السوريون يسخرون: إذا أدى الإصلاح إلى 2000 شهيد.. ماذا إذن عن التغيير الجذري؟

الملك عبد الله يبرئ الذمة ويقيم الحجة في سوريا.. أعلن استدعاء سفيره في دمشق ودعا إلى وقف أعمال القتل وطالب بتحكيم العقل قبل فوات الأوان

تاريخ الإضافة الثلاثاء 9 آب 2011 - 5:21 ص    عدد الزيارات 2941    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

الملك عبد الله يبرئ الذمة ويقيم الحجة في سوريا
استدعى سفير الرياض في دمشق.. وقال إن قمع المتظاهرين لا تقبل به السعودية.. ودعا إلى إيقاف آلة القتل وإراقة الدماء * حصيلة دموية بدير الزور.. ومقتل أكثر من 50 * الجامعة العربية تدعو لوقف العنف.. وتراشق تركي ـ سوري
جدة - لندن: «الشرق الأوسط»
وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز كلمة تاريخية الى الشعب السوري اكد فيها رفض السعودية اعمال العنف والقمع التي تشهدها البلاد، معلنا استدعاء السفير السعودي من دمشق للتشاور.
وقال خادم الحرمين في الكلمة التي وجهها مساء امس الى «الاشقاء في سوريا العروبة والاسلام» إن «تداعيات الأحداث التي تمر بها الشقيقة سوريا، والتي نتج عنها تساقط أعداد كبيرة من الشهداء، الذين أريقت دماؤهم، وأعداد أخرى من الجرحى والمصابين، ويعلم الجميع أن كل عاقل عربي ومسلم أو غيرهم يدرك أن ذلك ليس من الدين، ولا من القيم، والأخلاق. فإراقة دماء الأبرياء لأي أسباب ومبررات كانت، لن تجد لها مدخلاً مطمئناً، يستطيع فيه العرب، والمسلمون، والعالم أجمع، أن يروا من خلالها بارقة أمل، إلا بتفعيل الحكمة لدى القيادة السورية، وتصديها لدورها التاريخي في مفترق طرق الله أعلم أين تؤدي إليه».
وقال العاهل السعودي ان الحدث أكبر من أن تبرره الاسباب، مطالبا بايقاف آلة القتل واراقة الدماء قبل فوات الاوان. واكد الملك عبد الله ان مايحدث في سوريا لا تقبل به المملكة، وان بامكان القيادة السورية تفعيل اصلاحات شاملة وسريعة، وان امام سوريا خيارين لا ثالث لهما اما الحكمة او ان تنجرف للفوضى والضياع لا سمح الله.
واكد ان سوريا، شعبا وحكومة، تعلم مواقف السعودية تجاهها، واختتم خادم الحرمين الخطاب بالاعلان عن استدعاء السفير السعودي من دمشق للتشاور حول الاوضاع الجارية. وشهدت مدينة دير الزور وتجمع قرى الحولة، في ريف حمص، اعمال عنف دامية بعد ان اصبحت هدفا مركزا آخر للنظام السوري الذي استهدفت وحداته وآلياته العسكرية. وقال رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان، عبد الكريم ريحاوي، أن «52 مدنيا قتلوا في سوريا، بينهم 42 قتيلا سقطوا في دير الزور وحدها».
من جانبه, أصدر الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، بيانا دعا فيه دمشق إلى «الوقف الفوري» للعنف, معربا عن «قلقه» من تدهور الأوضاع. فيما وصف ناصر جودة وزير الخارجية الاردني ما يجري في سوريا بأنه «مقلق ومؤسف ومحزن» في غضون ذلك، اندلع جدل تركي - سوري، حين قال رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، إن وزير خارجيته، أحمد داود أوغلو، سيتوجه إلى دمشق غدا لينقل إليها «رسائل حازمة», وردت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية السورية، بثينة شعبان، عليه بالقول: إن أوغلو سيسمع في دمشق «كلاما أكثر حزما».
 
خادم الحرمين في خطاب تاريخي للشعب السوري: ما يحدث لكم ليس من الدين والقيم والأخلاق
أعلن استدعاء سفيره في دمشق ودعا إلى وقف أعمال القتل وطالب بتحكيم العقل قبل فوات الأوان
جدة: «الشرق الأوسط»
أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز عن إستدعاء سفير بلاده في سوريا للتشاور، وذلك خلال خطاب تاريخي وجهه مساء أمس إلى أبناء الشعب السوري، تفاعلا من تجاه تداعيات الأحداث التي تمر بها سوريا وما نتج عنها من «تساقط أعداد كبيرة من الشهداء أريقت دماؤهم»، ومن جرحى ومصابين، واصفا التداعيات بقوله إن ذلك «ليس من الدين، ولا من القيم، والأخلاق».
وحذر الملك عبد الله القيادة السورية من التمادي والإستمرار في إراقة الدماء، ودعاها إلى تفعيل إصلاحات شاملة سريعة، مشددا على أن مستقبل سوريا بين خيارين لا ثالث لهما «إما أن تختار بإرادتها الحكمة، أو أن تنجرف إلى أعماق الفوضى والضياع»، مؤكدا أن «سوريا الشقيقة شعباً وحكومة» تعلم مواقف المملكة العربية السعودية معها في الماضي، مبينا أن بلاده تقف اليوم تجاه مسؤوليتها التاريخية نحو أشقائها، وأنها مطالبة بإيقاف آلة القتل، وإراقة الدماء، وتحكيم العقل قبل فوات الأوان، وفيما يلي نص الكلمة:
«بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسوله الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين، إلى أشقائنا في سوريا، سوريا العروبة والإسلام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إن تداعيات الأحداث التي تمر بها الشقيقة سوريا، والتي نتج عنها تساقط أعداد كبيرة من الشهداء، الذين أريقت دماؤهم، وأعداد أخرى من الجرحى والمصابين، ويعلم الجميع أن كل عاقل عربي ومسلم أو غيرهم يدرك أن ذلك ليس من الدين، ولا من القيم، والأخلاق. فإراقة دماء الأبرياء لأي أسباب ومبررات كانت، لن تجد لها مدخلاً مطمئناً، يستطيع فيه العرب، والمسلمون، والعالم أجمع، أن يروا من خلالها بارقة أمل، إلا بتفعيل الحكمة لدى القيادة السورية، وتصديها لدورها التاريخي في مفترق طرق الله أعلم أين تؤدي إليه.
إن ما يحدث في سوريا لا تقبل به المملكة العربية السعودية، فالحدث أكبر من أن تبرره الأسباب، بل يمكن للقيادة السورية تفعيل إصلاحات شاملة سريعة، فمستقبل سوريا بين خيارين لا ثالث لهما، إما أن تختار بإرادتها الحكمة، أو أن تنجرف إلى أعماق الفوضى والضياع ـ لا سمح الله».
وتعلم سوريا الشقيقة شعباً وحكومة مواقف المملكة العربية السعودية معها في الماضي، واليوم تقف المملكة العربية السعودية تجاه مسؤوليتها التاريخية نحو أشقائها، مطالبة بإيقاف آلة القتل، وإراقة الدماء، وتحكيم العقل قبل فوات الأوان. وطرح، وتفعيل، إصلاحات لا تغلفها الوعود، بل يحققها الواقع. ليستشعرها إخوتنا المواطنون في سوريا في حياتهم، كرامةً، وعزةً .. وكبرياء، وفي هذا الصدد تعلن المملكة العربية السعودية استدعاء سفيرها للتشاور حول الأحداث الجارية هناك. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».
 
 
السوريون يسخرون: إذا أدى الإصلاح إلى 2000 شهيد.. ماذا إذن عن التغيير الجذري؟
الفنان علي فرزات يدعو النظام لوقف إصلاحاته
لندن: «الشرق الأوسط»
تعليقا على ما قاله وزير الخارجية السوري وليد المعلم للسفراء العرب عن إصرار سوريا على المضي في طريق الإصلاح، دعا فنان الكاريكاتير السوري علي فرزات النظام السوري إلى «وقف إصلاحاته في سوريا» وفي جملة مقتضبة كتب الفنان الساخر «أيها النظام السوري.. أوقف إصلاحاتك في سوريا» على صفحته في موقع «فيس بوك» حيث تلقى نحو 350 تعليقا معظمها يسخر من إصلاحات النظام السوري، حيث كتب سامي خليفة باللهجة السواحلية التي يتكلمها الشبيحة والمخابرات وكرستها الأعمال الدرامية السورية الكوميدية «خلص الإصلاحات أخدت طريقها.. افينا نوقفها» ـ لا يمكننا إيقافها ـ فيما كتب ديدار متسائلا: «إذا بالإصلاحات استشهد 2000 سوري، بالتغيير الجذري شو بدو يصير».
أما سلام العجمي فقد طالب أن يطال الإصلاح الوزير المعلم وأول إصلاح «تغيير اسمه لأنه ليس بمعلم»، إلا أن يارا ردت عليه بالقول: «إذا شمل الإصلاح الوزير المعلم يمكن يقطع أوصاله. أو يلغيه من خريطة الذاكرة» في إشارة إلى تصريح المعلم الشهير حول «حذف أوروبا من الخارطة».
من جانبها أكدت خولة أبو سعد أن النظام «مستمر في الإصلاح حتى آخر مواطن سوري»، أما لؤي بلال فأسف لعدم إمكانية تلبية طلب علي الفنان فرزات، وقال: «إصلاحاتنا مثل قطاراتنا سريعة كتير وما بتوقف إلا على كيفها، وبتتشقلب عن السكة مثل البهلوان» فرد آخر أن «قطار الإصلاح وصل دير الزور».
سامي أتاسي اعتبر أن الأمر قضى ولا فائدة من الإصلاح وكتب «الإصلاح الوحيد الشغال هو الفراق بعقد مخالعة».
عدنان أتاسي اعتبر إصلاحات النظام السوري هي «الاغتيالات ومحاصرة المدن بالدبابات ومن ثم قصفها ونشر الشبيحة وعناصر الأمن لتجوب الشوارع بحثا عمن تنهال عليهم ضربا وركلا ورفسا. والإرهاب الذي تمارسه قناة (الدنيا) والفضائيات السورية».
من جهتها علقت كوبرا كفوري بمزيد من الغضب: «حتى في أعظم الأشهر لم يتوان النظام عن ذبح السوريين.. وبدلا من أن ننتظر حصيلة كل أسبوع من الشهداء أصبحنا ننتظر حصيلة كل يوم وبعد كل ميعاد صلاة.. أي قتلة هؤلاء.. وأي أبطال أنتم أيها الثوار».
كريم الشامي كتب بصيغة جدية رؤيته التي تسخر من إصلاحات النظام وقال: «لقد باشروا فعلا بالإصلاحات، والآن جاري تجريب أسلحة الجيش من مدافع ودبابات بعد أن أصابها الخمول منذ حرب النظام المجيدة على حماه في الـ82 وجميع وحدات الجيش تجرب أسلحتها على كل الجبهات المعادية من دير الزور شرقا، إلى جبلة وبانياس غربا، ومن جسر الشغور شمالا إلى درعا جنوبا، وكل سلاح أصابه العطب يقومون بإصلاحه فورا هذا على الصعيد العسكري، أما على الصعيد البشري فجاري إصلاح بعض المواطنين الذين تظاهروا حيث إن هذه الظاهرة هي أعطال أصابت البشر فأيقظت الحس الإنساني لهم وعليه وجب تطهير الشعب من هذه الآفة المعدية وجاري الإصلاح على قدم وساق من سحل وقتل واعتقال». ويشار إلى أن صفحة الفنان علي فرزات على موقع «فيس بوك» التي تستضيف نحو 5 آلاف صديق، غالبيتهم من السوريين، تحولت إلى منتدى لمناقشة الشأن السوري، وذلك من قبل اندلاع الانتفاضة في 15 مارس (آذار) بعدة أشهر، وكانت تتضمن نقاشات حادة حول قضايا الفساد التي يطرحها علي فرزات إما عبر رسم كاريكاتيري يومي أو عبر تعليق على حدث ما يطرح للنقاش، وعلي فرزات الذي سبق أن أصدر أول صحيفة سورية خاصة ساخرة (الدومري) عام 2000 كان على علاقة شخصية من الرئيس بشار الأسد تعود إلى ما قبل فترة تسلمه الرئاسة، ولكن هذه العلاقة تقطعت بعد إغلاق صحيفة (الدومري) من قبل الأجهزة الأمنية التي لم تحتمل جرأة (الدومري) في النقد.
 
الشيخ خالد الخلف لـ«الشرق الأوسط»: خامنئي والأسد ونصر الله يصدرون أوامر القتل في سوريا
ناشد الأمم المتحدة حماية السوريين.. أو السماح بتسليحهم
بيروت: «الشرق الأوسط»
ناشد الشيخ خالد الخلف، أحد أكبر زعماء القبائل العربية، وأكبر أفخاذ قبيلة السادة البكارة، ورئيس المجلس الإقليمي لمناهضة التعذيب ودعم الحريات وحقوق الإنسان في الشرق الأوسط، الأمم المتحدة التدخل لحماية السوريين من بطش النظام، داعيا إلى إقامة منطقة حظر جوي والسماح بتسليح المعارضة لمواجهة النظام.
وقال الخلف لـ«الشرق الأوسط» إن أربعة هم من يتخذون القرار في سوريا ويأمرون بقتل المتظاهرين العزل، وهم «(مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي) خامنئي، و(الرئيس السوري) بشار الأسد، و(شقيقه) ماهر الأسد، و(الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد) حسن نصر الله»، متوعدا النظام السوري بأنه «لن يخرج من دير الزور سالما، فالمدينة لها طابع عشائري، فإذا قتل شخص واحد، فسيبقى الثأر مائة سنة». وفي ما يلي نص الحوار:
* ما الذي دفع أهالي دير الزور للمشاركة بهذا الزخم في الانتفاضة السورية، لتكون المدينة هي الثالثة بعد درعا واللاذقية التي ينزل سكانها إلى الشارع ويهتفون ضد نظام الحكم؟
- المدينة تعاني مثل بقية المدن السورية، من التهميش والظلم الاقتصادي، وتنتشر بين صفوف شبابها البطالة والفقر، إلا أن السبب الرئيسي الذي دفع الناس في المدينة للنزول في المظاهرات المعارضة, والمناداة بسقوط النظام الأسدي هو امتهان الكرامات والذل الذي عانى منه الشعب السوري طوال سنوات حكم آل الأسد، مما استدعى فزعة شباب دير الزور لنيل حقوقهم المغتصبة ونصرة أهلهم في درعا وحماه وحمص وتلكلخ وتلبيسة. خاصة أن قبائل الدير تتوزع على حمص وتلكلخ وحماه وريف دمشق، كما أن أهالي الدير لم يصمتوا يوما عن استلاب حقوقهم، لكنهم كانوا ينتظرون اللحظة الحاسمة. طوال أربعين عاما لم يستطيع نظام البعث أن يروضنا أو ينتقص من سوريتنا وعروبتنا، وأبلغ دليل على ذلك عدم وجود مخبرين في المدينة، بنيتنا العشائرية التي تقوم على القيم العربية الأصيلة تغلبت على التلوث الآيديولوجي، الذي اتبعه هذا النظام المجرم.
* هل سيتحول الوضع في دير الزور إلى ما يشبه درعا وحماه وحمص وريف دمشق؟
- الدير تحولت إلى درعا أخرى، منذ الصباح، حيث اقتحمت الدبابات السورية المدينة من الجهات الأربع، وقتلت، بقصفها العشوائي، الكثير من السكان المدنيين، كما انتشرت عصابات الأمن والشبيحة في أكثر من حي، لتقتل وتنتهك كرامات الناس، لكن النظام السوري لن يخرج من دير الزور سالما، فالمدينة لها طابع عشائري؛ فإذا قتل شخص واحد، فسيبقى الثأر مائة سنة.
* ما رأيك في اتهام النظام السوري الانتفاضة السورية بأنها عبارة عن مجموعات سلفية تريد إنشاء إمارات إسلامية؟
- لدينا في دير الزور كثير من العائلات المسيحية، نتعايش معهم ونحترم طقوسهم وكنائسهم وعاداتهم منذ عشرات السنوات، نحنا متمسكون بديننا، نعم، لكننا لا نريد أن نفرضه على أحد. كل إنسان حر في الطريقة التي يعبد بها ربه. هذه الحقيقة يؤمن بها جميع السوريين، لكن النظام السوري يحاول كل مرة أن يختلق فبركات جديدة يطلقها على المتظاهرين ليبرر قتلهم والتنكيل بهم. مرة يطلق عليهم سلفيين ومرة عملاء الغرب ومرة عصابات مسلحة والجميع يعلم أن آل الأسد هم العصابة الوحيدة التي ترتهن للغرب وتنفذ أوامره.
* من أخذ القرار باقتحام دير الزور؟ ومن يأخذ القرار في سوريا في هذا الوقت تحديدا؟
- أربعة هم من يتخذون القرار في سوريا ويأمرون بقتل المتظاهرين العزل؛ الخامنئي، بشار الأسد، ماهر الأسد، حسن نصر الله.
* أنت ترى إذن أن إيران وحزب الله شركاء في قمع الشعب السوري وقتل أبنائه؟
- هذا شيء مؤكد، لدينا مقاطع فيديو تظهر ضباطا وجنودا سوريين يشيرون إلى قيام عناصر من الحزب وأعضاء من الحرس الثوري الإيراني بالقيام بأعمال قمع واضطهاد بحق الشعب السوري.
* كيف تنظر إلى الموقف العربي حيال ما يحدث من مجازر في سوريا؟
- هو مخيب للآمال، لم يكن يتوقع الشعب السوري، وهو امتداد للبنان والعراق قطر والإمارات والكويت والسعودية، هذا التخاذل العربي، ووصل الأمر ببعض الدول إلى مد هذا النظام، بملايين الدولارات ليقتلنا بها. لا يوجد تفسير واضح لهذا التخاذل بعد كل ما حدث، إذا كانوا يعتقدون أنهم بهذا الموقف لا يستفزون إيران ويتقون شرها باعتبار النظام السوري حليفها، فعليهم أن يعرفوا أننا نمثل كسوريين خط الدفاع الأول عن عروبتهم وإسلامهم وإنسانيتهم بوجه إيران. إذ تمكنوا من التغلب على الشعب السوري، وسيأتي دور هذه الدول، وهذا نسمعه يوميا في الإعلام عبر تهديدات من جهات إيرانية كثيرة ضد الدول العربية والخليجية.
* ما تعليقك على مقطع الفيديو الذي عرضه التلفزيون السوري، وقال إنه لشبان من دير الزور يقومون بتقطيع جسد أحد الشبيحة؟
- هذا الكلام غير صحيح، نحن بدو لدينا قيم وعادات، فحتى لو افترضنا أن شبانا من المدينة قد قتلوا كما قال التلفزيون الرسمي واحدا من عصابات الشبيحة. لا يمكن أن يقدموا على تقطيعه وذبحه، هذا ليس من تقاليدنا، نحن لسنا حاقدين، مثل رجال الأمن، الذين عمدوا إلى ذبح إبراهيم قاشوش وحمزة وهاجر الخطيب. هم عندهم فيديو واحد ومفبرك وكاذب، نحن نملك ألف فيديو يوضحون بالدليل القاطع أنهم مجرمون.
* ألا تخشى من خطر التسلح على الانتفاضة السورية؟
- كان لدي عدة «ظهورات» على وسائل الإعلام، طالبت فيها الأمم المتحدة بحماية المتظاهرين والمدنين العزل في سوريا. على عكس بقية أطراف المعارضة التي ترفض تدخلا خارجيا في سوريا، فالأمم المتحدة إما أن تحمينا، أو تسمح لنا بالتسلح لحماية أنفسنا. نحن نخضع منذ بداية الثورة السورية للقانون الدولي. وفي حال تسلحنا، سنكون تحت سقف وراية الجيش السوري الحر، بقيادة الضباط الذين رفضوا إطلاق النار على المتظاهرين، حتى لا يحصل انفلات في موضوع السلاح والتسلح.
* تصاعد الموقف الدولي في الآونة الأخيرة، أوروبيا وأميركيا وروسيا، هل من الممكن أن يغير شيئا في المعادلة؟
- هذه الضغوط الكلامية على النظام السوري تمنحه المزيد من الوقت لقتل المتظاهرين، وتفتح شراهته اتجاه المزيد من الدماء. نحن نريد من تركيا وأوروبا وأميركا تدخلا فوريا، وفرض منطقة حظر جوي فوق سوريا، وقصف مطارات وطائرات ودبابات النظام التي يقتل بها المدنين العزل، الذين يقع ذنب قتلهم ودمهم في رقاب جميع الأحرار في العالم. فليدخلوا لإنقاذنا. نحن ليس لدينا مسلحون. جاء السفير الأميركي إلى حماه ورأى ذلك بعينه.
* ألا تتخوف من انزلاق الوضع في سوريا إلى حرب أهلية بين السنة والعلويين؟
- لم يستطع النظام السوري تجييش الطائفة العلوية كلها، إنما جيّش نسبة مئوية منها. أعتقد أن وعي الشباب من كل الطوائف أبطل مفعول خطة النظام الجهنمية والطائفية، التي حاول جاهدا إشعالها لتحفظ له الكرسي، لكنه فشل.
* أنت ناشط في مجال حقوق الإنسان، ما تقييمك لوضع حقوق الإنسان في سوريا؟
- الوضع جدا تعيس، هناك مجازر ضد الإنسانية ترتكب يوميا بحق السوريين، ما يحصل في سوريا يشبه الهولوكوست، المحارق ضد اليهود. الشعب السوري يحرق على يد بشار الأسد وعصاباته المجرمة.
* ما مستقبل الانتفاضة السورية؟
- كما قال الشهيد عمر المختار: «نحن قوم لا نستسلم؛ ننتصر أو نموت».. يعني 23 مليون سوري مشاريع شهداء؛ مسيحيين، دروز، سنة، علويين جميعا ضد هذا النظام المجرم.
 
دمشق: الخروج من دوامة العنف يتطلب من«التعاون الخليجي» إعطاء الوقت للاصلاحات
النظام وحده معني بالدعوة لوضع حد لإراقة الدماء
بيروت – « الشرق الأوسط»
نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر رسمي في دمشق انتقاده لـ»تجاهل بيان مجلس التعاون الخليجي بشكل كامل المعلومات والوقائع التي تطرحها الدولة السورية، سواء لجهة اعمال القتل والتخريب التي تقوم بها جماعات مسلحة تستهدف أمن الوطن وسيادته ومستقبل أبنائه، أو لجهة تجاهل حزمة الإصلاحات الهامة التي أعلن عنها الرئيس السوري بشار الأسد في خطابه بتاريخ 20-6-2011»، مذكرة بتأكيد الأسد في خطابه المذكور على «الأهمية القصوى للحوار الوطني باعتباره السبيل الأمثل لحل الأزمة الراهنة، على أن الموقف السلبي الرافض الذي أبدته المعارضة، إضافة إلى استمرار أعمال القتل والتخريب التي تقوم بها جماعات مسلحة لم يثنيا القيادة السياسية عن العمل من أجل وضع الإصلاحات التي تم الالتزام بها موضع التنفيذ وفق جدول زمني معلن ومعروف».
واشار المصدر، في معرض رده على بيان مجلس التعاون الخليجي، الى أن «الخروج من دوامة العنف الراهنة وصدق الرغبة في مصلحة سورية يتطلب من الأشقاء العرب في مجلس التعاون الخليجي الدعوة لوقف أعمال التخريب وشجب العنف المسلح الذي تقوم به جماعات لا تريد للوطن السوري خيراً ويتطلب أيضاً إعطاء الفسحة اللازمة من الوقت كي تعطي الإصلاحات المطروحة ثمارها».
وامل المصدر «بإعادة النظر في مواقفهم آخذين بعين الاعتبار ما تقوم به القيادة السياسية السورية من أجل تجاوز الأزمة الراهنة والسير بالبلاد في الطريق إلى تحقيق الأمن والاستقرار وتلبية مطالب الشعب السوري وحاجاته».
وفي إطار التعليق على بيان مجلس التعاون الخليجي، رحب المؤتمر السوري للتغيير بالبيان «الذي تضمن قلقاً بالغاً وأسفاً شديداً حيال الاستخدام المفرط للقوة»، مؤكداً أن «الشعب السوري الأعزل الذي ينتفض من أجل حريته المسلوبة، ويتعرض لأبشع أنواع القتل والتعذيب والحصار والتجويع والتهجير والاعتقال والإخفاء، بما في ذلك قتل الأطفال والنساء والشيوخ، يتطلع إلى أشقائه العرب للوقوف إلى جانبه، لاسيما بعدما ازدرى نظام بشار الأسد الفاقد للشرعية منذ وصوله إلى الحكم، كل المناشدات والمطالبات العربية والدولية بالتوقف عن قتل شعبه، في سياق ازدرائه للقيم الإنسانية، كما أنه لم يلق بالاً، لما نقله عدد من المسؤولين الخليجيين إليه مباشرة، من حرص على حقن دماء الشعب السوري». وأشاد المؤتمر «بحرص مجلس التعاون لدول الخليج العربية، على أمن واستقرار ووحدة سوريا»، موضحاً أن «قلق الأشقاء الخليجيين من فرط سقوط أعدادا كبيرة من القتلى والجرحى، لن ينتهي إلا بوقف الآلة الوحشية لنظام الأسد، عن طريق مواصلة الضغط عليه تمهيداً لعزله». وشدد على «أنه ليس هناك في سوريا سوى النظام معني، بدعوة مجلس التعاون لدول الخليج العربية لـ»وقف فوري لأعمال العنف وأي مظاهر مسلحة، ووضع حد لإراقة الدماء»، لأنه هو من يمتلك الآلة الحربية التي نالت من البشر والحجر، وهو الذي يستخدمها، وكأنه يخوض حرباً تقليدية مع جيش آخر»، لافتاً الى أن «الإصلاحات الجادة والضرورية التي طالب بها الأشقاء الخليجيون، لا يمكن أن يوفرها ويقود آلياتها، نظام أعلن حرب إبادة على شعبه، بتحالفه مع جهة خارجية، تعمل وفق استراتيجية تدميرية مريعة تستهدف المنطقة ككل، ولا تقتصر على سوريا فقط».
وجدد المؤتمر السوري للتغيير مناشدته «للدول العربية الشقيقة، وفي مقدمتها دول مجلس التعاون، التي تعرف أكثر من غيرها، حقيقة فظاعات نظام الأسد، الوقوف إلى جانب شعب شقيق يصر على انتزاع حريته، بالسلاح الوحيد الذي يملكه وهو كرامته، ويقف في وجه تغلغل خارجي سرطاني، يستهدف المنطقة بأسرها».
 
الأسد: التعامل مع الخارجين عن القانون واجب الدولة
الإعلان عن شحنة سلاح مهربة من لبنان عشية زيارة وزير الخارجية اللبناني
دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»
في الوقت الذي كان يسقط فيه عشرات القتلى في مدينة دير الزور (شرق) جراء عملية عسكرية بدأتها وحدات من الجيش السوري، فجر أمس (الأحد)، قال الرئيس السوري بشار الأسد، إن «التعامل مع الخارجين عن القانون من أصحاب السوابق الذين يقطعون الطرقات ويغلقون المدن ويروعون الأهالي واجب على الدولة لحماية أمن وحياة مواطنيها»، مؤكدا أن «سوريا ماضية في طريق الإصلاح بخطوات ثابتة».
وهو الكلام الذي قاله قبل يوم واحد وزير خارجيته وليد المعلم للسفراء العرب والأجانب، والذي جاء بينما تدخل عملية العملية العسكرية الواسعة في مدينة حماه يومها الخامس في ظل حالة حصار خانقة، أثارت ردود فعل دولية غاضبة، إلا أن الرئيس الأسد عاد أمس ليؤكد مجددا الاستمرار في قمع من يعتبرهم «خارجين عن القانون»، وأن «سوريا ماضية في طريق الإصلاح بخطوات ثابتة»، وذلك خلال استقباله وزير خارجية لبنان عدنان منصور، الذي يزور دمشق تلبية لدعوة من نظيره السوري وليد المعلم نقلها السفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم الأسبوع الماضي.
وقال بيان رسمي إن الرئيس الأسد بحث مع منصور خلال اللقاء العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تطويرها. واللقاء الذي حضره وليد المعلم وزير الخارجية والمغتربين وبثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية وأحمد عرنوس معاون وزير الخارجية والسفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم والسفير اللبناني في دمشق ميشال خوري والوفد المرافق للوزير منصور تطرق إلى الأوضاع اللبنانية بعد تشكيل الحكومة الجديدة، إضافة إلى الأوضاع في سوريا. ونقل البيان عن منصور إعرابه عن رفض بلاده الكامل لمحاولات التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية، وتأكيده أن استقرار لبنان هو من استقرار سوريا، وأن ما يجمع البلدين أكبر بكثير من كونه علاقات بين بلدين متجاورين بحكم علاقات التاريخ والثقافة والإخوة.
وبدوره أكد الرئيس الأسد أن «سوريا ماضية في طريق الإصلاح بخطوات ثابتة وأن التعامل مع الخارجين عن القانون من أصحاب السوابق الذين يقطعون الطرقات ويغلقون المدن ويروعون الأهالي واجب على الدولة لحماية أمن وحياة مواطنيها».
ويشار إلى أنه عشية زيارة وزير الخارجية للبناني إلى دمشق أعلنت دمشق عن ضبط السلطات المختصة في محافظة حمص أول من أمس كمية كبيرة من الذخائر والأسلحة محملة بسيارة شاحنة كبيرة تحمل لوحة لبنانية. ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مجدي الحكمية، مدير جمارك حمص، تصريحا قال فيه، إن «السيارة ضبطت على معبر الدبوسية مع لبنان، وهي محملة بكمية كبيرة من الذخائر والأسلحة بقصد تهريبها إلى سوريا». وأضاف مدير جمارك حمص، أن «المهربات تتضمن 248 قطعة سلاح منها قناصات متطورة جدا وبنادق بومبكشن وكميات كبيرة من الذخائر والمعاجين التي تستخدم في صناعة المتفجرات». كما عرض التلفزيون السوري «صورا للذخائر والأسلحة التي ضبطتها السلطات المختصة محملة بشاحنة كبيرة تحمل لوحة لبنانية في معبر الدبوسية بحمص لتهريبها إلى سوريا».
ولم تشر المعلومات الرسمية المتوفرة في دمشق عما إذا بحث هذا الموضوع في خلال زيارة الوزير اللبناني.
من جانب آخر، ارتفع عدد ضحايا الحملة العسكرية التي تشنها وحدات من الجيش السوري في مدينة دير الزور (450 كم شرق دمشق)، حيث قال ناشطون إن عدد الضحايا تجاوز أمس الـ45 شهيدا، يوم الأحد بعد دخول وحدات عسكرية مدعومة بالدبابات سبقها قصف عنيف، بينما سقط نحو 20 شهيدا في عمليات عسكرية في بلدة الحولة القريبة من مدينة حمص، بعد اقتحامها بالدبابات والمدرعات ليل السبت وفجر الأحد.
إلا أن مصدر عسكري رسمي زعم أمس أن «ما تبثه قنوات تحريضية عن دخول الجيش إلى دير الزور عار عن الصحة». وجاء هذا التصريح بعد تأكيد من سكان دير الزور سماعهم صوت انفجارات وإطلاق كثيف للنار سمع في أرجاء المدينة فجر أمس، ولم يتمكن الناس من تمييز نوع الانفجارات، كما لم يتمكنوا من الفرار، نتيجة الانتشار الكثيف للأمن والجيش، وسط أنباء عن حصول انشقاقات في الجيش. وقال ناشطون إن الحملة العسكرية فرضت حصارا خانقا على حي الجورة الذي شهد قصفا سريعا وإطلاقا كثيفا للنار، مع حملة اعتقالات واسعة وفق قوائم محددة. وتم تقطيع أوصال المدينة وتقسيمها إلى مربعات. وبعد ظهر أمس قال ناشطون إن تم «قصف منطقة الفيلات ودوار المدلجي» الذي كان يشهد اعتصامات طيلة الأشهر الأربعة الماضية.
وكانت السلطات الأمنية السورية قد اعتقلت الأسبوع الماضي الشيخ نواف البشير شيخ عشيرة البقارة ولم يفرج عنه حتى الآن.
وفي حماه أعلن الجيش السوري أن وحداته تمكنت «من إزالة كافة الحواجز والمتاريس في الشوارع الرئيسية بمدينة حماه، والتي نصبتها»، مما سماها «المجموعات الإرهابية المسلحة». وقال بيان رسمي إن «وحدات الجيش تواصل مهمتها في عدد من الشوارع الفرعية لملاحقة فلول المجموعات الإرهابية المسلحة التي تحصنت في أحياء الجراجمة والفراي».
ويشار إلى أن المتظاهرين في حماه ومنذ نحو شهر أقاموا متاريس بدائية لمنع دخول الجيش والأمن إلى الأحياء خشية تكرار مجازر الثمانينات التي ارتكبها الجيش السوري في المدينة، إلا أن الرواية الرسمية تؤكد على أن هذه المتاريس نصبتها «مجموعات إرهابية مسلحة» وقدرت مصادر في مدينة حماه عدد ضحايا الحملة العسكرية المستمرة في حماه منذ خمسة أيام تجاوز الـ300 شهيد.
كما قالت المصادر إن الجيش اقتحم أول من أمس عدة مناطق في المدينة ومنها منطقة الأميرية.. وذلك بعدما تمركز في المنطقة الشمالية عند طريق حلب، وفي ساحة العاصي، وإن حملة اعتقالات واسعة تجري، حيث تحول مبنى المحافظة إلى معتقل كبير، في الوقت الذي لا تزال القناصة تنتشر في مختلف أنحاء المدينة. وأشارت المصادر إلى عملية اقتحام للمخازن والمحلات التجارية الغذائية ونهب محتوياتها. كما تمت مداهمة بيوت أهالي الناشطين الخالية وتخريبها.
من جانبها قالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن «وحدات الجيش كشفت عن مجزرة بحق عناصر الشرطة وانتشلت أمس 13 جثة ملقاة في نهر العاصي على طول المسافة بين مدينة حماه وقرية قماحنة بعض منها متفسخ والآخر حديث القتل وقد ظهرت على جميعها آثار التمثيل والتنكيل».
 
أردوغان يعلن «نهاية حقبة»: نفد صبرنا ولن نبقى متفرجين
داود أوغلو يحمل رسالة «أخيرة» إلى الأسد غدا: استسلموا لمطالب الشعب
بيروت: ثائر عباس
بعد «خيبة الأمل»، انتقلت تركيا إلى «نفاد الصبر»، بعد إعلان رئيس وزرائها أن بلاده لا تستطيع البقاء متفرجة، وأنه قرر إيفاد وزير خارجيته، أحمد داود أوغلو، غدا إلى دمشق، ناقلا «رسائل حازمة». مما أثار سجالا مع دمشق التي استبقت زيارة داود أوغلو بالإعلان عن أنه سيسمع «كلاما أكثر حزما»، وهو ما لم يعجب الساسة الأتراك، الذين ردوا عليها بأن في موقفها «قلة تقدير».
ويأتي نفاد الصبر كمقدمة لـ«إجراءات» قد تتخذها في الموضوع السوري، بعد أن «صمت دمشق آذانها عن النصائح التركية»، كما قالت مصادر رسمية تركية، أمس، لـ«الشرق الأوسط».
وقالت المصادر إن وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، سينقل إلى دمشق «رسالة أخيرة» تربط استمرار الدعم التركي لنظام الرئيس بشار الأسد بـ«الاستسلام لمطالب الشعب»، وخلصت إلى القول إنه «لا يمكن السكوت بعد اليوم عما يحصل في سوريا من سفك للدماء العزيزة علينا»، بينما قالت مصادر دبلوماسية لـ«الشرق الأوسط» إن تركيا «قد تتخذ إجراءات، إذا استمر الأداء الحالي للنظام، من دون أن تفسح عن ماهية هذه الإجراءات، لكنها أشارت إلى أن الأداء السوري سيحدد الخطوات التركية.
واستخفت المصادر بالرد السوري على كلام أردوغان، معتبرة أنه كان الأجدر بسوريا إسماعنا مواقف حازمة وصادقة فيما يتعلق بالإصلاحات، ورأت في انتقادات (المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس السوري بثينة) شعبان «قلة تقدير للموقف».
وكان أردوغان قد تحدث في إفطار في إسطنبول، أول من أمس، عن «نفاد صبر تركيا»، وقال: «لقد كنا صبورين للغاية حتى الآن، والانتظار لمعرفة ما إذا كنا نستطيع حل هذه الأزمة، أو أنهم سوف يستمعون إلى ما كنا نقوله.. لكن صبرنا ينفد الآن». ووصف أردوغان الحملة السورية على الاحتجاجات بـ«الوحشية»، وحذر الرئيس السوري بشار الأسد من تكرار «فظائع مماثلة لمذبحة عام 1982 في حماه».
وقال أردوغان إن داود أوغلو سيزور سوريا يوم الثلاثاء (غدا). وأضاف: «سوف نتحدث مع الحكومة وينقل رسالتنا بطريقة حازمة», كما قال: «سيكون شكل العملية التي تلي ذلك من خلال الاستجابة التي سنحصل عليها»، معتبرا أن ما يحدث في سوريا هو «شأن داخلي» لتركيا، وليس مسألة سياسة خارجية، بالنظر إلى الحدود التي تزيد على 850 كيلومترا بين البلدين، والثقافة العميقة، والعلاقات التاريخية. وختم قائلا: «نحن لا نستطيع أن نقف موقف المتفرج على ما يحدث في سوريا. نحن نسمع أصواتا من سوريا، ويجب أن يستجيب عن طريق القيام بأي شي يتوجب علينا القيام به». وانتقدت المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس السوري، بثينة شعبان، الموقف التركي تجاه ما يجري في سوريا، مؤكدة أن وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو سيسمع لدى زيارته سوريا «كلاما أكثر حزما».
وفي تصريح بثته وكالة «سانا» الرسمية، قالت شعبان: «إن كان وزير الخارجية التركي قادما لنقل رسالة حازمة إلى سوريا فإنه سيسمع كلاما أكثر حزما، بالنسبة للموقف التركي»، منتقدة الموقف التركي الذي «لم يدن حتى الآن جرائم القتل الوحشية بحق المدنيين والأمن والجيش».
 
شعبان: أوغلو سيسمع كلاما أكثر حزما بالنسبة للموقف التركي
دمشق تحذر أنقرة من التدخل في الشأن السوري
دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
استبقت دمشق زيارة وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، المنتظرة غدا، بالقول إن وزير الخارجية التركي سيسمع «كلاما أكثر حزما بالنسبة للموقف التركي الذي لم يدن جرائم القتل الوحشية التي ترتكبها الجماعات الإرهابية»، وأن على تركيا عدم التدخل في الشأن السوري، في رد واضح ومباشر على إعلان رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس أنه سيرسل داود أوغلو إلى دمشق لنقل رسائل «تركيا إلى النظام السوري بشكل واضح وصارم، وعلى ضوء ردود دمشق ستتعامل أنقرة مع الموقف في سوريا».
وقال أردوغان: «إننا لا ننظر إلى المسألة السورية على أنها مشكلة خارجية، فالمسألة السورية هي مشكلة داخلية بالنسبة لنا، ولا يمكننا أن نبقى في موقف المتفرج مما يحدث هناك، على العكس تماما، نحن مضطرون لأن نسمع للأصوات التي تخرج من هناك، ومن الطبيعي سنفعل ما يجب علينا فعله».
وأضاف أن تركيا لا تستطيع «البقاء متفرجة» على الأحداث الجارية في بلد تجمعها به «حدود طولها 850 كلم وروابط تاريخية وثقافية وعائلية». وردا على هذا الإعلان قالت المستشارة السياسية والإعلامية في القصر الجمهوري، بثينة شعبان، يوم أمس: «إذا كان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو قادما إلى سوريا لينقل رسالة حازمة، فإنه سيسمع كلاما أكثر حزما بالنسبة للموقف التركي الذي لم يدن حتى الآن جرائم القتل الوحشية التي ارتكبتها الجماعات الإرهابية المسلحة بحق المدنيين والعسكريين والشرطة».
وأضافت: «إذا كانت الحكومة التركية لا تعتبر موضوع سوريا مسألة خارجية، نتيجة روابط القربى والتاريخ والثقافة، فإن سوريا قد رحبت دائما بالتشاور مع الأصدقاء، ولكنها رفضت رفضا قاطعا طوال تاريخها محاولات التدخل بشؤونها الداخلية من أي قوى إقليمية أو دولية كانت».
 
السفير الأميركي بعد عودته إلى سوريا يتعهد بمواصلة التنقل
روبرت فورد: التلفزيون الحكومي لا يحظى بمصداقية ويردد جميع أنواع الأكاذيب
واشنطن: «الشرق الأوسط»
تعهد السفير الأميركي روبرت فورد بعد عودته إلى سوريا بمواصلة تنقلاته على مختلف المناطق، منددا بحملة القمع «المفرطة» التي يشنها النظام السوري ضد الحركة الاحتجاجية.
وقد أعادت واشنطن الخميس السفير روبرت فورد إلى سوريا حيث تقتحم قوات الرئيس بشار الأسد بدباباتها الكثير من المدن سعيا لقمع حركة احتجاجية مستمرة منذ أشهر للمطالبة بالديمقراطية.
وكان فورد قد أثار حفيظة الحكومة السورية الشهر الماضي حينما زار مدينة حماه التي تشهد مظاهرات حاشدة وحيث قتل العشرات هذا الأسبوع في حملة عنيفة يشنها الجيش على المدينة.
وتعهد السفير في مقابلة مع قناة «إيه بي سي» الأميركية قبل مغادرته واشنطن بمواصلة التنقل داخل سوريا.
وقال فورد لبرنامج «هذا الأسبوع» الذي يبث الأحد ويتناول قضايا سياسية «لا يعنيني كثيرا (إن تغضب دمشق)! إذ يتعين أن نبدي تضامننا مع المحتجين السلميين».
وتابع بالقول: «لن يثنيني شيء عن فعل الأمر ذاته غدا (زيارة حماه أو غيرها من المدن) إذا تطلب الأمر ذلك. سأواصل تنقلي عبر سوريا! لا يمكنني التوقف عن ذلك».
وقال: «هدف وجودي في سوريا من أساسه هو التمكن من التواصل ليس فقط مع الحكومة السورية بل مع الشعب السوري».
غير أن هذه المهمة قد لا تخلو من المخاطر بسبب أعمال العنف المنتشرة في أجزاء مختلفة من البلاد وقد قتل 52 مدنيا بينهم طفل صباح الأحد إثر عمليات عسكرية قام بها الجيش السوري في ريف حمص (وسط) ودير الزور (شرق) رغم تزايد الضغوط الدولية التي يواجهها النظام السوري لوقف العنف.
وقال فورد إنه بينما يشعر شخصيا بالقلق الشديد إزاء مصير «بعض الأشخاص الذين التقيت بهم» وبينهم البعض ممن يخشى أنهم «باتوا الآن قيد الاعتقال أو ربما قتلوا»! فإنه أصر على الحاجة إلى التنقل خارج العاصمة.
وأضاف «لا بد من أن يكون هناك من يشهد على ما تفعله الحكومة السورية»، مضيفا أن التلفزيون الحكومي السوري «لا يحظى بمصداقية ويردد جميع أنواع الأكاذيب».
ويؤكد التلفزيون السوري بحسب الرواية الرسمية أن قوات الأمن تتدخل للتصدي «لمجموعات إرهابية مسلحة».
ولم يصل فورد إلى حد المجاهرة بالدعوة لتنحي الأسد! وكانت إدارة أوباما قالت إن الرئيس السوري فقد شرعيته بالكامل من دون الدعوة صراحة لتنحيه.
وقال فورد: «سنسعى لزيادة الضغط»، واصفا العنف ضد المحتجين بأنه «مفرط» و«شنيع».
وتدرس واشنطن فرض عقوبات إضافية على دمشق وحثت الخارجية الأميركية الجمعة المواطنين الأميركيين في سوريا على «الرحيل فورا بينما ما زال النقل التجاري متوافرا».
وقالت الخارجية إن «القيود التي تفرضها الحكومة السورية على المراقبين! ومن بينها تعطيل دبلوماسيين معتمدين لديها لفترات قصيرة! جعلت من الصعب على طاقم السفارة الأميركية تقييم المخاطر الراهنة تقييما صحيحا أو الوقوف على احتمالات استمرار العنف».
 
قيادي كردي سوري لـ «الشرق الأوسط»: ما يجري في حماه يؤسس لحرب طائفية
عبد الباقي يوسف: صمت الأتراك لم يعد مقبولا
السليمانية: شيرزاد شيخاني
وصف قيادي كردي سوري الموقف التركي حيال ما يجري في سوريا بأنه غير مقبول، خصوصا تدخلاتهم في شؤون المعارضة السورية في ظل الصمت العربي، سواء من خلال علاقاتهم المميزة ببعض أطرافها، أو من خلال المؤتمرات الكثيرة التي تجري في تركيا وبدعم مادي ومعنوي منها تحت لافتة دعم المعارضة السورية، بينما في الحقيقة هم يضغطون على أطراف المعارضة العربية لتجاهل الكرد، وتهميشهم في الوقت الذي يشكل الكرد المكون الثاني بعد المكون العربي وتعدادهم يزيد عن 3 ملاين ونصف.
وعلق عبد الباقي يوسف القيادي في حزب اليكيتي الكردي السوري على التصريحات المنسوبة لوزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو حول المذبحة التي جرت في حماه والقتل المستمر للمتظاهرين من قبل أجهزة النظام منذ بدء شهر رمضان بأنها «غير مقبولة»، مضيفا أنه «يوما بعد يوم يتضح الموقف التركي حيال ما يجري في سوريا والذي ينم عن مصالح تركية بحتة، فجميع التصريحات التركية منذ بداية الأحداث والانتقادات اللاذعة للنظام السوري إلى درجة التهديد بالتدخل العسكري وإنشاء منطقة آمنة داخل الأراضي السورية، ومطالبة الرئيس السوري بإعفاء شقيقه ماهر من صلاحياته، كل ذلك كانت مجرد دعاية انتخابية لا أكثر ولا أقل». وأشار إلى «أن الحكومة التركية رضيت لنفسها التزام الصمت تجاه الجرائم التي يرتكبها النظام السوري، ويبدو أنه قد حصل تفاهم مؤخرا مع نظام دمشق لترك يده بقمع المتظاهرين ليستمر النظام الحالي في الحكم، فتركيا قلقة جدا مما يحصل في سوريا وذلك لوجود طائفة علوية كبيرة في داخلها، وأن المخاوف التي تبديها تركيا حيال القضية الكردية في سوريا غير صحيحة، لأن الكرد لم يطالبوا يوما بدولة لهم، كل ما يطالبونه هو إنهاء السياسات التمييزية والعنصرية حيالهم، وإيجاد حل عادل لقضيتهم القومية في إطار دولة سورية حرة وموحدة ديمقراطية، وبرامج جميع الأحزاب الكردية تؤكد ذلك».
وحول ما جرى في مدينة حماه، قال عبد الباقي: «كلما ورد ذكر مدينة حماه في خضم الأحداث الجارية حاليا في سوريا، يذكرنا ذلك بالمذبحة التي نفذت ضد أبنائها عام 1982 من قبل الرئيس السابق حافظ الأسد والد الرئيس الحالي، والتي ذهب ضحيتها نحو 35 ألف مواطن، حيث إن صبغ شوارع المدينة بالدم في تلك الفترة ستظل مشاهده عالقة في ذاكرة السوريين إلى أجيال كثيرة، وما يجري الآن في هذه المدينة فتقت جروحا عميقة لدى سكانها والمدن والقرى والبلدات التابعة لها أو القريبة منها، وأن مقتل مائة شخص في الليلة الأولى من شهر رمضان في هذه المدينة مجددا يؤسس لحرب طائفية يتحمل النظام وحده مسؤوليتها».
وأشار إلى «أن الشعب السوري في جميع أماكن تواجده أدان الاعتداءات المستمرة على المدن السورية، منها حماه وحمص ودير الزور وغيرها، والمظاهرات والمسيرات الليلية أخذت منحى جديدا من خلال المطالبة بإسقاط النظام وكذلك بمحاكمة الرئيس باعتباره المسؤول الأول عن ارتكاب الجرائم ضد المتظاهرين. وأن قيام أجهزة النظام باعتقال شيخ مشايخ عشيرة البكارة، التي عدد أفرادها يتجاوزون المليون شخص، خلق استياء شديدا لدى عشائر المنطقة، ويؤكد أن النظام قد فقد السيطرة الإدارية في هذه المناطق، وأن استخدامه للعنف المفرط لاسترجاع هذه المناطق لإدارته يؤكد على ضعفه، لأن استخدام الجيش في مهمة ليست بمهمته يؤكد أن سوريا أصبحت دولة فاشلة بكل المعايير».
وحول الشكوك الدائرة حول جدية الأحزاب الكردية في المشاركة بالمظاهرات السورية وعدم تصعيدها، وما يتردد من عدم وقوع أي ضحايا من الكرد وامتزاج الدم الكردي بالدم العربي الذي يراق يوميا، قال يوسف: «الكرد هم المكون السوري الأشد تضررا من النظام البعثي على مدار نحو خمسين سنة، فقد واجهوا الكثير من المشاريع العنصرية بهدف صهرهم بالقوة داخل الأغلبية العربية. ومنذ أن انتقلت شرارة انتفاضة درعا إلى بعض المناطق السورية الأخرى، وقبل أن تصبح انتفاضة لكل الشعب السوري، استجاب الشارع الكردي لمساندة انتفاضة درعا، وبدأ الشباب الكردي بالنزول إلى المظاهرات في الكثير من المدن الكردية للتعبير عن تضامنهم مع أهل درعا وكذلك بانياس واللاذقية، ونددوا باستخدام العنف ضد المتظاهرين المسالمين، كما أن المجلس السياسي الكردي الذي يضم 9 أحزاب كردية أصدر بيانا بعد الخطاب الأول للرئيس أعلنوا فيه صراحة عن وقوفهم إلى جانب المتظاهرين في درعا والمدن السورية الأخرى الذين طالبوا بالحرية والإصلاحات وأدانوا استخدام العنف ضد المتظاهرين، كما رفضت الأحزاب الكردية دعوة الرئيس للاجتماع بهم في دمشق، واشترطوا وقف العنف ضد المتظاهرين وسحب الجيش إلى ثكناته ومحاسبة القتلة».
وحول الانتقادات الموجهة إلى القوى الكردية بعدم المشاركة في المؤتمرات التي تعقدها المعارضة السورية في الخارج لمساندة الثورة السورية، قال عضو قيادة حزب اليكيتي الكردي: «نحن نتفهم معاناة قوى المعارضة السورية التقليدية، وهنا نحمل مسؤوليتها الأساسية إلى النظام الحالي، فمنذ أن سيطر حزب البعث على السلطة أدخل البلاد إلى أجواء الحكم الشمولي في ظل أسرة الأسد التي شلت الحياة السياسية والديمقراطية وبدأت الملاحقات للقوى المعارضة وامتلأت السجون بالمعارضين، كما أن النظام لم يتوان عن نشر ثقافة التشكيك والتخوين بين مختلف مكونات الشعب السوري، ومع مرور عشرات السنين من عمر النظام في ظل أجواء الخوف والرعب وغياب الإعلام والصحافة الحرة وغياب الحريات الفردية والجماعية فرضت منظومة البعث الفكرية والثقافية على المجتمع السوري، والمؤتمرات التي انعقدت حتى هذه اللحظة لم تستطع الخروج من تلك المنظومة، وبالتالي فإن المؤتمرات جميعها جاءت بهدف تقوية فئة سياسية وفرضها على الداخل السوري وبدعهم مباشر من تركيا، من جهة ثانية يستهدف القائمون على هذه المؤتمرات ركوب موجة الثورة وتسخيرها لتوجهاتهم السياسية أي الإطاحة فقط بالنظام الأمني الشمولي، وأن يحلوا مكانه، لقد وضعت برامج تلك المؤتمرات بغياب كردي تام، لهذا رفضت الحركة الكردية حضور تلك المؤتمرات انطلاقا من كوننا شركاء في الوطن، ولن نقبل بأن نكون ضيوفا في مؤتمرات تعقد للبحث عن مصير وطننا، وأن يستخدم الحضور الكردي كمجرد ورقة دعائية ليس إلا».
وتحدث يوسف عن المرسومين الصادرين عن رئيس النظام السوري حول قانوني الأحزاب والانتخابات. وقال: «سبق أن رفضت الأحزاب الكردية قانون الأحزاب لأنه لا يستند على أي أسس ديمقراطية، إنما يستند على جملة من المواد الدستورية القانونية التي تعطي لحزب البعث الحق في قيادة المجتمع والدولة، كما أن تلك المواد والقوانين تنطلق من آيديولوجية البعث، وأن الالتزام بها تحول تلك الأحزاب مع الوقت إلى فروع لذلك الحزب، وبالتالي لا يوجد أي سند قانوني لاستقلالية الأحزاب، كما أن ذلك القانون يمنع على الأحزاب أن تكون لها فروع بالخارج، ويمنع عليها التنظيم داخل سلك الجيش بينما لا يشمل ذلك حزب البعث، كما يمنع تشكيل الأحزاب على أسس قومية، وهذا يشكل عائقا أمام عمل الأحزاب الكردية، باختصار جميع المعارضة السورية رفضت القانون لأنه جاء بهدف إرضاء القوى الدولية، وليس إجراء إصلاحات سياسية. وهذا ينطبق أيضا على قانون الانتخابات، ففي ظل نظام قمعي شمولي لا يمكن إجراء انتخابات حرة ونزيهة، فالنظام الأمني وحكومة الظل التي تحكم سوريا هي التي تعين أعضاء مجلس الشعب، والانتخابات التي تجري ليست إلا انتخابات شكلية».
 
الجيش السوري يقتحم دير الزور وقرى الحولة بعد حماه.. وأنباء عن مقتل 50 شخصا على الأقل وعشرات الجرحى
الأمن ينفذ حملات اعتقال واسعة لا تستثني الأطباء ومظاهرات ليلية حاشدة بعد صلاة التراويح تعم البلاد
بيروت: «الشرق الأوسط»
بعد حصار الجيش السوري لمدينة حماه المستمر منذ أيام، وسقوط عشرات القتلى والجرحى على يد القوى الأمنية السورية، شكلت مدينة دير الزور وتجمع قرى الحولة، في ريف حمص، هدفا مركزا للنظام السوري الذي استهدفت وحداته وآلياته العسكرية الأحياء السكنية واقتحمتها، موقعة عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال، في ظل منع المصابين من الوصول إلى المستشفيات.
وفي حين أشار اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إلى مقتل 38 شخصا في مدينة دير الزور، في ظل إغلاق قوات الأمن المستشفيات ومنع وصول المصابين إليها، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان، عبد الكريم ريحاوي، عصر أمس، إشارته إلى أن «52 مدنيا قتلوا في سوريا، منهم 42 قتيلا سقطوا في دير الزور»، لافتا إلى أن «العدد مرشح للزيادة».
وأوضح الريحاوي أن «أكثر من 100 شخص أصيبوا برصاص قوات الأمن ووحدات من الجيش أثناء العمليات العسكرية التي يشنها الجيش على مدينة دير الزور».
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد، صباح أمس، بأن محصلة قتلى المدنيين منذ بداية الاضطرابات في سوريا ارتفع إلى 1657، إضافة إلى 391 من الجيش وقوى الأمن الداخلي. وأوضح أن هذه القوائم لا تشمل من سقطوا في حماه منذ الثالث من الشهر الحالي، وذلك بسبب انقطاع الاتصالات، فضلا عن القتلى الذين سقطوا طيلة يوم أمس.
في موازاة ذلك، اعتصم أكثر من 150 طبيبا في مجمع حلب الجامعي احتجاجا على عملية اعتقال الأطباء التي يقوم بها الأمن السوري، بتهمة تقديم معونة طبية لجرحى المظاهرات. وكان عدد من المساجد في دير الزور تحول إلى مستشفيات مؤقتة بعد منع القوى الأمنية المصابين من الوصول إلى المستشفيات للمعالجة.
وفي دير الزور، اقتحمت دبابات الجيش السوري ومدرعاته أحياء عدة في المدينة فجر أمس، وجرت حملة اعتقالات واسعة، على وقع سماع أصوات انفجارات ورشاشات ثقيلة. وتقدمت الدبابات والمدرعات وناقلات الجند مدعومة بجرافات من محاور عدة باتجاه وسط دير الزور، حيث دخلت حي الجورة بعد قصفه لدقائق وتمركز بعضها أمام مبنى المحافظة فيه، كما قصفت حيي الحويقة والكنامات في أطراف المدينة.
وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، وفق ما نقلته عنه وكالة الصحافة الفرنسية، أن الدبابات والمدرعات، وعددها يناهز 250 آلية، انتشرت في أربعة أنحاء من دير الزور، واتخذت ليلا وضعية هجومية وتجمعت في أرتال وبدأت تقدمها بقصف حي الجورة، ووصل قسم منها إلى حيي الموظفين والعمال.
ونقلت وكالة «رويترز» عن ناشطين حقوقين إعلانهم مقتل 20 مدنيا في حي الجورة، فيما أظهرت اللقطات التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي أعمدة الدخان وهي تتصاعد في دير الزور. وأكد مصدر أمنى لبناني للوكالة عينها أن عشرات العائلات التي فرت من حمص ودير الزور وصلت إلى منطقة وادي خالد، شمال لبنان، ليل أول من أمس.
وفي ريف حمص، وسط سوريا، اقتحمت قوات الجيش مع 25 دبابة وآلية عسكرية، صباح أمس، تجمع قرى الحولة (تلدو وكفر لاها وتل الذهب) لقمع مظاهرات مطالبة بإسقاط النظام، وأجرت عمليات عسكرية فيها أدت إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى. في حين أفاد عبد الرحمن بـ«مقتل 6 أشخاص وجرح آخرين»، مشيرا إلى احتمال ارتفاع عدد الضحايا «نظرا لوجود إصابات خطرة»، ونقلت وكالة «رويترز» عن ناشطين حقوقيين أن «تسعة أشخاص بينهم طفل لقوا حتفهم إثر عملية عسكرية قام بها الجيش السوري صباح أمس».
وأفاد اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أن «من بين القتلى طفلا في العاشرة من عمره يدعى علي حسن، وفتاة في السادسة عشرة من العمر تدعى ندى أحمد رسلان».
وفي حماه، نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن أحد العاملين في الحقل الطبي ممن تمكنوا من مغادرة المدينة، ليل السبت الماضي، أن «8 أطفال كانوا في حاضنات الأطفال في مشفى الحوراني توفوا إثر قطع السلطات السورية التيار الكهربائي يوم الأربعاء الماضي».
وكانت مظاهرات ليلية خرجت بعد صلاة التراويح في الكثير من المناطق السورية. ونقل «المرصد» عن ناشطين في إدلب أن «متظاهرين خرجوا بعد صلاة التراويح، ليل السبت، في المدينة وصل عددهم إلى 20 ألف متظاهر، قبل أن تتدخل الأجهزة الأمنية وتفرقهم بالقوة وتعتقل العشرات منهم، وقد أدى استخدام القوة إلى إصابة 25 شخصا بجروح، بعضها حرجة».
وأشار رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان، عبد الكريم ريحاوي، إلى أن مظاهرات عدة مناهضة للنظام انطلقت في مختلف أنحاء سوريا بعد صلاة التراويح، كما في حي القدم والميدان في العاصمة دمشق، حيث تم تفريقهما بالقوة واستخدام قنابل مسيلة للدموع والرصاص الحي، كما خرجت مظاهرة في حي كفر سوسة.
وفي ريف دمشق، قال ريحاوي: «إن نحو 10 آلاف متظاهر خرجوا في دوما، كما جرت مظاهرات في حرستا والتل والكسوة ورنكوس وقارة وداريا»، وكذلك «في بعض أحياء حمص وريفها، كالقصير وتلكلخ وتدمر وباب هود، وفي حلب حيث فرقت المظاهرة بالقوة في حي الصاخور وشنت قوات الأمن حملة اعتقالات فيها». وعلى الساحل السوري، خرجت مظاهرات في «عدة أحياء من اللاذقية، وفي جبلة وبانياس، في دير الزور والحسكة ورأس العين والقامشلي والرقة وفي درعا..».
 
مصدر عسكري سوري ينفي قصف دير الزور بالمدافع.. و«يوتيوب» يفضح مزاعمه
أصوات الطلقات تدوي في المدينة مختلطة مع التكبير
بيروت: «الشرق الأوسط»
على الرغم من كل التضييق الإعلامي الذي يمارسه النظام السوري بهدف منع وسائل الإعلام ووكالات الأنباء العالمية من تغطية حقيقة الأحداث التي يشهدها الشارع السوري والاعتداء الوحشي الذي ترتكبه آلته العسكرية بحق المتظاهرين، لا يزال النظام السوري مصرا على التعتيم الإعلامي على جرائمه، وآخرها أمس نفي مصدر عسكري سوري الخبر الذي تناقلته وكالات الأنباء العالمية وأكدته منظمات حقوق الإنسان والناشطون السوريون عن قصف الدبابات مدينة دير الزور بالمدافع.
وأفاد المصدر العسكري عبر التلفزيون السوري أمس «ما ذكرته القنوات الفضائية عن قصف دير الزور بالدبابات»، مؤكدا أن «هذه الأنباء عارية عن الصحة». إلا أن مزاعم مصدر التلفزيون السوري غابت عنه أهمية الدور الذي تلعبه «صحافة المواطن» غير الخاضعة لسلطة أو مقصل أي رقيب في الشارع العربي، وتحديدا في سوريا، حيث أظهرت مقاطع فيديو ملتقطة بالهاتف الجوال، وتم تحميلها على موقع «يوتيوب» أمس، تنقل بالصوت والصورة تعرض مدينة دير الزور أثناء حصارها من قبل آليات النظام العسكرية لقصف مدفعي. ويبدو واضحا في مقاطع الفيديو هذه أصوات المدافع التي تدوي في المدينة مختلطة مع أصوات التكبير عند ساعات الفجر وأثناء النهار.
 
اللجنة العربية للدفاع عن حرية الرأي والتعبير: النظام السوري يستخدم أسلحة محظورة
مارديني قالت إن من بينها قنابل مسمارية
القاهرة: هيثم التابعي ومحمد عجم
قال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن القوات السورية قتلت 42 مدنيا على الأقل، أمس الأحد، في هجوم بالدبابات على مدينة دير الزور في شرق سوريا على الرغم من دعوة الأمم المتحدة الرئيس بشار الأسد إلى وقف استخدام قوات الجيش ضد المدنيين، وقال الاتحاد في بيانه إن معظم الخسائر البشرية وقعت في منطقة الجورة بغرب المدينة.
ونقل موقع «الثورة السورية» على «فيس بوك» عن عضو في لجنة التنسيق المحلية في دير الزور، التي تتولى تنظيم الاحتجاجات في المدينة، أن عدد القتلى ربما أكثر كثيرا؛ حيث قال: «إننا لم نستطع الوصول إلى جميع المناطق بسبب تقطع المدينة وعدم تواصل المناطق مع بعضها، مما يعني إمكانية ارتفاع عدد الضحايا».
ووفقا لشاهد عيان في المدينة فإن أرتال الدبابات اقتحمت، في وقت مبكر من الصباح، المدينة، ترافقها الآليات العسكرية والجرافات تحت غطاء من إطلاق نار كثيف، المداخل الغربية والشمالية للمدينة وأزالت الحواجز التي وضعها السكان.
وأضاف الشاهد المقيم في الجبيلة الذي ذكر أن اسمه أبو بكر، بالهاتف: هناك 12 دبابة تتخذ مواقعها في الساحة الرئيسية في سوق الجبيلة في القطاع الشمالي لدير الزور.
وقال ناشطون آخرون: إن دير الزور تعرضت لقصف عنيف وانفجارات شديدة القوة، وقال هؤلاء: إن القصف بدأ فجر الأحد وصحبه إطلاق نار كثيف جدا، وأضافوا أن سكان المدينة لم يتمكنوا من الفرار منها لأن «القوات كانت موجودة في كل مكان»، بينما تحصلت «الشرق الأوسط» على معلومات خاصة عن أن بعض الجنود قد انشقوا بدل إطلاق النار على الناس وهربوا في ضواحي دير الزور خشية الاعتقال، وقال جندي سوري منشق سابقا لـ«الشرق الأوسط»: «إن هناك حالات انشقاق كثيرة في دير الزور» رافضا الإفصاح عن عددها أو جهة هروبهم بطبيعة الحال.
وكشفت مارديني عن استخدام النظام السوري أسلحة محظورة في حربه على شعبه الأعزل؛ حيث قالت لـ«الشرق الأوسط»: «إلى جانب الرشاشات والدبابات وبندقيات القنص، فالنظام يستخدم سلاح البي كيه سي (سلاح خطير جدا ويتم استخدامه عادة ضد الأبنية) في عربين في ريف دمشق، وفي زملكا في ريف دمشق استخدم الرصاص المطاطي والقنابل المسمارية في المعضمية في ريف دمشق أيضا».
كان سكان دير الزور، الواقعة على نهر الفرات بالمحافظة المتاخمة لقلب المنطقة السنية بالعراق، يستعدون لهجوم على مدينتهم منذ أيام؛ حيث أظهر تسجيل فيديو نشر على الإنترنت الأسبوع الماضي اجتماعا عشائريا يبحث الاستعدادات لمقاومة مسلحة لأي تحرك عسكري ضد المدينة وبعد عدة ساعات من دخول الدبابات أمكن سماع أصوات الانفجارات خلال الاتصالات الهاتفية بالسكان في الجورة، وقال أبو بكر: أصوات التكبيرات كانت تدوي من مكبرات الصوت بالمساجد.
يأتي الهجوم العسكري على دير الزور، الواقعة على بعد نحو 400 كيلومتر شمال شرقي دمشق، بعد يوم واحد من إبلاغ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الرئيس السوري الأسد بقلقه من العنف المتصاعد ومطالبته له بكبح جماح الجيش؛ حيث أورد المكتب الصحافي للأمم المتحدة في بيان صحافي أن الأمين العام بان كي مون أبدى قلقه الشديد وقلق المجتمع الدولي إزاء العنف المتصاعد وعدد القتلى في سوريا خلال الأيام الماضية، وذلك في مكالمة هاتفية مع الرئيس الأسد أمس، وأضاف البيان أن مون حث الأسد على الكف عن استخدام القوة العسكرية ضد المدنيين فورا.
من جانبه، أوضح المعارض السوري رياض غنام، عضو الهيئة الوطنية الاستشارية للتغيير، رئيس الجنة الإعلامية المنبثقة عن مؤتمر أنطاليا، أن ما يجري في «دير الزور» هو انتقام سريع من جانب النظام السوري من أهالي المدينة ردا على خروجهم في 4 مظاهرات بها أول من أمس، ضمت 100 ألف متظاهر خرجوا للتعبير عن رأيهم بطريقة سلمية.
وتعقيبا على أعداد القتلى بالمدينة، قال غنام: «الناظر إلى الملف السوري يلاحظ شدة التعقيد ومكر النظام، الذي اختار مقولة (اختطاف الباخرة)، بمعنى أن الرهبان وطاقم الباخرة قاموا باختطاف جميع الركاب ونسوا أن يكون المحيط معاديا لهم، فالمحيط حاليا بعيد عن النظام السوري، وقد يظن أن يجد فيه الملاذ، لكن الأمور أصبحت على المحك وعزل النظام سيكون قريبا».
 
 
أمين الجامعة العربية يدعو لوقف العنف ويقول: «الفرصة سانحة لإنجاز إصلاحات النظام»
معارضون سوريون: بيان العربي يشجع الأسد على مزيد من العنف ضد الشعب
القاهرة: محمد عجم وهيثم التابعي
أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، الدكتور نبيل العربي، عن قلقه المتزايد وانزعاجه الشديد من تدهور الأوضاع الأمنية في سوريا جرَّاء تصاعد العنف والأعمال العسكرية الدائرة في حماه ودير الزور وأنحاء مختلفة من سوريا، معتبرا - في بيان له أمس الأحد - أن الفرصة ما زالت سانحة لإنجاز الإصلاحات التي أعلن عنها الرئيس بشار الأسد استجابة لطموحات الشعب السوري ومطالبه المشروعة في الحرية والتغيير وإنجاز الإصلاحات السياسية.
واعتبر معارضون سوريون أن البيان لا يختلف عن زيارة العربي لسوريا، وأنه جاء لإعطاء حماية جديدة لبشار الأسد وضوء أخضر لممارسة أعمال العنف ضد السوريين، مما جعل بعضهم ينتقد العربي بالقول: «ليته بقي صامتا».
كان الأمين العام لجامعة الدول العربية قد دعا، في بيانه، السلطات السورية إلى الوقف الفوري لجميع أعمال العنف والحملات الأمنية والإسراع باتخاذ الخطوات اللازمة في هذا الاتجاه حفاظا على الوحدة الوطنية للشعب السوري، وحقنا لدماء المدنيين والعسكريين ودرءا للتدخلات الخارجية المغرضة، مشددا على أن جامعة الدول العربية، طبقا لميثاقها، ترفض التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية للدول العربية، وتحرص على سلامة وأمن دولها الأعضاء واستقرارها السياسي.
كما دعا بيان العربي الحكومة والقوى الوطنية السورية كافة إلى اتخاذ ما يلزم لتهيئة الأجواء للانخراط الجدي في حوار وطني شامل، معربا عن استعداد الجامعة العربية للمساعدة في هذا الاتجاه للخروج من الأزمة المصيرية التي تمر بها سوريا. وأكد أن مثل هذا الحوار الوطني الشامل هو الحل الوحيد الذي يضمن الانتقال السلمي إلى مرحلة من الاستقرار تتيح تنفيذ برنامج الإصلاحات السياسية المنشودة في جو آمن ومستقر يتيح للسوريين حرية التعبير عن خياراتهم وطموحاتهم ويحفظ لسوريا مكانتها ودورها المحوري والقومي في المنطقة. وحذر العربي من مخاطر الانزلاق نحو سيناريوهات الفتنة الطائفية والفوضى في سوريا، التي ستكون لها نتائج مدمرة على المصالح العليا للشعب السوري وعلى الأمن والاستقرار في المنطقة على اتساعها، داعيا الحكومة السورية إلى تشكيل فريق قضائي محايد للتحقيق في أعمال العنف والانتهاكات المرتكبة ضد حقوق الإنسان في سوريا.
على الصعيد نفسه، علق النائب السابق في البرلمان السوري منسق تجمع أبناء الجالية السورية بالقاهرة، محمد مأمون الحمصي، على بيان العربي بقوله لـ«الشرق الأوسط»: «ليت أمين الجامعة العربية بقي صامتا؛ فهذا البيان أظهر أن الجامعة تقف إلى جانب بشار في رغبته الإصلاحية التي امتدت على مدار 5 أشهر من القتل والتنكيل بالشعب السوري». وبيَّن الحمصي أن البيان يأخذ نفس اتجاه زيارة أمين الجامعة لسوريا «حيث أبدى ترحيبه بالإصلاح الذي جلب الويلات على سوريا، وببيانه هذا التقى مع بشار في مشروعهما الإصلاحي؛ فهذا البيان يوجد غطاء لبشار الأسد من أجل متابعة برنامجه». وبرأي النائب السابق أن بيان دول مجلس التعاون الخليجي، الذي ظهر السبت، كان خطوة على الاتجاه الصحيح وتحريكا للمسار العربي لوضع حد لمأساة الشعب السوري، مقارنة ببيان الجامعة، الذي كان فيه خلط للأمور، مبينا أن الشعب السوري لا يزال ينتظر الكثير من دول مجلس التعاون الخليجي.
أما رياض غنام، رئيس اللجنة الإعلامية المنبثقة عن مؤتمر أنطاليا للمعارضة السورية، وعضو الهيئة الوطنية الاستشارية للتغيير، فقال عن بيان العربي: «إنه شيء من لا شيء، وواضح منه أننا أمام موقف ملتبس»، موضحا أن البيان ذكر أن هناك تصاعدا للعنف والأعمال العسكرية في حماه ودير الزور وأنحاء مختلفة من سوريا، والعنف هنا بهذا المعنى فيه طرفان، وهذا لا يحدث حقيقة، فالعنف يستخدمه طرف واحد هو النظام ضد الشعب الأعزل. ويؤكد غنام، بحسب ما لديه من معلومات، أن الأيام المقبلة هي أيام حسم للمجتمع الدولي ضد النظام، من جانب الإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي، تتناغم معه تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي، وستلحق بركبه الجامعة العربية في النهاية، مبينا أن هجوم النظام السوري على البيان الخليجي جاء لأن النظام يعلم أن الأيام المقبلة سوف تشهد تطورا للموقف الدولي ضده، فحاول أن يجري عمليه استباقية من أجل امتصاص هذه البيانات.من جانبه، أوضح عمار القربي، رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا، أن بيان الأمين العام للجامعة العربية «لم يرقَ إلى طموحات الشارع السوري وتطلعاته»، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «على الجامعة العربية أن تعتني أكثر بإصلاحاتها، وتترك سوريا في حالها». بينما تعتقد بهية مارديني، رئيسة اللجنة العربية لحرية الرأي والتعبير، أن أي تصريحات أو بيانات من الجامعة العربية مرفوضة شكلا وموضوعا، مبينة أن «كل ما يصدر عن الجامعة لا يرقى لمستوى الحدث والدم المراق على أرض سوريا». وتساءلت مارديني عن دور الجامعة خلال الأزمة؛ حيث قالت بلهجة تملأها الأسى: «الجامعة تلاشت حين كان الشعب السوري يقتل في الشارع بصدور عارية». بينما يعتقد أشرف المقداد، رئيس «إعلان دمشق» في أستراليا، أن موقف الجامعة العربية جاء متأخرا لشهر كامل، لافتا إلى أن «المتظاهرين خرجوا في مظاهرات الجمعة 8 يوليو (تموز) تحت اسم (لا للحوار)، في الوقت الذي يدعو فيه العربي إلى حوار وطني شامل»، وأضاف المقداد أن السوريين دفنوا مسألة الحوار مع النظام إلى الأبد، مبديا اندهاشه من خلو بيان الجامعة العربية من أي نداء إنساني، معتبرا أن البيان جاء ضعيفا ولا يقارن بما صدر من الأمم المتحدة ومجلس التعاون الخليجي.
 
الخبراء الأتراك: الرئيس الأسد ألد أعداء نفسه
سوريا لعبت دورا مهما في مد تأثير إيران إلى لبنان من أجل السيطرة على حزب الله
لندن: «الشرق الأوسط»
من خلال عدم مبالاته بالإدانة واسعة النطاق والعقوبات المتزايدة المفروضة عليه وعلى الرغم من التحذيرات من المجتمع الدولي، فإن الرئيس السوري بشار الأسد يبدو متشبثا بالسلطة على حساب حياة أكثر من ألف شخص.
ومع التزام الأسد بالصمت، تبدو المسؤولية ملقاة على كاهل العالم بأسره في ما يتعلق بالتعامل مع العديد من التساؤلات المثارة حول كيفية الانتقال بحالة الاضطراب في سوريا إلى تطور سلمي ديمقراطي، لكن حتى الآن، لا توجد حلول سهلة في الأفق.
وعلى غرار بقية أنحاء العالم، لم تحسم تركيا أمرها بعد في ما يتعلق بكيفية التعامل مع الأسد، الحليف السابق لها، محاولة وضع الرئيس السوري في مكانة وسطى بين الصديق والعدو. في الوقت نفسه، تنأى تركيا عن الدعوة للتدخل الغربي، الذي أثبت عجزه عن توفير حلول شافية في الماضي. وقوبلت أخبار سقوط عدد هائل من القتلى جراء القمع الوحشي للانتفاضة السورية من قبل النظام بإدانة كبيرة على مستوى العالم، لكن ربما يثبت أن معدل الوفيات المرتفع هو مجرد جزء بسيط من مشكلة أكبر وهي اختفاء عدد ضخم من السوريين دون أن يقتفى أثرهم، حيث تشير تقديرات من قبل منظمات حقوقية إلى سقوط 1.600 قتيل واختفاء 3.000 واعتقال ما يقرب من 40.000 شخص.
وربما كانت تعليقات وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو متفائلة بصورة مبالغ فيها، حينما قال إن هجوم قوات الأسد الأخير على حماه بعث برسالة خاطئة، في الوقت الذي ربما كان يهدف فيه إلى سحق معارضيه لضمان استمرار حكم أسرة الأسد التي تستأثر بالسلطة منذ أكثر من 40 عاما، بحسب جريدة «زمان» التركية.
استمر الأسد صامتا معظم الوقت، معانيا من عزلته كقائد ينتمي إلى الأقلية العلوية التي تهيمن في الوقت نفسه على دولة تعداد سكانها 23 مليون نسمة، يشكل السنة نسبة 75 في المائة منهم. وبحجة خطر الحرب مع إسرائيل، عاش السوريون في ظل قانون الطوارئ في دولة بوليسية تقوم على احتكار السلطة من قبل أسرة الأسد، وعانوا من تاريخ طويل من الفساد الذي عجز الأسد عن كبح جماحه منذ أن تولى مقاليد السلطة في عام 2000. وتشير الأساليب التي ينتهجها الأسد في التعامل مع الانتفاضة إلى أن النصيحة المقدمة له من تركيا والمجتمع الدولي لا تلقى آذانا صاغية.
«قضت سوريا على سياسة كانت تركيا قد رسختها في المنطقة حينما بدأت تسير على الطريق الذي رسمته إيران خوفا من فقدان نظامها، لكن على حساب تقييد حريتها في الحركة»، هذا ما قاله مهمت سيف الدين إرول، أستاذ العلاقات الدولية المشارك بجامعة «غازي» في أنقرة. وشرح أن سوريا آثرت العنف حاذية حذو إيران وتجاهلت تشجيع تركيا على الحوار السلمي.
وعند حديثه إلى صحيفة «زمان» التركية، أوضح إرول أيضا أن سوريا فضلت إيران على تركيا لأسباب براغماتية، وأن الدولتين جمعتهما مخاوف مشتركة. «تتماشى مخاوف إيران بشأن سقوط جبهة معارضتها ضد الولايات المتحدة وإسرائيل مع مخاوف سوريا بشأن بقائها، الذي أدى في المقابل إلى التعاون المشترك بين الدولتين»، مثلما أشار إرول.
ويبدو الخبراء متفقين على أن سوريا لعبت دورا مهما في مد تأثير إيران إلى لبنان من أجل السيطرة على حزب الله وتمكين إسرائيل من مراقبة عن كثب. إن فكرة من سيحل محل الأسد في حالة سقوط نظامه تشكل أهمية خاصة لإيران، نظرا لأن سوريا هي حليفها الوحيد الذي يملك سلطة إنقاذها من قيود الخليج. ولطالما كانت سوريا وإيران متشابهتين، ليس في الآيديولوجية فقط، وإنما من حيث العزلة في منطقة لا ترحب بالشيعة، وهو أحد المخاوف التي تأكدت من خلال اتفاقية الدفاع المشترك التي وقعت في عام 2004 والتي تعهدت فيها كلتا الدولتين بحماية كلتيهما الأخرى، في حالة ما إذا واجههما خطر أن يلقيا مصير العراق.
«ليست شراكة طائفية بقدر كونها شراكة استراتيجية بين سوريا وإيران»، هكذا قال فيسيل أيهان، الباحث الأكاديمي بجامعة «أبانت عزت بايسل» وخبير شؤون الشرق الأوسط بمركز الدراسات الاستراتيجية الشرق أوسطية في حديث هاتفي لجريدة «زمان»؛ «ستقوم إيران بأي شيء من أجل إبقاء الأسد في السلطة، نظرا لأنه من دونه ستصبح بوابة إيران إلى البحر المتوسط مغلقة»، هذا ما قاله، مشددا على حقيقة أن الانتفاضة السورية هي أيضا مسألة حياة أو موت بالنسبة لإيران.
وقال أيهان: «للتوصل إلى حل يرضي الأسد، ربما تضغط إيران عليه للقيام بإصلاحات ثانوية لا تمثل قيمة حقيقية، من أجل تقسيم صفوف معارضيه وتكميم أفواه المجتمع الدولي».
وحتى القوات الدولية التي عادة ما تسارع بالتدخل في سياسات الشرق الأوسط، يبدو أنها نأت عن محاولة الضغط على الأسد للتنحي. وفي حالة إحالة الأسد للمحاكمة، ربما يواجه مصير حسني مبارك؛ أن يمثل في قفص الاتهام الذي طالما زج بأعدائه فيه. «إن المذابح ليست في صالح المؤيدين للنظام السوري وستضر بالأسد في النهاية. يبدو أنها حرب طائفية بين الحكومة الشيعية والأغلبية السنية»، هكذا حذر إرول، مضيفا: «لن يجد الأسد الراحة حتى مع بقية الدول العربية في المنطقة؛ إنه يحفر قبره بيده على الرغم من محاولات الآخرين تجنيبه هذا المصير».
وفي ما يتعلق بما يمكن أن يجبر الأسد على القيام بإصلاحات، ربما تكون العقوبات المفروضة من قبل المجتمع الدولي هي السبيل الوحيد المتاح. وتستهدف العقوبات الصادرة عن كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، أقوى الشخصيات المالية والسياسية في نظام الأسد، التي عادة لا تكون ببعيدة عن أفراد أسرة الأسد أو المقربين له. وقد تم فرض حظر السفر وحظر توريد الأسلحة وتجميد الأرصدة في محاولة لإجبار حكومة الأسد على الاستسلام.

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,065,670

عدد الزوار: 6,751,016

المتواجدون الآن: 108