أمين عام «الجماعة الاسلامية» في لبنان: «حزب الله» يشتري الذمم...الحريري نفى إشاعة اغتياله في الرياض: تهديد في ذاته وجزء من الحرب النفسية ضدنا

وهاب هاجم مشعل... وقنديل سأل عزمي بشارة عن أموال قبضها...جنبلاط في «مرمى نيران» الموالين لسورية

تاريخ الإضافة الأحد 8 كانون الثاني 2012 - 7:05 ص    عدد الزيارات 2529    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

وهاب هاجم مشعل... وقنديل سأل عزمي بشارة عن أموال قبضها
جنبلاط في «مرمى نيران» الموالين لسورية
بيروت - «الراي»
حجب «هدير» التطورات «المتفجّرة» في سورية الملفات اليومية التي «تلهو» بها بيروت التي تبدو اسيرة «ستاتيكو» سياسي على قاعدة لا تراجُع الى الوراء ولا تقدُّم الى الامام بانتظار ان تتضح اتجاهات الريح في الأزمة السورية.
وفيما كان المشهد السوري يرسو على انفجار في حي الميدان الدمشقي وعلى «جمعة تدويل الازمة مطلبنا» في ساحات الثوار، كان لبنان في ما يشبه «استراحة محارب» فرضتها عطلة عيد الميلاد لدى الارمن الارثوذكس والتي انحسرت معها المنازلات على ملفات الاجور والتعيينات، وان كانت كل المؤشرات تدلّ على ان الاسبوع الطالع سيشهد استئناف «صولات وجولات» جديدة بين أطراف حكومة الرئيس نجيب ميقاتي حيال هذين العنوانين، كما بين قوى 8 و14 آذار بازاء كلام وزير الدفاع فايز غصن عن تسلل عناصر من «القاعدة» من بلدة عرسال البقاعية الى سورية.
ووسط هذا المناخ، ألقى الحدَث السوري بثقله على الواقع اللبناني من بوابة الهجمة المتصاعدة من الموالين لدمشق على رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط الذي كان حسم قبل ايام خياراته بازاء الازمة السورية على قاعدة «قوة الضعفاء»، راسماً معادلة «ان لا حل الا بتغيير جذري للنظام» وداعيا «بني معروف في سورية» الى «الاحجام عن المشاركة مع الشرطة أو الفرق العسكرية التي تقوم بعمليات القمع ضد الشعب السوري».
واذا كانت القوى الأكثر التصاقاً بسورية عاجلت الزعيم الدرزي بوابل من «النار» السياسية، فاللافت انه في موازاة كسر جنبلاط «الجرّة» مع نظام الرئيس بشار الاسد ان حلفاء دمشق في لبنان ولا سيما «حزب الله» وحركة «امل» (بقيادة رئيس البرلمان نبيه بري) ما زالوا يلوذون بصمت يكاد «دويّه» ان يوازي «قنبلة» رئيس «جبهة النضال».
فباسثتناء موقف اعتراضي من فاعليات درزية قريبة من النظام السوري وكلام للوزير السابق ناصر قنديل، فان «عاصفة» ما اعلنه جنبلاط في تفاعلاتها المحلية بدت كأنها محكومة باعتبارات متعددة لأطراف الداخل اللبناني من حلفاء سورية الذين يَظهرون على انهم يحاذرون «ادارة الظهر» كلياً لجنبلاط، اما للحساب «الاستراتيجي» المتمثل في الرغبة في الحفاظ على الحكومة التي وُلدت من «رحم» اكثرية جديدة شكّل الزعيم الدرزي عنصر اكمال نصابها، واما حرصاً على ابقاء «نقطة وصل» مع «الفريق الآخر» في لبنان وتحديداً «تيار المستقبل» في حال انتهى مسار الأزمة السورية الى انهيار النظام ولا سيما ان جنبلاط بدا في انعطافته الاخيرة بازاء الملف السوري على «الموجة العالية» نفسها لرئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري.
وكان النائب فادي الاعور (من كتلة النائب طلال ارسلان) والنائب السابق فيصل الداوود (قريبان من سورية) اعلنا «ان ما صدر عن النائب جنبلاط بخصوص الوضع في سورية يكشف عن توغله في التدخل بالشأن السوري الداخلي، وانحيازه الى جانب المؤامرة على سورية، وهو لم ينقلب على موقفه بعد استعادة علاقته مع القيادة السورية، بل هو تلقى أمر عمليات أميركية كما في كل مرة، ليبدل موقفه وموقعه، بأن النظام السوري سيسقط، فيراهن على ذلك ويخطئ في التقدير ويقدم اعتذاره، ليعود الى دمشق التي تفتح له أبوابها، فيعود بعد مدة ليغدر بها». واعتبرا «ان جنبلاط يعبر عن رأيه، والدروز ليسوا طائفة للايجار، وسيأتي اليوم الذي سينتفضون ليتحرروا من الطغاة في طائفتهم، وجنبلاط احد رموزهم الذي هو دائما في ساعة «تخل» و«مزنوك».
وانضمّ الوزير السابق قنديل الى مهاجمي جنبلاط مذكراً اياه بمشروع «بناء دولة درزية بالتنسيق مع اسرائيل (...) والرهان على الأزمة في سورية لتقسيمها دويلات طائفية، منها دويلة تضم جبل لبنان وحاصبيا والسويداء وحل اداري في ظل الاحتلال لضم دروز الجولان والجليل»، داعيا رئيس «جبهة النضال» الى «الاعتزال المبكر للسياسة ضناً بالدروز واللبنانيين لأن حلم الدولة الدرزية وسواس قاتل وفكرة شيطانية لن تبصر النور».
وتطرق الى ما ورد في «كلام المنشق السوري المسمى كبير مفتشي وزارة الدفاع (سليمان الحاج احمد)»، الذي كان اتهمه مع لبنانيين آخرين بانهم على «جدول القبض» في وزارة الدفاع السورية، فقال: «بعد البحث والتدقيق تبين أن المتحدث اسمه أبو شاروخ لأنه من مستوى موظفي الدرجة العاشرة يشتغل بسرقة فواتير غير مسددة كمدني عامل في احد مكاتب المحاسبة لادارة المحاضرات في كلية الدفاع الوطني، وكان يحجز للضيوف كل سنة مرة في الميريديان ويتسلم باسم كل مشارك مئتي دولار بدل ضيافة يقوم بسرقتها»، شارحاً انه عندما كان يعرض عليه ابو شاروخ مبلغاً يوازي مئتي دولار مخصص عادة لتبضُّع المشارك في المحاضرات كان يتركها له.
واضاف: «من قبضوا مالاً وصنعوا مجداً على ظهر سورية كانوا أول من طعنها، واسألوا عزمي بشارة». وفي سياق آخر، لفت انتقاد الوزير السابق وئام وهاب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل اذ قال عبر تلفزيون «الدنيا»: «أحترم «حماس» كحركة مقاومة لاسترجاع فلسطين، ولكن الموقف التاريخي لبشار الأسد لا يُرَدّ عليه بالصمت»..
           
تبنى قراءة الثورة السورية لتفجير دمشق
الحريري نفى إشاعة اغتياله في الرياض: تهديد في ذاته وجزء من الحرب النفسية ضدنا
 بيروت ـ «الراي»
نفى الرئيس السابق للحكومة اللبنانية زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري «الشائعة الكاذبة حول اغتيال مزعوم لي في الرياض»، مؤكداً «انها فبركة سياسية، وجزء مما يعتقدون أنها حرب نفسية ضدنا، وأطمئنهم أن هذا لم ينفع ولن ينفع أبدا». واذ اعلن الحريري لمتتبعيه عبر موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي «ان وجودي معكم هو تكذيب طبيعي للشائعة عن الاغتيال المزعوم»، وصف هذه الشائعة بانها «تهديد في ذاتها»، مضيفاً: «لأنهم يئسوا من إبعادي عنكم يريدون الآن استخدام أدوات الحرب النفسية التي قلت أنها لن تنفع، لا معي ولا معكم». ورداً على سؤل حول الانفجار في حي الميدان في دمشق، استوقف زعيم «المسقبل» توقيت الانفجار «قبل 24 ساعة من اجتماع اللجنة العربية»، متةقفاً ايضاً عند «المكان، ساحة الميدان، التي هي نقطة أساسية للحراك الشعبي في دمشق». وفي حين شدد على «اننا ندين كل الأعمال الإرهابية»، قال: «لقد أشارت الثورة السورية إلى الأهداف الحقيقية وراء انفجار حي الميدان وحددت الفاعل».
ورداً على سؤال رأى «ان حكومة بشار الأسد في لبنان لا يمكنها أن تقرر إرسال مراقبين لمراقبة أعمال النظام الذي عيّنها في دمشق».وحين قيل له في مجال آخر متى تظهر اسماء القتلة الحقيقيين في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري؟ اجاب: «لقد ظهروا».
           
أمين عام «الجماعة الاسلامية» في لبنان: «حزب الله» يشتري الذمم
بيروت - «الراي»
انتقد الأمين العام لـ «الجماعة الاسلاميّة» في لبنان ابراهيم المصري طريقة عمل «حزب الله»، سائلاً «هل يُعقل أن تقوم حركة اسلاميّة بشراء الذمم، وضعاف النفوس؟». واشار المصري في حديث صحافي الى «شراء» الشبّان في طرابلس، وقال: «كلّما وجدوا شباباً في حيّ أو منطقة، دفعوا للواحد منهم بين 300 و500 دولار شهرياً. في بعض الأحيان يدفعون لرجال الدين، ثم يقومون بتفتيت الحركات الاسلاميّة»، لافتاً الى كيفية «مساهمة «حزب الله» في تفتيت حركة التوحيد الاسلامي الى عدّة فروع»، ومضيفاً: «لكن هؤلاء الشبان يشتمون حزب الله وايران في الصالونات المغلقة»..
           
«قمنا بتوزيع حصص غذائية متواضعة لمحتاجين فقط لا غير»
وهاب للأطرش: كاذِب اتهامك لي بتسليح أبناء السويداء
بيروت - «الراي»
تفاعل الاتهام الذي وجّهته الناطقة باسم المنظمة السورية لحقوق الانسان (سواسية) منتهى الأطرش عبر «الراي» (في عددها الصادر امس) للوزير السابق وئام وهاب بتوزيع السلاح ودفع المال لدروز سورية للانخراط في فرق «الشبيحة»، داعية انطلاقاً من ذلك «الاستاذ وليد جنبلاط الى وضع حد لتصرفات وهاب، هذا الشخص السيئ».
وقد ردّ وهاب مرّتين على الأطرش، وهي ابنة سلطان باشا الأطرش قائد الثورة السورية الكبرى ضد الانتداب الفرنسي العام 1925، الاولى في بيان صدر عن أمانة الاعلام في حزبه (التوحيد العربي) والثانية «بالصوت والصورة» خلال مقابلة مع تلفزيون «الدنيا»، وفي المرتين نفى الوزير السابق كلام الناطقة باسم «سواسية» مهاجماً اياها بعنف. ففي بيان أمانة الاعلام في «التوحيد العربي» جاء: «يبدو أن الانسة منتهى الأطرش لم تعد تجد أي دور لها الا اتهام أبناء جلدتها بتسلح مزعوم. وحتى لا ندخل في جدل مع هذه الانسة التي لا قيمة لها الا أنها ابنة سلطان باشا الأطرش، نريد أن نطرح عليها بعض الأسئلة:
أولاً: نتمنى عليها أن تسمي لنا شخصاً واحداً حصل على سلاح من الوزير وئام وهاب في السويداء.
ثانياً: نتمنى عليها أن تسمي لنا شخصاً واحداً حصل على أموال ليقوم بدور معين.
ثالثاً: لقد قام حزب التوحيد العربي في السويداء بتوزيع حصص غذائية متواضعة لمحتاجين وأرامل وأيتام فقط لا غير».
اضاف: «كم كنا نتمنى أن يسمح وقت الانسة الأطرش المقيمة خارج محافظة السويداء أن تتولى هي هذه المهمة عنا وتزور هؤلاء الفقراء وتطلع على مشاكلهم».
وعبر تلفزيون «الدنيا»، توجّه وهاب الى الاطرش قائلاً: «أعتقد أنّ والدكِ سلطان باشا الأطرش، من تحت ترابه، لا يقبل بما تتفوّهين به من قلّة ضمير، فضميري لا يسمح لي بتسليح أي سوري لقتل أخيه السوري، واتهامك لي بتسليح أبناء السويداء كاذب، وقد سمحتُ لنفسي بالردّ عليكِ، رغم أنني لا أردّ على التافهين أمثالك، فاعلمي أنّ كرامة الناس ليست ملكاَ لكِ»..
 
قلق لبناني من «استيراد» الأزمة السورية ومخاوف من ردود الفعل في حال تدويلها
السبت, 07 يناير 2012
الحياة..بيروت - محمد شقير
 

تتخوف قيادات في الأكثرية وفي المعارضة في لبنان من ارتدادات الأزمة المتمادية في سورية على الوضع الداخلي على رغم النصائح التي أسدتها اليهم جهات دولية بعدم استيرادها لما سيكون لها من تأثيرات في العمق على الاستقرار العام، وكذلك على العلاقات بين الأطراف المحلية المنقسمة بين رهانين، الأول يتصرف على أن النظام السوري سيخرج من أزمته أكثر قوة وسينجح في نهاية المطاف في استيعاب ما يدور في بلده، والثاني يعتبر ان سقوطه حتمي مهما طال الانتظار وهذا يستدعي الالتفات الى ترتيب البيت اللبناني بما يضمن حمايته من التداعيات ومن ردود فعل البعض على سقوطه.

وعلمت «الحياة» من مصادر سياسية مواكبة لمجريات الأحداث في سورية أن الاختلاف في الرهان على مستقبل الوضع فيها لا يلغي القلق الذي يشوب الأكثرية والمعارضة على السواء من ارتدادات الأزمة السورية، خصوصاً في ظل ارتفاع منسوب تدويلها على خلفية أن دور المراقبين العرب سيتراجع تدريجاً وأن الفرصة المتاحة لتطبيق المبادرة العربية أخذت تضيق.

واعتبرت المصادر نفسها أن بقاء حكومة الرئيس نجيب ميقاتي أو رحيلها يعتبران أمراً ثانوياً قياساً على حجم المخاوف المترتبة على تداعيات الأزمة السورية على الساحة الداخلية. وقالت ان هذا التوصيف للحكومة لا يعني ان المعارضة المتمثلة في «قوى 14 آذار» اتخذت قرارها بتصعيد حملتها عليها من أجل الإطاحة بها بمقدار ما انها تتهيب منذ الآن المشهد السياسي المرتقب وأن أطرافاً رئيسة فيها تلتقي مع رغبة رئيس «جبهة النضال الوطني» وليد جنبلاط بعد تطيير الحكومة لقطع الطريق على إقحام البلد في فوضى سياسية يمكن ان تهدد الاستقرار العام.

تعطيل جنوح عون

ولفتت المصادر عينها الى ان للرئيس ميقاتي والكتلة الوسطية وعلى رأسها الوزراء المنتمون الى جبهة النضال قدرة على تعطيل جنوح رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون في إصراره على جذب مجلس الوزراء ليكون الى جانبه في التشفي من عدد من الرموز الأمنية والسياسية في الدولة.

ورأت ان المعارضة تخطئ إذا ما اعتبرت ان جنبلاط يعيد النظر في حساباته السياسية على طريق الانضمام الى قوى 14 آذار، وقالت ان للأخير رؤيته الخاصة وأن موقفه من الأحداث الجارية في سورية لا يملي عليه العودة الى عرينه السابق، بل يسعى ما أمكن الى تحييد الساحة اللبنانية عن ارتدادات الأزمة السورية، لأن البديل سيكون المزيد من الاحتقان المذهبي والطائفي.

وأكدت ان جنبلاط ليس في وارد الخروج من الحكومة لأن البديل غير متوافر حتى الساعة، ولأن انسحابه منها يعني الإسراع في اندفاع البلد الى حرب سياسية جديدة وهذا ما يحتم عليه عدم الإقدام على مغامرة سياسية من العيار الثقيل.

وتابعت: «معظم حلفاء سورية وأولهم «حزب الله» لم يكونوا مرتاحين لموقفه الأخير من الأزمة في سورية، لكن الحزب تحديداً يحرص في الوقت ذاته على إبطال الذرائع لتبرير جر البلد الى أزمة حكم جديدة وهو يلتقي مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري ولو من موقع الاختلاف في شأن التطورات المتسارعة في سورية حول ضرورة الحفاظ على الحد الأدنى من التهدئة».

وأوضحت المصادر ان دعوة جنبلاط لاستئناف الحوار بتأييده موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في هذا الخصوص هي في محلها الآن ليس لرهانه على ان المشاركين سيتوصلون الى تفاهم حول القضايا التي ما زالت عالقة وأبرزها الاستراتيجية الدفاعية للبنان وسلاح «حزب الله»، وإنما لاعتقاده بأن العودة الى الحوار يمكن ان تشكل شبكة أمان أمنية وسياسية للبلد تخفف من وطأة الأزمة السورية على لبنان.

وأضافت أن جنبلاط ضد القطيعة القائمة بين «تيار المستقبل» بزعامة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري وبين «حزب الله» وحركة «أمل» ظناً منه أن التواصل ضروري حتى لو تعذر عليهم الوصول الى تفاهم ما.

وقالت إن استحضار الماضي في الالتفات إلى كيفية مواجهة الاحتمالات الناجمة عن الأزمة السورية يمكن ان يعوق التفاهم على آلية تؤمّن الحفاظ على الاستقرار، مشيرة في الوقت ذاته الى ان موقف قوى 14 آذار من استئناف الحوار معروف لكنها يمكن ان تعيد النظر فيه إذا ما أصر سليمان على الدعوة للحوار، وهو موقف تلاقى بالأمس مع بيان مجلس المطارنة الموارنة في موضوع تنفيذ ما اتفق عليه في الحوار السابق حول جمع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وضبطه داخلها ونزع السلاح الآخر من المدن.

وكشفت المصادر أن 14 آذار وإن كانت تراهن على سقوط النظام في سورية، فهي في المقابل لا تملك القدرة على إرباك الوضع في الداخل، اضافة الى أن ليست لديها رغبة في دفع الأمور الى حافة الهاوية.

وأكدت أن المعارضة اتخذت قرارها في هذا الخصوص بالإجماع وهي تواكب الوضع في الداخل في ضوء الاحتمالات المترتبة على بلوغ الأزمة في سورية مرحلة اللاعودة مع طرح تدويلها على بساط البحث، كما تتدارس رد فعل «حزب الله» باعتبار انه ستكون لأي قرار يتخذه مفاعيله السياسية.

كيف تتعامل الأطراف مع تدويل الأزمة؟

وفي هذا السياق سألت المصادر نفسها إذا كان تدويل الأزمة سيدفع باتجاه تأزيم الوضع في لبنان في ضوء ما يتردد من أن بعض الأطراف الرئيسة في الحكومة تدرس العودة الى اثارة ما كان أشار اليه وزير الدفاع الوطني فايز غصن من وجود تنظيم «القاعدة» في عرسال وإنما هذه المرة في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء الثلثاء المقبل برئاسة رئيس الجمهورية.

واعتبرت المصادر ان طرحه يعني الضغط في اتجاه توحيد الرؤية من اعلان غصن عن وجود لـ «القاعدة» في لبنان وصولاً الى تبني موقفه بغية وضع حد للإرباك الحكومي الذي تجلى بعدم تبني موقفه بالكامل من جانب حلفاء وزير الدفاع قبل الآخرين.

وأضافت: «مجلس الوزراء لم يصدر في أعقاب جلستين عقدهما أي موقف مؤيد لاتهامات غصن، والتوجه ذاته انسحب على اجتماع المجلس الأعلى للدفاع برئاسة رئيس الجمهورية»، مؤكدة ان هذه الجلسات غيّبت تماماً أي حديث عن «القاعدة».

وتابعت: «غصن لم يطلع مجلس الوزراء ولا مجلس الدفاع على ما لديه من معلومات دفعته الى اتهام «القاعدة»، وهذا ما شكل انزعاجاً لحلفاء سورية في لبنان الذين تلقوا أخيراً إشارات غير مريحة من القيادة السورية».

إعادة تكوين ملف الاتهام

ومع أن المصادر المواكبة لم تجزم ما إذا كان مجلس الوزراء سيتبنى اتهامات وزير الدفاع أم أنه سيحاول مجدداً «تدوير الزوايا» بغية تحاشي أي تباين في وجهات النظر من هذه الاتهامات، فإنها رأت ان الضغط السياسي لم يتوقف لإصدار بيان واضح يمكن ان يشكل ملفاً اتهامياً لـ «القاعدة» تضيفه دمشق بضمه الى ما لديها من ملفات للدفاع عن موقفها في حال تقرر وضع تدويل أزمتها على جدول أعمال مجلس الأمن الدولي في ضوء ما لوّح به بالأمس رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في معرض تقويمه لدور المراقبين العرب في سورية.

وقالت ان تبني الحكومة اللبنانية موقف وزير الدفاع من «القاعدة» يفتح الباب أمام النظام السوري لشن حملة مضادة ضد الاتهامات الموجهة اليه وتقديمها للمجتمع الدولي على ان ما يجري في سورية ما هو إلا صراع بين الإرهاب والرغبة في الإصلاح وأن المعارضة في الخارج تؤمّن الغطاء لمن يلعب بالاستقرار.

هل من حكومة سورية جديدة؟

الى ذلك، كشفت أوساط سياسية مقربة من دمشق عن وجود نية لدى الرئيس بشار الأسد في اقالة الحكومة الحالية وتشكيل حكومة مختلطة تكون للمعارضة في الداخل حصة وازنة فيها، وقالت لـ «الحياة» ان للتغيير الحكومي أسبابه، أبرزها من وجهة نظر النظام تنفيس أجواء الاحتقان وإطلاق إشارة في اتجاه المجتمع الدولي، وفيها ان التغيير ينم عن رغبته في تحقيق ما وعد به من إصلاحات.

وأكدت هذه الأوساط ان النظام في سورية سيستخدم التغيير الحكومي في وجه المحاولات الرامية الى تدويل الأزمة، اضافة الى انه يشكل خطوة للانتقال من موقع الدفاع إلى الهجوم، بصرف النظر عما ستؤول اليه اجتماعات مجلس الأمن الدولي، مشيرة الى انها تتوقع من حلفاء سورية في لبنان اصدار مواقف داعمة للرئيس الأسد من دون أن تجزم بأنها ستأخذ في طريقها رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» على موقفه الداعم لـ «قوة الضعفاء» في مواجهة القمع.

إلا ان الأوساط نفسها اعتبرت ان عدم انخراط «حزب الله» في الحملة على جنبلاط يفقدها «الصوت الوازن»، علماً ان الحزب لم يصدر حتى الساعة أي رد فعل على رغم ما يشاع من انه لم يكن مرتاحاً لموقفه. علماً ان رد فعله سيكون المؤشر الأساس لما سيكون عليه الوضع في ضوء التباين في تقدير طبيعته.


المصدر: جريدة الرأي العام الكويتية

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,215,030

عدد الزوار: 6,940,812

المتواجدون الآن: 145