المعارضة تستبدل بمؤتمر دمشق لقاء مصغرا وتجري مداخلة هاتفية خلال لقاء إسطنبول

قرارات المعارضة السورية.. هيئة وطنية وتصعيد النضال لإسقاط النظام

تاريخ الإضافة الإثنين 18 تموز 2011 - 6:56 ص    عدد الزيارات 2795    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

قرارات المعارضة السورية.. هيئة وطنية وتصعيد النضال لإسقاط النظام
دعوا إلى بناء دولة مدنية ديمقراطية تعددية تستند إلى دستور عصري > كلينتون: نشجعهم على التغيير * عدد قتلى جمعة «أسرى الحرية» بلغ 32.. واعتقال نحو 300 شخص > حملات مداهمات في قرى وبلدات إدلب
إسطنبول: ثائر عباس لندن: «الشرق الأوسط»
في وقت يواصل فيه الجيش السوري حملاته في قرى وبلدات محافظة ادلب، وتستمر حملات القمع في مدن اخرى بينها حمص، وريف دمشق، جزم مؤتمر المعارضة السورية، الذي انعقد ليوم واحد في مدينة إسطنبول التركية، بعدم الحوار مع النظام السوري بسبب القمع, داعيا إلى «تصعيد النضال السلمي الديمقراطي.. لإسقاط النظام وبلورة البديل السياسي الوطني»، رافضا «التدخل العسكري الخارجي». وانتخب المعارضون السوريون الذين اجتمعوا في إسطنبول أمس هيئة وطنية من 25 شخصا، على أن ينتخب معارضو الداخل 50 شخصا، ينشأ عنهما مكتب تنفيذي. وطالب المعارضون في ختام اجتماعاتهم بـ«نقل السلطة بشكل سلمي إلى حكومة وحدة وطنية مؤقتة تفكك النظام الأمني وتؤسس لحياة دستورية وانتخابات برلمانية ورئاسية»، ودعا المعارضون إلى بناء «دولة مدنية ديمقراطية تعددية، أساسها المواطنة، تستند إلى دستور عصري يجسد طموحات السوريين في رسم مستقبل آمن وحر».
وتضمنت مسودة أولى للبيان تشديدا على ضرورة تشكيل «حكومة ديمقراطية وتعددية تمكن جميع السوريين من المشاركة كمواطنين متساوين». من جهة اخرى قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، من إسطنبول امس، إنه «لا يمكن التأثير على الوضع في سوريا من الخارج».
وأضافت «لا أحد منا لديه تأثير حقيقي باستثناء أن نقول ما نعتقده ونشجع على التغيير الذي نأمله». واعتبرت أن «ما يجري في سوريا غير واضح المعالم، ومثير للحيرة، لأن الكثيرين منا كان يحدوهم الأمل أن ينجز الرئيس (بشار) الأسد الإصلاحات الضرورية».
الى ذلك، ارتفعت حصيلة يوم جمعة «أسرى الحرية» إلى مقتل 32 شخصا، معظمهم في القابون في دمشق، بحسب ما قال ناشط من دمشق لوكالة «رويترز» عبر الهاتف، بينما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن نحو 300 شخص اعتقلوا في سوريا، أول من أمس. وتسببت المواجهات التي وقعت في القابون في إلغاء مؤتمر موسع للمعارضة كان مزمعا عقده هناك، بالتزامن مع المؤتمر المنعقد في إسطنبول، إلا أن مجموعة صغيرة من المعارضين تمكنت من عقد لقاء في دمشق، في موقع سري، شارك فيه المعارض مشعل تمامو، وتحدث إلى المجتمعين في إسطنبول عبر الهاتف، بحسب ما أكدته وكالة «أسوشييتد برس». وقال تمامو في مداخلته الهاتفية، التي أجريت عبر الإنترنت، بالتزامن مع لقاء إسطنبول، إن الرئيس بشار الأسد فقد شرعيته، ودعاه إلى التنحي. وأضاف في خطاب عاطفي أن «وجود النظام لم يعد مبررا». ودعا إلى انتقال سلمي لدولة مدنية تعددية وديمقراطية. ورغم القمع الدموي في القابون، فقد أكد سكان أنهم مصرون على السير في المظاهرات. وقال صاحب متجر هناك لصحيفة «نيويورك تايمز»: «أصبحنا أكثر تنظيما الآن، وبلغنا نقطة اللاعودة».
 
قوات الأمن تقتل متظاهرا في البوكمال.. والأكراد يستعدون لتصعيد المواجهة مع النظام
قيادي كردي لـ «الشرق الأوسط»: تصعيد الموقف الكردي إثر قتل 5 شبان أكراد الجمعة سيحرك الشارع في دمشق وحلب
أربيل: شيرزاد شيخاني لندن: «الشرق الأوسط»
تصاعدت حدة التوتر في المناطق الكردية السورية أمس، مع قتل متظاهر واحد على الأقل في بلدة البوكمال الواقعة على الحدود العراقية، بعد يوم على مقتل 5 شبان أكراد كانوا يشاركون بمظاهرات في جمعة «أسرى الحرية» في دمشق. وتوعد قيادي كردي سوري أن هذه الأحداث قد تغير شكل المواجهة المهادنة للأحزاب والقوى الكردية للنظام السوري حتى الآن، بعد إقدام «شبيحة النظام بقتل خمسة من الشبان الكرد في حي ركن الدين بدمشق».
ونلت وكالة «رويترز» أمس عن نشطاء وسكان في البوكمال، أن قوات سورية قتلت أحد المتظاهرين وأصابت خمسة أمس عندما فتحت النيران على متظاهرين مطالبين بالديمقراطية. وقال أحد النشطاء الذي أوضح أن المحتج القتيل يدعى حيان محسن البحر «أطلقت دوريات استخباراتية عسكرية النيران على حشد في الميدان الرئيسي. يتجمع المزيد من الناس هناك الآن. إنها منطقة قبلية ولا يستهين السكان بأعمال القتل».
من جهته، قال القيادي في الحزب اليساري الكردي شلال كدو في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن جمعة «أسرى الحرية» شهدت سقوط العشرات من القتلى في عموم أنحاء سوريا، «لكن ما ميز هذه الجمعة بالنسبة للأكراد هو سقوط خمسة شبان أكراد شهداء في حي ركن الدين بالعاصمة السورية دمشق برصاص شبيحة النظام وأجهزته الأمنية، مما يعني تصعيدا خطيرا في الموقف من قبل السلطة تجاه الأكراد، في حين كانت تحاول كسب ودهم منذ بدء الحركة الاحتجاجية».
واعتبر كدو أنه بسبب ذلك، من المتوقع أن تشهد المناطق الكردية «تصعيدا نوعيا، وبالتالي زخما في المظاهرات والاحتجاجات في مدن القامشلي وعامودا والدرباسية ورأس العين وعفرين وكوباني والحسكة وديريك وغيرها».
وأشار القيادي الكردي إلى «أن من شأن تصعيد الموقف الكردي تحريك الشارع في كل من العاصمتين السياسية والاقتصادية، إذ يوجد في دمشق وحدها أكثر من نصف مليون كردي، وأكثر منهم في حلب، الأمر الذي يعني أن تصعيد الحراك الكردي سيؤدي تلقائيا إلى التصعيد في العاصمة، وبالتالي يؤدي إلى تأثير كبير في مجرى الأحداث وتطوره، خاصة بعد أن تعمدت السلطات السورية منذ بضعة أيام خلق مشاحنات وتوترات في المدن الكردية، بهدف إحداث بلبلة وفتنة بين الكرد والعرب، رغم أن المظاهرات في مختلف المناطق الكردية خليط من الشباب العربي والكردي الثائر».
وأكد أنه «كان وما زال، يتم دفع شبيحة بعثيين من بعض قبائل البدو العربية، للتحرش بالمتظاهرين الكرد وبعوائلهم ومنازلهم، ولا سيما في مدينة الحسكة وحي الأكراد بالعاصمة دمشق». واعتبر كدو أن «الأكراد أكثر احتقانا من غيرهم في سوريا، إذ إنهم يتعرضون لاضطهاد ثنائي ومزدوج، مرة لأنهم سوريون شأنهم شأن معظم مكونات البلد، الذين يتقاسمون المعاناة من الاستبداد والديكتاتورية والفساد والفقر والفاقة والحرمان وهدر الكرامة والاعتقال والسجون وتكميم الأفواه وغيرها، وأخرى لأنهم أكراد فإنهم يتعرضون للتفرقة العنصرية، ويعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية، حيث تنفرد مناطقهم بالإهمال التنموي المتعمد، فضلا عن المشاريع الاستثنائية المطبقة عليهم منذ وصول البعث إلى سدة الحكم».
وكان اتحاد تنسيقيات الشباب الكرد ومختلف المؤسسات الشبابية الكردية الأخرى، قد أعلنت بُعيد مقتل الشباب الخمسة في حي الأكراد «عن حالة الاستعداد القصوى، لتصعيد النشاطات الاحتجاجية السلمية، ليس في المدن الكردية وحدها فحسب، بل في كل من دمشق وحلب أيضا، إضافة إلى المدن والعواصم الأوروبية ودول العالم الأخرى».
 
متظاهرون: لن نتوقف بعد كل هذه التضحيات.. وبلغنا نقطة اللاعودة
مسؤول أميركي: سوريا في خضم مرحلة انتقالية.. والطريق أمامها سيكون عسيرا للغاية
بيروت: أنتوني شديد*
رغم أن المظاهرات، التي باتت مألوفة يوم الجمعة، أصبحت منتشرة في أرجاء سوريا، فإن نشطاء ودبلوماسيين وبعض المسؤولين الحكوميين، يعتقدون أن الاقتصاد المتردي، والمعارضة، التي باتت أكثر انتظاما، على الرغم من أنها ما زالت منقسمة، إضافة إلى الاستجابة الحكومية المرتبكة، تعيد رسم وجه سوريا، حتى لو تمكن الرئيس بشار الأسد من البقاء في السلطة.
لا تزال الثورة المشتعلة منذ أربعة شهور محصورة في موقف متأزم أمام حكومة لا تزال تحظى بتأييد، لكن بينما يعتقد مسؤولون حكوميون أن البلاد تشهد الآن فترة انتقالية للخروج من أربعة عقود من الحكم الاستبدادي على يد عائلة الأسد، تبقى الوجهة التي تنتقل نحوها البلاد غير واضحة المعالم.
يقول بيتر هارلينغ، المحلل لدى «مجموعة الأزمات الدولية» المقيم في دمشق: «إننا نشهد حالة تأزم، لكن من المتعذر الإبقاء على الوضع القائم»، وفي الوقت الذي يبدو أن المظاهرات فيه تكتسب زخما، مع خروج أعداد غير مسبوقة في حماه، بقلب سوريا، ودير الزور، في شمال شرقي البلاد، فإنها لم تظهر بعد على نحو حاسم داخل دمشق وحلب، أكبر مدينتين بالبلاد ومحور اهتمام الحكومة. يُذكر أن قوات الأمن قتلت، يوم الجمعة، 27 شخصا، وأصابت العشرات بجروح، في صدامات بالكثير من المناطق.
وتعمد الحكومة لحشد تأييد القاعدة الشعبية لها - المؤلفة من الأقليات الدينية والطبقة الوسطى ونخبة أصحاب الأعمال، عبر الترويج لما يرقى لمستوى ادعاء سلبي للشرعية؛ حيث تروج لرسالة مفادها: إذا رحلنا، ستتفتت البلاد أو تسقط في حرب أهلية أو يسيطر عليها الإسلاميون، إلا أن الإصلاحات التي أقرتها الحكومات جاءت مترددة. ولكن يبدو أن المسؤولين يعرضون أكثر قليلا مما طرحه نظام الرئيس حسني مبارك في مصر: معارضة أليفة لكن قانونية، إلى جانب قدر من حرية الصحافة والتعبير.
إنما حتى هذا النموذج يبدو غير مؤكد، مع لجوء حكومة تزعم أنها تولت تحديث سوريا إلى قوات الأمن، لفرض سيطرتها على المناطق المضطربة. وتدعي الحكومة أن المئات من قواتها لقوا مصرعهم في قتال مع متمردين إسلاميين مدعومين من الخارج.
ويرى نشطاء أن مظاهراتهم لا تزال سلمية، وأن 1400 شخص قتلوا من دون داع.
وقالت منتهى الأطرش، عضو منظمة «سواسية» لحقوق الإنسان في دمشق: «يساورني التشاؤم. أعتقد أن المشوار سيكون طويلا للغاية»، وأضافت: «هذا النظام لن يرضخ بسهولة لمطالب الشعب».
وقد شهدت الأسابيع الماضية تبادلا للأدوار في سوريا، مع فشل شعب تتطور رؤيته يوما بعد آخر، وحكومة مترددة في جعل ما جرى التهليل له باعتباره حوارا وطنيا أكثر من مجرد حوار داخل جنبات النظام. وقال مسؤول بالإدارة الأميركية في واشنطن رفض ذكر اسمه: «كل أسبوع يمر يكشف أن البلاد لا يمكن أن تعود لسابق عهدها، وأنها بالفعل في خضم فترة انتقالية، وأن الطريق أمامها سيكون عسيرا للغاية. أعتقد أن المستقبل يبدو كئيبا وهذا ما يخيف الناس».
وقال نشطاء أن أعداد المتظاهرين الجمعة ربما كانت الأكبر من نوعها منذ بداية الثورة، وإن كانت المظاهرات لا تزال متركزة في مناطق هي الأكثر تمردا حتى الآن، وهي حمص وحماه في وسط سوريا، ودير الزور وقابون وضواح من دمشق. وجاءت درجة التنظيم في الكثير من المظاهرات لافتة، خاصة القابون.
في القابون، تولى عشرات المتظاهرين حماية مباني الحكومة المحلية ومقار حزب البعث من أعمال التخريب والنهب، لحرمان قوات الأمن من ذريعة لشن هجوم قاس ضدهم. وحملت جموع، قدر عددها أحد الشهود بـ20 ألفا، بالونات وأعلام عليها شعارات. ويعكف نشطاء بدأب على توثيق هذه المشاهد. عن ذلك، قال صاحب متجر في القابون أشار لنفسه باسم أبو خالد: «أصبحنا أكثر تنظيما الآن، وبلغنا نقطة اللاعودة».
عندما فتحت قوات الأمن النار - بعد تعرضها لاستفزازات طبقا للرواية الحكومية - أقام المتظاهرون حواجز لسد الطريق أمامها، وفي تناقض صارخ مع الخوف الذي خيم على سوريا لأمد طويل، أثار المشهد الواردة من القابون صدامات مشابهة في حماه التي لم تعد قوات الأمن بها تثير الرعب في نفوس الناس، الذين يفترض أن تسيطر عليهم. وقال مزراع، 30 عاما، أشار لنفسه باسم أبو محمد، ويعيش في ضاحية دمشقية تدعى كسوه: «لن يتوقف الناس بعد كل هذه التضحيات».
في حماه، قلب الثورة، وافق سكان بالمدينة على إزالة بعض الحواجز، التي بنوها الأسابيع الماضية، طالما تسمح لهم قوات الأمن بالتظاهر السلمي. في دير الزور، حيث بدا أن زخم الثورة يشهد تحولا، شارك عشرات الآلاف في أضخم مظاهرات من نوعها حتى اليوم، وطوق الكثيرون منهم منطقة مرورية، كانت تعرف من قبل بميدان الرئيس، وأعيدت تسميته الآن ميدان الحرية.
ووصف أحد النشطاء المظاهرة بأنها «رسالة قوية وواضحة».
في المقابل، اعترف مسؤولون سوريون بأن للمتظاهرين بعض المظالم المشروعة، ومع ذلك استمروا في وصف المظاهرات بنفس المصطلحات التي سبق استخدامها مع انتفاضات أخرى أواخر السبعينات وثمانينات القرن الماضي، حيث قالوا إن الثورة يقوم بها إسلاميون يعملون وفق أجندات أجنبية.
وفي الوقت الذي تبدو الثورة في الجزء الأكبر منه سلمية، فإن مؤشرات تنامت مؤخرا حول ازدياد وتيرة العنف، مما يشير لمواقف أخرى مشابهة وقعت في الجزائر والعراق. في ظل غياب عملية سياسية حقيقية، يلجأ الخصوم للسلاح للضغط من أجل تنفيذ مطالبهم. ويتحدث سكان عن تزايد أعداد من يشترون أسلحة، خاصة بمناطق مثل حمص، وارتفاع أسعار الأسلحة.
منذ أسبوعين، تم رفع لافتة في ضاحية بدمشق مدون بها أسماء مرشدين لحساب الحكومة وتهدد بالانتقام. ويقول نشطاء حقوقيون إنهم اطلعوا على تقارير تفيد بمقتل أكثر من 10 مرشدين، وإصابة أعداد أكبر بكثير، معظمهم إصابات خطيرة. ويعتقد دبلوماسيون إن انفجار خط أنابيب للغاز الطبيعي في شرق هذا الأسبوع ربما كان عملا تخريبيا، وليس حادثة، مثلما صور مسؤولون سوريون الأمر.
في تلك الأثناء، لا يزال الاقتصاد يترنح مع خسارة الليرة السورية من قيمتها، وتباطؤ النمو، واحتمالات انكماش الاقتصاد، وانهيار السياحة، وهروب رؤوس الأموال.
وأعرب أحد الخبراء الاقتصاديين عن اعتقاده بأن الحكومة أمامها حتى نهاية العام حتى تواجه الانهيار الذي تحدث عنه الأسد، في خطاب له، الشهر الماضي. وقال آخرون إن الوقت أقل كثيرا.
وفي الوقت الذي لمح فيه الأسد إلى أن الدستور ستعاد كتابته - وهي خطوة تاريخية، لو أنها كانت قد اقترحت منذ أربعة شهور - يرى نشطاء، بل ومتعاطفون مع الحكومة، أن الحوار الوطني الذي جرى التهليل له فارغ من أي مضمون حقيقي. وقال نبيل سمان، مدير مركز الأبحاث والتوثيق في دمشق: «الموقف الآن تجاوز مرحلة الحوار. بإمكان الدولة فعل شيء الآن، لكنها إذا لم تفعل وخلال الأسبوع المقبل تقريبا، يساورني تشاؤم بالغ تجاه النتيجة».
* خدمة «نيويورك تايمز»
 
المعارضة تستبدل بمؤتمر دمشق لقاء مصغرا وتجري مداخلة هاتفية خلال لقاء إسطنبول
بعد مقتل 32 متظاهرا في جمعة «أسرى الحرية» في العاصمة السورية واعتقال 300 شخص
لندن: «الشرق الأوسط»
تسببت المواجهات التي وقعت في القابون بدمشق يوم أول من أمس، والتي أدت إلى مقتل 32 شخصا برصاص قوات الأمن، إلى إلغاء مؤتمر موسع للمعارضة كان مزمعا عقده هناك، بالتزامن مع المؤتمر المنعقد في إسطنبول، إلا أن مجموعة صغيرة من المعارضين تمكنت من عقد لقاء في دمشق، في موقع سري، شارك فيه المعارض مشعل تمامو، وتحدث إلى المجتمعين في إسطنبول عبر الهاتف، بحسب ما أكدت وكالة الـ«أسوشييتد برس».
وقال تمامو في مداخلته الهاتفية، التي أجريت عبر الإنترنت، مع لقاء إسطنبول، إن الرئيس بشار الأسد فقد شرعيته ودعاه للتنحي. وأضاف في خطاب عاطفي: «إن وجود النظام لم يعد مبررا». ودعا إلى انتقال سلمي لدولة مدنية تعددية وديمقراطية.
وكان ناشط من دمشق قد أكد لوكالة «رويترز» عبر الهاتف من دمشق، أن القوات السورية قتلت 32 مدنيا على الأقل يوم أول من أمس الجمعة، في العاصمة، وهو أعلى عدد من القتلى يسقط في الأحياء الوسطى بدمشق منذ تفجر الثورة. وأضاف أن «عشرات الآلاف من سكان دمشق خرجوا إلى الشوارع في المناطق الرئيسية، لأول مرة، وهذا هو سبب لجوء النظام إلى مزيد من القتل». وقال الزعيم المعارض، وليد البني، إن عمليات القتل تلك دفعت المعارضة إلى إلغاء مؤتمرها المزمع للإنقاذ الوطني في حي القابون بدمشق اليوم، بعد أن قتلت قوات الأمن 14 محتجا خارج قاعة أفراح، حيث كان من المقرر أن يعقد المؤتمر. وقال البني عبر الهاتف من دمشق: «إن الشرطة السرية هددت صاحب قاعة الأفراح، وإن المعارضة قررت إلغاء الاجتماع إنقاذا للأرواح».
من جهته، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن نحو 300 شخص اعتقلوا في سوريا، أول من أمس، في أعقاب أضخم مظاهرة ضد نظام الأسد. وأضاف المرصد أن «السلطات اعتقلت نحو 300 شخص الجمعة. وقد اعتقل أكثر من مائة في قرى منطقة جبل الزاوية» بمحافظة إدلب المتاخمة للحدود التركية. وأوضح المرصد من جهة أخرى أن عشرات الحافلات التي تقل عناصر أمن دخلت، أمس، قرية كفر نبل في جبل الزاوية، وقامت العناصر بـ«عمليات تفتيش في المنازل بطريقة استفزازية، وعمدوا إلى ضرب الرجال بوحشية على مرأى من عائلاتهم». وأشار المرصد إلى «اعتقال عشرات الأشخاص في هذه القرية، التي كانت تسمع فيها أصوات إطلاق نار غزير».
 
المعارضة السورية ترتبك في إسطنبول.. لكنها تستمر في مساعيها لمرحلة ما بعد الأسد
كلينتون: لا يمكن التأثير على الوضع في سوريا من الخارج
إسطنبول: ثائر عباس
بدا أن المعارضة السورية في الخارج ما زالت بعيدة بعض الشيء عن رؤية موحدة تجمع صفوفها في مواجهة النظام الذي تسعى إلى إسقاطه، مقدمة المزيد من «الأداء المرتبك» الذي أدى إلى إلغاء اجتماع كان مقررا بين وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، وممثلين عن هذا المؤتمر. فقد اختلف المجتمعون على فكرة «حكومة الظل»، ثم انسحب ممثلو الأكراد منه احتجاجا على ما وصفوه بـ«التهميش»، بينما سجل المؤتمر «ثورة شبابية» طالبت بـ«كوتا» لا تقل عن نصف عدد أعضاء أي مجلس ينتخبه المؤتمر باعتبار أن الذين ترشحوا يمتلكون معدل أعمار «يتجاوز الـ65»، كما قالت إحدى الشابات التي قدمت نفسها على أنها ممثلة «لائتلاف شباب الإنقاذ»، أما العشائر فقد طالبت بتمثيل «يوازي حجمها في الشارع السوري الذي يزيد على النصف»، كما قال ممثل «ائتلاف العشائر والقبائل السورية».
وبعيدا، عن هذه الارتباكات، كان زخم المعارضين مستمرا في سعيهم إلى بلورة المرحلة المقبلة التي تلي سقوط النظام، باعتبار أن مهمة إسقاط النظام يتولاها الشعب السوري في الداخل، بينما يلعب الخارج دور الدعم الإعلامي والسياسي والمعنوي، وكل أشكال الدعم التي يمكن أن يوفرها السوريون المبعدون إلى سوريي الداخل.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن لقاء كان يجري التحضير له لاجتماع بين كلينتون ومعارضين سوريين في إسطنبول تم إلغاؤه لأسباب «تقنية». وقد اعتبرت كلينتون في تصريحات لها من إسطنبول أنه لا يمكن التأثير على الوضع في سوريا من الخارج. وقالت: «لا أحد منا لديه تأثير حقيقي باستثناء أن نقول ما نعتقده ونشجع على التغيير الذي نأمله». وأضافت أن «ما يجري في سوريا غير واضح المعالم ومثير للحيرة لأن الكثيرين منا كان يحدوهم الأمل أن ينجز الرئيس الأسد الإصلاحات الضرورية». ولم تدلِ كلينتون بتصريحات حول المؤتمر، لكنها دعت «إلى جهد صادق مع المعارضة من أجل تحقيق تغييرات». وقالت: «لست أدري ما إذا كان ذلك سيتحقق أم لا».
ورغم منع السلطات السورية لـ«الجناح» السوري من اجتماع «مؤتمر الإنقاذ السوري»، فإن نحو 350 معارضا قرروا الاستمرار في عقد «الجناح التركي» سعيا إلى بلورة مجلس تمثيلي من 75 شيخا يمثلون الداخل والخارج. وبدأ المؤتمر الذي تستضيفه مؤسسة «مظلوم در» التركية (جمعية المظلومين) بكلمة من رئيس الجمعية التركية، أحمد فاروق، الذي شدد على الدور اللوجيستي فقط في الاستضافة، لكنه سرعان ما دخل في عمق الموضوع سياسيا بإعلانه «يدا بيد لنبدأ الخطوة الأولى في تنظيف سوريا من النظام البعثي»، مذكرا المجتمعين بأن «هناك مئات الآلاف من الأكراد في سوريا من دون مواطنة، ويجب أن لا ننساهم». وشدد فاروق على ضرورة «عدم الوقوع في الأخطاء نفسها التي وقعت بها بعض الدول (في إشارة إلى الملف الليبي) لأن التغيير يجب أن يكون من الرحم السوري ولا نريد أي تدخل خارجي يعقد الأمور».
ثم تحدث رئيس المؤتمر، هيثم المالح، رئيس جلسة الافتتاح في لقاء إسطنبول، مستعرضا تاريخ المعارضة السورية في العقود الأخيرة، وقال إن الرئيس الأسد «وعد بالانفتاح على الآراء السياسية كافة ثم تراجع، ولم تلبث الصالونات السياسية أن أغلقت لينتهي ما سمي بـ(ربيع دمشق)، حيث أعلن الأسد قبل 4 سنوات أن الأولوية للأمن لا للسياسة، مما أطلق يد الأجهزة الأمنية لمرحلة أخرى من الاعتقالات».
وشدد المالح على أن النظام «لم يعد يمتلك أي شرعية» وقال: «(الرئيس السوري الراحل حافظ) الأسد وأولاده يرون سوريا مزرعة هم أصحابها والشعب السوري عبارة عن عمال فيها. ومن الآن وصاعدا لن يقبل السوريون بأن يكونوا عمالا في مزرعة الأسد».
وقال عضو اللجنة التحضيرية، عماد الدين رشيد، إن ما يقوم به المؤتمر لا يعد سوى استمرار لجهود قديمة تتابعت منذ «ربيع دمشق وإعلان دمشق»، مرورا بالكثير من المبادرات ووصولا إلى «الثوار الذين يبيتون في الشوارع وفي أنفاق المياه هربا من الاعتقال». وأوضح أن «فكرة الإنقاذ انطلقت في الشهر الخامس عندما أسقط النظام شرعيته بمواجهة المتظاهرين بالعسكر»، مع اتهام النظام عصابات تخريبية بالقتل، مما دفع المعارضة إلى الامتناع عن الحوار والبحث في «مرحلة ما بعد النظام». وقال إن المؤتمر يسعى إلى توحيد رؤية المعارضة، حيث «يقتات النظام على غياب ممثل لها»، مؤكدا ضرورة إيجاد برنامج سياسي بعيد عن الآيديولوجيات ويتفق عليه جميع السوريين.
وقال المراقب العام السابق للإخوان المسلمين في سوريا، علي صدر الدين البيانوني، إن مؤتمرات المعارضة هي تعبير عن حيوية إيجابية فاعلة وضرورية أكثر من كونها حالة شتات، ودعا السوريين إلى النظر إلى جميع الأطياف من زاوية التوافق ما دام الجميع تحت سقف الوطن. ولفت البيانوني أنظار المشاركين إلى أنه لم يحن وقت التنافس على البرامج التفصيلية لأطياف المعارضة، إذ يتوجب على الجميع إنجاز التغيير الوطني الديمقراطي إلى أن يحين وقت التنافس على خدمة الوطن والمواطن، مشددا على أن «الشعب السوري هو جزء من الأمة العربية ولا يمكن أن ننسى هذا»، جازما بأن الثورة السورية «سوف تبقى سلمية إلى آخر يوم، فإما أن تنجح وإما أن تفشل».
وقال المفكر السوري برهان غليون في كلمته إنه «لا يمكن لمن شن الحرب على الشعب وخرج عن القانون وانتهك الدستور أن يكون قائدا للشعب إلى السلام ولا أن يكون الضامن للدستور الديمقراطي في المستقبل». وأضاف غليون أنه جاء إلى إسطنبول لينقل مشاعر شباب الثورة الذين كانوا قلقين من أن يسير المؤتمر باتجاه بديل عن نشاطهم، في حين يعمل الشباب بشكل متواصل للتنسيق الميداني بعيدا عن تنافس التيارات السياسية.
وبعد استراحة الغداء عادت المداخلات التي صعب على المنظمين ضبطها، واستهلت بمفاجأة قام بها الوفد الكردي المشارك الذي قال ناطق باسمه إنه تم تهميش الأكراد في المؤتمر، ولم يأت أحد من المشاركين على ذكرهم. وقال: «لم يتطرق أحد من المتحدثين في الجلسة الصباحية إلى القضية الكردية، كقضية أرض وشعب. نحن نريد سوريا دولة ديمقراطية تعددية لا مركزية»، مضيفا: «الثورة يقودها ثوار سوريا، وليس في المؤتمرات. المؤتمرات تساعد فقط. تمنينا لو كانت المعارضة مجتمعة بأكملها هنا، لكن تم تهميشها» معلنا الانسحاب من المؤتمر، ليغادر الوفد القاعة من دون أن يحاول أي من المنظمين الطلب إليهم البقاء.
وبعد أن تحدث ممثل «ائتلاف سوريا أولا» عن تهميش الشباب، تحدث ممثل «ائتلاف العشائر والقبائل»، محمد سحير، عن «تهميشها». قائلا: «نحن نمثل أكثر من نصف الشعب السوري وقدمنا الضحايا والجرحى والنازحين، ومع الأسف فإنه من (مؤتمرات) أنطاكيا فبروكسل فإسطنبول كانت العشائر مهمشة يتحكم فيها من يتحدث في الميكروفون». وأضاف: «نحن نحس أن هناك تآمرا على العشائر لإبعادها وتجريدها من حقوقها. نحن ثوار ولسنا معارضة، فالمعارضة لا تقدم ضحايا، ولهذا نطالب بتمثيل مناسب لحجمنا».
ودعا المعارض وائل الحافظ إلى بدء حملة عصيان مدني لمحاولة الإطاحة بالرئيس السوري. وأعلن الحافظ مساندته لكل ما يوحد الشعب السوري ويساعد المواطنين في الداخل ويوحد صفوف المعارضة في مواجهة النظام السوري الذي وصفه بالقمعي وغير الشرعي لاغتصابه السلطة. وانتهاكه حقوق الإنسان. وأضاف: «إن المعارضة تريد تصعيد المواجهة السلمية من خلال عصيان مدني وتضييق الخناق على النظام اقتصاديا وشل الدولة بأقل خسائر ممكنة».

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,177,141

عدد الزوار: 6,759,095

المتواجدون الآن: 134