سقوط القذافي: فائزون وخاسرون

ليبيا: الثوار في بن جواد يضيّقون الخناق على سرت ومعارك في الغرب

تاريخ الإضافة الثلاثاء 30 آب 2011 - 5:14 ص    عدد الزيارات 2951    التعليقات 0    القسم عربية

        


الثوار في بن جواد يضيّقون الخناق على سرت ومعارك في الغرب
جثث متفحّمة لسجناء و"الانتقالي" يرفض عرض النظام للتفاوض

ضيّقت المعارضة الليبية الخناق أمس على سرت، مسقط الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، من الشرق والغرب، وتوعدت بالسيطرة عليها بالقوة في حال فشل المفاوضات مع القبائل لتسليم المدينة، مع استبعاد زعمائها أي محادثات مع القذافي في ما عدا التفاوض على شروط استسلامه.

 وقت لا يزال القذافي متوارياً، رفضت المعارضة التي باتت تسيطر على الجزء الاكبر من ليبيا عرضاً للتفاوض مع النظام السابق في شأن نقل السلطة، وذلك رداً على ما نسبته "الأسوشيتد برس" الى الناطق باسم القذافي موسى ابرهيم من أن الزعيم الليبي لا يزال في ليبيا، وأنه يقترح أن يرئس ابنه السعدي محادثات في شأن نقل السلطة.
وصرح المسؤول عن الشؤون النفطية والمالية في "المجلس الوطني الانتقالي" علي الترهوني بأن لا مفاوضات مع القذافي، وأنه إذا أراد أن يستسلم ستتفاوض معه المعارضة وتعتقله.
 كذلك قال وزير الاعلام في "المجلس" محمود الشمام: "أريد أن أكون واضحاً جداً. نحن لا نعترف بهم. نحن نعتبرهم مجرمين. سنعتقلهم قريباً. الحديث عن مفاوضات هو حلم يقظة لمن بقي من الديكتاتورية".
وفي لندن، رفض وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ بدوره اقتراح التفاوض أو "أية فكرة عن إشراك القذافي في أي سلطة"، قائلاً إن هذا غير مقبول لدى "المجلس الوطني الانتقالي" وحلفائه الاجانب. وصرح لشبكة "سكاي نيوز" البريطانية للتلفزيون: "هذا النظام انتهى... لذلك، هذا الامر ليس مطروحاً.. تخطينا هذه المرحلة منذ زمن". وحض الزعيم الليبي على "أن يطلب من فلول قواته إلقاء السلاح ووقف هذا العنف كي يكون ممكناً ان ينقل آخرون ليبيا إلى مستقبل سلمي".
وتؤيد بريطانيا محاكمة القذافي أمام المحكمة الجنائية الدولية، وإن تكن ترى أن تقرير مصيره يرجع الى الشعب الليبي.
 ويقول "المجلس الوطني الانتقالي" إن الحرب ستستمر الى أن يقتل القذافي أو يعتقل، ويصر على ضرورة محاكمته هو وابنه سيف الإسلام ورئيس المخابرات في ليبيا عبدالله السنوسي الذين تلاحقهم المحكمة الجنائية الدولية لارتكابهم جرائم ضد الإنسانية.
وفي مؤشر لبلبلة مستمرة في المواجهات، صرح الناطق العسكري باسم الثوار العقيد احمد عمر باني في مؤتمر صحافي في بنغازي بأن خميس، احد ابناء القذافي والذي اعلن مقتله مرارا منذ بداية النزاع ، قد يكون قتل السبت في اشتباك مع موالين للقذافي.

 

سرت
 

وفيما يعتقد الثوار ان الزعيم المتواري قد يكون لجأ الى سرت، صرح قائد قوات الثوار في مصراتة محمد الفورتية بأن الثوار وصلوا الى مسافة 30 كيلومتراً غرب المدينة التي تعتبر أحد معاقله، وانهم اقتربوا منها 100 كيلومتر شرقاً، عقب سيطرتهم على بن جواد الواقعة على الطريق بين سرت وبنغازي، بعد أربعة ايام من القتال. وقال انه على الجبهة الشرقية "تمكنا من السيطرة على بن جواد اليوم (الاحد)"، وعلى الجبهة الغربية "ثوار مصراتة على مسافة 30 كيلومتراً من سرت". وأشار الى انه لم ترد انباء عن قتال أمس في انتظار نتائج المحادثات، مضيفاً: "نتفاوض مع القبائل لتسليم سرت بلا قتال"، وتجرى المحادثات مع اعيان القبائل فحسب دونما اتصالات مباشرة مع ممثلين لنظام القذافي.
الا أن الناطق العسكري باسم الثوار أبلغ مؤتمراً صحافياً أن المفاوضات لن تستمر الى ما لا نهاية. وحذر من أنهم إذا رفضوا تسليم المدينة، ستسيطر المعارضة عليها بالقوة، من غير أن يحدد اطاراً زمنياً للمفاوضات.
ورأى أحد قادة الثوار العقيد سالم مفتاح الرفادي ان المعارضة تحتاج إلى أكثر من عشرة أيام للسيطرة على سرت
وتقع سرت على مسافة 450 كيلومتراً شرق طرابلس، وهي العقبة الاخيرة التي تحول دون السيطرة على الساحل الليبي على البحر المتوسط، حيث يعيش أكثر السكان البالغ عددهم ستة ملايين نسمة.
  ويتخوف مراقبون من أن يكون القتال في هذه المدينة اكثر دموية منه في طرابلس،خصوصاً أنها تضم عددا كبيراً من المقاتلين الموالين للقذافي المصرين على موقفهم، ومنشآت عسكرية مهمة.
 وبعد سرت يقول المقاتلون إنهم سيتجهون إلى سبها جنوباً في الصحراء، وهي من معاقل القذافي.

 

معارك في الغرب

وفي الغرب، دارت معارك بالاسلحة الثقيلة بين القوات الموالية للقذافي والثوار للسيطرة على بلدة رقدلين.
وبدأت المعارك ظهرا بعد نصب مكمن للثوار في هذه البلدة الواقعة جنوب غرب زوارة على مسافة 60 كيلومتراً تقريباً شرق الحدود التونسية.
وأفاد مراسل من "رويترز" عند معبر راس جدير الحدودي أن السلطات التونسية أعادت فتح المعبر الرئيسي مع ليبيا أمس، وأن عشرات السيارات تتدفق.

 

طرابلس

وفي طرابلس، ساد الهدوء الشوارع بعد نيران متقطعة ليل السبت - الاحد وانفجارات في العاصمة التي تسودها مشاعر الصدمة بسبب عمليات القتل التي حصلت خلال معارك الأسبوع الماضي.
لكن بعض السكان قرر الخروج بحثاً عن الإمدادات الشحيحة للماء والغذاء والوقود. وفي ساحة الشهداء، التي كانت تعرف باسم "الساحة الخضراء" في عهد القذافي، عاد بعض أفراد شرطة السير لتوجيه السيارات وسط بحر من الطلقات الفارغة.
وقال الشرطي محمود المجبري (49 سنة): "عدت الى العمل الجمعة. بدأت الحياة تعود الى طبيعتها".
وعندما سئل هل يلتزم مقاتلو المعارضة قواعد السير، اجاب: "ليس بعد... نصل الى هذه النتيجة ببطء. نحن موجودون هناك أساساً لنطمئن الناس الى أنهم في أمان".
ويكافح الثوار لتعويض النقص في المياه والبنزين والكهرباء، وشوهد سكان ينتظرون صفوفاً للحصول على الخبز أو يبحثون عن مواد غذائية.
وقال نائب رئيس المجلس البلدي الجديد أسامة العابد إن ما بين 60 و 70 في المئة من السكان يفتقرون الى كميات كافية من المياه، لكن هذا النقص ناجم عن مشاكل تقنية لا عن أعمال تخريبية.
وقال سنوسي الدهان وهو محام كان ينتظر لشراء الطعام: "هذه ضريبة ندفعها لحريتنا. لابد أن نتحمل في هذه المرحلة الانتقالية".
بيد ان رائحة الجثث المتعفنة والقمامة المحترقة لا تزال منتشرة في المدينة. ويظهر مزيد ومزيد من الجثث، بعضها لجنود القذافي وبعضها الآخر لضحايا القتل العشوائي.
وبثت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية للتلفزيون السبت انه عثر في مخزن في طرابلس على رفات محترق لـ 53 شخصا كانوا على ما يبدو من المعارضين للقذافي المسجونين والذين أعدموا عندما انهار حكمه. وعرضت مشاهد لكومة من الهياكل العظمية المحترقة التي كان الدخان يتصاعد منها.
وفي تاجوراء بالعاصمة، أعد السكان مقبرة جماعية لجثث 22 افريقياً كانوا مجندين للقتال في صفوف القوات الموالية للقذافي، وكانت يدا أحدهم مقيدتين خلف ظهره.
وعلق هيثم محمود: "طلب منهم المقاتلون الاستسلام لكنهم رفضوا".
وأفسدت أنباء عن القتل بدم بارد من الجانبين الأجواء في المدينة التي استقبل فيها كثيرون سقوط القذافي بفرحة.

 

إعدامات ونهب

وقالت منظمة "هيومان رايتس ووتش" أن قوات القذافي قد تكون أعدمت عشرات السجناء وقتلت المدنيين بينما كانت قوات المعارضة تزحف نحو العاصمة الليبية الأسبوع الماضي.
 وفي مؤشر لغياب القانون في اجزاء من طرابلس، نهبت إحدى فيلات القذافي وتناثرت صور للزعيم الهارب على الأرض.
ويحاول "المجلس الوطني الانتقالي"، الذي طلب من مقاتليه عدم القيام بعمليات قتل انتقامية، ترسيخ سلطته وإعادة النظام إلى طرابلس، لكن المسؤولين الكبار في المجلس لم ينتقلوا بعد إلى هناك من مقرهم في بنغازي.

 

تحرير سجناء

الى ذلك، صرح الناطق العسكري أحمد عمر باني بأن اكثر من عشرة آلاف سجين ممن أوقفوا في الاشهر الاخيرة حرروا منذ سيطرة الثوار على طرابلس، بينما لا يزال 50 الفاً آخرين تقريباً في عداد المفقودين، مبدياً قلقه على مصيرهم. وقال إنه تم اصلاح خط أنابيب الغاز الطبيعي بين ليبيا وأوروبا، مما يمهد الطريق لمعاودة الصادرات.
 وتعهدت قبيلة القائد الراحل لقوات المعارضة عبد الفتاح يونس، الذي كان وزيرا للداخلية في عهد القذافي وانضم الى المعارضة في الفترة الاولى من الانتفاضة، أن تطبق العدالة بنفسها إذا لم يعلن قادة المعارضة بحلول نهاية رمضان نتائج التحقيق في اغتياله.

 

مؤتمر باريس

 وبالتزامن مع التطورات على الارض، تبذل الدول التي ساندت المعارضة الليبية ستة أشهر في المعركة ضد نظام القذافي جهودا ديبلوماسية حثيثة لمساعدة ليبيا على اعادة الاعمار ، بما فيها خصوصاً مؤتمر باريس المقرر الخميس.
ودعيت 50 دولة الى اجتماع مجموعة اصدقاء ليبيا الذي اقترحته فرنسا من أجل الاستماع الى طلبات مسؤولي "المجلس الوطني الانتقالي" ومساعدتهم على بناء ليبيا الجديدة.

 

طهران

■ في طهران، أبلغ وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي صحيفة "جام – اي - جام" ان ايران قدمت مساعدة انسانية الى الثوار الليبيين سراً قبل سقوط طرابلس. وقال: "قبل سقوط القذافي، كانت لنا اتصالات مع عدد كبير من مجموعات الثوار وارسلنا من دون ضجيج ثلاثاً الى اربع شحنات طبية وانسانية الى بنغازي"، وقد "وجه رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل رسالة شكر الى الرئيس الايراني (محمود احمدي نجاد) على الدعم الذي قدمه وعلى المساعدة التي ارسلت".
ومع أن ايران "هنأت الشعب الليبي المسلم" بعد دخول الثوار  طرابلس، فانها لم تعلن بعد اعترافها بـ"المجلس الوطني الانتقالي".

(و ص ف، رويترز، أ ب، أ ش أ، ي ب أ)   

 

  

في الصحافة العالميّة

سقوط القذافي: فائزون وخاسرون

"الغارديان": "الالتزام المحدود" لاوباما

كتب مايكل بويل:
"ادعى البيت الابيض أن سقوط معمر القذافي هو فوز لقرار الرئيس باراك أوباما "القيادة من الخلف"... وتبجح أحد المسؤولين بأن ريغان استهدف القذافي وجورج بوش استهدف بن لادن، وأوباما استهدف كليهما. لم يكن معلقون أميركيون بعيدين من الادارة الاميركية في اعلانها أن عملية ليبيا هي انتصار للرئيس أوباما. وتساءل البعض ما إذا كانت عملية ليبيا ستعزز فرص أوباما في اعادة انتخابه. وأعلن آخرون أنه "انتصار دقيق" لرئيس متردد في زمن الحرب. ومع ذلك، ثمة من اشتكى من أن الرئيس اوباما لم يحظ برصيد كاف من الجمهوريين لاستراتيجيته المتعلقة بـ"التزام محدود" في ليبيا. وحتى فريد زكريا، الحساس عادة، نوه بعملية ليبيا، معتبراً أنها تؤذن بـ"حقبة جديدة للسياسة الخارجية الاميركية".

 

"الجورنال دو ديمانش": الاطلسي فخور

قال الامين العام لحلف شمال الاطلسي للصحيفة:
"قبل كل شيء، انه انتصار للشعب الليبي ضد الطغيان. يجب أولاً الاعتراف بدور الليبيين أنفسهم، مع قوات المعارضة في الطليعة طبعاً. الى ذلك، أنا فخور بما قمنا به نحن الحلفاء. لقد تجنبنا مجزرة، وأنقذنا أرواحاً عدة. لقد نفذنا 22 ألف طلعة جوية ودمرنا أو أصبنا نحو 500 هدف عسكري، مع حماية المدنيين من الهجمات. وقمنا بكل ذلك من دون أية خسارة مدنية مؤكدة تؤخذ على الحلف. أعتبر إذا أن تدخلنا نجاح كبير".

 

"فورين بوليسي": الفائزون والخاسرون


كتب دانيال درسنر:
"فيما لا تزال الاحداث تتطور على الارض، اسمحوا لي أن أقترح لائحة بالفائزين والخاسرين المحتملين لهذه العملية. الفائزون: الشعب الليبي وحلف شمال الاطلسي ودعاة استخدام القوة الجوية، وتونس ومصر، والرئيس أوباما... أما الخاسرون فهم: الطغاة الاخرون، وتحديداً في أفريقيا، وشبكات الاخبار الاميركية العاملة عبر الكابل، والواقعيون، و... الرئيس أوباما أيضاً.من جهة، فاز الرئيس الاميركي بعزل نفسه عن انتقادات السياسة الخارجية. ومن جهة أخرى، تفقد  انتصارات السياسة الخارجية سريعاً رصيدها في المصرف. انظروا الى الطريقة التي ترجم فيها مقتل بن لادن الى  نقطة عابرة في شعبية أوباما. المسألة الوحيدة التي ستستقطب سنة 2012 اهتمام  الناخبين هي الاقتصاد. ان عملية ناجحة في ليبيا تعني تغطية اخبارية أقل لليبيا وتغطية أوسع للاقتصاد".


المصدر: جريدة النهار

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,137,055

عدد الزوار: 6,756,152

المتواجدون الآن: 124