الجيش اللبناني عنوان «اشتباك سياسي» بين 8 و14 آذار

لبنان يتهيأ للجم الصراع بين أطراف حكومته

تاريخ الإضافة الثلاثاء 30 آب 2011 - 5:33 ص    عدد الزيارات 2632    التعليقات 0    القسم محلية

        


بيروت ـ «الراي»
تستمر بيروت في «ربط أحزمتها» وهي تتلقى «وهج» الاحداث العاصفة في سورية، ما يجعلها تراقب باهتمام «فوق عادي» الحركة الماراتونية والصاخبة الجارية في المنطقة وعلى وقع خروج المارد السوري من القمقم.
وفي الوقت الذي تعكف بيروت على التدقيق في التقارير عن المساعي التي تشبه «الفرصة الاخيرة» في اتجاه نظام الرئيس السوري بشار الاسد، فإنها تحاول ضبط اندفاعة ملفاتها المأزومة نحو منزلقات خطرة.
فالدوائر المراقبة في العاصمة اللبنانية تجري «قراءات» لمغزى التحرك التركي والموقف الايراني والمساعي الروسية وحركة الجامعة العربية، وكله على خط ما بدا وكأنه «الانذار الاخير» للأسد المطالَب بوقف فوري لحمام الدم والقيام بإصلاحات فورية و... قبل فوات الأوان.
وفي غمرة ذلك تتزايد «الحشْرة اللبنانية» الناجمة عن التصاق حكومة الرئيس نجيب ميقاتي بالنظام في سورية وتكرار «حزب الله» اللاعب الرئيسي في الحكومة وقوفه الى جانب النظام وخياراته، في الوقت الذي تمضي المعارضة اللبنانية «14 آذار» في موقفها المتضامن مع الشعب السوري.
ووسط انحسار ملحوظ للحملات الاعلامية والسياسية التي فجّرتها ازمة الخلاف على ملف الكهرباء داخل حكومة ميقاتي الاسبوع الماضي، برزت في اليومين الاخيرين ملامح محاولات جدية للتوصل الى تسوية لهذه الازمة ضمن المهلة الطويلة النسبية التي حددتها الحكومة لنفسها والتي تنتهي في السابع من سبتمبر موعد الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء.
ويبدو ان المساعي الجارية للتوصل الى تسوية يعمل عليها اكثر من طرف محلي من فريق الاكثرية الحكومية كما يتولاها مباشرة رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة عبر وزراء من فريقه. وتقول مصادر وزارية مطلعة على هذه المساعي لـ «الراي» ان الفريقين المعنيين مباشرة بالتصعيد الذي ادى الى انفجار المشكلة، اي «التيار الوطني الحر» بزعامة العماد ميشال عون والحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة النائب وليد جنبلاط أظهرا في الساعات الـ 48 الاخيرة اشارات واضحة الى الاتجاه لوقف الحملات الاعلامية المتبادلة اذ تراجعت الى حد بعيد ملامح حملة على النائب جنبلاط على ألسنة نواب من تكتل عون وكذلك عبر المحطة التلفزيونية التي يملكها «التيار الحر». وفي المقابل امتنع جنبلاط ووزراؤه عن اي رد على الحملات.
وافادت المصادر نفسها ان اللقاء الذي عُقد بين سليمان وجنبلاط يوم السبت في قصر بيت الدين تناول هذه الازمة والسبل الممكنة للتوصل الى تسوية تتيح اقرار خطة الكهرباء ضمن ضوابط قانونية وتقنية من دون ان يؤدي ذلك الى شل عمل الحكومة، مما يعني ان العمل جار للتوصل الى حلّ يقبل به كل من عون وجنبلاط ويحفظ ماء الوجه لكليهما بعد انفجار الخلاف بينهما مباشرة.
وتضيف المصادر انه يبدو ان عون تلقى بدوره «تمنيات ورسائل» من حلفائه المباشرين كسورية و«حزب الله» بان حملته القوية على الحكومة، وهو طرف اساسي فيها، لا تتلاءم والظروف الخارجية والمحلية التي تملي ظهور الحكومة بمظهر متماسك وان تهديده بالانسحاب منها تجاوز الى حد بعيد حدود اي موقف معقول يمكن ان يجد له داعمين اقوياء كـ «حزب الله».
هل يعني ذلك ان هناك تسوية وشيكة للازمة وعلى اي معايير يمكن ان تقوم هذه التسوية؟
تقول المصادر الوزارية انه بعد عطلة عيد الفطر ستجري بلورة البنود التفصيلية للتسوية او لمشروع التسوية في ضوء عاملين لا بد من اخذهما في الاعتبار وهما: حتمية اقرار المشروع المتعلق بملف الكهرباء حفاظاً على صدقية وزارة الطاقة والفريق الذي يتولاها اي عون، وفي الوقت نفسه اعادة هذا المشروع الى «بيت الطاعة» الحكومي بوضع ضوابط قانونية وتقنية تُبقي ادارة المشروع في عهدة الحكومة مجتمعة.
واذا كان هذان الشرطان يتعلقان بالجانب الاجرائي للمشروع - الازمة، فان المصادر تعتقد ان المرحلة الفاصلة عن موعد السابع من سبتمبر ستكون كافية لاعادة تعويم الحكومة التي تعرّضت لضربة حادة من جراء انفجار هذه الازمة ما وفر للمعارضة مكسباً مهماً للغاية، اذ بدت الحكومة على مقدار كبير من الانكشاف في ظل افتقارها الى مشروع موحد او سياسات موحدة حيال الملفات الداخلية، وهو امر تحذّر المصادر من مضاعفاته على المدى القريب لان هذا الانكشاف يمكن ان يتكرر مع اي ملف آخر يُطرح على المعالجات.
واذا أمكن احتواء هذه الازمة بعد كل الاضرار التي احدثتها، فان اي خضة جديدة ستحمل معها بذور خطر حقيقي على الحكومة لن تقف عند حدود شل قدرتها وعملها بل قد تتسع الى الاطار السياسي الذي يتهدد الاكثرية.
وفي موازاة ذلك، عاد الرئيس ميقاتي بعد ادائه مناسك العمرة في مكة المكرمة. واذ استوقف دوائر مراقبة ان العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز لم يستقبل وإن «بروتوكولياً» رئيس الوزراء اللبناني، نقلت صحيفة «النهار» عن أوساط قريبة من الاخير «ان الزيارة كانت في الاساس لاداء مناسك العمرة كعادة الرئيس ميقاتي أواخر كل شهر رمضان. ومع ذلك تخللت الزيارة لقاءات رسمية عدة مع كبار المسؤولين السعوديين لم يعلن عنها وكانت ايجابية جداً».
ويذكر ان ميقاتي زار امس الاحد يرافقه الوزير محمد الصفدي رئيس الحكومة السابق عمر كرامي، معتبراً «ان كل الذي يقال اليوم هو نوع من شل الحكومة، وقضية الكهرباء يدور حولها نقاش بناء كي تصل الكهرباء بأفضل السبل وضمن الضوابط المطلوبة وبشفافية كاملة ومريحة للمواطنين». واضاف ميقاتي: «أنا متأكد من أن الجميع حريصون على أمرين: بقاء الحكومة وإيصال الكهرباء إلى المنازل، وضمن هذين المعيارين ستكون لنا عملية وضع الضوابط الأساسية كي تصل الكهرباء بالطريقة السليمة وفي 7 سبتمبر ستكون الأمور في نهايتها ونضجت».

 

تقرير / «المستقبل» يطلق اندفاعة دفاعية عن «الانتقاد الموْضعي» للضاهر ويهاجم «حزب الله»

بيروت ـ «الراي»
تحوّل الهجوم غير المسبوق الذي شنّه النائب خالد الضاهر (من كتلة الرئيس سعد الحريري) على قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي ومخابرات المؤسسة العسكرية وبعض الضباط «كرة ثلج» سياسية، سرعان ما دخلت على خط «الحرب الباردة» التي تشهدها بيروت على «جبهات ساخنة» عدة.
وقد قفز موضوع الجيش اللبناني الى الواجهة في ضوء كلام «السقف الاعلى» الذي اطلقه النائب الضاهر و«بلا قفازات» بإزاء تعاطي الجيش مع حادث امني وقع في عكار قبل ايام، والذي تتواصل تفاعلاته السياسية مع تحوّله «سلاحاً» بيد فريق 8 آذار لـ «إطلاق النار» السياسي على قوى 14 آذار وتيار «المستقبل» في مقابل «اندفاعة دفاعية» لهذه القوى التي تؤكد ان موقف الضاهر «انتقاد موْضعي» يتعلق بحدَث معين ولا يعبّر عن رؤية فريق المعارضة «لمكانة المؤسسة العسكرية ودورها»، مستحضرة «سيرة» 8 آذار ولاسيما «حزب الله» و«مسيرتها» في «كسر هيبة الجيش والتعرض لعناصر وضباط فيه والاعتداء على مهمات يفترض ان تكون منوكة به حصراً».
ومعلوم ان النائب الضاهر حمل قبل ايام على اداء الجيش اللبناني بإزاء حادث اطلاق نار وقع في بلدة عيات (عكار مسقط الضاهر) فوصف العماد قهوجي بـ»الفاشل لأنه لم يحافظ على كرامة العسكر»، ومخابرات الجيش بـ «الشبيحة» وجهازه بـ «الارتباط مع النظام السوري وتنفيذ مخططاته» ومعلناً «لا ثقة بك يا قائد الجيش ولا بشبيحة المخابرات اللبنانية، وعليكم الالتزام بالدستور والقانون واحترام كرامات الناس والا سنطالب ابناءنا من افراد وضباط في الجيش اللبناني ان يدافعوا عنا وان يفضحوكم امام الرأي العام».
وكان الحادث الذي وقع في عكار أدى الى مقتل الشيخ بسام فايز الذي اصيب بطلقات نارية خلال مشاركته في مأدبة الافطار التي دعا اليها رئيس هيئة العلماء المسلمين في عكار الشيخ عبد السلام الحراش المحسوب على فريق 8 آذار في عيات، حيث اطلق الرصاص على الحضور، ما ادى الى اصابة عدد منهم بجروح. وقد جرى توقيف مرافق النائب الضاهر على خلفية الحادث والتحقيق معه، ثم اطلق سراحه. علماً ان الضاهر تحدث عن إنه بعد اطلاق النار على الافطار قام «شبيحة المخابرات بامساك بعض الناس الابرياء وتم اعتقال مرافق لي هو فؤاد القواص»، داعيا رئيسي الجمهورية والحكومة ووزيري العدل والدفاع «لان يمنعوا الشبيحة من الاساءة الى كرامات الناس فهذا الامر ليس من اختصاص مخابرات الجيش ولا من اختصاص القضاء العسكري».
وعلى وقع مواقف لقوى في 8 آذار انتقدت كلام الضاهر، وكان أبرزها للامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله، وبعضها طالب بمقاضاة النائب في كتلة الحريري ورفع الحصانة النيابية عنه وتسريبات عن نية المؤسسة العسكرية رفع دعوى ضده «بتهمة التحريض على التمرد داخل المؤسسة العسكرية والنيل من قائده والإساءة إلى مخابراته»، انعقد امس الاحد اجتماع في منزل الضاهر بحضور نواب تيار «المستقبل» في الشمال وفاعليات دينية واجتماعية جرى خلاله الرد على الحملة التي إستهدفت الضاهر «بعد مواقفه من ممارسات داخل المؤسسة العسكرية». وسبق الاجتماع نفي الضاهر ان يكون دعا الى الانشقاق داخل الجيش، وردّ على ما قاله الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله في هذا السياق بالتأكيد انه «كلام كاذب». وأوضح أنه طلب «من رئيسي الجمهورية والحكومة ووزيري العدل شكيب قرطباوي والدفاع فايز غصن ان يحُولوا دون ممارسات غير قانونية وتشبيحات لضباط صبرنا عليهم كثيرا»، وقال في اشارة الى «حزب الله»: «إنهم يكذبون في ادعاء المحبة للجيش، وأرادوا استغلال كلامي للإساءة إلى الجيش، وإلا فليسلموا سلاحهم للجيش. كفاهم كذبا على الناس». وتابع: «سأطالب ابناءنا بأن يكشفوا الممارسات السيئة ويفضحوها ويدافعوا عن أهلهم، وجل ما نريده هو ان يعاملونا باحترام لا ان نخضع لأجندات سورية وايرانية تمَارس في وطننا، إذ لا يمكن لضباط لديهم احقاد «عونية» و»حزب اللاوية» ان ينفذوا اوامر خارجية انتقاماً منّا لا اكثر».
وفي السياق نفسه، أكد عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت «أن السيد نصرالله هو من منَع الجيش من دخول الجنوب، وهو مَن وضع أمام الجيش خطاً أحمر في نهر البارد، وهو من قتل الطيار سامر حنا، والسيد حسن هو من غطّى الاعتداء على الجيش في مار مخايل، ويكفي أنّه أجبَر الجيش على القبول بسلطة عسكرية ثانية في الدولة ليكون هذا أكبر اعتداء على الجيش»، وقال: «نحن الحريصون على الجيش، أما انتقاد تصرفات بعض العناصر والضباط في المخابرات فنحن أبلغنا قائد الجيش بها لمصلحة الجيش».
وأضاف: «لقد اعتبر نصرالله أن كلّ من ينتقد الجيش يخدم إسرائيل، لكن من خدم إسرائيل هو السيد حسن بنفسه، أفليس هو من اغتال قيادات المقاومة الوطنية؟ وأليس هو من وجّه السلاح إلى الداخل كما عطّل وشلّ البلاد؟ أليس كل هذا يخدم إسرائيل؟ إن أكثر من قدّم خدمات لإسرائيل بتصرفاته هو السيد نصرالله».

 


المصدر: جريدة الرأي العام الكويتية

جهود الأردن لإغاثة قطاع غزة في مرمى «القصف» والتشكيك..

 الأحد 17 آذار 2024 - 5:24 ص

جهود الأردن لإغاثة قطاع غزة في مرمى «القصف» والتشكيك.. حملات خارجية «موجّهة» بتهمة إطالة أمد الحص… تتمة »

عدد الزيارات: 150,158,987

عدد الزوار: 6,679,497

المتواجدون الآن: 114