آخر سيناريو لـ"حزب الله": شبكة طرق في فاريا - عيون السيمان

تاريخ الإضافة الثلاثاء 2 آب 2011 - 9:17 ص    عدد الزيارات 4146    التعليقات 0    القسم محلية

        


أثار تمدد "حزب الله" في جبل لبنان حفيظة معظم المسيحيين في لبنان خصوصاً بعد حادثتي كنيسة لاسا وتوقيف مرافقي الرئيس امين الجميل في بسكنتا من قبل "انضباط" الحزب. واذا كان "حزب الله" قد قام بشق طرقات داخلية لا تقدم على صعيد المواصلات اي تقدم او ايجابية باستثناء ربط القرى الشيعية في جبيل وكسروان ببعضها دون الاضطرار للمرور بشبكة الطرق الرسمية او في القرى المسيحية من جهة، وربط هذه القرى بالخزان البشري الشيعي في بعلبك.

رغم وجود شبكة طرق محترمة ومعترف بها تربط قرى قضاء جبيل من الجرد نزولاً الى الساحل، وتضم طرقا معبدة وواسعة مثل طريق عنايا - مار شربل. الا ان الاهالي فوجئوا عام 1994، ورغم ان الامور كانت هادئة بين السكان ولا يعكر صفوها اي استفزازات ومناكفات، بالحكومة اللبنانية تقرر فجأة استملاك الاراضي ما بين بلدة بوداي البقاعية وبلدة أفقا. وانطلقت الجرافات لشق الطريق عام 1995، تحت عنوان ربط المناطق اللبنانية وتسهيل امور المواطنين الحياتية، علما ان المسافة من جبيل الى افقا هي اقصر بكثير منها بين افقا وبوداي وحدث بعلبك.

ويروي احد العاملين في وزارة السياحة والذي فضل عدم الكشف عن اسمه لانه متعاقد مع الوزارة، ان خلال العام 1993 جرى تلزيم دراسة وادي نهر ابراهيم المصنف على لائحة التراث العالمي كأحد المواقع الطبيعية الرائعة الجمال في لبنان والشرق الاوسط والعالم، والذي يفترض منع البناء فيه. وجاءت نتيجة التصنيف متناسقة مع مشروع الطريق، حيث سمح للقرى الشيعية بالبناء واستخدام عقاراتها لهدف السكن في حين لم يسمح للقرى والبلدات المسيحية بذلك وفرضت عليها شروط قاسية للبناء، وكان المسؤول عن هذه الدراسة السيدة د. ابراهيم من بلدة طورزيا الشيعية.

في حرب تموز استعمل حزب الله هذه الطرقات لنقل اللاجئين الى البقاع الشمالي كما استعملها كطريق امداد عسكري ولوجيستي فانتقل قياديو الحزب وقافلات التموين عليها ليلا نهارا.

ومشاريع شق الطريق لا تتوقف عند حدود قضاء جبيل وتاليا شق المناطق المسيحية تاريخيا في جبل لبنان الى نصفين، بل يمتد الى قضاء كسروان وذلك من خلال الاصرار على شق طريق من بلدة قرقريا الى المربع الشيعي في كسروان والذي يضم بلدات المعيصرة والزعيترة والعذرا وغيرها وصولا الى بلدة يحشوش التي تضم 85 صوتا شيعيا بين ناخبيها. وهذا ما يتيح الربط ايضا بين بعلبك والعقيبة في كسروان والاشراف على مصب نهر ابرهيم المطل على الطريق الدولية.

المشكلة اليوم ان هذه المخططات انتقلت الى جرود كسروان، فقد اعترض احد المقاتلين القدامى في حزب الكتائب وهو في رحلة صيد مجموعة مسلحة تابعة لحزب الله في منطقة عين شخر واجبروه على العودة باعتبار المنطقة عسكرية واستراتيجية لحزب الله.

مؤسس القوى النظامية الكتائبية سامي خويري اكد انه استلم الجبهة من العام 1976 حتى 1982 بعد ان قام احمد الخطيب المنشق آنذاك عن الجيش اللبناني بهجوم مدرعات من البقاع باتجاه بلدة فاريا ولكن الالغام التي كانت مزروعة بمبادرة فردية من بعض المقاتلين ادت الى تفجير الملالة الاولى فعطلت التقدم على المدرعات الاخرى فاندلعت المعارك الامر الذي اجبره على الانسحاب الى حدث بعلبك.

اضاف:" اعتبرنا هذا الهجوم ايذانا ببدء المعركة على هذه الجبهة فقمنا بتنظيمها عبر زرع متاريس على التلال المرتفعة وحصناها ببعض المدافع القليلة المتوفرة وكثفنا من زرع الالغام لمنع التسلل".

واشار خويري الى ان "الجبهة اطلق عليها اسم "صنين-عيون السيمان" لانها تمتد من الغرفة الفرنسية المشرفة على قناة باكيش وبسكنتا في الجنوب الغربي، قواميع العبد شرقا، شير الوردة شمالا، نحيلة-عين شخر شمال الغربي اي انها امتدت بشكل نصف دائري تقف عند حدود طريق امهز- ميروبا الاسفلتية.

ابان حرب زحلة استعمل المقاتلون هذه المنطقة لارسال الامدادات والتعزيزات البشرية والذخائر الى المدينة المحاصرة من قبل الفيالق السورية، ما ادى بطبيعة الحال الى تطوير الوضع العسكري فتم تنظيم ثكنات ونقل عدد اكبر من مدافع الـ 155 التي كان دورها مساندة اهالي زحلة تخفيفا للضغط على المقاتلين المدافعين، كما عززت ببعض المدرعات التي كانت تنقل المقاتلين المتوجهين الى زحلة الى الخطوط الامامية، الامر الذي اجبر القوات السورية الى استعمال الطيران الحربي اضافة الى عمليات انزال كوموندوس على التلال المشرفة على زحلة فاستشهد عدد من ابناء المنطقة منهم جاك عقيقي الذي اصيب بصاروخ هليكوبتر.

شق الطرقات اليوم يجري تحديدا في منطقة عين شخر التي تعتبر خاصرة الجبهة وهو يجري على مستويين الاول من خلال احدى الوزارات التي تقوم بشق طريق بحجة انشاء محمية ارز وهي تبدأ من لاسا باتجاه عين شخر. في حين يقوم أحد المسوؤلين في احد الاحزاب المسيحية الموالية لحزب الله بشق طريق في اراضي استئجرها من "وقف سيدة الحقلة" تبدأ من جنوب افقا باتجاه عين شخر، احد الرعاة في المنطقة اكد ان الطريقين يحتاجان الى 500م ليلتقيا اي عمليا مسألة ايام معدودة.

سامي خويري اكد ان "شق الطرقات يجري وله ابعاد على عدة خطوط فتمركز وحدات عسكرية تابعة لحزب الله على هذه التلال التي كانت الخطوط الدفاعية الرئيسية للجبهة في الحروب السابقة يعني عمليا سيطرة الحزب بالنار على القرى التالية ميروبا، حراجل، فاريا، وطى الجوز، رعشين، وامهز".

واشار الى ان "هذه المنطقة ارض سلام وتريد السلام"، واعتبر ان استكمال حزب الله في مخططاته "قد يدفعنا الى اعادة النظر بأمننا الذاتي في حال تعرض هذا الامن لاي تهديد". وناشد خويري " الجيش اللبناني التواجد في المنطقة منعا لاي توسع وامتداد غير شرعي فيها". وطالب " المجالس البلدية والمخاتير والاهالي بمتابعة الموضوع وعدم الاغفال عنه لان الطرقات التي تشق تستهدف مناطقنا فإلى متى السكوت؟"

مظاهر ومخالفات عديدة تجري على طريق امهز لاسا، اصحاب احد المطاعم على هذه الطريق اكد ان "سيارات رباعية الدفع داكنة الزجاج تتحرك على هذه الطريق ليلا نهارا وهي تسير ببطء شديد دليلا على انها تتحرك ممتلئة بأشياء ما"، علما ان هذه الطريق هي الاقصر بين الضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع ووجود الدولة فيها شبه غائب فلا حواجز ثابتة او متحركة تابعة للقوى الامنية الشرعية اللبنانية.

من المفيد التذكير بسرقة السيارات التي هبت كاعصار جارف في فصل الصيف المنصرم السياحي بامتياز، حيث أن كل الأخبار والبيانات الصادرة عن المخافر الشرعية، غالبا ما تشير الى سلوك اللصوص الطرقات عينها... جرود كسروان وجبيل صعودا الى البقاع، وغالبا ما تتم السرقات في السواحل الكسروانية والجبيلية لسهولة التهريب من منطقة تخضع لسلطة الشرعية، الى منطقة لا وجود للشرعية فيها. علما أن مناطق أخرى تتعرض لسرقة السيارات، لكن ليس بالحجم نفسه الذي تعرفه كسروان وجبيل، والملفت أن السيارات تكون بمعظمها من سيارات الدفع الرباعي، وبما أن هذا النوع من السيارات باهظ الثمن، فربما تكمن الحاجة اليها ليس من أجل اعادة بيعها، بل لاستخدامها لغايات عسكرية. فقط نظرة الى بيانات الأمن العام ومخافر الدرك وتدركون عمّا نتكلم.

وفي حادثة لافتة صودف مرور سيارة يقودها مواطن من بلدة لاسا ترافقه ابنته ورجل مسيحي من بلدة امهز في الليل على الطريق فاصطدمت بسيارة "بورش كاين" ادت الى مصرع السائق واصيبت الابنة والرجل بكسور ورضوض قوية، ولما تعذر على السيارتين اكمال طريقيهما لقوة الاصطدام توقفتا، وما ان اقتربت سيارة رباعية الدفع من موقع الاصطدام يقودها احد المسؤولين التابعين للتيار الوطني الحرّ في المنطقة اوقف بالقوة واجبر على النزول من السيارة فركبها 3 اشخاص كانوا يقودون سيارة البورش وفروا باتجاه لاسا. اتصل المسؤول بالدفاع المدني والصليب الاحمر لنقل الجرحى كما اتصل بالقوة الامنية للابلاغ عن سرقة سيارته، ما ان حضرت القوى الامنية حتى تبين ان سيارة البورش مسروقة منذ اسبوعين وصاحبها من الجنسية الخليجية، ومع اصرار المسؤول على استعادة سيارته مهددا بعقد مؤتمر صحافي لفضح حقيقة ما حصل حتى اتصل به احد الاشخاص وابلغه ان سيارته موجودة على طريق بلدة امهز ومفتاحها بداخلها ويمكنه استردادها.

روني خليل من بلدة امهز قال:" الطرقات التي يتم تعبيدها لا يمكن استعمالها لربط المناطق جغرافيا لانها عمليا تعتبر طرقات طويلة ولا تختصر الوقت الذي يحتاجه المواطن للانتقال من بعلبك على سبيل المثال الى جبيل او جونية".

أحد المواطنين الذي فضل الكشف عن اسمه من بلدة حراجل قال:" عام 2007 وفي دورة رياضية وعلى اثر اشكال بين ابناء بلدة حراجل وآخرون من لاسا قال لنا احدهم "اخذتم منا هذه القرى مغروسة بأشجار التوت سنأخذها منكم بعد حين مزروعة تفاح هذه القرى بغالبيتها لابناء المجتمع الشيعي والدليل انكم ما زلتم تطلقون تسميات شيعية على بعض المناطق كدير ابو علي في منطقة فاريا" معتبرا ان هذا الكلام تهديد مبطن ويفسر بوضوح اهداف التمدد الشيعي". واشار الى ان "تمدد حزب الله على التلال التي تشكل السد الجغرافي بين كسروان والبقاع يهدد امن هذه القرى لانهم يستطيعون السيطرة بالنار على معظم الطرقات الممتدة من فاريا حتى جبل فيطرون".

لا يمكننا وضع هذه المخططات الا في اطار المشاريع التي تنفذ في جزين وغيرها من المناطق مع العلم ان المشرفون على هذه الخطط لا يمكن وضع اعمالهم وخططهم الا ضمن اطار استراتيجي قد يؤدي الى خدمة اهدافهم في المستقبل. والسؤال الكبير الى كل المسيحيين والى البطريركية المارونية: لماذا شق هذه الطرق وهل هي للسياحة؟ علما ان المنطقة تملك شبكة جيدة من المواصلات، وهي منطقة سياحية تضم محطة للتزلج فضلا عن المجمع السياحي في فقرا وعدد كبير من الفنادق، ام هي لغرض امني او للوصول الى تغيير ديمغرافي من خلال دفع جماهير الشيعة من البقاع بإتجاه جبيل وكسروان. وما هي صحة المعلومات عن نقل كميات كبيرة من الاسلحة الى هذه البلدات الشيعية وما هي وجهة استخدامها مع العلم ان شبكة اتصالات "جمهورية حزب الله" قد امتدت الى هذه المناطق ايضا؟

واليوم وفي ظل الاشكال بين الكنيسة المارونية وسكان لاسا ما المغزى من عدم ايجاد حلول جذرية لهذا الملف؟ وهل يصدق احد بأن الكنيسة المارونية قد تعتدي على املاك الغير؟ اسئلة برسم المعنيين والقيمين والمشرفين على عودة الحقوق المسيحية الى اصحابها فهل من يسمع؟
 


المصدر: موقع 14 آذار

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 154,022,255

عدد الزوار: 6,930,625

المتواجدون الآن: 87