السيستاني يدعو لتنازلات متبادلة عشية اجتماعات اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني...وفد قضائي كردي يطلع على ملف الهاشمي

خلافات بين مكونات «التحالف الشيعي» حول طرق حل الأزمة السياسية في العراق

تاريخ الإضافة الأحد 22 كانون الثاني 2012 - 5:11 ص    عدد الزيارات 3171    التعليقات 0    القسم عربية

        


خلافات بين مكونات «التحالف الشيعي» حول طرق حل الأزمة السياسية في العراق
الحياة..بغداد – حسين علي داود

تتباين وجهات النظر داخل «التحالف الوطني» الذي يضم غالبية القوى الشيعية في ملفات داخلية وخارجية، فيما تتعمق الأزمة السياسية مع صعوبة عقد «المؤتمر الوطني» الذي دعا اليه الرئيس جلال طالباني.

وأفاد مصدر سياسي في «الائتلاف الوطني»، وهو احد مكونات «التحالف» في تصريح الى «الحياة» ان «هناك تبايناً بين اطراف التحالف»، وأوضح ان كتلة «دولة القانون»، بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي، تصر على تنفيذ عدد من الاجراءات من دون التوافق عليها داخل التحالف.

وأوضح ان «الكتلة تعتبر تشكيل حكومة غالبية سياسية هي الطريق الاقصر إلى حل الازمة السياسية الحالية، فيما تصر باقي مكونات التحالف على ضرورة عدم اللجوء الى هذا الخيار لأن نتائجه غير أكيدة»، ولفت الى ان «اعضاء دولة القانون متصلبون في مواقفهم».

ولوح اعضاء في هذه الكتلة بخيار تشكيل حكومة غالبية سياسية إذا استمرت «العراقية»، بزعامة اياد علاوي، مقاطعة جلسات البرلمان والحكومة، واستبعد رئيس كتلة «التحالف الوطني» ابراهيم الجعفري امس في تصريحات نقلها تلفزيون «الفرات» تشكيل حكومة غالبية وقال ان «الخيار الافضل للبلاد في الفترة الحالية هو تعزيز المشاركة في الحكم».

وأضاف المصدر الذي يمثل طرفاً شيعياً بارزاً في التحالف الوطني ان «هناك اجراءات امنية تتمثل في تغيير قادة عسكريين وديبلوماسيين تحفظوا عن توتير العلاقات مع تركيا وطالبوا الحكومة بعدم التسرع في اطلاق الاحكام».

وأشارت مصادر عسكرية إلى اجراءات أمنية في المنطقة الخضراء، حيث مقار ومنازل اعضاء الحكومة والبرلمان.

وكانت وزارة الخارجية العراقية استدعت السفير التركي في بغداد وسلمته رسالة احتجاج على تصريحات رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان الذي حذر من استمرار الازمة الداخلية واندلاع حرب اهلية.

واستدعت الخارجية التركية بدورها السفير العراقي في انقرة وسلمته رسالة احتجاج ايضاً وفيها ان من حق تركيا ان تقلق من الاوضاع الجارية في العراق لأنها دولة جارة.

وتزامن التصعيد الديبلوماسي مع تعرض السفارة التركية في بغداد لقصف صاروخي مساء الاربعاء.

الى ذلك، أفاد الناطق باسم كتلة «التحالف الكردستاني» فرهاد الاتروشي في تصريح الى «الحياة» ان «التحضيرات لعقد المؤتمر الوطني ما زالت قيد البحث»، ولفت الى ان «وجهات النظر ما زالت متباعدة بين الاطراف السياسية».

وشدد على «ضرورة عدم التصعيد في هذا التوقيت لأن ذلك لن يكون في خدمة المؤتمر». وأوضح ان «التحالف الكردستاني يؤكد ضرورة تنفيذ الالتزامات الدستورية بما فيها المادة 140 الخاصة بمدينة كركوك».

وكان الناطق باسم قيادة العمليات في بغداد اللواء قاسم عطا اعلن الثلثاء الماضي انه سيعرض اعترافات جديدة تدين نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي بتهم الإرهاب.

الى ذلك، يستأنف البرلمان اليوم جلساته لمناقشة مشروع قانون الموازنة الاتحادية لعام 2012 في ظل استمرار مقاطعة نواب كتلة «العراقية» (83 نائباً).

وقال مقرر البرلمان النائب محمد الخالدي في تصريح الى «الحياة» ان «البرلمان سيناقش غداً (اليوم) القراءة الثانية لمشروع قانون الموازنة العامة الاتحادية للسنة المالية 2012»، وأوضح أن «الجلسة ستشهد أيضاً مناقشة موضوع إقراض الموظفين، والقراءة الأولى لتعديل قانون ضبط الأموال المهربة رقم (18) لسنة 2008، ومشروع قانون تصديق اتفاقية تنظيم أحكام التوقيع الالكتروني في مجال المعاملات الالكترونية بين الدول العربية».

 

 

أوساط الصدر تخشى استقطاب «العصائب» قادة تياره
الحياة..بغداد - عبدالواحد طعمة

قال رجل الدين العراقي مقتدى الصدر ان تحركات «عصائب اهل الحق» المنشقة عنه بزعامة الشيخ قيس الخزعلي وتقديم هذه الجماعة اغراءات مالية لانصاره ووعوداً بمناصب إنها «الغربال الإلهي» الذي يصفي تياره.

وأظهرت رسالة للصدر وجهها إلى أحد أنصاره أنه يمر بمرحلة جديدة من الصراع مع «العصائب»، تتمثل باستقطاب شخصيات مهمة في التيار من خلال اغراءات مالية. وأوصى اتباعه بالمحافظة «على العراق باعتبارها محافظة على الدين والمذهب».

وقال الصدر ناصحاً اتباعه: «احبتي انه الغربال او المنخل الالهي الذي يصفي التيار». وأضاف «عموماً فانه ليحزنني تفرق اهل الحق عن الحق من اجل حفنة مال او سياسة».

وجاء في سؤال لأحد أنصار الصدر: «ما أن عرض سماسرة الذمم شراء ضمائر البعض ممن يدعون الانتماء الى الخط الصدري الشريف حتى فتحت افواه طالبي المال والمناصب والشهرة وهم محسوبون على آل الصدر ظلماً وبهتاناً من مشايخ معممين وافراد أيدوا افكارهم المريضة وخالفوا من كانوا بالامس يهتفون له. سيدي القائد هل من نصح لهؤلاء الصدريين لعلهم يفقهون ويستيقظون».

وفي بيان آخر اصدر الصدر تعليمات إلى انصاره دعاهم فيها الى «التنبه الى وجود مخططات ضدهم لجرهم الى الصدام»، في اشارة الى ما يعتبره تحرشات من الخزعلي. وحضهم على ان «يكونوا على قدر المسؤولية والحفاظ على الحكمة والحنكة وترك الكلاب تنبح بما تشاء».

وكان الخزعلي اكد في تصريحات الى «الحياة» مطلع الشهر الجاري، استمرار جهود رأب الصدع بين مجموعته و «التيار» الا انها لم تسفر عن نتائج ايجابية وان حل المشاكل العالقة بين الطرفين لا تكمن في عودته واتباعه الى زعامة الصدر.

وشدد على ضرورة «توحيد الصفوف الشعبية وعدم اظهار الخلافات بل السعي إلى ازالتها». وحذر من ان «العراق في خطر»، كما حضهم على «ترك الهوى وحب الدنيا والتثقف ضد الاعمال المشينة مثل الاغتيالات والصدامات والعمل على ازالتها كي يعيش الشعب بسلام».

ويشن الصدر منذ اكثر من عام حملة على «العصائب» ويصفهم بـ «قتلة لا دين لهم».

 

 

وفد قضائي كردي يطلع على ملف الهاشمي ومقربون من المالكي يؤكدون اقتناعه بالإجراءات القانونية
الحياة..بغداد - جودت كاظم
 

يأمل «ائتلاف دولة القانون» الذي يتزعمه رئيس الحكومة نوري المالكي بإقناع سلطات إقليم كردستان بتسليم نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، اثر زيارة وفد قضائي كردي لبغداد واطلاعه على ملفه القضائي.

ولم تكشف حكومة الإقليم مهمة الوفد. لكن مصادر كردية أشارت إلى أنه يضم مجموعة من كبار القضاة وأرسل للبحث في آلية مناسبة لتسوية مشكلة الهاشمي.

وأكد مطلعون على القضية أن زعماء في إقليم كردستان قلقون من سلوك الحكومة في بغداد، ومستاؤون من اتهام الإقليم باحتضان الهاشمي، ويعتبرون ذلك نوعاً من الضغوط التي تمارسها الحكومة عبر «حزب الدعوة» لإحراج مسعود بارزاني ورئيس الجمهورية جلال طالباني.

القيادي في «حزب الدعوة» الحاكم عبد الهادي الحساني اكد في تصريح إلى «الحياة» أن «وفداً من إقليم كردستان يضم عدداً من القضاة زار مجلس القضاء الأعلى في بغداد للاطلاع على ملف الاتهامات الموجهة إلى الهاشمي». وأوضح أن «الوفد اطلع في شكل تفصيلي على كل الاتهامات المنسوبة إلى الهاشمي وعناصر حمايته فضلاً عن مراجعة الأدلة الثبوتية والجنائية».

وعلى رغم أن مهمة الوفد قضائية وليست سياسية ولم يلتق أي طرف سياسي فإن الحساني اكد أن «أعضاءه أيقنوا بصحة الإجراءات القضائية المتبعة وأثنوا على الجهود المبذولة في ذلك».

وزاد أن «وفد القضاة درس الملف وأيقن بأن القضية التي أثيرت ضد الهاشمي قانونية وليست وليدة خلافات سياسية لا بل إن بعضهم تولدت لديه قناعة بضرورة مثول نائب رئيس الجمهورية أمام القضاء في بغداد لتبرئه نفسه».

وتابع أن «الهدف من الزيارة كان للتأكد من عدم تسييس ملف الهاشمي أوممارسة ضغوط سياسية أو حزبية على سلطات القضاء».

يذكر أن الكتلة «العراقية» تتهم الحكومة بتسييس الاتهامات ضد الهاشمي وتؤكد أن القضاء يتعرض لضغوط لفبركة اتهامات ضد رموزها بهدف تفكيكها وتهميش أنصارها.

ولم يستبعد الحساني أن «تبادر سلطات الإقليم إلى تسليم الهاشمي لاستكمال الإجراءات القانونية وحسم القضية في شكل يتناسب وسمعة القضاء في العراق».

وكان مجلس القضاء الأعلى أصدر مذكرة لاعتقال الهاشمي الموجود في إقليم كردستان إثر اعترافات أدلى بها ثلاثة من عناصر حرسه أشاروا فيها إلى تلقيهم تعليمات مباشرة منه لتنفيذ اغتيال مسؤولين في المؤسسات الحكومية وضباط في الوزارات الأمنية.

إلى ذلك، اعتقلت قوة خاصة قادمة من بغداد، امس معاون محافظ ديالى للشؤون الفنية غضبان الخزرجي.

ويعد الخزرجي من ابرز أعضاء جبهة «التوافق والإصلاح» التي يتزعمها الحزب الإسلامي في محافظة ديالى.

وقال الناطق باسم المحافظ تراث العزاوي في تصريحات إن قوة أمنية «قادمة من بغداد اعتقلت معاون محافظ ديالى للشؤون الفنية غضبان الخزرجي في منطقة حي المصطفى»، مشيراً إلى أن «القوة اقتادت الخزرجي إلى جهة مجهولة، من دون أن تعرف أسباب الاعتقال».

وأكد مصدر في وزارة الداخلية في تصريح إلى «الحياة» أن «اعتقال معاون محافظ ديالى جاء على خلفية تورطه بتقديم تسهيلات إلى الجماعات المسلحة التي كانت تمارس أنشطتها الإجرامية في المحافظة».

ونفى المصدر أن «يكون لاعتقاله علاقة باعترافات عناصر حماية نائب رئيس الجمهورية المطلوب».

ورأت القائمة «العراقية» أن استمرار عمليات اعتقال قادتها «أمر متوقع» في ظل استمرار خلافاتها مع الحكومة. وأوضح النائب حامد المطلك في تصريح إلى «الحياة» أن «مسألة اعتقال قادة ورموز العراقية بات أمراً متعارفاً عليه ولا يثير استغرابنا».

وأضاف أن «على السلطات الحكومية والأمنية والقضائية أن تفصل بين القضاء والسياسة لأن ملف الاتهامات الموجهة إلى نائب رئيس الجمهورية حسم أمره وبالتالي لا يمكن اعتقال القائمة بجريرة احد قادتها الذي لم يثبت تورطه بعد».

 

 

السيستاني يدعو لتنازلات متبادلة عشية اجتماعات اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني

الحكيم يؤكد أهمية أن تتخذ القوى السياسية المزيد من خطوات التلاحم
بغداد: «الشرق الأوسط»... على الرغم من مقاطعة المرجع الشيعي الأعلى في العراق، آية الله علي السيستاني، كبار السياسيين وقادة الكتل في العراق، بالتوقف عن استقبالهم، للعام الثاني على التوالي، فإن ذلك لم يحُل دون دخوله على خط تأكيد أهمية قيام السياسيين بتقديم التنازلات لبعضهم البعض بوصفه يصب في مصلحة البلاد. وقبل يومين من بدء الاستعدادات الفعلية للجنة التحضيرية العليا، التي شُكلت الأسبوع الماضي من قادة الكتل الرئيسية الثلاث (التحالف الوطني والعراقية والتحالف الكردستاني)، التي يفترض أن تبدأ غدا اجتماعها الأول بحضور الرئيس العراقي جلال طالباني الموجود حاليا في ألمانيا لتلقي العلاج، طالب ممثل المرجع الشيعي الأعلى في كربلاء، أحمد الصافي، السياسيين بضرورة تقديم تنازلات لبعضهم البعض من أجل مصلحة البلاد.
وقال الصافي، خلال خطبة الجمعة أمس: «إن الوضع السياسي في البلاد لا يتحمل تشنجات إضافية، وإن الخروج من الأزمة التي يمر بها البلد لن يتم إلا بتغليب منطق الحكمة والعقل». وأضاف أن «العراق يجب أن يُبنى ويتطور وتوضع له سياسته من خلال أبنائه، هؤلاء الأبناء إما أن نثق بهم وإما ألا نثق بهم.. إن خدمة الانتماء فيه لها استحقاقات، وهذه تستدعي أن يكون الإنسان مخلصا بداخله للبلد».
وكشف الصافي عن أن الزيارة الأربعينية لهذا العام شارك فيها أعداد كبيرة من غير طائفة الشيعة (في إشارة إلى السنة)، معتبرا أن هذه المشاركة بعيدة عن الأغراض السياسية، مشيرا إلى أن «علينا أن نتعلم من هذه المواقف ونعرف حقيقة الشعب العراقي؛ حيث لم تسجل أي حالة شجار أو حالة طعن بين هذه الملايين». وأوضح أن «القوات الأمنية كانت تقوم بأكثر من دور، وهذا غير مطلوب منهم، لكن حسهم بالمسؤولية كان يدفعهم إلى ذلك». وكان اثنان من أبناء محافظتي كركوك وديالى، شمال العراق، وهما من أبناء الطائفة السنية، قد تصدا لاثنين من منفذي التفجيرات في مدينة الناصرية جنوب العراق ضد الزوار الشيعة، وهو ما اعتبره السياسيون ورجال الدين في العراق تعبيرا عن الوحدة الوطنية العراقية. وفي الوقت نفسه قررت محافظة النجف إطلاق اسم أحد المقاتلين، وهو نزهان الجبوري، على إحدى ساحاتها الرئيسية في أحد الأقضية.
تأتي دعوة السيستاني للسياسيين العراقيين بضرورة تقديم التنازلات في وقت جددت فيه الولايات المتحدة الأميركية تأييدها للجهود التي يبذلها الرئيس العراقي جلال طالباني في إطار السعي لإنجاح المؤتمر الوطني. كان بيان صادر عن مكتب الرئيس طالباني قد أكد أن رئيس الجمهورية تلقى رسالة من نائب الرئيس الأميركي، جوزيف بايدن، عبَّر فيها عن تمنياته بالصحة، للعودة لدوره الحيوي في بقاء العراق على مسار إيجابي، بحسب بيان لرئاسة الجمهورية. ونقل البيان عن بايدن قوله: «إنني أعبر لكم، نيابة عن الرئيس أوباما والإدارة، عن تمنياتي بالصحة والعافية والشفاء العاجل، وأشكركم على الدور الحيوي والمهم الذي تلعبونه مرة أخرى في إبقاء العراق على مسار إيجابي». وأضاف بايدن: «إنني أدرك، باستمرار، كيف حظا الشعب العراقي، والمنطقة بأسرها، بقيادتكم في هذا الوقت الحرج».
على صعيد متصل، وبينما تشهد العلاقة بين «العراقية»، بزعامة إياد علاوي، و«دولة القانون» بزعامة نوري المالكي المزيد من التصعيد قبيل أيام من بدء التحضير للمؤتمر الوطني، أكد زعيم المجلس الأعلى الإسلامي، عمار الحكيم، أهمية أن تتخذ القوى السياسية المزيد من خطوات التلاحم وتكثيف جهود الحوار في معالجة الملفات العالقة. وقال بيان صادر عن المجلس الأعلى الإسلامي، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه: «إن السيد الحكيم أشار إلى ضرورة وجود المباحثات الجانبية بين القوى السياسية من أجل إيجاد القواسم المشتركة لحل الأزمات وتطويق تداعياتها».
لقاء وشيك بين علاوي وسفير إيران يفتح صفحة جديدة من العلاقات بين «العراقية» وطهران
المتحدثة باسم «العراقية» لـ «الشرق الأوسط»: متغيرات المنطقة فرضت التقارب
بغداد: حمزة مصطفى... كشفت المتحدثة الرسمية باسم القائمة العراقية ميسون الدملوجي أن «لقاء وشيكا سيعقد بين زعيم القائمة العراقية إياد علاوي والسفير الإيراني في بغداد حسن دناني فر». وقالت الدملوجي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: إن «الترتيبات تجري الآن لعقد هذا اللقاء قريبا ويؤمل أن يدشن صفحة جديدة من العلاقات بين القائمة العراقية وجمهورية إيران الإسلامية». وردا على سؤال عما إذا كانت المبادرة لعقد هذا اللقاء وبدء الصفحة الجديدة بين الطرفين من قبل الجانب الإيراني أو القائمة العراقية؟ قالت الدملوجي: «ليس مهما من هو المبادر إلى اللقاء ولكن الأهم هو الأرضية التي بدأت تتوفر لهذا اللقاء وهو ما يعني أن هناك حرصا من الطرفين لبدء صفحة جديدة في العلاقات»، مشيرة إلى أن «الظروف الحالية التي تعيشها المنطقة والمتغيرات المتسارعة هي التي أملت هذا التطور في العلاقة بين الطرفين وذلك من أجل ترسيخ الاستقرار في المنطقة، لا سيما أن القائمة العراقية تملك ورئيسها علاوي علاقات إقليمية ودولية جيدة وهو ما تحتاجه الآن إيران».
من جانبه أكد هادي الظلمي الناطق الرسمي باسم حركة الوفاق الوطني التي يتزعمها إياد علاوي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك نوعا من سوء الفهم مؤداه أن هناك موقفا سلبيا من (العراقية) أو إياد علاوي من إيران بينما كان موقف علاوي هو رد فعل للموقف الإيراني السلبي منه ومن (العراقية)، لا سيما بعد ظهور نتائج انتخابات 2110». وأضاف الظلمي أن «علاوي أكد وفي أكثر من اجتماع لـ(العراقية) وللوفاق أنه مستعد لبدء صفحة جديدة مع إيران في حال غيرت هي موقفها وهو ما يبدو قد حصل الآن، بفعل الظروف الداخلية والإقليمية والدولية وبالتالي فإن مساحة الخلاف بدأت تضيق»، مؤكدا أن «هناك اتصالات مباشرة الآن بين علاوي والسفير الإيراني وأن اللقاء سيحصل قريبا ولا توجد أي عوائق أو محددات».
وكانت القائمة العراقية قد تنصلت من اتهامات وجهها أحد نوابها في البرلمان ضد إيران. وأصدرت بيانا أعربت فيه عن «أسف علاوي الشديد لما صدر من تصريحات عن أحد نواب القائمة في مقابلة تلفزيونية، بحق جمهورية إيران الإسلامية، من اصطلاحات وتوصيفات هي ليست من متبنيات (العراقية)».
وأضاف البيان أن «موقف العراقية وزعيمها يتمثل بإقامة أفضل العلاقات مع جميع دول الجوار ومنها جمهورية إيران الإسلامية»، معتبرا أن «قائمتها تعمل على إتاحة الفرصة لإقامة حوار جدي وأخوي وصريح مع القيادة الإيرانية بما يخدم مصالح الشعبين الجارين وكل المنطقة».
في سياق متصل قال القيادي في دولة القانون عدنان السراج في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: إن «التقارب الجديد بين علاوي وإيران يأتي بعد قطيعة سببها أن إيران كانت ترى في مشروع علاوي امتدادا للمشروع الذي كان يتبناه صدام حسين، بينما ينظر علاوي إلى إيران بوصفها عدوة له». وأشار السراج إلى أن «محاولات التقارب تمت عن طريق القيادي في (العراقية) محمد علاوي وهو ابن عم إياد علاوي وشخصية إسلامية مقبولة وهو الذي هيأ الأجواء بين الطرفين». وأوضح أن «الهدف الذي يرمي إليه علاوي هو تشكيل حكومة برئاسته بعد إسقاط حكومة المالكي وهو يعتقد أنه لا يمكن أن يقوم بذلك من دون رضى إيران». لكن السراج استبعد «موافقة إيران على ذلك لأن موقفها لم يتغير من المالكي وهي ما زالت تدعمه لكنها في الوقت نفسه لا تمانع في أن تفتح صفحة مع علاوي في الوقت نفسه».
وفي سياق ردود الفعل، أكد السياسي الكردي المعروف محمود عثمان في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «علاوي قرر التوجه إلى إيران بعد أن أصابه اليأس من أميركا»، مضيفا أن «علاوي ليس هو السياسي الوحيد الذي راهن على الأميركيين وخسر الرهان.. بل إن كل من راهن على أميركا يعد خاسرا». وحول فرص نجاح التقارب بين علاوي وإيران قال عثمان إن «إيران تملك القدرة على خداع الجميع لأنها في النهاية تمنح تأييدها لمن يكون الأقرب إليها في تنفيذ سياستها وهي خطوة ذكية منها في التلويح بعلاوي ضد المالكي».
أما السياسي والمفكر الشيعي المعروف حسن العلوي فقد أبلغ «الشرق الأوسط» أن «علاوي وفي سياق تقاربه مع إيران يبدو أنه استجاب لنصيحة تركية بالعمل على تبريد الأجواء مع طهران لأن تركيا مقتنعة تماما بعلاوي كسياسي شيعي ليبرالي ولكن عليه أن يتقارب مع إيران». وأضاف العلوي أن «إيران من جانبها تؤمن بسياسة تعدد المحاور حتى داخل الكتلة الواحدة أو المكون الواحد مثلما تفعل مع الكتلة الشيعية حيث إن لديها عدة محاور داخل هذه الكتل وهي متخاصمة مع بعضها ولكنها كلها مؤيدة لإيران وبالتالي فإن إيران لا تجد مشكلة في أن تفتح محورا جديدا مع علاوي حتى وإن كان خصما للمالكي، فكلاهما يصبح قريبا منها».

المصدر: جريدة الحياة

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,751,923

عدد الزوار: 6,912,877

المتواجدون الآن: 115