قلق من تحول العراق الى دولة منتجة للمخدرات

تاريخ الإضافة الإثنين 11 تموز 2011 - 6:43 ص    عدد الزيارات 3328    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

نباتات مخدرة في الحدائق والبيوت يزرعها المواطنون بدون قصد
قلق من تحول العراق الى دولة منتجة للمخدرات
وسيم باسم من بغداد
يلجأ الكثير من العراقيين إلى زراعة أنواع مختلفة من المخدرات دون معرفتهم بحقيقة الأعمال التي يقومون بها، ليكتشوا لاحقا أن الزهور التي زرعوها ليس إلا أنواعا من المخدرات، بينما يقوم البعض بذلك عن معرفة مسبقة بهدف الاستعمال الشخصي وأحيانا التجارة.
يزرع سليم الحسني في مدينة الحلة (100 كلم جنوب بغداد) أزهارا بنفسجية مخروطية الشكل، دائمة الخضرة، في ركن من حديقة بيته وفي ذروة السعادة التي انتابته وهو يرى حديقته تزهو بالأزهار اليانعة، اكتشف الحسني ان هذه النباتات تحتوي على مادة مخدرة، ليسارع بإزالتها.
وفي منطقة حي بابل في مركز مدينة الحلة، تجمّل الجزرة الوسطية في الشارع الرئيسي، أزهارا يانعة بشكل (البوق) بألوان مختلفة، حيث اكتشف المسئولون والمواطنون فيما بعد انها تحتوي على مادة مخدرة ايضا.
ومنذ العام الماضي منعت بلدية الحلة زراعة نبتة (الداتورا) الزاهية، و اعلمت المواطنين والمزارعين بالتوقف عن زراعتها.
حدائق البيوت والمزارع
لكن الحسني يقول ان الأمر انقضى، فـ"الداتورا" انتشرت في حدائق البيوت والمزارع، بل ويحرص البعض اليوم على زراعتها لمردودها المادي، ولجمالها ايضا.
ويزرع سليم حمدي بضعة زهيرات في مكان ما بجانب بيته، للاستفادة من المادة المخدرة التي تنتجها، حيث يستخدمها للأغراض الشخصية كما يقول. وما يقصده سليم من دون ان ينطق به، هو تناول هذه المادة المخدرة بالتأكيد.
ونبتة "الداتورا" الزاهية الألوان التي تنتشر في كل انحاء العراق، هي من نباتات الزينة، لكنها تمتاز بسمّيتها، واحتوائها على مادة مخدرة ثنائية الاستخدام، حيث يمكن انتاج المخدرات منها، مثلما يستفاد منها في انتاج العقاقير الطبية.
تجار المخدرات الصغار
وبحسب شهود عيان فان اغلب المراهقين، وتجار المخدرات الصغار، يحرصون على زراعة الداتورا لأغراض الاستعمال الشخصي والمتاجرة بها بكميات قليلة.
وبحسب جاسم الحياني الناشط الاجتماعي في محافظة بابل فان الداتورا والخشخاش ونباتات أخرى، تزرع في انحاء من مدن العراق، اغلبها ليس بكميات تجارية.
وليس صعبا على العين ان ترى بعض المساحات الخضراء التي زرعت فيها الداتورا بصورة غير متعمدة، في مدن الحلة وكربلاء والنجف. لكن التطور الايجابي في الموضوع ان الناس يدركون ان هذه المادة مخدرة فيتجنبون زراعتها، بحسب الحياني.
وفي مدينة طويريج(25 كم شرق مدينة كربلاء) زرعت البلدية شتلات في الجزرات الوسطية، أينعت عن أزهار الداتورا اليانعة.
غير ان الخبير الزراعي حسن الجميلي، يرى ان هناك مبالغة في الأمر، فهذه الأزهار الجميلة، مزروعة في مناطق متفرقة وبكميات قليلة لا ترقى الى كونها مشروعا لإنتاج مخدر ما.
ويضيف.. زراعة هذه الازهار تنجح في العراق، حيث جمّلت فيها البلديات مداخل المدن والشوارع، ولا ضير من ذلك ابدا. ويتابع : هذه الأزهار تٌستخرج منها العقاقير ايضا، والمسكنات، فلماذا لا ننظر الى هذا الجانب ايضا. ويضيف.. ثمة دعاوة تقوم على الجهل وتنقصها العلمية، فكيف يمكن لشخص ما ان ينتج مخدرا بسهولة من هذه الأزهار.
ويرى الجميلي ان الكثير من معارفه يزرعون هذه النباتات الى الآن في البيوت، حيث تجمل الزهرة حدائقهم، غير ملتفتين لمثل هذه الأقاويل. ويضيف... هذه الوردة معروفة في العراق منذ القدم ، وليس صحيحا انها دخلت منذ عهد قريب عبر المنافذ الحدودية.
وتقول عضو اللجنة الزراعية في مجلس محافظة بابل سهيلة عباس ان البلديات لم تسجل أي نشاط لاستخدام الداتورا كمادة مخدرة، وان الأمر فيه تضخيم.
زراعة الخشخاش
لكن شهود عيان يتحدثون عن مزارع لانتاج المخدرات على نطاق تجاري في ديالى والديوانية والبصرة وكركوك.
لكن عباس تنفي وجوده هذه الظاهرة في بابل. وتقول أن الحقول الزراعية تراقب من قبل لجان زراعية متخصصة.
والى جانب الداتورا يتحدث عراقيون عن انتشار زراعة الخشخاش في بعض مناطق العراق.
ففي مدينة كركوك (240كم شمال بغداد) عثر في شهر تشرين الماضي، على مزرعة نباتات مخدرة شمال المدينة من ضمنها الخشخاش.
ويروي أحمد الدليمي عن تجوله بين مزارع صغيرة للنباتات المخدرة في الأنبار(محافظة عراقية تقع في غرب العراق) بين المناطق الزراعية والوديان. وقال ان هناك عدة حالات تسمم للمواشي بسبب انتشار هذه النباتات.
ويقول الدليمي ان الذي يساعد على زراعة النباتات المخدرة قدرتها على تحمل الجفاف ودرجات الحرارة العالية.
 
ويتخوف مسؤولون وخبراء زراعة و صحة عراقيون ان يتحول العراق مع مرور الزمن الى منتج للمخدرات وهو الذي يعد ممرا للتهريب فقط طيلة السنوات المنصرمة.
ففي الأسبوع الماضي اكتشفت الشرطة نباتات مخدرة في ثلاث مناطق زراعية في ديالى (55 كلم شمال شرق بغداد). كما عثر على 120 نبتة مخدرة مزروعة في قضاء المقدادية (35 كم شمال شرق بعقوبة)،على ضفاف نهر صغير.
تمويل الجماعات المسلحة
وبحسب الملازم شرطة محمد طارق فان هناك تخوف من توسع زراعة المخدرات من قبل جماعات مسلحة لتمويل نشاطاتها.
ويضيف: الخطر الأكبر ان تنتشر هذه الظاهرة. ويتابع : الأمر الواقع يشير الى ان زراعة المخدرات في العراق موجودة في العراق على نطاق ضيق، وهي مرشحة للتوسع ليس من قبل المواطنين بل من قبل الجماعات المنظمة.
ويقول حسين الكريطي، الخبير الزراعي في مدينة الديوانية (180 كم جنوب العاصمة) ان المناطق الزراعية في المحافظة شهدت في الفترة بين الأعوام 2003 و 2008 محاولات زرع نباتات مخدرة مثل الخشخاش بكميات تجارية لغياب الرقابة الأمنية والكساد الاقتصادي الذي أصاب زراعة الرز على طول نهر الفرات غرب المدينة حيث استبدل المزارعين زراعة الرز بزراعة الخشخاش لمردوده الاقتصادي الجيد.
ويضيف.. في الديوانية هناك مزارع للحبة الحلوة والسوداء واليانسون وهي نباتات تحتوي مواد سامة ومخدرة لكن هذا لا يعني ان المزارع العراقي يحرص على زراعة المخدرات. ويقول
ويضيف : وحتى النباتات التي تحتوي على مواد مخدرة فان المزارع العراقي يزرعها ولا يستخدمها بل هي للتصدير الى إيران للأغراض الطبية.
الجدير بالذكر ان البصرة (545 كم جنوب بغداد)شهدت في السنوات المنصرمة ايضا لجوء بعض المزارعين الى زراعة نباتات مخدرة في منطقة الشعيبة الصحراوية، وعلى ضفاف نهر الخورة الذي يتفرع من شط العرب.
ويعتقد مواطنون وخبراء زراعة عراقيون ان أغلب زراعات النباتات المخدرة في البيوت وساحات المدن تحدث بشكل عفوي غير مقصود، باستثناء من يزرع في البرية والصحراء وضفاف الانهر بكميات كبيرة الغرض منها انتاج المخدرات والمتاجرة بها.

المصدر: موقع إيلاف الإلكتروني

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,549,135

عدد الزوار: 6,954,516

المتواجدون الآن: 61