صنعاء المحاصرة في انتظار ربيع قد لا يأتي

تاريخ الإضافة الأحد 11 أيلول 2011 - 6:04 ص    عدد الزيارات 3410    التعليقات 0    القسم عربية

        


صنعاء المحاصرة في انتظار ربيع قد لا يأتي
السبت, 10 سبتمبر 2011
صنعاء - فيصل مكرم

باتت صنعاء تحت رحمة الطلقة الأولى. وأكثر ما يخيف سكانها عربات الجيش المنقسم بين منشق وموال، وآلياته المدججة وهي تجوب الشوارع، وتتخفى في الأزقة خلف سواتر ترابية، إستعداداً للردع او الحسم، مع ازدياد التصعيد في اللهجة والتهديد بين طرفي الأزمة.

وبدا، في الأسابيع الأخيرة، ان نزع فتيل الحرب الأهلية ليس في ايدي الاميركيين. فثمة تحذير أميركي للطرفين من أن صداما عسكريا خط أحمر. وفي ربيع الثورات العربية لا يعصى لواشنطن أمر له عواقب وتترتب عليه حساب وعقاب...

في اليمن ثمة حرب تمدها واشنطن بالتأييد والمساندة في محافظة أبين (جنوب البلاد). تلك حرب أخرى تأتلف فيها وحدات الجيش، الموالية للنظام وتلك التي باتت في عداد المنشقين، في جبهة واحدة في مواجهة تنظيم «القاعدة» المستفيق على طبول الأزمة الراهنة منذ لحظاتها الأولى. وفي غياب السفير الأميركي في صنعاء جيرالد فيرشتاين أو لكثرة مشاغله، تتولى نائبته اليزابيث ريتشارد تذكير أطراف الأزمة أن خط المواجهة المسلحة في صنعاء خط أحمر لاينبغي للجيش المنشق في شمال العاصمة تجاوزه، ولا الجيش الموالي في جنوبها تعديه. ولكل طرف عقول تفكر، ورؤوس تتدبر أمر عاقبة المصير.

في اليمن الممسكون بزناد الحرب كثر. ورغم كثرتهم يضطرون الى التراجع في اللحظة الموشكة لحدوث «الكارثة». وفي العاصمة بات كل شيء مهيأ لحرب لا تبقي ولا تذر. جيش فرط عقده وخرج من ثكناته، وأحزاب شديدة الإنفعال، وقبائل مكتملة التسليح. متاريس وخنادق تحاكي ما شهدته مدن أوروبا إبان حربها العالمية الثانية. إنقطاع دائم للتيار الكهربائي، أزمة في الوقود، وأختلالات مقلقة نهاراً ومخيفة ليلاً، وفوضى صامتة إن نطقت فكفراً، وإن خرجت عن صمتها دماراً ونهرا من الدماء. سكان محاصرون لسبعة شهور بالمعتصمين «الثوار» في الجوار. ومعتصمون محاصرون بمناورات الساسة يتجرعون كبت «ثورتهم». وغالبية صامتة تترقب فرجاً بعيدا لمسافات مخيفة. وعساكر يتمنطقون أسلحتهم بانتظار مصير مجهول.

وقد يحدث في ايام الاسبوع ان يخضع الجيش النظامي صنعاء لحصار شامل، ويغلق الطرق المؤدية اليها من جهاتها الأربع. فتصبح العاصمة ممنوعة على زائريها، لامنفذ للدخول اليها ولا ثغرة لمن أراد الهروب من جحيم ما قد يؤول اليه مصيرها.

ولم يعد سكان صنعاء يتذكرون قولاً من ستينات القرن الماضي بأنها «مدينة حاصرت الحصار». حينها خرجت صنعاء بثورتها منتصرة من حصار سبعين يوماً. واليوم لا تزال، ومنذ سبعة شهور، محاصرة بأزمة ولا تدري متى ينتهي حصارها، ومتى يأتي نصرها، أو متى تنفض غبار هزيمتها.


المصدر: جريدة الحياة

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 154,022,439

عدد الزوار: 6,930,640

المتواجدون الآن: 91