التي كان لها دور فاعل في أحداث السابع من أيار 2008، والتي سبق وأن تمرّدت على الحزب نفسه بسبب عدم دفع مستحقات مالية لعدد كبير من عناصرها بعد انتهاء تلك الأحداث"، مشيرة إلى أنّ "دور هذه السرايا المستقبلي حماية ظهر مقاتلي الحزب في الداخل اللبناني من أي تدخل للقوى الامنية أوغيرها في حال تقرّر الدخول في معركة كبيرة الى جانب النظام السوري".
وكشفت المصادر "أنّ الرئيس السوريّ بشار الأسد دعا خلال الأيام الاخيرة جميع حلفائه في الخارج إلى التحضّر للمرحلة المقبلة" التي، وبحسب المصادر، "تبدو مرحلة حاسمة للانتهاء من هذا النظام في حال لم يقدم على خطوات جادّة وملموسة توقف إزهاق أرواح المواطنين الأبرياء، وتنتقل بهم الى حياة اكثر حرّية وديموقراطية".
وختمت بالقول: "إنّ الأحداث الدراماتيكية التي يشهدها لبنان منذ الإنقلاب على حكومة الرئيس سعد الحريري، إلى حال المراوحة الحكومية وما بينهما من احداث جرت على الحدود اللبنانية الإسرائيلية وصولاً الى معارك طرابلس أول من أمس جميعها تندرج في إطار حملة بدأها "حزب الله" من أجل تكريس النظرية الشهيرة أنّ لبنان لا يدار إلا من الخارج وتحديداً من قبل سوريا التي سيفعل الحزب كل ما في وسعه لإخراجها من محنتها المستعصية"
 
الحريري: يتهمونا بالمال السياسي بينما السيد نصرالله قال انه منذ 1982 يتلقى حزبه مالا ايرانيا
 موقع 14 آذار..
أجرى الرئيس سعد الحريري حواراً مباشراً مساء اليوم على شاشة "أخبار المستقبل وإذاعة الشرق وتلفزيون المستقبل" مع الصحافيين بولا يعقوبيان ونديم قطيش، وتناول فيه الأوضاع في لبنان وتطورات الأوضاع في سوريا والمنطقة عموما.
وفي ما يلي النص الحرفي للمقابلة:
سئل: السؤال البديهي لماذا نقوم بهذه المقابلة في بيتك في باريس وليس في قريطم او في بيت الوسط في بيروت؟
أجاب: لسوء الحظ، انا كنت مستعدا للعودة وحدث معي الحادث وفعلياً تأذيت كثيراً ولهذا السبب لست قادرا على العودة الى لبنان الآن، انا اعرف ان الغيبة طالت ولكن ان شاء الله في اقرب وقت أشفى سترونني في بيروت.
سئل: أشهر عدة ربما؟
أجاب: كلا، موضوع عودتي إلى لبنان قررته سابقاً، ولكن لولا ما جرى لكنت بين إخواني وأحبائي في بيروت.
سئل: البعض تحدث عن تهديدات أمنية وقيل ان هناك رسائل كثيرة وجهت لك، خصوصاً ما سمعناه مؤخرا عن مشاكل أمنية كبيرة في بيروت، هل فعلاً المسألة لها علاقة بصحتك وقدمك المكسورة، فيما البعض يقول ان رجلاً مكسورة لا يعني عدم القدرة على العودة؟
أجاب: يجب ان أخضع إلى علاج، وان شاء الله سأعود بعد العلاج وهذا وعد وعهد اقطعه للجميع، والتهديدات الأمنية الجميع يعلم أنها موجودة وعندما كنت في بيروت كانت موجودة، وفعلياً هناك أمور أكثر في المرحلة السابقة لم تسمح لي بالعودة الى بيروت، ولكن في هذه المرحلة وهذه اللحظة لدي مشكلة انني تعرضت لحادث كبير وفي رجلي هناك 14 "برغياً".
سئل: البعض قال أن أسباباً أمنية والبعض ناشد من يناشد سعد الحريري الى لبنان لأنه مهدد، مرة قيل امن ومرة قيل غير امن، لماذا هذا التناقض حول اسباب غياب الرئيس سعد الحريري؟
أجاب: الموضوع الأمني موجود، وانتم تعلمون ان من يقتل رفيق الحريري يمكن ان يقتل سعد الحريري ومن يقتل بيار امين الجميل يقتل سعد الحريري وفعليا هناك تهديد اليوم بغض النظر عن ذلك، هناك أسباب عدة، غادرت لبنان في شهر نيسان الماضي وحدثت عوامل وتطورات عدة خلال هذه المرحلة، وان شاء الله عندما يكون الوقت مناسباً سأعود الى لبنان.
سئل: ما هي مصادر الخطر برأيك حولك، بمعنى التهديدات من أين؟
أجاب: يعني ان من قتل رفيق الحريري مستعد ان يقتل سعد الحريري
سئل: سوريا يعني ؟ لانكم اتهمتم سوريا في ما بعد والقرار الاتهامي اتهم حزب الله ، اين تعتقد هي المشكلة واليوم هل النظام السوري يقدر ان يغتال ؟
أجاب: في النهاية هناك محكمة دولية حكمت واصدرت قراراً اتهامياً، ونتمنى من هؤلاء المتهمين ان يسلموا انفسهم إلى المحكمة.
قياديو 14 آذار مهددون فعلاً وهذا الأمر تعاوننا معه. ففي 7 ايار لم اكن هاربا ولم اقرر اليوم ان اقوم بهجرة سياسية بالعكس انا عائد ان شاء الله.
سئل: اذا كنت موجوداً في بيت الوسط البعض اعتبر ان هناك خطراً امنياً حقيقياً عليك، بمعنى 7 ايار آخر او غيره، والبعض قال انه يجب أن لا تكون رهينة في هذه الفترة لهذه الايدي؟
أجاب: موضوع عودتي الى لبنان، هذا شيء احسبه بإذن الله. الحادث حصل ولولاه لكنت معكم في بيروت اليوم.
سئل: 14 آذار ستكون في بيروت؟
أجاب: لكل حادث حديث.
سئل: قلت من يقتل رفيق الحريري يقتل سعد الحريري، وهناك متهمون باغتيال رفيق الحريري، هل تعتقد ان في حزب الله ثمة من يفكر في شطب سعد الحريري اليوم؟
أجاب: هناك متهمون لهم الحق بالدفاع عن انفسهم وهذا شيء يعود لهم، طالبنا مرات عدة بتسليم المتهمين لتكون هناك محاكمة امام المجتمع الدولي واللبنانيين ونحن نريد شفافية ومن قتل رفيق الحريري استفاد واستفاد اقليمياً.
رفيق الحريري مشروع اعتدال وانماء واعمار ومشروع كان يطمح له رفيق الحريري لتكون هناك سيادة واستقلال. من استفاد من هذا هو الذي اغتال رفيق الحريري. قد يكون هناك ادوات لكن هناك بعض الاشخاص الذين يقفون خلف هذه الادوات. ما اقوله لا اريد الدخول في قصة المتهمين ويجب ان تعرف الناس مهما حصل لأن اي متهم من اي طائفة لا يمكن ان توضع الطائفة كلها كمتهمة، انا اؤكد على هذا واتمنى على الجميع التصرف على أساس ذلك.
سئل:يقال ان احد اسباب وجودك في الخارج هي اسباب مالية وتنظيمية هل فعلاً هذا السبب منعك من العودة؟
أجاب: نحن مررنا بمشاكل مالية وهناك ازمة مالية عالمية في العالم ونحن لسنا بعيدين عن الازمة وتعاملنا معها وعالجنا الامور وباذن الله هذا الموضوع اصبح خلفنا.
سئل: خسرت مليارين؟
اجاب: هناك تلفيقات كثيرة، فهناك من قال ان سعد الحريري افلس وكان كلام اننا نقفل مؤسساتنا ونفس الجريدة اليوم بعد ما قاله السيد حسن نصر الله بأموال تأتيه من ايران وكل الدعم يكون ايرانيا. اليوم يحاولون القول ان هناك مالاً سياسياً يأتينا. المال السياسي عند حزب الله، المال السياسي من الـ82 الى الـ2011 يأتي من ايران ، الرئيس رفيق الحريري كان يدفع من جيبه. علّم 40000 طالب من جيبه، واعمالنا واشغالنا في المملكة العربية السعودية. كان رفيق الحريري يقول لحم اكتافنا من السعودية ونحن لا ننكر بالعكس هذا شرف لنا لكن هذا ليس مالاً سياسياً، هذا مال عملنا وتعبنا وفي النهاية القرار في التصرف به هو لنا، اما مثل ما قال السيد حسن من سنة الـ82 الى اليوم يأتيه دعم من دولة على اساس بناء جيش وغيره ومؤسسات هذا شيء غير مقبول.
سئل: هناك تبرعات سعودية كثيرة مكرمات للبنان؟
اجاب: المملكة العربية السعودية طوال عمرها على مدى 50 سنة لم تتوقف عن التبرع للبنان او اعطاء قروض للبنان وللدولة اللبنانية وليس لأي شخص لبناني. كانت تعطي لمؤسسات اسلامية او غير الاسلامية كمؤسسات وجمعيات اجتماعية ولكن كانت دائماً، في حرب الـ2006 قدمت مساعدات كبيرة وفي باريس 1 و 2 و 3 قدمت مساعدات كثيرة أيضا للدولة اللبنانية.
سئل: من يعطي مالاً الا يطلب سلطة ونفوذا؟
اجاب: نحن نقول أن هناك دولة. وهذه الدولة اللبنانية فيها حكومات متعاقبة، ولكن عندما عقدنا باريس 1 و 2 و 3 او حتى القروض والمساعدات التي اتت في الـ2006 كانت كلها لمساعدة اللبنانيين، وهذا لا يعني ان المملكة العربية السعودية او الكويت او الامارات او كل الدول العربية او الخليج ساعدت كي يكون لها كلمة في لبنان. هناك دول اتت وصرفت وبنت هي ذاتها. فلذلك هذا الموضوع لا دخل له بأن المملكة تقول نحن نطلب من لبنان، ولا يوم كانت السعودية او دول الخليج بهذا الشكل مع لبنان.
سئل: كيف تستطيع من الخارج ادارة تيار سياسي فضفاض وكبير موجود في لبنان؟
اجاب: التيار والحمد لله يتمأسس وهذا امر كان صعبا في البداية، وعلينا ان نفهم جميعنا في تيار المستقبل ان تيار المستقبل هو تيار يقبل الجميع ويجب ان نقبل ان يكون هناك رئيس ومرؤوس وعلى الناس ان تتعود على هذا الامر.
هناك اماكن اخطأنا فيها، واماكن اصبنا فيها وهذا الشيء نطوّره دائماً، فالامين العام للتيار احمد الحريري والمكتب السياسي واللجان الكثيرة الموجودة في كل المناطق اللبنانية تعمل على تطوير التيار، وانا لا اقول اننا وصلنا الى مرحلة نستطيع ان نقول اننا نظمنا التيار 100%، ولكن سنبقى نطور هذا التيار باستمرار.
سئل: قلت اخطأنا، اين؟
اجاب: إن ما يريده سعد الحريري اليوم ان نصل الى تيار سياسي ينتخب فيه كل مسؤول في هذا التيار، وهذا بالنسبة لي اهم شيء، ولكن يجب ان يفهم الناس انه عندما تجري الانتخابات، هناك الخاسر وهناك الرابح، ولا يجب ان يغضب الخاسر ويبقى في بيته، لا يمكن ان نتعامل بهذه الطريقة. اذاً نحن سنخدم تيار سياسي ويجب ان نقبل كلنا جميعاً ان نحب بعضنا اكثر ونتعود ان هناك اماكن سنخسر فيها واماكن سنربح فيها.
لذلك، عندما اقول اخطأنا، لان هناك اشخاصاً لم يتم اختيارهم على اساس انهم على قدر المسؤولية وغيّرنا مرات عدة ، نحن لا نقول اننا تيار لا يخطئ بالعكس يخطئ ولكن اهم شيء ان نصلح الخطأ.
سئل: عودتك ستكون قبل سقوط النظام، ام انها ليست مرتبطة بسقوط النظام السوري؟
اجاب:اذا استيقظنا غداً على سقوط النظام ماذا نفعل.
سئل:اذا لم يسقط النظام غدا هل سننتظر؟
اجاب: عودتي إلى لبنان غير مرتبطة بسقوط نظام الأسد، ولولا الحادث لكنت في بيروت.
اريد الكلام عن الحادث، لقد وضعوا لي في قدمي قطعة فولاذ بطول 25 سنتم و14 برغي و44 قطبة، الحمد الله وسبحان الله الحادث حدث ولكن في النهاية انا كنت عائداً الى بيروت، ولكن حصل ما حصل، وفعلياً العلاج الطبيعي يسلتزم وقتاً وانا لغاية الآن لا استطيع ان اضع قدمي على الارض.
سئل :هل يفضل ان لا تستقل الطائرة؟
أجاب: لا دخل للموضوع بالطائرة فالامر مرتبط بالعلاج الطبيعي وان اي خطأ بهذا الحادث الذي حصل يجب ان اعيد العملية من الصفر.
سئل: احرجك انه حصل لك حادث تزلج، والبعض حاول ان يستغل الحادث ضدك، في الوقت الذي تعمل فيه سياسة وتخوض ثورات؟
اجاب: هذه ليست المرة الاولى التي يحاولون فيها احراجي، اخذت عائلتي واولادي خلال عطلتهم إلى باريس وحصل ما حصل وكل الوقت كنت في الرياض.
سئل: قلت ان الشعب السوري انتصر، لماذا تستعجل في إطلاق الاحكام على هذه الثورة، اليست هذه مغامرة سياسية؟
أجاب: كلا ليست مغامرة سياسية، إذ لا يمكن لأي كان الوقوف على الحياد. ما يحدث في سوريا مجازر، والشعب انتصر لأنه نزل الى الارض والى الشارع. وكان سلمياً في مطالبته بالحرية والكرامة. والنظام واجه هذه التظاهرات السلمية بالمدافع، ولكن مهما استعمل من المدافع، فإن معظم الثورة سلمية.
من المؤكد أن هناك انشقاقات حصلت في الجيش السوري الذي انضمت اجزاء منه للجيش السوري الحر الذي يدافع عن المدنيين. ومن المفروض أن يكون الجيش السوري هو للدفاع عن الوطن، وهذا الشيء هو المطلوب منه، واليوم لسوء الحظ هناك بعض الاجهزة التابعة للنظام وتحميه تقتل الناس، لذلك هناك انشقاقات.
سئل: للدخول أكثر على كيفية تطور الثورة السورية في ضوء المواقف الاخيرة للدول العربية عامة مع بعض الاستثناءات، وانت كنت اول من دعيت الى الاعتراف بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي ووحيد للشعب السوري، وكنت اول من دعا إلى منطقة آمنة وقوات عربية تركية مشتركة في سوريا، لماذا يضع سعد الحريري نفسه في مقدمة الثورة السورية والحدث السوري، الدوافع شخصية؟ أم مكلف عربياً بهذا الأمر؟ وهل تؤدي مهمة ما عربية ودولية انت ناطق باسمها؟
اجاب: انا اقول بصراحة، في موضوع ليبيا كان هناك قرار في مجلس الامن بخصوص الموضوع الليبي، وهذا الأمر كنا السابقين فيه. انا كنت لا أزال رئيس الحكومة التي استقالوا الاخوان منها وكنت أقلت منها و"صحتين على قلبن".
كان هناك قرار في مجلس الامن بشأن ليبيا وهو لحماية المدنيين، وانا تعاملت مع الليبيين ومع كل البلدان بالطريقة ذاتها، وفي سوريا يجب ان يكون الحل بالنسبة لي كشخص مسؤول.
القذافي قرر قتل شعبه وقام بذلك واعلن موقفه هذا في خطاب علني ، والاسد يقوم بالأمر ذاته مع شعبه، لذلك ما يحدث ان كان في ليبيا او سوريا هو واحد، هناك نظام يقتل شعبه وهذا الأمر يجب ان يتوقف.
وإن كان هناك موضوع الجوار بيننا وبين سوريا، فبالنسبة لي الموضوع مبدئي، وكنت على المبدأ ذاته في مصر وتونس واليمن وليبيا واليوم في سوريا.
سئل: لكن حماسك بالنسبة للمسألة السورية واضح انه أكبر من الحماس الذي كان لمصر أو لتونس أو لغير أماكن.
أجاب: ما حصل في مصر وفي تونس حصل بشكل مختلف، صحيح ان الرئيس التونسي (زين العابدين بن علي) ترك البلاد والرئيس (المصري حسني) مبارك سلم السلطة والرئيس اليمني (علي عبد الله صالح) أجرى تسوية ولكن لم يكن هناك حمام دم.
بالنسبة لليبيا، فالقذافي وصل وقواته الى طرابلس وكان ذاهباً لابادة الناس وكان يقول عن المدنيين جرذان، هل هناك من يقول عن شعبه جرذان؟ الآن ماذا يحصل في سوريا؟
سئل : الآن الى اين تريد ان تذهب دولة الرئيس؟
أجاب :ذهبت بليبيا الى اقصى ما يمكن، وكرئيس حكومة غير مقال لكنت ذهبت الى مجلس الامن.
سئل: سوريا جارتنا وكل عمرها الشقيقة الكبرى التي تتدخل في لبنان ولديها حلفاء ،لكنك تقول ان التظاهرات سلمية والناس نزلوا في مظاهرات سلمية والبعض يراها انها لم تعد سلمية وصارت سنية علوية ، هل ما زال الوضع كما هو ؟
اجاب: هذا الكلام غير صحيح ، ففي لبنان او في سوريا او في كل العالم العربي ان كنا مسلمين او مسيحيين من اي طائفة او من اي مذهب او من اي دين ، نحن كلنا اقليات في بلادنا ان كنا سنة في لبنان او شيعة او موارنة او دروز كلنا اقليات في بلدنا فنحن لبنانيون كما هم في سوريا سوريون. هناك محاولة من قبل النظام لوضع هذا الامر الذي يجري في سوريا بان هناك اقليات. المشكلة في سوريا هي انعدام الحرية.
غدا في سوريا عندما تصبح هناك حرية، الناس ستذهب الى صناديق الاقتراع وستصوت ، كم مرة قالوا في جنوب افريقيا انه ستكون هناك حرب اهلية اليس كذلك ، وهناك كانت هناك مشكلة كبيرة جدا في هذا الامر ولكن لم يحصل لانه صار هناك اتفاق ولكن ما اقوله ان من يخسر يروج مثل هذا الكلام ومن يربح من مصلحته ان يجمع كل الناس لانه في النهاية ان سقط النظام وباذن الله سيسقط ، ماذا سيجري في سوريا؟الناس ستاتي وتجري مصالحة بين السوريين. صحيح ان هناك دماً وهناك اشخاصاً قتلت ومن الممكن ان بعض الاجهزة ستنظف ولكن ليس معناه سيحدث كره بين الناس، هناك محاولة من قبل هذا النظام ان يعمم الكراهية بعض الفئات من السوريين.
سئل: سعد الحريري الى اي حد مستعد ان يذهب؟ انت سياسي ولديك كتلة نيابية كبيرة؟
أجاب: انا انسان مثلي مثلك وفي النهاية ان نزعنا هذه الانسانية من داخلنا نصبح سياسيين غير نافعين ونذهب الى منازلنا .
سئل: كيف يترجم هذا العقل السياسي في الوقت ان لبنان لم ينجح في رعاية مخيم للاجئين السوريين؟
اجاب: انا لست في الحكومة اليوم، نحن نقوم بما نقدر عليه كتيار المستقبل في الشمال وفي البقاع ثم يقولون لنا ان هناك قاعدة في عرسال التي هي مدينة الابطال او هناك قاعدة في الشمال، ليذهبوا وليكذبوا في مكان اخر ، نحن نرعى السوريين اللاجئين في لبنان وهذا احب ما علينا ان نرعاهم ونقوم به.
سئل: ما الذي يؤكد انه لن تحدث مجازر في سوريا، وان السوريين سيتجهون الى صناديق الاقتراع، اليوم الكلام ليس هكذا، هناك كلام ان العلوي على التابوت والمسيحي على بيروت؟
أجاب:اؤكد ان النظام هو من اطلق هذا الكلام لان ذلك من مصلحته ، الطائفة العلوية الكريمة هي طائفة موجودة في سوريا كما هي في لبنان وكل العالم العربي، ما نقوله انهم سوريون وان هناك نظاماً لديه مصلحة وان هناك مجموعة تستفيد ماليا باغتصاب حقوق الناس وتأخذ الملايين والبلايين من هذه الناس وتضعها في جيوبها، هذه انتفاضة حرية وكرامة وهذا الشيء ليس فقط هناك طائفة كانت مستهدفة في سوريا، كما في لبنان، في لبنان من استهدف؟ في كل مرحلة من المراحل هناك بعض الطوائف استُهْدِفت.
سئل: اليوم وزراء الخارجية العرب بدأوا يستخدمون عبارة الدعم الكامل للثورة السورية، الدعم المادي بكل أشكاله، هل تملك أي معطيات حول بدء خيار تسليح الثورة السورية؟
أجاب: ليست لدي اي معلومة بهذا الشأن، لكن أتمنى على أطراف المعارضة السورية ان يتحدوا ويكون هناك كلام مع فريق واحد وهذا الذي يحدث، وهذا ما حدث. يجب ان نعرف ان هناك اشخاصاً أصبحوا يتامى ويحتاجون لدعم، هناك اشخاص انشقوا عن النظام، يجب ان يكون هناك دعم انساني ولوجستي، والعرب وصلوا إلى مرحلة قدموا فيها مبادرة بعد مبادرة، واذا نظرنا لكل هذه الانظمة التي سقطت نرى أي نظام أعطي فرصا أكثر من غيره.
سئل: هل بسبب انعدام الخيارات الاخرى؟
أجاب: ليس فقط بسبب انعدام الخيارات الاخرى، في ليبيا أُعطي فرصا أخرى لكنه اخذ قرار الحسم العسكري فجأة في ليلة ليس فيها ضوء قمر.
سئل: إذا نظرنا اليوم إلى الوضع الدولي، روسيا ادخلت العالم الى حرب باردة جديدة، الورقة السورية مهمة جداً في يد روسيا، في هذه الحالة ليس سهل الكلام عن دعم مالي ودعم لوجستي؟
أجاب: ما قامت به روسيا، هناك اجماع عربي كبير وهذا الشيء يجب ان تنظر روسيا اليه نظرة خاصة، اليوم روسيا اخذت منحى النظام ربما هذا ليس قصدها، الشعوب العربية كلها مع وقف العنف في سوريا، ولكن اليوم روسيا وهذا خطأ وانا صديق مع روسيا ولدي زيارات عدة لها ولكن هذا الموقف سيضع روسيا في مكان لن تحبه في المستقبل، وبرأيي لن تكون نتائج هذه الموقف لمصلحة سوريا، في الآخر في سوريا النظام سيتغير وستكون هناك ديمقراطية بإذن الله وهذا الشيء الشعب السوري ناضل من اجله وقُتل من اجله، هذه الدماء التي سقطت من 7 الى 9 الاف شهيد في سوريا هل ستذهب دماء الناس هكذا او تترك الثورة تذهب هكذا؟
سئل: على التويتر قلت او نصحت المعارضة السورية ان تنسق مع روسيا لأنه ربما كانت لديك معطيات بأن الموقف الروسي تغير، وأنت ذكرت علاقتك بالقيادة الروسية، هل هناك امكانية بتغيير هذا الموقف ام هو موقف ثابت ايديولوجي؟
أجاب: اليوم وزير الخارجية الاماراتية كان في روسيا وتكلم مع نظيره الروسي على القرارات الجديدة للجامعة العربية وسيدرسان هذه القرارات الجديدة ولنر ما تتخذه روسيا، ولكن بغض النظر، روسيا يمكن أن تقف هذا الموقف وتكمل وحدث ايام صدام حسين في حرب الخليج الاولى ولكن تغير بعد فترة، يمكن ان يتغير.
سئل: في المحكمة الدولية روسيا دعمت للآخر، وفي قرارات دولية حول لبنان كان الموقف الروسي داعما، لماذا هذا التغيير؟
اجاب: ليس لدي شك، وروسيا لديها حساباتها ونشكر روسيا على المواقف التي وقفتها مع لبنان، خصوصاً في ما يخص المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والـ1701 والاعتداءات الاسرائيلية التي وقعت على لبنان. وفي كل مرحلة حصل فيها اعتداء على الفلسطينيين كانت روسيا تقف مع القضية الفلسطينية، ولكن ربما هناك قراءة.
سئل:هل تلعب دوراً مع الموقف الروسي؟
أجاب: نحن نقوم بعملنا وهذا شيء سنكمله.
سئل: هناك محور متكامل عن انعكاسات ما يحصل في سوريا على لبنان ولكن الواضح أن الالتهاب السوري بدأ يدخل الى جسم لبنان من وادي خالد من خلال ما حصل في طرابلس الاجدى النأي بالنفس كما فعل الرئيس ميقاتي ألم يكن الاجدى ان نبقى خارج هذه المعركة؟
أجاب: اولاً انا لست انساناً انأى عن نفسي وهذا موقف الرئيس ميقاتي "صحتين على قلبه". موقفي واضح في ما يخص الثورة السورية وكل ما يحصل، ما يحصل في طرابلس مفتعل، وحدثت مصالحة منذ ثلاث سنوات وحدث جهد كبير وكان هناك اتفاق وما حصل انا اقول لإخواننا في طرابلس اذا فعلا ان هناك حسرة في قلبك على الثورة السورية لا تضيعوا الانظار ولا تعطوا الفرص لأي انسان ان يأخذ ويزج لبنان في مكان ما من اجل ان يبعد الانظار عن الثورة السورية انسوا هذا الموضوع وما حصل حصل وفي النهاية سوف نعيش مع بعضنا في لبنان، لا تضيعوا البوصلة، هناك محاولة لتضييع البوصلة، دعوهم يجلسوا جانباً.
سئل: ماذا يفعل سعد الحريري اذا سقط النظام في سوريا؟ ما هي انعكاسات الثورة السورية على لبنان او على علاقات اللبنانيين مع بعضهم البعض وماذا يتوقع من الافرقاء السياسيين الآخرين؟ لا احد يبدد هواجس المسيحيين في سوريا او في العالم العربي، والمثال الذي تقدمت به لا يبددها لسبب واحد، اذا راقبنا المشهد العام من بوكو حرام في افريقيا وصولاً الى اندونيسيا، المسيحييون يقعون في مشاكل كثيرة والبعض يقول هذا ربيع المارد السني ويخيف باقي الاقليات، بصفتك احد الشخصيات المهمة في المنطقة، كيف تطمئن، ولماذا انت مطمئن انه فعلاً هذه ثورة سلمية ستؤدي الى ربيع وديمقراطية؟
أجاب: لا اريد ان اضع نفسي في موقع المطمئن، اريد ان اضع نفسي في موقع الجميع، ما يحدث نحن ارتأينا ان هذه ديمقراطية وستذهب بالناس الى صناديق الاقتراع، الناس قامت بالثورات لأنه كانت هناك 40 سنة من التركيز على بعض الفئات في هذا المجتمع وهذا التركيز كان على اساس ان هناك قمعاً، واذا راقبنا القمع على مدى اربعين سنة فهو مورس على الاسلاميين، لذلك نجحوا اليوم.
سئل: كان الملتقى لديهم هو الجامع؟
أجاب: لو كان القمع مورس على اليساريين او على بعض الفئات الاخرى، فغداً ستذهب الناس إلى صناديق الإقتراع وستقرر من تنتخب، نحن في تيار المستقبل كلامنا واضح وصريح في ما يخص الاعتدال، ونحن ايضاً في مكان ما نرى هذا المشهد، وهذا المشهد الشيء الوحيد الذي يريحني فيه ان الناس لجأت الى صناديق الاقتراع، وبعد 4 سنوات الناس نفسها اذا رأت ان حريتها وكرامتها والوعود التي اعطيت لم تنفذ في النهاية هؤلاء الناس سيصوتون لجهات وأشخاص آخرين.
سئل: اليست المذهبية لديهم هي الاقوى من الوعود ومن مصلحتهم والاقتصاد الا يقوم الناس بالتصويت على اساس غرائزيتهم؟
أجاب: هناك الكثير من الناس صوتت لأنهم مقتنعون بأن هذا هو الموقع السياسي الذي يريدون ان يكونوا فيه، ولكن ما اقوله ان هذه الديمقراطية لا يمكن ان نقول ان الديمقراطية في فرنسا او في اميركا او في اي دول اخرى تفرز بعض القيادات.
سئل: قد تكون الديمقراطية فتاكة؟
أجاب: ولكن في النهاية ماذا فعل هتلر؟ لجأ الى الديكتاتورية.
ما اقوله ان هذه الديمقراطيات، والناس نزلت وقامت بالثورات من اجل الكرامة والحرية، ما اقوله نحن في لبنان كتيار مستقبل وكقوى 14 آذار وكلنا واحد وكلنا في سفينة واحدة، وفي النهاية نحن نؤمن بالطائف والمناصفة و بكل المبادئ التي كان عليها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ونحن سبب نجاحنا اننا نتكلم ونفعل.
رفيق الحريري قال وفعل وبنى وعمّر،ونحن في السنوات الخمس الاخيرة على صعيد الاقتصاد اللبناني ومع كل الذي حصل في لبنان كان هناك نمو بنسبة 8و9و10 %.
سئل: هذه السنة 1 او 1.5 %؟
أجاب: يمكن، ولكن كل ما نقوله نحن لدينا برنامج وعندما يكون هناك برنامج يجب ان ينفذ. والديموقراطيات سترينا في المستقبل انها ستتطور،وانا لا اقول ان الامور كلها ستحدث وتصلح مرة واحدة.
 

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,879,578

عدد الزوار: 6,969,981

المتواجدون الآن: 103