لبنان يستعدّ لاستقبال العاصفة الثلجيّة...جنبلاط: لن أطلب موعداً من نصر الله..حملة دروز 8 آذار على جنبلاط تستحضر أجواء الـ 2005...

بان وأوغلو في بيروت غداً... وكونيللي تنصح بالنأي لتجنّب عدم الاستقرار

تاريخ الإضافة الجمعة 13 كانون الثاني 2012 - 6:41 ص    عدد الزيارات 2610    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

 
بان وأوغلو في بيروت غداً... وكونيللي تنصح بالنأي لتجنّب عدم الاستقرار
جريدة الجمهورية..
غياب الملفات الداخلية «الساخنة» ابقى الأنظار مركزة على الحدث السوري، حيث انشغل الوسط السياسي اللبناني في متابعة ردود الفعل على خطاب الرئيس بشار الأسد و«ظهوره» الثاني في أقل من 24 ساعة في تظاهرة لمناصريه، ولكن هذا لم يلغ الاهتمام بالزيارتين المرتقبتين لأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون ووزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو إلى بيروت غداً الجمعة، خصوصا أن كليهما سيبحث في شق من محادثاته بمدى انعكاسات الأزمة السورية على الأوضاع السياسية والأمنية اللبنانية وضرورة «النأي» بلبنان عن هذه الأحداث، الأمر الذي يتكامل ويتطابق مع الدعوة التي وجهها مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان إلى المسؤولين اللبنانيين في زيارته الأخيرة بضرورة تحييد لبنان عن الأزمة السورية.
وفي هذا السياق، أكد وزير الخارجية التركي لـ"الجمهورية" عشية وصوله إلى لبنان "أنّ النظام السوري كانت لديه فرصة الاستفادة من الدروس الصحيحة لتجارب الثورات التي اندلعت بداية في تونس ومصر وليبيا، حيث اتيح له الوقت ليشهد التداعيات الايجابية منها والسلبية قبل ان تصل الثورة الى سوريا، لكنه، ويا للأسف، لم يستفد من كل المعطيات المتاحة، وربط نفسه بوهم الاوتوقراطية ليقول انه في أسبوع واحد وشهر واحد ثم شهرين سيقمع الناس ومن ثمّ يسيطر على كل هذه الاحداث ليطرح بعدها بعض الاصلاحات السطحية التي يمكن السيطرة عليها والتلاعب بها".
وأضاف اوغلو: "لو كانت هناك رؤية عقلانية لدى القيادة السورية، واعلن النظام في آذار او حتى في تموز الفائت انه سيستجيب لمطالب الشعب، وأنه مستعد للذهاب الى الانتخابات، لكانت لدينا اليوم سوريا مختلفة عن سوريا التي نراها".
وأكد اوغلو "ان تركيا فعلت كل ما في وسعها لتنقل رؤيتها وخبراتها للوصول الى خريطة طريق لسوريا، لكن النظام اتخذ طريقاً اخر، ولذلك نشعر اليوم بخيبة أمل شديدة جدا بسبب كل هذه الخسائر في صفوف المدنيين أخوتنا واخواتنا في سوريا". ولفت الى "أنّ الجامعة العربية منحت النظام السوري فرصة أخرى، لكنه لم يستغلها في الشكل الصحيح، ونحن نتابع الموضوع عن كثب"، مشيرا الى "أنّ حركة التاريخ تجري ولا يمكن لاحد أن يقاومها أو يقف في وجهها، كما لا يمكن لاحد أن يوقف عملية كانت قد بدأت بالفعل"، مؤكدا "انّ الشعب السوري سيختار في يوم من الأيام حكومته وبرلمانه بناءً على رغبته الحرّة".
ويذكر أن أوغلو سيشارك في اجتماع يعقده نظراؤه الأوروبيون لمناقشة الأوضاع في كل من سوريا وإيران في 23 كانون الثاني في بروكسل، وهو سيلتقي الوزراء الأوروبيين إلى مأدبة غداء لمناقشة الوضع في سوريا و"الربيع العربي" ورحلته الأخيرة إلى طهران ومبادراته في أفريقيا وخصوصًا في الصومال.
رسالة شديدة اللهجة
أمّا لجهة تزامن زيارته بيروت مع زيارة بان، قالت مصادر ديبلوماسية قريبة من المعارضة لـ"الجمهورية" أن الهدف الأساسي من هذه الزيارات هو توجيه "رسالة شديدة اللهجة إلى النظام السوري من مغبة نقل أزمته إلى لبنان أو تفجير الساحة اللبنانية، لأنه من غير المسموح تحويل الأزمة السورية أزمة إقليمية تفجّر الاستقرار في المنطقة، وأي محاولة من هذا النوع ستستدرج ردا دوليا فوريا، خصوصا أن هذه المسألة تحظى بإجماع دولي من ضمنه روسيا".
وارتاحت المصادر الى هذه الزيارات التي تعكس اهتماما بلبنان وحرصا على أمنه واستقراره، معتبرة "أن الهدف من المواقف السلبية التي أطلقها "حزب الله" حيال زيارة بان هو استدراج رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى وساطة مع الحزب تحت عنوان إظهار الحكومة موحّدة وغير مشرذمة، هذه الصورة التي يريد الحزب الحصول على ثمنها، أي المقايضة بين تمرير الزيارة والحصول على تنازلات من ميقاتي في ملفات عدة، علما أن زيارة أمين عام الأمم المتحدة لا تستفز البيئة الشيعية وتحديدا الجنوبية التي ترى فيها مؤشراً على استقرار هي في حاجة إليه". وفي السياق نفسه، أعلنت السفارة الأميركيّة في بيروت، في بيان، أنّ "السفيرة مورا كونيللي شدّدت أمام ميقاتي على "قلق الحكومة الاميركية من أن تؤدي التطورات في سوريا إلى المساهمة في عدم الاستقرار في لبنان"، وجدّدت "التزام الولايات المتحدة لبنان مستقر وسيّد ومستقل".
الى ذلك، تواصلت المواقف الدولية والعربية المندّدة بخطاب الأسد ولعل أبرزها تأكيد وزيرة الخارجيّة الأميركيّة هيلاري كلينتون بعد لقائها رئيس الوزراء ووزير الخارجيّة القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني أن "الأسد لم يوقف القتل"، مستهجنة خطابه "الذي لم يأت بجديد". ولفتت إلى أنّ "مهمة المراقبين العرب لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية وكذلك قتل الشعب السوري"، فيما شدّد جاسم على أنه "لا يمكن أن نسمح باستمرار الموت في سوريا حيث الشعب يُقتل، وهذه مسؤولية تقع على المجتمع الدولي". واعتبر الاتحاد الأوروبي أن "خطاب الأسد مخيب للآمال بنحو كبير وغير واقعي" معتبرا أن "النظام وعد منذ بدء الإنتفاضة بإصلاحات لم يحترمها أبدًا"، ومذكرا بأن "الأسد فقد كل صدقية وينبغي أن يغادر السلطة ليسمح بعملية إنتقالية حقيقية في سوريا".
ورأت مصادر قيادية في قوى 14 آذار في إطلالتي الرئيس السوري "مؤشر ضعف، لا قوة، نظرا لحاجة النظام إلى رفع معنويات الحلقة الضيقة حوله، حيث بات "ظهوره" حاجة لوقف الانهيارات داخل معسكره"، معتبرة أن "خطابه سيرفع من منسوب المواجهة السورية والعربية والدولية في وجهه".
لجنة المؤشر...فشل المفاوضات
وفي الشأن المحلي، وعلى رغم الأجواء التي اوحت بأن قضية زيادة الأجور قد سلكت الطريق الى المعالجة بقرار سياسي تلاقت عليه المراجع المعنية عقب صدور قرار مجلس شورى الدولة بالموافقة المشروطة على اقتراح وزير العمل شربل نحاس بصيغته الرابعة، فشل اجتماع لجنة المؤشر مساء أمس في التوصل الى اتفاق بين المعنيين الذين اتفقوا على اجتماع جديد الثانية بعد ظهر اليوم.
ونقل النواب عن رئيس مجلس النواب نبيه بري تأكيده "ضرورة حسم قضية زيادة الرواتب والاجور، خصوصا في ضوء اتفاق الاتحاد العمالي العام والهيئات الاقتصادية، وعدم الاستمرار في المراوحة لأن ذلك من شأنه ان ينعكس على صدقية الحكومة وعلى المواطنين ايضا".
وكانت لجنة المؤشر اجتمعت نحو خمس ساعات في وزارة العمل وخرج كل من نحاس والوفد المشترك من الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام متشبثا برأيه فيما استمر الخلاف الأساس على إدراج بدل النقل في صلب الراتب.
وعلمت "الجمهورية" أن الجواب النهائي الذي طلبه نحاس من الهيئات الاقتصادية في اجتماع اليوم سيكون سلبيا وتمسكا بتفاهم بعبدا، وعليه، أشارت مصادر وزارية لـ"الجمهورية" إلى أن الأمور تتجه إلى التصويت في مجلس الوزراء مرة جديدة، إما على إقتراح نحاس الذي وافق عليه مجلس شورى الدولة معدلاً، أو على تفاهم بعبدا الذي يدعمه ميقاتي بقوة، على أن يكون التصويت مختلفاً عما كان عليه في جلسة التصويت السابقة.
وقالت مصادر المجتمعين لـ"الجمهورية" ان نحاس سعى في اللقاء الى تسويق اقتراحه الجديد بتحديد الحد الأدنى للأجور بـ 800 الف ليرة متجاهلا كل المساعي والإتفاقات التي أحيت الإتفاق الرضائي بين الهيئات والعمال في القصر الجمهوري في 21 كانون الأول الماضي. وأضافت ان معظم الإجتماع ضاع في معالجة خروج نحاس عن مضمون اتفاق بعبدا على رغم كل الضمانات التي اعطيت باحيائه تمهيدا للبحث في خطة اقتصادية واجتماعية شاملة تلي إقراره. وقد جهد المجتمعون لإقناع نحاس بالعودة الى مضمونه والسعي الى قوننته ليتناسب النص الجديد للمرسوم مع ملاحظات مجلس الشورى.
وفي هذا الإطار، قال رئيس رابطة أساتذة التعليم الثانوي حنا غريب لـ"الجمهورية" أن "تفاهم بعبدا يكشف العمال قانونيا ويظهر نية للإطاحة بالحق المكتسب للعمال والمعلمين". ورأى فيه "مخالفة قانونية واضحة بدأتها الحكومات السابقة واستمرت مع حكومة الرئيس ميقاتي". وقال: "هناك مرتكزات لتصحيح الأجور أهمها أن الحكومة تحدد الحد الأدنى للأجور بناء على نسبة غلاء المعيشة منذ العام 1967، ولكن منذ العام 2000 وحتى اليوم كان يفترض تصحيح الحد الأدنى للأجور 12 مرة أوتوماتيكيا حسب القانون إلا أن هذا الأمر لم يحصل وها هي الهيئات الاقتصادية تريد تكريس هذه المخالفة إلى ما لا نهاية".
 
«14 آذار» رأت فيه هروباً إلى الأمام و«8 آذار» فاخرت بنبرة القوة فيه
خطاب الأسد «أزاح» الملفات الداخلية اللبنانية بانتظار «انقشاع الرؤية» إقليمياً
بيروت ـ «الراي».... بقي المشهد السياسي اللبناني امس «تحت تأثير» خطاب الرئيس السوري بشار الاسد، حيث انهمكت الاوساط السياسية بمحاولة استكشاف الأثر الذي تركته مبادرة الجامعة العربية على وضع النظام السوري عموماً، كما استشراف الانعكاسات الاضافية المحتملة للأزمة السورية على لبنان.
وبدا واضحاً من الانطباعات الاولية والفورية التي تركها الخطاب الذي أعقبه الأسد بإطلالة «وجهاً لوجه» بالغة الدلالات على مناصريه في دمشق امس (ترافقت مع اطلاق نار ابتهاجاً في جبل محسن في طرابلس)، ان الانقسام العمودي في لبنان حيال الازمة السورية مرشح لمزيد من التفاقم، وإن بوتيرة مضبوطة على ايقاع الواقع السياسي الراهن الذي انتقل الى مرحلة سحب «الفتائل» السياسية على المستوى الداخلي بانتظار «انقشاع الرؤية» اقليمياً.
فالقوى المعارضة، اي «14 آذار»، لم تر في اللهجة التصعيدية والهجومية التي طبعت خطاب الاسد تجاه العرب سوى نذير بتفاقم العزلة التي يعيشها النظام، وتالياً مضيه نحو فصول اضافية من القمع الدامي للثورة على نظامه. واذا كانت هذه القوى لا تضرب اي مواعيد محددة لنهاية وشيكة للنظام، فهي تبدو على اقتناع ان التصعيد الذي اعتمده الاسد لا يعدو كونه هروباً الى الامام اسوة بمعظم الحكام العرب الذين ضربتهم الثورات. ولكنها توقعت تفاقماً كبيراً في المنحى الدموي للازمة السورية في المرحلة المقبلة.
اما القوى الموالية، اي «8 آذار»، فبدت على انشراح واضح لنبرة القوة التي علت خطاب الاسد، مما يزوّدها مزيداً من الرهان على صمود النظام السوري. وهي رأت ان هذا الخطاب يعكس شعور الاسد بامتلاكه اوراق قوة داخلية وخارجية تدفعه الى الظهور مظهر القوة في مواجهة ما تعتبره هذه القوى استفحالاً للهجمة الخارجية على النظام. وتبعاً لهذه القراءة بدا من الواضح ان الخطاب ارخى ذيول استشعار قوى «8 آذار» بان خصومها في الداخل يفقدون الرهان على انهيار النظام السوري، على الاقل في مواعيد كانوا يعتقدونها وشيكة.
بين هذا الانطباع وذاك، تعتقد اوساط واسعة الاطلاع ان الوضع الداخلي في لبنان مرشح للثبات على وتيرته الحالية من دون اي خضات كبيرة، اذ أثبتت مسألة الاتهام بوجود تنظيم «القاعدة» في لبنان والسجالات التي دارت حولها، ان الصراع السياسي لا يزال يدور ضمن اطر مضبوطة ولو على نحو هشّ.
وقالت هذه الاوساط لـ «الراي» ان ليس هناك حالياً ما يثير خشية كبيرة على تطورات غير محسوبة في لبنان حتى لو مضى الوضع في سورية نحو مزيد من التدهور باعتبار ان لبنان مرّ بنحو عشرة اشهر من عمر الازمة السورية وفق هذه الوتيرة المضبوطة ولا شيء يحول دون استمرارها الى امد طويل ما دام اي عنصر استثنائي او حدث طارئ كبير لم يحصل.
ومع ذلك تعتقد الاوساط نفسها ان كل شيء يبقى مرهوناً بالتطورات الخارجية اكثر منها بالتطورات الداخلية. فليس في الوضع الداخلي ما يثير الخشية الآن من تبدل الاوضاع، ولكن الخارج بما يحبل به من احتمالات متنوعة خصوصاً حيال الازمة السورية، سينعكس حتماً على لبنان في مرحلة من المراحل الآتية.
ولذا تقول الاوساط ان حسابات القوى الداخلية لم تصل بعد الى مرحلة الاختبار الحاسم للحفاظ على الاستقرار النسبي الذي يعيشه لبنان، وهو اختبار سيأتي اوانه فعلاً حين يتبين ان المعركة الفاصلة بين النظام السوري وخصومه الدوليين والعرب ستبدأ مع انهيار المبادرة العربية.
وغداة وصف الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري خطاب الاسد بانه «سخيف» ويعبّر عن حال «النكران» التي يعيشها الرئيس السوري، واعلان رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ان «الاسد امضى وقتلا ًطويلاً يتكلم في كل شيء الا في حقيقة الأزمة، واختار مفاهيم سفسطائية في منطق بيزنطي»، رأت الامانة العامة لقوى 14 آذار ان «خطاب رئيس النظام في سورية انطوى على تلويح بمزيد من العنف الدموي في الداخل، والإشتباك مع المجتمعين العربي والدولي، ما يتطلّب مزيداً من الخطوات العربية والدولية لِلَجم ارتكاباته في الداخل وترجماته في الخارج»، وقالت: «وإذا كان لبنان نأى بنفسه، بلا مبرّر، عن الملف السوري في مجلس الأمن، فإن الحكومة مدعوّة اليوم، أكثر من أي وقت، الى أن تنأى بلبنان عن ترجمة النظام السوري لخطّته المضمرة في خطاب رئيسه».
وضمّت 14 آذار بعد اجتماع امانتها العامة امس «صوتها الى صوت الشعب السوري في مطالبة بعثة مراقبي جامعة الدول العربية بتسمية الأمور بأسمائها، ونقل صورة دقيقة عن المجازر»، مشددة على ان «التجارب اثبتت أن النظام السوري يسعى لاستغلال أي مبادرة ديبلوماسية أو مسعى سياسي في سبيل كسب الوقت وممارسة قدر أكبر من القمع».
وينتظر ان تكتمل لوحة المواقف اللبنانية من كلام الأسد، الذي نقل الأزمة السورية الى مرحلة جديدة، مع إطلالة الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله بعد غد حيث يفترض ان يتطرق في كلمته الى الوضع السوري وقضايا اقليمية الى جانب عناوين داخلية من دون استبعاد ان يتطرق الى زيارة الامين العام للامم المتحدة بان كي ـ مون للبنان التي تتزامن مع موعد إلقاء الكلمة.
وقد لفتت اوساط مراقبة الى ان «حزب الله» وبعد خروج احد مسؤوليه قبل ايام ليعلن ان بان «غير مرحّب به» في بيروت، تجنّب نقل التحفظ عن زيارة المسؤول الاممي الى مستوى اعلى وذلك حرصاً على عدم إرباك وضع الحكومة وزيادة «التصدعات» في صفوفها في مرحلة دقيقة اقليمياً ربما لا مصلحة فيها حالياً في كشف الوضع اللبناني سياسياً. علماً ان تقارير ذكرت ان «جس نبض» حصل من فريق بان حيال امكان عقد لقاءات في بيروت مع قياديين من «حزب الله» وسط توقعات بحظوظ شبه معدومة لإمكان تحقيق مثل هذا الاجتماع.
ومعلوم ان المنسق الخاص للمنظمة الدولية في لبنان بالانابة روبرت واتكنز كان جال على كبار المسؤولين اللبنانيين عارضاً لترتيبات زيارة بان التي تبدأ غداً ناقلاً تطلع الاخير الى اجراء محادثات مع اكبر عدد ممكن من القادة اللبنانيين في شأن ضمان استمرار الاستقرار والامان في لبنان، اضافة الى تأمين التزامات لبنان الدولية وكل قرارات مجلس الامن ومنها الـ 1701 (حول الجنوب) والـ 1680 (ترسيم الحدود مع سورية) والـ 1757 (المحكمة الدولية) والـ 1559 (السلاح غير الشرعي) الذي سيكون ناظره تيري رود ـ لارسن في عداد الوفد المرافق للامين العام للامم المتحدة الذي يتألف من نحو 10 من كبار المستشارين والمسؤولين في مكتبه في نيويورك.
والى جانب لقاءات بان مع كبار المسؤولين، تتجه الانظار الى مشاركته يوم الاحد في المؤتمر الدولي الذي تنظمه اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا «الاسكوا» بعنوان «الاصلاح والانتقال الى الديموقراطية في العالم العربي» بحضور حشد من الشخصيات العربية والاجنبية بينها وزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو الذي ستكون له كلمة في المؤتمر، إلى جانب الامين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى.
ولم تستبعد معلومات لصحيفة «اللواء» ان يعقد اوغلو لقاءات مع عدد من الشخصيات اللبنانية من قوى 14 آذار، رافضة كشف اذا كان وزير الخارجية التركي يمكن ان يجتمع برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، ومشيرة الى ان «اوغلو يسعى إلى لقاءات مع الرؤساء الثلاثة، في اطار رسالة ودّ تركية إلى لبنان ودعم المناخ الرامي إلى النأي بالبلد عما يجري في سورية والمحيط القريب».
           
«ما جدوى النقاش وسط التشبّث بالمواقف تجاه الأزمة السورية؟»
جنبلاط: لن أطلب موعداً من نصر الله
بيروت ـ «الراي»
نفى رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط الكلام عن أنه طلب موعداً من الأمين العام لـ «حزب الله» السيّد حسن نصر الله، معلناً «ولن أطلب».
ونقل تقرير صحافي عن جنبلاط ان كلاً من الطرفين، «حزب الله» والحزب التقدمي الاشتراكي الذي يترأسه يعرف موقف الآخر مما يجري في سورية، وهنا نقطة الخلاف، وتالياً «ما جدوى النقاش؟»، لافتاً إلى أن نصر الله أبلغه في لقائهما الأخير أن الحزب يدعم الإصلاح في سورية.
واذ اوضح «ان اللقاءات الوحيدة التي تعقد مع حزب الله هي لقاءات ذات طابع أمني مناطقي» هدفها الحفاظ على الاستقرار في المناطق المختلطة شيعياً ــ درزياً ــ سنياً، أي من الشويفات إلى إقليم الخروب، بدا مدركاً أهميّة الحوار مع «حزب الله» في سبيل تجنيب البلد أي تداعيات لما يجري أو سيجري في سورية، مشيراً إلى أن «المشكلة تكمن في أن الحزب متشبّث بموقفه»، ولافتاً إلى أن نائب وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان أبلغه موقفاً من هذا النوع، وكاشفاً ان الاميركيين يدعون إلى الحوار مع حزب الله إلى جانب إشادتهم بإدارة الرئيس نجيب ميقاتي للملفات السياسية «وهو تحوّل كبير مقارنة بموقفهم منذ سنة».
وتمنى جنبلاط لو تمّ تلقف مبادرة الرئيس فؤاد السنيورة الحواريّة، يوم زار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان وجمعيّة المبرات الخيريّة وقال: «السنيورة رجل دولة. ظُلم بما قيل عنه في حرب يوليو 2006? ويجب إعادة قراءة إدارته لعمليّة التفاوض الديبلوماسي ». وباعتقاده، عمل السنيورة جاهداً لعدم إقفال الحدود اللبنانيّة ــ السوريّة أمام المقاومة، وفي موضوع شبكة الاتصالات (التابعة لـ «حزب الله») في مايو 2007 أنا كنت المتحمّس أكثر منه»..
           
نواب بيروت قرروا محاورة «حزب الله» و«أمل» من أجل عاصمة «منزوعة السلاح»
بيروت ـ «الراي»
قرّر نواب بيروت (من 14 آذار) الانتقال الى مرحلة الحوار مع القوى السياسية الموجودة في العاصمة اللبنانية والتي لا تمثّلها في البرلمان ومن بينها «حزب الله» وحركة «امل» وذلك في إطار مسعاها لتحقيق «بيروت الكبرى منزوعة السلاح».
وكان نواب بيروت عقدوا امس اجتماعاً في البرلمان خرج بعده النائب محمد قباني ليعلن انه «بعد انتهاء جولة من اللقاءات التي عقدناها مع الرؤساء وآخرها كان اللقاء الثاني مع الرئيس ميشال سليمان، كان هذا الاجتماع لتقويم هذه اللقاءات وتحديد الخطوات المقبلة»، وقال: «نعتقد ان بيروت الادارية ليست جزيرة ولا يمكن ان تكون منفصلة في موضوع مثل نزع السلاح، ولذلك ومن اجل تحصين موضوع نزع السلاح في بيروت الادارية، من الضروري ان نتعاطى مع بيروت الكبرى تحت نفس العنوان، وهذا يعني الانفتاح على قوى سياسية موجودة في بيروت الكبرى وربما غير ممثلة في نواب بيروت، وطبعاً هذا الامر لا يحتاج الى عناء كبير لنعلم من هي المقصودة، اي «حزب الله» وحركة «امل»، علماً ان التيار الوطني الحر (بزعامة العماد ميشال عون) والطاشناق هم موجودون ايضاً في بيروت، وكذلك والحزب التقدمي الاشتراكي».
اضاف: «الخطوة المقبلة هي ان نتحاور مع هذه القوى وان نحرص على ان يكون عملنا هادئاً وثابتاً وطويل النفس، فالموضوع الذي نتصدى له ليس بسيطاً بل على قدر كبير من الاهمية، والنجاح في تحقيقه يتعدى بيروت الادارية، بل يشكل خطوة ايجابية على الصعيد الوطني»..
 
الضاحية دويلة المخدّرات والخوّات والفساد؟
الضاحية بخير إذاً «حزب الله» بخير، شعار لطالما ردّده أهالي الضاحية الجنوبية لبيروت منذ سنين، لِما تتمتّع به هذه المنطقة من «خصوصيّة» إنْ على الصعيد الجماهيري، أو لناحية المزيج «الشيعي»، حيث يقطنها أبناء بعلبك والجنوب وجبيل، إضافة إلى سكّان المنطقة الأصليّين الذين ولغاية اليوم يعتبرون أنّ أرضهم أحتلّت من الغرباء حتى ولو كانوا من المذهب نفسه.
جريدة الجمهورية...علي الحسيني
ما إنْ تطأ قدماك أرض الضاحية حتى يتملّكك شعور بأنّك مراقَب: عيون ترصدك، جهاز أمنيّ يراقب تحرّكاتك طوال الوقت، يسأل أصحاب المحالّ عن سبب دخولك، يريد معرفة الصغيرة والكبيرة عنك، فقط لإشعارك أنّك في منطقة حزبيّة منضبطة غير متسيّبة، ولإفهامك أنّ الخطأ هنا ممنوع، ووجودك قد يكون غير مرحَّب به، كلّ تلك الأمور تُشعرك وكأنّك انتهكت حرمة منزل. ومع هذا، فإنّ كلّ ما تراه الأعين من محاولة للإمساك بالأمن وملحقاته من قِبل الجهة المسيطرة على الأرض، على حدّ قول بعض سكّان الضاحية، هي فقط لإيهام الأهالي أنّ أمنهم وسلامتهم بألف خير وفوق كلّ اعتبار بالنسبة إليهم، لكن في الحقيقة فإنّ هذه المظاهر التي يعمد اليها الحزب، خصوصاً خلال السنوات الأخيرة، تعكس مدى الإرباك نتيجة التفلّت الحاصل داخل المناطق الخاضعة لسيطرته.
تفشّي المخدّرات  
ومع هذا التفلّت الذي لم تعهده الضاحية من قبل حتى في ذروة الحروب، ظهرت الى العلن مشكلة تفشّي المخدّرات بشكل كبير، لتصبح اليوم ظاهرة علنيّة لدى معظم الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و40 عاماً، وهو عدد كبير بالنسبة إلى منطقة تسكنها مليون نسمة تقريباً معظمها من جيل الشباب.
تجدهم يجوبون أحياء وزواريب الضاحية الجنوبية باحثين عن فريسة يوقعونها في شرك الإدمان، إنّهم تجّار الموت، يبيعون مخدّراتهم من دون حسيب أو رقيب، وعلى أعين الجميع، وبحسب بعض السكّان إنّ هؤلاء التجّار هم في معظمهم من أبناء العشائر التي لا يقوى "حزب الله" على مجابهتها لغاية انتخابيّة، وأخرى تتعلّق بتكوينه الداخلي، حيث إنّ معظم مقاتليه هم من أبناء البقاع، ولذلك كانت دعواته المتكرّرة الى دخول القوى الشرعيّة الضاحية.
وعند سؤالك الأهالي من أين يحصل هؤلاء الشبّان على المال لكي يبتاعوا السمّ؟ فإنّ الجواب يأتيك بسرعة البرق، فيقول أحدهم: ينطلق المروّجون من هنا لبيع سمومهم إلى طلّاب الجامعات وروّاد الملاهي الليليّة في بيروت والمعاملتين وغيرهما من المناطق، ويجدون هنا الملجأ الآمن من الملاحقة. أمّا بالنسبة الى المتعاطين، فإذا لم يكن المال متوافراً، وهذا ما يحصل معظم الأحيان، فهناك أنواع أخرى من المخدّرات يلجؤون اليها مثل حبوب "ريفوتريل" المعروفة لديهم بـ "ريفو"، وهي حبّة تعطي دفعاً من القوّة والشجاعة عند اللزوم، بالإضافة الى أدوية "السعلة" وحقنة "ترامال" المتوافرتين في الصيدليّات بكثرة، وهذان الدواءان يُستعملان للتهدئة من سرعة الانفعال والغضب، لكن يبقى "السيمو" و"البينزيكسول" الأكثر شيوعاً بين المدمنين، حيث يتراوح سعر العلبة الواحدة بين 30.000 و40.000 ليرة لبنانية.
تجارة السلاح
أمّا عن تجارة السلاح فحدّث ولا حرج. يقول أسعد خ. أحد تجّار السلاح: "هنا السلاح على أنواعه، والقطعة غير المتوافرة اليوم يمكن الإتيان بها غداً من بريتال، لكن مقابل ذلك عليك أن تدفع عمولة للرجل الذي سيجلبها، ونحن هنا نعطيك الأمان وصولاً الى منطقة المشرّفية أوالغبيري، وبعد ذلك عليك أن تتدبّر أمنك بنفسك" لا لشيء، فقط لأنّه مطلوب للعدالة.
ومن جهة أخرى يقول أحد المواطنين في حارة حريك "إنّ هناك مخزن أسلحة تمّ قصفه في حرب تمّوز، فعمد بعض أبناء الحيّ إلى سرقة ما تبقّى فيه من قطع لم تتعرّض للتخريب، فجرى إصلاحها ومن ثمّ بيعت لأشخاص محسوبين على الحزب"، وأكّد المواطن أنّ الذين ارتكبوا تلك السرقات هم اليوم في مراكز متقدّمة في "حزب الله".
وبحسب رواية بعض الأهالي، فإنّ الضاحية المقاومة المعروفة بصمودها لم تعد قائمة منذ انتهاء حرب تمّوز 2006، فالمال الذي دخل بوفرة الى المنطقة أفسد بعض أهلها، فبالإضافة الى تأثيره الإيجابي لجهة إعانة الناس وإعادة إعمار ما دمّرته إسرائيل، إلّا أنّ تأثيره السلبيّ كان أكثر بكثير، فهو تسبّب بنقمة بين أبناء الطائفة الشيعيّة في الضاحية وخارجها، حيث جعلها مقسومة الى فئتين: فئة شديدة البؤس والفقر نظراً لِما حلّ بها بعد حرب تمّوز 2006، وتكاد لا تخلو عائلة من ذكرى شهيد، فهذه فقدت النجل، وتلك فقدت الشقيق، أو الوالد، فالتشتّت والفقر لا يزالان القاسم المشترك بين هذه العائلات.
أمّا الفئة الثانية فحدِّث ولا حرج. أناسٌ تبدو عليهم مباهج الحياة، من خلال طريقة عيشهم التي انقلبت رأساً على عقب بعد تلك الحرب، فمَن كان يعمل أجيراً أصبح يملك اليوم مشروعه التجاريّ الخاص، ومَن كان عاملاً لدى شركة أمن خارج الضاحية، أضحى مسؤولاً عن مجموعة عناصر ما يسمّى بالانضباط التابعة لـ"حزب الله"، المعنيّة بتنظيم السير والمرور والحدّ من المشاكل بين أبناء الضاحية، وهؤلاء أيضاً ملزمون بتقديم التقارير اليوميّة إلى قياداتهم.
وكلّ ذلك يؤشّر الى انعدام وفقدان ما كان يسمّى بالطبقة الوسطى، فالناس هنا أصبحوا إمّا فقراء تحت "الأرض" وإمّا أغنياء فوق "الريح" وهو ما تجلّى بوضوح مع سقوط أولى منظومة "حزب الله" الماليّة صلاح عز الدين المتموّل الذي كان إعلان افلاسه بمثابة انهيار رأس جبل الجليد، والذي تكشّفت مع سقوطه ملايين الدولارات التي يمتلكها مئات السياسيّين داخل الحزب. وفي الضاحية فئة ثالثة غير معترف بها أصلاً، وهي من غير الطائفة الشيعيّة اضطرّت إلى مغادرة الضاحية الجنوبيّة بعدما دُمِّرت منازلها، وكانت شركة "وعد" وضعتها بين خيارين: إمّا أن يدفعوا للشركة ما تعطيهم إيّاه الدولة من مال لإكمال المشاريع التي تقوم بها، أو بيع ما يملكونه من أسهم لحساب هذه الشركة، لكنّهم فضّلوا الخيار الثاني على العودة إلى تلك المناطق نظراً إلى الجوّ الطائفي الذي تجدّد وأستعر مع انتهاء حرب تمّوز.
الأماكن المستحدثة
وما يلفتك في الضاحية المستجدّة كثرة الأماكن المستحدثة التي بُنيت على أراضٍ تعود ملكيتها للدولة اللبنانيّة المغيّبة كلّياً عن هذه المنطقة، فعند أوّل طريق بئر العبد كانت هناك أرض شاسعة يمارس عليها أولاد المنطقة لعبة كرة القدم، إلى أن جاء أحد المتنفّذين في "حزب الله" وحوّلها إلى منتجع سياحي، ومقهى بُني على أنقاض مبنى يدلّ اسمه على الـ 33، عدد أيّام حرب تمّوز.
أمّا الصدمة فهي مطعم "س ت" الذي يخلو من وجود العشّاق لكثرة الزوايا الدافئة بداخله، ولهؤلاء العشّاق وغير المتزوّجين مقاهٍ متميّزة عن بعضها يقصدونها ليلاً حيث اللحظات الحميمة مسموح بها من وقت إلى آخر، وغالباً ما يكون معظم روّاد تلك المطاعم من جيل الشباب. الملفت في هذه المطاعم غياب الشهادات الصحّية الصادرة عن وزارة الصحّة وغير المسجّلة لا في البلدية ولا في وزارة السياحة.
هل تمّ خرق "حزب الله" من قِبل المخابرات السيريلنكيّة؟
بعض السكّان المطّلعين على حال "حزب الله" والضاحية معاً يقولون: "إنّ ظاهرة تكاثر مقاهي الرصيف والمطاعم السريعة الخدمة هنا، تجعلك تدرك أنّ هناك مخطّطاً كان أعِدّ له سابقاً عنوانه الاكتفاء الذاتي، وكأنّ ما كان مقصوداً هو عزل بيروت اقتصاديّاً بعدما حلّ بها في 7 أيّار 2008، وقبله من احتلال وسطها، ما أدخله في منطقة النسيان من الذاكرة لفترة من الزمن قبل أن يُعاد إحياؤه".
ويؤكّد هؤلاء "أنّ الوعد الصادق تحوّل إلى "مُولات" ومقاهٍ وحدائق أطفال وأماكن للتسلية ومطاعم فخمة، وإلى خلاف بين الطائفة الواحدة بعدما قسمت نصفين، الأوّل رأس مالي بامتياز مدعوم من سياسيّي "حزب الله"، ونصف آخر أشبه بالمتسوّلين يعتاشون على الصدقات التي تقدّمها جمعيّة المبرّات الخيريّة الإسلاميّة وبعض المتموّلين الشيعة آخر كل شهر".
كثرة العملاء
واليوم، ما يزيد من تأزّم الوضع في الضاحية الجنوبيّة هو كثرة العملاء داخلها، وهنا تلفت أوساط مُطّلعة إلى أنّ "العملاء المعلن عنهم حتى الساعة هم أقلّ بكثير ممّا تخفيه قيادة حزب الله"، وتضيف مازحة "من يدري، قد يأتي يوم ويكتشف فيه الحزب بأنّه مخترق من قبل المخابرات السيريلانكيّة".
وفي المدّة الأخيرة ازدادت مطالب قيادة "حزب الله" وأمينه العام السيّد حسن نصرالله لجهة دعوة القوى الشرعيّة للعمل على إيجاد حلّ لتلك الظواهر المتفشّية داخل مجتمع لطالما وُصف بالمحصّن والمنضبط في جميع نواحيه، الأمر الذي اعتبرته بعض الأوساط نفسها بأنّه مصير محتوم لمنطقة غاب عنها منطق الدولة عشرات السنين قسراً لمصلحة منطق دويلة تنخرها سوسة المخدّرات والخوّات والفساد المالي.
وتجزم الأوساط أنّ "هناك أعداداً كبيرة من الناس بدأت فعلاً ببيع ممتلكاتها وعقاراتها بغية الخروج من الضاحية والسكن بعيداً عنها خوفاً على مصير أبنائها من تفشّي ظاهرة المخدّرات التي طاولت أبناء عائلات مشهود لها بتاريخها وبوضعها الاجتماعي العريق".
وتضيف أنّ"أكثر ما تخافه تلك العائلات هو التعرّض لشرف بناتها، حيث أصبحت حياتهنّ عرضة لابن هذه العشيرة أو تلك"، لافتةً إلى أنّ "هناك حالات زواج تمّت رغماً عن إرادة أهاليهنّ، وهو ما يحصل فعلاً في أكثر من منطقة في الضاحية وعلى وجه الخصوص في منطقتي الليلكي وحيّ السلّم". وفي المحصّلة، يبدو أنّ الأمن الاجتماعي بدأ فِعلاً بالانهيار والتداعي في هذه المنطقة الحسّاسة والمقفلة.
 
حملة دروز 8 آذار على جنبلاط تستحضر أجواء الـ 2005
إسترعت المواقف السياسيّة التصعيديّة من قِبل بعض القيادات الدرزيّة باتّجاه رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط اهتماماً لافتاً، وذلك على خلفيّة موقفه من دروز سوريا والنظام السوري بشكل عام.
جريدة الجمهورية..فادي عيد
هذا التصعيد من قِبل دروز فريق 8 آذار يذكّر بمرحلة ما بعد 2005، حيث شُنّت الحملات السياسية من قِبل حلفاء دمشق على رئيس جبهة النضال، وهنا ثمّة أجواء عليمة عن غليان سياسي درزي ـ درزي، إلى غضب سوري على جنبلاط وتواصل بين قيادات درزيّة ووجهاء وعائلات دروز سوريا، وهذا ما قام به مؤخّراً النائب طلال إرسلان خلال جولة على مدينة السويداء السوريّة وبعض قرى وبلدات جبل الدروز، الأمر الذي ترك انطباعاً سلبيّاً واستياءً بالغَين لدى جمهور وأنصار النائب وليد جنبلاط والغالبية الدرزيّة بشكل عام، حيث اعتبروا هذا التوقيت خاطئاً، ورسالة سورية إلى زعيم المختارة من قبل النائب إرسلان. وبالتالي لفت الهدوء الذي يسلكه رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب، حيث يُنقل ارتياح الهيئة الروحيّة للطائفة الدرزية لمواقفه، حتى لدى جمهور جنبلاط وداخل الأوساط الدرزية.
كذلك ثمّة معلومات بالغة الأهمّية، تشير إلى أنّ طرح وهّاب الذي يقول بضرورة حصول تسوية في الداخل اللبناني، وإصراره عليها كونها ترسي الاستقرار في هذه الظروف الصعبة والمصيريّة، فذلك بدأ يحظى بترحيب واهتمام الجهات المعنيّة، وهنالك أجواء عن اتّصالات تجري لهذه الغاية بعيداً عن الأضواء، باعتبار أنّ مبادرة وهّاب لبنانية وشخصيّة، بعيداً عن أيّ إيحاءات أو إملاءات من هذه الجهة أو تلك، خصوصاً أنّ إطلاق وهّاب لهذه التسوية تزامن مع مهادنة واضحة من قِبله تجاه الرئيس سعد الحريري ومعظم الأطراف اللبنانيّة، ربطاً بانتقاداته لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي ولوزراء في قوى الثامن من آذار، ولا سيّما منهم وزراء "التيّار العوني"، ناهيك أنّ الوزير وهّاب يرى أنّ الرئيس ميقاتي يدّعي أنّه لا يمكنه الخروج من سنّيته ويعمل على هذا الخطّ، في وقت أنّ السنّة بأكثريتهم عند الرئيس الحريري، وبالتالي فإنّ السياسة الميقاتيّة من خلال هذه المناورة أو هذا الأداء الذي يطبع حركة وسياسة رئيس الحكومة، لم تعد تنطلي على أحد ولا تجدي نفعاً.
وتالياً، تنقل المعلومات عن أوساط درزيّة ارتياحها للّقاء الإيجابي الذي عقد في كليمنصو بين النائب جنبلاط ورئيس حزب التوحيد، واتّفق خلاله على استقرار الجبل وإراحته والإبقاء على التواصل بين كلّ مكوّناته. وفي سياق متّصل تؤكّد أوساط وهّاب أنّ التشاور قائم بين سيّد المختارة و"حزب الله"، ومن الضروريّ الاستمرار في هذا التواصل بين كلّ قيادات وأحزاب ومكوّنات الجبل السياسيّة والروحيّة على مختلف تلاوينها، من هذا المنطلق باتت الساحة الدرزيّة عُرضة للتصعيد على خلفيّة موقف جنبلاط الأخير، حيث نأى وهّاب بنفسه عن الدخول في هذه "الحفلة" بعدما كان للنائب فادي الأعور والنائب السابق فيصل الداوود هجومٌ عنيف على زعيم المختارة إضافةً إلى ما قاله النائب إرسلان من سوريا، بمعنى "لا نريد نصائح من أحد"، غامزاً من قناة جنبلاط، إلى جولته مع بعض المشايخ في جبل العرب، وهذه الأوضاع باتت تثير القلق عند الهيئة الروحيّة والدروز الذين يسعون دائماً للحفاظ على البيت الداخلي، في وقت لوحظ عدم حصول أيّ ردّ من الأوساط المحيطة بالزعيم الجنبلاطي على هذه الحملات، لاسيّما على النائب إرسلان، واعتبارهم أنّها "لا تقدّم ولا تؤخّر"، و"لن يكون هنالك لا اليوم ولا غداً أيّ ردود على هؤلاء". وبالعودة إلى ما طرحه وهّاب من تسوية، توضح أوساطه أنّها لا تأتي على خلفيّة تفاعل الأحداث في سوريا، كما يرى البعض، بل حرصاً منه على الاستقرار، لا سيّما وأنّ التجارب في لبنان أثبتت أنّ التسويات هي الحلّ، وإنْ كانت أحياناً تأتي على حساب فريق أو جهة سياسيّة، لكن يبدو أنّ استقرار البلد أهم من حسابات الربح والخسارة، خصوصاً في هذه المرحلة بالذات، حيث يتنامى الخطاب المذهبي والطائفي، والمعاناة تحيط بالجميع، ممّا يبقي التسوية أفضل الحلول في هكذا أجواء مفصلية.
 
«الإتصال الطويل» بين الجميل وشيخ الأزهر
في حمأة الانشغالات بما آل إليه «الربيع العربي» على وقع الثورات الشعبية، لم يتنبّه كثير من اللبنانيين إلى الوثيقة التي أطلقها شيخ الأزهر الدكتور احمد الطيب تحت عنوان «الحرّيات الأساسية» لتكون أساس الدستور المصري الجديد. وحده الرئيس أمين الجميّل قرأها بتمعّن أكثر من مرّة قبل أن يتّصل به مهنّئا ومثمّنا شكلها والتوقيت والمضمون. لماذا؟
جريدة الجمهورية...جورج شاهين
قبل نحو عام تقريبا اطلق الجميّل نوعا من مبادرة حوارية بين الفاتيكان وشيخ الأزهر والكنيسة القبطية، فزار الأطراف الثلاثة عقب تفجير كنيسة القديسين ليلة رأس السنة عام 2011، داعيا إلى الحوار بين الأديان والحضارات بدل الصراع في ما بينها. قارئا في تفجير كنيسة القديسين كثيراً من المخاوف، متوجّساً من العملية التي استهدفت الكنيسة في ظروف معقّدة عاشتها مصر، ووجد فيها تعبيرا عن الفورة البركانية التي انفجرت في "ثورة 25 يناير" فأطاحت الرئيس حسني مبارك ونظامه بعد أسبوعين من انطلاقها.
وعلى هذه الخلفيّات دفعت وثيقة شيخ الأزهر في 8 كانون الثاني الجميّل الى تجديد الاتصال به امس مثمّنا ما تضمّنته، ومعتبرا انه وفى بوعده له عندما زاره في 17 تشرين الثاني الماضي، بالإضافة الى كلّ من الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي ووزير الخارجية المصري محمد كامل بعد أيام على أحداث شارع مسبيرو القاهري بين الجيش والأقباط باحثا عن وثيقة - إطار للثورات العربية لتطرح كما يريدها الجميّل "مقاربة عربية وإسلامية جديدة تصبّ في خانة حقوق الإنسان واحترام التعدّدية والتعايش بين الأديان والاعتراف بالآخر والمساواة وتوفّر نظرة منفتحة على العصر والعالم وتحذّر من التطرّف والتقوقع...".
ولذلك كيف يمكن أن يبقى الجميّل صامتا من دون أن يبادر الى الاتصال بـ "الشيخ الطيب" كما يسمّيه منذ أن تعزّزت العلاقات بينهما؟ فالوثيقة جاءت تلبية لأمانيه في أن تولد وثيقة عربية تتضمّن الشعارات وتؤكّد المبادئ التي نادى بها. ألم تأت وثيقة الأزهر بالعناوين عينها، وهي التي صدرت تحت عنوان "وثيقة الحرّيات الأساسية" والتي تضمن نسخة قريبة من الأهداف التي قصدها الجميّل وفيها ضمان "حرّية العقيدة والرأي والتعبير والبحث العلمي والفن والإبداع الأدبي". والأهم أنها طُرحت لتكون "أساساً يتضمّنه الدستور المصري الذي سيتمّ إعداده" كما أنها تعبّر عن "رؤية المؤسّسة الدينية المصرية الكبرى بالتعاون مع المثقفين والمفكّرين المصريين".
وعبّر الجميّل في الاتصال الطويل مع الطيب عن كثير من الفرح بالوثيقة "فوجد قلمه وفكره في كلّ سطر من سطورها، وهو يجهد ويستعدّ هذه الأيام لإعداد وثيقة مشابهة سيطلقها في المؤتمر الدولي الاستثنائي لـ "أحزاب الوسط" الذي تستضيفه الكتائب في 27 و28 الشهر الجاري في بيروت بحضور رؤساء وأمناء عامين لعشرات الأحزاب الأوروبية والشرق أوسطية والأميركية اللاتينية والأفريقية التي تشكل أعضاء في الأمانة العام لأحزاب الوسط في العالم، وذلك في ذكرى اليوبيل الـ75 الماسي لتأسيس الكتائب.
بالإضافة الى كلّ هذه العناصر التي دفعت الى هذا "الاتصال - الواجب" حسب ما وصفه الجميّل امام معاونيه ورفاقه رأى أنّ توقيتها بالإضافة الى شكلها ومضمونها يسكب عليها كثيراً من المعاني الكبيرة بخلفيّاتها الإنسانية والفكرية والسياسية والاجتماعية. ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
- ألم تأتِ الوثيقة في الذكرى السنوية الأولى للمبادرة التي قادها الجميّل بمرحلتها الأولى وقبل أيام قليلة على انطلاق ثورة 25 يناير وغداة الاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لتفجير كنيسة القديسين؟
- ألم تأتِ الوثيقة تزامنا مع البحث المصري الجدّي في الدستور الجديد؟ وألم يطلب شيخ الأزهر أن تكون وثيقة يترجمها الدستور المصري الجديد بما تضمّنته من أفكار ومبادئ لا يحيد عنها أيّ كائن بشري يعيش في عصر الربيع العربي الساعي الى شقّ الطريق الى الديموقراطية؟
- ألم تأتِ الوثيقة لتعطي الصورة الناصعة عن الوجه المضيء للإسلام في مواجهة الساعين الى ربطه بالإرهاب وكأنه من المصادر المؤدّية إليه؟
- ألم تأتِ الوثيقة لتؤكّد "وجود نصوص دينية قطعية وأصول دستورية وقانونية تكفل حرّية العقيدة وما يرتبط بها من حقّ المواطنة الكاملة للجميع، من دون أن يمسّ ذلك الحقّ في الحفاظ على العقائد السماوية وقداستها". بالإضافة إلى "الإقرار بحرّية إقامة الشعائر الدينية من دون عدوان على المشاعر أو المساس ... وبلا خلل بالنظام العام...".
- ألم تأتِ الوثيقة لتؤكّد أنّ حرّية الاعتقاد ترفض نزعات الاقصاء والتكفير وترفض التوجّهات التي تدين عقائد الآخرين.
- ألم تأتِ الوثيقة بسيل من الرسائل الى الداخل العربي والعالم الغربي الخارجي لتشدّد على "إسلام ديموقراطي منفتح يؤمن بـ "العودة الى سباق القوّة وعصر المعرفة بسلاح العلم والبحث العلمي لنهضة المجتمع وتطوير مراكز البحث والإنتاج العلمي... والقضاء على احتكار الغرب للتقدّم العلمي".
- وأخيرا ألم تأتِ الوثيقة بعد أن أفرزت صناديق الاقتراع المصرية سيطرة الإسلاميين من "الإخوان المسلمين" والسلفيين الذين باتوا أكثرية في البرلمان المصري الجديد ليرشدهم الى الحكم الصالح والرشيد.
تطول اللائحة التي استند إليها الجميّل في اتصاله مع الطيب وفي قرارة نفسه ارتياح كبير الى ما آلت إليه جهوده ساعيا الى الوثيقة - الإطار التي ترشد الثورات العربية الى "الربيع العربي الحقيقي" الذي يكفل الحرّية والمساواة وحرّية التعبير والمعتقد أمام العرب جميعا مسيحيين ومسلمين.
لكنّ المفارقة أنّ الجميّل انتظر أن تثمر مبادرته وثيقة تصدرها الجامعة العربية فجاءت من شيخ الأزهر، فللجامعة ظروفها التي جعلتها أسيرة الانتفاضات والثورات العربية ولم تتمكّن حتى اليوم من الالتفات الى النواحي الأخرى.
 
لبنان يستعدّ لاستقبال العاصفة الثلجيّة
تضرب لبنان اعتباراً من اليوم وعلى مدى الأيّام الثلاثة المقبلة، عاصفة ثلجيّة ترافقها موجة من الصقيع والأمطار الغزيرة وتساقط الثلوج على المرتفعات، وتشكّل الجليد في النهار.
جريدة الجمهورية...
أكّد المدير العام للأبحاث العلميّة والزراعيّة ميشال افرام في اتّصال مع "الجمهورية" أنّ "العاصفة ستستمرّ وستزداد حدّتها وبرودتها وستكون الرياح قويّة وتصل الى 80 كلم في الساعة مترافقة مع أمطار غزيزة وسيول وتساقط للثلوج على ارتفاع 800 متر".
وأشار افرام الى أنّ "العاصفة ستستمرّ أيّام الجمعة والسبت والاحد، وستشهد نهاية الأسبوع هطول أمطار متفرّقة وثلوج على ارتفاع 1200 متر، وتتجدّد العاصفة بقوّة أكثر مساء الاثنين المقبل، ولأيّام عدّة".
وعن التدابير للوقاية من أضرار العواصف، قال افرام: "طلبنا من أصحاب البيوت البلاستيكيّة وخصوصا في المناطق الساحليّة، الانتباه من اشتداد الرياح والعواصف، وفي المناطق الجبليّة الانتباه من تراكم الثلوج. كما طلبنا من صيّادي الأسماك الحذر والانتباه من حال البحر أيّام الخميس والاحد والاثنين المقبلة، ودعونا المواطنين إلى توخّي الحذر من السيول والعواصف والرياح القويّة".
وأعلن افرام أنّه "أرسل بيانات وتحذيرات للمراجع الأمنية من خطورة الطقس المقبل لاتّخاذ الاحتياطات اللازمة"، مستغرباً "تخوّف المواطنين وحال الذعر التي تصيبهم، مع أنّ مثل هذه العواصف سبق أن شهدها لبنان، وهي أمر عاديّ لا يستدعي التهافت على المحلّات والسوبّر ماركات للتزوّد بالمواد الغذائيّة، بل المطلوب الحذر في التنقّلات والسفر خصوصاً في المناطق الجبليّة".
من جهة أخرى واصل مركز جرف الثلوج في ضهر البيدر أعماله طيلة ليلة أمس لفتح طريق ضهر البيدر – شتورة التي كانت سالكة بصعوبة وشهدت زحمة سير بسبب تساقط الثلوج، وتعمل وزارة الأشغال على مواصلة فتح الطريق ابتداء من منطقة صوفر وطيلة الـ 24 ساعة.
وقبل وصول هذا المنخفض الجوّي، بدأت الاستعدادات لاستقبال العاصفة الثلجيّة، وفي هذا الإطار، أصدرت مديريّة قوى الأمن تعميماً لكلّ المخافر بالمناطق لتكون عناصرها موجودة على الطرقات، وتعمل على إنقاذ العالقين بالثلوج وإقفال الطرقات عند الضرورة، والتنسيق مع الهيئات والإدارات الرسميّة والبلديّات لفتح الطرقات، كما دعت المواطنين الى اتّخاذ الاحتياطات الوقائيّة كافّة عند قيادتهم في أحوال جوّية سيّئة.
إلى ذلك، تواكب وزارة الأشغال فرق العمل على الارض، إنْ كان على صعيد الطرقات الجبليّة أو الساحليّة.
هذا وقد وصلت العاصفة الى عكّار عند قرابة الرابعة من بعد ظهر أمس، مصحوبة بالامطار الغزيرة والرياح الباردة جبلاً وساحلاً، وتحوّلت بعض الطرقات الى بحيرات اصطناعيّة شكّلت مصيدة للسيارات.
وشكا المواطنون في الجبال من نقص مادة المازوت في بعض المحطّات أو احتكارها من البعض الآخر، وناشد الأهالي وزير الطاقة والمياه جبران باسيل تأمين التيّار الكهربائي.
وفي طرابلس، وبناء على القرار الصادر عن وزارة الداخلية والبلديات بتجهيز غرفة عمليّات مشتركة بين وزارة النقل والأشغال العامّة والبلديات، وضعت البلدية جهاز الطوارئ لديها في جهوزية تامّة تحسّباً لأيّ طارئ، ولا سيّما لجهة تأمين سلامة المواطنين على الطرقات العامّة، والتعاون الكامل مع جهاز الإطفاء في اتّحاد بلديات الفيحاء والأجهزة الأمنيّة وعناصر الجيش اللبناني بغية تقديم المساعدات في حال وقوع أيّ كارثة طبيعية.
وفي هذا الإطار، تفقّد رئيس بلدية طرابلس رئيس اتّحاد بلديات الفيحاء، نادر الغزال، وُرَش الطوارئ واطّلع على الجهوزية التامة للآليّات والعناصر، ووقف عند الإمكانات المتوافرة لديهم والتي من شأنها المساهمة في الحدّ من أضرار هذه العاصفة.
ووضع الغزال الرقم الساخن 431016/06 الأرضي بتصرّف المواطنين ضمن نطاق مدينة طرابلس إضافة الى الرقمين التاليين 001311 /03 و406589 /03 في حال الحاجة لطلب المساعدة.
أمّا في الجنوب، وبانتظار وصول العاصفة المتوقّعة، سيطر الصقيع والبرد القارس على المناطق الجنوبيّة من صيدا صعوداً حتى جزين وإقليم التفاح، وارتفاعا حتى النبطية ومرجعيون وحاصبيا وبنت جبيل والبلدات المحيطة التي تتوقّع أن يلفّها البياض وتتساقط عليها الثلوج، وهي التي ترتفع من 600 إلى 800 م عن سطح البحر.
أمّا الأمطار التي تساقطت فحوّلت العديد من الطرقات إلى برك مليئة بالمياه غاصت فيها السيّارات وتحوّلت الى منزلقات أدّت لانحراف آليّة للكتيبة الهنديّة في اليونيفيل على طريق حولا من دون إصابة أيّ من عناصرها، وجاءت الأضرار مادّية.
وأدّت المتساقطات الى ارتفاع منسوب الليطاني عند الخردلي وطير فلسيه وقعقعية الجسر، فيما تأثرت حركة الملاحة في مرفأي صيدا وصور، وارتفعت الأمواج الى محيط المرفأين وتوقّف صيّادو الأسماك عن الإبحار بسبب الامواج وتخوّفاً من العاصفة المنتظرة.

المصدر: مصادر مختلفة

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,577,616

عدد الزوار: 6,955,909

المتواجدون الآن: 61