تحقيقات أميركية تكشف أساليب حزب الله المالية وعلاقاته بعصابات مخدرات

«شبكة ترشيش» تفجّر جلسة البرلمان اللبناني وتتحوّل سجالاً «نابياً» بين «حزب الله» و«الكتائب»

تاريخ الإضافة الجمعة 16 كانون الأول 2011 - 6:08 ص    عدد الزيارات 2474    التعليقات 0    القسم محلية

        


«شبكة ترشيش» تفجّر جلسة البرلمان اللبناني وتتحوّل سجالاً «نابياً» بين «حزب الله» و«الكتائب»
الخميس, 15 ديسيمبر 2011
بيروت - «الحياة»
 

لم يكد يمر وقت طويل على انتهاء السؤال الأول وجواب الحكومة عليه من خلال جدول أعمال جلسة الأسئلة والأجوبة الستة للحكومة في المجلس النيابي اللبناني امس، حتى انفجرت الجلسة بمشادة كلامية عنيفة بين نائبي «حزب الله» نواف الموسوي و «الكتائب» سامي الجميل، على خلفية سؤال الأخير عن «أعمال حفر وإمدادات غير مشروعة جرت في بلدة ترشيش»، متهماً «مجموعة غير رسمية باستباحة البلد»، ومتحدثاً عن «مدّ شبكة اتصالات للمقاومة والدور الأمني لحزب الله في الداخل». وتخلل الجلسة سجال حاد حال رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي أبدى استياءه الشديد مما حصل، دون تفاقمه، وعمل جاهداً على تهدئة الأمور عبر مساع مكثفة أفضت الى متابعة الجلسة وانتهت بتحويل نواب المعارضة أسئلتهم استجواباتٍ للحكومة. وفي وقت آثر نواب تكتل «التغيير والاصلاح» النأي بأنفسهم عن التدخل حين طلب ذلك نائب التكتل نعمةالله أبي نصر من زميله إبراهيم كنعان لدى محاولته الكلام، لاحظ نواب ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تأفَّفَ لدى قول وزير الاتصالات نقولا صحناوي عن مد شبكة المقاومة: «لنا الشرف».

افتتح بري الجلسة في حضور ميقاتي والوزراء والنواب، وقال: «على رغم التناقض الحاصل في نص المادة 27 من النظام الداخلي سأعتمد وجهة النظر التي أدلى بها بعض الزملاء، بمعنى إعطاء الجواب مرة ثانية للنائب، لا سيما أن هذا التفسير توصلت إليه وهو أكثر إقناعاً بعدما تلقيت رسالة في هذا الموضوع من الزميل سمير الجسر، وفي كل الحالات لا تتجاوز مدة الكلام للنائب والحكومة عشر دقائق وإن كنت منذ 1998 أتبع عرفاً معيناً وجدت أن النص أوضح».

وطلب النائب عمار حوري الكلام بالنظام وقال: «الأسئلة محولة من 48 يوماً، أخشى أن يكون موقف الوزراء الذين تمنعوا عن الإجابة هو استخفاف بدور المجلس، ولكن ستة أسئلة لا إجابة عنها، وهذه نقطة نسجلها».

ورد بري: «شكلها بالنظام، لكن مضمونها بالسياسة، أسجل أني من حيث المضمون أتضامن معك شخصياً، اتصلت مرتين بالرئيس ميقاتي وتمنيت أن يكون هناك كلام مع الوزراء ويخفف علينا مناقشات ووعدني خيراً لكن الخير لم يأت».

ثم تلي السؤال المقدم من النائب محمد الحجار عن قضية التعديات على الأملاك العامة والخاصة وعلى الارتفاعات الجوية.

وقال الحجار: «أنتظر رد رئيس الحكومة». ميقاتي: «نحن أجبنا عن كل الأسئلة». فعلق النائب بطرس حرب: «ربما لا تصل بالبريد». بري: «استوضح من رئاسة الوزراء من لا يوصلها». ميقاتي: «نحن أجبنا في 7 كانون الأول (ديسمبر) عن هذا السؤال». بري: «اقترح أن يرفع الأمين العام لمجلس النواب مع الأمين العام لمجلس الوزراء تقريراً في هذا الموضوع والاستجوابات وقعتها اليوم». ميقاتي: «في ما يخص الرد على النائب الحجار لدينا رد من وزيري الأشغال (غازي العريضي) والداخلية (مروان شربل) وأخذت بتوصية لجنة الأشغال العامة والنقل، وشكلت لجنة برئاستي ومن الوزراء المعنيين لدرس هذا الموضوع وقريباً ستكون هناك قرارات حيال هذا الأمر».

وتلي جواب وزارتي الأشغال والداخلية.

الحجار: «عندما قدمت هذا السؤال، وسمعت أن المخالفات تم ضبطها وهذا غير صحيح. المخالفات تضاعفت ولم تتوقف، وأعطي أمثلة على ذلك، ففي جبل لبنان يوجد 867 مخالفة، والتعديات على الأملاك العامة هي 1,6 في المئة وهي 0,2 في المئة على مستوى لبنان، وفي الجنوب هناك فاجعة تحصل، هناك 3117 مخالفة و70 في المئة هي تعديات على الأملاك العامة، فضلاً عن التعديات في الضاحية نحو 4818 مخالفة».

وطالب حجار برفع الغطاء عن المعتدين وملاحقتهم، فقال ميقاتي: «نبحث الأمر مع السلطات القضائية». فضحك النائب طور سركيسيان بصوت عال. ميقاتي: «هل السلطات القضائية مدعاة للضحك؟».

وأيد وزير الداخلية ما قاله الحجار لكنه قال: «تفشي ظاهرة التعديات بدأ منذ حكومة تصريف الأعمال السابقة. وأصدرنا مذكرات توقيف في حق عدد من المخالفين وسنصدر مذكرات أخرى بمخالفين». وهنا سأل بري النائب حجار إذا اكتفى بالأجوبة فرد بالنفي وطالب بتحويل السؤال إلى استجواب.

سجال عنيف

ثم طرح السؤال الثاني المقدم من عضو كتلة «الكتائب» النائب سامي الجميل عن أعمال حفر وإمدادات غير مشروعة تجري في بلدة ترشيش - المتن الجنوبي. وقال الجميل: «المقاومة تقول إن هذه الشبكة موجودة للكشف عن العملاء لكن هي مراقبة لكل الناس المعترضين على الثوابت لأننا اتهمنا بالعمالة فنحن الذين نُغتال وتحصل معنا كل الارتكابات»، وأضاف انه «من خلال هذه الشبكة غير الشرعية تحصل استباحة لكل لبنان».

وأضاف أن النائب نواف الموسوي «اعترف انهم يراقبون العملاء في جونية وضبية»، وهنا اسأل كيف يحق لهذه المجموعة التصرف بهذا الشكل من دون المرور بالدولة، ونحن نراقب باسم محاربة العملاء ولا يمكننا حتى أن نغادر بيوتنا»، وسأل أيضاً: «كيف يحق لنائب القول إن على كل عميل أن يسلم نفسه للمقاومة ويقول انه يراقب منطقتنا؟». وحوّل الجميل سؤاله إلى استجواب.

وطلب الموسوي الكلام بالنظام معترضاً على كلام الجميل وقال: «في مناسبة وغير مناسبة يحكى أن هناك مجموعة غير رسمية، هذه هي المقاومة في لبنان وهويتها واضحة»، وأكد أن «هذه المقاومة تحظى بشرعية الحكومة والشعب اللبناني... في لبنان منذ الاجتياح الإسرائيلي، هناك أناس كانوا جزءاً من العدوان».

بري: «لا ضرورة لهذا والتعرض لبعضنا بعضاً». ورد النائب مروان حمادة قائلاً: «صار اجتياح لهذا البلد منكم. وهناك تغطية للاغتيالات».

وتابع الموسوي: «أريد الرد على النقاط التي وردت». بري: «تكلمت بالنظام. ورديت». وزاد الموسوي: «هذه المقاومة تتمتع بشرعية دستورية من تبني الحكومة لنهج المقاومة. وهي تقوم بما تراه مناسباً لحماية لبنان وشبكة الاتصالات التي حصل عليها اعتداء بالأمس». الجميل: «ونحن نريد حماية من المقاومة لأنهم موجودون في كل بيت وعلى الطرقات وفي كل مكان». فتدخل بري وهدأ الجلسة. لكن الموسوي رد على الجميل: «نحن لم نطلب حماية من العملاء. انت عم تحكي تاريخك». الجميل: «من هم العملاء؟ تاريخنا بيشرفك». فتدخل عضو كتلة «الكتائب» فادي الهبر مخاطباً الموسوي: «انتم عملاء إيرانيون». وتابع الجميل: «ليحترموا اللبنانيين، واحترم نفسك». الموسوي: «انت شخص غير محترم». الجميل: «احترم نفسك، أنا محترم اكثر منك». الموسوي: «صباطي (حذائي) محترم أكثر منك وأشرف منك». وقال عضو كتلة «المستقبل» احمد فتفت معلقاً: «إذا صار هناك صبابيط بلا الجلسة». عندئذ حصل هرج ومرج فتدخل بري قائلاً: «أنا من مؤسسي المقاومة وليس هكذا يتم الدفاع عن المقاومة، يجب التقيد بالنظام. وليس من ضرورة للوصول إلى هذا الكلام»، طالباً شطب كل العبارات التي وردت نابية من كل الأطراف. الجميل: «هذا كلام صورة عن أصحابه. وهذا الكلام يشبههم. فليتعلموا التهذيب». الموسوي: «انت قليل تهذيب». بري: «هذه العبارات تشطب من المحضر». ووجه «تنبيهاً للموسوي». ولدى مغادرة الجميل الجلسة. أومأ إليه بري طالباً التحدث معه. فصعد إلى المنصة للحظات فتمنى عليه بري التريث وعدم المغادرة، واعداً بمعالجة ما حدث فكان جواب الجميل على ما قال لـ «الحياة» في رواق المجلس: «سأغادر بعض الوقت للضرورة». إلا أن رئيس المجلس أوفد على عجل النائب علي بزي خلفه لإقناعه بالعودة وتسوية الموضوع وهذا ما حصل لاحقاً إذ اصطحب بزي الجميل إلى القاعة وتوجها مباشرة للقاء بري وعقد لقاء جانبي معه دام بضع دقائق». ولكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد فحاول الرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة وحرب والنائب اكرم شهيب ونواب من 14 آذار الخروج فتدخل بري مجدداً وعمل على تهدئة الأمور.

ولدى طرح السؤال المقدم من النائب محمد قباني حول قطاع الكهرباء وقانونية عمل مقدمي الخدمات، تحلق عدد من النواب حول النائب حرب للتشاور فطلب منهم بري عدم التحادث والإنصات للجلسة. فسأل حرب: «كيف يكون ذلك والقضية اصبح فيها صرامي (أحذية)؟». بري: «انت ما تحمّيها والأمور تهدأ». واتهم النائب قباني وزير الطاقة بأنه يتعامل مع وزارته على أنها «دكان له». وتناول موضوع استدراج العروض، مشدداً على ضرورة تعيين الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء.

وتحدث الحجار بصفته مقدم السؤال الثاني حول الموضوع، فتطرق إلى المخالفات، وقال: «كأننا نتخلى عن الامتياز ونعطيه لشركات خاصة. نحن بصدد اتفاق استثماري، وهذا جديد».

ورد الوزير جبران باسيل بأن الأسئلة «سياسية وتنطوي على الافتراءات والتضليل والمغالطات وسوء الفهم إلى درجة تسمح للنائب بالذهاب بعيداً بالتطاول على الوزير». بري: «تشطب كلمة تطاول». وتابع باسيل :»إذا كان من واجب الوزير الإجابة واستجوابه عملاً بالنصوص الدستورية، ألا يحق للوزير مساءلة النائب عن هذا التضليل للرأي العام الذي يمثل مساً بحقوق الناس؟». طور سركيسيان: «هذا بيان وزاري».

وتحدث باسيل عن موضوع غب الطلب، و»الفساد الذي يصيب قطاع التوزيع»، وقال: «الحل الوحيد المتاح هو الأسلوب الذي يشبه موضوع متعهدي غب الطلب والذي أتى نتيجة تراكم، وبعد خطة الكهرباء تتضمن خطة الطريق، هناك ظروف وعوامل عديدة لم تسمح باستكمال المشروع وصرف النظر عنه والعملية المتكاملة يتم اختيارها بعد أن يحصل التلزيم».

وقال: «عندما يحين موعد بيع التراخيص لا تباع بأرخص الأثمان. وأكلاف التوزيع تنخفض نتيجة هذا المشروع الذي يؤمن المساواة بين اللبنانيين».

الحجار: «الوزير قدم وصفاً للمشروع ولم يرد على السؤال. هناك أمور قانونية، والمطلوب أن تناقشنا به. وليكون المشروع قانونياً يجب أن تكون هناك إجازة من المجلس، ولكن هذا يؤكد أن ما نقوله صحيح. نقول له تعال إلى مجلس النواب لنناقش، ومن دون تجاوز القوانين». وطالب بتحويل سؤاله إلى استجواب.

بري: «أنا اتصلت بالرئيس ميقاتي وتمنيت عليه وعلى الوزراء أن يرسلوا أجوبتهم وتكون عملية النقاش أسهل».

باسيل: «نحن نعتبر أن المناقصة شفافة جداً وشاركت فيها 15 شركة محلية وعالمية ووضع 3 آلاف معيار فني، والنتيجة كانت أن من حاز على أقل سعر وأعلى تقييم فني، هو من فاز. صفة العقد «مقاول» ولا يأتي على ذكر «الاستثمار»، إذ يبقى لمؤسسة كهرباء لبنان طابع الاستثمار. والمناقصة تمت وفقاً لأحكام المادة العاشرة ولا يوجد دفع مسبق، هناك كشوفات تصدر فعلياً». بري: «أعتقد أن 50 بالمئة من كثرة الأسئلة الموجهة إليك، هو عدم حضورك إلى اجتماعات اللجنة المختصة، وأتمنى على الوزراء الكرام، بمحبة، حضور جلسات اللجان». وطالب قباني بتحويل سؤاله إلى استجواب لأنه «لم يرد على أي سؤال».

صحناوي وشبكة المقاومة

وطرح السؤال المقدم من النائب زياد القادري حول المخالفات الحاصلة لدفتر شروط تنفيذ مشروع إنشاء حلقات اتصال المراكز الهاتفية بواسطة شبكة ألياف ضوئية. وجاء في رد الحكومة: «وجهت الإدارة للمتعهد ملاحظات وتم توجيه كتاب للمتعهد لتغيير بعض الفرق لتحسين سير العمل والطلب بتصحيح العيوب».

ورد القادري: «هذا السؤال يلامس سؤال الجميل نفسه، ولكن في شكل أشمل. وسؤالي يؤكد كل أقوال الزميل الجميل. هناك صرف غير مبرر لأموال الشعب اللبناني وأخشى أن يكون تنفيذ هذا المشروع ليس إنشاء شبكة ضوئية إنما مد شبكة أخرى. وهناك تلكؤ واضح من وزارة الاتصالات التي لم تتخذ أي إجراء لتوضيح الأمور». وناشد الهيئات الرقابية «درءاً لهذا الضرر المتمادي، التحرك فوراً» وطلب إلى النيابة العامة اعتبار سؤاله إخباراً.

ورد صحناوي فقال: «نحن تحركنا على أساس هذا التقرير وأخذنا الإجراءات. تم اتخاذ الإجراءات المطلوبة مع الاستشاري والمتعهد... وبالنسبة لجدوى المشروع، فالقول إن هذا ما فعلناه للتغطية على شبكة المقاومة. نحن لا نخجل بموضوع شبكة اتصالات المقاومة لكون عملها الأساس هو سلاح الإشارة نحن معها ولنا الشرف في ذلك». فعلا التصفيق من بعض النواب. صحناوي: «فنحن لا نسمح بمد شبكة مع شبكة الدولة ولا نحتاج إلى شبكة ألياف ضوئية من أجل التغطية على شبكة المقاومة». وقال النائب هادي حبيش: «هذا كلام خطير ومخالف للقانون». ثم توجه الموسوي نحو الصحناوي وقبله. وطالب القادري بتحويل سؤاله إلى استجواب.

ولدى قول طورسركيسيان: «أنا عازم كل النواب (سأدعو كل النواب) على وجبة غداء عند الـ «ريد شو» (محل أحذية). انتفض بري بحدة وقال: «تشطب العبارة من المحضر، وأوجه لك تنبيهاً خطياًَ. وأنبه من تكرار هذا الكلام. هذا الكلام لا يوجه للنواب».

فتدخل النائب حسين الموسوي (حزب الله) وقال: «فليوضح لنا من النواب المعزومين؟. ورد بري : «أنا أدير الجلسة يا سيد خلصنا».

وقبل رفع الجلسة توجه بري بكلمة إلى النواب قال فيها: «آسف لنزول مستوى اللياقات إلى هذه الدرجة لكن كل إنسان يتحمل مسؤولية ما يقوله وينزل قيمته أمام الآخرين. نحن سنقول الحق وأي تحرك خارج القوانين نحن ضده».

وأضاف: «الديموقراطية شيء جميل ولكن الحرية هي غذاؤها الروحي وليس المادي». وذكر أن «هناك كلاماً قيل على سبيل المزاح لكنه كان خطيراً»، لافتاً إلى أن «الرئاسة تبدي استياءها، والله يسامح الجميع، نحن مسؤولون عن شعب واحد وليس عن شعبين».

وبعد انتهاء الجلسة استقبل رئيس المجلس، بناء على موعد سابق، الرئيس أمين الجميل، وعرض معه التطورات، وبحثا في شرعة الإطار المسيحي- الإسلامي من خلال المساعي التي يبذلها الجميل على مستوى المنطقة.

 

الموسوي لسامي الجميل: حذائي محترم أكثر منك
الخميس, 15 ديسيمبر 2011
بيروت، نيويورك - «الحياة»

بلغ السجال النيابي اللبناني الساخن حداً عالياً أمس، حين استخدم أحد نواب «حزب الله» نواف الموسوي عبارات نابية ضد أحد نواب المعارضة سامي الجميل (حزب الكتائب)، اذ قال الأول للثاني «حذائي محترم أكثر منك»، خلال النقاش المحتدم حول سؤال الجميل عن تمديد «حزب الله» شبكة اتصالات خاصة به في بلدة ترشيش في أعالي جبل لبنان (أثارت لغطاً قبل زهاء شهرين)، ما اضطر رئيس البرلمان نبيه بري الى الرد على الموسوي قائلاً له: «أنا من مؤسسي المقاومة، وليس هكذا يدافع عنها»، طالباً شطب العبارات التي استُخدمت خلال الجلسة، فيما أصيب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالحرج نتيجة كلام وزير الاتصالات نقولا صحناوي تضامناً مع المقاومة في ما يخص شبكة الاتصالات.

وشهد عمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أمس تطوراً جديداً، بإعلان المدعي العام فيها القاضي الكندي دانيال بلمار أنه أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أنه «لأسباب صحية، لا يعتزم طلب ولاية ثانية عند انتهاء ولايته الحالية في آخر شهر شباط (فبراير) 2012».

وقال بلمار في بيان عن مكتبه: «إنه شرفٌ وفخرٌ لي أن اسعى الى تحقيق العدالة للشعب اللبناني. ومع أن هذه المسيرة ما زالت طويلة وشاقة، إلا أن أُسساً صلبة قد أُرسيت لإقامة العدالة والمحاسبة على ارتكاب اعتداء 14 شباط 2005 وما يرتبط به من قضايا، من خلال سيادة القانون».

وتابع بلمار: «إنه لمصدر اعتزاز لي أنني أترك فريقاً قوياً من أهل الاحتراف والتفاني الذين قدّموا لي المساعدة في السنوات الثلاث الماضية للاضطلاع بولايتنا الصعبة، وأعتزّ كذلك بأنهم سيواصلون العمل لضمان تحقيق العدالة للشعب اللبناني».

وأكد بان أنه بدأ عملية التشاور لإيجاد بديل عن بلمار، وأن «عدداً من الأسماء مطروح» لتولي المنصب، مشيرا الى ان تعيين المدعي العام الجديد سيتم مطلع السنة، والى ان مساعدته للشؤون القانونية باتريسيا أوبراين «تجري اتصالات مع الأطراف المعنية ومع المحكمة لاختيار البديل.

ونوه رئيس المحكمة القاضي سير دايفيد باراغوانث ورئيس قلمها هرمان فون هايبل ببلمار ومنجزاته طيلة حياته المهنية خصوصا في المحكمة الدولية. أما رئيس مكتب الدفاع فرانسوا رو، فأسف لأن الوضع الصحي لبلمار «اضطره لاعتزال العمل في سبيل تحقيق العدالة. وعلى رغم الاختلاف في وجهات نظرنا، فإنني أودّ أن أثني على تصميم المدعي العام وعزمه في أداء ولايته الصعبة».

وبالعودة الى مشهد الجلسة النيابية في بيروت أمس، عكس الصدام الكلامي بين «حزب الله» وأطراف في المعارضة، حدة المواجهة السياسية القائمة في لبنان حول العديد من العناوين أبرزها المحكمة وسلاح الحزب، فيما لم تكن جلسة الأمس الأولى التي تخللها خروج السجال عن المألوف وتوجيه نواب الحزب اتهامات لنواب خصوم بالعمالة، استدرجت ردوداً مشابهة من المعارضين المنتمين لـ «قوى 14 آذار».

فحين برر الموسوي مدَّ شبكة اتصالات خاصة بالمقاومة، قائلاً إنها تتمتع بالشرعية لاعتراف الحكومات بها منذ حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، رد عليه النائب مروان حمادة: «هذا غير صحيح، وحكومة السنيورة لم تقبل بتشريع ذلك ولهذا السبب قمتم باجتياح البلد كله». وأجابه الموسوي قائلاً: «وأنت سنحاسبك كوزير اتصالات سابق»، فرد حمادة: «انا سألاحقكم كقتلة تحمون القتلة». واتهم الموسوي النائب الجميل رداً على مطالبته «بالحماية من المقاومة، لأنها تراقبنا على الطرقات»، بالعمالة بقوله لبعض له: «نحن لم نطلب الحماية من العملاء»، فتدخل النائب في الكتائب فادي الهبر ليقول: «أنتم عملاء إيران». وحاول بري مرات عدة التدخل لوقف السجال داعياً الى «ألاّ يتعرض بعضنا» وسعى الى إسكات الموسوي. وفيما جلس ميقاتي مذهولاً ونأى نواب «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي بأنفسهم عن السجال، طرح بعض نواب «قوى 14 آذار» داخل القاعة فكرة الانسحاب من الجلسة، فهدّأ بري من غضبهم ووجّه تنبيهاً الى النائب الموسوي وشطب العبارات الحادة التي قيلت من الطرفين. إلا أن وقائع الصدام الكلامي المتكرر طرح السؤال في الوسط النيابي عن مدى إمكان مواصلة الحياة البرلمانية في ظل العنف الكلامي في كل جلسة للبرلمان. وحاول بري إقناع الجميل بمصالحته مع الموسوي على أن يعتذر الأخير منه، لكن الأول اشترط أن يحصل الاعتذار أمام النواب أولاً.

 

شبان اعتدوا على مشايخ دروز جنوباً خلال مرورهم في باص إلى حاصبيا
 
 
بيروت «الراي»
 
على وقع التفاعلات السياسية غير المسبوقة لمواقف رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط بإزاء الأزمة في سورية التي انتقلت الى مرحلة الردّ المباشر وبـ «الواسطة» على الزعيم الدرزي، شهدت منطقة الجنوب حادثة خطيرة كادت ان تترك «ندوباً» مذهبية (شيعة درزية) لولا تدارُك الأمر في اللحظة الاخيرة وحصول اتصالات سياسية لتطويق ذيول التطور الذي عكس تصاعُد حال الاحتقان «العمودي والافقي».
وفي التفاصيل انه خلال محاولة سيارة فان كانت تقلّ ركابا بينهم عدد من المشايخ الدروز من بيروت الى حاصبيا المرور عبر طريق فرعي من بلدة القليعة، اعترض طريقها عدد من الشبان من أبناء بلدة كفركلا كانوا يقطعون الطريق عند مثلث تل النحاس بالدواليب المشتعلة احتجاجاً على مقتل احد ابناء البلدة علي نبيل حمود شيت بعدما أطلق النار عليه قبل اسبوع احد عناصر شرطة بلدية الشويفات (جنوب بيروت) فأصيب برأسه وتوفي يوم الاثنين متأثراً بجروحه، علماً ان هذا الحادث، الذي قيل انه فردي وعلى خلفية مطاردة عصابة سرقة، كان تم احتواؤه يوم حصوله عبر لقاءات عُقدت في بلدية الشويفات في حضور ممثلين لقيادات «حزب الله» و«امل» وللنائب وليد جنبلاط والنائب طلال ارسلان، بغية حصر ذيول الحادث في هذه المنطقة الحساسة التي شهدت في مايو 2008 مواجهات دموية خلال محاولة «حزب الله» اقتحام الجبل.
وأثناء «فورة الغضب» على مقتل شيت، أوقف المحتجون من كفركلا «فان» حاصبيا وانهالوا بالضرب على مَن فيه وبينهم كل من الشيخ جميل سنان من بلدة «عين قنيا»، والشيخ غالب فرج من بلدة «إبل السقي»، قبل أن ينفضوا عنهم ويتركوا الفان يواصل طريقه باتجاه حاصبيا.
ومع وصول الشيخين سنان وفرج الى حاصبيا، عُقد لقاء عند كبير مشايخ طائفة الموحدين في المنطقة رئيس خلوات البياضة الشيخ فندي الشجاع، وفي ضوء ما تبلغه خلال اللقاء أجرى الاخير إتصالين بالنائبين أكرم شهيب (من كتلة جنبلاط) ونائب «حزب الله» علي فياض وأطلعهما على الاعتداء. وبعد سلسلة اتصالات قيادية بين الجانبين تقرر تطويق ذيول الحادث عبر زيارة يقوم بها وفد من بلدة كفركلا إلى حاصبيا لتقديم اعتذار عن الإعتداء الذي تعرض له الشيخان الدرزيان على أيدي عدد من أبناء البلدة.

 

أسارتا: لا تزال في منطقة «يونيفيل» اسلحة وعناصر مسلحة عدائية
الخميس, 15 ديسيمبر 2011
بيروت - «الحياة»
 

أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن «لبنان جزء من الشرعية الدولية ومتمسك بالتعاون مع قوات «يونيفيل» في سبيل تعزيز الأمن والاستقرار ومعاونة الجيش اللبناني على القيام بمهامه في بسط سلطته الكاملة على الأراضي اللبنانية».

وجدد ميقاتي خلال استقباله أمس القائد العام لـ «يونيفيل» الجنرال ألبرتو آسارتا «إدانته الشديدة للاعتداء الذي يمثل محاولة مشبوهة لتوتير الوضع في الجنوب وضرب الاستقرار الحاصل فيه». ورأى أن «استهداف الكتيبة الفرنسية يهدف إلى الإساءة خصوصاً إلى علاقة لبنان مع فرنسا التي وقفت دوماً إلى جانب لبنان في كل الظروف وكانت خير سند وداعم له». وأكد أن «هذا الاعتداء لن يثنينا عن مواصلة التمسك بدور القوات الدولية في دعم لبنان ومساعدة الجيش اللبناني على تعزيز الاستقرار».

وجدد ميقاتي مطالبته «المجتمع الدولي والأمم المتحدة بدعم الجيش اللبناني لوجيستياً للقيام بالمهام المطلوبة منه، وبالضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها المتمادية واليومية للسيادة اللبنانية، وتطبيق القرارات الدولية».

وأفاد الناطق الرسمي باسم «يونيفيل» أندريا تيننتي في بيان له، بأن أسارتا الذي كان زار رئيسي المجلس النيابي نبيه بري (أول من أمس) وميقاتي «لمناقشة الوضع في منطقة عمليات يونيفيل، في ضوء الأحداث الأخيرة التي تنطوي على خروق أمنية خطيرة في جنوب لبنان، اكد ان أعمال العنف الأخيرة تهدف إلى تقويض الاستقرار والسلام الذي ساد في السنوات الخمس الماضية في الجنوب ومثل هذه الأعمال لا تهدف فقط إلى إلحاق الأذى بقوات حفظ السلام، ولكنها تهدد سلامة السكان المحليين وأمن الجنوب، ويجب ألا يسمح لأولئك الذين نفذوا هذه الهجمات بتحقيق أهدافهم». ودعا إلى «إجراء تحقيق فعال لكشف مرتكبي هذه الهجمات ضد البعثة وضد أمن الجنوب واستقراره وتقديمهم إلى العدالة».

وأشار إلى أن «تركيز يونيفيل لا يزال منصباً على مهمتها لتنفيذ ولايتها بموجب القرار 1701، جنباً إلى جنب مع القوات المسلحة اللبنانية. وهي تعتبر أن سلامة السكان وخيرهم من الأولويات القصوى».

وناقش أسارتا مع بري وميقاتي «سبل منع المزيد من التصعيد في الجنوب»، مشيداً بـ «التعاون الممتاز مع القوات المسلحة اللبنانية في هذا الصدد». وأضاف: «إن حكومة لبنان، بوصفه البلد المضيف، تقع على عاتقها المسؤولية الرئيسية في ضمان أمن يونيفيل، ونحن نعمل عن كثب مع السلطات اللبنانية في هذا الصدد. ومن الواضح أن هناك حاجة إلى مزيد من تعزيز السيطرة الأمنية في المنطقة لمنع المزيد من محاولات تقويض السلام والأمن في الجنوب».

ورأى أن «الأحداث الأخيرة أظهرت أنه على رغم الجهود التي تبذلها يونيفيل والجيش اللبناني، لا تزال هناك أسلحة وعناصر مسلحة عدائية في منطقة العمليات، وذلك في انتهاك لأحد أهم بنود القرار 1701».

وفي السياق، أكدت قيادتا حركة «أمل» و «حزب الله» في الجنوب اللبناني، تمسكهما بدور «قوات يونيفيل المساند للجيش اللبناني وفقاً للقرار1701»، ودانتا «الاستهدافات المشبوهة وإطلاق الصواريخ». وكانت القيادتان عقدتا اجتماعاً مشتركا في صور، عرضتا خلاله للتطورات لبنانياً.

وجدد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان بالوكالة روبرت واتكنز، موقف الامين العام بان كي مون بأن «يعم الاستقرار والهدوء في جنوب لبنان وعلى طول الخط الأزرق»، مشيراً بعد زيارته رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية أمس، الى «اننا في وقت حساس وعلينا تثبيت الأمن والاستقرار ووقف اي أعمال عدائية والعمل على تنفيذ القرار 1701 وتوطيد التعاون مع يونيفيل والجيش اللبناني لبلوغ هذه الأهداف».

 

 

« 14 آذار» تحمّل «حزب الله» مسؤولية إطلاق الصواريخ من الجنوب
الخميس, 15 ديسيمبر 2011
بيروت - «الحياة»

دانت الأمانة العامّة لقوى 14 آذار الاعتداء الذي تعرضت له الكتيبة الفرنسيّة العاملة في قوات «يونيفيل» الاسبوع الماضي، كما دانت إطلاق الصواريخ من الجنوب «سواء تلك التي تسقط في إسرائيل أم داخل الأراضي اللبنانيّة».

وإذ أكدت في بيان بعد اجتماعها الاسبوعي امس، أنها «في أساس الإجماع على اتهام النظام السوريّ بهذه الأعمال المرتكبة على إيقاع أزمته من أجل توجيه رسائل معيّنة»، حمّلت «حزب الله مسؤوليّة كاملة في هذا المجال كونه الجهة الممسكة واقعاً بأمن الجنوب وفي منطقة عمليّات «يونيفيل» تحديداً ولا يعقل أن يكون غافلاً عن تحرّكات مشبوهة كهذه». غير أنّها اعلنت رفضها أن «يقتصر دور الحكومة على الاستنكار».

ودانت الامانة العامة «عمليات الخطف وآخرها خطف المواطن أحمد زيدان قبل إطلاقه على نحو ملتبس من دون دور واضح للأجهزة في هذا الإطار». ورأت أن «ما يجري، بين خطف ناشطين سوريين واختطاف مواطنين لبنانيين وجرائم قتل وسرقات، تعبير عن وضعٍ أمنيٍّ متدهورٍ ومثيرٍ للقلق، بل هو أكثر من ذلك عنوان لانهيار الدولة وسقوط سيادتها في معظم المجالات».

وايدت الأمانة العامة الإضراب المُعلن لـ «هيئة التنسيق النقابيّة» اليوم والإضراب الذي قرّره «الاتحاد العمالي العام» بعدَ أسبوعين»، مستغربة «التخبّط الحكوميّ في التعاطي مع المطالب العمالية». وطالبت الحكومة «مع استمرار مأساة النازحين السوريين بمعاملة إنسانيّة لهم في مجالات الإيواء والغذاء والدواء، والامر من مهام الهيئة العليا للإغاثة».

واعتبرت أن «الاعتداء المتكرّر على الاراضي اللبنانية من الجيش السوري وآخره تمشيط منطقة عرسال بالرصاص وسقوط جريحين لبنانيّين يشكل خرقاً واضحاً لسيادة لبنان»، مطالبة المسؤولين بـ «تدابير تمنع هذه الأعمال المشينة ولو استدعى ذلك اللجوء الى المجتمعين العربي والدولي». وجددت «تضامنها مع الثورة السوريّة فيما تدخل شهرها العاشر».

 

 

مكتب سلام ينفي تصريحات نسبها اليه إعلام ايراني
الخميس, 15 ديسيمبر 2011
 

نفى المكتب الإعلامي للنائب اللبناني تمام سلام امس، وبشدة، ان يكون سلام ادلى بأي حديث لموقع او وكالة انباء ايرانية، لافتاً في بيان، الى ان وكالة اخبار «بايفاند» الإيرانية «اوردت نقلاً عن موقع «خبر اون لاين» الإيراني نقلاً عن «إيران ريفيو» حديثاً صحافياً منشوراً على صفحاتها الالكترونية باللغة الانكليزية أجراه علي موسوي خلخالي منسوباً الى النائب سلام».

وأوضح المكتب «ان كل ما نشر وجرت فبركته وتلفيقه لا أساس له من الصحة جملة وتفصيلاً وهو مختلق ومركب ولا علاقة للنائب سلام به ولا يعرف اي وكالة من الوكالات الثلاث ولا يعرف ولم يجر أي اتصال بالصحافي علي خلخالي الذي لم يعرفه النائب سلام أصلاً».

واعتبر المكتب الاعلامي «انها محاولة رخيصة ومشبوهة تهدف إلى زج النائب سلام بمواقف ضد المملكة العربية السعودية التي يعرف القاصي والداني علاقته التاريخية الوثيقة معها وتقديره وتمسكه بدورها العربي والإسلامي الكبير».

 

 المعلمون يضربون ويتظاهرون اليوم

الخميس, 15 ديسيمبر 2011
بيروت - «الحياة»

يلبي القطاع التعليمي الرسمي والخاص الذي تنضوي نقاباته تحت لواء «هيئة التنسيق النقابية» دعوة الهيئة إلى تنفيذ إضراب اليوم، مرفقاً بتظاهرة احتجاجاً على عدم تلبية مطالبهم في تصحيح الأجور. وهذا التحرك يأتي قبل 12 يوماً من تحرك مماثل أوسع دعا إليه الاتحاد العمالي العام في 27 الجاري، وذلك كما أوضح رئيس الاتحاد غسان غصن لأن «المعلمين الذين تبدأ إجازة الأعياد في مدارسهم من 15 الجاري هم مضطرون للإضراب غداً (اليوم) بينما نحن لدينا الوقت الكافي لتحديد موعد الإضراب، على أن أهدافنا وأهداف هيئة التنسيق النقابية واحدة وندعم جميع المطالب المحقة».

على أنه برز تحرك مقابل أمس، في طرابلس، إذ أعلن مجلس «نقابة عمال وأجراء مرفأ طرابلس» بعد اجتماع «عدم الالتزام بإضراب 27 الجاري حرصاً على سلامة العمل النقابي»، ودعا أعضاء الاتحاد العمالي إلى «الاستقالة فوراً خدمة لمصلحة العمال، إذ كفاكم فشلاً ووعوداً ليس لها حدود، وكفاكم استخفافاً بعقول الناس».

ودعا نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض «جميع المعلمين والموظفين والعمال إلى المشاركة في التظاهرة التي تنطلق في الحادية عشرة قبل ظهر اليوم من تقاطع السوديكو - بشارة الخوري في اتجاه السراي الكبيرة». وكان المجلس التنفيذي لاتحاد النقابات العمالية للمصالح المستقلة والمؤسسات العامة عقد اجتماعاً طارئاً مع غصن وهيئة الاتحاد. وناقشوا «القرارات الحكومية المبتورة». ودعوا إلى «مشاركة فاعلة في إضراب 27 الجاري».

وجمعت مفوضية التربية في الحزب التقدمي الاشتراكي، ممثلين عن المكاتب التربوية لـ: «حزب الله» وحركة «امل» و«تيار المستقبل» و«الشيوعي» و«السوري القومي الاجتماعي» و«الديموقراطي» و«القوات اللبنانية» و«حزب الكتائب» و«التيار الوطني الحر» و«تيار المردة» و«اليسار الديموقراطي». واتفقوا على تأييد اضراب اليوم والمشاركة الكثيفة في التظاهرة.

 

 سليمان يرفض أسلوب «السلة» و«الترويكا» للتعيينات

الخميس, 15 ديسيمبر 2011
 

رأى الرئيس اللبناني ميشال سليمان «أن العمل الحكومي كان في إمكانه أن يكون أكثر إنتاجاً لولا تضخيم بعض المواضيع التي تطرح، ولا سيما منها تلك التي تخضع لآليات وضوابط تحكمها». وأمل في «أن يكون للتقيد بهذه الآليات إنعكاس إيجابي للعمل على هذا الصعيد».

ولفت سليمان امام زواره الى أنه لا يقبل «باعتماد أساليب تتنافى مع نصوص الدستور كالسلة في موضوع التعيينات الادارية، ولا طريقة الترويكا لاتخاذ القرار، وإن كان التشاور بين المرجعيات الرسمية والقيادات والفاعليات أمراً ضرورياً من أجل إبقاء الوضع الداخلي في منأى عن تداعيات ما يدور حولنا من جهة، وفي دائرة الاستقرار السياسي والامني من جهة ثانية».

 

إسرائيل تتوقع استهداف <حزب الله> لمصافي النفط قرب حيفا بحال الحرب
قالت صحيفة <وورلد تريبيون> الاميركية نقلا عن مسؤولين إسرائيليين أن الحكومة الاسرائيلية اعتبرت خلال اجتماع أمني أن مصافي النفط هدفا رئيسيا للصواريخ الإيرانية التي يمتلكها حزب الله بحال اندلاع حرب·
وأضافت الصحيفة في تقرير أن مسؤولين إسرائيليين توقعوا اطلاق حزب الله صواريخ وقذائف باتجاه مصافي النفط الإسرائيلية حول شمال مدينة حيفا· وأشاروا إلى ضربات الحزب الصاروخية قرب مصافي التكرير خلال حرب تموز الأخيرة في عام 2006·
وقال وزير دفاع الجبهة الداخلية ماتان فيلناي <هذا أمر حيوي لاستمرار عمل الاقتصاد الإسرائيلي في أوقات الأزمات>· وكان فيلناي قد قام بجولة على المصافي في خليج حيفا لفحص هشاشة المرافق أمام هجوم من لبنان·
وقال الوزير الإسرائيلي ان الحكومة تدرس جدوى نشر نظام القبة الحديدية الجديدة الصاروخي للدفاع والتأكد من أن المصافي الاسرائيلية ستتمكن من الاستمرار بالعمل حتى أثناء حرب اقليمية· وأكد فيلناي أن ?المصافي ذات أهمية حاسمة لاستمرار عمل الاقتصاد الاسرائيلي في أوقات الطوارئ?·
وقد طورت القوات الاسرائيلية بطاريتي دفاع حديدي مع خطط لشن عمليات من بطارية ثالثة خلال الأسابيع القليلة المقبلة·
وقال مسؤولون إن وزارة الدفاع قد جندت ما لا يقل عن 10 بطاريات لحماية البلاد من الهجمات الصاروخية والقذائف من لبنان وقطاع غزة·
وفي عام 2011 أجرت القوات الاسرائيلية مناورات كبرى عديدة في محاولة لمواجهة الهجمات على المدن والرد عليها فضلا عن المرافق الحيوية·
وكشف مسؤولون عن أنه قد تم تركيب أنظمة غير محددة في مصافي النفط لمنع وقوع أي حوادث تسرب كيميائي خلال أي حرب·
وحتى الآت تقول السلطات الاسرائيلية إن مصافي النفط ستتمكن من الحفاظ على عملها أثناط أي أزمة·
وكشف مسؤولون عن أن عمال المصافي قد تلقوا تدريبات على العمل أثناء تلقي هجمات على المصافي·
لكن إلى الآن لم ينشر سلاح الجو الاسرائيلي أرقاما عن مدى نجاح (نظام دفاع) القبة الحديدية·
وكان الجيش الاسرائيلي قد أفاد في 11 كانون الأول باعتراض قبة الحديد لصاروخ أطلق من قطاع غزة·
وذُكر أن بطارية القبة الحديدية التي تهدف إلى حماية منطقة أشدود قد اعترضت صاروخا تم إطلاقه على مدينة كريات ملاخي·
وقال آمر نظام القبة الحديدية النقيب إيلاد تزينمون إنه ? منذ العمليات العسكرية الاسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة لقد رفعنا درجة التأهب نظرا لتزايد احتمال إطلاق صواريخ على إسرائيل?·
وقال تزينمون أيضا ?<اننا مستعدون دائما لهجوم من قطاع غزة، ولكن عندما تتلقى المنظمات الإرهابية ضربة شديدة من جانب الجيش الإسرائيلي، فـإن استعداداتنا تزداد، ونحن نعرف انهم لن يجلسوا بهدوء>·
(اللواء)

 

 تحقيقات أميركية تكشف أساليب حزب الله المالية وعلاقاته بعصابات مخدرات

برلماني لبناني: الاتهامات الأميركية دوافعها سياسية.. وليس لنا علاقة بالمصرف اللبناني الكندي.. وواشنطن تضطهد رجال الأعمال الشيعة الأبرياء بسبب إسرائيل
بيروت - واشنطن: «الشرق الأوسط»
كشف مسؤولون أميركيون لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية من خلال الأوراق التي قدموها والتحقيقات في الاتهامات التي وجهت في فبراير( شباط) الماضي إلى أحد المصارف اللبنانية الشهيرة أسرار بعض العمليات المالية السرية لحزب الله اللبناني لتمويل أنشطته وأجهزة غسل الأموال المعقدة والعلاقات مع شبكات دولية للمخدرات والتي سمحت للحزب بنقل مبالغ ضخمة من المال عبر نظام مالي قانوني، على الرغم من العقوبات التي وقعت بحق الحزب بهدف قطع شريان الحياة الاقتصادية الخاص به.
في الوقت ذاته، قدمت التحقيقات التي قادت الولايات المتحدة إلى المصرف، المصرف اللبناني الكندي، أدلة جديدة على المصادر الغامضة لأموال حزب الله. فعلى الرغم من اعتقاد وكالات تنفيذ القانون على مستوى العالم أن حزب الله مستفيد سلبي من تبرعات الموالين له في الخارج المتورطين في تجارة المخدرات وعدد من الأعمال الإجرامية الأخرى، أشارت المعلومات الاستخباراتية من دول عدة إلى التورط المباشر لمسؤولين كبار في حزب الله في تجارة الكوكايين في أميركا الجنوبية وفقا لما قاله المسؤولون والأدلة التي قدموها إلى «نيويورك تايمز». ويقارن أحد العملاء الذين شاركوا في التحقيقات حزب الله بالمافيا، بالقول: «إنهم يعملون مثل عائلة غامبينوس في تجارة المخدرات».
وقد أعلن المدعون الفيدراليون يوم الثلاثاء في فرجينيا لائحة اتهام بحق الشخص المسؤول في قضية المصرف اللبناني الكندي موجهة إليه اتهامات بالاتجار بالمخدرات وغسل أموال، ليس فقط لعصابات المخدرات الكولومبية، بل وعصابة لوس زيتاس المكسيكية أيضا.
ويعكس الكشف عن حزب الله، والبنك اللبناني الكندي ديناميات التغير السياسي والعسكري في لبنان والشرق الأوسط. فيعتقد محللو الاستخبارات الأميركية أن حزب الله كان يحصل منذ سنوات على ما يقرب من 200 مليون دولار سنويا من راعيه الأساسي، إيران، إلى جانب مساعدات إضافية من سوريا. ولكن هذا الدعم تضاءل، بحسب محللين، كما تقوض الاقتصاد الإيراني تحت وطأة العقوبات الدولية بسبب برنامجها النووي ومعارك الحكومة السورية التي أثارت اضطرابات شعبية.
بيد أن احتياجات حزب الله المالية قد نمت إلى جانب شرعيته المتزايدة هنا، حيث يسعى إلى إعادة بناء قدراته في أعقاب حرب 2006 مع إسرائيل وتوسيع نفوذه من الأنشطة الاجتماعية والسياسية. ويعتقد المحللون أن النتيجة كانت اعتمادا أكبر على الأنشطة الإجرامية - خاصة في تجارة الكوكايين في أميركا الجنوبية - وعلى آلية نقل كل الأموال غير المشروعة حول العالم.
ونقلت «نيويورك تايمز» عن ديريك مالتز، مسؤول إدارة مكافحة المخدرات الذي أشرف على تحقيقات الوكالة حول المصرف اللبناني الكندي قوله: «قدرة منظمة إرهابية مثل حزب الله على الاستفادة من مصادر التمويل الإجرامية على نطاق العالم هو التحدي الجديد بعد أحداث 11/9».
وأشار مسؤولو الخزانة الأميركية في ذلك التحقيق إلى أن مديرين بارزين في المصرف ساعدوا عددا من حاملي الحسابات في إدارة مخططات لغسل أموال المخدرات عبر خلطها مع عائدات شراء السيارات المستعملة في الولايات المتحدة والتي تباع في أفريقيا. وقال مسؤولون إن نسبة من الأرباح تذهب إلى حزب الله، وهي الصلة التي ينفيها الحزب.
ورفض المسؤولون الكشف عن أدلتهم لهذا الادعاء. لكن معالم شبكة غسل الأموال الواسعة النطاق والدرجة التي استغل بها حزب الله عمليات البنك، ظهرت في الأشهر الأخيرة، خلال بيع الأصول غير الملوثة الخاصة بالمصرف، بمباركة أميركية، لشريك لمصرف سوسيتيه جنرال العملاق في بيروت.
بطبيعة الحال، لا تكشف عملية غسل الأموال عن نفسها، ولكن مراجعي الحسابات الذين راجعوا الدفاتر عثروا على ما يقرب من 200 حساب تدور شكوك حول صلتها بحزب الله وطرقهم التقليدية في غسل الأموال.
وإجمالا، هناك مئات الملايين من الدولارات التي يتم تدويرها سنويا من خلال الحسابات، التي يمتلكها في الأساس رجال أعمال شيعة في دول تهريب المخدرات في غرب أفريقيا، وكثير منهم معروفون بتأييدهم لحزب الله، ويتاجرون في كل شيء بدءا من قطع الماس الخام وحتى مستحضرات التجميل والدجاج المجمد، بحسب أشخاص على اطلاع بالقضية في الولايات المتحدة وأوروبا. ويبدو أن الشركات استخدمت لتكون بمثابة واجهات لحزب الله لنقل كافة أنواع الأموال المشكوك فيها، نيابة عنه أو آخرين.
وقد سمح النظام لحزب الله بإخفاء ليس فقط مصادر الثروة، ولكن أيضا تورط مجموعة من المؤسسات التجارية. وربما كان من بين هذه الحالات صفقة الأراضي المرتفعة في الأسعار والتي تم تمويلها من خلال البنك من شركات في الولايات المتحدة كانت تعمل منذ ذلك الحين كواجهات لحزب الله، وتجار متورطين في تجارة ما يعرف باسم ماس ومعادن الصراعات، وذلك بحسب أميركيين وأوروبيين على دراية بهذه القضية. وقد قدم البنك اللبناني الكندي قرضا كبيرا في الصفقة.
وأشارت التحقيقات وفقا لـ«نيويورك تايمز» إلى صفقات أخرى مثيرة للجدل بشكل كبير والتي اشترت فيها الكيانات المرتبطة بحزب الله قطع أراض ذات استراتيجية عسكرية في المناطق المسيحية مما ساعد الحركة في تعزيز هيمنتها الجيوسياسية بهدوء.
وخلال المقابلة التي أجرتها «نيويورك تايمز» معه مؤخرا في منزله في طيبة، إلى الشمال مباشرة من الحدود مع إسرائيل - أو كما تقول اللافتة هنا «فلسطين» - نفى زعيم الاستراتيجية السياسية لحزب الله وعضو البرلمان، علي فياض، ضلوع منظمته في صفقات أراض. كما وصف المزاعم الأميركية بتهريب المخدرات بأنها «دعاية» ذات دوافع سياسية، مضيفا «ليس لنا علاقة بالمصرف اللبناني الكندي، والولايات المتحدة تضطهد رجال الأعمال الشيعة الأبرياء كوسيلة لمعاقبتنا بسبب فوزنا في معركتنا مع إسرائيل.
بالنسبة للولايات المتحدة كانت خطة تفكيك المصرف جزءا من استراتيجية مطبقة منذ فترة طويلة لنشر أسلحة مالية لمحاربة الإرهاب. وهذه الرواية عن التحايل وست سنوات من التحقيق وما كشف عنه النقاب منذ ذلك الحين، بني على مقابلات مع مسؤولين حكوميين وقوة إنفاذ القانون ومصرفيين في ثلاث قارات، فضلا عن تقارير المخابرات والشرطة وسجلات الشركات.
ونتيجة لتداول القضية عبر سلسلة القيادة في الإدارة الأميركية منذ خريف عام 2010، اقترح بعض المسؤولين عدم كشف النقاب عن روابط حزب الله وفقا لتقرير «نيويورك تايمز». وأكدوا أن وضع اسم المصرف على لائحة القائمة السوداء سيعطل الشبكة في الوقت الذي يخرج فيه الولايات المتحدة من دائرة الشكوك بالتلاعب، خاصة في ظل المخاوف الأميركية من انحسار نفوذها في الشرق الأوسط. ولكن كانت وجهة النظر السائدة هو أن القضية عرضت ما يصفه مسؤول «بفرصة كبيرة لتشويه صورة حزب الله» بالإشارة إلى «نفاق حزب الله بالاستفادة من النشاط الإجرامي».
من المؤكد أن لدى الولايات المتحدة سببا كافيا لترغب في تشويه حزب الله، وكيل إيران المسلح ومصدر إزعاج مستمر للمصالح الأميركية في المنطقة المضطربة بشكل مزمن. (وخلال الأسبوع الماضي فقط، اشتعل النزاع بين حزب الله ووكالة الاستخبارات المركزية عندما أعلنت إذاعة تنظيم عما قالت إنها أسماء 10 جواسيس أميركيين عملوا في السنوات الأخيرة في السفارة الأميركية في بيروت.
وكان الوقت مناسبا للهجوم على حزب الله - اللحظة التي بلورت انحداره وسرعة تأثره. وقبل أسابيع، لعب الجناح السياسي لحزب الله دور الشخص النافذ وأشرف على إسقاط حكومة سعد الحريري، الحليف الأميركي، وإقامة حليف من اختيارهم بدلا منه. بيد أنه في الوقت ذاته، كانت المحكمة الدولية تعد لائحة اتهام لأعضاء في حزب الله، متهمين بالضلوع في التفجير الذي أودى بحياة رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري في عام 2005.
ويذكر جون أو بيرنان مستشار الرئيس لمكافحة الإرهاب نقاشا في مقابلة أجريت مؤخرا: «أعتقد أنه إذا كان حزب الله متورطا في قضية اتجار مخدرات، فلنحرص على الإعلان عن ذلك».
وفي مقابلة مع رئيس وحدة المخدرات وغسل الأموال في الجمارك اللبنانية المقدم جوزيف سكاف، وصف ذلك المهمة بالمستعصية حيث يسمح للمسافرين بجلب كميات غير محدودة من النقود دون أن يعلنوا عنها. وأن لديه فقط 12 ضابطا للبحث عن المخدرات، وأن الماسحات الضوئية في المطار والميناء لا تعمل، وقال «إن يدي مغلولتان».
إذا كان هذا الجزء من البلاد سيشكل مفترق طرق بالنسبة لجميع أنواع التجارة فإنه يدين بالكثير من ازدهاره إلى اللبنانيين المنتشرين في جميع أنحاء العالم، فاللبنانيون الذين يعيشون في الخارج أكثر ممن في الداخل. ومن خلال عناصر إجرامية في هذه الجاليات، حصل حزب الله على موطئ قدم في تجارة الكوكايين، وفقا لتقييم مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة جاء في برقية مسربة من وزارة الخارجية عام 2009.
من وجهة نظر الاتجار في المخدرات، كان المهاجرون في المكان المناسب وفي الوقت المناسب ومع زيادة الطلب في أوروبا والشرق الأوسط، بدأت العصابات تجوب طرقا جديدة - من كولومبيا وفنزويلا والحدود التي ينعدم فيها القانون حيث تلتقي البرازيل وباراغواي والأرجنتين إلى بلدان غرب أفريقيا مثل بنين وغامبيا، ومن هناك تنقل المخدرات شمالا عبر البرتغال وإسبانيا، أو عن طريق سوريا وشرق لبنان.
وفقا لرئيس وحدة مكافحة المخدرات في لبنان العقيد عادل المشموشي، كانت إحدى الطرق إلى البلاد على متن طائرة إيرانية تعمل أسبوعيا من فنزويلا إلى دمشق ومن ثم عبر الحدود. وأكد عدد من المسؤولين الأميركيين أن مثل هذه العملية ستكون مستحيلة من دون مشاركة حزب الله.
وقالت «نيويورك تايمز»: «في أميركا الجنوبية وأوروبا، بدأ المدعون العامون ملاحظة عمل الوسطاء الشيعة اللبنانيين لدى العصابات. لكن الدليل الأقوى على توسع دور حزب الله في تجارة المخدرات، وأنه ليس مجرد متلقى سلبي للمال الملوث، جاء من تحقيقين قادا في نهاية المطاف إلى البنك اللبناني الكندي».
بدأ محاولته برجل يعرف باسم طالبان، والذي سمع خلال التنصت على المكالمات الهاتفية الكولومبية لعصابة ميديلين، لا أوفيسينا دي إنفيغادو. والحقيقة أنه كان مهاجرا لبنانيا، وفي يونيو 2007، التقى في بوغوتا مع عميل سري لإدارة مكافحة المخدرات ووصف بإيجاز مسار رحلته إلى لبنان. تم شحن الكوكايين عن طريق البحر إلى ميناء العقبة الأردني، ثم تم تهريبها إلى سوريا. وبعد تفاخر حرب أنه يمكنه تسليم 950 كيلوغراما في لبنان في غضون ساعات، تساءل العميل السري عما إذا كان عليه أن يجري اتصالات بحزب الله، ابتسم المهاجر وأومأ برأسه حسبما أورد العميل.
(بعد مراقبة مطولة، أخبر مسؤولون أردنيون إدارة مكافحة المخدرات أن المحطة السورية للشحنة تمت بالتنسيق مع ضابط الاستخبارات السورية المكلف بالاتصال بحزب الله. ومن هناك، بحسب المصادر، تلقى نشطاء حزب الله ضريبة لضمان الشحنات إلى لبنان).
وقال تقرير «نيويورك تايمز» بعد ذلك، تقوم العصابة بإعطاء المال إلى العميل لكي يقوم بعملية غسل الأموال، حيث وصل المبلغ الإجمالي إلى 20 مليون دولار. ولكن قبل أن يتمكن العميل من كشف المخطط بالكامل وتحديد عملاء حزب الله، انهارت العملية برمتها. وكانت وكالة المخابرات المركزية تتشكك في البداية في علاقة حزب الله بالموضوع، ولكنها دخلت بعد ذلك في لب القضية. وعشية اجتماع كان مقررا انعقاده في الأردن، أجبرت وكالة المخابرات المركزية العميل السري على التأجيل لأن الفريسة قد هربت بعدما شعرت بالقلق. وفي النهاية، أدين حرب بالاتجار في المخدرات وضلوعه في غسل الأموال، ولكن النافذة التي كانت مفتوحة على مركز المنظمة قد تم إغلاقها إلى الأبد. وقال أحد العملاء في وقت لاحق: «لقد كان ذلك يشبه انفصالك عن الفتاة التي تحبها. إننا فقدنا كل شيء».
وفي الواقع، لم ينته كل شيء، حيث ظهر هدف جديد بعد مرور وقت قصير، حيث تم التنصت على مكالمة هاتفية ذات صلة بحرب والعصابة، وكان المتصل قد تحدث عن عائدات صفقة كوكايين ستكون في أحد فنادق باريس ثم يتم غسلها مرة أخرى في كولومبيا. وأشار أحد العملاء الذين تنصتوا على المكالمة أن المتصل قال: «لقد فقدت للتو مليون يورو في فرنسا». وأضاف العميل أنهم شكوا في المكالمة بسبب «الطريقة التي تحدث بها، بالإضافة إلى أنه لا يوجد شخص يفقد مليون يورو دون مبالاة حيال ذلك».
وكان العملاء قد علموا أن هناك أحد المشاركين في عمليات غسل الأموال وأن هاتفه من لبنان، وأصبح لديهم الآن اسم أحد الأشخاص وهو أيمن جمعة، الذي كان في السابق من ميديلين بكولومبيا، وأصبح الآن صاحب أحد الفنادق في بيروت. وينتمي جمعة للمسلمين السنة، ولكن الهواتف الجوالة التي تم ضبطها في فندق باريس قد كشفت علاقته بالشيعة في معاقل حزب الله في جنوب لبنان، وفقا لسجلات الإنتربول.
وكان جمعة معروفا أيضا للاستخبارات الإسرائيلية التي تنصتت على مكالمة له مع عضو في «الوحدة 1800» التابعة لحزب الله والمسؤولة عن تنسيق الهجمات داخل إسرائيل. وكان وسيط جمعة يعمل لحساب عميل بارز يعتقد الإسرائيليون أنه كان مسؤولا عن عمليات المخدرات لحزب الله.
اسمه أبو عبد الله وهو يظهر في أشرطة التنصت. وفي إحدى المراحل كان حرب يشكو من «أبناء العاهرات الذين كان مدينا لهم بالمال»، وقد حذره قريب له من مدينته من أن «جماعة أبو عبد الله، الناس لا تجرؤ على إثارة مشكلات أو القتال معهم. نحن نبحث عنه وننتظر المال».
وفي نهاية المطاف، تمكن فريق أميركي تم إرساله للنظر في أنشطة جمعة من اكتشاف عملية السيارات المستعملة، حيث كانت السيارات التي يتم شراؤها في الولايات المتحدة تباع في أفريقيا، وكان يتم نقل العائدات النقدية إلى بيروت ويتم إيداعها في ثلاثة مكاتب للصرافة، وبعد ذلك، قامت مكاتب الصرافة بإيداع تلك الأموال وعائدات تجارة السيارات المزدهرة في البنك اللبناني الكندي والذي تمت تسميته بهذا الاسم لأنه كان تابعا في السابق للبنك الملكي الكندي في الشرق الأوسط.
ولم تكن تلك الأرقام معقولة أو متناسبة مع تلك التجارة، حيث إن معارض مبيعات السيارات المستعملة في الولايات المتحدة - معظمها مملوكة لمهاجرين لبنانيين وأحدها على علاقة بأحد مخططات حزب الله اللبناني لتهريب أسلحة - لم تكن لتحقق كل تلك الأموال، حسب تصريحات مسؤولين أميركيين والذين خلصوا إلى أن ما كان يحدث في الواقع هو إضافة حصيلة بيع المخدرات في أوروبا إلى حصيلة بيع السيارات، حتى تبدو تلك الأموال وكأنها شرعية.
وقالت «نيويورك تايمز» يتلقى حزب الله نصيبه أو حصته إما من مكاتب الصرافة أو عن طريق المصرف نفسه، وفقا لإدارة مكافحة المخدرات. وخلصت وزارة الخزانة إلى أن إيران أيضا قد استخدمت هذا المصرف لتجنب العقوبات، حيث يعمل مبعوث حزب الله إلى طهران كوسيط.
وفي واشنطن، وبعد نقاش طويل حول موعد التحرك وإثارة الموضوع أمام الرأي العام، قررت الإدارة الأميركية تطبيق قانون مكافحة الإرهاب الذي نادرا ما يتم استخدامه. وبما أنه قد وجد أن المصرف متورط في عملية غسل أموال، فإنه يمكن لوزارة الخزانة أن تجعله في عزلة دولية عن طريق منع المؤسسات المالية الأميركية من التعامل معه. وقد تم إطلاع الرئيس أوباما على الأمر، وتم اتخاذ اللازم في العاشر من شهر فبراير (شباط).
أما بالنسبة لجمعة، فإن لائحة الاتهام التي تم الإعلان عنها يوم الثلاثاء تتجاوز العملية التي تمت في أوروبا والمبينة في قضية البنك اللبناني الكندي، حيث تم اتهامه بالتنسيق لتهريب شحنات من الكوكايين من كولومبيا إلى عصابة لوس زيتاس في المكسيك ليتم بيعها في الولايات المتحدة، كما تم اتهامه أيضا بغسل عائدات تلك العمليات.
وثمة تساؤلات حول تقديمه للعدالة، ولا سيما وأن الولايات المتحدة ليس لديها معاهدة مع لبنان لتسليم المجرمين، في حين أن الأماكن التي يتردد عليها جمعة غير معروفة. ولم يرد جمعة على أي من الرسائل التي أرسلتها صحيفة «نيويورك تايمز» إلى الفندق الذي يقيم به. وقد انتشرت العديد من الشائعات في بيروت.
ولم يتمكن الأميركيون سوى من التعرف على عدد قليل من الحسابات الملوثة بأموال المخدرات في البنك اللبناني الكندي. وبدأت عملية البحث عن المزيد من المشاكل خلال فصل الصيف، وذلك بعدما أعلن مصرف «سوسيتيه جنرال دو ليبان» موافقته على شراء أصول البنك.
وفي إطار اتفاقه مع مسؤولي وزارة الخزانة، وضع البنك المركزي اللبناني خطة لفحص كافة الحسابات، ولكن ضباط الامتثال في سوسيتيه جنرال، وهو الشريك الفرنسي لمصرف «سوسيتيه جنرال دو ليبان» يشككون في عملية اختيار المصرف لجهات التحقيق، حيث إن إحدى هذه الجهات، وهو الفرع المحلي لشركة «ديلويت» الدولية لمراجعة الحسابات، لم تلاحظ الحسابات ذات الصلة بالمخدرات في المرة الأولى، عندما كانت تعمل كمدقق حسابات خارجي للبنك اللبناني الكندي. وكخطوة إضافية تهدف لطمأنة البنوك الدولية التي تشعر بالقلق، قام أنطون صحناوي، رئيس مصرف «سوسيتيه جنرال دو ليبان»، بتكليف جهة مراقبة موازية، مع مساعدة من كبير ضباط الامتثال بنك سوسيتيه جنرال فيما يتعلق بغسل الأموال. وللتأكد من أن مصرفه لن يدخل في مواجهة مع مسؤولي وزارة الخزانة عن طريق الاستحواذ بشكل غير متعمد على أصول مشبوهة، قام رئيس المصرف أيضا بتعيين مستشار على دراية وثيقة بقانون الإرهاب الذي طالما يتم استخدامه ضد المصرف، وهو جون أشكروفت، المدعي العام السابق الذي قامت وزارته بصياغة هذا القانون.
لا يمكن أن تقوم هيئة ما بنفسها بالكشف عن الحسابات المشبوهة، حيث تعتمد المصارف على المعايير المعترف بها دوليا وبرامج معينة.
وبالنسبة لأصول البنك اللبناني الكندي، يقول الأميركيون والأوروبيون المطلعون على القضية أن العملية قد سارت كما يلي:
في البداية، نظر مراجعو الحسابات فقط في سجلات العام الماضي، وعندما بدأوا فحص آلاف الحسابات، بدأوا يبحثون عن عملاء على صلات معروفة بحزب الله، كما بحثوا عن أنماط تثير الشكوك، مثل الودائع المتكررة لمبالغ طائلة من المال والتحويلات الضخمة التي تم تقسيمها إلى معاملات أصغر والتحويلات بين الشركات في أعمال غير متصلة ببعضها البعض بهدف التمويه على المصدر الحقيقي للأموال.
وتم الاعتماد على مقياس مكون من عشرة نقاط، كل نقطة تدل على احتمال أن يكون الحساب مثيرا للشكوك. ويستبعد الحساب الذي يحصل على نقطة واحدة أو نقطتين، أما الحساب الذي يحصل على 8 أو 9 نقاط فهذا يعني أنه سيخضع لمزيد من التمحيص. وفي نهاية المطاف، حصل المراقبون على ما يقرب من 200 حساب يبدو أنهم قد تورطوا في عمليات كبيرة لغسل الأموال، ولا سيما مع حزب الله، وفقا لمسؤولين أميركيين. أما شبكات المعاملات المعقدة فقد ألقت الضوء على نفس الشركات مرارا وتكرارا، وكانت معظم هذه الشركات مملوكة لرجال أعمال شيعة، يُعرف عن غالبيتهم أنهم من مؤيدي حزب الله. ومنذ ذلك الحين، تم النظر إلى بعضهم على أنهم جبهات لحزب الله.
من أهم هذه الشبكات شركات تعمل في مجال تجارة الألماس والتي يقول عنه الخبراء إنه يحل محل الوسائل التقليدية لغسل الأموال لأنه سهل النقل ويمكن مقايضته بالنقود في أغلب الأحوال. لا يوجد دليل من مستندات على هذه المعاملات الضخمة، حيث يمكن أن تتغير القيم من خلال معاملات وهمية غير حقيقية. وانخرط عدد من تجار الألماس في تجارة الألماس الذي ينتج في أماكن تسيطر عليها فصائل خارجة عن القانون، والمعادن الأخرى التي تستخدم عادة في تمويل الحروب الأهلية وانتهاكات حقوق الإنسان في أفريقيا.
في بعض الحالات يتم نقل الأموال بكميات كبيرة تصل إلى عشرات الملايين من الدولارات لكنها لا تذكر بالنظر إلى نماذج العمل والمبيعات المحتملة للشركات المنخرطة في هذا العمل. وتقول أحد المصادر المطلعة: «يبدو أن هؤلاء الأشخاص الذين لم يسمع بهم أحد أصبحوا مليونيرات ناجحين بين عشية وضحاها، والفضل لأموال حزب الله». وقال محامو أشكروفت إنه تم التخلص من الحسابات المشبوهة رغم أنها تعني خسارة رسوم وفوائد قدرها 30 مليون دولار سنويًا. وقال مشيرا إلى عميله: «إنه لم يتردد في اتخاذ إجراء بمجرد الكشف عن المشاكل الموجودة والمحتملة».
تمثل هذه القضية انتصارًا في المعركة ضد تمويل الإرهاب من وجهة نظر وزارة الخزانة الأميركية رغم أنها تتصاعد تدريجيًا. وأوضح المصرف المركزي اللبناني عزمه إغلاق المصرف اللبناني الكندي وبيعه لـ«مالك يتمتع بالإحساس بالمسؤولية» على حد قول دانييل غلاسر، مساعد وزير الخزانة لشؤون تمويل الإرهاب. وبهذه الطريقة تم سد قناة هامة لتمويل حزب الله. مع ذلك لا يرى مسؤولو وزارة الخزانة أن مهمتهم هنا انتهت. منذ البداية، كان الهدف من وضع القائمة السوداء هو أن يكون بمثابة رسالة تحذيرية لقطاع مصرفي يمثل العمود الفقري للاقتصاد اللبناني مفادها أن من يتعامل مع حزب الله يواجه الخطر، حسب «نيويورك تايمز».

المصدر: جريدة الحياة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,769,363

عدد الزوار: 6,965,105

المتواجدون الآن: 74