المطارنة الموارنة ينهون خلوتهم بتجديد ندائهم لانتخابات شفافة: نتطلع إلى المباشرة بعملية الإصلاح مع الرئيس بعد الانتخابات

تاريخ الإضافة السبت 6 حزيران 2009 - 6:24 ص    عدد الزيارات 4276    التعليقات 0    القسم محلية

        


كرر آباء الكنيسة المارونية المقيمون في لبنان وعالم الانتشار الماروني في ختام مجمعهم السنوي، الذي انعقد برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال نصر الله بطرس صفير، ما جاء في ندائهم الاخير "من اجل اجراء انتخابات نيابية مسؤولة وشفافة"، مجددين "الدعوة الى ان يثبت هذا الاستحقاق الوطني الكبير الحرية والديموقراطية الحقة في لبنان، وان يعمد المواطنون الى تغليب المصلحة العليا على اي مصلحة شخصية او فئوية او طائفية، والى تأمين مستقبل حر وواعد لأجياله الجديدة". وناشدوا "اللبنانيين جميعا المحافظة على وطنهم الواحد والمتضامن، وان يبعدوا عنه نار الفتنة والانقسام، واللجوء الى الحوار وحده لحل الخلافات وتغليب الخير العام على كل منفعة".
كما تطرق الآباء الى شؤون كنسية وليتورجية، داعين الى "تعزيز الرعايا وتأمين كهنة يخدمونها بمساعدة علمانيين ملتزمين، بالتعاون مع الروابط والمؤسسات التي تهتم بالانتشار وبالتنسيق مع الكنيسة الام في لبنان".
وتلا أمين سر البطريركية الخور اسقف يوسف طوق، نص البيان الختامي، وجاء فيه:
"بدعوة من صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال نصر الله بطرس صفير بطريرك إنطاكية وسائر المشرق الكلي الطوبي، اجتمع في الصرح البطريركي في بكركي من مساء الأحد، الواقع فيه الحادي والثلاثون من أيار حتى السادس من حزيران العام 2009، أصحاب السيادة مطارنة الكنيسة المارونية المقيمون في لبنان والوافدون اليه من أبرشيات سوريا والاراضي المقدسة ومصر وقبرص واوروبا والولايات المتحدة الاميركية وكندا والمكسيك والبرازيل والارجنتين واوستراليا. وقام الآباء المجتمعون برياضتهم الروحية التي ألقى مواعظها الاب ايلي ماضي الرئيس العام لجمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة، تحت عنوان "مع بولس الرسول وعلى خطاه"، وعقدوا مجمعهم السنوي في أجواء الصلاة والتأمل وعلى أنوار الروح، وتناولوا بأبحاثهم شؤونا كنسية وليتورجية، فضلا عن راعوية بلدان الانتشار والشأن الوطني. ويكرر الآباء ما جاء في ندائهم الاخير من اجل إجراء إنتخابات نيابية مسؤولة وشفافة، ويدعون مجددا الى ان يثبت هذا الاستحقاق الوطني الكبير الحرية والديموقراطية الحقة في لبنان، فيزداد منعة وتألقا، والى ان يعمد المواطنون الى تغليب المصلحة العليا على اي مصلحة شخصية او فئوية او طائفية، والى تأمين مستقبل حر وواعد لأجياله الجديدة.
أضاف: "ويتطلع الآباء مع فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بعد الانتخابات النيابية، الى المباشرة بعملية الاصلاح، بدءا بتفعيل المؤسسات الدستورية الكفيلة وحدها بتوطيد الاستقرار السياسي والامني والاقتصادي وحماية المواطنين جميعا. ويرون أنه من اجل بناء الوحدة الوطنية وتخفيف حدة الصراع على السلطة المركزية وتعزيز الانماء المتوازن، لا بد من اعطاء الاولوية لتحقيق اللامركزية الادارية الموسعة".
وطالب الآباء الدولة "امام نزيف الهجرة وهموم الكثرة العظمى من اللبنانيين في تأمين لقمة العيش والواجبات التربوية والاستشفائية، بالاصلاح الاقتصادي والضريبي وبدعم النشاط الانتاجي الصناعي والزراعي والسياحي والاستثماري". وأهابوا بها "الاهتمام الخاص بالطاقات الشبابية لتوفير فرص العمل للشباب، وفقا لمهاراتهم وكفاءتهم، والاتاحة لهم البقاء في وطنهم وتحفيز الابداع على ارضه وتأمين مستقبلهم فيه، وانشاء عائلة وفتح ابواب الرجاء امامهم بمستقبل افضل (شرعة العمل السياسي 32 ـ 33)".
وناشد الآباء "اخوانهم اللبنانيين وابناءهم جميعا، ان يحافظوا على وطنهم الواحد والمتضامن، وان يبعدوا عنه نار الفتنة والانقسام، وان يواجهوا ظروف المرحلة واستحقاقاتها بالتفاهم في ما بينهم، وباللجوء الى الحوار وحده لحل الخلافات وبتغليب الخير العام على كل منفعة خاصة".
ورفع الآباء "في جو العنصرة المجيدة ومع اقتراب انتهاء السنة اليوبيلية التي كرست لبولس الرسول، الشكر للرب على النعم والبركات التي أفاضها على الكنيسة والعالم بشفاعة رسول الامم"، داعين ابناءهم الى "المشاركة في ختامها نهار الاثنين 29 حزيران الجاري في بازيليك القديس بولس حريصا بحضور نيافة الكاردينال اندره فان تروا، رئيس اساقفة باريس مندوب قداسة البابا لهذا الاحتفال، وبمشاركة مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان واللجنة المشتركة المكلفة، باحياء اليوبيل وسواهم من جميع الكنائس المسيحية في لبنان".
واستمع الآباء الى التقرير السنوي عن المحاكم المارونية، واطلعوا على عدد الدعاوى المقدمة خلال العام الفائت وعلى الاحكام الصادرة وعلى جداول احصائية متعددة متعلقة بعمل هذه المحاكم. وأثنوا على جدية العمل والجهد الذي يبذل في خدمة العدالة، ورأوا ضرورة تفعيل مراكز الإعداد للزواج ومراكز الإصغاء لمواكبة الازواج المتعثرين، بغية مصالحتهم قبل وصولهم الى المحاكم، لتأتي رعوية العائلة بأفضل النتائج، فتكون عائلاتنا كنائس بيئية ومدارس فضائل وواحات هناء.
وأعاد الآباء تشكيل محكمة سينودس اساقفة الكنيسة البطريركية المارونية والمجمع الدائم، وانتخبوا امين سر السينودس المقدس. ثم تدارسوا شرعة المطارنة المستقيلين التي ترسم صورتهم ومكانتهم في الكنيسة الجامعة وفي الكنيسة البطريركية، وتصف حضورهم في الابرشيات التي خدموها ورعوها وتحدد بعض اوجه واجباتهم وحقوقهم مع عملهم ورسالتهم".
كما اطلع الآباء على التقارير المقدمة عن الاكليريكيات وهي المدرسة البطريركية في غزير ومدارس كل من ابرشيات بيروت وطرابلس ونيويورك، التي تستقبل بمجملها اكثر من مائة وخمسين اكليريكيا جامعيا، واثنوا على سير العمل فيها روحيا وتربويا وثقافيا، ولاسيما ان هذه المعاهد اعتمدت الشرعة الجديدة المخصصة للتنشئة الكهنوتية، والتي تلحظ اللجوء الى الوسائل الملائمة لتحضير الكهنة لعملهم الرعوي في هذا العصر. وتابعوا باهتمام كبير، اعمال اللجنة البطريركية للشؤون الطقسية، والتي أوكل اليها مهام الإصلاح الطقسي، وقد اعربوا عن ارتياحهم للانجازات العديدة التي حققتها. واطلعوا على الشؤون الراعوية التنسيقية التي تدارسها مطارنة القارة الأميركية في سان باولو ـ البرازيل، ثم استمعوا الى تقارير مفصلة عن سائر أبرشيات الانتشار وعن الرسالات المارونية في افريقيا الغربية. وشددوا على تعزيز الرعايا وتأمين كهنة يخدمونها بمساعدة عمانيين ملتزمين، وبالتعاون مع الروابط والمؤسسات التي تهتم بالانتشار وبالتنسيق مع الكنيسة في لبنان".
وأعلن البيان أن "الآباء اختتموا رياضتهم الروحية كما بدأوها، بالصلاة وخصوصاً على نية لبنان ارض الرسالة والقداسة والوطن، الذي يشد اليه جميع ابنائه المقيمين فيه والمنتشرين. وسألوا الله ان يحفظ فيه ارث الآباء والاجداد وهو ارث ثمين للانسانية كلها، ودعوا لرفع مشعل الحرية عاليا في سمائه ولتلاقي المسيحية والاسلام في صفوف شعبه المؤمن على أساس من المحبة المتبادلة والتعاون البناء، ويهمهم ان يحترم العالم كله هذه الخصوصية اللبنانية، ويقدر عطاءاتها ويثمن موقعها الحضاري المميز".
وأشار الى "انهم يضرعون الى الله، من اجل جميع ابنائهم الاعزاء في الوطن وفي النطاق البطريركي والانتشار، ليبقوا دائما موحدين ومتالفين مع اخوانهم في المواطنية ومتمسكين بقيمهم الروحية وتراثهم الانساني العريق، وان يوفقوا في تطلعاتهم وفي عملهم الحثيث في خدمة السلام، بشفاعة العذراء مريم سيدة لبنان مستمطرين عليهم جميعا فيض نعم الله وبركاته".


المصدر: جريدة المستقبل

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,051,945

عدد الزوار: 6,750,049

المتواجدون الآن: 106