عبد الله غل: انقطعت آخر خيوط التواصل مع الأسد.. ومصيره بيد شعبه...كلينتون: خطاب الأسد مثير للسخرية.. واستفزازات إيران مقلقة...«قافلة الحرية إلى سوريا» تنطلق من تركيا إلى المناطق المنكوبة

أنصاره رددوا: شبيحة إلى الأبد لعيون بشار الأسد

تاريخ الإضافة الجمعة 13 كانون الثاني 2012 - 5:30 ص    عدد الزيارات 2478    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

أنصاره رددوا: شبيحة إلى الأبد لعيون بشار الأسد
الرئيس السوري يظهر وسط أنصاره على طريقة القذافي * باريس تصعد بعد مقتل أحد صحافييها في حمص.. وواشنطن تأسف * النظام يواصل حملته الأمنية
جريدة الشرق الاوسط.... باريس: ميشال أبو نجم بيروت: يوسف دياب القاهرة: صلاح جمعة
في مشهد يذكر بالعقيد الليبي الراحل معمر القذافي ظهر الرئيس السوري بشار الأسد في شوارع دمشق أمس وتحديدا في ساحة الأمويين, مصطحبا زوجته أسماء واثنين من أبنائه الصغار لمخاطبة أنصاره. وخلال إلقاء الأسد كلمته، هتفت مجموعات منهم «شبيحة للأبد لعيونك بشار الأسد»، و«بالروح بالدم نفديك يا بشار»، في هتافات لم تختلف عن تلك التي أطلقتها عناصر «كتائب القذافي»، مهللة ومعاهدة «بالولاء له حتى الموت». وتواصلت أعمال العنف في سوريا أمس التي كان نتيجتها مقتل صحافي فرنسي أثناء قصف في حمص مما أثار غضبا فرنسيا حيث أدانت باريس بشدة مقتل الصحافي جيل جاكيه أثناء قيامه بعمله في مدينة حمص، بانفجار قنبلة وسط مجموعة من الصحافيين. كما أسفت واشنطن لمقتله.
وفي صفعة لنظام الأسد، استقال مراقب جزائري من بعثة مراقبي الجامعة العربية معلنا أن دمشق ترتكب جرائم حرب. وقال الجزائري أنور مالك «انسحبت من بعثة المراقبين العرب ببساطة لأنني وجدت نفسي أخدم النظام.. وفي الحقيقة الجرائم التي رأيتها فاقت جرائم الحرب».
وفي سياق آخر، كشف مسؤول في وزارة الخارجية التركية، أمس، عن أن «مسؤولي الجمارك في تركيا صادروا 4 شاحنات مسجلة في إيران للاشتباه في أنها تحمل مواد عسكرية إلى سوريا». وأكد المسؤول أنه «جرى توقيف الشاحنات في معبر كيليس الحدودي بين إيران وتركيا في وقت متأخر من ليل (أول من أمس) الثلاثاء». كما نقلت الإذاعة القبرصية عن الناطق باسم الحكومة ستيفانوس ستيفانو أن «سفينة تحمل 60 طنا من الذخيرة كانت متجهة إلى مدينة اللاذقية السورية، ورست في ميناء قبرص (أول من) أمس بسبب ارتفاع مستوى الأمواج، وسيسمح لها بمغادرة قبرص بعد تقديم تطمينات لحكومة نيقوسيا بأنها ستغير وجهتها».
عبد الله غل: انقطعت آخر خيوط التواصل مع الأسد.. ومصيره بيد شعبه

الرئيس التركي في حوار مع «الشرق الأوسط»: أحداث الربيع العربي لم تكن مفاجئة لي

ثائر عباس.. أعلن الرئيس التركي عبد الله غل «انقطاع خيط التواصل الأخير» مع الرئيس السوري بشار الأسد، معتبرا أن ما قدمه في خطابه الأخير «كان من الممكن أن تكون هناك مصداقية له قبل 6 أشهر، أو قبل سنة»، معتبرا أن ما يقوم به الآن «قليل جدا ومتأخر جدا». ونفى الرئيس التركي في حوار مع «الشرق الأوسط» أن تكون بلاده تخلت عن السوريين، مشددا على أن بلاده تؤيد مطالب الشعب السوري المشروعة.
وإذ أشار إلى أن لا حوار مع الأسد، قال إن أمر قيادته للإصلاح هو بيد الشعب السوري وحده، وتركيا لا تملي على أحد ما يفعله أو لا يفعله، لكنه أشار إلى أن أنقرة «تشاطر المعارضة السورية بعض الأفكار».
ووجه غل انتقادات عنيفة لسياسة «قمع المطالب بالدبابات والأسلحة الثقيلة»، قائلا «عندما انهار جدار الخوف، بدأت الجماهير تنزل إلى الشوارع، وبدأت تطالب بمطالبها المشروعة. عندما تبدأون بقمع المطالب بالدبابات والأسلحة الثقيلة، سوف يكون رد الفعل المقابل قويا أيضا».
وإذ أبدى خشيته من وجود من يحضر لحرب أهلية في كل من العراق وسوريا، أكد ثقته بقدرة «القوى الوطنية والساسة في البلدين على تجاوز الأزمة وتجنبها». وأبدى غل أيضا قلق بلاده واستنكارها «العمليات الإرهابية في العراق أيا كان مصدرها، وأيا كانت أسبابها»، مؤكدا أن بلاده تنظر إلى جميع الأطياف العراقية - كما في سوريا - على نفس المستوى، فلا تؤيد حزبا على آخر أو طائفة على أخرى أو فريقا على آخر، بل نريد أن ينعم الكل بالتوافق». وفي ما يأتي نص الحوار:
* في عهدكم، عدتك للاتجاه نحو الشرق، فما هي نتائج هذا الانفتاح؟
- هذا مهم جدا، وهذا هو سر نجاحنا في تركيا، بأن نحافظ على تقاليدنا وتعاليم الدين الإسلامي، كما أننا متصالحون مع أنفسنا ومع تاريخنا ومع قيمنا التاريخية والدينية أيضا. ونحن متصالحون أيضا مع الشعور العام الطاغي في تركيا مع هذه الاتجاهات. يقال لنا إننا أصبحنا في موضع بحيث احتضنت الدولة والشعب بعضهما البعض. كما قمنا بدور كبير في أن تحتضن تركيا محيطها. أصبحنا بلدا يهتم بمنطقته، وقد رسخنا هذه الثوابت في علاقتنا مع هذه الدول، وشعرت الدول العربية - وأيضا دول المنطقة - بمفهومنا حول هذا الموضوع، لذلك كان هناك أيضا عناق بين هذه الدول وتركيا.
* هل لا تزال تركيا تشعر بما يقال إنه «الغدر» الذي أصيبت به من العالم العربي؟
- لا أعتقد ذلك. عشنا فترة طويلة جدا مع الشعوب العربية. قد تكون هناك مجموعة من الأفكار التي طرحت على الناشئة سواء عندنا أو في العالم العربي، لكن هذه قضايا وقتية أصبحت ملكا للماضي. يجب أن نثق بأنفسنا وبثوابتنا أيضا. لقد عشنا مع هذا الشعب فترة طويلة جدا، وكان تعايشنا على أفضل الوجوه، ولذلك يجب أن تشعر الأجيال الجديدة بنعمة هذا الوضع.
* ماذا تريدون من العالم العربي؟
- هناك دول في المنطقة العربية، نريد لها أن تكون قوية منيعة، وأن تكون شعوبها مرفهة تتطلع إلى مستقبل أفضل. ولكي أوضح كيف تكون السعادة، أقول إنه يجب أن يسود السلام والاستقرار في هذه المنطقة، لكي تنعم هذه الشعوب بالاستقرار والسلام والرخاء. كلما كان الاستقرار في هذه المنطقة متوطدا، وكلما كانت أوضاع هذه الدول متينة، تكون أوضاع المنطقة كلها متينة. هناك الكثير من الموارد الطبيعية والموارد البشرية التي لم يتم التعاطي معها بالشكل الصحيح في أثناء الأزمات التي مرت بها المنطقة. ولذلك نهتم كثيرا بعاملي الاستقرار والسلام في المنطقة، وهما عاملان يجب أن يسودا لكي تنعم هذه الشعوب بمواردها.
* في موضوع جارتكم الجنوبية سوريا، هناك من يطمح إلى دور كبير لكم، إلى درجة أن البعض أحس بخيبة الأمل من أنكم لم تكونوا على مستوى طموحاته..
- أسسنا علاقات طبيعية وصادقة مع سوريا في السنوات العشر الأخيرة لأن لنا حدودا بـ900 كيلومتر مع سوريا، والشعب السوري نعتبره شقيقا وصديقا وجارا، من دون أن نميز بين أي من أطيافه. كنا صادقين في طروحاتنا حول هذه المواضيع مع الإخوة في سوريا. نحن لسنا بلدا - ولست زعيما - من النوع الذي يفرض آراءه على الآخرين، ويملي على الآخرين ما يجب أن يعملوه. عندما تحدثنا معهم، كنا نتحدث دائما عما فعلناه نحن في بلدنا، وكيف توصلنا إلى إصلاحات معينة وكيف توصلنا إلى هذه الإصلاحات. وقلنا إنه لا تزال هناك نواقص يجب أن نتداركها ونعمل في هذا الاتجاه.
بهذا المفهوم تحدثنا مع القيادة السورية، وعلى رأسها الرئيس بشار الأسد. قلنا لهم إنه يجب أن تعملوا على هذه الإصلاحات في بيتكم الداخلي لكي ينعم الشعب السوري بالرخاء والسعادة وتكون سوريا دولة قوية، فيجب أن تبادروا إلى هذه الإصلاحات من جانبكم.
لم تكن الأحداث الأخيرة قد وقعت في هذه المنطقة عندما كنا نتحدث في هذه الأمور منذ سنوات كثيرة، ولذلك لم تكن هذه الأحداث مفاجئة لي، فقد كانت متوقعة جدا في العالم العربي. في عام 2003 وفي خطاب ألقيته أمام منظمة التعاون الإسلامي في طهران، قلت إنه يجب أن نصلح بيتنا الداخلي ويجب أن نعمل على إزالة جميع القضايا الموجودة في منازلنا، وإلا فسوف يكون هناك انفجار شعبي، أو يكون هناك تدخل خارجي في هذا الموضوع.
في عالم يسود فيه التواصل الاجتماعي من الإنترنت والهواتف الجوالة ومواقع التواصل الاجتماعي، لا يمكن أن تخبئ ماذا يجري في هذا البلد أو في هذه المنطقة، ولا يمكن التستر على أخطاء ترتكب هنا أو هناك. كنا نتمنى أن يقود الرئيس الأسد بنفسه هذه الإصلاحات، وأن يقوم بنقلة نوعية في البلاد، بحيث تتم هذه الإصلاحات بشكل حقيقي وبناء. وكنا نعتقد أن هذا الأمر يمكن أن يحصل في سوريا. ولكن كما رأيتم، عندما انهار جدار الخوف بدأت الجماهير تنزل إلى الشوارع، وبدأت تطالب بمطالبها المشروعة. عندما تبدأون بقمع المطالب بالدبابات والأسلحة الثقيلة، فسوف يكون رد الفعل المقابل قويا أيضا. نحن مع الشعب السوري، ومع المطالب المشروعة.
* ما رأيك في خطاب الرئيس الأسد الاخير، هل لا يزال هناك أمل في الإصلاح معه؟
- لقد اطلعت على مقتطفات منه، وعلى خطوطه الرئيسية. لقد كان من الممكن أن تكون هناك مصداقية لهذه الجمل، قبل 6 أشهر، أو قبل سنة. نحن بذلنا ما في وسعنا في هذا المجال، وقمنا بحث الإدارة السورية على الاستجابة لمطلب الشعب، لكني أرى أن ما يقوم به الآن هو قليل جدا ومتأخر جدا.
* هل لا يزال من الممكن للأسد قيادة الإصلاح؟
- هذا أمر يعود للشعب السوري، وهذا الشعب هو من يجب أن يقرر في هذا الموضوع. لسنا في موقع من يملي إرادته ورأيه على الشعب السوري، فهذا شأنه وهو وحده من يقرر فيه. نريد أن نرى الشعب السوري بجميع أطيافه سعيدا متنعما، وأن نرى الدولة السورية قوية.
* هل انقطع خيط التواصل الأخير بينكم وبين الأسد؟
- نعم.. للأسف نعم.
* ما الذي يمكن أن تقوم به تركيا لمساعدة الشعب السوري؟
- مقاربتنا إنسانية لأمور الشعب السوري، وكذلك نتشاطر معهم أيضا جزءا من أفكارنا.
* كيف تنظرون إلى الوضع العراقي حاليا في ضوء التوترات الأخيرة؟
- عندما نرى العمليات الإرهابية في العراق نشعر بالقلق ونستنكر هذه الأعمال الإجرامية أيا كان مصدرها، وأيا كانت أسبابها. نشعر بأن جميع الأطياف العراقية - كما في سوريا - هي شقيقة وصديقة ونريد لها أن تنعم بالأمن والاستقرار، ونظرتنا إليهم جميعا هي على نفس المستوى، فلا نؤيد حزبا على آخر أو طائفة على أخرى أو فريقا على آخر، بل نريد أن ينعم الكل بالتوافق.
بعد انسحاب القوات الأميركية، حصلت توترات في الساحة السياسية، وهذه أمور مؤسفة. كان المفروض بعد انسحاب القوات الأميركية أن تكون هناك روح الاحتفال، وأن يكون هناك تماسك وتعاون وتعاضد بين جميع الفئات العراقية. المفروض أن يعي العراقيون أيضا أهمية وحدتهم وتماسكهم. وبعد انسحاب القوات الأميركية والقوات الأجنبية كان من المفروض أن يستظلوا بهذه الوحدة، لأننا نشعر بأنهم جميعا، سنة وشيعة وعربا وأكرادا وتركمانا وآخرين أيضا، أن يكونوا على مستوى المسؤولية في بناء العراق الموحد. لقد عاني العراقيون منذ الحرب العراقية - الإيرانية وحرب الخليج الأولى من مصاعب وعذاب. ولذلك بعد كل هذا، وبعد أن وصلوا إلى هذه المرحلة، يجب أن يكونوا في وضع ينقذون من خلاله بلدهم، وإلا فسوف تكون عليهم المسؤولية.
* هل تخشون الحرب الأهلية في العراق وفي سوريا؟
- نتمنى ألا يحدث ذلك. هناك أمور تدفع في هذه الاتجاهات، نتمنى ألا تحدث. وفي الوقت نفسه، نأمل أن يرتقي القادة العراقيون والسوريون وألا يفسحوا في المجال أمام هذه المخاوف لأن تتحول إلى واقع. يمكن أن يكون هناك من يحرض على هذا من خلايا معينة، أو من عصابات إرهابية في العراق، أو من الذين لا يريدون لسوريا أو للعراق أن ينعما بالأمن والاستقرار، لكني أثق بالساسة والقوى الوطنية في هذه المنطقة، وفي حكمتهم ودهائهم لتجنب جميع هذه المشاكل.
* كيف تنظرون إلى الأزمة القائمة مع فرنسا؟
- ما نعرفه عن فرنسا أنها موطن الحريات الفكرية والأدبية وما إلى ذلك، لكن ما يجري الآن من تحركات مشبوهة، ستؤدي إلى معاقبة أي شخص يخرج عن الموقف الرسمي الفرنسي، حتى ولو كان عالما أو مؤرخا، وهذا أمر لا طائل منه. في بلدنا، قد تكون هناك أفكار ومبادئ تتناقض مع مفاهيم الدولة، أو مفاهيمي الشخصية. لكن نحن نتعاطى مع هذه المواقف باحترام، حتى لو كانت تتعارض مع ما نفكر فيه. لكن في فرنسا سيكون هذا الأمر محرما. يقول الأرمن إن الأتراك أبادوهم عام 1915 لكونهم من الأرمن. ونحن نقول إن هذه ليست إبادة إنما وقائع تاريخية، هناك أمور حصلت في ذلك الوقت عندما كانت الدولة التركية تحارب على 7 جبهات من فرنسا وإنجلترا وروسيا وغيرهم، قامت قوى روسية بتحريض قسم من الأرمن للقيام بأعمال تخل بالأمن العام، وتم التعامل معهم، وليس عن طريق الإبادة. بطبيعة الحال، كانت هناك الآم متبادلة عاناها المسلمون الأتراك، وكذلك الأرمن، لكن الأتراك عانوا أكثر من أي أحد آخر من خلال ظروف الحرب العالمية الأولى. الكثير من العواصم الأوروبية كانت مدنا إسلامية، وقد عانى المسلمون كثيرا في تلك الفترة، ونزح أكثر من 500 ألف نتيجة الحروب. في دول البلقان، قتل 3 ملايين شخص ونزح مثلهم، وكذلك في جبهة القوقاز أيضا، أين هؤلاء المسلمون الآن؟ نحن لا نعلم أولادنا وأجيالنا الجديدة الحقد والمشاعر السلبية حيال كل ما جرى في البلدان التي كانت الإمبراطورية العثمانية فيها. لا نعلمهم مبدأ العنف والحقد والكره. ونقول بصراحة للأرمن إنهم إذا كانوا راغبين في ذلك، أن نؤلف لجنة مشتركة ونفتح أرشيفنا بأكمله ونقبل بنتائج البحوث التاريخية التي ستجري. لقد فتحنا جميع ملفاتنا وأرشيفنا بحيث يطلع عليها أي أرميني أو عربي، أو أي شخص آخر، بما في ذلك الملفات العسكرية التي كانت موجودة.
* هل ستنفذون عقوبات على فرنسا في حال إقرار المشروع؟
- بطبيعة الحال، سيكون هناك تأثير على علاقاتنا.
* قطع العلاقات الدبلوماسية؟
- علاقاتنا على مختلف الأصعدة سوف تتأثر جراء هذه المسألة.
الرئيس السوري يظهر بين مناصريه لدقائق في ساحة الأمويين مذكرا بإطلالات القذافي

مناصروه هتفوا: «شبيحة للأبد لعيونك بشار الأسد».. ومعارضون تحدثوا عن إعداد مسبق لظهوره

لندن – بيروت: «الشرق الأوسط».. للمرة الأولى منذ تبوئه سدة الرئاسة، تخلى الرئيس السوري بشار الأسد عن مخاطبة شعبه من داخل القاعات المغلقة، ونزل إلى الشارع ليخاطبه وجها لوجه، بعد أن اعتاد الأسد الابن على مدى 12 عاما على إلقاء خطاباته إما في مجلس الشعب وإما في جامعة دمشق، ليقتصر جمهور مشاهديه عن قرب على قيادات حزب البعث ومسؤولي الدولة.
وبدا واضحا أن خروج الأسد أمس، في ساحة الأمويين وسط دمشق مصطحبا زوجته أسماء واثنين من أولاده الصغار، قد تم «التخطيط له مسبقا بدقة من قبل أجهزة النظام السوري»، وفقا لما أكده ناشطون لـ«الشرق الأوسط»، إذ «تم حشد مسيرة مؤيدة عبر إصدار تعميمات لجميع الدوائر الحكومية تجبر الموظفين على المشاركة في التجمع الذي تم الإعداد له منذ الصباح الباكر».
وأحاطت مجموعات من المشاركين، بينهم فتيات بالمنصة الرئيسية، التي ألقى منها الأسد خطابه، مما جعل جمهور ساحة الأمويين ينقسم وفق أحد الناشطين إلى قسمين: «الأول ممن أجبروا على الحضور من موظفين وعاملين في مؤسسات الدولة، والثاني من (الشبيحة) الذين تحلقوا حول الأسد وهتفوا له».
وتندر سوريون كثر على إطلالة الأسد وخطابه، وربطوا بينها وبين مشهد العقيد الليبي معمر القذافي، عندما وقف في الخامس والعشرين من فبراير (شباط) الماضي، قبل أشهر على انتصار الثورة الليبية، على أحد الأسطح المقابلة للساحة الخضراء، حيث ألقى خطابا حماسيا، مؤكدا الاستمرار في مواجهة من سماهم آنذاك «بالجرذان الضالة».
وعلى غرار قول القذافي لمناصريه آنذاك: «نحن العزة والكرامة والتاريخ التي ركعت إيطاليا، وابننا عمر المختار رجل الغابة والثورة، والتي جعلت ليبيا في القمة والعلاء علي شعوب العالم»، راح الأسد يتفاخر بمدينة دمشق واصفا إياها «بعاصمة المقاومة والتاريخ، ولمن لا يقرأ التاريخ ليتعلم منها وعاصمة الحضارة، التي تعطي الحضارة لمن لا يمتلكها».
وأضاف الأسد في خطابه الذي لم يتجاوز الدقائق: «أردت أن أكون معكم لأوجه الشكر لكم ولأبنائكم وأبث محبتي لكل مواطن سوري خرج في كل ساحة وفي كل حي وكل جامع ومدرسة وجامعة»، ليختم كلامه قائلا «نحن نمتلك الثقة بالمستقبل وأمتلكها بكم، ومن خلالكم لأننا سننتصر من دون أدنى شك على المؤامرة».
وخلال إلقاء الأسد كلمته، هتفت مجموعات من الملتفين حوله «شبيحة للأبد لعيونك بشار الأسد»، و«بالروح بالدم نفديك يا بشار»، في هتافات لم تختلف عن تلك التي أطلقتها عناصر «كتائب القذافي»، مهللة ومعاهدة «بالولاء له حتى الموت».
وجاء ظهور الأسد في ساحة الأمويين بعد 24 ساعة على إلقائه خطابا تلفزيونيا في جامعة دمشق، خيب خلاله آمال السوريين، الذين كانوا ينتظرون إعلان تنحيه.
وقال محمد، أحد أعضاء تنسيقية ريف دمشق، لـ«الشرق الأوسط»، إن «ظهور الأسد في هذا الوقت تحديدا، وسط مسيرة مؤيدة، هو دليل دامغ على أن النظام السوري في المرحلة الأخيرة من سقوطه»، مشيرا إلى أن «هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها الأسد مع مناصريه، وهذه إشارة للمأزق الذي وصلت له الدائرة الحاكمة في دمشق».
وأعرب عن اعتقاده أن «ثمة قرارا بالمواجهة اتخذه النظام السوري بعد أن أوقع البلد في أزمة عصية على الحل، بسبب سياساته الغبية وممارساته الوحشية ضد الشعب السوري». واعتبر أن «الظهور الشعبي للرئيس ما هو إلا إحدى علامات أسلوب المواجهة التي سيتبعه نظام الأسد بطرق أشد شراسة من السابق»، مشددا على أن «الأسد اختار الظهور وفق سيناريو مدروس من قبل الأجهزة الأمنية، ورغم ذلك لم يتجرأ على الوقوف أمام شعبه سوى بضع دقائق، وبوجود حماية أمنية مكثفة».
وسأل أحد الناشطين السوريين: «لماذا لا يظهر الأسد في مدينة حمص في بابا عمرو أو في دير بعلبة حيث تقتل عناصره الأطفال وتنكّل بالأهالي». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لماذا اختار دمشق وساحة الأمويين المحاصرة من قبل عناصر الأمن؟»، ليستنتج أنه «لم يبق للأسد في سوريا سوى ساحة صغيرة والقليل من الشبيحة الذين يحمونه ويقفون معه بدافع المصلحة، لأن الشعب ضده في المدن كلها، والثورة السورية انتصرت ونظام الأسد يتحشرج كميت يلفظ أنفاسه الأخيرة».
وفي حين احتفى الإعلام السوري الرسمي بظهور الأسد، معتبرا أنه «فاجأ مناصريه» وأكد «الانتصار على المؤامرة ضد سوريا»، شن معارضون سوريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» هجوما ساخرا على الأسد، حيث اعتبر أحدهم أن «الأسد يقلد حسن نصر الله حين يظهر فجأة أمام مناصريه ويخطب لهم»، مشيرا إلى أن «عدم وضعه كرافتة محاولة لتقليد أحمدي نجاد، الحليف الوحيد».
وكتب ناشط آخر: «سننتظر ظهور الأسد وهو يحمل المظلة ويقول: أنا هنا، كما فعل القذافي». ونصح معارض ثالث الرئيس السوري بأن «يبدأ ببث خطاباته بالصوت فقط، لأن مكانه في المرحلة المقبلة، لن يكون معروفا، والشعب السوري سيلاحقه ويحاكمه هو وعائلته المجرمة».
«شبيحة للأبد نحن جنودك يا أسد»، بذلك هتف مؤيدو الرئيس السوري بشار الأسد المحتشدون في ساحة الأمويين في مسيرة دعت إليها فعاليات اقتصادية عبر رسائل «إس إم إس» وفي صفحات «فيس بوك».
وكان لافتا أن تنقل الشاشات السورية أصوات هتافات المسيرة الحاشدة في الأمويين وهم يعلنون الولاء للرئيس الأسد ولابن خاله رجل الأعمال رامي مخلوف الذي لا يشغل أي منصب رسمي بالإضافة لإعلان الوفاء لإيران وحزب الله من خلال الشعارات التي رددها المحتشدون.
واعتبر ناشطون ظهور الأسد مع عائلته في ساحة الأمويين وترداد الحشود لهتافات التشبيح وشرب الدماء وشعارات تؤكد الولاء لرامي مخلوف رجل الأعمال الذي لا يشغل منصبا رسميا «اعترافا من النظام بأنه نظام عصابات عائلي»، بحسب ما كتبه ناشط على صفحته في موقع «فيس بوك»، بينما رأى الناشط بكر، أن «الأسد يكرر سيناريو القذافي من حيث الظهور في الساحة الخضراء». واقترح أحمد على الأسد، أن يكون موجودا عفويا بين شعبه في الخالدية أو بابا عمرو.. أو بين مشيعي الشهداء الـ18 أمس في دير الزور».
باريس تدين بقوة مقتل الصحافي الفرنسي أثناء قيامه بعمله

ساركوزي وجوبيه يطالبان بالتحقيق.. والمعارضة تتهم النظام

باريس: ميشال أبو نجم بروكسل: عبد الله مصطفى لندن: «الشرق الأوسط» ... أدانت فرنسا بقوة مقتل الصحافي الفرنسي جيل جاكيه أثناء قيامه بعمله في مدينة حمص الواقعة وسط سوريا بانفجار قنبلة وسط مجموعة من الصحافيين. وطالبت باريس بلسان رئيس الجمهورية نيكولا ساركوزي السلطات السورية بأن تقوم بكشف كافة ملابسات الحادث و«إلقاء الضوء على الظروف التي أحاطت بمقتل الصحافي الذي كان يقوم بعمله»، مثلما جاء في بيان صادر عن قصر الإليزيه. وأعرب ساركوزي عن «الكثير من الحزن والأسى» بسبب مقتل جاكيه الذي هو الصحافي الأجنبي الأول الذي يسقط منذ اندلاع الأحداث في سوريا قبل عشرة أشهر. ووصف ساركوزي جاكيه بـ«الرجل الشجاع» لأنه عاند من أجل نقل حقيقة ما يحصل في سوريا. وحرصت إدارة الشبكة الثانية في التلفزيون الفرنسي على القول إن السلطات السورية سمحت للصحافي بدخول سوريا وبالتوجه إلى حمص في إطار مجموعة من الصحافيين. وكما الرئيس ساركوزي، فقد طالب وزير الخارجية آلان جوبيه في بيان صادر عنه السلطات السورية بالقيام بتحقيق «من أجل جلاء ظروف المأساة». وجاء في البيان أن باريس «تدين بقوة هذا العمل القبيح»، داعيا السلطات السورية إلى ضمان أمن وسلامة الصحافيين العالميين الموجودين على أراضيها، وكذلك «حماية هذه الحرية الأساسية» التي هي حرية الإعلام. وجدير بالذكر أن مطلب دخول وتجول الإعلام على الأراضي السورية هو أحد البنود التي نصت عليها المبادرة العربية.
وكان جاكيه يقوم بتحقيق ريبورتاج لبرنامج «المبعوث الخاص» الذي يبث منذ سنوات على الشبكة الثانية، والذي يحظى بسمعة جيدة. وبحسب التصريحات التي أدلى بها مصور يعمل لصالح وكالة الصحافة الفرنسية، فإن جاكيه قتل عندما وقعت قذيفة على مجموعة من الصحافيين. وجرح في الحادث مصور هولندي مستقل اسمه ستيفن فاسونار. وكانت رفيقة درب جاكيه موجودة في مكان الحادث. ونقلت الوكالة عن المصور المذكور أن المجموعة «وصلت إلى حمص محاطة بالأمن وبممثلي المحافظة»، وأن الصحافيين «أصروا جميعا على الخروج لرؤية ما يحصل». وبحسب إفادته، فإن السلطات قررت نقلهم إلى حي الحضارة حيث وقعت القذائف، وإن المجموعة أصيبت بقذيفة عندما كانت تنزل من على سطح مبنى. وكان جاكيه مضرجا بدمائه أمام مدخل المبنى بفعل سقوط القذيفة. وبحسب الصحافي في وكالة الأنباء الفرنسية، فإن متظاهرين موالين للرئيس السوري بشار الأسد كانوا متجمعين أيضا أمام المبنى. وفيما حمل التلفزيون السوري «مجموعة إرهابية» مسؤولية ما حصل، دعت منظمة «صحافيون بلا حدود» السلطات السورية إلى فتح تحقيق «بمشاركة المراقبين العرب»، كما أنها نددت بعجز السلطات السورية عن توفير مناخ آمن ومناسب لعمل الصحافيين في سوريا.
ومن جانبه، دعا المعهد الدولي للصحافة الموجود في فيينا كل الأطراف السورية إلى احترام حرية تحرك الصحافيين وتوفير بيئة آمنة لقيامهم بمهمتهم.
وأثار مقتل الصحافي الفرنسي التلفزيوني جيل جاكيه موجة من التأثر في فرنسا، خصوصا في الوسط الصحافي الذي انضم إليه في عام 1989. وخلال السنوات العشرين المنقضية، غطى جاكيه المولود عام 1968 غالبية بؤر النزاعات المندلعة عبر العالم متنقلا من كوسوفو إلى أفغانستان وفلسطين والجزائر وجنوب أفريقيا ثم لاحقا في بلدان الربيع العربي. وقبل ذلك، كان شاهدا على ما حصل في زائير وساحل العاج وهاييتي والعراق.. لكن الكاميرا التي كان يحملها ويعتبرها صوته إلى المشاهد لم يحصرها فقط في تصوير الحروب والنزاعات بل اهتم كذلك بمهرجانات السينما والألعاب الأولمبية. وكان ينقل عن هذا الصحافي الذي انضم إلى التلفزيون الفرنسي قبل سنوات أنه «عاشر الموت عن قرب»، لكثرة ما رأى وعاين من جثث وضحايا.
ومن جهتها قالت مصادر إعلامية بلجيكية إن فريقا من الصحافيين والفنيين يضن خمسة أفراد تابعين لمحطة التلفزة البلجيكية الفلامنية «في آر تي» كانوا بين المجموعة الإعلامية التي تعرضت لهجوم تفجيري في مدينة حمص بسوريا، وإن هناك قتيلا وجريحا آخر من بين الصحافيين، بينما وصل إجمالي القتلى لـ7 أشخاص والمصابين لـ25 شخصا.
وقالت إدارة التلفزة البلجيكية إن طاقمها المكون من صحافيين وثلاثة فنيين للتصوير والصوت بخير ووصلوا إلى الفندق المخصص لإقامتهم في حمص ويستعدون للمغادرة إلى دمشق، وقال مدير إدارة الأخبار في التلفزة البلجيكية إن الطاقم بكامله سيعود إلى بلجيكا في أقرب وقت ممكن.
وأكدت قناة «تلفزيون الدنيا» المحلية الموالية للنظام مقتل الصحافي الفرنسي بالإضافة لثمانية آخرين، وقالت إنهم «قضوا في هجوم في حمص في حي الزهراء»، وعرضت مشاهد مما قالت إنه «من الجريمة الإرهابية التي شهدها حي عكرمة في حمص باستهداف المواطنين ووفد إعلامي أجنبي وأسفرت عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى».
ويشار إلى أن حي عكرمة في حمص من الأحياء الموالية للنظام، ويسكنه خليط من العلويين والمسيحيين من أبناء الريف الوافدين إلى حمص مع لاجئين فلسطينيين، وقال ناشطون إنه من الصعب دخول الحي من قبل المناهضين للنظام حيث يخضع لعملية تفتيش دقيقة، كما وصف الناشط السوري الحمصي عمر إدلبي الحي بـ«قلعة أمنية» وأن «معظم سكانه من المؤيدين للنظام، والدخول إليه يحتاج إلى الخضوع لإجراءات تشبه ما يحتاجه الدخول إلى فرع أمن».
وقالت مصادر محلية في حمص إن قوات الأمن والجيش اقتحمت عدة أحياء في حمص مع شن تعنيف وضرب للمارين في سوق الحشيش وفي ساحة الساعة وحي الخالدية ظهر أمس، وذلك بعد أن قام مجموعة من الشباب المناهضين للنظام بمناوشات عند حاجز طيار مستخدمين ألعابا نارية لمنع خروج مسيرة مؤيدة، ما أثار غضب عناصر قوات الأمن والجيش فقاموا باستباحة الناس في الشوارع وجرى تكسير بطاقاتهم الشخصية، والتي عادة تتم مع المعتقلين والمشبوهين كإشارة تدل عليهم بشكل دائم. ونفت تلك المصادر المحلية لـ«الشرق الأوسط» ما قيل عن سقوط قذائف «آر بي جي» أو قذائف «هاون» في حي عكرمة وشككوا في صحة كل تلك الروايات. وتصاعد توتر الأوضاع مع الإعلان عن سقوط الصحافي الفرنسي وإصابة المصور، واتهمت المعارضة النظام السوري بتدبير الهجوم بهدف منع الصحافيين الأجانب من القدوم إلى سوريا، ولفت حيان وهو ناشط من حمص «إلى أن عددا من المراسلين والصحافيين الأجانب الذين تسللوا إلى البلاد دون علم السلطات خلال الأشهر الماضية وتمكنوا من إعداد تقارير عن الثورة والتقوا الثوار ومنهم من التقى مع جنود الجيش الحر لم يتعرضوا للأذى، بينما الصحافي الفرنسي الذي دخل بتنسيق مع السلطات تعرض للقتل»، وفي المقابل اتهم الموالون العصابات الإرهابية المسلحة بمهاجمة حي عكرمة وقتل الصحافي أثناء الهجوم.
معارض سوري: العرب وحدهم لا يملكون القدرة على وقف القتل

الحمصي: نظام الأسد يعيش على أكسجين السلاح

جريدة الشرق الاوسط.... القاهرة: أحمد الطاهري... أمام أحد فنادق القاهرة الفاخرة، حيث تعقد اللجنة العربية المعنية بالأزمة في سوريا اجتماعاتها، صرخ مناديا مطالبا بالحرية لشعبه، متظاهرا ضد قرارات الجامعة العربية التي رآها مخيبة لآماله وآمال الشعب السوري، ما دعاه في النهاية لاقتحام المؤتمر الصحافي لأمين الجامعة العربية نبيل العربي عقب اجتماع الوزراء العرب بشأن سوريا قبل عدة أيام. إنه المعارض السوري مأمون الحمصي الذي وقف موجها رسالة إلى الجميع، محذرا من النفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة ودعمها اللامحدود للنظام السوري للتغلب على أزمته السياسية الطاحنة بقوة السلاح. وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أكد الحمصي أن التدخل الدولي في بلاده هو الدواء المر للداء الخبيث الذي تعاني منه سوريا، مشيرا إلى أن العرب وحدهم لا يملكون القدرة على وقف القتل في بلاده. وقال الحمصي: «جئت إلى القاهرة لكي أدافع عن قضيتي أمام مقر الجامعة العربية فقط، واعتصمت أمام الجامعة لتوصيل رسالتي عما يدور في وطني، ومنذ تعيين الدكتور نبيل العربي أمينا عاما لجامعة الدول العربية وأنا أسعى دوما من أجل أن نستنجد به لنصرة الشعب السوري الأعزل». وتابع الحمصي متحدثا عن واقعة اقتحامه للمؤتمر الصحافي للعربي قبل عدة أيام: «أكد لنا نبيل العربي في أكثر من لقاء أنه إذا لم يستمع الأسد لصوت العقل.. فالأمور ستذهب إلى التدويل»، وتابع قائلا «لكن التسويف والتباطؤ من قبل الجامعة العربية استمر شهرا وراء شهر، مما أفقدنا الأمل في هذه الجامعة». وكان عدم استجابة الجامعة العربية التي اجتمعت على مستوى وزراء الخارجية قبل عدة أيام لمناقشة الأزمة السورية، لطلب المعارضة السورية بالقاهرة بسحب المراقبين العرب من سوريا، أحد أسباب غضب الحمصي، واقتحامه المؤتمر الصحافي عقب الاجتماع وتهجمه على أمين عام جامعة الدول العربية.
وقال الحمصي: «نحن قدمنا مطالبنا إلى الجامعة العربية وفي مقدمتها سحب لجنة المراقبين، ولكن الاجتماع الوزاري قرر بقاء المراقبين مع كل هذه الدماء المراقة، ثم منعنا الأمن من دخول المؤتمر الصحافي عقب الاجتماع ثم وجدنا نبيل العربي يخرج قائلا: ستستمر لجنة المراقبين في عملها، وهنا لم أستطع أن أكظم غيظي، فاتهمت الجامعة بالتواطؤ مع نظام بشار الأسد واللوبي الإيراني الذي يدعمه». واعتبر الحمصي أن استمرار اللجنة في عملها هو نوع من التغطية على جرائم نظام الأسد، مؤكدا أن النظام السوري يمنع الصحافة أو أي وسيلة إعلامية حرة من الدخول إلى سوريا، وأنه على الرغم من وصول لجنة مراقبي الجامعة العربية فإن المئات من الضحايا ما زالوا يسقطون يوميا بالمئات والمدن تقصف بالمدفعية والطائرات، واللجنة لا تستطيع التحرك على الأرض إلا عن طريق المخابرات السورية وبالشروط التي قيدت عملها».
وأكد الحمصي أن حزب الله يقف بكل قوة خلف نظام بشار لكي يستمر في قتل الشعب السوري. وقال: «منذ بداية الثورة في سوريا وحافلات حزب الله تزحف إلى سوريا»، إلا أن الحمصي أكد أن أحد أسباب فشل الثورة السورية في إسقاط نظام الأسد حتى الآن لا يرجع فقط للدعم الإيراني وحزب الله، ولكن لضعف المعارضة السورية أيضا، قائلا إن «المعارضة السورية فاشلة، وأنا واحد منهم، فالمعارضة لم تقدم أي مشروع لهذا الشعب على مدار خمسين عاما لكي يتم إنقاذه»، ولكنه استدرك قائلا إن «الشعب السوري هو من قام بالثورة وهو من يستحق الحماية الدولية ويستحق الحرية». وأكد الحمصي أن «التدخل الدولي أمر صعب ولكنه كالدواء لداء خبيث لا يمكن أن تشفى منه إلا إذا تحملت كثيرا من الآلام»، مشيرا إلى أن العرب غير قادرين على مساندة الشعب السوري. وقال: «لا توجد جيوش عربية قادرة على الصدام مع بشار الأسد أو إيران أو حزب الله.. لذا لا مفر من التدخل الدولي».
دمشق تتحول ليلا إلى مدينة أشباح

بعد التفجيرات الأخيرة.. الخوف يمنع سكان العاصمة من الخروج

لندن: «الشرق الأوسط».... تحولت شوارع العاصمة السورية دمشق ليلا إلى مدينة أشباح، بعد انتشار موجة من الخوف من أن تكون التفجيرات التي وقعت في الآونة الأخيرة وأسقطت قتلى نذيرا لمزيد من العنف. وهذا ما ترك شوارع المدينة الصاخبة ومقاهيها المزدحمة خالية وجعل سكانها يسارعون بالعودة إلى منازلهم. وقال صاحب متجر للملابس في شارع الحمرا بوسط دمشق «الناس توقفوا عن الشراء، ويمكن أن تمر أيام بلا زبون واحد.. بعد التفجيرين نغلق مبكرا.. فنحن لا نعلم متى سيستهدفون هذا الشارع». وبعد حلول الظلام تصبح شوارع وسط المدينة مهجورة وتغلق المتاجر وتختفي سيارات الأجرة. المقاهي الشهيرة مثل «هافانا» و«الروضة» حيث كان الزبائن يصطفون انتظارا لخلو مقعد باتت الآن خالية. ويغادر الموظفون أعمالهم مبكرا ويشعر أولياء الأمور بالقلق بشأن إرسال أبنائهم للمدارس. ويقول الكثير من السكان فيما بينهم إن المشاعر المناهضة للأسد في تزايد يذكيها الغضب من ارتفاع الأسعار والشعور المتنامي بعدم الاستقرار.
وقال سوري يعيش وسط العاصمة «على الرغم من الهدوء على السطح فإن الخوف منتشر في دمشق، تستطيع أن تشعر بالخوف والتوتر في وجوه الناس». وأضاف «تبدو المدينة كمدينة أشباح اعتبارا من السابعة مساء لا يخرج إلا القليل وهناك وجود أمني كبير، الوضع قاتم». وهزت 3 انفجارات العاصمة في الأسابيع الثلاثة الماضية مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى. وقال سكان إنهم يخشون من تفاقم العنف، وشكك البعض في ما قالته الحكومة عن أن جماعات مسلحة هي المسؤولة، حسب «رويترز».
وقال أحد سكان دمشق ويدعى عادل «أنا خائف الآن أكثر من قبل، لا أدري متى أو أين سيقع التفجير القادم». وأضاف «قد يقع تفجير في أي مكان الآن.. الناس لا يتزاورون كما اعتادوا ولا يتركون منازلهم إلا للضرورة». وقال غسان الذي يملك متجرا في دمشق إن الناس في حيه يعتقدون أن التفجيرين الأخيرين، وكانا وقعا يوم الجمعة، هما محاولة من السلطات لإثناء المحتجين المناهضين للأسد عن الخروج إلى الشوارع بعد صلاة الجمعة. وأضاف «يريدون ترويعنا». وبدأت آثار العقوبات الاقتصادية التي فرضها المجتمع الدولي تظهر وارتفعت أسعار الأغذية وسلع أخرى. ويحجم الناس عن الخروج إلا لشراء السلع الأساسية. وقالت نسرين التي تصطحب ابنتها إلى المدرسة يوميا منذ وقع التفجيران الأخيران «لم أعد أنعم براحة البال، بعد الانفجار الثاني لا أستطيع تناول الطعام أو النوم». وأضافت «نشعر أننا مستهدفون جميعا.. سواء من يدعمون الأسد أو من يعارضونه أو من لا ينحازون لأي من الطرفين».
ويحذر محللون من أن تصاعد أعمال العنف قد يدفع سوريا إلى حرب أهلية طائفية تضع الأغلبية السنية في مواجهة الأقلية العلوية التي ينتمي لها الأسد والتي تتكون منها النخبة الحاكمة.
ويشعر سكان العاصمة بالانقسام الطائفي بالفعل، وهذا ما أكدته أم عادل التي قالت «أعيش في مبنى يعيش فيه مسيحيون وعلويون وشيعة. توقفنا عن احتساء قهوة الصباح معا». واستدركت «لا نكره بعضنا البعض لكنني أعلم أن جارتي العلوية تخاف مني وتتجاهلني الآن. وأنا بدوري لا أحاول التحدث معها».
وعلى النقيض من مدن سورية أخرى لم تشهد دمشق حتى وقت قريب سوى بضعة احتجاجات ضد حكم الرئيس بشار الأسد. لكن التفجيرين الكبيرين اللذين وقعا في الأسبوعين الأخيرين وأسفرا عن سقوط 70 قتيلا على الأقل غيرّا الأوضاع في المدينة. وفي 23 ديسمبر (كانون الأول) قتل 44 شخصا على الأقل، فيما قالت السلطات إنهما تفجيران انتحاريان استهدفا مباني تابعة لأجهزة الأمن. وفي الأسبوع الماضي قتل انتحاري 26 شخصا في هجوم بتقاطع مزدحم في دمشق.
السلطات التركية والقبرصية تكتشف مواد عسكرية وأسلحة في طريقها لسوريا

تركيا تصادر 5 شاحنات إيرانية.. وقبرص تحتجز سفينة محملة بـ60 طنا من الذخائر

جريدة الشرق الاوسط.. بيروت: يوسف دياب... كشف مسؤول في وزارة الخارجية التركية، أمس، عن أن «مسؤولي الجمارك في تركيا صادروا 4 شاحنات مسجلة في إيران للاشتباه بأنها تحمل مواد عسكرية إلى سوريا». وأكد المسؤول أنه «جرى توقيف الشاحنات في معبر كيليس الحدودي بين إيران وتركيا في وقت متأخر من ليل الثلاثاء (أول من أمس)، وذلك تم عقب تلقي بلاغ بأنها تحمل مواد عسكرية»، مشيرا إلى أنه «تم تفريغ الشاحنات وإرسال المواد المذكورة إلى العاصمة أنقرة لفحصها». غير أنه لم يكشف عن هذه المواد، وما إذا كان تم تصنيفها على أنها للاستخدامات العسكرية. كما أعلنت وكالة أنباء «الأناضول» في وقت لاحق أن «الجمارك التركية صادرت (أمس) شاحنة إيرانية خامسة بعدما صادرت 4 شاحنات ليل الثلاثاء يشتبه بأنها تحمل مواد عسكرية إلى سوريا».
ويأتي هذا الإجراء التركي تنفيذا لقرار الحكومة بفرض عقوبات واسعة النطاق على سوريا، ردا على إجراءات القمع من قبل قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد ضد المتظاهرين التي أسفرت عن مقتل أكثر من 6 آلاف شخص، وتشمل هذه العقوبات حظر إمداد سوريا بمواد تستخدم عسكريا وإنهاء التعاملات مع البنك المركزي السوري وتعليق اتفاقيات الائتمان.
إلى ذلك، نقلت الإذاعة القبرصية عن الناطق باسم الحكومة ستيفانوس ستيفانو أن «سفينة تحمل 60 طنا من الذخيرة كانت متجهة إلى مدينة اللاذقية السورية، ورست في ميناء قبرص أمس (الثلاثاء) بسبب ارتفاع مستوى الأمواج، وسيسمح لها بمغادرة قبرص بعد تقديم تطمينات لحكومة نيقوسيا بأنها ستغير وجهتها». وإذ رفض الناطق باسم الحكومة القبرصية التعليق على حمولة السفينة التي ذكرت إحدى الصحف أنها أبحرت من سان بطرسبورغ قبل نحو شهر، لم يحدد أسباب تغيير السفينة مسارها أو وجهتها الجديدة، وقال «إن السلطات ستكون في وضع يسمح بالكشف عن مزيد من المعلومات في وقت لاحق». أما صحيفة «بوليتيس» القبرصية، فقالت «إن السفينة تحمل ذخائر من أعيرة مختلفة وإن الجهة التي ستستقبلها هي وزارة الدفاع السورية». فيما أفادت صحيفة «سيمريني» بأن «التقارير الأولية تشير إلى أن السفينة كانت تحمل 35 طنا من المتفجرات والأسلحة والذخائر».
ومن جانبه علق الخبير العسكري الاستراتيجي اللبناني إلياس حنا على ضبط هذه الشحنات من الأسلحة، فرأى أن «هناك لغزا من وراء هذه الأسلحة ومصادرتها». وسأل في اتصال مع «الشرق الأوسط»: «ما المغزى من إرسال هذه الأسلحة من إيران إلى سوريا عبر تركيا في ذروة الأزمة بين دمشق وأنقرة؟، وهل يمكن إرسال هذه الكميات عبر الأراضي التركية من دون إخطار السلطات التركية بها؟ وهل هذه الأسلحة مرسلة إلى حزب الله في لبنان، أم إلى غزة في فلسطين عبر سوريا؟ وماذا يفعل حزب الله بهذه الأسلحة وأين يضعها وهو يقول إن لديه أكثر من 45 ألف صاروخ؟». وقال «في اعتقادي فإن الدولة السورية ليست بحاجة اليوم إلى هذه الأسلحة وإلى الذخائر والمتفجرات، لأنها دولة تصنع ذخائر ومتفجرات». ولم يستبعد حنا أن «تكون هذه الأسلحة مجرد رسائل أو عمليات تمويه بحيث يسلط الضوء عليها في هذا المكان، في وقت يعمل على أمور أخرى في مكان آخر».
أما الباحث في الشؤون العسكرية والاستراتيجية العميد المتقاعد أمين حطيط (القريب جدا من النظام السوري)، فذكر بأن «العلاقة العسكرية بين إيران وسوريا ليست سرية، لأن هناك تحالفا استراتيجيا سياسيا وعسكريا غير مقنع بينهما، يستوجب تبادل الخبرات والدعم والمؤازرة». وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «تزويد إيران لسوريا ببعض التقنيات والأسلحة ليس مسألة جديدة، فإيران ملتزمة أدبيا وتحالفيا وهي مستمرة بتمكين سوريا من زيادة قدراتها التسليحية والعسكرية، وتركيا تعلم ذلك وكانت ترى الأسلحة التي ترسل إما برا وإما جوا من إيران إلى سوريا وهذا ليس اكتشافا جديدا». وقال الخبير الاستراتيجي اللبناني «الجديد في الأمر أن تركيا التزمت العداء تجاه سوريا حيال حلف الأطلسي والمنظومة العربية والدولية وتشارك في التخطيط للإطاحة بالنظام السوري، لكن تركيا ترى نفسها مغلولة اليدين لأنها لا تستطيع إرسال جيشها إلى سوريا لأن ذلك يرتب حربا بينها وبين إيران، وهي تلقت رسائل بأن أي دخول عسكري تركي لبضعة أمتار إلى سوريا، سيؤدي إلى دخول الجيش الإيراني عشرات الكيلومترات إلى الأراضي التركية، وإطلاق صاروخ من تركيا نحو سوريا سيؤدي إلى إطلاق آلاف الصواريخ الإيرانية على الأراضي التركية». ولفت إلى أن «العقوبات الاقتصادية التي فرضتها أنقرة (على سوريا) كبدتها خسائر فادحة وبنتيجتها سيدفع (رئيس الوزراء التركي رجب طيب) أردوغان ثمنا سياسيا باهظا». ولفت إلى أن «انسداد أفق التدخل العسكري جعل تركيا أمام أمرين: الأول انخراطها بالعمل الأمني الخفي ضد سوريا عبر إيواء المنشقين والفارين من الجيش السوري والتعاون مع المسلحين، والثاني إعلامي سياسي مثل إيواء مجلس إسطنبول (المجلس الوطني السوري) ومده بالدعم المادي، رغم أنها (تركيا) لا تجرؤ على الاعتراف به حتى الآن»، مشددا على أن «سوريا لم تعد متضررة من قطع العلاقات مع تركيا لأنها استعاضت عن المعبر البري التركي بالمعبر العراقي، ما جعل أنقرة في عزلة وليس دمشق».
ألمانيا ترى أن خطاب الأسد مخيب للآمال وتطالب مجلس الأمن بإصدار قرار بشأن سوريا

الاتحاد الأوروبي يكرر التعبير عن قناعته بأن الرئيس السوري فقد شرعيته وعليه التنحي

بروكسل: عبد الله مصطفى لندن: «الشرق الأوسط» ... عقب الخطاب الأخير للرئيس السوري بشار الأسد طالبت ألمانيا مجلس الأمن بإلحاح أكبر بإصدار قرار بشأن سوريا. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت، أمس في برلين، إنه من المؤسف أن الأسد لم يظهر أي تنازل من جانبه. وأضاف المتحدث «الأمر بحاجة الآن إلى تصرف واضح ومتحد جدا في مجلس الأمن».
وانتقد وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي خطاب الأسد. وقال فسترفيلي أمس في برلين: «كان ذلك خطابا مخيبا جدا للآمال»، واصفا إياه بـ«خطاب الفرص الضائعة»، حسب ما جاء في وكالة الأنباء الألمانية.
ومن جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية الألمانية، أندرياس بيشكة، إن ألمانيا أعربت عن موقفها تجاه سوريا في مجلس الأمن أول من أمس، مضيفا أن بلاده تسعى لحوار مفتوح مع روسيا حول هذا الشأن.
واعتبر الاتحاد الأوروبي أن خطاب الرئيس السوري بشار الأسد مؤخرا لم يحمل أي جديد، وبالتالي لا يزال القلق الأوروبي موجودا بسبب استمرار العنف الذي لا بد أن يتوقف، وذلك حسب ما ذكر مايكل مان المتحدث في المفوضية الأوروبية خلال تصريحات ببروكسل، ومن جانبها قالت مايا كوسيانتيش المتحدثة باسم كاثرين أشتون منسقة السياسة الخارجية، إن الاتحاد الأوروبي يراقب عن كثب تطورات الأوضاع في سوريا ولا يزال على موقفه الذي عبر عنه مرارا وتكرار، مطالبا فيه بضرورة توقف السلطات السورية عن استخدام القمع والعنف ضد المدنيين، واللجوء إلى الحوار الوطني الشامل، مشددة على ضرورة توحد صفوف المعارضة السورية، وقالت إن التكتل الأوروبي مستمر في فرض العقوبات على النظام في دمشق ما دام لم يستجب للمطالب الدولية، وفي مقدمتها وقف العنف. وأضافت أنه في نفس الوقت يدعم التكتل الأوروبي الموحد عمل الجامعة العربية وسينتظر حتى صدور تقرير حول نتائج عمل بعثة المراقبة العربية.
وكرر الاتحاد الأوروبي التعبير عن قناعته بأن الرئيس السوري بشار الأسد قد فقد شرعيته وأن عليه التنحي، وشدد المتحدث مايكل مان على دعم الاتحاد الأوروبي لجهود الجامعة العربية من أجل إنهاء العنف في سوريا، خاصة لجهة نشر بعثة مراقبين لحث السلطات السورية على الوفاء بجميع التزاماتها، وقال «نذكر أن خطة الجامعة تتضمن أيضا إطلاق سراح المعتقلين والسماح لوسائل الإعلام بالعمل وسحب المعدات العسكرية الثقيلة من المدن، وهو أمر لم يتم تطبيقه بشكل كامل حتى الآن»، كما تطرق المتحدث إلى ضرورة أن توحد المعارضة السورية صفوفها لتأمين انتقال ناجح نحو الديمقراطية في البلاد. وأضاف مايكل مان، أن الاتحاد الأوروبي سيواصل سياسته الرامية إلى «تضييق الخناق على نظام الأسد ما دام القمع مستمرا في البلاد، كما أننا سنستمر في الضغط في أروقة الأمم المتحدة من أجل اتخاذ قرار قوي بحق السلطات السورية»، على حد قول الناطق الأوروبي، وحسب تقارير إعلامية أوروبية، فقد أدانت بعثة الاتحاد الأوروبي في سوريا تقييد السلطات السورية لحرية التعبير وعمليات قتل وترويع الصحافيين والمدونين وناشطي الإنترنت في سوريا، وطالبت بإجراء تحقيق كامل حول وفات بعضهم، وبإطلاق سراح المعتقلين منهم فورا. وقالت التقارير الإعلامية إن بيانا صدر عن التكتل الأوروبي الموحد بالاتفاق مع رؤساء بعثات الاتحاد الأوروبي قدم التحية للكثير من «المواطنين الشجعان من صحافيين ومدونين وناشطين على الإنترنت في سوريا، الذين يخاطرون بحياتهم يوميا من أجل تعزيز وحماية حقوق الإنسان لمواطنيهم عبر نقل تقارير عن حقيقة الوضع في سوريا إلى العالم الخارجي». واستنكر الاتحاد مقتل عدد من الصحافيين (شكري أحمد راتب أبو برغل، والمصور فرزات جربان والمواطن الصحافي باسل السيد) وطالب بإجراء «تحقيق كامل حول وفاتهم المأساوية»، وحث السلطات السورية على السماح لمراقبي الجامعة العربية بحرية الوصول ودون عوائق إلى أماكن الاحتجاز، والوصول إلى الصحافيين والمدونين المعتقلين بالإضافة إلى الأفراد الآخرين المعتقلين بسبب ممارستهم حق التعبير عن الرأي، كما رحب بـ«جميع الإجراءات التي يقوم بها مراقبو الجامعة العربية كجزء من مهمتهم لزيارة جميع الصحافيين والمدونين المعتقلين حاليا والمطالبة بالإفراج الفوري عنهم»، بحسب البيان.
أكراد سوريا لا يثقون في الأسد ولا في المعارضة

اتحاد تنسيقيات الثورة السورية يصدر بيانا حول التصريحات الإسرائيلية عن الطائفة العلوية

لندن: «الشرق الأوسط»... قال ممثلون عن المعارضة الكردية في المنفى إن أكراد سوريا أكبر أقلية عرقية في البلاد لا يثقون في الرئيس بشار الأسد ولا في المعارضة، الأمر الذي أبقاهم حتى الآن بعيدين إلى حد كبير عن المشاركة في الانتفاضة ضد الحكومة.
كما يخشى الأكراد من تأثير تركيا المتزايد على الجماعات العربية التي تحاول الإطاحة بالأسد خوفا من قيام هذه الجماعات إذا نجحت في ذلك بسحق آمال الأكراد في الحصول على الحكم الذاتي في سوريا في ظل رفض أنقرة منح أكرادها الحق ذاته.
وقال مجيد يوسف داوي، العضو الكردي بالمجلس الوطني السوري، الذي يمثل مظلة للمعارضة «لا توجد ثقة بين الأكراد والمعارضة العربية وهذا يفسر عدم وجود احتجاجات حاشدة في المدن الكردية» حسب «رويترز».
وأضاف «لا توجد أي اتفاقات بيننا وبين المعارضة العربية فيما يتعلق بحقوق الأكراد... لم نتوصل إلى أي اتفاقات بشأن كيفية تغيير النظام. كما أن تصريحات زعماء المعارضة العرب لا تعطينا أي سبب يجعلنا نثق بهم».
وقال سارباست نبي، وهو كردي سوري يعمل أستاذا للعلوم السياسية بجامعة صلاح الدين بإقليم كردستان العراق «الأكراد لا يؤيدون النظام. نحن الأكراد ضد النظام السوري على مدى أكثر من 20 عاما وكان الأكراد من أوائل من خرجوا إلى الشوارع».
وكان سوريون أكراد اشتبكوا مع قوات الأمن على مدى عدة أيام مما أسفر عن مقتل كثيرين بعد حادث في استاد لكرة القدم بمدينة القامشلي إحدى المدن الكردية الكبرى في سوريا عام 2004.
وقال محللون سياسيون إنه إضافة إلى انعدام الثقة بين الأكراد وجماعات المعارضة العربية الرئيسية فإنه توجد انقسامات عميقة بين الأكراد السوريين أنفسهم ويدعمهم لاعبون إقليميون مختلفون، حيث يحظى بعضهم بدعم أكراد العراق بينما يحظى آخرون بدعم حزب العمال الكردستاني المتمرد لأكراد تركيا.
وقال ممثلون عن أكراد سوريا إن دعم الحكومة التركية للمعارضة التي نشأت عن مجموعة من الأحزاب الإسلامية المحظورة دفعت الجماعات الإسلامية من العرب السنة إلى صدارة الاحتجاجات.
ويقول أكراد سوريا إنه إذا وصلت هذه الجماعات إلى السلطة فإنها ستواصل على الأرجح ذات السياسات القومية العربية لحكومة الأسد وتقف في طريق مطالب الأكراد بالحكم الذاتي وهو نفس ما حدث مع إقليم كردستان العراق.
وفي سياق آخر أصدرت تنسيقيات الثورة السورية بيانا بينت فيه رفضها للعرض الإسرائيلي حول استيعاب لاجئين من العلويين بعد سقوط الأسد، وجاء في البيان «نعلن نحن اتحاد تنسيقيات الثورة السورية رفضنا القاطع وتنبهنا للدعوات المسمومة والخطيرة لزرع الفتنة الطائفية وتشجيعها في سوريا والتي انطلقت عبر ألسنة الإسرائيليين حول خطة مدعاة لاستيعاب لاجئين من الطائفة العلوية بعد سقوط النظام والتي تتقاطع بشكل كلي مع ما يسعى إليه نظام الأسد منذ بدء الأحداث من شحن وتأجيج طائفي. ونؤكد على أن كل تلك المحاولات الخبيثة لن تجد لها أذنا صاغية لدى أي مكون سوري لأن معركة السوريين ليست مع الطائفة العلوية فمشكلتنا نحن والطائفة العلوية هي الظلم الواقع على جميع أبناء الشعب السوري بكل مكوناته، وهدفنا الحرية وإعادة الكرامة لكل أبناء الوطن السوري بكل ألوانه وأطيافه بغض النظر عن عرق أو مذهب أو لون، معتمدين على إرادة الشعب السوري الثائر وإصراره على انتزاع حقه في العيش بحرية وكرامة وإقامة سوريا الجديدة التي نريد».
نائب مراقب «الإخوان» لـ«الشرق الأوسط»: التطرف لم يظهر في سوريا إلا بعدما تسلم هذا النظام الحكم

في رده على مواقف مطران حلب للروم الكاثوليك الذي أبدى خشيته على مستقبل المسيحيين

بيروت: كارولين عاكوم.... أبدى فاروق طيفور، نائب المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا، أسفه لما صدر على لسان مطران حلب للروم الملكيين الكاثوليك يوحنا جنبرت، الذي قال إن «المسيحيين لا يثقون بسلطة سنية متطرفة ونخشى هيمنة إخوان مسلمين دغمائيين»، داعيا إلى إعطاء الرئيس السوري بشار الأسد «فرصته». وقال طيفور لـ«الشرق الأوسط» «نأسف أن يصدر على لسان مسؤول ديني مسيحي موقف سلبي من المسلمين بشكل عام ومن جماعة الإخوان بشكل خاص، رغم أنّه لم يصدر باسمنا أو على لسان أي جهة مسلمة أي موقف عدائي من المسيحيين. وأضاف «لطالما كان المسيحيون مرشّحين على قوائمنا في الانتخابات عندما كان في سوريا نظام ديمقراطي. فالمسلمون السنة الذين يشكّلون السواد الأعظم من المكونات السورية المتعددة، كان وجودهم في السلطة يشكّل عامل استقرار بعيدا عن التمييز والفتنة، ولو كان عكس ذلك لما كان وصل هذا النظام إلى الحكم. مع تأكيدنا أن الوضع في سوريا مختلف تماما عن الوضع في العراق حيث كان الاحتلال الأميركي». واعتبر أن التطرف لم يظهر في سوريا إلا بعدما تسلم هذا النظام الحكم واستأثر بكل شيء من الاقتصاد إلى السياسة والتعليم». وتمنى طيفور على الجميع، ولا سيما المسيحيين والأقليات في سوريا، أن يطمئنوا إلى مستقبل سوريا، وقال «حتى قبل أن تبدأ هذه الأحداث، كانت مواقفنا منفتحة على الجميع، وكنا قد قدمنا مشروعا خاصا في عام 2005 يحمل عنوان (المشروع السياسي لسوريا المستقبل) أكدنا فيه على الدولة المدنية والتعددية في النواحي كافة ولا سيما السياسة والدين». وقال طيفور «نتمنى على الجميع أن يستوعب الوضع مع تأكيدنا أننا بعيدون كل البعد عن أي تطرف»، سائلا «هل هم مرتاحون لما يحصل في سوريا وللديكتاتورية والجرائم التي يقوم بها النظام بحق الشعب والأبرياء؟».
وكان مطران حلب للروم الملكيين الكاثوليك يوحنا جنبرت قد أعلن في مقابلة مع صحيفة فرنسية أنه قلق جدا من انعكاسات احتمال سقوط للنظام على المسيحيين في سوريا وسيدفع عددا كبيرا من المؤمنين إلى الهجرة كما حدث في العراق منذ سقوط صدام حسين، داعيا إلى إعطاء الرئيس السوري بشار الأسد «فرصته». وأضاف «المسيحيون لا يثقون بسلطة سنية متطرفة ونخشى هيمنة إخوان مسلمين دغمائيين». وأكد جنبرت أن الدستور الجديد الذي أعلن عنه الرئيس السوري يتضمن «نقاطا مهمة في المحافظة على العلمانية»، معتبرا أن «النظام يدعم الأقليات، وأنه بتوحد العلويين والمسيحيين والأكراد والدروز والإسماعيليين وأعضاء حزب البعث والتجار السنة في دمشق وحلب، تتجاوز النسبة المؤيدة للأسد من الشعب السوري الخمسين في المائة». وأضاف «لا نريد أن نكون مثل العراق، والعملية الانتقالية في مصر وتونس لا تطمئننا». واتهم رجل الدين المسيحي المعارضة برفض «أي حوار» مع السلطة، مؤكدا أن صفتها التمثيلية «ضعيفة».
الصحف الدولية: الأسد تفوق على القذافي في الحديث عن «المؤامرات الخارجية»

«الغارديان»: كلام مكرر يحمل نغمة عدائية ممزوجة بكلام عن إصلاحات وهمية

لندن: «الشرق الأوسط» ... لقي الخطاب الذي ألقاه الرئيس السوري بشار الأسد أول من أمس اهتماما واسعا في الصحف الغربية التي صدرت أمس، والتي تابعت ونشرت بالتحليل والكلمات والصور للأسد، قائلة إن حديثه عن «المؤامرات الممولة من الخارج» يذكر بما كان العالم يسمعه من خطابات العقيد معمر القذافي إبان بدء الثورة الليبية، ونشرت صحيفة «الإندبندنت» على صفحتها الأولى 4 صور يظهر فيها سوريون من شرائح مختلفة وهم يتابعون باهتمام خطاب الأسد من على شاشات التلفزيون في منازلهم وفي الأسواق وفي محالهم التجارية، وكلام صورة وتعليق يقول: «أما الخبر السيئ فهو: لقد أظهر الأسد قبضته الحديدية».
وفي الداخل نطالع تحقيقا مصورا لمراسل الصحيفة في منطقة الشرق الأوسط، روبرت فيسك، يقول فيه: «لقد كان خطاب العام بالنسبة للأسد، ويتابع المراسل وصفه للمشهد السوري قائلا: «بالنسبة للمؤامرات الخارجية، من يشك بأن الأسلحة تتدفق على سوريا من أعداء الأسد في لبنان؟».
أما الرسالة التي أراد مراسل الصحيفة إبلاغها من خلال متابعته لخطاب الرئيس السوري بعد التدقيق بما جاء فيه: «فهي القول: لا جديد في الخطاب». يقول فيسك: «ما قد تغير هو حجم وسرعة تدهور الأوضاع في سوريا التي تشهد معركة دامية أصبح خصوم الأسد فيها أكثر تسليحا من ذي قبل وأكثر استعدادا وجاهزية لمهاجمة قوات النظام». وقالت «نيويورك تايمز» في تغطيتها ومتابعتها لخطاب الأسد: «إن الرئيس السوري نفى أن حكومته أمرت قوات الأمن بإطلاق النار على المتظاهرين، رغم أن الأمم المتحدة تقول إن عدد القتلى تصاعد ليتجاوز 5000 قتيل منذ منتصف مارس (آذار) في إطار حملة لا هوادة فيها». وأضافت الصحيفة أن الأسد «وعد بإجراء استفتاء على دستور جديد في شهر مارس، وهي الخطوة التي بدت شاحبة أمام حجم الأزمة التي برزت كواحدة من أكثر الهجمات دموية في الانتفاضات التي اندلعت في العالم العربي قبل عام». ومضت الصحيفة تقول إن الأسد أكد «أنه ضحية مؤامرة ممولة من الخارج، وهو نفس النوع من المنطق الذي سمع في ليبيا ومصر قبل انتفاضات أسقطت المستبدين منذ فترة طويلة».
ورأت الصحيفة أن «الرئيس السوري ترك الانطباع بأنه ما زال يكافح من أجل إيجاد حل للاضطرابات التي تقوض قبضته على السلطة، وتدفع نحو حرب أهلية طائفية، ولكن يبدو أنه خالي الوفاض، ويفتقر إلى أي استراتيجيات جديدة». من جهتها، قالت صحيفة «واشنطن بوست» إن لهجة الأسد في الخطاب بدت «لا هوادة فيها، ومن الواضح أن حكومته لا ترغب تحت أي ضغط تنفيذ إصلاحات ذات معنى أو تخفيف حملتها، رغم وجود أدلة متزايدة على أن الاقتصاد السوري متفكك، والاحتجاجات لم تتضاءل والانتفاضة تتطور تدريجيا إلى تمرد مسلح».
وأضافت الصحيفة أن الأسد هاجم «جامعة الدول العربية، التي اتهمها بالعمل لصالح الغرب وإسرائيل، وتعهده بإعطاء الأولوية لاستخدام القوة كما دعا إلى التشكيك في استمرار بعثة الجامعة، التي بدأت الشهر الماضي، للإشراف على امتثال حكومة دمشق لخطة السلام».
وحظيت الكلمة التي ألقاها الرئيس الأسد أول من أمس باهتمام واسع في الصحف البريطانية الصادرة أمس، فأفردت لها مساحات واسعة من النقد والتحليل، وكذلك كان اهتمامها أيضا بردود الفعل الصادرة على الخطاب.
فعلى صدر الصفحة الأولى من «الغارديان» نطالع تحقيقا لمراسل الصحيفة في العاصمة السورية دمشق، إيان بلاك، بعنوان «الأسد يصرخ بوجه أعدائه وينذرهم بقبضة من حديد»، جاء فيه: «إن الأسد المحاصر، حمل مسؤولية الأزمة التي تمر بها بلاده للمؤامرات الخارجية المدعومة من قبل الدول العربية.. ووعد بالضرب بيد من حديد في مواجهة الإرهاب».
وقالت الصحيفة إن خطاب الأسد، وهو الثالث له منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية ضد نظامه في الخامس عشر من شهر مارس الماضي: «مزج بين روح التحدي والحديث عن مواصلة المسيرة، والإصلاحات المستقبلية في البلاد، والإشادة بقوات حفظ النظام التي حاربت ما وصفه بالإرهاب».
وأبرزت الصحيفة قول الأسد: «لا يمكننا التراجع في المعركة في مواجهة الإرهاب، بل سنضرب بيد من حديد أولئك الإرهابيين الذين غسلت أدمغتهم»، وحمل الرئيس الأسد، مسؤولية الأزمة التي تمر بها بلاده للمؤامرات الخارجية المدعومة من قبل الدول العربية، ووعد باتخاذ إجراءات صارمة، وبالضرب بيد من حديد في مواجهة الإرهاب. ولفتت «الغارديان» إلى أن الأسد لم يبد في خطابه أي مرونة يمكن أن تساهم بكسر عقدة المأزق الدامي بين نظامه والمعارضة التي قضى فيها آلاف الأشخاص. ودللت على ذلك بقول الأسد في نهاية خطابه الذي ألقاه على مدرج جامعة دمشق واستغرق 100 دقيقة، ونقل على الهواء مباشرة: «إن شاء الله سننتصر، فنحن نقترب من نهاية الأزمة، ويجب أن نبقى موحدين. والنصر قريب، لأننا نستطيع الصمود، وبتنا نعرف أعداءنا».
وتحت عنوان «خيارات الأسد الثلاثة».. كتب «سيمون تيسدال» في «الغارديان»: «إن الرئيس السوري (بشار الأسد)، خرج على العالم بخطاب، يحوي كلاما مكررا، ويحمل نغمة عدائية سلبية ممزوجة بكلام عن إصلاحات وهمية. وقد بدا (الأسد)، بحالة مزاجية متقلبة، حيث ظهرت الغطرسة والعناد، وفي نفس الوقت التظاهر بالرغبة في الحل، وأنه ضحية». ورأى الكاتب أنه منذ تفجر الأزمة في مارس الماضي، لم يقدم (الأسد) جديدا، بل إنه يكرر نفس الأنماط والعبارات. إلا أن خطاب اليوم عكس بشكل كبير ما آلت إليه الأوضاع في سوريا، وقد بدا ذلك واضحا على الحالة المزاجية للرئيس السوري، وأشار الكاتب إلى أن بعض النقاد، يقولون إن «بشار» معزول، ولا يدرك حقيقة الأمور على الأرض، وهو ما يظهر من حديثه، بينما آخرون يرون أنه رهينة، في أيدي بعض القيادات العسكرية والنخبة الحاكمة في نظامه. فأنت تشعر حقا من كلامه أنه ليس سعيدا، وليس راضيا عما يحدث.
وقال إنه في ظل تزايد أعداد القتلى، والضغوط العربية على دمشق، وشبح الحرب الأهلية الذي يخيم على البلاد، والاتهامات التي يمكن أن يواجهها «الأسد» بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، فإن الضغوط بالفعل أصبحت لا تطاق على هذا النظام. وتساءل الكاتب «هل سينهار (الأسد) أمام هذه الضغوط.. وما هي الخيارات أمامه؟!». وأضاف أن الخيار الأول هو الهروب، كما حدث مع الرئيس التونسي «زين العابدين بن علي» الذي فر إلى السعودية، الخيار الثاني هي إيران حليفه القوى، أو روسيا التي تدافع عنه دوليا، وأرسلت سفنا حربية، إلى ميناء «طرطوس» السوري منذ أيام، في خطوة لتأكيد تضامنها ودعمها للأسد. ولكن المشكلة، في زوجته «أسماء» - بريطانية المولد - وأبنائها الثلاثة، خصوصا إذا طلبت العودة لمنزل العائلة في ضاحية «اكتون» غرب لندن، وهو الأمر الذي يضع بريطانيا تحت ضغوط أمنية ودبلوماسية كثيرة. وأشار تيسدال إلى أن «الأسد» قال في حديثه إنه لن يتخلى عن المسؤولية فهو منتخب من الشعب، ولن يغادر سوريا، وهو نفس الكلام الذي قاله العقيد الليبي «معمر القذافي» قبل وفاته. أما الخيار الثاني أمام «الأسد» هو أن يستمر في حربه، ويقع مزيد من القتلى في سوريا وتتحول البلاد إلى حرب أهلية، وربما يتدخل الغرب، وهذا الخيار لا يترك فرصة لتوقع ما يمكن أن تصل إليه الأمور. أما الخيار الأخير فهو التفاوض، فقد طرح «الأسد» في خطابه كلاما عن الإصلاح الدستوري، وإمكانية إجراء استفتاء في مارس المقبل حول نظام متعدد الأحزاب في سوريا، إلا أن هذا الكلام لا يجد من يصدقه، فقد تم الحديث من قبل عن تعهدات مماثلة، ولم يتم الوفاء بها. وحتى إذا حاول «الأسد» القيام بإصلاحات حقيقية، فإنه سيكون عرضة للهجوم من مراكز القوى في نظامه، ومنهم شقيقه القوي «ماهر الأسد» الذي يتولى قيادة أهم فرقة في الجيش السوري. وفي السياق ذاته نشرت «الفايننشيال تايمز»، تقريرا بعنوان «الأسد يهاجم الدول العربية». ورأى التقرير أن نبرة التحدي هي أبرز ما ميز خطاب الأسد، مشيرة إلى تهديد الرئيس السوري بمواجهة المعارضة «بيد من حديد وبسحق الإرهابيين». وجاء في تقرير الصحيفة أيضا: «لقد استخدم الرئيس السوري المحاصر خطابه العلني الأول منذ أشهر لشن هجوم لاذع على الدول العربية، قائلا إنه لن يستقيل من منصبه ولن يسمح للمؤامرات الخارجية بتدمير بلاده».
وركزت الصحيفة على هجوم الأسد على بعض الدول العربية التي اعتبرها «أكثر عدائية وشراسة» في استهدافها لنظامه، قياسا بالدول الأجنبية. وقال التقرير: «لقد بدا الأسد وكأنه يستهدف الدول الخليجية، ومنها قطر الغنية بالبترول، والتي قادت الجهود العربية لعزل النظام السوري».
مراقب يغادر سوريا ويتهم السلطات بارتكاب جرائم حرب

قال إن القناصة موجودون في كل مكان ويطلقون النار على المدنيين

لندن: «الشرق الأوسط»... غادر مراقب من جامعة الدول العربية سوريا، قائلا إنه كان شاهدا على مشاهد مروعة لم يتمكن من منعها، واتهم السلطات بارتكاب جرائم حرب وبأنها حولت بعثة المراقبة في سوريا إلى «مسرحية هزلية».
وقال أنور مالك في تصريحات لقناة «الجزيرة» «شاهدت الباطل.. شاهدت الكذب.. شاهدت الجثث.. ما لا يمكن أن أصمت عليه ولذلك رأيت أن أتكلم».
وأضاف «أنا كنت في حمص.. لم يتم سحب آلية عسكرية إلا الآليات المحاصرة من الجيش (السوري الحر) في إشارة إلى المجموعة التي كونها عسكريون منشقون عن الجيش السوري». ومضى يقول إن القناصة موجودون في كل مكان ويطلقون النار على المدنيين.
وقال مالك، الجزائري الجنسية، في مقابلة مع قناة «الجزيرة» في قطر إنه كان يخدم النظام بمنحه فرصة أكبر لمواصلة القتل وإنه لم يتمكن من منع ذلك.
وبدأت بعثة المراقبة العربية، التي تتألف حاليا من نحو 165 فردا، عملها يوم 26 ديسمبر (كانون الأول). ومهمتها هي التحقق مما إذا كانت سوريا تلتزم باتفاق لوقف قمع المحتجين (الذين يطالبون برحيل الرئيس بشار الأسد) المستمر منذ عشرة أشهر والذي تقول الأمم المتحدة إنه أسفر عن سقوط خمسة آلاف قتيل.
واستقالة مالك هي أحدث ضربة للبعثة، التي وجهت إليها انتقادات بالفعل بعدم الفاعلية، والتي تعرض أعضاؤها لهجمات هذا الأسبوع سواء من أنصار الأسد أو المحتجين.
وتابع مالك «الواقع مأساوي في حمص.. وهناك مأساة إنسانية». وأضاف «أنا زرت مقر الأمن السياسي. وجدت أناسا في حالة يرثى لها ويتعرضون للتعذيب والتجويع، يأكلون وجبة خفيفة في اليوم الواحد... والأشخاص الذين في حالة سيئة من التعذيب يتم تهريبهم لمناطق أخرى لا يسمح للمراقبين بأن يطلعوا عليها وتم زج عسكريين وضباط مخابرات على أنهم مساجين وهذا من خلال تجربتي لأني شممت أناسا عليهم رائحة عطور نساء فمن أين أتت هذه العطور».
وعندما سئل مالك عن سبب استقالته، أجاب بأن أهم شيء هو التحلي بالمشاعر الإنسانية وأنه أمضى أكثر من 15 يوما في حمص رأى فيها مشاهد مروعة وجثثا محترقة وأنه لا يمكن تجاهل إنسانيته في مثل هذا الظرف.
وانتقد مالك رئيس بعثة المراقبة الفريق أول الركن محمد أحمد مصطفى الدابي من السودان الذي شككت جماعات لحقوق الإنسان في مدى ملاءمته لهذه المهمة نظرا لدوره السابق في الصراع في دارفور.
وقال مالك، الذي لفت الأنظار بتصريحات وضعها على موقع «فيس بوك»، إن رئيس البعثة أراد أن يسلك مسارا وسطيا حتى لا يغضب السلطات السورية أو أي جانب آخر. حسب «رويترز».
وقال مالك إن النظام لم يرتكب جريمة حرب واحدة، بل سلسلة جرائم ضد الشعب السوري. وتابع مالك «هذه مسرحية هزلية يقوم بها النظام.. قبل أن يتم الإفراج عن المعتقلين يتم اختطاف الناس من الشوارع بصفة عشوائية ويتركون في السجون لبضعة أيام حتى تسوء حالتهم». وقال «ثم يتم استدعاؤنا لنكمل المسرحية وبهذا يتم الإفراج عن المعتقلين، أما الأشخاص الحقيقيون الذين طالبنا بهم فلم يتم الإفراج عن أي شخص».
«قافلة الحرية إلى سوريا» تنطلق من تركيا إلى المناطق المنكوبة

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: كارولين عاكوم ... في خطوة إنسانية تذكّر بـ«قافلة الحرية» التي انطلقت في مايو (أيار) 2010 لكسر الحصار الذي فرضته إسرائيل على غزّة وتعرّضت لاعتداء إسرائيلي أوقع 19 قتيلا من الناشطين الذين كانوا على متنها، تنطلق صباح اليوم الخميس «قافلة الحرية» من الأراضي التركية وتحديدا في «غازي عنتاب» إلى بعض المناطق السورية المنكوبة عبر معبر «كيليس»، بعدما تعثّرت إمكانية إطلاق قافلة أخرى من الحدود الأردنية.
«قافلة الحرية» السورية التي يؤكّد منظّموها وهم من الشباب السوريين في الخارج مدعومين من منظمات إنسانية غربية ودولية، على إبقائها خارج أي «غطاء سياسي»، تضمّ مئات المتطوعين الذين يحملون المساعدات الإنسانية لإيصالها إلى العائلات السورية. وهذا ما تؤكّده زينة عدي وهي من فريق منظمي «قافلة الحرية» لـ«الشرق الأوسط»، وتقول: «المساعدات التي نتلقاها تقتصر على العينية منها، كالدواء والمواد الغذائية، ونرفض أي مساعدات مادية، وإن كانت لا تكفي لتغطية كلّ حاجيات العائلات المنكوبة إلا أنّ نجاح هذه الخطوة سيؤدي بنا إلى الاستمرار في هذا العمل ومساعدة أكبر عدد ممكن من السوريين». وفي حين تلفت عدي إلى أنّ الصعوبات التي واجهت الشباب المنظمين والتي أدّت إلى إيقاف القافلة من الأردن التي لم تعط لها تصريحا، هي استقلالية الشباب وعدم انضوائهم تحت أي جمعية أو جهة، الأمر الذي أدى إلى تخوّف بعض الجمعيات ولا سيّما العربية منها من المشاركة في هذا التحرّك، لذا فإن معظم الجمعيات المشاركة هي من سوريا إضافة إلى منظمات غربية ودولية وجمعية واحدة مغربية.
بن حلي: الفريق الدابي هو المتحدث الوحيد باسم بعثة المراقبين العرب بسوريا

مصدر عربي مطلع: اللجنة الوزارية العربية تجتمع في القاهرة يوم 19 يناير

جريدة الشرق الاوسط... القاهرة: صلاح جمعة .. أكد السفير أحمد بن حلي، نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن الناطق الرسمي الوحيد باسم بعثة مراقبي جامعة الدول العربية في سوريا هو الفريق أول محمد أحمد الدابي.
وقال بن حلي، في تصريحات له ردا على سؤال حول رؤية الجامعة العربية لإعلان أحد مراقبي البعثة انسحابه من فرق المراقبة في سوريا، «إن الناطق الرسمي الوحيد باسم فريق المراقبين هو الفريق الدابي، أما ما يتعلق باسم شخص من المراقبين جاء في إطار منظمة حقوقية تعنى بحقوق الإنسان من أوروبا، وكلامه في الإعلام، لا نريد أن نتوقف عنده أو التعليق عليه، وما يصدر عن رئيس البعثة الفريق الدابي هو الذي يعتد به ويؤخذ في الاعتبار، أما ما دونه، سواء كان من يزايد أو ينافق، فهذا لا يعبر عن الجامعة العربية أو بعثتها أو أي شيء آخر».
وقال مصدر دبلوماسي عربي مسؤول إن ما ذكره المراقب أنور مالك «جزائري» في إحدى القنوات الفضائية، عار تماما عن الصحة، مشيرا إلى أن مالك كان مراقبا بالفعل ضمن البعثة، ولكنه ظل ملازما للفراش في مقر إقامته بأحد الفنادق السورية بسبب مرضه، فكيف له أن يقول ما ذكره، متهما أنور مالك التابع للجنة العربية لحقوق الإنسان ومقرها باريس بأنه يخدم أجندات أخرى، حيث تربطه علاقة مصاهرة مع برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري المعارض، كما أنه على تواصل مع رئيس هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي في المهجر هيثم مناع.
من ناحية أخرى، أكد مصدر دبلوماسي عربي مسؤول، رفض ذكر اسمه، أن الجامعة العربية لن ترسل مزيدا من المراقبين في الوقت الراهن إلى سوريا حتى تستتب الأوضاع بالنسبة للمراقبين، خاصة بعد الحادث الذي تعرض له أحد فرق المراقبة في مدينة اللاذقية الاثنين الماضي. وأكد مصدر مطلع بالجامعة العربية أن اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية ستجتمع في القاهرة يوم 19 يناير (كانون الثاني) الحالي، يليها اجتماع لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية لمناقشة التقرير الشامل لرئيس بعثة المراقبين العرب الفريق الدابي بعد انتهاء شهر من توقيع البروتوكول يوم 19 ديسمبر الماضي.
لافروف يطالب بوقف العنف في سوريا في مكالمة هاتفية مع العربي
الشرق الأوسط...موسكو: سامي عمارة... كشفت وزارة الخارجية الروسية عن مكالمة هاتفية جرت بين سيرغي لافروف وزير الخارجية ونبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية تناول خلالها الجانبان تطورات الأوضاع في سوريا والدور الذي تقوم به بعثة المراقبين العرب هناك. وقالت الخارجية في بيانها الصادر بهذا الشأن إن العربي أطلع الوزير الروسي على الظروف التي تعمل في ظلها بعثة مراقبي الجامعة العربية على ضوء نتائج اجتماع اللجنة الخاصة للجامعة العربية الذي انعقد في الثامن من يناير (كانون الثاني) الحالي. ومن جانبه أعلن لافروف تأييد بلاده للجهود التي تقوم بها بعثة المراقبين فيما أعرب عن تقديره لما توصلت إليه لجنة الجامعة العربية من نتائج. وأكد الوزير الروسي ضرورة وقف العنف من جانب كل الأطراف مشيرا إلى أهمية ألا يقتصر عمل بعثة الجامعة على متابعة كيفية تنفيذ السلطات السورية لالتزاماتها وحسب بل وأيضا لمتابعة الأعمال «التخريبية» التي تقوم بها المجموعات المسلحة والتي قال إن المعارضة يجب أن تعلن عدم علاقتها بها لصالح إقامة حوار وطني واسع حسبما نصت على ذلك مبادرة جامعة الدول العربية. وتطرق الحديث كذلك إلى متابعة تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط بما في ذلك المسائل المتعلقة بعمل الرباعية الدولية واستئناف المباحثات الفلسطينية الإسرائيلية بموجب البيان الذي أصدرته الرباعية في اجتماعها الأخير في نيويورك بتاريخ 23 سبتمبر (أيلول) الماضي.
كلينتون: خطاب الأسد مثير للسخرية.. واستفزازات إيران مقلقة

حمد بن جاسم: دمشق ليست لديها الرغبة في وقف القتل.. وأقول للأسد «إذا كانت الجامعة العربية لها 6 عقود من الفشل.. فالحكم في سوريا له 4 عقود»

 
جريدة الشرق الاوسط... واشنطن: هبة القدسي ... نفت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، بشكل قاطع، وجود أي علاقة للولايات المتحدة بحادث مقتل العالم النووي الإيراني مصطفى روشان.
وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني «إن استفزازات إيران تثير القلق، وتهديداتها بإغلاق مضيق هرمز تثير الاستفزاز لنا ولشركائنا في المنطقة، والمضيق هو جزء من شريان الحياة لنقل الغاز والنفط، ومن المهم أن نتحدث بأوضح العبارات لبيان مخاطر هذه الاستفزازات. ونحن نمد أيدينا للإيرانيين، وأنكر تماما وكلية أي مشاركة أو علاقة للولايات المتحدة بأي أعمال عنف حدثت في إيران».
بينما شدد وزير الخارجية القطري على رفضه لإثارة أي توتر عسكري في خضم الأزمة الإيرانية، وقال «إيران دولة مهمة وقريبة من قطر، ونعتقد أن علينا أن نجد طريقا للعيش بطريقة سلمية، ونؤمن بأن الحوار السياسي مهم لحل المشاكل بين إيران والمجتمع الدولي، ولا بد أن يكون الحوار جادا ومثمرا ويهدف إلى التوصل للخروج من الأزمة والحيرة، ولا نريد أي توتر عسكري، ونحن ضد أي توتر عسكري، وأفضل السبيل هو الحوار الجاد بين الأطراف المعنية».
وفي الشأن السوري، أكدت كلينتون دعم بلادها لجهود الجامعة العربية، وقالت إن بعثة المراقبين العرب من الجامعة العربية في سوريا لا يمكن أن تستمر إلى أجل غير مسمى، ووصفت الخطاب الذي ألقاه الرئيس السوري بأنه خطاب يثير السخرية وتقشعر له الأبدان، ولم يقدم سوى أعذار ملقيا اللوم على المؤامرات والدول الأجنبية.
وفي رده على سؤال حول اتهامات الرئيس السوري بشار الأسد للجامعة بأنها تنفذ مخططات غربية، وأن جهات أجنبية تقف وراء موقف الجامعة من سوريا، قال الشيخ حمد «ليس من المهم من يتهم من، وإنما المهم أن يتعاون الرئيس الأسد مع الأفكار والجهود العربية لحل الأزمة، وهو (الرئيس الأسد) يقول إن الجامعة لديها ستة عقود من الفشل، وأقول له إن في سوريا أربعة عقود من الحكم سيحكم الشعب السوري عليها إذا كانت ناجحة أم فاشلة. ولا نريد تشتيت الأنظار عن الموضوع الأساسي، وهو وقف القتل وإطلاق سراح المعتقلين والسماح بدخول الإعلاميين إلى سوريا، وإلى الآن لم نر وقفا للقتل، وسننظر يوم 19 يناير (كانون الثاني) تقرير المراقبين وكيفية حل الأزمة، وواضح بعد الاعتداء على المراقبين العرب أمس أن الحكومة السورية غير مستعدة لإجراء أي تغيير في منهجها في حل الأزمة وفق رغبة الشعب السوري».
وأضاف وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني أن «مهمة المراقبين العرب في سوريا إلى الآن ناجحة، ونأمل أن تقود إلى حل للأزمة، وستستمع الجامعة يوم 19 من الشهر الحالي إلى تقرير المراقبين، ولن نسمح بترك الموقف كما هو، وأن يتم قتل الشعب السوري على يد حكومته». وأكد وزير الخارجية القطري «إنها مسؤولية على عاتق المجتمع الدولي كله، ونأمل في حل القضية داخل البيت العربي، لكن الحكومة السورية لا تساعدنا، وما زال القتل مستمرا».
وأشار وزير الخارجية القطري إلى جملة القضايا الإقليمية التي ناقشها مع نظيرته الأميركية، وقال «ناقشنا أيضا الأزمة في اليمن، ونرغب أن نستمر في حل الأزمة كما هو مخطط، وناقشنا الوضع المتوتر في الخليج وكيفية تخفيف هذا التوتر، إضافة إلى مشكلة أخرى هي النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، ونحاول أن نجد طريقا لحله، وسعداء بجهود اللجنة الرباعية، لكن لا بد من التوصل إلى نتائج والتوقف عن بناء المستوطنات الإسرائيلية».
وفي إجابة عن سؤال حول إنشاء مكتب لحركة طالبان في قطر، أكدت وزيرة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة تشترك مع قطر في رؤيتها لتقرير الاستقرار في أفغانستان وبناء دولة ديمقراطية وتحقيق الأمن، وقالت «إن الاستراتيجية الأميركية تجاه أفغانستان ترتكز على ثلاثة عناصر، هي مكافحة عمليات العنف المسلحة ضد المصالح الأميركية وقوات حلف الناتو، وحل المشكلة الأمنية الأفغانية والاهتمام بمستقبل أفغانستان. وقد أمضينا عشر سنوات لتحقيق عملية انتقال كاملة لتحقيق الأمن، ونقف مع الشعب الأفغاني ضد من يستخدم العنف ضد الأبرياء، وعازمون على الدفاع عن مصالح أفغانستان».
وأكدت كلينتون أن الولايات المتحدة مستعدة لدعم عملية مصالحة مع طالبان يقودها الأفغان أنفسهم، وقالت «هناك أمل في إنهاء النزاع وتحقيق مصالحة وإجراء مفاوضات حقيقية، وقد قدمت حكومة قطر مساعدات، وخرجت تصريحات إيجابية من كل من طالبان والرئيس الأفغاني حميد كرزاي، لدعم المناقشات ودعم هذا المكتب السياسي في قطر، وما زلنا في المراحل الأولية للإقرار بأن العملية جيدة، وعلى كل من الحكومة الأفغانية والمجتمع الدولي الإصرار على نبذ العنف واحترام الدستور وحماية حقوق المرأة والأقليات». وأضافت كلينتون «سنواصل التشاور مع الأفغان وشركائنا في قطر من أجل ضمان مستقبل أفضل للشعب الأفغاني، لكننا لم نتخذ أي قرار أو خطوات لإطلاق سراح المعتقلين من طالبان من سجن غوانتانامو».
وأوضح الشيخ حمد أن استضافة قطر للمكتب السياسي لحركة طالبان هي جزء من السياسة الخارجية لدولة قطر التي تقوم على نزع فتيل التوتر في المنطقة والتوصل إلى أرضية مشتركة للحوار، وقال «قطر تحاول أن تكون سفيرا للسلام كجزء من سياساتنا الخارجية، ونعتقد أن هناك فرصة ممتازة لتخفيف التوتر خاصة أن المنطقة شهدت توترات كثيرة، وآن الأوان لحل تلك التوترات».
سوريا.. هل تريد أن تضحك؟

طارق الحميد... جريدة الشرق الاوسط

بالتأكيد، المواطن العربي في حاجة ماسة للضحك، ولذا نزفّ له هذا الخبر، حيث يقول الرئيس السوداني إن بلاده ترتبط بعلاقات حميمة مع النظام السوري، إلا أن «هذه العلاقات لم تمنع الخرطوم من أن تعبر عن رأيها.. ونتحدث عن ضرورة عمل إصلاح في سوريا»!
فالرئيس عمر البشير يحث بشار الأسد على ضرورة الإصلاح، بل ويقول ناصحا الأسد إن «الاستقرار في سوريا وأمنها بالنسبة للسودان أمر حيوي ولكن هذا لا يمكن أن يتم إلا بحكومة مرتبطة بقاعدتها». والمقصود بقاعدتها هنا بالطبع ليس تنظيم القاعدة وإنما الشعب والمواطنون، وهذا كلام يصدر من رئيس جاء بالانقلاب العسكري، وأمضى قرابة العقدين بالحكم، وقسم السودان بعهده، وملاحق من المحكمة الجنائية الدولية بتهم ضد الإنسانية، وذهب في بلاده قرابة المليون قتيل بسبب الحروب وحملات القمع، سواء بدارفور، أو غيرها، ومعظم خصومه السياسيين إما معتقلون، وإما ملاحقون أو مهددون، ويقوم بإسداء النصائح لبشار الأسد، بل ويطالبه بالإصلاح وضرورة أن تكون الحكومة بدمشق نابعة من القاعدة الشعبية!
حقا إن شر البلية ما يضحك، ولا أظن أن هناك جغرافيا بالعالم فيها هذا الكم من الكوميديا المبكية مثل منطقتنا. والمحزن، أو المضحك، حيث تساوت الأمور، أن الرئيس السوداني يقول: «إننا موجودون في سوريا من خلال لجنة المراقبين لنقل حقيقة الأوضاع، ونحن قطعا مع الشعب السوري ونريد الأمن والاستقرار لسوريا باعتبارها دولة مهمة جدا من دول المواجهة»، قاصدا ترؤس الفريق السوداني مصطفى الدابي لوفد المراقبين العرب بسوريا، الوفد الذي حضر بعضه سرادق العزاء الذي أقامه النظام الأسدي لمن قال إنهم قتلوا بالعملية الانتحارية التي تمت يوم الجمعة الماضي في دمشق، والتي تقول المعارضة السورية إنها من تدبير النظام. فإذا كان عمل المراقبين العرب لا يختص بوقف القتل وحماية المدنيين، وليس مطلوبا منهم، أي المراقبين، الإدلاء بأي تصريحات من داخل سوريا، فهل من صميم عملهم خدمة الدعاية الأسدية؟ بل وهل رئاسة هذا الوفد العربي أمر يدعو للفخر؟ خصوصا أن الفريق الدابي يقول إن عمل المراقبين قد يتطلب أمدا طويلا، بل ولمح إلى سنوات، خصوصا عندما قال إن العمل الذي قامت به لجان المراقبة بأفريقيا استمر منذ 2004 وحتى اليوم!
أمر محزن، مضحك، وهذا أقل ما يمكن قوله، بل كان الله في عون السوريين العزل، طالما أن ناقل رسائل الجامعة هو خالد مشعل، ورئيس المراقبين من مخابرات الرئيس السوداني الذي بات يحاضر حول ضرورة الإصلاح، وضرورة أن تكون الحكومة نابعة من الشعب، وهذه بذاتها قمة الكوميديا المضحكة، ولكنه ضحك كالبكاء لا شك، كما أن ما يحدث بحق سوريا، عربيا، يجعل المرء يحزن على مستوى الدبلوماسية العربية، خصوصا ممن هم ذوو مقدرة ولكنهم يتفرجون على أزمة تعصف بدولة عربية مختطفة من قبل إيران، ويلعب بها اليوم من لم ينجزوا منجزا واحدا طوال حياتهم السياسية.
يا خسارة!
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 157,050,140

عدد الزوار: 7,053,142

المتواجدون الآن: 69