بيروت تخلع رداء الصمت في ساحة الشهداء وتقول كفى للـ«ديكتاتورية»

رسالة تضامن مع الشعب السوري تضيئها شموع مثقفين لبنانيين

تاريخ الإضافة الثلاثاء 9 آب 2011 - 5:52 ص    عدد الزيارات 3084    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

رسالة تضامن مع الشعب السوري تضيئها شموع مثقفين لبنانيين
نسرين ناصر       
دعا مثقفون لبنانيون إلى «وقفة تضامنية مع الشعب السوري في ثورته» في ساحة الشهداء في بيروت مساء الاثنين يضيؤون فيها الشموع ويعلنون خلالها عن شجبهم لما يمارس ضد السوريين من عنف، رغم المخاوف من احتمال وقوع اشكالات مع جهات موالية لنظام الاسد في لبنان.
مثقفون لبنانيون يقفون وقفة تضامن مع الشعب السوري
بيروت: أعلن مثقفون لبنانيون من مختلف الفئات والخلفيات عن شجبهم للعنف الذي يمارس ضد الشعب السوري في بيان تولى كتابته الروائي والناقد والكاتب المسرحي اللبناني الياس خوري، ودعوا فيه لـ"وقفة تضامنية مع الشعب السوري في ثورته" في ساحة الشهداء وسط بيروت مساء الاثنين.
وجاء في نص البيان أنه "منذ خمسة اشهر والنظام الاستبدادي السوري يصم اذنيه عن المطالب المشروعة للشعب السوري. ما يريده السوريون لأنفسهم هو الكرامة الانسانية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية، وانهاء كابوس ديكتاتورية الجمهورية الوراثية."
وأضاف البيان: "نحن الموقعين على هذا البيان نعلن شجبنا للعنف الذي يمارس ضد الشعب السوري في ثورته السلمية الديموقراطية، وندعو المواطنين اللبنانيين الى وقفة تضامنية في التاسعة من مساء الاثنين 8 آب امام تمثال الشهداء، نضيء فيها الشموع، ونرسل من خلال شهداء 6 أيار اللبنانيين و السوريين رسالة تضامن الى الشعب السوري الشجاع والنبيل."
ووقعه كل من: الياس خوري، اميل منعم، بيار ابي صعب، جاد تابت، حازم صاغية، حبيب صادق، حسام عيتاني، حسن داوود، حنان الحاج علي، دلال البزري، روجيه عساف، زياد ماجد، سماح ادريس، سهى بشارة، شوقي بزيع، صقر ابو فخر، عباس بيضون، عقل العويط، فواز طرابلسي، كريم مروة، مارسيل خليفة، ماهر جرار، محمود سويد، ويوسف بزي.
ساحة الشهداء "رمز طوق الشعبين للاستقلال والحرية"
وخلف اختيار ساحة "شهداء 6 أيار" مكاناً للحدث سبباً أوضح الموقّعون انه يعود لكونها "رمز توق الشعبين اللبناني والسوري للاستقلال والتحرر. ففي مطلع القرن، قام العثمانيون باعدام الاستقلاليين اللبنانيين والسوريين في نفس اليوم بساحة الشهداء في بيروت، و ساحة المرجة في دمشق. وذلك يشكل دلالة رمزية لاختيار المكان".
وصرّح الكاتب والصحافي والمحلل السياسي حازم صاغية لـ "إيلاف" ان النزول الى ساحة الشهداء ليس لرفع شعارات سياسية، بل للتضامن مع انتفاضة الشعب السوري، ولكن لا مهرب من اظهار مشاعر ازاء سياسة الحكومة اللبنانية التي نأت بنفسها مؤخراً في البيان الرئاسي بشأن سوريا في مجلس الأمن، ووصف تلك السياسة بالهوجاء والجبانة."
وقال الشاعر والصحافي اللبناني يوسف بزي لـ"إيلاف"، إنه أطلقت المبادرة استكمالاً لتحركات الشباب اللبناني وتضامناً مع الشعب السوري الذي هو تضامن مع الذات قبل الآخرين، ورداً على محاولات قمع اللبنانيين من التعبير عن هذا التضامن، كان القرار بالاصرار على مزيد من الاعتصامات.
خصوصية لبنان تجاه الموضوع السوري
وحول ما قاله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن "خصوصية لبنان تجاه الموضوع السوري وحساسية موقفه"، اعتبر صاغية أنه ما عاد احد يعرف معنى خصوصية لبنان. وأوضح في هذا السياق: " في الماضي كان الحديث عن خصوصية لبنان بوصفها دعم لكل ما فيه مطلب حرية وتقدم وديمقراطية. ولكن يبدو ان هناك تعريفاً جديداً لكلمة خصوصية الآن."
ومن جهته، قال الصحافي والكاتب اللبناني حسام عيتاني لـ"إيلاف": "نعم هناك خصوصية للبنان في هذا الموضوع، لكننا سنرد ببساطة أننا والشعب السوري سنتابع حياتنا في ظل هذا النظام وفي ظل غيره. ونعتقد أن التغيير قد بدأ في سوريا. ومن المستحيل ان نؤيد عمليات القتل العمياء للمواطنين السوريين. ومن خصوصية لبنان أنه يعدي من قيم الديمقراطية فيه."
واعتبر بزي لكل ثورة ظروفها المختلفة ووسائلها وطرائق ابتداع يومياتها. وقال: "إني أجزم أن ما يجري في سوريا هو الثورة التي طال انتظارها من أجل التخلص من وطأة الديكتاتورية والحكم الشمولي والقمع اليومي."
ستضاء الشموع رغم المخاوف من تعكير أمن التجمّع
ومن جانب الاجراءات الامنية التي سترافق الوفقة التضامنية والتخوف من مواجهات مع موالين للحكم في سوريا، قال الموقعون أنه من البديهي أن يعبّر المشاركون عن موقفهم وحقهم في الاعتصام كما من البديهي ومن واجب الدولة حماية التحرك. وفيما قال بزي أنه لا يتخوف من محاولات لتعكير الأمن.
وعبّر الروائي والكاتب حسن داوود أن هذه المبادرة تأتي بعد أن اصبح الوضع في سوريا صعباً لا يحتمل، بالاخص بعد ارتفاع اعداد القتلى، والمعتقلين، والمفقودين. وتضامنه هو موقف شخصي وإنساني وحضاري. وأضاف أنه لكل إنسان الحق في التظاهر والتعبير. و اعتبر أنه سيكون مؤسفاً اذا ظهر في مقابل تظاهرة سلمية، أناس عصبيين.
ولم يستبعد صاغية احتمال وقوع مواجهة مع جهات موالية لنظام الاسد بالاخص بعد عدة تجارب لاضاءة شموع قمعت بشراسة، لذلك من الطبيعي من ان يكون هناك بعض المخاوف.
ويقول عيتاني "إن التجارب السابقة تقول ان وقوع تهجمات من قبل موالين للحكم في سوريا قد يخوّف قسم من الناس من المشاركة، لكننا مصرين على هذا التحرك لنقول ان الشعب اللبناني ينظر بقلق شديد الى استمرار القتل غير المبرر والعشوائي للمتظاهرين السلميين في سوريا."
وكتب بزي على صفحة الدعوة على الفايسبوك: "ممنوع الخوف من النزول إلى ساحة الشهداء يوم الإثنين التاسعة مساء.. ممنوع التردد أمام شجاعة الشعب السوري... ممنوع منعنا من التجمع ". كما وجّه رسالة للمشاركين والمدعووين ألا يهابوا "الشبيحة" الموالين لنظام الاسد في لبنان.
وحول احتمال محاكمة الرئيس السوري بتهمة قتل المتظاهرين على غرار محاكمة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، لم يستبعد صاغية، ان يرفع الناس دعاوى في هذا الاتجاه، خصوصاً وان عدد القتلى تجاوز ال 2000.
واعتبر عيتاني أن "هذا الأمر يقرره الشعب السوري ولا علاقة لنا به. ونحن فقط نتضامن مع المتظاهرين السلميين والطبيعة السلمية للاعتراض في سوريا."
وقال بزي: "أتمنى، من أجل تحقيق أهداف الثورة بالعدالة، أن نشهد محاكمات عادلة وشفافة ليس فقط للرموز والشخصيات، بل محاكمة النظام وتاريخه وممارساته. ويجب أن يجري المجتمع مصارحة تاريخية ومصالحة وطنية وفهم أفضل للتاريخ وتهيؤ للمستقبل."

المصدر: موقع إيلاف الإلكتروني

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة..

 الإثنين 15 نيسان 2024 - 9:21 م

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة.. https://www.crisisgroup.org/ar/middle… تتمة »

عدد الزيارات: 153,346,541

عدد الزوار: 6,887,736

المتواجدون الآن: 101