الأردن: حرق مقر «الإخوان» في المفرق...بارزاني: الأكراد لن يقفوا مع الشيعة ولا مع السنّة إذا تفجر صراعهما...السيستاني يدعو السياسيين للخروج من حصونهم لحل أزمات العراق

العراق: حرب مبادرات تعرقل الحوار...التحالف الشيعي يوحد صفوفه لمنع انهيار الحكومة

تاريخ الإضافة الأحد 25 كانون الأول 2011 - 6:57 ص    عدد الزيارات 2301    التعليقات 0    القسم عربية

        


العراق: حرب مبادرات تعرقل الحوار
الحياة..بغداد - مشرق عباس

خمس مبادرات، على الأقل، اطلقتها اطراف عراقية مختلفة لتدارك تحديات الأزمة السياسية والامنية المحتدمة، بالتزامن مع رحيل القوات الاميركية، لكنها (المبادرات) اصبحت جزءاً من الازمة نفسها وبدأت تعرقل التوصل الى طاولة حوار.

الرئيس جلال طالباني اطلق، باسم رئاسة الجمهورية قبل اسابيع، مبادرة للحوار لمواجهة الازمة السياسية وتحديات مرحلة ما بعد الانسحاب، على ان تشمل القوى السياسية داخل البرلمان وخارجه. لكن قادة في ائتلاف رئيس الحكومة نوري المالكي قالوا عن هذه المبادرة، إنها «تعيد العراق الى المربع الاول وتتجاوز الدستور». وعاد المالكي لاطلاق مبادرة باسم «مجلس الوزراء» للحوار، تشبه تماماً مبادرة طالباني.

وإضافة الى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، أطلق زعيم تيار الصدر مقتدى الصدر مبادرة لتوقيع «ميثاق شرف» للتعهد بحفظ امن البلاد واستقرارها بعد الانسحاب الاميركي، وأجرت وفود من التيار مشاورات بين القوى المختلفة، فيما دعا زعيم «المجلس الاسلامي الاعلى» عمار الحكيم الى مبادرة لتطويق الأزمة «بين شركاء متساوين». وطالب رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني بـ «مؤتمر وطني» للغرض المعلن نفسه.

ويعتقد الناطق باسم رئيس الحكومة علي الموسوي أن «الحل الامثل هو جمع كل تلك المبادرات في واحدة بصرف النظر عن الطرف الذي سيرعاها. وقال ان «المالكي لم يرفض حتى الآن اي مبادرة بشكل رسمي لكنه ينتظر ان تنضج الظروف لتحويلها الى آلية عمل مقبولة من الجميع».

واللافت ان المبادرات التي تحمل عناوين متشابهة وجوهرها جمع زعماء القوى الرئيسية في العراق لم تتكامل وانما عمل كل منها في معزل عن الاخرى.

وكشف فخري كريم، السياسي والاعلامي المقرب من رئيس الجمهورية، ان اتصالات اجراها الاميركيون خلال اليومين الماضيين هدفها دفع القوى المختلفة للقبول بمبادرة المالكي التي اطلقها خلال مؤتمره الصحافي الاخير. وأبدى كريم استغرابه توجه واشنطن هذا، وقال لـ «الحياة» ان رئيس الوزراء «جزء من الازمة وهو طرف فيها وليس راعياً لمبادرة، فكيف يمكن ان تستجيب القوى المختلفة دعوته. الواقع يشير الى ضرورة ان يرعى الحوار طرف بعيد من الأزمة».

وبالفعل، أعلنت «العراقية» في بيان تلاه الناطق باسمها حيدر الملا رفضها دعوة المالكي الى الحوار باعتباره «المتسبب الرئيسي في الازمة السياسية، وهو ليس عنصراً ايجابياً... والكتلة تدعم كل المبادرات التي اطلقها الشركاء».

وأكد مقربون من المالكي في المقابل انه «ينتظر رداً ايجابياً من الاطراف الاخرى، ولن يستجيب أي مبادرة اذا كان هدفها اعادة آليات التوافقات السياسية السابقة وتحويل الحكومة الى طرف في النزاع السياسي».

وتبدو استراتيجية اطلاق المبادرات في هذه المرحلة غير مدروسة. فاهدافها متباينة، رغم عناوينها المتقاربة. فطالباني يشعر بأن دوره الدستوري كـ «راع للعملية السياسية» يحتم عليه البحث عن عقد جديد بين القوى المختلفة لمرحلة جديدة تماماً، وهو لا يخفي رفضه محاولات الغاء التوافق الوطني الذي أفرز الحكومة الحالية.

في المقابل، اكد المالكي خلال مؤتمره الصحافي الاخير ان مبادرته ستتوقف عند نقطة اساسية هي معرفة رغبة الشركاء في الاستمرار في حكومة الشراكة او التوجه الى حكومة الغالبية السياسية.

وعلق زعيم «العراقية» اياد علاوي على ذلك فقال: «لسنا موظفين في مجلس الوزراء كي تتم دعوتنا بشكل يمثل نزعة تسلطية لدى المالكي. فهو يريد ان يجتمع بنا كأننا موظفون لديه ... ان حل المشكلة لا يتم بهذه الطريقة، بل يجب ان يسبق الاجتماع ابداء نوايا حسنة لحل الخلاف من خلال اعتماد الدستور مرجعاً للخروج من الازمة التي تعانيها البلاد في هذه المرحلة الحرجة».

أما الصدر فليس متحمساً لاستجابة المبادرات، قبل توقيع الاطراف السياسية المختلفة «ميثاق الشرف» الذي يدعو إليه.

وفي هذا السياق لا تبدو الفرص كبيرة لخروج اي من تلك المبادرات، في حال نجحت، بحلول جذرية للازمة المشتعلة منذ اكثر من عام بين المالكي من جهة، وقادة «العراقية» من جهة اخرى. وقد بلغت اوجها مع انسحاب اخر جندي اميركي قبل ايام، واصدار مذكرة اعتقال بحق نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي وعزل نائب رئيس الحكومة صالح المطلك، والتهديد باتهام عدد اخر من قادة «العراقية» بالإرهاب، ما يترك الباب مفتوحاً امام خيارات تبدأ باعادة صوغ تحالفات جديدة ولا تنتهي عند تصعيد المواجهة سياسياً وامنياً.

 

 

الداخلية العراقية تعتبر قرب المزارع من الأنابيب النفط خطراً عليها
الحياة..البصرة – أحمد وحيد

أكدت وزارة الداخلية العراقية ان المناطق الزراعية القريبة من أنابيب النفط تشكل خطرا قد يساهم في تكرار حوادث تفجير الأنابيب في حين دعا مسؤول محلي إلى تغيير آلية الحماية النفطية للحقول.

ونقل بيان للوزارة عن مدير عام شرطة الطاقة اللواء الركن حامد عبدالله، قوله إن «المزارع المتروكة المنتشرة في هذه المناطق تشكل خطراً داهماً على أمن البلد واقتصاده المتمثل بالنفط المستخرج والاحتياط لذا يجب إجراء مسح دوري لهذه المناطق وتفتيشها، فضلاً عن قيام الجهات المعنية بإعادة النظر في ضوابط منح العقود الزراعية والتحقق من هوية المتعاقدين».

وأضاف إن «الوزارة ستتعامل بحزم في قضية الأسلحة التي تعثر عليها مع هؤلاء السكان، وكذلك مع المخالفين لضوابط التعاقد».

وزاد أن «المديرية أحبطت محاولات عدة لتفجير مواقع نفطية وتمكنت خلالها من اعتقال أشخاص بحوزتهم أسلحة متنوعة يشتبه بتخطيطهم لتفجير أنابيب في منطقة الزبير شمال البصرة».

وتابع أن «قوات المديرية طوقت المنطقة التي وقعت فيها تفجيرات الثالث عشر من الشهر الجاري والتي استهدفت حزمة الأنابيب بين مستودعي زبير 1 و2».

وتعرضت أنابيب لنقل النفط الخام والغاز في منطقلة الرميلة جنوب غربي البصرة لتفجيرين متزامنين بعبوات ناسفة تسببا بتضررها وتسرب النفط منها إضافة، إلى توقف الحقل عن الإنتاج بشكل اضطراري لمدة يومين. وتنتشر المناطق الزراعية قرب الكثير من آبار النفط في محافظة البصرة (490 كلم جنوب بغداد) فالرئيس العراقي الراحل صدام حسين كان قد سمح للمزارعين بالإقامة وزراعة الاراضي حول الحقول بموجب عقود ايجار سنوية.

وطالب عضو لجنة النفط والغاز في مجلس محافظة البصرة حسين علي حسين في تصريح إلى «الحياة»، وزارةَ النفط «بحماية الحقول النفطية والانابيب الناقلة للنفط الخام عن طريق شبكة الكترونية من خلال كاميرات تراقب الخطوط».

وأضاف أن «مديرية شرطة نفط الجنوب لديها افواج خاصة منتشرة حول المنشآت النفطية، ولكنها حمايات تقليدية ولا يمكن وضع كل فرد من افراد الشرطة قرب انبوب ناقل للنفط».

ودعا إلى أن «تخصِّص وزارة النفط مبالغ مالية لوضع كاميرات مراقبة لخطوط نقل النفط المختلفة للنقل والتصدير في المحافظة».

 

 

استنفار أمني في بغداد والشرطة تتوقع مزيداً من الهجمات
الحياة..بغداد – جودت كاظم

شهدت الشوارع والتقاطعات الرئيسية في بغداد انتشاراً أمنياً كثيفاً، تحسباً لوقوع تفجيرات جديدة بعد يوم من سلسلة هجمات بـ 19 سيارة مفخخة وعبوات ناسفة استهدفت أحياء شعبية، وأوقعت أكثر من 250 عراقياً بين قتيل وجريح.

وفيما توقع مسؤول أمني تصاعد الهجمات، دعا رئيس الوزراء نوري المالكي الولايات المتحدة إلى الإسراع في تجهيز القوات العراقية ما تحتاجه من معدات وآليات.

وانتشرت في بغداد أمس نقاط تفتيش متحركة شملت صنوف القوى الأمنية والعسكرية وبلغ الاستنفار أشده عند تقاطع الباب الشرقي وصولاً إلى ساحة التحرير التي احتضنت المئات من المتظاهرين الذين نددوا بالعمليات الإرهابية، إلى جانب مطالبتهم السلطات الكردية بتسليم نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي إلى القضاء للتحقيق معه على خلفية الاتهامات الموجه إليه.

وأكد الناطق باسم الشرطة الاتحادية العقيد محمد البيضاني في تصريح إلى «الحياة» أن «قوات الأمن دخلت في إنذار مبكر لحماية المواطنين من الهجمات الإرهابية التي أرى أنها ستتصاعد خلال الأيام المقبلة». وأشار إلى أن «هجمات الأمس (الخميس) حملت رسالة واحدة كونها انطلقت من حاضنة واحدة وهي «القاعدة والبعث» ومفاد الرسالة أن لا استقرار من دون شراكة في السلطة».

ولفت إلى أن «التفجيرات الإرهابية الأخيرة وعددها 19 جاءت رد فعل في ظل احتقان سياسي، على خلفية اتهام نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي بالضلوع في الإرهاب». وأضاف إن «التعليمات التي صدرت من مكتب القائد العام للقوات المسلحة إلى جميع المؤسسات الأمنية والعسكرية والاستخبارية تقضي بتكثيف الجهود للوصول إلى نتائج مثمرة».

وأكد أن «إجراءات التفتيش والتدقيق ستتضاعف لمنع وقوع هجمات مماثلة وستتركز تلك التحصينات الأمنية عند المؤسسات والدوائر الحكومية والمدارس والجامعات، فضلاً عن التجمعات التجارية والأسواق الشعبية».

وتابع إن «الحرب الحقيقية مع الإرهاب قد بدأت الآن فالرسالة التي حملتها تلك التفجيرات كانت واضحة وتم تحليل وتفكيك شيفرتها».

وعن عودة نقاط التفتيش الثابتة والحواجز إلى الشارع قال: «تم الاستعاضة عن ذلك بنقاط تفتيش متحركة وبكاميرات مراقبة».

وأكد مصدر في مكتب القائد العام (المالكي) أن «معلومات استخبارية تؤكد وجود عشر سيارات مفخخة تجوب شوارع العاصمة تحمل لوحات تسجيل مزورة». وأشار المصدر الذي رفض كشف اسمه إلى أن «هذه السيارات تتحرك في جانب الرصافة ذي الغالبية الشيعية بهدف إثارة النزعة الطائفية وعودة رحى الفتنة المذهبية من جديد».ودعا المالكي خلال لقائه رئيس أركان الجيش الأميركي الجنرال رايموند أوديرنوا مساء الخميس الإدارة الأميركية إلى الإسراع في عملية تجهيز القوات العراقية بما تحتاجه من المعدات والآليات اللازمة لعملها.وأكد في بيان تسلمت «الحياة» نسخة منه «أهمية استمرار التعاون بين العراق والولايات المتحدة بما يخدم مصلحة البلدين».ورئيس أركان الجيش الأميركي استعداد بلاده للتعاون مع العراق في مجال تدريب وتجهيز وتسليح القوات.

 

 

التحالف الشيعي يوحد صفوفه لمنع انهيار الحكومة
 
الحياة..بغداد - حسين علي داود

ازدادت هوة الخلاف بين الفرقاء العراقيين بعد فشل عقد اجتماع كان مقرراً في قاعة البرلمان، فيما يسعى «التحالف الوطني»(الشيعي) إلى رص صفوفه للمحافظة على الحكومة، فدعا كتلة «العراقية» إلى إنهاء مقاطعتها البرلمان، في ظل عجز أميركي عن احتواء الأزمة.

وأفاد مصدر في كتلة «التحالف الوطني»، طلب عدم الإشارة إلى اسمه، بأن «الكتلة عقدت امس (أول من امس) اجتماعاً مطولاً ركز على توحيد الصفوف وإنقاذ الحكومة من احتمالات الانهيار في أعقاب الأحداث السياسية والأمنية الأخيرة».

وأضاف أن «الاجتماع كان مهما وركز على ضرورة دعم الحكومة بكل طريقة (...) وناقشت أطراف في التحالف الوطني بينها تيار الصدر المالكي مطولاً في الأحداث الأخيرة وفي مذكرة اعتقال نائب رئيس الجمهورية بتلميح إلى انتقاد مبطن».

وقال إن «التحالف الوطني ناقش قضية مشاركة زعيمه إبراهيم الجعفري في اجتماع قادة الكتل البرلمانية الذي دعا إلى عقده رئيس البرلمان أسامة النجيفي، وبعد نقاشات اشترط المجتمعون إنهاء تعليق كتلة العراقية حضورها جلسات البرلمان مقابل مشاركتها في اجتماع قادة الكتل».

وأصدر «التحالف الوطني» بياناً مساء أول من امس شدد فيه «على ضرورة استقلال القضاء وعدم تسييسه أو تخوينه أو المساس بصدقيته أو التأثير عليه وعدم التدخل في إجراءاته. ودعم بقوة الأجهزة الأمنية الاستخبارية في مطاردة القتلة والإرهابيين بما يحفظ هيبة الدولة ويعزز حفظ النظام والأمن في البلاد».

وأضاف البيان: «نحض القوى والكتل السياسية كافة على عدم التهاون مع التنظيمات الإرهابية وضرورة إدانة الأعمال الإرهابية التي تستهدف الأبرياء العزل (...) ونصر على عدم التشويش على الإنجاز الوطني الكبير الذي تحقق في خروج القوات الأجنبية من العراق».

وأشار البيان إلى إن «التحالف الوطني سيشكل لجنة عليا للتواصل والحوار مع الكتل والقوى السياسية لنزع فتيل الأزمة القائمة»، ودعا كتلة «العراقية» إلى إنهاء مقاطعتها جلسات البرلمان ومجلس الوزراء».

وقال مقرر البرلمان النائب محمد الخالدي في تصريح إلى «الحياة» امس إن «الاجتماع الذي كان مقرراً بين قادة الكتل أرجئ بسبب الإجراءات الأمنية المشددة المتخذة في العاصمة منذ امس (أول من امس) والتي قد تعرقل وصول المسؤولين إلى بغداد وبعضهم خارجها أو خارج البلاد». وأضاف أن «الاجتماع يجب أن يضم كل الكتل البرلمانية وقد أعلن التحالف الوطني أن المشاركة يجب أن تكون مقابل إنهاء تعليق العراقية حضورها جلسات الحكومة والبرلمان»، ولفت إلى أن «رئيس البرلمان يبحث في ترتيبات جديدة لعقد الاجتماع خلال أيام».

وكان رئيس الوزراء نوري المالكي هدد الأربعاء باستبدال الوزراء المنتمين إلى «العراقية»، إذا واصلوا مقاطعة الحكومة في الاجتماع المقبل لمجلس الوزراء، ولمح أيضاً إلى إمكان تشكيل حكومة غالبية سياسية. واتهم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر السياسيين العراقيين بالتسبب بتدهور الوضع الأمني، الذي وصفه بالهش، واتهم الولايات المتحدة الأميركية بالوقوف وراء التفجيرات.

وقال الصدر في جواب عن سؤال احد أتباعه: «يعتريني الألم والحزن والأسى على ما جرى في عاصمتنا الحبيبة بغداد اليوم من تفجيرات إرهابية أميركية تحت غطاء دولي رسمي وسط صمت عالمي».

وأضاف «إلا أن صراع الجبابرة وأعني السياسيين، أدى إلى تدهور الوضع الأمني الصوري الهش الذي صودف مع كل ما يحدث في الشرق الأوسط من تدهور أمني وزعزعة للأمان وصراع من الداخل والخارج، والمتضرر الوحيد هو الشعب العراقي «.

إلى ذلك، كشفت الأزمة السياسية والأمنية فقدان الولايات المتحدة دورها الحاسم في البلاد بعد انسحاب قواتها قبل أيام، وعاد السفير جيمس جيفري من واشنطن حيث كان من المقرر أن يقضي عطلة العيد إلى بغداد، وأجرى سلسلة اتصالات مع عدد من السياسيين، فيما زار مسؤولون عسكريون رفيعو المستوى بغداد وهم مدير الاستخبارات الجنرال ديفيد بيترايوس ورئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال ريموند اوديرنو.

 

 

القرضاوي يدعو الأسد إلى الرحيل ويتهم المالكي ببيع العراق إلى سورية
 
الحياة..الدوحة - محمد المكي أحمد

أفتى رئيس «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين» الشيخ يوسف القرضاوي بأن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قادة دول مجلس التعاون الخليجي إلى الاتحاد «فريضة يفرضها الدين، وضرورة يحتمها الواقع»، ودعا الرئيس السوري بشار الأسد إلى «الرحيل»، وحض «الإسلاميين والليبراليين والقوى الوطنية» على «العمل معاً لبناء الأوطان»، منوهاً بالتجربة الديموقراطية في تونس، حيث «اجتمع الإسلاميون والليبراليون والعلمانيون» في مؤسسات منتخبة.

ووصف القرضاوي محمد بن عبدالوهاب، في خطبة الجمعة أمس في المسجد الذي يحمل اسم الإمام الراحل الذي افتتحه أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قبل نحو أسبوع بأنه «مجدد الجزيرة العربية»، وقال إن دعوة العاهل السعودي إلى الاتحاد تمثل «منطق العصر والإسلام والقرآن».

وأضاف: «نحن مع خادم الحرمين، نشكره ونؤيده حفظه الله، وندعو أبناء الخليج إلى أن يتعاونوا معه، وهي دعوة ليست كدعوة (رئيس الوزراء العراقي نوري) المالكي الذي يريد أن يبيع العراق لسورية». وأوضح أن «المالكي يريد أن يبيع العراق لسورية بخمسة بلايين دولار وعندما لم يجد من يتعاون معه داخل العراق وفي أميركا أراد أن يلعب لعبة التضحية بأهل السنّة ليصبح وحده الحاكم الواحد، وأراد أن يذهب (يطيح) بنائب الرئيس السنّي طارق الهاشمي».

وتابع: «لا نريد الطائفية الممقوتة، نحن مع سورية الشعب لا سورية الحكم، إن لعبة المالكي سخيفة، وقد خرج الأميركيون ليلعب بالبلايين وهو جعل المذهب فوق الإسلام، والطائفة فوق الأمة»، مؤكداً أن «الطغاة يرتكبون الموبقات ويعذبون شعوبهم، ويسقط نساء وأطفال وشيوخ كما في سورية العزيزة الحبيبة... الإسلام انتصر في المغرب ومصر، وسينتصر في ليبيا واليمن وسورية... إن حزب البعث انتهى».

وفيما ندد بـ «المجازر الوحشية في سورية»، قال «يا بشار (الرئيس السوري بشار الأسد) حكمت أكثر مما يحكم الناس، أتريد حكم سورية إلى الأبد، اترك الشعب ليختار بنفسه فالشعوب هي الباقية والحكام زائلون».

 

 

محافظ نينوى: تلقينا معلومات عن مخطط لتأزيم الوضع الأمني
الحياة..نينوى - باسم فرنسيس

اتخذت محافظة نينوى إجراءات أمنية مشددة، بعد تلقيها معلومات عن شن هجمات على غرار هجمات بغداد، فيما حذر محافظها من سعي جماعات مرتبطة بأجندات سياسية إلى إحداث الفوضى بالتزامن مع المخاوف القائمة من انهيار العملية السياسية.

وقال محافظ نينوى اثيل النجيفي في تصريح إلى «الحياة»: «وردتنا معلومات عن مخطط جماعات مسلحة لشن هجمات مشابهة لما تعرضت له بغداد، بالتزامن مع طلب بإقامة احتفال في مناسبة الانسحاب الأميركي»، واضاف أن «المعلومات افادت بأن هناك من يريد أن يندس في الاحتفالية لتحويلها إلى شغب، وقد اتخذت إجراءات لمنع دخول السيارات من خارج الموصل، فضلاً عن فرض حظر على سير السيارات خلال الساعات الاولى من هذا الصباح على أن يرفع في الثانية بعد الظهر، وكل هذه الإجراءات كانت احتياطية».

وتعرضت بغداد الخميس لسلسلة هجمات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة استمرت حتى وقت متأخر من الليل أوقعت أكثر من 250 بين قتيل وجريح.

وعن طبيعة هواجس المحافظة الأمنية، قال النجيفي إن «بعض الجماعات مرتبطة ببعض الأجندات السياسية لإحداث فوضى، كما حدث في محافظة ديالى، والتي أشارت إلى أن هناك جماعات وميليشيات مرتبطة بأحزاب سياسية لديها استعداد في بعض الأحيان لخلق الفوضى، لكن وجود هذه الجماعات في نينوى قليل ولا تستطيع التأثير في الشارع، إلا أنها قد تسبب بعض الخلل الأمني في مناطق صغيرة»، وأضاف أن «هناك مخاوف جدية من انهيار العملية السياسية، لكن الوضع في نينوى متماسك جداً. جميع القوى السياسية التي كان لها توجه معارض أدركت أن الوضع يحتاج إلى التكاتف، وخلال اليومين الأخيرين التقيت معظم الذين كانوا يصطفون في صفوف معارِضة للحكومة المحلية، وأبدوا استعدادهم للوقوف معها تحسباً لأي موقف طارئ قد يحدث في العراق»، مشيراً إلى أن قائمة «نينوى المتآخية» المدعومة من الأكراد «وضعها يختلف ونتعامل معها من خلال قيادة الإقليم، ورغم عدم وجود محادثات مباشرة معها، لكن علاقتنا مع قيادة الإقليم متطورة ونستطيع أن نتباحث مع القائمة من خلال هذه القيادة».

وتقاطع كتلة «نينوى المتآخية» التي تمثل الأكراد والتي فازت بـ12 مقعدا في مجلس المحافظة، جلسات المجلس بسبب ما وصفته باستيلاء قائمة الحدباء (19 مقعداً) على جميع المناصب السيادية في المحافظة، فيما يتنازع الجانبان على مناطق جغرافية يدعي كل طرف تبعيتها.

وعن مخاوف بعض القادة من لجوء بعض القوى في نينوى إلى استخدام «القائمة العراقية» ملف المناطق المتنازع عليها في صفقة في قضية نائب الرئيس طارق الهاشمي، قال النجيفي: «نثق بأن القيادات الكردية أكثر وعياً من أن تستغل فرصة صغيرة كما هي الآن للمساومة. نعتقد بأن وضع العراق بشكل عام خطير، والإخوة في قيادة الإقليم واعون ومدركون أن الخطر إذا وقع سيقع على الجميع، ونحن واثقون من أنه إذا حدث أي تفاهم أو تفاوض بين العراقية والتحالف الكردستاني سيصب في مصلحة تهدئة الوضع العام، ولن يكون سبباً في استغلال أي جهة لهذا الوضع في حسم ملفات قد تؤدي إلى مزيد من المشاكل».

وكشف النجيفي أن اللقاءات التي أجراها وفد من المحافظة في بغداد وتتعلق بالعقود النفطية التي وقعها إقليم كردستان «جاءت بهدف وضع الحكومة المركزية أمام وضعها الطبيعي وهل ستكون قادرة على إيجاد حل، وإذا لم تكن قادرة على ذلك فلدينا خيارات أخرى للتفاهم مع الجهات القادرة على حل هذا الاشكال أو إجراء مفاوضات مع الأطراف المعنية، وقد قدمنا هذه الصورة من خلال مجلس المحافظة ونحن نريد الحلول وليس الوعود».

وكانت نينوى أبدت اعتراضها على عقد وقعته الحكومة الكردية مع «اكسون موبيل»، وهي إحدى الشركات الأميركية الكبرى للتنقيب عن النفط في ست قطاعات، مشيرة إلى أن بعض هذه القطاعات يقع ضمن الحدود الإدارية للمحافظة.

 

 

 

مساع كردية - أميركية لتطويق الأزمة السياسية في العراق
بارزاني يبحث الأزمة مع السفير الأميركي.. وطالباني يتلقى اتصالا من بايدن
جريدة الشرق الاوسط... أربيل: شيرزاد شيخاني
التقى الزعيم الكردي مسعود بارزاني في مقر إقامته بمدينة دهوك السفير الأميركي لدى العراق جيمس جيفري، في وقت تلقى الرئيس العراقي جلال طالباني اتصالا هاتفيا من نائب الرئيس الأميركي جو بايدن تباحثا خلاله حول مستجدات وتطورات الأزمة السياسية بالعراق. ونقل مصدر في ديوان رئاسة إقليم كردستان أن رئيس الإقليم مسعود بارزاني التقى في دهوك السفير جيفري وتباحث معه حول تطورات الأزمة السياسية الحالية في العراق على خلفية ملاحقة نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، والتطورات الأمنية التي شهدتها بغداد خلال اليومين الماضيين وتجدد العنف في العديد من مناطق العراق بعد الانسحاب الأميركي. وأشار المصدر إلى أن «بارزاني وجيفري أكدا أهمية عقد مؤتمر أو اجتماع موسع لقادة الكتل السياسية العراقية للخروج من هذه الأزمة الخطيرة التي تعصف بالعراق».
وفي الإطار ذاته، تلقى الرئيس العراقي جلال طالباني مكالمة هاتفية من نائب الرئيس الأميركي جو بايدن في وقت متأخر أول من أمس، وتباحث الجانبان في الأزمة السياسية بالعراق. وبحسب مصادر في الاتحاد الوطني، فإن بايدن أبلغ طالباني أنه طلب من السفير الأميركي في بغداد دعم جهوده من أجل إنجاح وساطته لحل الأزمة، معربا عن تقديره لتحركات القيادة الكردية لتهدئة الوضع واحتواء تداعيات الأزمة.
في غضون ذلك وبهدف إعادة ترتيب البيت الكردي استعدادا لمواجهة الاحتمالات المفتوحة في العملية السياسية بالعراق، أجرى الرئيس طالباني اتصالا ثانيا خلال يومين برئيس المعارضة نوشيروان مصطفى االذي يتزعم جبهة المعارضة الكردية بالإقليم. وتتوقع مصادر من الحزبين أن تتكلل مبادرات طالباني بهذا الشأن عن اجتماع قمة سيضمه ومصطفى من أجل تطبيع العلاقات المقطوعة بينهما منذ سنتين، على خلفية انشقاق مصطفى عن الاتحاد الوطني وتشكيله لحركة التغيير المعارضة التي حصلت على 25 مقعدا برلمانيا في منطقة نفوذ حزب طالباني، تمهيدا لتطبيع أوضاع كردستان بعد عدة شهور من المواجهة الساخنة بين أحزاب السلطة والمعارضة، على خلفية المظاهرات الشعبية الداعية لإجراء إصلاحات سياسية في الإقليم.
الهاشمي: ليأتِ التحالف الشيعي برئيس وزراء بديل مثل عبد المهدي أو الجعفري أو الجلبي
نائب رئيس الجمهورية اللاجئ إلى كردستان ينصح واشنطن بالحذر في تسليح القوات العراقية كي لا يستغلها المالكي
جريدة الشرق الاوسط... واشنطن: مايكل غوردن*
قال نائب الرئيس العراقي السني، طارق الهاشمي: إن احتمالات التوصل لاتفاقيه لتقاسم السلطة بشكل حقيقي مع رئيس الوزراء نوري المالكي تعد ضئيلة للغاية بحيث ينبغي على الفصائل السياسية العراقية البحث عن سياسي شيعي آخر لشغل منصب رئيس الوزراء، مضيفا، في مقابلة عبر الهاتف من مدينة السليمانية الواقعة في المنطقة الكردية من العراق: «أعتقد أنه سيكون من الصعب جدا بعد ما حدث - إن لم يكن من المستحيل، في الواقع – التفكير في أي شكل من أشكال المصالحة».
وقال الهاشمي إن التحالف الوطني، وهو الكتلة البرلمانية الشيعية الرئيسية، ينبغي أن يكون له الحق في تسمية رئيس وزراء شيعي آخر خلفا للمالكي، وإنه سيحترم اختياره، مضيفا: «أي شخص سيحل محل المالكي سيكون موضع ترحيب».
كانت الحكومة العراقية، التي يهيمن عليها الشيعة، قد أمرت، الاثنين الماضي، بعد يوم واحد من سحب الولايات المتحدة قواتها القتالية الأخيرة، بالقبض على الهاشمي، متهمة إياه بإدارة فرقة الاغتيالات التي قامت باغتيال مجموعة من ضباط الشرطة والمسؤولين الحكوميين. وقد نفى الهاشمي، بغضب، هذه الاتهامات، وندد، مثل كثيرين غيره من الأقلية السنية في البلاد، بكونها محاولة من المالكي لإسكات منتقديه.
كانت ملاحظات الهاشمي هي آخر خطوة قام بها في تصعيد الصراع السياسي الذي بات اختبارا حقيقيا لتصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن القوات الأميركية تترك وراءها عراق مستقرا يمكنه الاعتماد على ذاته. وبدأت الأزمة السياسية، التي أثارت جدلا كبيرا، تحول المالكي إلى شخص استبدادي عندما تم اعتقال عدد كبير من حرس الهاشمي واتهامهم بالتورط في التخطيط لتنفيذ تفجيرات وعمليات إرهابية أخرى. وتمت إذاعة الاعترافات المسجلة على هيئة مقاطع مصورة على التلفزيون العراقي، وأعقب ذلك إصدار مذكرة توقيف بحق هاشمي، الذي كان قد وصل حينها إلى كردستان. وقال الهاشمي، خلال مقابلة مدتها 40 دقيقة، إنه لم يتحدث مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي يراقب علاقات الإدارة بالحكومة العراقية. واتصل به السفير الأميركي لدى العراق، جيمس جيفري، على حد قول الهاشمي، الذي أضاف أنه «لا يدري» نتائج المحادثات الجارية بين المسؤولين الأميركيين والمالكي.
وقال الهاشمي: إن إدارة أوباما بحاجة إلى الحرص عند تزويد قوات الأمن العراقية بالأسلحة والتدريب، حتى تضمن أنها لا تستخدم لتعزيز قدرة المالكي على قمع خصومه. وجاءت تقارير متكررة عن تعيين رئيس الوزراء موالين له في أجهزة الاستخبارات والجيش. وقال الهاشمي: على الولايات المتحدة التأكد من مهنية قوات الأمن وعدم انحيازها لطائفة بعينها. وقال: «سيكون من الخطير بيع أسلحة ذات تكنولوجيا عالية؛ لأنها في النهاية ستستخدم مثلما استخدم صدام حسين الأسلحة ذات التكنولوجيا العالية». وأضاف: «علينا ضمان أن الجيش يتمتع بالمهنية والوطنية والحيادية. عندما نتأكد من هذا، يمكن حينها الحصول على أسلحة ومعدات وبرامج تدريب متقدمة».
وقال الهاشمي، تعليقا على الاتهامات الموجهة ضده: إن المالكي قدم منذ 3 سنوات ملفا إلى الرئيس جلال طالباني يحتوي على ما يقال إنها أدلة ضده. وأوضح أنه يعتقد أن الملف يتضمن «روايات لا تدعمها أدلة». وتساءل، في إشارة إلى مذكرة التوقيف: «لماذا الآن؟ لأن الأميركيين سيغادرون البلاد وسيحاول هو التخلص من خصومه السياسيين».
ويحاول المسؤولون في إدارة أوباما، منذ فترة طويلة، تشجيع المالكي على تشكيل حكومة تتضمن تمثيلا لكل القوى السياسية، بما في ذلك السنة والأكراد، لكن لم تتمكن الإدارة من دعم شكل من تقاسم المالكي لسلطة الجيش وقوات الأمن مع إياد علاوي، زعيم القائمة العراقية التي غالبية أعضائها من السنة ومنهم الهاشمي.
والحل الجاد والملموس، كما يراه الهاشمي، هو «استبدال المالكي». ومن المرشحين المحتملين لخلافة المالكي: إبراهيم الجعفري، الذي تولى منصب رئاسة الوزراء بين عامي 2005 و2006. وغادر الجعفري المنصب تحت ضغط من مسؤولي إدارة الرئيس جورج بوش، الذين رأوه فاشلا، وكذلك لتبنيه نهجا طائفيا. وأشار الهاشمي أيضا إلى عادل عبد المهدي، نائب الرئيس السابق. وظل عبد المهدي الشخصية المفضلة لبعض المسؤولين الأميركيين، لكن ينظر إليه بوجه عام على أنه أكثر استقلالا من أن يحصل على دعم من الإيرانيين، الذي يتمتعون بتأثير قوي على الشيعة. وأشار الهاشمي إلى أحمد الجلبي، الذي شجع الولايات المتحدة على الإطاحة بصدام حسين، علما بأن الجلبي يتمتع بعلاقة وثيقة مع إيران وينظر إليه المسؤولون الأميركيون بقدر من الشك. وقال الهاشمي: «سوف نستطيع التعامل مع أي مرشح آخر».
*خدمة «نيويورك تايمز»
غياب التوافق يطيح بأول محاولة لتخطي الأزمة السياسية في العراق
تأجيل اجتماع رؤساء الكتل السياسية.. والصدر يعزو الأزمة إلى «صراع الجبابرة»
جريدة الشرق الاوسط.. بغداد: حمزة مصطفى
نحت زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مصطلحا جديدا يضاف إلى سلسلة المصطلحات التي عرفت بها العملية السياسية في العراق، عبر توافقاتها الهشة منذ ثماني سنوات، عندما أطلق عبارة «صراع الجبابرة» على ما يجري اليوم بين رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ونائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي.
الاجتماع العاجل الذي كان دعا إليه رئيس البرلمان أسامة النجيفي لرؤساء الكتل البرلمانية، أمس، تم تأجيله إلى إشعار آخر. وتباينت الأسباب التي تقف وراء تأجيل الاجتماع بين عدم مقدرة رؤساء الكتل البرلمانية على حضور الاجتماع، مع أنهم جميعا داخل المنطقة الخضراء المحصنة وغياب التوافق بين زعاماتهم مما جعلهم ينصاعون في النهاية إلى أوامر زعماء القوى والأحزاب والكتل الممثلة برلمانيا، وليس إلى رغبات رئيس البرلمان الذي لم يعلق عضويته كباقي قادة ونواب القائمة العراقية في البرلمان.
وتضاربت الأنباء بشان تأجيل الاجتماع، حتى بين الدائرة المقربة من النجيفي، فمستشاره الإعلامي أرجع أسباب التأجيل إلى الوضع الأمني الذي تشهده بغداد، والذي حال دون قدرة رؤساء الكتل على الحضور, بينما كان مقرر البرلمان، محمد الخالدي، وهو أحد النواب عن القائمة العراقية، اعتبر في تصريح صحافي أن «غياب التوافق» كان هو السبب في تأجيل الاجتماع. إلى ذلك، قال مصدر رسمي طلب عدم الإشارة إلى اسمه أو هويته لـ«الشرق الأوسط» إن «الكتل المنضوية في التحالف الوطني لا سيما دولة القانون وكتلة الأحرار الصدرية كانت من أبرز المتحفظين على دعوة النجيفي، حيث اعتبرتها محاولة منه (النجيفي) للالتفاف على الإجراءات القضائية التي اتخذت بحق نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي»، مشيرا إلى أن «الاجتماع المذكور وعلى الرغم مما يحمله من نوايا طيبة لتدارك الوضع الأمني، بعد تفجيرات الخميس، فإن اختلاف الرؤى في معالجة الأزمة التي باتت متداخلة بين قضية الهاشمي والتفجيرات الدامية يمكن أن يضيف أعباء جديدة على قادة البلاد الذين يفكرون الآن بعقد مؤتمر وطني عام وفي أسرع وقت، بهدف اتخاذ قرارات جريئة وصعبة لتفادي أي انهيار أمني أو سياسي، بينما لم يكن بوسع اجتماع رؤساء الكتل اتخاذ قرارات ملزمة لأحد». وكان نائب رئيس كتلة التحالف الكردستاني، محسن السعدون، قد أبلغ «الشرق الأوسط» أن «الدعوة لعقد اجتماع رؤساء الكتل البرلمانية لن يحل الأزمة المتفاقمة في البلاد، وبالتالي لن تكون له تأثيرات حاسمة، لأن المطلوب لقاء على مستوى القادة لا رؤساء الكتل في البرلمان».
إلى ذلك، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر برلماني أن التحالف الوطني «اشترط أن تعلق قائمة العراقية مقاطعتها للبرلمان والحكومة حتى يشارك في الاجتماع».
وذكر أن «عدم حضور أعضاء التحالف الوطني يبطل الحاجة لعقد الاجتماع، لأن المشكلة الأساسية هي بين هذا التحالف وقائمة العراقية (82 نائبا من بين 325)» بزعامة رئيس الوزراء الأسبق، إياد علاوي. وتابع: «نحن متأكدون من أن التحالف الوطني لن يحضر.. لذا فإنه لن يكون هناك أي اجتماع».
وكانت رئاسة البرلمان أعلنت، أول من أمس، في بيان أنها قررت عقد اجتماع طارئ لقادة الكتل النيابية في مبنى مجلس النواب أمس، بهدف «تدارك الوضع الأمني والسياسي، والتنسيق مع السلطة التنفيذية لمعالجة التطورات الحاصلة». وجاء ذلك عقب مقتل نحو 70 شخصا على الأقل، وإصابة العشرات بجروح في سلسلة هجمات بعبوات ناسفة وسيارات مفخخة هزت العاصمة بغداد، أول من أمس، إضافة إلى هجمات في مناطق أخرى.
وقد حذر طارق الهاشمي في بيان أمس من أن «استهداف مناطق محددة مؤشر خطر يكشف عن مخطط إرهابي يدفع باتجاه فتنة طائفية»، في إشارة إلى أن معظم الهجمات وقعت في مناطق شيعية. وفي تصريحات لمجلة «فورين بوليسي» الأميركية اتهم الهاشمي الموجود في إقليم كردستان، الذي تطالب الحكومة المركزية بتسليمه للقضاء، المالكي بأنه يتصرف على غرار صدام حسين. وقد تظاهر المئات من سكان مدينتي الرمادي (100 كلم غرب بغداد) وسامراء (110 كلم شمال بغداد)، اللتين تسكنهما غالبية سنية، عقب صلاة الجمعة أمس دعما للهاشمي، أحد أبرز السياسيين السنة في العراق.
ورفع المتظاهرون لافتات تستنكر مذكرة الاعتقال بحق الهاشمي، واصفين إياه بالشخصية الوطنية.
من جانبه، حمل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ما سماه «صراع الجبابرة» مسؤولية ما يجري في البلاد هذه الأيام. وقال بيان أصدره مكتب الصدر وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه عن الصدر قوله: «يعتريني الألم والحزن والأسى على ما جرى في عاصمتنا الحبيبة بغداد اليوم من تفجيرات إرهابية أميركية تحت غطاء دولي رسمي وفي صمت عالمي». وأضاف البيان: «إلا أن صراع الجبابرة، أعني السياسيين، أدى إلى تدهور الوضع الأمني الصوري الهش الذي صادف مع كل ما يحدث في الشرق الأوسط من تدهور أمني وزعزعة للأمان صراعا من الداخل والخارج، والمتضرر الوحيد هو الشعب العراقي الحبيب». ووصف الصدر الشعب العراقي بـ«المنهك من جراء الإهمال، إهمال الساسة والقادة والحكام، إهمال من الداخل والخارج يؤدي إلى سقوط العشرات من الشهداء والجرحى مخلفين الثكالى والأيتام، ليزداد التخلف والفقر في أرضنا الغنية المعطاء وأرض العلم والمعرفة».
 
قال إنه لا يبرّئ ولا يتهم الهاشمي وإن القضاء هو الحكم
بارزاني: الأكراد لن يقفوا مع الشيعة ولا مع السنّة إذا تفجر صراعهما
موقع إيلاف..أسامة مهدي
قال رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني إنه لا يبرّئ نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي ولا يتهمه، فيما ينسب إليه من عمليات قتل وإرهاب، لأن الأمر قد يكون مدبّرًا، مؤكدًا أن القضاء هو الحكم في هذه القضية، وأشار إلى أنه أكد للمسؤولين العراقيين قبل ثلاثة أشهر أن القوات الأمنية العراقية لن تتمكن من حفظ الأمن بعد انسحاب القوات الأميركية، وشدد على أن العملية السياسية تواجه خطر الانهيار، وأن الأكراد لن يقفوا لا مع الشيعة ولا مع السنة فيما إذا تفجّر الصراع بينهما.
أسامة مهدي: خلال اجتماع لبارزاني مع اساتذة الجامعات في محافظة دهوك احدى محافظات الإقليم الثلاث، أسف رئيس إقليم كردستان للتفجيرات التي وقعت في بغداد امس وراح ضحيتها 72 عراقيًا، موضحا انه قد تنبأ قبل ثلاثة اشهر بتصاعد العنف، وأشار الى عدم قدرة القوات العراقية وحدها على حفظ الامن.
واضاف في هذا الشأن "ان المسؤولين في بغداد لايقولون الحقيقة عن استعداد الشرطة والجيش لحماية الوضع بعد انسحاب الجيش الاميركي"، وعبّر عن الأمل في أن لا حدث الأسوأ مع تصاعد الخلافات السياسية والتهديد بالانهيار الذي تواجهه العملية السياسية.
وشهدت مناطق متفرقة من العاصمة العراقية امس 12 انفجارًا أدت إلى مقتل 72 شخصًا على الأقل، واصابة 190 آخرين بجروح في سلسلة هجمات بعوبات ناسفة وسيارات مفخخة هزت بغداد، إضافة إلى هجمات في مناطق أخرى. ووقعت هذه الهجمات، وهي الاخطر منذ مقتل 78 شخصًا بتفجيرات مماثلة في مناطق مختلفة في آب (اغسطس) الماضي.
لا اتهم الهاشمي ولا ابرئه.. والعملية السياسية تواجه الانهيار
حول الأزمة السياسية، التي تشهدها البلاد حاليًا، قال بارزاني ان الاوضاع في العراق مؤسفة، "ولم اكن اتمنى ان يحدث الذي حدث من فوضى سياسية". وعن اتهام الحكومة لنائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، اشار بارزاني الى ان للموضوع جانبين، سياسي وقضائي، ولذلك فأنا "لا ادينه ولا ابرئه، لأن القضاء وحده يجب ان يكون الحكم".
واضاف ان كل الاحتمالات واردة، ولذلك يجب ترك الامر للقضاء، ولا ينبغي لأي أحد اصدار الاحكام حول الموضوع لأنه قضائي. واوضح ان الجانب الثاني من الامر سياسي، داعيا القادة والمسؤولين الى الجلوس معًا لحل الخلافات، ليقرروا ما لديهم من حلول من دون تصفية حسابات.
وشدد بارزاني على ضرورة معالجة الامر، مؤكدا على أنه لا يحق لأي كتلة اصدار القرارات. وقال "اذا كنا شركاء فلا بد ان نتشارك في الحل لأن للشراكة ضوابط. أما إذا كانوا لا يريدون ذلك، فمعناه انهيار العملية السياسية، وحينها لا احد يتكهن بما سيقع، لذلك فإن جهودنا ستستمر لحل الازمة".
وتابع "سنبذل جهودنا لحل الموضوع، ويجب عدم القول إن ما يحدث في بغداد لاعلاقة لنا كأكراد به، لذلك لا بد ان نساهم في البحث عن الحلول". وتساءل قائلاً "هل سينتهي الوضع الى الاسوأ.. فإذا كانت هناك فرصة، فنحن مستعدون لتقديم المساعدة الممكنة".
واشار الى انه في حال تحولت الخلافات الى صراع مذهبي، فإن الأكراد لن يكونوا مع أي طرف ضد آخر.. لا مع الشيعة ضد السنة، ولا مع السنة ضد الشيعة، "ونأمل أن لا يصل الضرر الى اقليم كردستان، فاذا حدث صراع مذهبي، لن نكون طرفًا فيه. اما اذا كان هناك صراع سياسي فلدينا تصوراتنا، وهي قضية تخصنا ايضًا، ففي حينها قد نكون مع الشيعة أحيانًا، ومع السنة احيانًا أخرى في البرلمان وفي النقاشات حول مختلف المسائل".
ولفت الى ان الامر معقد، وانه اذا كانت لدى رئيس الوزراء نوري الملكي دلائل ضد الهاشمي، كان عليه ان يطلب عقد اجتماع على اعلى مستوى ويقدم دلائله، ويقول "هذه دلائلي وعليكم ان تقرروا.. لأننا نعمل من أجل الوصول إلى عراق ديمقراطي فيدرالي تعددي، وليست هناك أية فرصة لحاكم مطلق ليفرض هيمنته على الاخرين".
ويشهد العراق حالًيا ازمة سياسية حادة على خلفية اصدار مذكرة توقيف ضد نائب الرئيس طارق الهاشمي المتهم بالإشراف على فرق موت. ويوجد الهاشمي في اقليم كردستان حاليًا بعدما غادر بغداد الى هناك، اثر صدور مذكرة اعتقال ضده السبت الماضي، وكان اجتمع مع بارزاني هناك الاثنين الماضي.
فما ان طوت القوات الأميركية علمها، وسحبت دباباتها من الأراضي العراقية خلال هذا الشهر، حتى تفجّرت جولة جديدة من النزاع الطائفي واندلعت أعمال العنف، مما يضع الشيعة في مواجهة منافسيهم السنة، ويثير شبح الاتجاه من جديد نحو اقتتال طائفي شبيه بذلك الذي عاشته البلاد عامي 2006 و2007.
أحداث العنف في الاقليم
وحول احداث العنف التي شهدتها مدينة زاخو في محافظة دهوك أخيرًا، وأحرق خلالها إسلاميون متشددون محال تدليك وأندية ومحال لبيع وشرب الخمور، قال بارزاني "صحيح نحن شعب غالبيته من المسلمين في اقليم كردستان، ولكن في الوقت نفسه هناك في كردستان، الى جانب المسلمين، مسيحيون وايزيدية، يعيشون معًا، وفي فترات سابقة كان هناك يهود أيضًا يعيشون في ما بينهم كأخوة".
واشار الى ان ما يمتاز به الاكراد من الأعراف الاجتماعية يجب ان يصبح عوامل قوة يجب الحفاظ عليها. وقال "يجب أن لا نقلد اوروبا، ولكن يجب ان نستفيد من التطور التكنولوجي، فاذا لم نستفيد منه، سنبقى مجتمعًا منغلقًا، ولكن يجب ان تكون لحريتنا حدود وضوابط". وعن محال بيع المشروبات الروحية اشار الى ان "المشروب موجود منذ آلاف السنوات، وحتى في زمن النبي محمد كان موجودا، واذا كان هناك من لا يشرب فهناك من يشرب، وهو مسؤول عن حياته، والشيء عينه ينطبق بخصوص الحجاب، فلا يستيطع أحد ارغام اي أمرأة على ارتداء الحجاب او منعها ايضًا، لكن يجب تنظيم هذه الأمور بقانون، وتنظيم حياة المجتمع، فلا يحق لأحد في إصدار الفتاوى.
لكنه استدرك قائلا "يجب ان لا نهمل دور رجال الدين ومهمتهم في النصيحة والارشاد بالشكل الصحيح، لأن القرآن ايضًا يذكر: فجادلوهم بالتي هي احسن.. وان الدين هو النصيحة. أما قيامهم بإصدار الفتاوى للحرق والنهب، فهذه جريمة، ليس لأحد الحق في اصدار فتوى في صددها".
وشدد بارزاني في كلمته، التي نشرتها واذاعتها وسائل اعلام كردية، على انه لن يسمح "بتجاوزات بحق اي مكون في اقليم كردستان، لكي نعيش مسلمين ومسيحيين وايزيدية واتباع كل الديانات.. وكرد وكلدان واشوريين وسريان وعرب وتركمان كأخوة، لأن الله للجميع، وليس للمسلمين وحدهم، كل واحد يعرف ربه بطريقته، فالاسلام دين السلام".
اوضاع الاكراد في سوريا
وحول التطورات التي تشهدها دول المنطقة في ما يسمى بالربيع العربي، قال بارزاني ان التغيرات في في مصر وتونس وليبيا مهمة، ولكن "علينا ان لا نقلدها، لأن لكل منطقة خصوصياتها، وتجربتنا تختلف عن تجارب تلك الدول. ففي اقليم كردستان لدينا نهج مختلف، وأخيرًا زرت تركيا وايران بهدف اقامة علاقات متوازنة على مبدأ الصداقة والاحترام المتبادل مع دول الجوار.
وعبّر عن ارتياحه من استقرار الوضع في ايران بخصوص انهاء عمليات حزب "بيجاك" الكردي الايراني، "وبالنسبة إلى تركيا فنحن مستمرون في جهودنا مع حزب العمال الكردستاني وتركيا، ونأمل في الوصول الى نتيجة، فلم يعد هناك مكان للحروب والقتال، لأنهما أصبحا مادة منتهية الصلاحية".
واضاف ان الوضع في سوريا مهم جدًا بالنسبة إلى الاكراد. وقال "ان وضع سوريا مهم، فهناك مليونا كردي في هذا البلد، وبقاء أوانهيار النظام سيحدث حالة جديدة، وسيكون له تأثيره الكبير على المنطقة. وبالنسبة إلينا كحكومة الاقليم ننتظر المعارضة والحكومة، وما يحملونه للاكراد، اذ لايزال هناك حوالى 400 الف كردي لايحملون الجنسية السورية، وهذا الامر مهم لمستقبلهم، ونأمل في أن لايحدث اي اعتداء على الاكراد، واي قرار في مصلحتهم بالشكل الديمقراطي نحن سندعمه، ولكن لسنا مع المعارضة ضد الحكومة أو العكس، لأننا نأمل في أن تحل المسالة سلميًا".
 
 
 
 
 
وصف تصريحات مسؤولين أمنيين عن التفجيرات بالغبية
السيستاني يدعو السياسيين للخروج من حصونهم لحل أزمات العراق
موقع إيلاف...أسامة مهدي من لندن...
وجه المرجع الديني الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني انتقادات حادة الى المسؤولين العراقيين ودعاهم الى الخروج من خلف الاسوار المحصنة وتحمل مسؤولياتهم وانهاء عدم مبالاتهم بدماء العراقيين التي تسيل يوميا، ووصف تصريحات بعض المسؤولين الامنيين بالغبية ودعا الى تشكيل خلية لمعالجة الأزمات. بغداد: فيما تواصلت التظاهرات المتقابلة المؤيدة والرافضة لمذكرة اعتقال نائب الرئيس طارق الهاشمي، طالب السيد أحمد الصافي ممثل المرجع الشيعي الاعلى في العراق علي السيستاني خلال خطبة الجمعة في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) السياسيين بالجلوس والتحاور من منطلقات واقعية وتحمل مسؤولياتهم بدلا من الجلوس خلف الاسوار المحصنة غير مبالين بدماء العراقيين الأبرياء التي تسيل يوميا.
واضاف ان هناك من المسؤولين الامنيين من يصرح بأن الاجهزة الأمنية كانت تعلم بوجود سيارات مفخخة .. وتساءل بالقول "أنا لا اعلم هل ان مثل هذه التصريحات تمثل ذكاء من مطلقها ام انها غباء فإذا كنتم تعلمون بوجود سيارات مفخخة ستنفجر وتسفك الدماء لماذا لم تحركوا ساكنا لمنع ذلك".
واعرب عن الامل في أن يكون هناك من المسؤولين من يملك حرصا ورغبة في أخذ كلامه هذا على محمل الجد وعدم المرور عليه وسماعه من غير رد فعل مسؤول. وقال إن هناك مشكلة في عقول بعض الساسة المرضى والذين يتحملون مسؤولية الدماء التي تسيل على ارض الوطن نتيجة طريقة ممارساتهم غير المقبولة.
واشار ممثل السيستاني الى الادانات والاستنكارات التي يخرج بها المسؤولون على الناس عقب كل تفجيرات فقال إن هؤلاء يكتفون بذلك في محاولة لخداع الشعب لانهم لم يقدموا بدلا من ذلك على أي عمل او إجراء للوقوف بوجه الاعتداءات او منعها.
وطالب المسؤولين بتغليب مصلحة الشعب على مصالحهم الخاصة .. واشار الى ان كثيرا من هؤلاء المسؤولين لا يتقدم لطرح الحلول لوقف الانهيارات الامنية وعمليات قتل المواطنين وانما الاكتفاء ببيانات الإدانة.
ودعا السياسيين الى العمل من اجل وحدة البلد وإلغاء الخصوصيات المذهبية والقومية وقال إن العراقيين يتطلعون الى حياة جديدة بعد خروج القوات الاجنبية من بلادهم نهاية العام الحالي مطالباً المسؤولين بايضاح حقيقة ما يجري في البلاد ومحاسبة كل من له صلة بالمجازر المرتكبة ضد ابناء الشعب العراقي.
وحذر الصافي من تداعيات خطيرة لحماية المفسدين في ادارات الدولة ممن هم من اقارب المسؤولين او المنتمين إلى الاحزاب الحاكمة او الطائفة المفضلة مؤكدا ان الاوضاع ستسير الى الاسوأ عندما يسير السياسيون باتجاه خلق الازمات وعندما يتم إطلاق سراح مجرمين قتلة.
وأشار الى ان تحمل مسؤولية دماء الابرياء تتطلب شجاعة يبدو ان الكثير من المسؤولين لايتحلون بها. وانتقد كبار المسؤولين العراقيين وقال "عندما نطالب بتخفيض مرتباتهم الاسطورية تقوم الدنيا ولاتقعد ثم يعقدون جلسات سرية لتحقيق مكاسبهم الشخصية تاركين المواطنين من دون تحقيق ابسط حقوقهم المشروعة.
ويأتي انتقاد ممثل السيستاني للمسؤولين وعدم جديتهم في حل ازمات البلاد في وقت اعلن في بغداد في وقت سابق اليوم عن إلغاء اجتماع طارئ كان من المقرر ان يعقد اليوم الجمعة في البرلمان العراقي ويجمع قادة الكتل السياسية بهدف "تدارك الوضع الامني والسياسي" اثر يوم دام شهدته بغداد امس وقتل فيه 72 مواطنا واصيب 170 اخرون اثر 12 تفجيرا ضربت مناطق متفرقة من العاصمة.
وقد الغي الاجتماع بعد ان اشترط التحالف الوطني الحاكم تعليق القائمة العراقية مقاطعتها لاجتماعات مجلسي النواب والحكومة حتى يشارك في جلسة اليوم . وجاء ذلك بينما يشهد العراق ازمة سياسية حادة على خلفية إصدار مذكرة توقيف ضد نائب الرئيس طارق الهاشمي المتهم بعمليات قتل وارهاب وتعليق قائمة العراقية (82 نائبا من بين 325) مشاركتها في جلسات البرلمان والحكومة من خلال وزرائها التسعة.
وقد اعتقلت الاجهزة الامنية الليلة الماضية الأمين العام للمؤتمر التأسيسي لاقليم صلاح الدين ناجح عباس الميزان.
وقال مصدر في الشرطة اليوم الجمعة إن قوة من الشرطة الاتحادية اعتقلت أمين عام المؤتمر التأسيسي لإقليم المحافظة ناجح عباس الميزان وصادرت وثائق وأجهزة كومبيوتر من منزله خلال عملية اعتقاله في مدينة سامراء.
واضاف مضيفا ان القوة التي اعتقلت الميزان لم توضح لعائلته التي سألتها عن أسباب الاعتقال، مؤكداَ أن الميزان الان بحوزة الشرطة الاتحادية. يذكر أن مجلس محافظة صلاح الدين كان أعلن في السابع والعشرين من تشرين الأول (اكتوبر) الماضي المحافظة إقليماَ مستقلا اقتصادياَ وإدارياَ.
 استمرار التظاهرات ذات الطابع الطائفي
وقد تواصلت اليوم التظاهرات التي تدفع بها قوى سياسية طائفية الى الشارع على خلفية الازمة السياسية التي تمرّ بها البلاد حيث يدعم قسم منها الحكومة ويدعو إلى إعدام نائب الرئيس طارق الهاشمي وآخر يرفض الاجراء ويدعو الى عدم تسييس القضاء والتأثير فيه.
وقد تظاهر العشرات من المواطنين في ساحة التحرير وسط بغداد اليوم احتجاجا على تصاعد الخلافات السياسية بين ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي والقائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي وتدهور الأوضاع الامنية.
وقد رفع المتظاهرون لافتات رافضة لأعمال العنف التي شهدتها العاصمة بغداد امس كما طالبوا بالالتفاف حول الاجهزة الامنية للقضاء على الارهاب كما رددوا شعارات تطالب حكومة اقليم كردستان بتسليم نائب الرئيس طارق الهاشمي الى الحكومة المركزية.
كما تظاهر العشرات من المواطنين في محافظة ذي قار الجنوبية مطالبين اقليم كردستان بتسليم الهاشمي الى الجهات القضائية. وخرج المتظاهرون في مدينة الناصرية عاصمة المحافظة تأييدا للحكومة وتنديدا بخصومها في الازمة الحالية التي تشهدها البلاد.
وفي محافظة الأنبار الغربية تظاهر المئات استنكاراً لمذكرة الاعتقال ضد الهاشمي حيث خرجوا بعد انتهاء صلاة الجمعة المركزية التي اقيمت في جامع الدولة الكبير في مدينة الرمادي مركز المحافظة استنكاراً واحتجاجاً على صدور مذكرة اعتقال ضد الهاشمي وموقف الحكومة العراقية منها.
وكانت مدينة سامراء جنوبي محافظة صلاح الدين قد شهدت تظاهر مواطنين احتجاجاً على مذكرة الاعتقال ضد نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي المطلوب قضائياً بينما أيّد متظاهرون في محافظتي ديالى واليوانية الاجراء الحكومي.
علاوي يشرح أبعاد الازمة العراقيية الى مسؤولين لبنانيين
في بيروت شرح زعيم القائمة العراقية اياد علاوي لكبار المسؤولين اللبنانيين أبعاد وتداعيات الازمة السياسية التي يمر بها العراق حاليا.
وقال هادي والي الظالمي الناطق الرسمي لحركة الوفاق الوطني العراقي بزعامة علاوي انه في اطار مساعيه إلى تطويق الازمة السياسية والتداعيات الامنية التي تعصف بالبلاد فقد التقى علاوي خلال زيارة حالية الى بيروت عددا من القيادات اللبنانية، وشخصيات عراقية متواجدة في لبنان.
وأضاف أن علاوي قد اجتمع مع كل من رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي والرئيس امين الجميل ورئيس المجلس النيابي اللبناني الرئيس نبيه بري والرئيس فؤاد السنيورة والنائبين وليد جنبلاط وتمام سلام كما التقى البطريرك اللبناني بشارة الراعي.
 واشار في بيان صحافي تلقته "إيلاف" إلى انه تم خلال هذه اللقاءات الاستفاضة في تناول الموضوعين العراقي واللبناني وأوضاع المنطقة وضرورة التشاور والعمل المشترك لايجاد الحلول للازمات التي تمر بها المنطقة وتجنيبها المزيد من الصراع والحد من التدخلات الخارجية.
من جانب آخر التقى علاوي على هامش زيارته لبنان عددا من الشخصيات العراقية التي ترتبط بعلاقات متميزة ومتينة بالمرجعيات الدينية وتم خلال هذه اللقاءات التباحث في التداعيات السياسية والامنية الاخيرة وضرورة العمل لوقفها ومنع الانزلاق بالبلد الى مخاطر غير محسوبة ووضع المرجعيات الدينية في صورة مايجري للحفاظ على وحدة العراق وتمتين لحمة شعبه.
 
الأردن: حرق مقر «الإخوان» في المفرق
في جمعة «تأميم المؤسسات الوطنية الكبرى».. إصابة مدير الأمن العام خلال مواجهات بين الإسلاميين والمناهضين
جريدة الشرق الاوسط... عمان: محمد الدعمه
أصيب مدير الأمن العام الأردني الفريق حسين المجالي بجروح طفيفة إضافة إلى 8 مواطنين منهم 3 من عناصر الأمن خلال اشتباكات بالأيدي والعصي وقعت أمس بين مؤيدي جماعة الإخوان المسلمين ومجموعة من الشباب المناهضين لهم في مدينة المفرق التي تبعد 70 كيلومترا شمال شرقي عمان، حاولوا منعهم من تنظيم مسيرة في المدينة للمطالبة بالإصلاح ومحاربة الفساد.
وقال شاهد عيان لـ«الشرق الأوسط» إن مجموعة من عشائر بني حسن حاولت منع مسيرة مناهضة تطالب بالإصلاح كانت ستنطلق من مسجد المدينة. ورغم محاولة الفريق المجالي ثني المجموعة عن اعتراض المسيرة، إلا أن اشتباكات جرت بينهم وبين المتظاهرين لدى خروجهم من المسجد. وأسفرت المواجهات عن إصابة الفريق المجالي و3 عناصر من الأمن إضافة إلى أربعة من الإخوان المسلمين من بينهم النائب السابق عبد المجيد الخوالدة وابنه القيادي في الحركة معاذ الخوالدة.. وأضاف شاهد العيان أن مجموعة كبيرة من أبناء العشائر توجهوا إلى مقر حزب جبهة العمل الإسلامي وأحرقوه.
وتابع شاهد العيان قوله إن رجال الأمن حاولوا إيقاف المعتدين إلا أن عددهم لم يكن كافيا الأمر الذي استدعى طلب تعزيزات، ووقعت اشتباكات مع الشباب المناهضين لمسيرة «الإخوان» استخدمت فيها القنابل المسيلة للدموع ووقعت فيها عدة إصابات بين الطرفين.
وقال الناطق الإعلامي باسم جماعة الإخوان جميل أبو بكر، إن قوات الأمن عجزت عن حماية المسيرة التي كانت مقررة الأسبوع الماضي وتم تأجيلها بناء على طلب من وجهاء المدينة، موضحا أن الجماعة تلقت تطمينات من وزير الداخلية محمد الرعود بتأمين الحماية الكاملة للمسيرة وتم الاتفاق مع الأجهزة الأمنية على خط سيرها إلا أن المشاركين فوجئوا برشقهم بالحجارة عندما خرجوا من المسجد، مما أدى إلى تقهقرهم إليه لحماية أنفسهم، ورغم ذلك طاردهم المناهضون ووقع اشتباك داخل المسجد نتج عنه تكسير زجاج النوافذ وإصابة نحو عشرة من جماعة الإخوان المسلمين، إصابة ثلاثة منهم بالغة، في حين قال الناطق باسم الأمن العام محمد الخطيب، لـ«الشرق الأوسط» إن الإصابات بين المواطنين أربعة ونعرفهم بالأسماء وجراحهم طفيفة لا تذكر.
على صعيد آخر، شارك وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة راكان المجالي بمسيرة للحراك الشبابي والشعبي الأسبوعية في منطقة المزار الجنوبي بمحافظة الكرك (141 كيلومترا جنوبا) التي انطلقت تحت عنوان «إعادة الشركات التي تم خصخصتها». واعتلى وزير الإعلام المنصة وأكد لجموع المواطنين المحتشدين أن حكومة عون الخصاونة جادة في موضوع الإصلاح ومحاربة الفساد وأن على المواطنين الانتظار لأن الإصلاح يأتي بالتدرج. وأضاف المجالي أن هناك ملفات كثيرة أمام الحكومة موجودة لدراستها وسيتم البت فيها قريبا.
واحتد بعض المواطنين أثناء إلقاء المجالي كلمته، مشيرين إلى عدم جدية الحكومة في الإصلاح ومحاربة الفاسدين واعتقال الذين نهبوا المال العام وهم معروفون للملأ على حسب قولهم. ورد المجالي أن الحكومة جادة في الإصلاح وسوف تثبت ذلك قريبا.
وانطلقت مسيرة من أمام المسجد الحسيني في وسط البلد بعد صلاة الجمعة نظمها الأحزاب اليسارية والقومية وبعض الحركات الشبابية والعشائرية تحت عنوان «لا لرفع الأسعار». وهتف المشاركون في المسيرة أن الشعب يريد استعادة الأموال المنهوبة وإعادة الشركات المخصخصة وتحقيق العدالة الاجتماعية وحفظ قوت المواطنين. وطالبوا بحل مجلس النواب ورحيل الحكومة التي لم تستطع تلبية رغبات الشعب في محاربة الفساد.
وفي معان جنوب عمان شارك العشرات في الوقفة الاحتجاجية لائتلاف شباب الإصلاح والتغيير أمام المسجد الكبير تحت شعار «نسمع جعجعة ولا نرى طحنا». وأكد المعتصمون استمرارية الحراك ومواصلته حتى تحقيق الإصلاح المنشود، مشيرين إلى أن «صوتنا سيبقى مرتفعا حتى تعود الأموال والمقدرات للشعب، وأن الإصلاح الدستوري الحقيقي هو تحقيق أن الشعب مصدر السلطات».
وانطلقت مسيرة للحراك الشعبي من أمام مسجد الطفيلة الكبير إلى مقر دار المحافظة، طالب المشاركون فيها بإرجاع أراضي الدولة المنهوبة وتأميم الشركات الوطنية. وقال المشاركون إن خصخصة الشركات الوطنية كالفوسفات والبوتاس والإسمنت تعد ظلما للوطن والمواطن، على حد تعبيرهم. بدوره قال الناشط محمد الوحوش «لقد جاءت تسمية هذه الجمعة تحت شعار (جمعة تأميم المؤسسات الوطنية الكبرى) ورفض رفع الأسعار لنؤكد مطالبنا بأنه لا إصلاح دون محاربة الفساد».
ونظم حراك «الشوبك» وقفة احتجاجية دعا خلالها المشاركون إلى رفع القبضة الأمنية عن الحراكات الشعبية في الأردن والسير بإجراءات حقيقية في إصلاح النظام ومكافحة الفساد.

المصدر: مصادر مختلفة

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,270,447

عدد الزوار: 7,021,343

المتواجدون الآن: 59