حزب الله لميقاتي: «إنأ بنفسك» عن بروتــوكول المحكمة...عيّنات من نقاشات داخل «حزب الله» حول حراجة الوضع في سوريا وتداعياته...الثلج «القارس» يحاصر المناطق ويقترب من800 متر... وتفاعل أزمة الكهرباء والخدمات

جنبلاط «يحرق المراكب» مع الأسد ويستعيد «الجسور» مع... «حزب الله»..بان يدفع لبنان إلى أحضان الشرعيّة الدوليّة ودمـــشق تجدّد طلباتها من لبنان

تاريخ الإضافة السبت 14 كانون الثاني 2012 - 6:05 ص    عدد الزيارات 2490    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

عشاء «تنظيم الخلاف» بين وفدين رفيعين من الجانبين
جنبلاط «يحرق المراكب» مع الأسد ويستعيد «الجسور» مع... «حزب الله»
بيروت - «الراي»
... رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط يقطع «شعرة معاوية» مع نظام الرئيس بشار الاسد، و«حزب الله» يعاود ترميم «الجسور» مع الزعيم الدرزي.
معادلة معبّرة استوقفت الدوائر السياسية في بيروت التي كانت لاحظت باهتمام بالغ ان «حزب الله»، الذي يطلّ امينه العام السيد حسن نصر الله اليوم في كلمة دينية وغداً في خطاب سياسي، تجنّب الدخول في اي ردّ على جنبلاط بعدما رفع سقف موقفه من الأزمة السورية الى مستوى «كسر الجرّة» مع الاسد بإعلانه «ان لا حل لهذه الأزمة الا بتغيير جذري للنظام» داعياً «بني معروف في سورية» الى «الإحجام عن المشاركة مع الشرطة أو الفرق العسكرية التي تقوم بعمليات القمع ضد الشعب السوري».
وترى اوساط سياسية ان الاجتماع الذي عُقد اول من امس بين وفدين رفيعين من «حزب الله» والحزب التقدمي الاشتركي (يترأسه جنبلاط) في غمرة دخول النظام السوري عقب خطاب «البلاغ رقم واحد» للرئيس الأسد مرحلة «الحسم» مع معارضيه في الداخل وبعد مرحلة فتور في العلاقة نتيجة مواقف جنبلاط من الملف السوري، يعكس في جانب منه رغبة مشتركة من الحزب والزعيم الدرزي بتجنُّب نقل تداعيات «العاصفة السورية» الى الواقع اللبناني.
الا ان هذه الأوساط لا تغفل ان وراء «عدم القطع» مع جنبلاط حسابات أخرى لـ «حزب الله» يتقاطع جانب منها مع عدم رغبة سورية في حصول «انقلاب» في المشهد اللبناني يملك رئيس «التقدمي» مفتاح حصوله هو الذي شكّل «بيضة القبان» في تحوّل 14 آذار من اكثرية نيابية الى اقلية ما سمح بقلب الطاولة على الرئيس سعد الحريري في يناير 2011 وإطاحته لمصلحة الرئيس نجيب ميقاتي.
على ان الاوساط نفسها لا تستبعد وجود حسابات «موازية» خاصة بـ «حزب الله» وتتصل خصوصاً باحتمالات تطور الازمة السورية ومآلها وعدم رغبته في حرق «جسر الوصل» مع الفريق الآخر في لبنان اي «تيار المستقبل» اذا لاقى نظام الرئيس الاسد مصير السقوط، علماً ان جنبلاط يمكن ان يشكّل في هذه الحال «نقطة التواصل» هو الذي تتطابق رؤيته للملف السوري مع قراءة الحريري.
وكان ليل اول من امس شهد لقاء في منزل الوزير غازي العريضي (من فريق جنبلاط) ضم عن الحزب التقدمي الاشتراكي (الى العريضي) الوزير وائل أبو فاعور والنائب أكرم شهيب، وعن «حزب الله» الوزيرين محمد فنيش وحسين الحاج حسن والنائب حسن فضل الله والمسؤول الأمني وفيق صفا. وذكرت تقارير ان اللقاء جاء في إطار النقاش والتشاور السياسي هذه المرة بين الجانبين بعدما كانت اللقاءات السابقة بينهما حصرت في الجانب الأمني والمناطقي وان المجتمعين توافقوا على أهمية تحصين الاستقرار الداخلي وتفعيل العمل الحكومي وتعزيز الحوار وحماية لبنان من تأثيرات ما يجري في المنطـقة، مع استمرار التباين في قراءة المشهد السوري.
وقال أبو فاعور في تصريح صحافي «ان عشاء الاربعاء جاء في سياق استكمال الحوار بين الطرفين والحرص على تمتين العلاقة الثنائية وتطويرها»، موضحا «ان الجو كان إيجابيا جدا، وان النقاش تناول العناوين الداخلية والإقليمية الراهنة». وأشار الى «ان نقاط الالتقاء هي أكثر من نقاط الخلاف، وحتى المسائل التي هي موضع تباين اتفقنا على تنظيم الخلاف بشأنها، ومقاربتها بطريقة هادئة، وبمنطق السعي الى التفاهم حولها». وأكد ان «هناك حرصا من الجانبين على تعزيز الحوار بين كل القوى السياسية والنأي بالوضع الداخلي عن أي وضع خارجي»..
يصل اليوم ويلتقي غداً وفداً من المعارضة برئاسة السنيورة
لبنان جاهِز لـ «ويك اند» بان كي مون وسط الصخب الإقليمي
بيروت - «الراي»...
تنهمك الاوساط الرسمية اللبنانية في الاستعدادات للمحادثات التي سيجريها اليوم وغداً الامين العام للامم المتحدة بان كي ـ مون والتي ستشكل نافذة محلية للخروج من يوميات الملفات الداخلية التي تغرق في معظمها في حالة من المراوحة، بدليل ان ملف الاجور المفتوح منذ اشهر تحول اشبه بحكاية «ابريق الزيت».
ومع ان بعض الاوساط المطلعة لا يعطي زيارة بان كي مون لبيروت اهمية استثنائية وخصوصاً ان الهدف الرئيسي منها هو رعاية مؤتمر تنظمه منظمة «الاسكوا» عن التحولات الجارية في المنطقة العربية، فانها تلفت في المقابل الى ان النقطتين الاساسيتين اللتين يُعتدّ بهما في هذه الزيارة هما ملامسة موضوع تجديد البروتوكول لتفويض المحكمة الدولية مدة ثلاث سنوات اضافية ابتداء من مطلع مارس المقبل وانعكاسات الازمة السورية على لبنان.
وتقول هذه الاوساط لـ «الراي» ان لا شيء عملياً يمكن ترقبه من هذه الزيارة باستثناء الاطلالة الدولية في بيروت ومغازيها وابعادها، وهي ابعاد ايجابية بالنسبة الى لبنان نظراً الى دلالة قيام وفد رفيع المستوى برئاسة بان كي مون بالزيارة وتمضية ثلاثة ايام في بيروت، في وقت يشهد العالم العربي انتفاضات وثورات واضطرابات على انواعها، وهذا البعد من شأنه ان يوظف ايجاباً في تحسين صورة لبنان على المستوى الدولي، باعتبار ان ثمة استقراراً بالحد الادنى الذي يسمح بزيارة المسؤول الاممي مع وفد كبير ناهيك عن تظاهرة ديبلوماسية اخرى تتمثل في مشاركة نحو 50 شخصية عربية واجنبية في المؤتمر والندوات التي تنظمها «الاسكوا» تحت عنوان «الاصلاح والانتقال الى الديموقراطية في العالم العربي»، وبينهم وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو والمرشح للرئاسة المصرية عبد المنعم ابو الفتوح والامين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى.
غير ان الاوساط نفسها تعتقد ان هذا البعد سيبقى في اطار شكلي اكثر منه سياسي لان النقاط العالقة بين لبنان والمجتمع الدولي كثيرة، ولو ان الاولويات الراهنة لا تضع لبنان في مصاف متقدم لدى المنظمة الدولية. ذلك ان الانتهاكات السورية التي حصلت للحدود اللبنانية ـ السورية في الاسابيع الاخيرة تركت مزيداً من الثغر في سجل الحكومة الحالية التي لم تتخذ الاجراءات الحاسمة التي من شأنها وضع حد حاسم لهذه الانتهاكات، ناهيك عن ان ما حصل في الجنوب من اعتداءات على «اليونيفيل» واطلاق صواريخ لم يفض الى اي كشف بعد للجهات المتورطة رغم تعهدات السلطات اللبنانية باجراء تحقيقات فعالة، وهي امور تجعل الامم المتحدة تنظر الى الوضع الحكومي بنظرة يشوبها الشك نظراً الى ارتباط معظم القوى الحكومية بالنظام السوري في وقت يتصاعد التوتر بين هذا النظام والمجتمع الدولي. ولذا لا تتوقع الاوساط للزيارة الاممية اكثر من توفير فرصة لعرض التطورات وشرح كل من الجانبين رؤيته لما يجري، والتحضير الجدي عبر الزيارة لاستحقاق التجديد للمحكمة الدولية بعد اقل من شهرين.
وكان لافتاً انه عشية وصول بان الى بيروت طلبت السفيرة الاميركية مورا كونيللي لقاء عاجلاً مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، بعد أقل من 18 ساعة على عودتها إلى بيروت لابلاغه قلق واشنطن من أن «تؤدي التطورات في سورية إلى المساهمة في عدم استقرار لبنان»، مجددة التزام الولايات المتحدة «بلبنان مستقر وسيد مستقل».
ويذكر انه بحسب البرنامج الرسمي الذي وضعته السلطات الرسمية اللبنانية لزيارة الامين العام للمنظمة الدولي بالتعاون مع الأمم المتحدة، فان بان سيصل قبيل ظهر اليوم، ويتوجه مباشرة لإجراء محادثات مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان في قصر بعبدا، ويليها لقاءات مع الرئيسين نبيه بري وميقاتي، ويعقد في السابعة مساء مؤتمراً صحافياً في مقر اقامته في فندق «فينيسيا»، على ان يقيم سليمان مأدبة غداء تكريمية على شرفه ظهر غد قبل ان تكون له سلسلة لقاءات ابرزها مع الرئيس فؤاد السنيورة الذي سيزور في اليوم نفسه مع وفد من كتلة «المستقبل» الوزير احمد داود اوغلو.
ويشارك بان بعد غد في افتتاح أعمال المؤتمر الدولي عن الربيع العربي في «فينيسيا» حيث ستكون له كلمة إلى جانب كلمتين لكل من الرئيس ميقاتي والسيدة ريما خلف الأمينة التنفيذية للاسكوا في بيروت، لكنه لن يُشارك في أعمال الطاولات المستديرة التي تبدأ الاثنين بمشاركة الشخصيات العربية والأجنبية، نظراً لاضطراره لزيارة الناقورة لتفقد قوة «اليونيفيل».
في موازاة ذلك، بقي ملف تصحيح الاجور يختصر المشهد الداخلي وسط مراوحة «عبثية» عبّر عنها تمسك طرفيْ الصراع اي وزير العمل شربل نحاس (من فريق العماد ميشال عون) والهيئات الاقتصادية «المتحالفة» (في تطور غير مسبوق) مع الاتحاد العمالي العام بموقفيهما، الاول بإصراره على عدم قانونية «اتفاق بعبدا» بين طرفيْ الإنتاج (قبل نحو ثلاثة اسابيع) معتبرا ان البديل يكمن في مشروع المرسوم الرابع الذي وافق عليه مجلس شورى الدولة شرط الأخذ بملاحظاته (800 ألف ليرة للحد الادنى للأجور تشمل ضمنا بدل النقل)، في مقابل إصرار «تحالف» العمال وارباب العمل على «حرفية» الاتفاق الموقع بينهما في القصر الجمهوري (675 ألف ليرة للحد الادنى و8 آلاف بدل نقل يوميا بشكل منفصل)، فيما بدت هيئة التنسيق النقابية (الاساتذة) أقرب الى موقف نحاس.
وقد تجددت امس مساعي تفكيك «الألغام» من امام مشروع مرسوم تصحيح الاجور من خلال اجتماع لجنة المؤشر وسط عدم انقطاع الاتصالات السياسية مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي والعماد عون وقيادة حزب الله في محاولة للتوافق على الصيغة القانونية لترجمة الاتفاق «الرضائي» الموقّع بين الاتحاد العمّالي العام وأصحاب العمل، وفي ظل توقعات بان عدم بلوغ اتفاق سيدفع بالامور إلى التصويت في مجلس الوزراء مرة جديدة، إما على اقتراح نحاس، أو على تفاهم بعبدا الذي يدعمه ميقاتي بقوة، على أن يكون التصويت مختلفاً هذه المرة عما كان عليه في جلسة التصويت السابقة التي ردّ فيها «حزب الله» وبري الاعتبار للعماد عون ووجهوا «صفعة» لرئيس الحكومة بإسقاط الاتفاق المبرم برعايته بين طرفيْ الانتاج.
جعجع: الجيش اللبناني أقوى من كل الميليشيات
بيروت - «الراي»:
اعلن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع «ان مشروعنا من اجل لبنان بسيط جداً هو وجود دولة حقيقية»، لافتاً الى انه «لا يمكننا الوصول الى هذه الدولة الا اذا كان القرار الاستراتيجي في يدها، وان تكون مولجة تنفيذ القوانين وبحمايتنا في حال التصدي لأي اعتداء خارجي»، مذكراً بان «الجيش اللبناني هو اقوى حالياً بمرات من كل الميليشيات الموجودة في لبنان»، ومشيراً الى انه «لا يمكن ان تدور العجلة الاقتصادية بشكل جيد في ظل وجود سلطات أو دويلات خارج الدولة».
وجاء كلام جعجع خلال زيارة لافتة قام بها لدير وجامعة «سيدة اللويزة» في زوق مصبح (كسروان) حيث كان في استقباله رئيس الجامعة الأب وليد موسى ومجموعة من الرهبان والعمداء والأساتذة. واستمرت الزيارة نحو خمس ساعات التقى خلالها رئيس «القوات» ايضاً الرئيس العام للرهبنة المريمية المارونية الأب بطرس طربيه...
 
حزب الله لميقاتي: «إنأ بنفسك» عن بروتــوكول المحكمة
يتجنب حزب الله كما رئيس الحكومة فرط التفاهم لكن ذلك قد لا يستمر اذا اختلفا حول تمديد الاتفاق بين لبنان والامم المتحدة
ليس واضحاً بعد كيف سيقارب الرئيس نجيب ميقاتي استحقاق التجديد للمحكمة الدولية مطلع آذار المقبل. لكن ما يبدو مؤكداً أن حزب الله لن يسير في هذه المسألة على النهج التسامحي الذي اعتمده في استحقاق التمويل
جريدة الأخبار..وفيق قانصوه
تبدو العلاقة بين حزب الله والرئيس نجيب ميقاتي كما لو أن كل طرف يضع أصابعه في فم الآخر. لكن للعبة عض الأصابع هذه قوانين مغايرة للعبة المعروفة. يحاذر كل منهما «الكزّ» كثيراً على أصابع الآخر، لأن طرفي الأكثرية الحكومية يدركان أنه بمجرد ان يصرخ أحدهما سيخرج كلاهما خاسراً. فلا الحزب يبدو راغباً في إطاحة حكومة تمكن بشق الأنفس من توليف مكوّناتها، ولا رئيس الحكومة يملك ترف استقالة يدرك أنها قد تضع حداً لحياته السياسية بعدما أحرق مراكبه مع الرئيس سعد الحريري.
«توازن الضرورة»، بحسب ما يصفه مطلعون على خبايا العلاقة الملتبسة بين الطرفين، يبدو مقبلاً على اختبار جديد مطلع آذار المقبل، موعد التجديد الأول لبروتوكول المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. إذ تنصّ الفقرة الثانية من المادة 21 من اتفاق انشاء المحكمة بين لبنان والأمم المتحدة على أنه «بعد مضي ثلاث سنوات على بدء عمل المحكمة يقوم الطرفان بالتشاور مع مجلس الأمن باستعراض ما تحرزه من تقدم في أعمالها. وإذا لم تكتمل أنشطة المحكمة في نهاية الثلاث سنوات، يُمدّد الاتفاق للسماح للمحكمة بإنجاز عملها، وذلك لمدة (أو مدد) إضافية يحدّدها الأمين العام بالتشاور مع الحكومة ومجلس الأمن».
كيف سيتعاطى حزب الله مع هذا الاستحقاق بعدما تجرّع مرارة تمويل المحكمة، و«طنّش» عن عدم استدعاء القضاة اللبنانيين فيها، وأسقط من جدول أولوياته قضية شهود الزور؟
ليس وارداً، بحسب المطلعين، التسامح مع مسألة تمديد البروتوكول لأن «صدقية الحزب مع نفسه وجمهوره في هذا الملف باتت على المحك». تتفاوت الاجتهادات المختلفة حول تفسير معنى كلمة «التشاور» الواردة في نص الاتفاق. بعضهم يذهب الى أن رأي الحكومة اللبنانية يلزم الأمم المتحدة، فيما ينحو آخرون الى أن الرأي اللبناني في موضوع التجديد «تشاوري» وليس تقريرياً. يبدو حزب الله أقرب الى التفسير الثاني. إلا أنه، بحسب المصادر نفسها، لن يتهاون في هذه المسألة حتى لو أدى الأمر إلى «مشكل كبير» في الحكومة. الحدّ الأدنى الذي قد يقبل به الحزب، ويمرّر «القطوع» على خير، يكمن في عبارة «النأي بالنفس» السحرية التي اخترعها الرئيس ميقاتي نفسه، وأجاد استخدامها في ملفات أخرى. بمعنى أنه مطلوب ألا يكون للحكومة أي رأي في موضوع التجديد، وأن تتجاهل ابداء رأيها في الأمر إذا خاطبها الأمين العام للأمم المتحدة في هذا الشأن.
هذا المخرج، ظاهراً، يبدو مواتياً لميقاتي لتجنّب أزمة جديدة داخل حكومته. لكن الخشية تكمن في انزلاق الرجل الى إطلاق تعهّدات علنية مشابهة لتلك التي أطلقها عشية استحقاق التمويل للمحكمة، محرجاً حلفاءه عندما خيّرهم بين الاستقالة وإقرار التمويل، ومتذرّعاً في ما بعد بأنه غير قادر على مخالفة هوى «الشارع السني» او على النكث بتعهّدات لبنان الدولية.
الاتصالات الأولية بين الطرفين في هذا الشأن بدأت مبكراً على رغم أن رئيس الحكومة من أنصار نظرية «كل شي بوقتو». وستكون مواقف ميقاتي، على هامش زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأسبوع المقبل، تحت المجهر لمعرفة المسار الذي ستسلكه الأمور، تأزماً أو انفراجاً.
في أوساط حزب الله شعور بأكثر من المرارة من تعاطي رئيس الحكومة معه ومع حلفائه، منذ تشكيل الحكومة. فطوال الفترة الماضية، دارى الحزب رئيس الحكومة بـ«أشفار» العيون. أغضب حلفاء، وزعّل آخرين. حرص على مراعاة «سنّية» ميقاتي، الذي بدا ويبدو في أكثر من منعطف ــ ومنها ملف التعيينات الجاري بحثه حكومياً ـــ «مستقبلياً» أكثر من تيار المستقبل. وفي ذلك، برأي المطلعين، مبالغة في مراعاة مشاعر تيّار، عمل ميقاتي نفسه على إطاحة زعيمه عن جنة السرايا الحكومية.
في حسابات الربح والخسارة، يدرك حزب الله أن علقم ميقاتي أفضل بما لا يقاس من سمّ الحريري. لا يحتاج المرء إلى مخيلة واسعة لتلمّس حال البلد فيما لو كان رئيس تيار المستقبل لا يزال اليوم متربّعاً على كرسي الرئاسة الثانية، في ظل الأحداث في سوريا والاصطفاف الاقليمي والدولي ضد دمشق.
على أن أكثر ما يثير الشعور بالمرارة هو سلوك رئيس الحكومة في ملف المحكمة، أحد أكثر الملفات أهمية لدى الحزب. صحيح، بحسب المطلعين، أن ميقاتي لم يضع في عنقه، قبل تسميته رئيساً للحكومة، أي التزامات في هذا الشأن، تمويلاً وسحباً للقضاة وتجديداً لبروتوكول المحكمة. إلا أن الصحيح أيضاً أنه أوحى بأن الأمر لن يكون موضع خلاف «بين أبناء الصف»، خصوصاً أن تكليفه تلى، مباشرة، مفاوضات ألزم الحريري نفسه بنتيجتها تعطيل المحكمة وسحب القضاة، قبل أن ينهار اتفاق سين ــ سين. وبالتالي، كان منطقياً التوقع بألا يكون السقف الميقاتي أعلى من السقف الحريري.
ولكن مذذاك، تلقى الحزب الصفعة تلو الأخرى من رئيس الحكومة في هذا الملف بالتحديد. «طنش» عن ملف شهود الزور وما قد يستتبعه من إطاحة رؤوس أمنية وقضائية لا تزال تتصرف وكأن ساعة الزمن توقفت عند ما قبل 25 كانون الثاني 2011 (تكليف ميقاتي). تغاضى عن عدم سحب القضاة اللبنانيين، وتجرّع كأس إقرار التمويل. وهو إذا كان، في كل ذلك، استعان بالقاعدة الشرعية الشهيرة التي تقول إن «الضرورات تبيح المحظورات»، فإن المطلعين يؤكدون أن الأمر لن يصل حد إباحة المحرّمات.
لقاء الأحزاب لا يرحّب ببان
أعلن لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية أن زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للبنان «غير مرحّب بها، فهو اشتهر في السنوات الأخيرة بإطلاق التصريحات والمواقف المعادية لمصالح لبنان وحقه في المقاومة، وعبّر عن انحيازه وتبنّيه وجهة النظر الصهيونية». وأضاف اللقاء أن بان صدّق على تقارير مبعوثه تيري رود لارسن الذي «نفّذ بأمانة التوجهات الصهيونية في توجيه الاتهامات لكل من المقاومة وسوريا والتغطية على الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية لسيادة لبنان، وعلى استمرار الاحتلال الصهيوني لأجزاء من الأراضي اللبنانية».
روايتان عن لقاء ميقاتي ــ نصر اللّه
جريدة الأخبار...فداء عيتاني
على الغلاف | لقاء واحد جمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله خلال فترة الأعياد. لقاء واحد جرت روايته بطريقتين مختلفتين. لم يصدر تقريباً أي شيء عن اللقاء، لم تظهر الصورة، لم يتحدث أحد علناً عنه. لم يكن السيد نصر الله مبتسماً حين استقبل ميقاتي الذي زاره بعيد تصويت وزيري الحزب على تصحيح الأجور وفق اقتراح نجيب ميقاتي، وهو التصويت الذي سبّب أزمة جدية، وأوضح خللاً في إدارة العملية السياسية والتنسيق ما بين الحزب وحلفائه، وأوضح إمكان وقدرة ميقاتي على اجتذاب أصوات من يفترض أنهم يمثّلون الكتل الصلبة في تحالف الأكثرية.
ومن يعلم ما حصل في اللقاء يتحدث عن لقاء مكفهر، حيث لم يبتسم الأمين العام لضيفه، وبدأه بالعتب الشديد، ومنذ اللحظة الأولى، قائلاً «غدرت بنا». اللقاء بقي على الإيقاع نفسه من العتب. رئيس الحكومة لم يبد الكثير من الممانعة أمام مضيفه. في السابق كان يمكن سماع رئيس الحكومة يردّد كلمات المديح لهذا الرجل أمام أي شخص يمكن أن ينقل الكلام، أو يعتقد ميقاتي أنه سينقل الكلام إلى أذن نصر الله، ولكن تلك المرحلة قد انقضت كما يبدو. وصل الأمين العام للحزب إلى القول إن تمويل المحكمة قد مضى، وأصبح خلفنا، وما هو أمامنا الآن هو التجديد للمحكمة الدولية، منطلقاً في كلامه من رؤيته للمحكمة المسيّسة والأميركية ــــ الإسرائيلية الأهداف. وحين قال ميقاتي إن التجديد للمحكمة الدولية يحصل آلياً ولا مجال لتدخل الحكومة اللبنانية في هذا التجديد، وإن موعد آذار سيجدد للمحكمة من دون أي مراجعة للحكومة اللبنانية التي لن يكون رأيها مؤثراً، رفض الأمين العام ما اعتبره التفافاً على موقف حزب الله، وموحياً «هذه المرة لن تمر».
وتابع الأمين العام للحزب أن تغطية تمويل المحكمة من خارج مجلس الوزراء كان مزعجاً للحزب، وأدى إلى انزعاج حقيقي، والإخراج الذي حصل عبر تغطيتها من خارج الموازنة لم يُزل الإحراج والإزعاج. يقول الراوون إن اللقاء انتهى بكلام واضح للسيد نصر الله مفاده أنه في ما يتعلق بالتجديد للمحكمة «لن يكون الحزب وحده منزعجاً، بل سيكون رئيس الحكومة أيضاً على المستوى نفسه من الانزعاج».
اللقاء تطرق إلى عدد آخر من المواضيع. أكد السيد نصر الله أن الحزب وحلفاءه يصرّون على فتح ملف الشهود الزور الآن وقبل أي وقت آخر، وأن معالجة الأضرار التي لحقت بالضباط جرّاء التعسف والظلم تحتاج إلى خطوات عملية من جانب الحكومة. علماً بأن الطرفين تابعا هذا الملف. وقبل نحو عشرة أيام، التقى ميقاتي معاون نصر الله حسين الخليل والوزير محمد فنيش، ووعد ميقاتي بإبداء رأيه في هذا الملف منتصف الشهر الجاري.
كذلك أشار الأمين العام لحزب الله إلى أن الحزب سوف يسير مع الحلفاء، وخصوصاً مع تكتل التغيير والإصلاح في برامج معالجة مشكلات الناس، وأن ملف الموازنة سوف يكون محل اهتمام ومتابعة جدّيين. بدا نصر الله مهتماً بإبلاغ ضيفه جدول أولويات الحزب وحلفائه للمرحلة المقبلة، وذلك انطلاقاً من كون ما حصل حتى الآن يفرض التعامل مع الحكومة بطريقة مختلفة.
الغريب بشأن اللقاء نفسه، هو ما يتردد صداه في السرايا الحكومية عن اللقاء نفسه. فمن هناك يمكن سماع رئيس الحكومة يخبر عدداً من المحيطين به أطرافاً من اللقاء، وكل شخص يحصل على جزء من اللقاء، وبصياغة مختلفة قليلاً عمّا سبق.
حين كان النقاش لا يزال مستعراً بشأن ما حصل في جلسة مجلس الوزراء من التصويت على مشروع رفع الأجور، وكيفية تجاهل مشروع شربل نحاس، وسوء التنسيق الذي ظهر بين أطراف الأكثرية، وخاصة التيار الوطني الحر من ناحية وحزب الله وحركة أمل من ناحية أخرى، كان رئيس الحكومة يبتسم في وجه محدثيه ويقول «ولكنني التقيت سماحة الأمين العام لحزب الله منذ بعض الوقت».
الإيحاء وحده لم يعد كافياً مع الوقت، فأخبر الرئيس ميقاتي بعض المحيطين به بوقائع اللقاء غير المعلن مع الأمين العام، وخاصة أول اللقاء، حيث استقبله الأمين العام متجهّم الوجه في البداية وبادره بالقول «لقد طعنتنا بالضهر، وبدأ الطعن بالضهر حين أعلنت تأييدك لتمويل المحكمة الدولية عبر الإعلام». هنا انتفض ميقاتي، بحسب ما يتردد بين زوار السرايا الحكومية، وقاطع مضيفه، سائلاً السيد نصر الله «قبل أن أقوم بما قمت به تشاورت مع دولة الرئيس نبيه بري. فهل الرئيس نبيه بري يتصرّف من تلقائه من دون مشاورة حلفائه؟»، عندها أجاب الأمين العام «طبعا لا». ضحك الرجلان واستمر اللقاء ودياً وطويت صفحة تمويل المحكمة وكل ما يتعلق بالمحكمة الدولية. وشدد ميقاتي للمقرّبين على أن اللقاء انتهى بتفاهم وود.
ما يمكن استنتاجه ببساطة من اختلاف الروايتين بشأن اللقاء نفسه هو أننا سنكون قريباً، وقبل موعد التجديد للمحكمة الدولية في آذار، أمام وجهتي نظر متناقضتين بشأن التجديد، وسيكون لرئيس الحكومة صولة جديدة في الميدان، وعلى الأرجح أنه سيحصل على ما يريده... كالعادة.
حوار حزب الله ــ بكركي انطلق
جريدة الأخبار..
اجتمعت اللجنة الرباعيّة في بكركي أمس لبحث تفاصيل الحوار بين البطريركيّة المارونيّة وحزب الله، وضمّت الأمير حارس شهاب والمطران سمير مظلوم من جهة، وعضوي المكتب السياسي في حزب الله، غالب أبو زينب ومصطفى الحاج علي من جهة أخرى. وبحسب مصادر اللقاء، عمل هذا الرباعي أمس على تحديد الخطوط العريضة للحوار والملفات المقرر مناقشتها، كذلك جرى العمل على جدول هذه المواضيع زمنياً، ما يساعد على تحديد المهلة الزمنية التي يمكن أن يتطلبها الحوار. وفي وقت لاحق انضم البطريرك بشارة الراعي إلى المجتمعين، ومهّد الطريق أمام الحوار.
ووصف أحد المطّلعين على أجواء اللقاء الاجتماع بأنه «لقاء وجداني وجميل، جرى خلاله التأكيد على المبادئ». وأضاف المطّلع أنه لم يتطرّق المجتمعون إلى أي ملف أو قضية سياسيّة، مشيراً إلى أنه بعد أن جرى تحديد هذه المبادئ، سيجري العمل على «تطبيقها». وعن اللقاءات المستقبليّة، قال المصدر إنّ اللجنة ستتابع النقاش من «دون حضور البطريرك الراعي للاجتماعات، إذ إنه لا حاجة إلى ذلك». وفي توصيف آخر، علّق أحد المشاركين في النقاش معتبراً أنّ ما يحصل في بكركي «يؤسّس لعمل مؤسساتي ومنهجي».
وكان الراعي قد افتتح جلسة إطلاق هذا الحوار بكلمة حدد فيها من جهته «الأطر الأساسيّة للحوار»، مشدداً على «أهمية انطلاق الحوار بين كل اللبنانيين على قاعدة المبادئ والقيم الروحيّة والوطنيّة التي تسمو فوق الجميع».
من جهة أخرى، قال رئيس حزب الكتائب أمين الجميّل رداً على سؤال، خلال مقابلة تلفزيونية، عمّا إذا كانت هناك علاقة لحزبه مع المعارضين السوريين، إن لبنان وسوريا يتكاملان، وهناك تواصل دائم بين الشعبين بحكم التاريخ والجغرافيا، «ولكن لا قدرة للبنان على التدخل مباشرة في الشأن السوري، لأن الثورة السورية أخذت أبعاداً عنفية ومحتدمة، ولا مصلحة لنا في أن نقحم أنفسنا في ما يجري في الداخل السوري، ولا نريد في الوقت عينه نقل الصراع السوري إلى الساحة اللبنانية الداخلية».
 
سينغ لـ«الحياة»: ضمان أمننا مسؤولية لبنانية... قلق لدى الجنوبيين يتقاسمونه مع «ضيوفهم» الجنود الدوليين
الناقورة - منال أبو عبس
على بعد خطوات من مقر للقوات الدولية في جنوب لبنان (يونيفيل) يقع مطعم عائلي صغير، فيه بضع طاولات بأغطية بيض وحمر، وكراس قديمة من خشب، وليس فيه زبون واحد. الانارة الملونة والشمعدانات، تحيل المشهد الى صورة سينمائية لمقاهي بيروت قبل الحرب، وإن أُضيفت اليها الطبلة والدف والمعدّات الصوتية المركونة على ارتفاع درجتين توصلان الى حانة صغيرة، لصار المشهد مأخوذاً من فيلم غربي عن ليالي الشرق.
المطعم-المقهى انشأته العائلة المهجرة من شرق صيدا الى الناقورة قبل 28 سنة، ليستقبل الجنود الدوليين الآتين من بلدان تبعد من لبنان بعد السينما من الواقع، كما ليؤمّن للعائلة اللبنانية مورد رزق في منطقة يخالونها نهاية العالم.
غير ان «الحال تتدهور منذ عام 2006، وإن كانت الاشهر الاخيرة الأسوأ على الاطلاق»، تقول صاحبة المطعم وعلى وجهها المستدير ابتسامة عريضة لم تكن مرسومة على وجوه أخرى التقيناها خلال يوم جنوبي طويل.
ابتسامة السيدة الجنوبية وودّها لا يخفيان قلقاً يحلّق فوق رؤوس الجميع في جنوب لبنان ويشترك فيه الجنوبيون مع «ضيوفهم» الجنود الدوليين. القلق يكاد يكون عاماً في البلدات التي تغيب عنها زحمة السيارات والمارة مع انه يوم مشمس. وتلتقي أحاديث جنوبيين في البلدات الحدودية على «خوف من يد غريبة تريد تخريب الوضع»، مستندين الى سلسلة أحداث بطابع أمني جديد صودف وقوعها كلها في عام واحد، بدءاً بتظاهرة للاجئين فلسطينيين إلى بلدة مارون الراس الحدودية في ايار (مايو) الماضي، وسقط فيها قتلى وجرحى وكادت تتطور الى مواجهة بين الجيشين اللبناني والاسرائيلي، ثم تعرض دوريتين ليونيفيل، واحدة للكتيبة الايطالية وثانية للفرنسية الى تفجيرين في صيدا في ايار (مايو) وتموز (يوليو)، ثم إطلاق صواريخ مجهولة المصدر في تشرين الثاني (نوفمبر) من جنوب لبنان في اتجاه اسرائيل وردّ اسرائيل عليها، تلاه اعتداء آخر على الكتيبة الفرنسية قرب صور في كانون الاول (ديسمبر) الماضي، وبعد اقل من اسبوع اطلاق صاروخ من جنوب لبنان على اسرائيل، سقط خطأ على منزل في حولا الحدودية.
هذه الحوادث والتي وصفها سياسيون بـ «رسائل امنية» تثير خوف الجنوبيين، كما الجنود الدوليين، الذين وإن اكدت قيادتهم باسم الناطق الاعلامي باسمها نيراج سينغ لـ «الحياة» أن لا شيء تغير في نشاطاتهم العملانية بعد الاعتداءات، يؤكد أحد اللبنانيين العاملين مع «يونيفيل» ان حركتهم تبدلت، وأنهم «يتلقون رسائل تحذير على هواتفهم النقالة. معظمها ينصحهم بعدم التوجه الى الاماكن العامة في فترات محددة. كما ان حركتهم على الأرض تبدلت كثيراً. بعض الجنود من جنسيات مستهدفة لم نعد نشاهدهم خلال النهار، ودورياتهم صارت في اوقات محددة».
يبدو الشاب مستاء من الوضع الحالي الذي يعيشه الجنوب، و «الحظر» الذي يقول إن رفاقه الدوليين يفرضونه على تحركاتهم، وعلى المنطقة التي يكاد مؤشرها الاقتصادي يقتصر على حركتهم.
الخوف الجنوبي والدولي لا يزكيه كلام سينغ. فلا شيء تغير في النشاطات اليومية المطلوبة والدوريات المشتركة مع الجيش اللبناني، لكن الذي تغير «اننا قمنا بمراجعة لتدابيرنا الامنية. نحن نأخذ الاعتداءات بجدية. وضمان امن القوات الدولية هو مسؤولية لبنانية». ويسند سينغ ارتياحه الى التعاطف الذي نالته «يونيفيل» من المسؤولين اللبنانيين على اعلى المستويات و «تعاطيهم بجدية مع المخاوف الامنية، واعترافهم بالحاجة الى تعزيز المراقبة الامنية في المنطقة». غير ان ارتياح المسؤول الدولي لا يخفف من وقع الاعتداءات التي لا يضعها كلها في سلة واحدة، فـ «اعتداءا ايار وتموز وقعا خارج منطقة عملياتنا، لكنهما وقعا على طريق الإمداد الرئيسي مع بيروت. وهذا كانت له دلالة مختلفة بالمقارنة مع الاعتداء الذي حصل في كانون الاول في منطقة عملياتنا قرب صور. خلال اسبوعين حصلت عمليتا اطلاق صواريخ من منطقة عملياتنا، واعتداء على دورية ليونيفيل، أي ان ثلاثة حوادث وقعت في فترة قصيرة في منطقة عملياتنا، وهذا له دلالة مختلفة نظراً الى كون هذه الحوادث تمثل تهديدات امنية خطيرة. كما تدل ايضاً على انه على رغم عملنا لا تزال هناك اسلحة غير شرعية وفرقاً مسلحة على الارض مستعدة لاستخدامها، وهذا يناقض القرار 1701».
لكن، هل هذا يعني أن أمن القوات الدولية في خطر؟ يقول سينغ ان «أي حادث على يونيفيل يعني ان امننا في خطر، وأن علينا ان نتخذ الاجراءات المناسبة لزيادة التدابير الامنية. كما على اللبنانيين مسؤولية ايضاً. هناك اجراءات كثيرة اعتمدت من السلطات اللبنانية ويونيفيل»، ويؤكد ان «الاجراءات لا يمكن أن تؤدي الى تقليص قدرتنا على الحركة وعلى الإيفاء بالتفويض الموكل الينا. لدينا مهمة هنا وعلينا ان نقوم بها وإلا لن يكون هناك جدوى لوجودنا».
الرسالة التي يختصرها كلام سينغ هنا، يعيها سكان الجنوب كما الرؤساء اللبنانيون الذين جاوبوا على الاعتداءات برسائل دعم. الرسائل تقول ان «أي اعتداء على يونيفيل ليس في مصلحة الاستقرار في لبنان». ويكشف صدق الرسالة واقع المطاعم والمقاهي الخالية من روادها، تماماً كما المحال التي ترفع أمام ابوابها أعلام بلدان غربية ورايات الامم المتحدة وتبيع تذكارات من لبنان. لكن الرسائل السياسية او حتى الامنية، امر لا يعني المدنيين في الجنوب، بقدر ما يعنيهم وجود الفاعلين ومعرفة خلفياتهم وأسبابهم. وهو امر يقول سينغ انه لم يتم بعد، فـ «التحقيقات لا تزال جارية»، ويوضح انه في كل حادث تتولى ثلاث جهات مختلفة التحقيق، الاولى هي «يونيفيل» اذا كان الحادث ضمن نطاق عملها، والثانية السلطات اللبنانية التي تتولى التحقيق الجنائي، والثالثة هي السلطة المحلية للكتيبة المستهدفة، لكن «مسؤولية الكشف عن المرتكبين وتوقيفهم ومحاكمتهم هي مهمة لبنانية»، غير ان شيئاً لم يرشح عن هذه التحقيقات.
الوضع في سورية
عندما استشهد الرجل الجنوبي بكلام وزير خارجية فرنسا آلان جوبيه عن مسؤولية سورية في الاعتداء الذي استهدف كتيبة فرنسية في «يونيفيل»، من دون ان يثير كلامه سخط الرجلين بجانبه، بدا ان ثمة اختلافاً في بعض المزاج الجنوبي الذي رد مرات كثيرة على المواقف الفرنسية البعيدة بسد طرق البلدات الجنوبية امام دوريات الكتيبة الفرنسية. بالامس، بدت فرنسا والجنوب في خندق واحد، اذ إن الاعتداء على جنود الاولى يهدد الاستقرار في الثاني. وظهرت في الجنوب اصوات لا تستنكر الربط بين العنف في سورية والاعتداءات في الجنوب.
الربط بين الامرين، لا يرى سينغ انه من اختصاص «يونيفيل»، ويقول: «مهمتنا تقع في اطار وقف الاعمال العدائية بين لبنان واسرائيل. وهذا يتطلب اولاً التزام لبنان وإسرائيل بالاتفاق، واحترامهما التزاماتهما الدولية وتعاونهما مع يونيفيل والمبادرات التي نأخذها لتفادي وقوع أي حادث على طول الخط الازرق، ولمنع التصعيد في حال وقع الحادث». ويضيف: «كلا الطرفين يريد استمرار وقف الاعمال العدائية وهذا مهم لنا ولاستمرار الاستقرار».
10 آلاف دورية شهرياً
الربط بين العبوات التي استهدفت الجنود الدوليين وبين «الاحتكاكات» مع الجنوبيين، امر يقول سينغ انه غير ممكن. فـ «ما يربطنا بأهل الجنوب علاقة صداقة. هم يستضيفوننا هنا وما ينقله الإعلام ليس واقعياً دائماً». ويشرح: «نقوم يومياً بـ350 دورية في المنطقة، أي ما يعادل 10 آلاف دورية شهرياً. وهذه الدوريات تجول بين المنازل وعلى رغم ذلك، ما عدد الحوادث التي يتحدثون عنها؟ اننا نسير بآليات عسكرية وسط منطقة لكل واحد فيها مشكلته الخاصة قد يكون أقلها عرقلة الآلية العسكرية للسير في المنطقة، ما يؤدي الى تأخره عن عمله. المشكلات ليست دائماً لأسباب سياسية».
الحديث عن المشكلات مع الاهالي، يقود الى السبب الرئيس لتعزيز القوات الدولية عام 2006 بموجب القرار 1701، لضمان ان تكون المنطقة من الخط الازرق حتى الليطاني خالية من السلاح غير الشرعي والمجموعات المسلحة. ويقول سينغ ان هذا «من مسؤولية الجيش اللبناني؛ القرار 1701، يفوض يونيفيل مرافقة الجيش اللبناني ومؤازرته لضمان انتشاره في الجنوب حتى الخط الازرق بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي، وهذا حصل. كما يفوضها بمساعدة الجيش في اخذ خطوات لضمان ان تكون المنطقة بين الليطاني والخط الازرق خالية من أي اسلحة غير مشروعة او مسلحين». ويضيف: «بين عامي 2006 و2008 وجدنا دبابات وبنى تحتية عسكرية، لكنها تعود الى قبل حرب تموز. وكان الجيش اللبناني يصادرها او يدمرها. وأي معلومات ذات صدقية نحصل عليها عن وجود اسلحة غير مشروعة في منطقة عملياتنا، نقوم فوراً بالتحري عنها مع الجيش اللبناني».
والحصيلة؟ يجيب سينغ: «لم تجد يونيفيل ولم تزود بأي ادلة عن عمليات نقل اسلحة غير مشروعة الى منطقة عملياتنا. وأبلغنا مجلس الامن بذلك. كما لم نعثر على ادلة على بناء بنى تحتية عسكرية جديدة في منطقة عملياتنا». لكنه يلفت الى أن الحوادث الاخيرة جنوب الليطاني «تشير الى ان على رغم جهودنا مع الجيش اللبناني لا تزال هناك اسلحة غير مشروعة في هذه المنطقة وأشخاص مستعدون لاستعمالها».
الخط الأزرق وجدار إسرائيل العازل
الى جانب الاسلحة غير الشرعية ومخاوف الجنوبيين، يبدو سينغ متفائلاً بأمر كان حتى ايار الماضي مادة خلاف بين البلدين العدوين، ثم اتفق الجانبان فجأة فبدأت العلامات بالارتفاع فوق قواعد إسمنتية على خط الانسحاب الاسرائيلي، أي الخط الازرق.
عملية «وضع العلامات المرئية على الخط الازرق» نموذج ايجابي للدور التنسيقي الذي تلعبه «يونيفيل» بين الجانبين. فكل علامة ترتفع على الارض، يقول سينغ، «تسبقها موافقة من الطرفين. نحن نقوم اولاً بالتنسيق على الخريطة مع كل طرف. إذا وافق الطرفان على نقطة، نقوم بتنظيف المنطقة من الالغام. عندما تصبح آمنة، يذهب مختصون من يونيفيل اليها، ويحددون الإحداثيات بالاعتماد على نظام «جي بي اس» ونضع علامتنا، ثم نذهب مع ضباط من الجيش اللبناني يقيسون بدورهم ويضعون علاماتهم ثم نذهب مع الجانب الاسرائيلي فيقيسون ويضعون علاماتهم. اذا كانت العلامات كلها ضمن 50 سنتيمتراً، عندها فقط يمكن تعليم النقطة، فيضع مهندسو يونيفيل قاعدة اسمنتية في حفرة كبيرة في المكان ويرفعون عليها العلامة. بعدها يعود كل من الطرفين مع يونيفيل للتأكد».
ويشرح سينغ انه «قبل ايار ولعام تقريباً، كانت هناك اختلافات بين لبنان وإسرائيل حول الموضوع. لكن العام الماضي توصلنا الى اتفاق مع الفرقين بأن نمضي قدماً، في الاشهر الستة الاخيرة وضعنا نحو 130 علامة، لكننا نحتاج الى تعليم 470 نقطة لنغطي مساحة الخط الازرق، اي 119 كيلومتراً».
الجدار الذي تحدثت تقارير عن ان اسرائيل تنوي رفعه بينها وبين لبنان مقابل منطقة كفركلا، يشكل مادة جديدة للقلق الجنوبي، على رغم ان لا اشارة اليه على الارض على طول الخط الازرق. ويقول سينغ انه لا يزال في طور الـ «افكار». ويضيف: «نناقش مع الاطراف الاجراءات التي يمكن اتخاذها، اذ يُجمع الفرقاء على انها منطقة حساسة جداً. مقاربة يونيفيل انه يجب ان نصل الى حل يتفق عليه الجانبان، لا ان يقوم طرف بخطوة أحادية».
 
دور «يونيفيل» وانعكاس الأوضاع في سورية في صلب محادثات بان في بيروت اليوم
نيويورك - راغدة درغام؛ بيروت - «الحياة»
يبدأ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم زيارة لبيروت، هي الاولى مع انطلاق ولايته الثانية على رأس المنظمة الدولية التي لها في لبنان وجود كبير من خلال قوات «يونيفيل»، إحدى أكبر عمليات حفظ السلام حجماً في المنظمة الدولية، إضافة الى متابعة قرارات مجلس الأمن ١٥٥٩ و١٧٠١ وملف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.
وستكون سورية في صلب المشاورات التي يجريها بان، خصوصاً أنه سيفتتح مؤتمر «الإصلاح والانتقال الى الديموقراطية» الذي تنظمه «إسكوا» بمشاركة سياسيين من تونس ومصر وليبيا واليمن. كما سيكون للموضوع الفلسطيني حيزاً عبر ملف «انروا» وسلاح الفصائل الفلسطينية في لبنان.
ويجري الامين العام لقاءات منفصلة مع رؤساء الجمهورية ميشال سليمان والمجلس النيابي نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي. وسيلتقي رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة ممثلاً للمعارضة. ومن المقرر أن يعقد بان مؤتمراً صحافياً الجمعة يليه عشاء رسمي على شرفه.
ويخصص بان يومه الثاني للقاء مسؤولي بعثات ووكالات الأمم المتحدة في لبنان، بينها «يونيفيل». وتحفظ الناطق باسمه مارتن نيسركي عن الإفصاح عما إذا كان الامين العام سيزور جنوب لبنان، علماً ان الاحوال الجوية قد تحول دون زيارة مقر «يونيفل».
ومن المقرر أن يرافق بان عدد من مستشاريه ومساعديه المعنيين بالملفات المتعلقة بلبنان وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بينهم مبعوثه الخاص لمتابعة تطبيق القرار ١٥٥٩ تيري رود لارسن. وفي ظل السجال في لبنان حول مرافقة لارسن لبان، أكدت مصادر ديبلوماسية أن الأمين العام يصطحب معه دائماً في زياراته فريقاً من المبعوثين الخاصين والمساعدين الرفيعي المستوى. ولفتت مصادر أخرى الى أن الأمين العام لن يستبعد أياً من قرارات الأمم المتحدة خلال زيارته، تمسكاً منه بتطبيق كل القرارات من دون انتقائية.
ويصل بان الى بيروت في وقت لا يزال فيه مجلس الأمن «عالقاً» في مداولاته المتعلقة بسورية بسبب الرفض الروسي لأي تحرك «ورفض روسيا البحث في مشروع قرارها الذي طرحته منذ ثلاثة أسابيع» بحسب ديبلوماسي غربي رفيع في مجلس الأمن.
وليس من المتوقع أن يركز بان على عمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان باستثناء مسألة تجديد البرتوكول الخاص بها.
وسيطل الموضوع الفلسطيني على محادثات بان من زاويتي عمل وكالة «أونروا» في لبنان، ودور الأمم المتحدة في عملية السلام في الشرق الأوسط ، باعتبارها شريكاً في اللجنة الرباعية.
وتأتي زيارة بان في إطار جولة في الشرق الأوسط سيجريها تباعاً الشهر الحالي، بينها زيارة الأراضي الفلسطينية وإسرائيل والإردن. وبعد لبنان يتوجه بان الى دولة الإمارات العربية المتحدة للمشاركة في افتتاح «القمة العالمية لطاقة المستقبل» في أبو ظبي.
وأكد الناطق باسم الأمين العام مارتن نيسركي لـ»الحياة» أن بان يزور لبنان بناء على دعوة رسمية من الحكومة اللبنانية، وأنه سيناقش خلال زيارته «عدداً من المواضيع التي تتضمن بطبيعة الحال الأوضاع في الدول المحيطة بلبنان وعمل قوة حفظ السلام اليونيفيل والمحكمة الدولية الخاصة بلبنان». وقال إن «اجتماعات بان بالمسؤولين اللبنانيين ستكون في لقاءات منفصلة».
وفي بيروت، تخترق زيارة الأمين العام للأمم المتحدة حال الجمود والشلل السياسي الناجمة عن تأخر إقرار تصحيح الأجور والتعيينات الإدارية والتشكيلات الديبلوماسية، لينشغل كبار المسؤولين اللبنانيين مع الضيف الدولي في محادثات تتناول دور «يونيفيل» وما تعرضت له من اعتداءات في الأشهر الماضية، والعوائق أمام تطبيق القرار الدولي الرقم 1701، وانعكاسات الأزمة السورية على لبنان ومسألة الحدود بين البلدين، إضافة الى قضية التجديد للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان ولبروتوكول تعاونه معها في آخر شباط (فبراير) المقبل.
وإذ يصل بان ظهرا الى بيروت ليلتقي تباعاً رؤساء الجمهورية والحكومة ثم البرلمان نبيه بري وسط موقف سلبي من «حزب الله» حيال الزيارة التي قال بعض قيادييه إنها غير مرحب بها.
وينظم «لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية» الحليفة لـ «حزب الله» بعد ظهر اليوم اعتصاماً ضد زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أمام مقر «أسكوا».
على صعيد آخر، توقفت الأوساط المتابعة أمام اللقاء الذي عقد ليل أول من أمس بين وفد قيادي من «حزب الله» وآخر من الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يتزعمه النائب وليد جنبلاط للبحث في سبل تفعيل العمل الحكومي، والذي تجاوزه ليتناول كل المسائل المطروحة على الحكومة اللبنانية والقوى الفاعلة فيها، لا سيما الإقليمية بدءاً بالأزمة السورية وما يجري في الإقليم إن في العراق أو في سائر الدول العربية وعلى الصعيد الفلسطيني وفي علاقة إيران بالغرب. وذكرت المصادر أن الطرفين أكدا مساحة التلاقي بينهما وناقشا مواضيع الخلاف المعروفة، لا سيما الأزمة في سورية، واتفقا على إدارة الاختلاف نظراً الى تباعد قراءة كل منهما لتطورات الأحداث فيها، وانعكاساتها على الوضع اللبناني الداخلي. وأشارت الى ان النقاش اتجه نحو ضرورة منع الانزلاق نحو الفتنة الداخلية في لبنان أو أي اضطراب أمني، مع تأكيد ضرورة التعاون في الحكومة. كما تطرق البحث الى ضرورة توسيع رقعة الحوار في البلد. وشدد الفريقان على مواصلة التعاون الثنائي في المناطق كافة عبر اللجان المشتركة لتعزيز التهدئة والاستقرار إزاء أي حوادث أمنية تحصل.
 
الحريري: مهمة المراقبين العرب فشلت
بيروت - «الحياة»
أكد الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري، أن مهمة المراقبين العرب في سورية «فشلت»، معتبراً أنه «إذا استمرت روسيا بهذا النهج ستخسر العالم العربي». وقال في دردشة عبر موقع «تويتر» أمس، إن «الشعب السوري هو المستفيد الاول من سقوط نظام آل الاسد». وعن تأييد بعض اللبنانيين للنظام السوري، اعتبر الحريري أن «السبب قد يكون التمسك بالسلطة، مثل النظام في سورية». وراى أنه «إذا لم تحلّ الجامعة العربية الملف السوري إلى الأمم المتحدة ستخسر مصداقيتها»، مؤكداً أن «النظام السوري سيسقط».
وعن سبب زيارته سابقاً لدمشق، أجاب الحريري: «كنت رئيس وزراء، وكنت أعمل لمصلحة لبنان وليس لمصلحتي الشخصية. كان عليَّ التضحية، وكانت قاسية، ولكن في الآخر سقط القناع عن النظام القاتل». وعلّق على اتهام ايران لإسرائيل باغتيال عالم نووي إيراني، قال: «هذا غير مقبول على الإطلاق». وسأل: «لكن هل سترد إيران؟ هل ستعلن الحرب على إسرائيل؟»، مجدداً التأكيد أن عودته الى لبنان «قريبة جداً».
 
بان يدفع لبنان إلى أحضان الشرعيّة الدوليّة ودمـــشق تجدّد طلباتها من لبنان
جريدة الجمهورية...
إذا كان أكثر ما استرعى انتباه المراقبين هو التزامن بين زيارتي أمين عام الأمم المتّحدة بان كي مون ووزير الخارجيّة التركي داوود أوغلو إلى بيروت اليوم، فإنّ ما لفت نظر المراقبين أنفسهم هو هذا التزامن أيضا بين زيارة بان وتوقيت وفد «حزب الله» لزيارته إلى بكركي، هذا التوقيت الذي لا يمكن وضعه فقط في الإطار المحلّي وحاجة الحزب إلى توسيع مروحة اتّصالاته الداخليّة على وقع الأزمة السوريّة، إنّما في سياق رسائله إلى المجتمع الدولي بأنّه يواصل لقاءاته الحواريّة التي كانت وراء تعليق الأمم المتّحدة تنفيذ القرار 1559.
عشيّة وصول بان الى بيروت، تلاحقت التحضيرات والاجتماعات، حيث اطّلع رئيس الجمهورية ميشال سليمان أمس من رئيس بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة نوّاف سلام على التحضيرات النهائية لزيارة الامين العام للمنظمة الدوليّة بان كي-مون للبنان اليوم، والمواضيع التي سيتناولها البحث.
وقالت مصادر في القصر الجمهوري لـ"الجمهورية" إنّ رئيس الجمهورية سيناقش والضيف الأمميّ مختلف القضايا المشتركة بين لبنان والأمم المتحدة بما فيها تلك المتصلة بمهام القوات الدولية في الجنوب وتنفيذ القرارات الدولية، "ما يؤكّد التزامات لبنان تجاه المجتمع الدولي للحفاظ على حجم الضمانات الكبرى التي توفّرها هذه القرارات، ما يضمن أمن القرى الجنوبية تجاه أيّ اعتداء إسرائيليّ جديد".
وقالت المصادر إنّ سليمان "سيكون صريحاً في إدانة استمرار الاحتلال لبعض الأراضي اللبنانيّة والخروقات البرّية والبحرية والجوّية المتزايدة، والاعتداء القائم على المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان على الحدود المائية الدولية بين لبنان وفلسطين المحتلة، من دون أن يتجاهل آثار هذه الاعتداءات السلبيّة على ما تطالب به الأمم المتحدة من التزام مشترك بتنفيذ القرارات الدولية والانتقال من حال وقف العمليّات العسكريّة في الجنوب وفق القرار 1701 الى وقف نار شامل".
برّي - ميقاتي
أمّا مصادر عين التينة فأكّدت أنّ رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي "سيشدّد أمام بان على الحدود البحريّة وحقّ لبنان بنفطه واحترام القرار 1701"، وهو سيدعو الأمين العام إلى الضغط على إسرائيل لوقف تعدّياتها على لبنان.
وفي عين التينة كان لقاء تشاوريّ بين الرئيسين برّي وميقاتي خُصّص جانب منه للتشاور في الملفّات التي ستتناولها زيارة بان الى بيروت. واكتفت مصادر ميقاتي بالقول لـ"الجمهورية": إنّ اللقاء تناول كلّ العناوين والقضايا المطروحة على بساط البحث من جوانبها المختلفة من ملف الأجور والعراقيل التي حالت دون بتّه على رغم كلّ التفاهمات التي تحقّقت في هذا الإطار، ورغم الإجماع على طيّ هذا الملفّ على قاعدة إحياء "التفاهم الرضائي" الذي تحقّق بين الهيئات الاقتصادية والاتّحاد العمّالي العام.
وقالت المصادر إنّ الأجواء كانت إيجابيّة، لافتة الى أنّ التطوّرات عزّزت التفاهم الذي قام بين الرئيسين برّي وميقاتي على اكثر من مستوى.
بان لن يلتقي "حزب الله"
وأكّدت مصادر وزاريّة أنّ بان لن يلتقي "حزب الله" بشكل مباشر ولا غير مباشر، بمعنى أنّ وزراء الحزب ونوّابه لن يشاركوا في أيّ لقاء مع المسؤول الأممي، وأفادت أنّ الحزب يعتبر أنّ اللقاء مع برّي كافٍ على هذا الصعيد. كما استغربت الضجّة التي أثيرت حول مجيء ناظر القرار 1559 تيري رود لارسن في عداد الوفد أو عدمه، "كون لا قضيّة اسمها لارسن، فالمهمّ هو نتيجة المباحثات التي يقودها رأس الامم المتّحدة الممثلة بأمينها العام". وقد جاء هذا الكلام نتيجة تضارب المعلومات حول عدم حضوره في عداد الوفد.
عناوين المفاوضات
وقالت مصادر ديبلوماسيّة لـ"الجمهورية" إنّ لقاءات بان سترتكز على أربعة عناوين رئيسيّة إلى جانب تطوّرات المنطقة، وهي "اليونيفيل" والقراران 1701 و1680، والمحكمة الدوليّة وما يتعلق بتنفيذ عملها وتجديد البروتوكول الخاص بها، ووضع اللاجئين السوريّين في لبنان.
وأوضحت المصادر أنّ تمديد عمل المحكمة تلقائيّ ولا دور للبنان فيه، أمّا الجزء المتعلق بالبروتوكول أو مذكّرة التفاهم الموقّعة بين المحكمة والدولة اللبنانية فهو بيت القصيد، والأمر الذي سيأخذ نقاشا متشعّبا ومفصليّا، خصوصا إذا قرّر لبنان تعديله، ما سيجعل الأمور تدخل في محطّات ثلاث:
المحطة الأولى، رئاسة الجمهورية بعدما سبق وقال الرئيس سليمان إنّ "هذا البروتوكول يحتاج إلى إعادة نظر، والجانب اللبناني لديه ملاحظات على عمل المحكمة لأنّ النصّ الأوّل خالف الأصول القانونيّة كونه لم يتمّ في مجلس النوّاب".
المحطة الثانية ستكون في مجلس الوزراء، أمّا المحطة الثالثة فهي مجلس النوّاب بعد أن يحال البروتوكول مع التعديلات إليه بطلب من رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء.
وعلمت "الجمهورية" أنّ سليمان كلّف فريق عمله القانوني دراسة هذا الأمر. أمّا أبرز النقاط المتداولة فهي ذات علاقة بتمويل المحكمة لسنة 2012 وما إذا كان للبنان القدرة على تمويلها، والثانية هي ملفّ الشهود الزور كملفّ متلازم مع الملفّ الأساس المنظور فيه. أمّا النقطة الثالثة في التعديل فهي طلب مراعاة أصول السيادة اللبنانيّة وعدم المَسّ بها وإعادة الاعتبار إلى القضاء اللبناني.
وعليه، فإنّ هذه العناوين ستصبح محطّات وتفتح سجالاً ساخناً للمرحلة المقبلة إنْ داخل الفريق الحكومي نفسه أو بين المعارضة والأكثريّة، عِلماً أنّ التعديل هو لمصلحة الأخيرة لأنّ أيّ سقوط للبروتوكول داخل مجلس النوّاب يعني استمرار العمل تلقائيّا بالبروتوكول القديم.
المعارضة
وقالت مصادر في المعارضة لـ"الجمهورية" إنّ بان سيركّز في مفاوضاته على الوضع في الجنوب واليونيفيل، والحدود اللبنانية السوريّة، والمحكمة الخاصة بلبنان، وبسط سلطة الدولة اللبنانية على أراضيها بقوّاتها الشرعيّة، مطالبة المسؤولين اللبنانيّين الالتزام الفعليّ بالقرارات الدوليّة من خلال تدابير وخطوات تنفيذية وعملية تتجاوز إطار التصريحات والمواقف، مُعتبرةً أنّ بان سيدفع لبنان الى أحضان الشرعية الدولية في لحظة يجدّد النظام السوري طلباته من لبنان...
خطّة أمنيّة
وفي موازاة التحضيرات السياسيّة، تلاحقت الاجتماعات أمس على مستوى القيادات الأمنية وتلك المعنية من جانب الأمم المتحدة، وأقرّت خطّة أمنيّة مشدّدة على مساحة تحرّكات بان ما بين المطار ومقرّ إقامته أوّلا، وفي جولاته التي ستشمل ظهر اليوم القصر الجمهوري، حيث يولم الرئيس سليمان لضيفه بحضور الرئيسين برّي وميقاتي وحشد وزاريّ ونيابي وكبار المسؤولين والسفراء العرب والأجانب قبل أن ينتقل الى عين التينة ومنها إلى السراي الكبير ففندق فينيسيا حيث يعقد مؤتمراً صحافيّا عند السابعة مساء.
أوغلو
وفي العودة إلى زيارة أوغلو، فإنّ أهمّيتها تكمن، وفق مصادر ديبلوماسية مطّلعة لـ"الجمهورية"، في إدراك الجانب التركي لتداعيات المسألة السوريّة على لبنان وحرصه على تجنيب هذا البلد أيّ تداعيات محتملة، مذكّرة بالدور السياسي والاقتصادي التركي حيال لبنان، هذا الدور الذي توقّف عندما أسقطت حكومة الرئيس سعد الحريري، وأدّى إلى نشوب خلاف تركي مع السوريّين، على غرار الخلاف القطري مع النظام السوري على موضوع لبنان، ومن هنا فإنّ الزيارة هي لتأكيد الاهتمام التركي والتشديد على أنّ لبنان لن يكون مربوطا بالمنازعة القائمة.
وكشفت المصادر نفسها أنّ زيارة أوغلو سيعقبها موقف سيعلنه "الجيش السوري الحر" وفحواه أنّ النازحين السوريّين في لبنان ليسوا في عداد الجيش الحرّ بل هم بصفتهم نازحين ولو كان البعض منهم في الجيش وانشقّ لاحقاً، لأنّهم لم يأتوا إلى لبنان للقيام بعمل عسكري.
الراعي و"حزب الله"
وكان البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي استقبل الخامسة مساء أمس، اللجنة المكلّفة متابعة الحوار بين بكركي و"حزب الله"، المؤلّفة من المطران سمير مظلوم، حارث شهاب، غالب أبو زينب ومصطفى الحاج علي، في حضور مدير المكتب الإعلامي والبروتوكول في الصرح البطريركي المحامي وليد غياض، في إطار الحوار المتجدّد بين بكركي والحزب.
وبعد أن افتتح البطريرك الراعي جلسة إطلاق هذا الحوار بكلمة حدّد فيها من جهته، "الأطر الأساسيّة للحوار"، مشدّداً على "أهمّية انطلاق الحوار بين كلّ اللبنانيين على قاعدة المبادىء والقيم الروحية والوطنية التي تسمو فوق الجميع"، جرى نقاش انتهى الى "تحديد الأُطر التي سيتمّ فيها الحوار، وهي تختصّ بلبنان، في كيانه وميثاقه ورسالته من ناحية المبادىء التي يبنى عليها من أجل ملامسة المواضيع المطروحة والمحافظة على ما يجمع ويبني، ومعالجة ما هو سلبيّ ومتعثّر، وهذا ما سوف تواصل اللجنة العمل عليه في اجتماعات دوريّة لاحقة".
ملفّ الأجور الى المربّع الأوّل
وفي تطوّر لم يكن مفاجئاً، عاد ملفّ الأجور إلى المربّع الأوّل لئلّا يقال نقطة الصفر، ولم ينتج اللقاء الثاني لـ"لجنة المؤشّر" ما يؤشّر الى أنّ التوافق السياسي سيترجم على أرض الواقع.
وفيما كانت كلّ الأجواء توحي بأنّ اجتماع اللجنة سيكرّس الاتّفاق السابق بين الهيئات الاقتصادية والاتّحاد العمّالي العام جاءت النتيجة معاكسة تماماً وتحوّل الاجتماع الى سوق عكاظ اختلطت فيه الوقائع بالعودة الى الأسس التي بنت الأطراف عليها مواقفها قبل اتّفاق القصر الجمهوري في 21 كانون الأوّل الماضي.
وبينما أكّدت الهيئات الاقتصادية على موقفها الثابت من "قدسيّة" اتّفاق بعبدا، عاد الاتّحاد العمّالي العام الى لغة الأرقام السابقة وطرح صيغة تترجم بالأرقام ما توصّلت اليه لجنة المؤشّر عندما قالت بأنّ الفروقات في مؤشّر الغلاء بين العامين 96 و2011 بلغت 100 بالمئة، فطالب رئيسه بمضاعفة الرواتب في عملية حسابية أعادت النقاش الى البدايات.
وفي هذه الأجواء رفض ممثلو هيئة التنسيق النقابية مضمون اتفاق بعبدا على رغم احترامهم له، فاختلط الحابل بالنابل ووجد وزير العمل الذي غيّب طروحاته القديمة – الجديدة في اجتماع الأمس فرمى الكرة بوجه فريقي الإنتاج ورفع الاجتماع (راجع ص 11).
مفاوضات الفيصل في واشنطن
وعلى رغم التكتّم الشديد الذي تفرضه الإدارة الاميركية على ما دار في اللقاءات مع وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل، إلّا أنّ اوساطا في وزارة الخارجية الاميركية اشارت لـ"الجمهورية" الى انّ الملفّين الايراني والسوري كانا على رأس ما تمّ بحثه مع الضيف السعودي. غير أنّ التركيز كان على الموضوع الايراني، خصوصا لناحية تهيئة الأجواء لتوقيع اتّفاقات "نفطيّة" مع الصين التي يصل رئيسها الى منطقة الخليج، واليابان التي اعلنت انّها ماضية في استبدال النفط الايراني. وتعتقد تلك الاوساط انّ السعودية ستعمل على رفع انتاجها النفطي لسدّ الثغرات في الاسواق الدوليّة، وهي تريد قبل ذلك معرفة نوع الغطاء الامني والسياسي الذي سيتأمّن لها ولدول المنطقة في حال تدهورت الاوضاع في منطقة الخليج.
السفن العسكريّة
وفي حين أكّد البنتاغون في الساعات الماضية أنّ سير العمليات البحريّة في مياه بحر الخليج سيستمرّ في شكل طبيعي ولن يتأثر بما صدر عن بعض المسؤولين الإيرانيّين، أكّدت وزارة الخارجية التركيّة أنّ "سفينة روسيّة محمّلة بأطنان من الذخائر وصلت إلى ميناء طرطوس السوري". ونقلت صحيفة "حرييت" التركية عن المتحدّث باسم وزارة الخارجية التركية سلجوق أونال قوله إنّ "البحرية التركية علمت أنّ السفينة الروسية "شاريوت" التي كانت السلطات القبرصية قد سمحت بإبحارها بعد توقيفها وهي في طريقها إلى سوريا، شرط تغيير وجهتها، رست في الميناء السوري اليوم".
 
عيّنات من نقاشات داخل «حزب الله» حول حراجة الوضع في سوريا وتداعياته
نصر الله: لا تصح الوسطية بين النظام والمعارضة... «وفاءً لمن وقف معنا»
«تجربة المواجهة مع «اليونيفل» تكررت في عرسال ومصدر تواجد القاعدة الـCIA»
جريدة اللواء
ثمة اعتقاد راسخ في بيئة «حزب الله» أنها وحدها عباءة أمينه العام قادرة على توحيد أي قرار داخل الحزب مهما كان صعباً أو كانت النتائج المترتبة عليه. هذا الاعتقاد حمل أحد قيادي الحزب إلى الخروج، عقب نقاشات داخلية حول الملف السوري جرت في حضرة الأمين العام، بانطباع أن الوجهة التي سيتخذها الحزب في مقبل الزمان باتت جلية. ذلك أن مطالعة السيد حسن نصرالله أمام الكوادر القيادية تضمنت كلاماً جازماً بأن الحزب لا يمكنه مطلقاً، مهما تطورت الأوضاع في سوريا، أن يكون في منزلة وسطية بين النظام والمعارضة، أقله من باب الوفاء، ذلك أن «نظام الأسد يدفع اليوم ثمن وقوفه معنا». وبدا لهذا القيادي أن كلام نصرالله ينطلق من بعد أخلاقي - عقائدي بحت، أكثر من أن يكون نتاج قراءة سياسية براغماتية، تأخذ في الاعتبار موازين القوى المستقبلية في المنطقة المتأتية عن «الربيع العربي»، وما قد تؤول إليه خسارة نظام الأسد من تداعيات على موقع الحزب وبيئته السياسية والمذهبية والاجتماعية.
تلك الوجهة السياسية الحاسمة، التي يُتوقع أن يبلورها نصرالله بوضوح في إطلالته لمناسبة أربعينية الإمام الحسين، أقلقت مراقبين سياسيين كانوا قد سمعوا قبل أشهر من القيادي نفسه قراءة مفادها أن الحزب سيوفّر للنظام كل دعم ممكن، بعيداً عن أي مغامرات انتحارية تهدّد ما حقّقه الحزب من مكتسبات. واستشعروا بأن تحولاً ما قد طرأ على موقف الحزب، من دون أن يتبينوا الحد الأقصى الذي يمكن أن يصل إليه في دعمه نظام الأسد.
على أن كلام نصرالله يجد تفسيراً له في قراءة قيادي آخر في الحزب، يُدرج ما يجري راهناً في إطار الصراع المحتدم بقوة على مستقبل النفوذ في المنطقة بين الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها وبين إيران وحلفائها، حيث أضحت سوريا معه اليوم مسرح المواجهة المفتوحة. وإذا كان هناك في «حزب الله» من رأى سابقاً بأن الحراك الشعبي في سوريا استند إلى مطالب فيها الكثير من المشروعية، فإن هؤلاء لا ينظرون راهناً إلى ما يجري سوى من منظار مؤامرة يُحرّكها الأميركيون وحلفاؤهم من العرب، وتحديداً السعودية، تهدف إلى تغيير المعادلة السياسية في المنطقة لمصلحة النهوض بالمشروع الأميركي للشرق الأوسط الجديد، الذي لم يصل إلى غاياته رغم المحطات التي مرّ بها، بدءاً من كامب ديفيد في سبعينات القرن الماضي، ومروراً باتفاق أوسلو في تسعيناته، وصولاً إلى غزو أفغانستان والعراق في أوائل الألفية الثانية.
ومن زاوية هذا الصراع، ينظر الحزب إلى أن ملفات المنطقة مترابطة بشكل وثيق، وأي حل في مكان، أو ملف، لا يمكن أن يحصل بمعزل عن المكان أو الملف الآخر. وهذه النظرة ليست بجديدة على أدبيات الحزب ومفاهيمه. فقناعة نصرالله - كما عبّر عنها في لقاء حزبي جرى في بدايات مسيرة «حزب الله» - أن «الحالة السياسية في لبنان ليست معزولة عن حالة المنطقة. بل هي جزء من الصراع في الأمة(...) وما دام الأعداء يخوضون صراعاً واحداً مع الأمة، فلا يجوز أن نجزّئ صراع الأمة مع أعدائها، إذ يجب أن تكون إدارة الأمة في صراعها واحدة، ومن خلال الإمام الولي الفقيه».
هذا الترابط لا يمنع أحد المعنيين في الحزب من إبداء ارتياحه أمنياً على المستوى الداخلي، من منطلق أن لا توازن أمنياً - عسكرياً بين الحزب وأي من القوى السياسية الأخرى، ومن منطلق أن الحزب موجود في السلطة اليوم، وعازم على إدارة اللعبة من خلال المؤسسات السياسية والأمنية. إلا أن ما يُؤرق هذا الفريق هو الحراك الذي تشهده المناطق الحدودية الشمالية، من عكار إلى وادي خالد، والمناطق الحدودية الشرقية حيث قفزت بلدة عرسال إلى واجهة الحدث الداخلي على خلفية الإشكال الذي وقع مع محاولة قوة أمنية اعتقال أحد العناصر بتهمة الانتماء إلى تنظيم القاعدة. إذ أن حيثيات ما جرى في عرسال لجهة اندفاعة الأهالي نحو تطويق القوة الأمنية بشرياً طرح عدة تساؤلات حول خطورة تكرار هذه الظاهرة، التي هي في واقع الحال نسخة طبق الأصل عن الظاهرة التي اتسم بها أداء الأهالي في القرى الجنوبية مع كل دورية أو مداهمة كانت تقوم بها قوات الطوارئ الدولية. وهو ما حوّل الأهالي دروعاً بشرية في وجه اليونيفل لمنعها من أداء مهامها الفعلية، تماماً كما حصل في عرسال حين أدى التجمهر الأهلي إلى انسحاب القوة الأمنية من دون تحقيق عملية الاعتقال المنشودة للشخص المطلوب، والتي أسرّ سفير دولة عربية لوزير حزبي أن مصدر «المعلومة» عن هذا المطلوب «القاعدي» يعود إلى وكالة الاستخبارات الأميركية، وأن القوة الأمنية لم يكن في حسابها أن هذه العملية قد تؤدي إلى المأزق الأمني والسياسي الذي حصل.
فالمعلومات المتداولة في الكواليس تُشير بقوة إلى أن «حزب الله» سيعمل على ممارسة الضغوط داخل الحكومة لدفع المؤسسات الأمنية للإمساك بالمناطق الحدودية، الأمر الذي سيضع الجيش في مواجهة شريحة سياسية ومناطقية تُعلن بوضوح مناهضتها للنظام السوري ومساندتها للثورة السورية، مع ما يمكن أن تؤدي إليه أي خطوة ناقصة من تصدع داخلي، يُعيد مشهد الحرب اللبنانية يوم تشـظّى الجيش اللبناني ولم تسلم منه البلاد والعباد.
بقلم رلى موفق
 
 
الثلج «القارس» يحاصر المناطق ويقترب من800 متر
... وتفاعل أزمة الكهرباء والخدمات
جريدة اللواء
خير وافر يعد بموسم سياحي ومائي ، فعاصفة «سيبيريا حملت معها الغيث للبنان عبر البحر المتوسط ، عبرت غيوم مشبعة بالامطار ، أفرغت حمولتها على جباله ثلوجا ناصعة البياض منذ الاربعاء وبدأت تتجه نحوالمناطق المنخفضة.
وتستمر العاصفة الثلجية التي لفت لبنان بثلجها على المرتفعات وناهزت الـ800 متر، ورغم خيراتها ، الى ان سوء التدبير ، وعدم تجهيز المشاريع المسبقة ، يحول الخيرات الى نقمة لا نعرف قيمتها حيث قطعت العاصفة الثلجية بعض الطرقات الجبلية وحولت الشوارع في المدن والمناطق الساحلية الى أنهار وبحيرات لم تنفع معها كل الاجراءات المتخذة للجمها ، فعرقلت حركة السير على الاوتوسترادات وحالت دون وصول العمال والموظفين الى أعمالهم وأشغالهم كما أخرت التلاميذ عن مواعيد مدارسهم في العاصمة بيروت،بعد أن تحولت الشوارع فيها الى أنهارغزيرة، وأقفلت المدارس في المناطق الجبلية ، بعدما قطعت خطوط الكهرباء وأظلمت الليالي الجبلية حيث قضى الاهالي ليلة باردة جدا في ظل ارتفاع أسعار المازوت بالنسبة لمداخيل المواطنين التي لم تعرف حتى الان طعم الزيادة على الاجور.
حالة الطقس
 وتوقعت مصلحة الارصاد الجوية في ادارة الطيران المدني ان يكون الطقس اليوم غائما وماطرا مع عواصف رعدية متفرقة واشتداد في سرعة الرياح دون تعديل يذكر في درجات الحرارة، وتناهز الثلوج 800 م صباحا وما دون ذلك في البقاع والشمال على ان يتحسن الطقس مساء.وجاء في النشرة الاتي:
- الحالة العامة: منخفض جوي مصحوب بكتل هوائية باردة يسيطر على الحوض الشرقي للمتوسط.
- الطقس المتوقع في لبنان:
- اليوم (الجمعة): غائم وماطر مع عواصف رعدية متفرقة واشتداد في سرعة الرياح دون تعديل يذكر في درجات الحرارة. تناهز الثلوج 800 م صباحا، على ان يتحسن الطقس مساء.
- السبت: غائم جزئيا صباحا مع ارتفاع في درجات الحرارة يتحول تدريجا خلال النهار الى غائم مع أمطار متفرقة، تشتد الأمطار خلال ليل السبت /الأحد يرافقها عواصف رعدية متفرقة. كما تتساقط الثلوج اعتبارا من 1100.
- درجات الحرارة على الساحل من 6 الى 13 درجة، فوق الجبال من صفر الى 6 درجات، في الارز من - 4 الى - 1، في البقاع من - 1 الى 5 درجات.
- الرياح السطحية: جنوبية غربية، سرعتها بين 15 و 45 كلم/س، وتشتد أحيانا لتصل الى 60 كلم/س.
- الإنقشاع: متوسط، يسوء خلال فترة الأمطار.
- الرطوبة النسبية على الساحل: بين 60 و 85 %.
- حال البحر: مضطرب الى مائج، حرارة سطح الماء: 18 °م.
- الضغط الجوي: 764 ملم زئبق.
- ساعة شروق الشمس: ٦:٤٣ ساعة غروب الشمس: ٤:٤٩
الطرق المقطوعة
ووزعت شعبة العلاقات العامة في المديرية العامة لقوى الامن الداخلي برقية عن حال الطرق الجبلية المقطوعة بالثلوج وهي: عيون السيمان - حدث بعلبك،المنيطرة - حدث بعلبك، الشربين اللقلوق، بتغرين، بسكنتا، معاصر الشوف - كفريا، زحلة - ضهور الشوير، عيناتا الارز، حدث بعلبك عيون السيمان - افقا، تنورين، الهرمل - جرد مربين.
المناطق
الثلوج لامست مدينة عاليه
ومن عاليه والمتن الاعلى أفاد مكتب اللواء» أن الثلوج وصلت الى عاليه للمرة الاولى هذا العام، ولامست أطراف مدينة عاليه، كما تسببت بإقفال المدارس والمؤسسات ولا سيما في المناطق التي يزيد ارتفاعها على الالف متر.
وكانت الثلوج قد بدأت بالتساقط ، بدءا من ارتفاع تسعمئة متر، واستمر تساقطها متفرقا، ما أتاح للمواطنين إمكانية التحرك لتأمين حاجياتهم الاساسية من محروقات ومواد غذائية.
وقرابة الرابعة فجرا كانت الجرافات التابعة لـ «مركز جارفات الثلوج في المديرج» قد فتحت كافة الطرق الجبلية، وتركز عملها بدايةً على الطريق الدولية، من رويسات صوفر مرورا بجسر المديرج والمديرج وصولا الى ضهر البيدر فالبقاع، وكتدبير احترازي منعت القوى الامنية السيارات غير المجهزة بسلاسل معدنية من سلوك الطريق، وكانت قد منعت منذ يوم أمس الشاحنات المخصصة للنقل الخارجي من سلوك الطريق ابتداء من محطة بحمدون، وامتد ارتال الشاحنات المتوقفة من ساحة محطة بحمدون حتى بعلشميه وضهور العبادية.
وقامت جرافات وزارة الاشغال بفتح الطرق الرئيسية بين المديرج – حمانا – فالوغا – قرنايل – جوار الحوز وكفرسلوان في المتن الاعلى، وطريق المديرج – عين دارة – مشقيتي – أغميد.
وفي منطقة صوفر قامت جرافتان تابعتان لبلدية صوفر واحدة كبيرة واخرى صغيرة (بوبكات) بفتح الطرق الداخلية في البلدة فضلاً عن فتح الطرق في القرى والبلدات المجاورة ولا سيما شارون وبدغان ومدخل مجدلبعنا.
العاصفة الثلجية تطال حاصبيا
وأفاد مراسل «اللواء»في حاصبيا الزميل حسين حديفة أن طلائع العاصفة الثلجية التي تضرب لبنان منذ يوم امس وصلت الى منطقتي حاصبيا والعرقوب في ساعة متاخرة من الليل الفائت فسيطرت موجة من البرد القارس مصحوبة برياح شمالية شديدة السرعة تدنت معها درجات الحرارة الى الصفر وبدات الثلوج تتساقط على المرتفعات التي يزيد ارتفاعها عن سطح البجر 1350 مترا وما فوق وخاصة على قرى وبلدات العرقوب ما تسبب بعزل بلدة شبعا عن محيطها بحيث وصلت سماكة الثلوج الى 20 سم وبات الوصول اليها متعذرا الا للسيارات المجهزة بسلاسل معدنية او رباعية الدفع كما اقفلت الثلوج طريق عام شبعا عين عطا عبر وادي جنعم حيث وصلت سماكتها الى 40 سم كما وحاصرت الثلوج ايضا المواقع العسكرية التابعة لقوات «اليونيفل» في مرتفعات سدانة وجبل الشيخ ولجات هذه القوات الى استخدام الآليات المدرعة للتواصل بين مواقعها اما طريق سوق الخان – العرقوب فقد ظلت سالكة باتجاهين وصولا حتى بلدة كفرشوبا هذا وصباح اليوم باشرت الآليات المتعاقدة مع وزارة الاشغال العامة والنقل بالتعاون مع بلدية شبعا بفتح الطرقات الداخلية في شبعا وباتجاه مركز القضاء حاصبيا لتسهيل حركة المواطنين في وقت اقفلت فيه المدارس في البلدة ابوابها هذا اليوم لتعذر وصول الطلاب اليها.
رئيس البلدية رئيس اتحاد بلديات العرقوب الحاج محمد صعب اشار الى ان بلديته وضعت ورشها في حالة تاهب استعدادا لمواجهة العاصفة بالتعاون والتنسيق مع الاجهزة الامنية والدفاع المدني والصليب الاحمر اللبناني في البلدة لمواجهة اي طارىء وتقديم المساعدة لابناء البلدة.
 اما في حوض الحاصباني فقد ادت السيول والامطار الغزيرة التي تساقطت خلال الساعات الماضية الى بعض الانهيارات الخفيفة على الطرقات الرئيسية والفرعية كما وارتفع منسوب مياه نهر الحاصباني ما ادى الى بعض الفيضانات طالت بعض المقاهي وبساتين الزيتون والحمضيات المنتشرة على جانبيه.
مرجعيون تأثرت بالعاصفة
كما أفاد مراسل اللواء» في مرجعيون جورج نهرا أن منطقة مرجعيون وبلداتها نالت حصة كبيرة من الامطار الغزيرة التي تساقطت طوال يوم أمس، حيث أدت الامطار التي ترافقت مع عواصف رعدية شديدة السرعة وضباب كثيف لامس الارض وحجب الرؤية إلى ارتفاع منسوب مياه نبع الدردارة ونهر الليطاني وتدفق الاتربة والاوساخ على الطرقات عملت البلديات على تنظيفها واعادتها إلى ما كانت عليه.
ويتحضر اهالي البلدات التي يزيد ارتفاعها 900 متر عن سطح البحر لاستقبال الثلوج كما افادت مصلحة الارصاد الجوية.
إشارة إلى أن يوم أمس كان يوما عاديا في المدارس حيث اتى الطلاب من كافة قرى وبلدات قضائي مرجعيون وحاصبيا.
البقاع
وافاد مراسل «اللواء» في البقاع ابراهيم الشوباصي أن الثلوج تساقطت بشكل خفيف حتى وصلت الى 1100 متر دون ان تؤثر على حركة السير حتى ظهر الزفت مكان الابيض على طريق ضهر البيدر الدولية التي لم تقفل سوى امام الشاحنات كتدبير احترازي ولكن شكوى العابرين كان من عدم توفر الانارة مع سوء الرؤية متسائلين لما تم تركيب الطاقة البديلة على هذه الطريق.
وكانت عناصر قوى الامن الداخلي مستنفرة على الطريق الدولية ضهر البيدر للتدخل عند الضرورة كما وعملت جرافات وزارة الاشغال على تحريك بعض الياتها بشكل استعراضي.
اما على مستوى نسبة المتساقطات والتي كانت مرتفعة هذا العام قياسا على المعدل العام السنوي فلغاية اليوم لم يرتفع منسوب الانهار بل استمر على حاله دون زيادة على امل ان يتحرك في اليومين القادمين وحسب توقعات المراصد باستمرار المنخفض ابتداء من الاسبوع القادم.
اما طرق القرى الجبلية بقيت على حالها لم تقفل وحركة السير طبيعية.
الطقس في الضنية
ومن الضنية أفاد الزميل نظيم الحايك أن الطقس استمر عاصفا لليوم الثاني على التوالي حيث تساقطت الثلوج على المرتفعات واللافت انها لم تصل الى المناطق السكنية في القرى والبلدات واكتفت بالتساقط على المرتفعات بدءا من ارتفاع ١٤٠٠ متر وما فوق ، الا ان الامطار الغزيرة شكلت سيولا جارفة على الطرقات وكالعادة لم تكن البلديات او اتحادها على مستوى المسؤولية لناحية تنظيف مجاري المياه على جانبي الطرقات مما ادى الى تشكل كميات كبيرة من البرك والمستنقعات التي اصطادت السيارات واوقعت اصحابها في محظور العاصفة.كما فاضت الانهر بالمياه جارفة كميات كبيرة من الاتربة والنفايات مما ادى الى اغلاق مجاري الاوديه وطوفان المياه باتجاه الاراضي الزراعية. وادى تساقط الثلوج الى قطع طريق الضنية الهرمل مرورا بجر مربين وكذلك الطريق المؤدية الى جرد النجاص. كل ذلك وسط موجة من البرد الشديد وفقدان مادة المازوت في توقيت غريب وكان هناك نية مبيتة لدفع الناس نحو شراء المازوت غير المدعوم كرمى لعيون مافيا المازوت ومن وراءها. وفي المنية ايضا غمرت السيول قسما من البيوت البلاستيكية المعدة لزراعة الخضار وسببت خسائر فادحة في المنتجات ويتخوف المزارعون من موجة الصقيع في حال استمر البرد القارس وهدأت العاصفة في الايام المقبلة.

المصدر: مصادر مختلفة

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,837,447

عدد الزوار: 7,044,753

المتواجدون الآن: 69