موجة شعبية في المتن تتنامى تدريجاً

المستقلون يراقبون ويحسمون خياراتهم

تاريخ الإضافة الجمعة 29 أيار 2009 - 5:39 ص    عدد الزيارات 4966    التعليقات 0    القسم محلية

        


الوضع الانتخابي في المتن الشمالي هو غيره اليوم عن الوضع لأسبوع خلى، وطبعاً هو غيره يوم الانتخابات في السابع من حزيران. والاحوال المتنية في تقلب مستمر لن تجدي معها الاحصاءات واستطلاعات الرأي نفعاً ايا تكن دقة الحسابات والتحليل الكمي والنوعي، ومرد ذلك الى ان كتلة الناخبين المستقلين او الشريحة التي لا تلتزم هذا الفريق او ذاك من المرشحين وتالياً من القوى السياسية، انما تتحرك تدريجاً وبحذر في اتجاه حسم خياراتها واسماء مرشحيها الذين ينسجمون مع رؤية هذه المجموعة ومقاربتها للامور، وهي في مزاجها العام من المؤيدين للثوابت المسيحية في الدفاع عن رئاسة الجمهورية والسيادة والاستقلال والهوية الوطنية اللبنانية الى التزام الدفاع عن الكنيسة وثوابتها.
واستناداً الى احد المحنكين في تاريخ انتخابات المتن، الذين خبروا اقسى المعارك، ثمة عوامل عدة تجتمع على تشكل الرأي العام المحايد في هذه المنطقة، وتضغط بقوة على مقاربته ونظرته الى الامور وتالياً على توجهاته الانتخابية امام صندوقة الاقتراع، وهو يحددها على التراتبية الآتية:
اولا: خطاب الرئيس الايراني احمدي نجاد عن نتائج فوز المعارضة في الانتخابات وتحول لبنان بنتيجتها جبهة جديدة تنضم الى الجبهات الاخرى، والمقصود بذلك الجبهات العسكرية المشتعلة. الامر الذي لا يلقى هوى في نفوس فئة واسعة جداً من المتنيين يميلون تلقائياً الى نقيض ذلك تماماً برفضهم المغامرات العسكرية وابقاء لبنان جبهة مشتعلة والتمسك بمشروع الدولة، اضافة الى ان انضمام لبنان الى الجبهات الاخرى في المنطقة طرح يحتمل الكثير من التأويل لأنه يصب في نهاية المطاف في خانة عدم الاستقرار والفوضى في الوضع اللبناني.
ثانياً: خطابات الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله المتتالية بدءاً من تمجيد حوادث السابع من ايار وانتهاء بتكرار مقولات الحرب وحملة الانتقادات الواسعة التي قادها مسيحيو 14 اذار واحزابهم التي تتمتع برصيد لا بأس به في المتن، خصوصاً حزب الكتائب الذي توجه نصرالله بالانتقادات الى مرشحه سامي الجميل مباشرة ومن دون ان يسميه بما يساهم في شد عصبية محازبي الكتائب ويثير الحمية في مناصريهم من غير الحزبيين ويدفعهم الى تأييد المرشح الشاب ابن بكفيا. اما الاشادة بالنائب ميشال عون ومواقفه في خطاب ذكرى التحرير، وان نزلت برداً وعسلاً على قلوب مناصري "التيار العوني" وحلفائهم في 8 اذار، تركت اثراً غير مريح لدى شرائح واسعة من المسيحيين التي اعتبرت الامر تأكيداً على الاتهامات التي تساق ضد هذا التيار بالسير في تحالفاته وتفاهماته الثنائية على حساب الثوابت المسيحية.
ثالثا: الخطاب المبهم للنائب عون عن الجمهورية الثالثة والذي لم تنجح الحملات الاعلانية الكثيفة في تفسير او تبرير محتوياته واقناع المترددين بفحواه، وخصوصاً الحديث عن الجمهورية الثالثة الذي تزامن مع تصريحات مبهمة لقادة في قوى 8 اذار عن التغيير ومرحلة جديدة تلي السابع من حزيران على قاعدة الامساك بالسلطة وبناء سلطة اخرى. وفي رأي الخبير المحنك ان الكلام الكبير الذي يقدمه "التيار العوني" عن التغيير والاصلاح ومحاربة الفساد، لا يقنع جمهور المستقلين من الناخبين الذين كانت لهم تجربة مرة مع قسم من نواب "كتلة التغيير والاصلاح" في السنين الاربع الماضية، في حين ان النواب الذين تركوا اثراً طيباً انما لا يزالون يحتلون مقدم الصفوف ويتمتعون بحظوظ كبيرة في الفوز.
خامساً: لم يعالج "التيار العوني" حتى اليوم مشكلة العلاقة مع الكنيسة المارونية، ولا يزال منظرو التيار مصرين على كيل الانتقادات للبطريركية المارونية عبر وسائل الاعلام وفي مجالسهم الخاصة والمناخ العام الذي يشيعه انصارهم وكوادرهم، على رغم ان رأس البطريركية المارونية حريص جداً على عدم اقحام الكنيسة في مواقف التأييد لهذا الفريق او ذاك وعلى ما تجلى في مناسبات عدة.
استناداً الى ما تقدم يعتبر العارفون في المتن ان الموجة الشعبية في المتن اخذت تتشكل تدريجاً ويقولون ان ثمة عائلات بكاملها تنتقل بخياراتها السياسية - الانتخابية الى ضفة "لائحة الانقاذ المتني" التي وان تكن تراكم رصيداً جيداً الا انها لا تزال تحتاج الى مزيد من "الشدشدة والتحمية" خصوصاً في منطقة ساحل المتن، وهو الخزان البشري الاكبر للمسيحيين الناخبين في لبنان حيث يبدو ان النائب ابرهيم كنعان يملك حضوراً مؤثراً يعمل على تعزيزه بوسائل عدة وقد يحقق اختراقاً مهماً على سواه من المرشحين بمعزل عن مرشحي لائحة التيار الآخرين. كما ان المرشح اميل كنعان يخوض المنافسة انطلاقاً من دعم قوي. اما في بيت مري وعين سعاده فيبدو استناداً الى المتابعين ان المرشح الياس مخيبر سيخوض معركة سهلة مع ابن عمه النائب المرشح غسان مخيبر، على نقيض المرشح غسان الاشقر الذي سيتعين عليه خوض مواجهة قاسية في وسط المتن الشمالي مع المتمول المرشح سركيس سركيس الذي يحظى بتعاطف فئات واسعة من العونيين الذين سيشكلون لوائحهم الخاصة على رغم النداءات الحزبية المتكررة الصادرة عن الرابية والتي تدعوهم الى التزام اللائحة كاملة.
يبقى ان نشير ودائماً استناداً الى الخبير المحنك ان ثمة "بلوك" لا يستهان به من الناخبين في المتن، ينتظر "الاوراق الخضراء" كي يتوجه الى صناديق الاقتراع لينتخب هذه اللائحة او تلك، وتجمع الاوساط على ان حجم هذه الكتلة يقدر بثلاثة الاف لا يتحركون الا بناء على ايعاز "المفاتيح الكبرى" التي تتحسب لكل الامور والمفاجآت. 

بيار عطاالله     


المصدر: جريدة النهار

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,095,728

عدد الزوار: 6,752,458

المتواجدون الآن: 100