واشنطن وباريس ولندن والقاهرة تعترف بـ "الجمهورية" الجديدة

السودان دولتان رسمياً بمظلة دولية

تاريخ الإضافة الإثنين 11 تموز 2011 - 6:11 ص    عدد الزيارات 3415    التعليقات 0    القسم عربية

        


الخرطوم ـ صديق نورين ووكالات

في التاسع من تموز (يوليو) 2011، انقسم السودان إلى دولتين، وانفصل الجنوب عن الشمال، وسط احتفالات، شهدت حضوراً دولياً لافتاً، في مدينة جوبا، عاصمة الدولة الوليدة "جمهورية جنوب السودان".
فقد أعلن رئيس البرلمان السوداني الجنوبي جيمس واني ايغا أمس رسمياً استقلال "جمهورية جنوب السودان"، لترى بذلك النور أحدث دولة في العالم اثر تقسيم أكبر بلد في افريقيا من حيث المساحة.
وقال واني ايغا "نحن ممثلو الشعب المنتخبون ديموقراطياً وبناء على إرادة شعب جنوب السودان واستناداً الى نتيجة استفتاء تقرير المصير، نعلن جنوب السودان أمة مستقلة ذات سيادة".
وقرأ إعلان الاستقلال أمام العشرات من رؤساء الدول والشخصيات الدولية البارزة ووسط ابتهاج الآلاف من الجنوبيين الذين حضروا المراسم. ومن ثم رُفع العلم الوطني لجنوب السودان وسط تصفيق حاد ودموع وأناشيد.
وهتفت الحشود "لن نستسلم أبداً! أبداً!"، وسط انطلاق صفارات ودموع الكثيرين. وقال أحد الرجال وقد بدت الدموع في عينيه "أنا أبكي لأن هذا العلم بات بين أعلام العالم". وأضاف "لقد حرمنا من حقوقنا، واليوم لن يحدث ذلك بعد الآن".
وبحسب رئيس البرلمان، فإن إعلان الاستقلال جاء مؤكداً على الطبيعة الديموقراطية والتعددية العرقية والدينية للدولة الجديدة، فضلاً عن التزامها بعلاقات ودية مع كافة البلدان، "بما فيها جمهورية السودان". وأضاف ايغا أن جنوب السودان سيسعى "كأولوية استراتيجية" للانضمام الى الأمم المتحدة، والاتحاد الافريقي، ومجموعة (ايغاد) لبلدان شرق افريقيا وغيرها من المنظمات والمحافل الدولية.
وبعد ذلك وقع الزعيم الجنوبي سالفا كير ميارديت الدستور الانتقالي وأدى يمين تولي الرئاسة كأول رئيس للدولة الجديدة، وقرأ اليمين الدستورية من فوق منصة أمام عشرات الآلاف من الجنوبيين وقال: "أقسم بالله العظيم، بصفتي رئيس جمهورية جنوب السوادان أن أكون مخلصاً وأن أدين بالولاء الصادق لجمهورية جنوب السودان".
ويأتي إعلان الاستقلال بعد أكثر من خمسين عاماً من الحرب، تخللتها فترة هدوء لبضعة أعوام، بين المتمردين الجنوبيين وحكومات الخرطوم المتعاقبة وهو نزاع ترك الجنوب في حالة دمار وقتل وشرد الملايين وأدى الى فقدان الثقة بين الجانبين.
وبعد مراسم إعلان الدولة، اعتلى المنصبة عدد من الخطباء أولهم كان مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة سوزان رايس التي قدمت تهنئة الرئيس باراك أوباما لشعب جنوب السودان بالاستقلال، مؤكدة دعم بلادها للدولة الجديدة، وقالت: "لديكم صديق عزيز ومخلص يتمثل في الولايات المتحدة التي ستكون معكم لتقوية هذا الوطن ومن أجل ترقية حقوق الإنسان".
ثم تحدثت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاترين آشتون، فأكدت أن "الشعبين في الجنوب والشمال قادران على بناء دولتين قويتين ما دام هناك سلام وتواصل بين الدولتين".
كما تحدث ممثل بريطانيا مهنئاً، وأعلن فتح سفارة بلاده في جوبا، وأكد دعم بريطانيا للدولة الجديدة ما دامت ملتزمة بالمواثيق الدولية والسلام.
وألقى ممثل جامعة الدول العربية كلمة أكد فيها استعداد الجامعة لدعم الدولة الوليدة في شتى المجالات بما يضمن أمنها وسلامتها واستقرارها، داعياً إلى حل كل القضايا العالقة بالحوار بما يكفل إنهاء مظاهر الصراع، وعدم عودة الحرب مرة أخرى بين الدولتين.
وجاء دور الرئيس السوداني عمر حسن البشير الذي قدمه نائب رئيس حكومة جنوب السودان رياك مشار الذي اعتبر أن "الرئيس البشير، شريكنا المبجل في اتفاقية السلام الشامل، أبدى شجاعة هائلة وحكمة كبيرة قادتا إلى تحقيق السلام"، مشيراً إلى أنه "دخل بذلك التاريخ من أوسع أبوابه، وأنه بلا منازع أبرز قادة السودان، فهو رجل السلام، وأنه حقق ما عجزت كل الحكومات المتعاقبة في الخرطوم عن تحقيقه".
واعتلى البشير المنصة، ثم ألقى كلمة بدأها كالآتي: "الأخ الفريق أول سلفاكير ميارديت رئيس جمهورية جنوب السودان"، أكد فيها "احترام إرادة شعب الجنوب"، داعياً إلى "حماية السلام بالالتزام والترابط والتواصل والمحافظة على الروابط الاجتماعية المشتركة"، وقال: "إن ذلك يمثل مسؤولية مشتركة يجب على الطرفين العمل في سبيل تحقيقها".
وثمن البشير "جهود الطرف الآخر في تحقيق السلام، والأصدقاء الذين أسهموا في المساعدة في ذلك، وعلى رأسهم نيجيريا وأميركا ومنظمة إيغاد"، داعياً "الجميع للوفاء بالتزاماتهم"، وخص بالذكر الرئيس الأميركي باراك أوباما كي "يفي بالعهود التي قطعها، وأن يرفع العقوبات الأحادية" معتبراً من ناحية ثانية أن "مهمة "يونميس" قد انتهت بتحقيق استقلال جنوب السودان بعد شق طريق طويلة وصعبة".
ثم ألقى سلفاكير كلمة حيا في بدايتها الرئيس عمر البشير "الشريك الأكبر في عملية السلام"، كما حيا ذكرى الراحل مؤسس الحركة الشعبية جون غارانغ، قائلاً إنه "لولا تضحياته ما كان هذا اليوم وصل إلينا"، كما شكر كل الدول والمؤسسات والشركاء في التنمية الذين التزموا بتقديم الدعم والمساعدة لجنوب السودان.
وفور إعلان استقلال "جمهورية جنوب السودان" توالت بيانات الاعتراف بالدولة الوليدة، ففي واشنطن، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما اعتراف الولايات المتحدة رسمياً بجمهورية جنوب السودان الجديدة بعيد إعلان استقلالها. وقال في بيان "أعلن بفخر أن الولايات المتحدة تعترف رسمياً بجمهورية جنوب السودان، دولة تتمتع بالسيادة ومستقلة ابتداء من هذا اليوم، 9 تموز (يوليو) 2011".
وأضاف أنه "في وقت يبدأ فيه سودانيو الجنوب المهمة الصعبة لبناء بلدهم الجديد، تعد الولايات المتحدة بأن تكون شريكتهم في سعيهم الى الأمن والتنمية والحكم الذي يلبي تطلعاتهم واحترام حقوق الإنسان"، مشيراً إلى أن استقلال جنوب السودان يمثل "مرحلة جديدة في المسيرة الطويلة لافريقيا نحو تحقيق فرصتها بالديموقراطية والعدالة".
وهنأت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بدورها السودان الذي كان أول بلد يعترف باستقلال الجنوب. وقالت "بمضيها في طريق السلام، تستطيع الحكومة السودانية أن تعيد صوغ علاقاتها مع المجموعة الدولية وتأمين مستقبل زاهر لشعبها".
وفي باريس، أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اعتراف فرنسا بجمهورية جنوب السودان، وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان إن "فرنسا تعترف وترحب بجنوب السودان في عداد مجموعة الدول"، مؤكدة أن ساركوزي "رحب بحصول جنوب السودان على استقلاله" و"عرض على الرئيس سالفا كير إقامة علاقات ديبلوماسية وتبادل للسفراء".
واعترفت بريطانيا بالدولة الجديدة، وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن "المملكة المتحدة فخورة (...) بأن تكون بين أول من يعترف باستقلال جنوب السودان. ونرحب بجنوب السودان في المجتمع الدولي ونتطلع قدماً لبناء علاقات أكثر قوة بين المملكة المتحدة وجنوب السودان في الأشهر والسنوات المقبلة". واعترفت القاهرة بالجمهورية الوليدة، وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن وزير الخارجية المصري محمد العرابي، فور وصوله على رأس وفد مصري إلى جوبا للمشاركة في احتفالات إعلان الدولة، قام بتسليم خطاب رسمي بالاعتراف بجمهورية جنوب السودان.

(ا ف ب، ا ش ا، رويترز)

 

 


المصدر: جريدة المستقبل

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة..

 الإثنين 15 نيسان 2024 - 9:21 م

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة.. https://www.crisisgroup.org/ar/middle… تتمة »

عدد الزيارات: 153,390,143

عدد الزوار: 6,890,288

المتواجدون الآن: 88