مواجهات نيابية صاخبة تعطّل ملف المخطوفين ونصرالله يدعم الحكومة ويُعلّق مأزق التمويل

تاريخ الإضافة الأربعاء 26 تشرين الأول 2011 - 6:24 ص    عدد الزيارات 2700    التعليقات 0    القسم محلية

        


مواجهات نيابية صاخبة تعطّل ملف المخطوفين ونصرالله يدعم الحكومة ويُعلّق مأزق التمويل

كونيللي تبلّغ عون موقفاً متشدداً: وقف التمويل يؤدي إلى عواقب جدّية
ميقاتي ووفد وزاري إلى الرياض اليوم وسليمان وشخصيات من 14 آذار غداً

 

مع حرص الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، في مقابلة تلفزيونية طويلة مساء امس، على ضخّ جرعة دعم قوية للوضع الحكومي المتصدّع، مبرزاً مجموعة عناوين لـ"انجازاتها" في أقل من أربعة أشهر منذ تأليفها، بدت مناسبة مشاركة عدد من الرسميين الكبار والوزراء في تشييع ولي العهد السعودي الراحل الامير سلطان بن عبدالعزيز وتقديم التعزية الى المسؤولين السعوديين بمثابة فسحة اضافية لأهل الحكم والحكومة للاستعداد لطرح الملفات العالقة.
ويتوجه اليوم الى الرياض رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي للمشاركة في تشييع ولي العهد السعودي ويرافقه وفد وزاري يضم الوزراء محمد الصفدي واحمد كرامي ووليد الداعوق وعدنان منصور وغازي العريضي، كما يضم مفتي البقاع الشيخ خليل الميس ممثلاً مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني ومفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار.
كذلك يتوجه رئيس الجمهورية ميشال سليمان غداً الى الرياض ويرافقه وفد وزاري ورسمي آخر. كما علم في هذا المجال ان عدداً من اقطاب قوى 14 آذار وشخصياتها السياسية سيتوجه غداً الى الرياض لتقديم التعازي في طائرة للرئيس سعد الحريري.
في غضون ذلك، استأثرت جلسة لجنة حقوق الانسان النيابية امس بالاهتمامات السياسية اذ بدت هذه الجلسة التي شهدت مواجهات صاخبة بين نواب "حزب الله" وقوى 14 آذار بمثابة اختصار للمناخ السياسي المحتقن على خلفية ملفات أمنية متعاقبة بعضها طرح على اللجنة وبعضها الآخر لا يزال يثير مضاعفات من دون اي معالجة.
وتميّزت الجلسة باستقطابها نحو 60 نائباً، اي ما ينقص اربعة نواب فقط عن نصف اعضاء المجلس، وهو رقم قياسي تحققه جلسة للجنة نيابية. وقد خصصت الجلسة للاستماع الى معلومات النائب العام التمييزي سعيد ميرزا عن ملف خطف مواطنين سوريين في لبنان من آل الجاسم الى قضية خطف شبلي العيسمي وجوزف صادر.
وعلمت "النهار" من مجريات الجلسة  ان ميرزا ابلغ النواب تجميد ملف خطف الاخوة الجاسم بعدما قدّم وكيل العائلة تنازلاً وافاد ان الدعوى ليس فيها خطف. واذ بدأت المداخلات النيابية، احتدم النقاش ونشبت مشادات حادة بلغت ذروتها بين النائبين علي عمار واحمد فتفت لدى إثارة نواب من "حزب الله" موضوع شهود الزور. واعتبر فتفت ان هذا الملف "عطّل البلد" متسائلاً "لماذا لا يطرح اليوم؟"، مذكراً "بحوادث كانون والقمصان السود". ورد النائب عمار مهاجماً فتفت وفريق 14 آذار وقال: "انتم متآمرون، انتم القلوب السوداء، انتم كنتم في مرجعيون والشاي، انتم جماعة فيلتمان وكوندوليزا وقتل الاطفال والنساء في حرب تموز". وافادت المعلومات ان عمار همّ برشق فتفت بزجاجة مياه، لكن نواباً هدّأوه وخرج من القاعة.
ثم دارت بعد الجلسة معركة كلامية واسعة تبادل فيها نواب الفريقين الاتهامات وبدا واضحا ان اللجنة بلغت الطريق المسدود، فأوصت عبر رئيسها النائب ميشال موسى "بمتابعة كل قضايا الخطف من طريق القضاء منعا لتكرارها".
 

نصرالله

أما مقابلة السيد نصرالله مع محطة "المنار" مساء أمس فتميزت بثلاثة مواقف رئيسية. ففي جولته على الثورات العربية ميز الامين العام لـ"حزب الله" بين اعترافه بأن ما يجري في المنطقة "ثورات شعبية حقيقية وليست مشروعا أميركيا" في مقابل دعمه المطلق للنظام السوري. ورأى ان الهدف مما يجري في سوريا هو اسقاط "النظام الممانع والمقاوم". وقال: "لسنا مع اسقاط نظام مقاوم وممانع جاهز للاصلاح لأن البديل الذي يريده الغرب اما نظام يستسلم للارادة الاميركية او يأخذ سوريا الى الحرب الاهلية او التفتيت". وأضاف ان الحزب "ليس مع تحالف الأقليات ضد السنة(...) نحن في حاجة الى تحالف ضد عوامل التهديد من اسرائيل وتقسيم المنطقة والتيار التكفيري".
وفي الموضوع الداخلي أشاد نصرالله بانجازات الحكومة مشيرا الى اتخاذها 1100 قرار في أقل من مئة يوم وقال: "هناك حكومة منتجة ومن النادر في تاريخ لبنان ان تنجز حكومة ما أنجزته الحكومة الحالية في الوضع القائم". وأكد ان "العلاقة بين الحلفاء ممتازة وكثير مما يقال لا أساس له من الصحة"، وإن يكن اعترف بوجود "بعض التمايز في التعبير عن بعض المواقف". وأشار الى انه "لم يلمس اعادة تموضع من جانب النائب وليد جنبلاط". كما دافع ضمنا عن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي قائلا إن "الهجمة عليه غير منصفة لأنه وصف ولم يقل انه يؤيد أو لا يؤيد" النظام السوري وسلاح المقاومة.
أما عن موضوع تمويل المحكمة فقال ان "الحكومة تحسمه عندما يحين الوقت المناسب وموقفنا لا يحتاج الى تحليل فحزب الله لا يوافق وضد تمويل المحكمة(...) ولكن لن يقوم بسجال واذا أراد أحد ان يموّل المحكمة من جيبه "يصطفل" واذا كان سيمول من خزينة الدولة فالحكومة او مجلس النواب يتخذان القرار". وأكد "أننا نعمل للوصول الى قرار اجماعي في الحكومة واذا لم نصل اليه فقرار التصويت هو عند رئيس الجلسة وحينها يصوّت كل فريق".
 

كونيللي

وجاء كلام نصرالله بعد ساعات من موقف جديد للسفيرة الاميركية مورا كونيللي من موضوع تمويل المحكمة نقلته الى العماد ميشال عون أمس خلال زيارتها للرابية واتسم بتشدد واضح في ابراز محاذير توقف لبنان عن التمويل. وقالت السفيرة للجنرال استنادا الى بيان صادر عن السفارة الاميركية ان بلادها "تتوقع تلبية لبنان جميع التزاماته الدولية بما فيها التزامه تمويل المحكمة الخاصة بلبنان والتعاون معها". وأبدت "قلق الولايات المتحدة من أن فشل لبنان في الوفاء بالتزاماته تجاه المحكمة قد يؤدي الى عواقب جدية".


 

هاجس التوتر السعودي الايراني يقلق الحجاج

يتخوف البعض من انعكاس التوتر الايراني السعودي الاخير على موسم الحج هذه وسط توجس بعض المسلمين اللبنانيين من حرمانهم اداء هذه الفريضة نظراً الى تأثير هذه الازمة على شريحة منهم. لكن ماذا يقول المعنيون بالاشراف على تنظيم شؤون الحج في لبنان وهل صحيح ان اعداد الحجاج تراجعت هذا العام قياساً بالاعوام الاخيرة؟

هيئة شؤون الحج:
حصلنا على حصتنا
تردد في لبنان اخيراً ان عدد الحجاج اللبنانيين انخفض السنة مقارنة بالاعوام الفائتة وقيل ان الاسباب مرتبطة بالتوتر الايراني السعودي على خلفية ما اثارته الادارة الاميركية عن كشفها لمخطط ايراني لاغتيال السفير السعودي في واشنطن.
لكن الاحصاءات اللبنانية لعدد الحجاج تظهر ان 6000 مسلم سيؤدون فريضة الحج هذه السنة وهذا ما يؤكده مدير هيئة رعاية شؤون الحج بالتكليف ابرهيم عيتاني ويوضح لـ"النهار" ان "التأشيرات التي منحت لمسلمين في لبنان وصلت الى 6000 منها 4000 مناصفة بين السنة والشيعة على غرار الاعوام الفائتة يضاف اليها 1500 تأشيرة للحجاج الفلسطينيين المقيمين في لبنان و500 للمشايخ والمعرفين في الحملات التي تنظم سفر الحجاج". اما عن اعداد الحجاج سابقاً فيشير عيتاني الى ان المملكة العربية السعودية عادة ما تمنح "مكرمة" للبنانيين تصل الى 4000 تأشيرة قبل فترة وجيزة من أداء الفريضة ويضيف "العام الفائت حصلنا على هذه المكرمة قبل اسبوع من عيد الاضحى وتالياً لا يزال امكان رفع عدد الحجاج الى 10 الاف قائماً"، ويذكر مدير الهيئة ان العام 2000 سجل رقماً قياسياً في اعداد الحجاج اللبنانيين عندما وصل الى 35 الف ليتراجع في العام 2001 الى 28 الفاً وتناقص تدريجاً الى 10 الاف، ويلفت عيتاني الى ضرورة التمييز بين عدد التأشيرات السعودية وعدد الطلبات المقدمة من هيئة رعاية شؤون الحج لأن ليس كل من يتقدم بطلب من خلال الحملات المنظمة لسفر الحجاج يحصل على تأشيرة سفر الى المملكة ويعطي مثالاً عن العام الجاري حيث وصل عدد الطلبات الى 28 الفاً مقابل حصة لبنان المحددة بـ6 الاف.

قبلان: الحج يعزز وحدة الاسلام
يصف نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان الحج بـ"العمل العبادي والتعارفي ويهدف الى تعزيز التعاون بين المسلمين لما فيه خير الامة، واداء هذه الفريضة لا بد من ان يحقق الهدف الاساسي وهو الحفاظ على الوحدة الاسلامية"، هذا الموقف للشيخ قبلان يؤكده عضو مكتب شؤون الحج في المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى وعضو الهيئة الادارية في هيئة رعاية شؤون الحج علي جابر والذي يجزم ان لا تراجع في "الكوتا" الرسمية للبنان خصوصاً للطائفة الشيعية التي لا تزال معتمدة منذ الستينات من القرن الماضي"، ويذكر ان  استثناءات شهدها لبنان نهاية التسعينات وفي العامين 2000 و2001 عندما تجاوز عدد الحجاج اللبنانيين الـ35 الفاً، ويضيف"في السنة الجارية طلبت الهيئة رفع حصة لبنان الى 15 الف لكنها لم تحصل على اجابة حتى تاريخه". وتردد في السياق ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي طلب من السلطات السعودية رفع حصة لبنان لكن لم يأته الرد حتى اليوم.

المجاملات:
تضاعف أعداد الحجاج
وتجدر الاشارة الى ان الطريقة اللبنانية لا تخلو من الالتفاف على القرار السعودي في تحديد حصة لبنان وهذا ما بات يعرف بـ"المجاملات" وابطالها نواب وسياسيون من الطوائف كافة يسعون عبر علاقاتهم بالمملكة الى الحصول على التأشيرات للحجاج واحياناً يصل عدد الحجاج من خارج لوائح الهيئة الى نحو 4000 ومن بينهم عدد لا بأس فيه من الذين سبق لهم ان أدّوا فريضة الحج، ما يحرم آخرين من الحصول على تأشيرة لزيارة المملكة في موسم الحج، علماً ان توجهات هيئة شؤون الحج تكمن في منح الافضلية لمن يقدم طلبه الاول.
ويشار الى ان السعودية تعتمد معادلة 1000 تأشيرة لكل مليون مسلم ما يعني ان حصة  لبنان هي 4000 يضاف اليها حصة اللاجئين الفلسطينيين المقيمين على الاراضي اللبنانية.
وحسب الاحصاءات الرسمية السعودية تستقبل المملكة نحو مليون ونصف مليون حاج من مختلف انحاء العالم يضاف اليهم نصف مليون من داخل المملكة العربية السعودية مما يضاعف مسؤولية السلطات السعودية عن امن الحجاج وضمان سلامتهم لاداء الفريضة في كل سنة، علماً ان سقوط الضحايا خلال مراسم الحج غالباً ما تعود اسبابه الى امور لوجستية او اخطاء بشرية مع تسجيل سابقة في العام 1987 عندما تحولت إحدى التظاهرات الايرانية إلى صدامات دامية، عندما حصلت اشتباكات بين البعثة الإيرانية وقوى الأمن السعودية أسفرت عن سقوط المئات من الضحايا والجرحى، معظمهم من الحجاج الإيرانيين.
ويذكر ان عادة لبنانية ترافق كل موسم حج وتكمن في توجيه كتاب مفتوح من "لجنة الحجاج اللبنانيين" الى رئيس الحكومة والملك السعودي، وسفير المملكة في لبنان تطلب فيه "إيلاء قضية الحجاج اللبنانيين الاهتمام والرعاية، لأداء مناسك الحج هذه السنة" ويذيل الكتاب المفتوح بعدد الذي تقدموا بطلبات للحصول على تأشيرات سعودية وعدد الذين حصلوا على هذه التأشيرات وغالباً ما يحصل نحو 25 في المئة من الذين يأملون في تأدية فريضة الحج على فرصة اتمام هذه المناسك في مكة المكرمة.

عباس الصباغ     

 

مخاوف غربية من حوادث أمنية في لبنان

باريس – سمير تويني:
أبدت مصادر ديبلوماسية غربية خشيتها من ان يؤدي تدهور الاوضاع الامنية في سوريا الى توتر متصاعد في لبنان. ففي حين بدأت العقوبات الاميركية والاوروبية تعطي نتائج على الصعيد الاقتصادي داخل سوريا بهدف واضح وهو اسقاط نظام الرئيس بشار الاسد، فإن العقوبات الاوروبية الجديدة ستطاول القطاع المالي وستوجه ضربة قاسية الى دمشق، فيما بدأ ترغيب رجال الاعمال السوريين الذين يتعرضون او يمكن ان يتعرضوا لعقوبات شخصية يعطي مفاعيله في الاوساط الاقتصادية السورية. وفي الوقت الذي يعلن "حزب الله" بوضوح الرد على اي اعتداء يتعرض له النظام السوري، ثمة معلومات عن توغل أعداد من عناصر تنظيمات اصولية الى جنوب لبنان، خصوصا الى داخل المخيمات الفلسطينية. وهذا التوغل شبيه جدا بالذي حصل ابان المعارك التي واجه فيها الجيش اللبناني عناصر من "فتح الاسلام" في مخيم نهر البارد المجاور لمدينة طرابلس. وتقر الاوساط الامنية اللبنانية بأن الوضع الامني داخل المخيمات الفلسطينية غير مضبوط، وقد يشكل خطرا على الوضع الامني الداخلي في ظل الانقسام السياسي الحاد الذي يواجهه لبنان.
وفي هذا السياق تتخوف هذه المصادر من تصاعد احتمالات استهداف القوات الدولية في جنوب لبنان "اليونيفيل" من جهات ارهابية، ولاسيما عند حصول مشاكل سياسية داخلية.
وكانت باريس تركت انطباعا لدى المسؤولين اللبنانيين بأنها قد تبادر الى سحب وحداتها العسكرية العاملة تحت مظلة القوات الدولية في جنوب لبنان في حال تعرضها لأي اعتداء جديد.
كذلك حذرت المصادر من توغل الجيش السوري داخل الاراضي اللبنانية، معتبرة ان سوريا تحاول من خلاله صبّ الزيت على النار، علما ان دمشق لا تحتاج الى جيشها لملاحقة بعض المعارضين السوريين الذين هربوا الى لبنان، لوجود اعداد كافية من عملائها داخل الاراضي اللبنانية جاهزة لتنفيذ اوامرها وقد استخدمتهم سابقاً من اجل جلب معارضين فارين الى سوريا.
ومن جهة اخرى، لاحظت المصادر ان التوترات داخل الحكومة اللبنانية بدأت تطاول التحالفات داخلها مع ا قتراب استحقاقي الموازنة والتعيينات الادارية، واللذين سيوضحان بشكل او بآخر الموقف الحقيقي للحكومة ولرئيسها من ملف المحكمة الخاصة بلبنان، واعتبرت ان الرئيس نجيب ميقاتي يواجه موقفا حرجا قد لا يكون له مخرج منه سوى تقديم استقالته من رئاسة الحكومة في حال اصرار "حزب الله" وحلفائه على عدم تمويل المحكمة. واشارت الى ان اندلاع خلاف حقيقي حول تمويل المحكمة قد يؤدي الى فراغ حكومي، علما ان هذا الفراغ يبقى اقل خطورة من تعرض لبنان لعقوبات قد تطاول قطاعه المصرفي بعدما حذرت الولايات المتحدة وفرنسا رئيس الحكومة من مغبة عدم تقيد لبنان بالتزاماته الدولية.
وفي ظل هذه الخلافات، سيكون من الصعب تعيين رئيس حكومة جديد يسمح له الطرف الآخر بأن يحكم بغالبية مريحة، مما يعني ان الحكومة الحالية مرشحة للبقاء في السلطة فترة طويلة لإدارة الشؤون اليومية حتى جلاء الوضع داخل سوريا. وثمة اسباب عدة تملي استمرارها، فمن جهة لم تعد الغالبية التي حصلت عليها قوى الثامن من آذار فاعلة في ظل الخلافات الاقليمية، وهي غير قادرة على اعادة تأليف حكومة، لفقدانها الاكثرية المطلوبة، ومن جهة اخرى لن تسمح القوة العسكرية التي يتمتع بها "حزب الله" لقوى الرابع عشر من آذار بتشكيل حكومة من المعارضة الحالية حتى لو حصلت على اكثرية داخل المجلس. وفي هذا السياق، فإن السلطات السورية في هذا الظرف بالذات في حاجة ماسة الى حكومة لبنانية حليفة، وستفعل ما في وسعها لمنع تشكيل حكومة تكون معارضة لها ومؤيدة للمعارضة السورية.

 

 

جدّد موقفه الداعم للنظام السوري
نصرالله: ميقاتي لم يلتزم أمامنا عدم التمويل

جدد الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله موقفه الرافض لتمويل المحكمة الخاصة بلبنان، معتبرا أن قوى 14 اذار "لا تعتبر اسرائيل عدواً ولا تتعامل مع الخروق الاسرائيلية للحدود كما تعاملت مع الخرق السوري لحدود لبنان، ومن جهة ثانية رأى ان التهديد في المنطقة ليس من الاكثرية السنية وانما من التيارات التكفيرية التي تستهدف الجميع"، مذكراً بالهجمات على مساجد الطائفة السنية في العراق وباكستان وغيرهما. وقال: "لسنا من دعاة تحالف أقليات، ولا أعتقد أنّ المسيحيين في لبنان، أو أي أقليات أخرى يدعون إلى تحالف أقليات، ونحن متفاهمون على هذا الأمر".
كلام نصر الله جاء في مقابلة مع قناة "المنار" مساء امس أكد خلالها  "أننا لسنا أمام حكومة حزب الله في لبنان، ويا للأسف الفريق الآخر حاول قول ذلك، ولو أنه لم يستطع تسويق هذا الامر كثيراً. فالحزب الحاكم خلال يومين يستطيع أن يشكل حكومة ولا يبقى أشهرًا لتأليفها، فرئيس الجمهورية (ميشال سليمان) ورئيس الحكومة (نجيب ميقاتي) والقوى الأساسية كانوا حاسمين في تشكيل الحكومة الحالية".
وأكد أن "العلاقة مع رئيس الجمهورية جيّدة وطيّبة وهناك تواصل دائم لا انقطاع فيه، وهناك تشاور في الأمور الأساسية ومودة ومواقفه من المقاومة واضحة، وهو في الأمم المتحدة وفي خطابه الأخير كان واضحا في هذا الموضوع".
وأشار الى ان "حزب الله" ليس نادماً على اختيار ميقاتي رئيساً للحكومة، وأن العلاقة مع كل الحلفاء "ممتازة وعلاقتنا استراتيجية مبنية على رؤية وتفاهمات، وكل ما يقال عن برودة أو توتر هنا أو هناك غير صحيح". ونفى أي برودة في علاقة "حزب الله" بـ"التيار الوطني الحر".
وعن العلاقة مع جنبلاط قال: "لسنا حزبًا واحدًا، هناك أمور نختلف عليها. وعندما التقينا هناك أمور اتفقنا عليها وأمور اختلفنا عليها، وهذا لا يعني أن هناك تصادمًا (بين الجانبين)، فنحن نحرص على العلاقة والحوار ولم ألمس منه تموضعا جديداً، فهناك كلام صالونات في هذا الصدد ولكني لم ألمس مثل هذا الأمر".
ووصف زيارة وفد "حزب الله" لروسيا بـأنها "تأسيسية وأهم نقطة كانت الحفاظ على لبنان واستقرار سوريا والوقوف في مواجهة أي تدخل اجنبي وروسيا تستطيع ان تؤدي دورا حساسا في هذا الموضوع".
وتطرق الى الاوضاع في الشمال "نتيجة تحولات في المنطقة العربية، وانهزام المشروع الأميركي ونتيجة التحول في البلد، ونتيجة فشل الفريق الآخر، هناك قوى سياسية في الشمال يتحسن واقعها الشعبي فكيف يواجهونها؟ خرجوا بمقولة إن "حزب الله" يسلح هذه القوى، وأنا اتصلت بـ"الإخوان" (في "حزب الله") الذين يتابعون الاتصالات السياسية، وسألتهم هل أعطيتم سلاحا لأحد؟ فأكدوا أنّ هذا الامر غير صحيح، ولكن هذه الاتهامات ناتجة من التمدد للقوى الأخرى في الشمال".
واعتبر ان "الهجمة على البطريرك (الماروني مار بشارة بطرس) الراعي غير منصفة، فغبطة البطريرك وصف الواقع ولم يؤيد النظام السوري، ولا أيد سلاح المقاومة، حتى نكون منصفين وواقعيين، ولا نحمل الأمر أكثر مما يتحمل، والقلق المسيحي مشروع وأدعو إلى انصاف البطريرك".
وجدد رفضه تمويل المحكمة الخاصة بلبنان وقال: "إذا أراد أحد أن يمولها من جيبه فهو حر، أما بالنسبة الى التمويل من خزينة الدولة فمجلس الوزراء يأخذ القرار في هذا الشأن، وإذا لم يحصل على الأصوات المطلوبة فعلى الكل أن يسلّم بقرار المؤسسة الدستورية".  ومن سيطالب الرئيس ميقاتي بتمويل المحكمة أو الإستقالة نحن نقول لهم إقبلوا مع ميقاتي بما قبلتم به، لأنّ إحراجه سيضطرنا إلى قول كلام واقعي لا يناسبكم على هذا الصعيد، والمبادرة التركية القطرية واضحة وسأخرج في حينها وأقرأ بنودها". وكشف ان ميقاتي لم يلتزم أمامنا عدم التمويل ولم نناقش معه موضوع استقالته. واذا لم يدفع لبنان فهناك غيره سيدفع، ولماذا افتعال مشكلة على عدم التمويل في كل الاحوال لن تتوقف المحكمة".

 

الشاي والقمصان السود في لجنة حقوق الإنسان
مخطوفو آل الجاسم باتوا ستة وميرزا أبرز تنازل العائلة

جانب من النواب داخل جلسة لجنة حقوق الإنسان. الوزير قرطباوي والقاضي ميرزا خلال الجلسة. (سامي عياد)

صراخ يسمع الى الخارج، ونواب يخرجون وعلامات الاستياء على وجوههم. إنه مشهد طبع جلسة لجنة حقوق الانسان امس. هي جلسة ينطبق عليها المثل القائل: "ضربني وبكى سبقني واشتكى". كل نائب شكى زميله، وفي المحصّلة بقيت حقيقة خطف جوزف صادر وشبلي العيسمي والأخوة الجاسم ضائعة.
ما إن وصل المدّعي العام التمييزي سعيد ميرزا الى ساحة النجمة ليشارك في الجلسة حتى اشيع جو عن ان الجلسة ستكون صاخبة. يدخل ميرزا وتقفل الابواب على نحو 60 نائبا، وبمشاركة الوزيرين شكيب قرطباوي ومروان شربل، وبدأ الاجتماع. ساعة، ساعتان، ثلاث، ويخرج الدخان الابيض، بل الاسود. قسم من النواب في الداخل تشاجروا، تبادلوا الشتائم والكلمات النابية. استذكروا قصص الشاي والقمصان السود. وفي المقابل، معلومات اذيعت على لسان ميرزا مفادها ان تنازلا قدّم في  قضية الاخوة الجاسم من العائلة عن دعوى الخطف. وفي موضوع صادر، المعلومة الوحيدة حتى الآن هي قديمة عن الفان الذي دخل الضاحية الجنوبية. وفي موضوع العيسمي، التحقيق لا يزال مفتوحا، وثمة خيوط امنية عن شخص من بيت شهاب شوهد في عاليه يوم الخطف.
من هذه المعطيات تكهرّبت الجلسة. وفق المعارضة، فان فريق الاكثرية حاول تحويل الجلسة "محاكمة" لكلام المدير العام للامن العام اللواء اشرف ريفي في الجلسة السابقة للجنة، ووفق الاكثرية، فان فريق المعارضة "استاء" من كلام ميرزا في هذه الجلسة حين ابرز بالوثائق تنازل افراد من عائلة الجاسم عن الدعوى. والسؤال، كيف تكهربت الجلسة؟ وما الذي حصل في الداخل؟

 

محضر

عبر المعلومات التي تجمعت من اكثر من نائب ان ميرزا اظهر انه بعد نحو ثلاثة اشهر على خطف الاخوة الجاسم، قدّم الاب وزوجة الابن البكر وبواسطة المحامي احمد علي حمادة تنازلا، وافادا ان الدعوى ليس فيها خطف. وحين عادت النيابة العامة للتحقق من الامر، تبين ان الاب والزوجة فقدا، مما اضطر ميرزا الى تجميد الملف من دون اقفاله، وارتفع عدد المخطوفين الاربعة من عائلة الجاسم الى ستة.
بداية، تحدث ميرزا وشرح قصة التنازل والخيوط الامنية المتوافرة في قضية صادر والعيسمي. ثم تكلم عدد من نواب حركة "امل" و"حزب الله" بالنظام، فأثار النائب غازي زعيتر قضية خطف الإمام موسى الصدر، ولوحظ ان ثمة اتجاها من بعض النواب لتمييع الموضوع.
بعدها تكلم النائب زياد القادري، فسجل ملاحظة على غياب ريفي، رغم الترحيب بالوزير شربل. اما الاخير، فلم يعلّق.
وانتقل الحديث مجددا الى ميرزا ليبرز الوكالة عن اهل الجاسم، والتي فيها تراجع عن دعوى الخطف.
ولكون هذا الكلام لم يقنع اكثر من نائب من فريق المعارضة، كثرت المداخلات من جانبهم، وابرزهم النواب اكرم شهيب وجورج عدوان وبطرس حرب والقادري وعاطف مجدلاني واحمد فتفت، فسألوا: "كيف يصبح هناك ستة اشخاص مفقودين بينما كانوا اربعة؟، ثم هل ثمة اطلاع على حركة المعابر الحدودية والامن العام عن دخول هؤلاء او خروجهم؟ كما ان الملف يحمل اتجاهين، اولا قضاء عسكري لكون تقرير ريفي تحدث عن الملازم اولى صلاح الحاج، ثم مسلكي داخلي متصل بداخل مؤسسة قوى الامن الداخلي، ولكون المجلس التأديبي اتخذ تدابيره بناء على معطيات معينة، وبالتالي هل يكفي بعد كل ذلك ان يترك القضاء الملازم اول الحاج رهن التحقيق؟
وسأل نواب من "تيار المستقبل": "كيف يتم تجاهل بعض الافادات وداتا الاتصالات وحركة تتبع هذا الشخص بمجرد ان ثمة تنازلا من العائلة؟ لا يجوز هذا الامر لان ثمة ملفا متكاملا بعناصره تسمح بالتحقيق".
داخل الجلسة، لم يكشف شربل اي معطى جديد امني، بل اكد ان ريفي حضر الجلسة السابقة بتكليف منه، اما وزير العدل شكيب قرطباوي فأكد ان لا علاقة للسياسة بهذا الملف لانه قضائي.
بعدها كثرت المداخلات من الاكثرية. النائب نواف الموسوي قال: "لا ثقة بالتحقيق لانه أجري من قوى الامن الداخلي، والملازم أول الحاج هو ابن علي الحاج، والمعروف ان ثمة خصومة شخصية بينه وبين ريفي، وكلنا نتذكر قضية شهود الزور والفبركة حولها".
وردّ عليه القادري: "كأنك تقول ان الملف مفبرك، فما رأي الوزير شربل؟".
الوزير لم يجب، وانما علم انه أدار رأسه غير موافق على كلام الموسوي.
وتحدث فتفت متوقفاً عند قضية شهود الزور: "هذا الملف عطّل البلد، وفي كل مرة يعاد فتحه، والعماد ميشال عون كان قرر عدم دخول مجلس الوزراء بسبب هذا الملف، وهو اليوم في الحكومة، فلماذا لا يطرحه؟" وذكّر "بأحداث كانون والقمصان السود".    
عندها قاطعه الموسوي: "هذا تآمر". وتبعه النائب علي عمار بوتيرة عالية وتصاعدية: "انتم متآمرون، انتم القلوب السود. انتم كنتم في مرجعيون والشاي. انتم جماعة فيلتمان وكوندوليزا وقتل الاطفال والنساء في حرب تموز وقصف الضاحية".
وكان يحاول رشق فتفت بزجاجة المياه، فهدّأه بعض النواب وخرج من القاعة ثم عاد لنحو سبع دقائق قبل ان يغادر نهائيا.
عندها حاول فتفت الرد موضحا انه "لطالما دعا الى التحقيق في قضية الشاي"، وقال: "تكفيني الشهادة من وفيق صفا انني كنت اكثر وزير داخلية خدمت حزب الله".
ثم حاول رئيس اللجنة النائب ميشال موسى التهدئة، وتكلم النائب غسان مخيبر معتبرا ان "التنازل غير ذي تأثير، واننا كلنا متفقون على ان الخطف يشكل جريمة، وان القضاء لا يزال يضع يده على الملف وبالتالي ينبغي تحريكه، ولا سيما ان القضاء يعتبر المشرف على السلطات الامنية لا العكس، ونطلب تحريك الملفات لكشف الحقيقة". ولفت الى ان "الاتفاقات اللبنانية – السورية  لا تسمح بتسليم الموقوفين من دون المرور بالسلطات القضائية اللبنانية". حينها، رفعت الجلسة.

 

تصريحات

وقبيل انتهاء الجلسة، غادرها بعض النواب، ومنهم النائب مروان حماده الذي قال: "من الجيد اننا كنا واعين عام 2005 لاقرار المحكمة الدولية كي تتم معاقبة المجرمين. لم نتوصل الى اي شيء في اللجنة ولم تتخذ اجراءات".
ثم فاضت التصريحات. فتفت كشف ان عمار هددّه قائلا: "خلينا نلتقي بالشارع". فيما النائب نوار الساحلي تولى "تبرير" موقف عمار، فأوضح ان عمار قال لزميله "خلينا نحكي برا بالموضوع".

 

منال شعيا     

 

 

 

نجاحات حققتها "سيدة الجبل" في انتظار التتمة
الرسالة مرّت كالنعاس في قالب فكري - ثقافي

من خلوة "سيدة الجبل" الاحد الماضي، وبدا النائب السابق فرنجية يتلو الوثيقة. (الارشيف – ميشال صايغ)
انتزع الفريق الذي وقف وراء خلوة "لقاء سيدة الجبل" مكاناً في الوسط المسيحي التقليدي لمؤيدي الإنتفاضات العربية رغم مواقف معلنة ومناقضة صدرت عن بكركي وأحزاب وشخصيات وتركيبة رسمية في الدولة متحالفة مع النظام في سوريا. ومرّ التحرك في أدما يوم الأحد كالنعاس في قالب فكري – ثقافي، فلا كلام خارج التهذيب والأدب، ولا حتى مأخذ شكلاً ومضموناً. لكن الرسالة السياسية التي حملتها الخلوة شديدة الوضوح: هناك رأي آخر، غير حزبي عموماً في هذه البيئة التي لا يختصرها المترددون والخائفون مما يجري حول لبنان وفي المنطقة من تغييرات جذرية لم يشهد تاريخ العرب الحديث مثيلاً لها.
هذا نجاح أول.
وبرع سمير فرنجية في إسناد الوثيقة - ورقة العمل إلى نصوص كنسية مرجعية من قرارات مجمعية فاتيكانية و"السينودس من أجل لبنان" ونداء المطارنة الموارنة والمجمع البطريركي الماروني ليعلّل أسباباً موجبة لمساندة الشعوب العربية المنتفضة في سعيها إلى الحرية والديموقراطية. وبسبب من هذا الإسناد المحكم يصعب على المنتقد حتى لو كان من قلب الكنيسة أن يُعمل الإنتقاد أقلّه في النص المكتوب. فليس كل يوم ولا كل سنة يصدر مثل هذه القرارات المكتوبة للتاريخ الآتي.
ومثله وُفّق فارس سعَيد في استحضار المونسنيور الراحل ميشال حايك إلى مقدمة كلمته التي كانت مقدّمة الكلام. وأما الذين تلوه على المنصة ففاجأت كلمات بعضهم بقوتها معنى وأسلوباً ورقياً في آن واحد. الدكتور أنطوان قربان على سبيل المثال، طبيب وأستاذ جامعي أوحى ظهوره وآخرين في المؤتمر أن ثمة رسالة أخرى يُراد تحميلها للخلوة: إن في هذه البيئة المسيحية اللبنانية شخصيات وازنة، مستقلة بل حرّة ، لا يعرفها الناس ولكن يجب أن تكون قادرة من خلال حيّز ما على إبداء الرأي والمساهمة في الحياة السياسية والوطنية العامة، فلا يبقى هذا الحق حكراً على حزبيين في أحزاب تعاني اختناقات في داخلها، ولا على محترفي سياسة غير حزبيين أيضاً، لكنهم لا يتركون مساحة تحت الشمس لغيرهم وغير ذريّتهم ويضيقون حتى بالأنصار.
هذا نجاح ثانٍ.
صحيح أن من يلبون الدعوات إلى خلوات ومؤتمرات لا يُشاركون ليعلنوا رأياً مغايراً، وفي أدما قبل دخولهم القاعة كان بادياً اتفاقهم على أن الرئيس السوري بشار الأسد سيرحل، وأن حلفاءه في لبنان يجب أن يعودوا إلى أحجام الناس الطبيعية بلا تورمات وانتفاخات غير مبررة على حساب الدولة وبقية مواطنيهم، لكن عامل إثراء وغنى إضافي برز في المناقشات والمداخلات التي تلت قراءة الوثيقة وتجاوز عددها الأربعين. الكثير منها كان مهماً وقيّما ولافتاً في الفكر والسياسة النظرية والعملية والإقتراحات . أحد المشاركين لاحظ أن سوريا لم تحكمها أصولية ولا مرة وأن ثمة أصولية قمع واستبداد أيضاً، فليست دينية فقط بل قد تكون سياسية على ما يفعل "حزب الله". وذكّر مشارك بأن أسوأ ديموقراطية أفضل من أفضل ديموقراطية. وآخر بأن المسيحيين في لبنان دفعوا مرتين خلال الحرب الطويلة ثمنا غالياً لانخراطهم في "تحالف الأقليات" الذي لا يزال يبشر به بعضهم، خصوصاً أن القوة الأكبر المسلحة تصبح أكثرية ساحقة. ثم ، لماذا نتبرع كمسيحيين بموقف سلبي إستعدائي لأي حكم مستقبلي في سوريا؟
وقارن دكتور في السياسة بين أوضاع اقباط مصر وأوضاع مسيحيي لبنان وسوريا والعراق مستنتجاً أن خطابنا في لبنان قاعدته "العيش معاً" مع الشركاء المسلمين لا مثيل له وعلينا تصديره، فتكون دعوتنا إلى ممارسة للحريات الدينية غير مقتصرة على حرية العبادة، والوسيلة إدخال ثقافة العيش المشترك في برامج التربية، والإعلام أيضاً.
نقطة أخرى لم يلقِ عليها الضوء كفاية في السابق ركز عليها مشارك: دور الديكتاتوريات في دعم الأصوليات. والمثال أوراق لعب بها النظام السوري الحالي في لبنان عبر "حزب الله" و"فتح الإسلام"، في فلسطين عبر "حماس" وأصوليات أخرى، في العراق "القاعدة" وشبيهاتها في تقاسم للأدوار مع إيران أنزل نكبات قصوى بأتباع كل الأديان والمذاهب هناك.
وذكّر أحد المتداخلين بقول منقول عن الجنرال بيتان:"كلا هتلر ليس المسكين غليوم الأول الذي اكتفى بمقاطعتي الإلزاس واللورين. إنه جانكيز خان آخر"، وذلك في معرض نفيه سعي "حزب الله" إلى المثالثة لا غير. وفي كلام مشارك آخر على وضع المسيحيين في سوريا وغيرها وجهة نظر أن عليهم هم أيضاً رفض البقاء مواطنين درجة ثانية. ليقول : "سمعت دعوات إلى وحدة المسيحيين. وقت كانت الصواريخ تنهال على رؤوسنا لم نتحد. ربنا خلقنا هكذا. ربما عندما لا تعود هناك أيدٍ وأطراف غريبة تلعب بنا ... ربما بعد ذهاب النظام السوري يستنتج من يمشون اليوم في ركابه أن الحصان الذي راهنوا عليه ليس حصاناً".
وقال مشارك يظنه الناس متطرفاً: في شباط 2005 بدأ المسيحيون الثورة وانضم إليها المسلمون. ما يحصل اليوم أن المسلمين بدأوا الثورة وعلينا أن ننضم إليهم لننشر قيمنا التي أصبحت مشتركة : الحرية والديموقراطية. لذلك أدعو إلى التفكير في إنشاء "مجلس الربيع العربي" من لبنان والدول العربية التي تشهد ثورات.
 الخلاصة أن المناقشات والمداخلات، وإن تفاوتت أهميتها أحياناً، وطبيعياً في أجواء الديموقراطية كانت مستوياتها عالية.
وهذا نجاح ثالث. ماذا عن التتمة؟

 

 إيلي الحاج      
 

 

 

عون يمضي إلى موقع "المعارضة" من الداخل
حكومة المحاور تستعيد تجربة المشاكسين

ينتظر وزير العمل شربل نحاس ومعه الفريق الوزاري العوني رأي مجلس شورى الدولة في مرسوم زيادة الاجور ورفع الحد الادنى لها الذي وضعه الوزير بالصيغة التي تطابق قرار مجلس الوزراء وأحاله على مجلس الشورى من دون ان يخفي مرات عدة معارضته للقرار. وتحدو هذا الفريق ومعه الاطراف الذين عارضوا القرار آمال واسعة في ان يصدر رأي سلبي لمجلس الشورى فيه مما سيرغم الحكومة حينذاك على مراجعة قرارها وتعديله، قبل ان تتقدم الهيئات الاقتصادية بمراجعة لدى المجلس للطعن فيه.
لا تقف الضجة المثارة على قرار الاجور عند حدود هذه المسألة الاجتماعية الحساسة فقط، بل بدت بمثابة الصاعق الذي نقل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي من ضفة الى اخرى وسط مواجهتها ملفين أكثر اتساعا وتأثيرا في رسم وجهة عملها وادائها ومصير الائتلاف الذي تتشكل منه، وهما ملفا الموازنة الجديدة وتمويل المحكمة الخاصة بلبنان. وبدا واضحا، كما يقول المواكبون للعلاقات الحكومية – الحكومية، ان فريق العماد ميشال عون بدأ منذ "واقعة" ملف الكهرباء الاعداد الحثيث للتحول الى "معارضة حكومية" بحيث يسعى الى الحفاظ على "جنة السلطة" من دون إدراك "آخرة المعارضة". ومن شأن هذا التطور، كما يراه المواكبون، ان يستعيد تجربة شديدة الوقع السلبي على الحكومة سبق ان عرفتها احدى حكومات الرئيس الشهيد رفيق الحريري في عصر الوصاية السورية وعرفت آنذاك بظاهرة "الوزراء المشاكسين" الذين تحولوا الى جسم معارض للسياسات الحريرية من داخل الحكومة.
يقول المواكبون انفسهم إن الخلوة التي عقدها "تكتل التغيير والاصلاح" برئاسة العماد ميشال عون في بلدة الكنيسة اواخر الاسبوع الماضي بدت في باطنها استكمالا لإرساء سياسة المعارضة الحكومية من داخل صف الأكثرية، ذلك ان المطروح من الاستحقاقات والملفات على طاولة مجلس الوزراء ينذر بالكثير من المعارك والمماحكات خصوصا وسط ملامح نشوء محاور وتكتلات واصطفافات جديدة داخل الصف الحكومي نفسه.
فليس خافياً، كما يقول المواكبون المطلعون، ان ملف التعيينات أصيب بتجميد قسري جراء الخلاف وشد الحبال الجاري على تعيين رئيس جديد لمجلس القضاء الأعلى الذي يرشح له العماد عون بقوة القاضي طنوس مشلب ويرفض اي اسم آخر، فيما يبدو رئيس الجمهورية ميشال سليمان راغبا باسم آخر. ويضيف هؤلاء ان التقاطع الظاهر والضمني المتكرر في مواقف رئيس الجمهورية والحكومة ومعهما ايضا رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط حول معظم القضايا الخلافية جعل عون يقرر خوض معركة طويلة مع هذا المحور الثلاثي الذي "يتوجّس" منه ويعتبر ان مهمته الاساسية الحد من طموحاته في الادارة. في المقابل، فإن الثلاثي نفسه ينظر الى عون كأنه ينفذ خطة متدرجة لاختصار كل الحصة المسيحية وفرض دفتر شروطه على الحكومة وتسييرها بحكم استئثاره بالثلث الوزاري فيها.
ويضيف هؤلاء ان هذا التجاذب المفتوح يستحيل حسمه لمصلحة محور دون آخر من دون بيضة القبان التي يمثلها الثنائي الشيعي "حزب الله" و"امل". ولهذا الثنائي، ولاسيما منه "حزب الله"، حسابات تكتسب خصوصية مختلفة اذ ان اولوياته تقضي بالحفاظ على الحد الادنى من التماسك الحكومي فيما يستعد في المقابل لحسم نقطة خلافية كبيرة مع رئيس الحكومة وعبره ومعه الرئيس ميشال سليمان والنائب جنبلاط تتمثل في ملف تمويل المحكمة. واي جنوح لهذا الثنائي مع عون في معاركه مع المحور الثلاثي الآخر سترتب عليه مضاعفات كبيرة ليس اقلها التحسب لفرط عقد الحكومة ودفع رئيسها إما الى الاستقالة وإما الى خطوات اخرى غامضة يحرص ميقاتي على عدم البوح بطبيعتها حتى الى اقرب المقربين تاركا هذا الاستحقاق للحظته الحاسمة.
 

 

بلدية ترشيش: "حزب الله" أوقف شبكته

هدأت أمس عاصفة محاولة عناصر من "حزب الله" مدّ شبكة الاتصالات الخاصة بالحزب عبر شبكات الألياف الضوئية التابعة لوزارة الاتصالات في بلدة ترشيش الجمعة الفائت. ونقلت "وكالة الانباء المركزية" عن رئيس بلدية ترشيش غابي سمعان: "إن البلدة هادئة، وهناك وجود لبعض الحراس في مناطق الحفريات، والاهالي يتناوبون من وقت الى آخر في المكان". وأعلن ان "حزب الله أبلغنا انه صرف النظر عن مد الشبكة"، لكنه سأل في المقابل: "هل مَن مدّ شبكته في كل مناطق البقاع سيوقف مشروعه في بلدة ترشيش؟".

 

 


 

كونيللي: عواقب جدّية ما لم يفِ لبنان بالتزاماته

النائب عون مستقبلاً السفيرة الاميركية امس.
حذّرت السفيرة الاميركية مورا كونيللي من "عواقب جدية" في حال عدم ايفاء لبنان بالتزاماته الدولية وخصوصاً حيال المحكمة الدولية.
زارت كونيللي أمس رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون في الرابية. وأفاد بيان صدر عن السفارة الاميركية ان البحث تناول "الوضع السياسي والامني في لبنان والوضع الحالي في سوريا. وقد اعادت السفيرة كونيللي تأكيد موقف الولايات المتحدة بأنه من الاهمية بمكان ضمان ان الاحداث في سوريا لا تخلق عدم استقرار او توتراً في لبنان.
وابلغت السفيرة العماد عون ان بلادها تتوقع تلبية لبنان لجميع التزاماته الدولية بما فيها التزامه تمويل المحكمة الخاصة بلبنان والتعاون معها، واعربت عن قلق الولايات المتحدة من ان فشل لبنان بالايفاء بالتزاماته حيال المحكمة قد يؤدي الى عواقب جدية".
وجددت "التزام الولايات المتحدة لبنان مستقراً وسيداً ومستقلاً".
 


 

لماذا اختارت السفيرة الأميركية الرابية
للتحذير من "العواقب الجدية"؟

فوجئت بعض القيادات السياسية بالتحذير الذي اطلقته السفيرة الاميركية مورا كونيللي من الرابية أمس عما يمكن ان يشمل لبنان من "عواقب جدية في حال عدم وفائه بالتزاماته الدولية"، واوضحت ان تلك العواقب ستحل به اذا لم يسدد من ميزانية سنة 2011 31 مليونا و870 الف دولار، أي بنسبة 49 في المئة من مجموع الميزانية البالغ 65 مليون دولار.
وسألت القيادات لِمَ هذا التحذير فيما لم تتضمن رسالة الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون تحذيراً مشابها للحكومة؟ وقارنت نص رسالتين لبان الى لبنان، فتبين أن الفارق يكمن في أن الاولى التي تلقتها الدولة مطلع السنة الجارية من الامين العام تتضمن طلب زيادة 6 في المئة على المبلغ المطلوب بدل مصاريف دعاوى ستبدأ في وقت قريب لم يحدده، بل توقعه فقط، مع الاشارة الى ان مبلغ 17 مليون دولار مجمد لانه فائض عن الميزانية، وان مبلغ الـ6 في المئة سيقتطع منه.
ورجّحت أن يكون اختيار كونيللي الرابية لاطلاق تحذيرها مرتبطاً بتذكير رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون رفضه بقوة الموافقة على تمويل المحكمة في الخامس من الشهر الجاري لتنبيهه الى "العواقب الجدية" التي تنتظر لبنان وتحميله جانبا من المسؤولية. وقالت اذا كان هدف كونيللي دعوة الجنرال الى تغيير موقفه فانها أخطأت الاختيار، لان المعروف عنه تشبثه بموقفه وخصوصا في المحكمة.
ولفتت الى ان بان لم يهدد ولم يحذر كما فعلت كونيللي، بل حدد في رسالته في 31 من الشهر الجاري مهلة لتسديد المبلغ من دون الاشارة الى اجراءات او تدابير عقابية اذا تخلفت الحكومة عن ذلك.
ورأت أن تحذير كونيللي لا يساعد ميقاتي على ما تعهده منذ أن تسلم رئاسة الحكومة، وما أكده للدول المعنية ولوزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في نيويورك من أن لبنان سيسدد المبلغ المستحق وان الاجهزة المعنية تتعاون في ما تطلبه منها المحكمة. وشرح مصدر متابع لاوضاع المحكمة انه في حال تخلّى لبنان عن تسديد المبلغ فان رئيس المحكمة يوجه كتابا الى مجلس الامن بواسطة الامين العام يشرح فيه مخالفة لبنان القرار 1757، بعد ذلك ينعقد مجلس الامن للنظر في الامر وسيعتبر لبنان متخلفا عن تنفيذ القرار المتخذ تحت الفصل السابع، وتاليا يعوق مجرى العدالة، وفي وسع المجلس اتخاذ عقوبات ضده بموجب المادة 41 من الفصل السابع التي تنص على عقوبات اقتصادية، كما يمكن ارسال قوات عسكرية لتنفيذ القرار بالقوة لكن الخبراء في هذا المجال يؤكدون ان العقوبات العسكرية مستبعدة.

خليل فليحان     
 

أخبــار أمنيــة وقضائية

العميد فنيش قائداً لأمن المطار


علمت "النهار" ان ثمة توجهاً شبه نهائي لتسمية العميد محسن فنيش قائداً لجهاز امن مطار بيروت الدولي، وان التفاهم بين الجهات المعنية بالموضوع قطع اشواطاً متقدمة.

 

المؤبد لأمير"فتح الإسلام" و3 آخرين

 
 قضت المحكمة العسكرية الدائمة مساء أمس برئاسة العميد الركن نزار خليل غيابيا بالحبس المؤبد لكل من أمير حركة "فتح الإسلام" أسامة أمين الشهابي المحكوم ايضاً في دعاوى أخرى، وهيثم محمود مصطفى الملقب بـ"هيثم الشعبي" ومحمد عبد الرحمن العارفي واللبناني عبد الغني علي جوهر الملاحق في ملف تفجيرين استهدفا عسكريين في طرابلس عام 2008، وألزمت كلّاً منهم تقديم قطعة سلاح. وهم متهمون بتأليف جمعية بقصد ارتكاب الجنايات على الناس والأموال ومراقبة القوى العسكرية وقوات"اليونيفل" وتزوير جوازات سفر وبطاقات لاجئين فلسطينيين واستعمالها والمس بسمعة المؤسسة العسكرية ومراقبة تحركاتها. وأسقطت المحكمة الدعوى العامة عن كل من الفلسطينيين محمد عبد الرحمن عوض وغازي فيصل عبدالله بسبب الوفاة.

 

جرح 6 في انفجار عبوة في عين الحلوة


صيدا – "النهار"
هز انفجار قرابة التاسعة والنصف ليل امس، مخيم عين الحلوة في صيدا، تبين انه ناجم عن عبوة ناسفة في سوق الخضر داخل المخيم. وافادت مصادر فلسطينية ان العبوة كانت موضوعة في سلة للنفايات في زاروب قريب من منزل امين سر "اللجنة الشعبية" المسؤول عن "الصاعقة" في المخيم عبد مقدح. واصيب عامل تنظيفات من آل سويلم وخمسة آخرون منهم أربعة من آل المقدح.

 

اصطدام 5 سيارات بسبب "استعجال" موكب رسمي


ذكر ان موكبا رسمياً تحمل سياراته اللوحة رقم 5 تسبب بحادث سير كبير على اوتوستراد ضبية بعد ظهر الجمعة الماضي، اثناء مروره بطريقة جنونية، وهو يطلق العنان للابواق لابعاد السيارات من طريقه، الامر الذي اربك سائقي السيارات وتسبب بحادث سير كبير نقل على اثره اكثر من 4 جرحى الى مستشفيات قريبة.
وتبين من قيود القوى الامنية ان حادثا وقع في تلك المحلة الجمعة بين خمس سيارات، الاولى "ب.ام. ف. اكس فايف" والثانية "هوندا" يقودها سليم عبد الرزاق الذي اصيب وحده بجروح تم التصريح عنها، والثالثة "صعب"، اضافة الى سيارتين من طراز "مرسيدس".
ولم تذكر التقارير الامنية ان موكباً رسميا هو من تسبب بالحادث.

 

 إطلاق نار وتوغّل وتفتيش جرّارين في عكار


 عكار - ميشال حلاق
توغلت دورية سورية داخل الاراضي اللبنانية لمسافة تزيد على المئتي متر في خراج بلدة حنيدر في منطقة وادي خالد لتعود ادراجها بعد نحو 15 دقيقة على ما افاد اهالي المنطقة.  وحضرت الى موقع التوغل دورية من الجيش اللبناني والقوة الامنية المشتركة لضبط الحدود . ولفت شهود عيان الى ان مسببات هذا التوغل اتت على خلفية ملاحظة عناصر الدورية السورية جرارين زراعيين في تلك المنطقة كان سائقاهما يعملان على تحميلهما حجارة، فظنت عناصر الدورية انها عملية تهريب، وعمدت الى اطلاق النار في اتجاه الجرارين ثم اجتازت الحدود وصولا الى حيث موقع الجرارين وعمدت الى تفريغ إطاراتهما من الهواء وتركتهما مع حمولتهما من الحجارة في الجهة اللبنانية من الساتر الترابي، فيما تمكن السائقان من الفرار في اتجاه  بلدة حنيدر.

 

 

المصدر: جريدة النهار

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,134,473

عدد الزوار: 6,936,271

المتواجدون الآن: 102