خارطة الأحزاب السياسية الكردية بسوريا

أهالي ريف دمشق رفعوا يافطة موجهة للشعوب العربية «إننا نذبح فساعدونا» .. حماه تتحدى.. ومظاهرات حاشدة في سوريا

تاريخ الإضافة الأحد 10 تموز 2011 - 6:46 ص    عدد الزيارات 3391    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

حماه تتحدى.. ومظاهرات حاشدة في سوريا
قتلى وعشرات الجرحى في «جمعة لا للحوار» * مسؤول غربي زار حماه لـ«الشرق الأوسط»: لم نر عصابات مسلحة.. ولست متأكدا من أن هذا الرئيس يستطيع تحقيق الانتقال السلمي
لندن ـ دمشق: «الشرق الأوسط»
تحدى سكان حماه، أمس، الحصار العسكري على مدينتهم، وخرجوا في يوم «جمعة لا للحوار» بمئات الآلاف يطالبون بإسقاط النظام، بعد أيام من التوتر وتصاعد المخاوف من استعداد الجيش لبدء عملية عسكرية على المدينة, فيما خرجت مظاهرات حاشدة في جميع مدن سوريا رافضة للحوار «مع نظام الشبيحة».
وشكلت زيارة السفيرين الأميركي والفرنسي إلى حماه درعا للمتظاهرين, الذين قدر الناشطون عددهم أمس بـ450 ألف متظاهر، بينما خرجت مظاهرات في أكثر من 250 بقعة في سوريا ترفض الحوار مع النظام وتطالب برحيل الرئيس بشار الأسد. وهتف المتظاهرون في عدة مناطق أمس «لا للحوار مع الشبيحة»، علما أنه من المفترض عقد أول لقاء حواري دعت إليه السلطة، على مدى يومين، غدا وبعد غد. إلا أن المظاهرات لم تمر بشكل سلمي، في مناطق أخرى لم تتمتع بحماية دبلوماسيين مثل حماه، إذ سقط أمس 13 قتيلا على الأقل برصاص قوات الأمن، بينهم اثنان في دمشق.
وأثارت زيارتا السفيرين الأميركي، روبرت فورد، والفرنسي إريك شوفالييه إلى حماه، استياء النظام السوري الذي شن حملة اتهامات ضد واشنطن، وتجاهل فرنسا، متهما الولايات المتحدة بالتورط في الأحداث الجارية في سوريا. وقالت دمشق إن فورد التقى «بمخربين وحثهم على التظاهر». ولكن رغم هذا التهجم، أكدت بثينة شعبان، المستشارة الرئاسية والإعلامية، أن دمشق «لا تريد أن تقطع شعرة معاوية» مع الإدارة الأميركية.
واعربت الادارة الاميركية عن «استيائها» من رد فعل دمشق على زيارة فورد الى حماه, مجددة التأكيد على ان واشنطن ابلغت دمشق مسبقا بهذه الزيارة.
وقالت فيكتوريا نالاند المتحدثة باسم الخارجية الاميركية «نحن بصراحة مستاءون قليلا» لرد الفعل السوري, مشددة على ان قول الحكومة السورية انها تفاجأت بالزيارة التي قام بها فورد الى حماه «لا معنى له». واضافت المتحدثة ان المتظاهرين في حماه احتشدوا الجمعة لتحية السفير وغطوا الزجاج الامامي لسيارته بالورود التي نثروها عليها, ولكنه رفض الترجل من السيارة لتحيتهم كي لا يحول التظاهرة عن مجراها ويصبح محطا للانظار. واضافت نالاند ان السفير ولدى مغادرته حماه واكب سيارته متظاهرون على متن دراجات نارية لخشيتهم على سلامته, مشددة من جهة اخرى على ان الزيارة التي قام بها السفير الفرنسي لدى سوريا اريك شوفالييه الى حماه أول من أمس لم يجر تنسيقها مع زيارة نظيره الاميركي. وتحدث دبلوماسي غربي عبر الهاتف مع «الشرق الأوسط» من دمشق، وكان من بين الذين زاروا حماه أمس، قائلا إن «أهالي حماة أرادونا أن نشهد ما يحدث هناك». ونفى الدبلوماسي ما تقوله الحكومة السورية عن وجود عصابات مسلحة تسيطر على حماه، مؤكدا: «لم نر عصابات مسلحة ولم نر أحدا يحمل أية أسلحة». وأضاف: «لست متأكدا أن هذا الرئيس يستطيع تحقيق الانتقال السلمي في البلد، والخطوات التي رأيناها هذا الأسبوع لا تطمئن».
 
مئات الآلاف يتظاهرون في حماه بوجود السفيرين الفرنسي والأميركي.. من دون قمع قوات الأمن
مقتل 13 مدنيا برصاص الأمن في مناطق متفرقة.. ومظاهرات عمت مدن سوريا في «جمعة لا للحوار»
دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
تحدى سكان حماه، أمس، الحصار العسكري على مدينتهم، وخرجوا في يوم «جمعة لا للحوار» بمئات الآلاف يطالبون بإسقاط النظام، من دون أن تتعرض لهم قوات الأمن، حيث أعاد سكان المدينة ذلك إلى وجود السفيرين الأميركي والفرنسي في ما بينهم يوم أمس، بعد أن كانا وصلا إلى المدينة يوم أول من أمس.
وعلى الرغم من أن السفير الفرنسي لدى سوريا، اريك شوفالييه، توجه أول من أمس، الخميس، إلى حماه مع السفير الأميركي، روبرت فورد، فإن النظام السوري لم يأت على ذكر السفير الفرنسي في الانتقادات التي وجهها أمس لفورد. وثمة من تندر من الناشطين على صفحات موقع «فيس بوك»، بأن «مرد تجاهل النظام السوري لزيارة السفير الفرنسي هو أن وزير الخارجية، وليد المعلم، قال في وقت سابق إننا سننسى وجود أوروبا على الخريطة»، بسبب العقوبات الأوروبية التي فرضت مؤخرا على شخصيات سوريا من بينها الرئيس، بشار الأسد.
وكانت قناة «الوصال» التي يظهر فيها الشيخ عدنان العرعور في برنامج «ماذا يريد السوريون»، أول من أورد مساء أول من أمس، الخميس، في خبر عاجل، خلال برنامجه، توجه وفدين، أميركي وفرنسي، إلى مدينة حماه. ويصنف النظام السوري قناة «الوصال» على رأس قائمة قنوات الفتنة والتحريض التي تحض الشارع السوري على التظاهر، كما يعتبر الشيخ عدنان العرعور، ابن حماه المنفي منذ 4 عقود، واحدا من ألد أعدائه.
وخرجت في حماه، أمس، حيث كان متوقعا أن يكون يوما داميا بعد أسبوع من التوتر والاعتقالات والملاحقات أسفر عن سقوط أكثر 23 قتيلا، مظاهرات حاشدة توافد إليها المشاركون من مدينة حماه وريفها، وقدر عددهم بـ450 ألف متظاهر. وقال ناشطون إنه تم إلقاء كلمة باللغة الإنجليزية في ساحة العاصي تتضمن مطالب أهالي مدينة حماه، وتليت بحضور السفير الأميركي.
وبحسب مصادر محلية، التقى السفيران، الفرنسي والأميركي، عددا من الأهالي من المحتجين، كما قاما بزيارة إلى أحد المستشفيات واطلعا على الوضع ميدانيا، الأمر الذي أغضب السلطات السورية التي قامت بتنظيم مسيرات تأييد للنظام واحتجاج على التدخل الخارجي وزيارة السفير الأميركي إلى حماه. فتجمع مؤيدو النظام في ساحة الحجاز وسط العاصمة، دمشق، وفي ساحة باب توما مساء يوم أمس احتجاجا على زيارة فورد، وتأييدا «لبرنامج الإصلاح».
وبالتوازي مع ذلك، صعدت السلطات السورية يوم أمس في حدة مواجهتها للمظاهرات الاحتجاجية مستخدمة العنف المفرط الذي لم تجرؤ على استخدامه في مدينة حماه نظرا لوجود السفيرين الفرنسي والأميركي هناك، لكنها استخدمته في مناطق أخرى، وأدى إلى مقتل 13 شخصا على الأقل، بحسب ما قال ناشطون. ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن مسؤول أميركي أن السفير فورد غادر حماه بعد الظهر «كي لا يشتت الانتباه خلال المظاهرات الأسبوعية».
وقال ناشطون إن المشاركين في مظاهرة حماه من أبناء بلدات طيبة الإمام وخطاب واللطامنة وصوران، تعرضوا لدى عودتهم من حماه، عند مفرق قمحانة، لإطلاق النار عليهم من قبل «شبيحة النظام»، أسفر عن وقوع نحو 30 جريحا. وأضاف الناشطون أن أهالي حلفايا الذين هبوا لمؤازرة أهالي حماه، تعرضوا بدورهم لإطلاق نار من قبل قرية الوزة، مما أسفر عن إصابة شخصين بجراح وتم إسعافهما بنقلهما إلى مستشفى الحوراني. وقال الناشطون إن أهالي حلفايا، ورغم إطلاق النار عليهم، تابعوا مسيرهم إلى حماه وانضموا للمتظاهرين في ساحة العاصي.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية نقلا عن منظمتين حقوقيتين، أن قوات الأمن قتلت أمس، خلال تفريقها المظاهرات، 6 متظاهرين في مدينة الضمير في ريف دمشق و5 متظاهرين في حمص (وسط) ومتظاهرين اثنين في حي الميدان بوسط العاصمة، دمشق. وأكد رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، للوكالة «مقتل 6 أشخاص عندما أطلق رجال الأمن النار لتفريق متظاهرين في مدينة الضمير (ريف دمشق)». وأعلن رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان، عبد الكريم ريحاوي، عن «مقتل 5 متظاهرين في مدينة حمص (وسط) ومتظاهرين اثنين في حي الميدان وسط العاصمة، دمشق، بنيران رجال الأمن خلال تفريق مظاهرات».
وفي مدينة الرستن القريبة من حماه، قال ناشطون في معلومات غير مؤكدة، إنه بعد خروج مظاهرة عقب صلاة الجمعة، تم إطلاق رصاص حي لتفريق المتظاهرين، في حين قامت مجموعة من «الضباط الأحرار»، الذين سبق وانشقوا عن الجيش، بمهاجمة المقار الأمنية.
وفي معرة النعمان في محافظة إدلب (شمال غربي)، قالت مصادر محلية إن الدبابات توجهت يوم أمس من وادي الضيف إلى الطريق العام لمنع عبور متظاهري القرى الشرقية إلى معرة النعمان، وجرى إطلاق نار عليهم، مما أسفر عن سقوط قتيل وعدد من الجرحى.
وتجمع عدد كبير من أهالي إدلب في معرة النعمان في مظاهرة حاشدة قدرت بأكثر من 50 ألف متظاهر، وقد قامت قوات الأمن والجيش بإطلاق الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين، أدى إلى سقوط 3 قتلى وعدد كبير من الجرحى، بعدها شهدت المدينة نزوحا للسكان مع استمرار إطلاق الرصاص وتوجه آليات الجيش نحو المدينة مع قطع كامل للاتصالات.
وأفادت مصادر محلية بوجود نحو 11 مصابا في إدلب بحالة خطيرة جدا، ووجود جثث قتلى في المستشفى الوطني الذي تحاصره قوات الأمن وتقوم باعتقال المصابين. وقد خرجت مظاهرات في قرى إدلب؛ بنش وسراقب وخان شيخون وكفر نبل تفتناز.
وفي دمشق، خرجت مظاهرة كبيرة في حي ركن الدين لنصرة حماه، تدعو إلى رفض الحوار مع النظام. إلا أن قوات الأمن سارعت إلى تفريق المتظاهرين بإلقاء كثيف للقنابل المسيلة للدموع. كما قامت قوات الأمن بإطلاق الرصاص الحي على مظاهرة أخرى خرجت في دمشق في حي الميدان. وهذه المرة الثانية التي يستخدم فيها الأمن الرصاص الحي لتفريق مظاهرة الميدان التي تخرج من جامع الحسن.
إلى ذلك، قال ناشط حقوقي، أمس، إن متظاهرين جرحوا مساء أول من أمس بالقرب من دمشق عندما أطلق رجال الأمن النار عليهم أثناء مشاركتهم في مظاهرة ليلية. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «رجال الأمن أطلقوا النار مساء الخميس لتفريق متظاهرين كانوا يشاركون في تظاهرة ليلية في مدينة حرستا (ريف دمشق) مما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى». وأشار الناشط إلى أن «إصابة بعضهم خطرة» دون أن يتمكن من تحديد عدد المصابين. وتشهد مدينة حرستا المجاورة لمدينة دوما (15 كلم شمال دمشق)، معقل الاحتجاجات في ريف دمشق، حضورا أمنيا كثيفا منذ 3 أسابيع.
 
حوار مع الشبيحة
أهالي ريف دمشق رفعوا يافطة موجهة للشعوب العربية «إننا نذبح فساعدونا»
لندن: «الشرق الأوسط»
تزايد عدد بؤر الاحتجاجات في سوريا يوم «جمعة لا للحوار»، ليصل إلى 256 نقطة حتى الآن، بحسب ما أكد ناشطون على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد» على موقع «فيس بوك». وقالوا إن هذا يجعل من «الثورة السورية الثورة العربية الأكبر من حيث الاتساع الجغرافي في طول البلاد وعرضها». ويأتي اتساع بقعة المظاهرات ردا على دعوة الحوار التي وجهها النظام السوري، والتي أعلن عدد كبير من المدعوين إليها رفضهم المشاركة فيها، في وقت لا يزال النظام يلجأ إلى الحل الأمني لقمع المتظاهرين. ويوم أمس، أعلن الشارع في مظاهرات حاشدة رفضه للحوار مع النظام.
وبالإضافة إلى الشعارات التي دأب الشارع على تردادها، «الشعب يريد إسقاط النظام» و«ما منحبك ما منحبك ارحل عنا أنت وحزبك»، ردد المتظاهرون في كل الأنحاء «لا حوار لا حوار ارحل ارحل يا بشار».
وفي حماه، رفعت لافتة طريفة كتب عليها «بلا حوار بلا بطيخ»، وهي عبارة يرددها السوريون في حال الاستخفاف وعدم تصديق الآخر. وفي حمص، ردد المتظاهرون «يا بشار فهام منيح مانك قابل للتصليح»، أي إن هذا النظام غير قابل للإصلاح.
وفي ريف دمشق، تم التركيز على دعوات مقاطعة رجال الأعمال المتهمين بتمويل الشبيحة، ورفع أهالي القابون لافتة كتبوا عليها «القاتل محمد حمشو ممول الشبيحة من أين لك هذا؟». ومحمد حمشو هو أحد رجال المال والأعمال السوريين، وهو معروف بشراكاته مع بعض رموز النظام، ومن الذين جمعوا ثروة طائلة في السنوات العشر الأخيرة. وفي الأحداث الأخيرة، وبسبب مساندته للنظام بقوة، سواء عبر قناة تلفزيون «الدنيا» التي يمتلك فيها الحصة الأكبر، وأيضا الدور الذي مارسه في التفاوض مع المحتجين، زاد الشكوك حوله. فدعا الناشطون إلى مقاطعة منتجات الشركات التي يملكها ضمن قائمة تتضمن أسماء عشرات التجار ممن يدعمون النظام، واعتبارهم شبيحة.
وفي لافتة أخرى رفعت في ريف دمشق، كتب المتظاهرون «ثورتنا سلمية ولا نتحاور مع الشبيحة». كما وجهوا نداء استغاثة للشعوب العربية وحملوا يافطة كتبوا عليها «استغاثة من الشعب السوري إلى كل الشعوب العربية .. إننا نذبح فساعدونا». وفي رسالة إلى الضمير الإنساني في العالم، كتبوا كلمة مختزلة ومعبرة باللغتين العربية والإنجليزية تقول «ابق إنسان».
ومن اللافت في هتافات أمس، ترديد المتظاهرين في حمص ودرعا وقرى حوران إلى جانب هتاف «حماه نحن معاك للموت»، الأغاني الشعبية التي كان يرددها إبراهيم قاشوش في ساحة العاصي في حماه قبل أن يذبح يوم الثلاثاء الماضي وترمى جثته في نهر العاصي. ويوم أمس، رفعت لافتات كتب عليها «كلنا إبراهيم قاشوش». وكانوا يترنمون بكلمات «ما في حوار ارحل ارحل يا بشار». وتفننوا في التنويع عليها، كما كان يتفنن قاشوش، وقالوا «لا حوار لا حوار ارحل ارحل يا بشار سوريا بلد الأحرار حاميها الله الجبار»، و«هي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه».
 
شاهد يروي كيف قتل محققون الفتى تامر.. بعد أن أشبعوه تعذيبا
لندن: «الشرق الأوسط»
داخل مركز اعتقال رث في دمشق، انهال 8 أو 9 محققين ضربا بالهراوات على مراهق نحيف مكبل اليدين، مصاب بجرح في الجانب الأيسر من صدره من جراء تلقي رصاصة. ظلوا يضربونه على رأسه وظهره وقدميه وعضوه الذكري، ثم تركوه ينزف من أذنيه على أرض الزنزانة ويصرخ مستغيثا بأمه وأبيه. سمع إبراهيم الجهماني، أحد زملائه في الزنزانة، الذي قال إنه شاهد ما حدث لهذا الفتى في سوريا في مايو (أيار) الماضي، المحققون يطلبون من الفتى ذي الـ15 عاما، أن يقول إنه «يحب» بشار الأسد. لكن الفتى، الذي عرف في ما بعد أن اسمه تامر محمد الشاري، رفض، بل ظل يهتف بشعار مناهض لنظام الأسد يتردد صداه في شوارع سوريا وهو «الله.. حرية.. سوريا وبس».
يبدو أن رفض تامر كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة للمحققين. وقال الجهماني لوكالة «أسوشييتد برس» بعد إطلاق سراحه: «لقد كسر الحراس معصم يده اليمنى وانهالوا ضربا بالعصي على يديه اللتين كانتا مكبلتين بالقيود وراء ظهره. وقد ضربوه أيضا على وجهه ورأسه وظهره وقدميه وعضوه الذكري حتى نزف من أنفه وفمه وأذنيه وسقط مغشيا عليه. لقد ظل يتوسل طالبا الرحمة وأخذ يصرخ مناديا على أمه وأبيه لإنقاذه». وأضاف بصوت مخنوق من الانفعال: «لقد كان مسجى على الأرض ككلب بثيابه الداخلية وجسده مغطى بالدماء. لكن المحققين لم تأخذهم أي شفقة ولا رحمة به واستمروا في ضرب الفتى بوحشية».
كان تامر والجهماني اثنين من بين آلاف السوريين الذي تم إلقاء القبض عليهم جماعيا على خلفية الاشتباه في معارضتهم للأسد خلال الاحتجاجات التي بدأت في مارس (آذار) الماضي. وشاهد الجهماني هذا التعذيب من ردهة موازية للزنازين، وهو ينتظر لساعتين حتى يقتاده الحراس إلى زنزانته. وقال إن تلك الردهة كانت تفوح منها رائحة الدم والمراحيض القذرة وكانت الأسرّة الموجودة في الزنازين مغطاة بملاءات قذرة.
احتجزت قوات الأمن تامر عاريا تقريبا ومكبلا بالقيود والدماء والكدمات تغطي جسده في السجن الذي تديره استخبارات القوات الجوية السورية، بينما كسر المحققون ساعده وأسنانه. وتم استدعاء طبيب ذات مرة لإفاقته، على حد قول الجهماني. وقال الجهماني الذي تحدث لـ«أسوشييتد برس»: «أعطوه حقنة ثم بدأوا في ضربه مرة أخرى، مركزين على قدميه وعضوه الذكري، ثم بدأ الصبي في النزف من أذنيه». في اليوم التالي أوقفت صرخات الفتى بوحشية. قال الجهماني إنه لم يسمع صوته مرة أخرى.
وأكد الجهماني، البالغ من العمر 23 عاما، أنه كان معتقلا في نفس مركز الاعتقال مع تامر في مايو وشاهد وسمع ما حدث للصبي على مدار يومين من الضرب. خلال اليوم الأول، قال الجهماني إنه رأى وجه تامر المليء بالكدمات على أرضية الردهة. وفي مساء ذلك اليوم، وضعوهما في زنزانتين مختلفتين قريبتين في نفس الممر، وكان باستطاعة الجهماني سماع صرخات تامر.
وقال «أسوشييتد برس» في تقريرها، إن الجهماني تحدث إلى مراسليها عبر الهاتف، ومرة أخرى في لقاء مباشر. وأشار إلى أنه فر بعد أن أطلقت السلطات السورية سراحه في 31 مايو بعدما قضى قرابة الشهر في الاعتقال. وعرض لمراسلي الوكالة الأوراق الخاصة بإطلاق سراحه، الموقعة والممهورة من قبل السلطات السورية بعد فشلهم في إيجاد أدلة على لائحة الاتهام الموجهة ضده.
تم الكشف عن موت تامر في يونيو (حزيران) الماضي، عندما ظهرت مقاطع فيديو على الهواتف الجوالة لوجه الفتي الذي امتلأ بالرضوض والكدمات والرصاص الذي اخترق الجسد، وقد فقد معظم أسنانه في تابوت من الخشب. وأظهر مقطع آخر سيدة تصرخ «هذا ابني.. أقسم أن هذا ابني». وقال الجهماني إنه شاهد الفيديو بعد الإفراج عنه وتعرف في الحال على القتيل الشاب، وقال إنه الفتى الذي شاهده في مركز الاعتقال.. فقد سمع المحققون ينادونه «تامر».
يقف الفيديو دليلا على وحشية أعمال القمع التي لا تميز حتى الأطفال حيث قتل 72 طفلا منذ بداية الانتفاضة، بحسب لجنة التنسيق المحلية، اللجنة التي تقوم بالتوثيق للمظاهرات. والروايات التي وردت بشأن ضرب تامر وموته تعزز من الدعاوى التي أطلقتها جماعات حقوق الإنسان بأن القوات السورية يجب أن تستجوب بشأن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وقد حثت منظمة العفو الدولية، ومقرها لندن، مجلس الأمن، هذا الأسبوع، على إحالة سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية لارتكابها مثل هذا الجرم.
كان كل من تامر وصديقه حمزة الخطيب (13 عاما)، من أبناء قرية جيزا بمحافظة درعا، الذي اختفى في 29 أبريل (نيسان). يذكر أن درعا شهدت انطلاقة الثورة عندما ألقت قوات الأمن القبض على بعض طلاب المدرسة الإعدادية الذين كتبوا شعارات مناوئة للحكومة على الحوائط.
اعتقل حمزة في مظاهرة ولم يشاهد مرة أخرى حتى سلمت جثته المشوهة إلى أسرته بعد ذلك بأسبوع. وتحول الخطيب في ما بعد إلى رمز للثورة ضد الأسد قادت الآلاف من المتظاهرين إلى الشوارع. أثارت وفاة حمزة الخطيب وتامر غضب السوريين الذين عاشوا تحت الديكتاتورية الوحشية لعائلة الأسد لأكثر من 4 عقود، ليتسع نطاق المظاهرات ويجذب المزيد من قطاعات المجتمع.
وقال الجهماني إنه كان يمشي في درعا في الثالث من مايو مع صديقه فارس ناصر، عندما طلبت منه قوات الأمن التوقف، لكن ناصر حاول الهرب فقامت قوات الشرطة السرية بإطلاق النار عليه فأردته في الحال. وقال: «أصبت بالذهول من رؤية ما حدث لصديقي أمام عيني، فلم يفعل أي شيء ليكون مصيره القتل». وقال الجهماني، إنه لم يكن خائفا، لكنه كان غاضبا بسبب وفاة صديقه. وأضاف: «كان علي أن أهدأ لأنهم قد يقتلونني إذا ما فعلت أو قلت أي شيء». وقرر الجهماني أن لا يفر.
قام عملاء القوات الأمنية بوضع يديه في الأصفاد، وتغطية عينيه ودفعه إلى داخل السيارة التي سارت لأكثر من ساعة، ثم اكتشف في ما بعد أنه محتجز داخل مركز لاعتقال الاستخبارات القوات الجوية في دمشق. وأشار إلى أنه تعرض للضرب بالهراوات والركل من قبل المحققين، مما ترك آثارا على فخذه بعد الإفراج عنه. وتساءل الجهماني: «ما هو الخطأ الذي ارتكبه؟ كان يريد الحرية.. كان يريد أن يكون مثل أقرانه في كل مكان في الحياة يستمتع بالحياة، وأن يعبر عن نفسه دون أن يضطر إلى الترقب». وأوضح أنه اعتقل 3 مرات على الأقل منذ اجتياح الانتفاضة سوريا.
وقال الجهماني: «اعتقلت مرتين في مارس ومرة في أبريل، التي شهدت فيها عمليات التعذيب. كان يسعون خلفي لأنني كنت ناشطا على الـ(فيس بوك) والإنترنت، أقوم برفع ملفات الفيديو والصور على الإنترنت لعرضها على العالم لإظهار وحشية نظام بشار. كما كنت على اتصال بوسائل الإعلام مثل (أسوشييتد برس) خارج سوريا». وأكد الجهماني أنه لن يعود إلى سوريا حتى يسقط النظام. فقال: «سأعود إلى بلدي، إلى سوريا حرة، حرة من الطاغية بشار الأسد وعصبته الفاسدة».
 
زيارة السفير الأميركي لحماه تثير غضب النظام: لم يطلب إذنا.. والتقى مخربين وحضهم على التظاهر
الخارجية الفرنسية تعلن توجه السفير الفرنسي إلى المدينة
دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
أثارت زيارة السفير الأميركي، روبرت فورد، إلى حماه، التي بدأها عشية أول من أمس وبقي فيها حتى يوم أمس، استياء النظام السوري الذي شن حملة اتهامات ضد واشنطن، ولم يتورع عن اتهام السفير بحض «مخربين على التظاهر». وفور إعلان الخارجية الأميركية أول من أمس، عن توجه فورد إلى حماه التي تحاصرها الدبابات منذ عدة أيام، في ظل تصاعد المخاوف من وقوع مجزرة جديدة في المدينة التي لم تنس بعد مجزرة عام 1982، صدرت 4 ردود فعل تدين زيارة السفير فورد.
وجاء ذلك بينما أعلنت الخارجية الفرنسية أن سفيرها لدى سوريا، إريك شوفالييه، توجه بدوره إلى مدينة حماة يوم أول من أمس، للتعبير عن «التزام فرنسا بالوقوف إلى جانب الضحايا». وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، برنار فاليرو، أمس، إن «السفير الفرنسي لدى سوريا توجه فعلا إلى حماه بالأمس (أول من أمس) الخميس. وقد زار واحدا من أكبر مستشفيات المدينة، حيث التقى الفريق الطبي وعددا من الجرحى وأهاليهم». وأضاف المتحدث: «لقد توجه إلى هناك للتعبير عن التزام فرنسا بالوقوف إلى جانب الضحايا والمدنيين»، مشيرا إلى أن «فرنسا تذكر باهتمامها بمصير سكان مدينة حماه وإدانتها للعنف الذي تمارسه السلطات في سوريا ضد المتظاهرين والمدنيين».
أما في دمشق، فقد صدر بيان عن الداخلية يقول إن السفير الأميركي لدى زيارته حماه، التقى ببعض «المخربين وحضهم على التظاهر والعنف ورفض الحوار، كما التقى بعض الأشخاص تحت غطاء زيارته بعض المستشفيات». واتهم البيان واشنطن بـ«التورط» في الأحداث الجارية في سوريا والتحريض على «تصعيد الأوضاع التي تخل بأمن واستقرار البلاد».
وزارة الخارجية السورية التي كانت أول من أصدر رد فعل على زيارة فورد، اعتبرت «وجود السفير الأميركي في مدينة حماه دون الحصول على الإذن المسبق من وزارة الخارجية وفق التعليمات المعممة مرارا على جميع السفارات، دليلا واضحا على تورط الولايات المتحدة في الأحداث الجارية في سوريا ومحاولتها التحريض على تصعيد الأوضاع التي تخل بأمن واستقرار البلاد». وأضاف البيان أن «سوريا تنبه إلى خطورة مثل هذه التصرفات غير المسؤولة وتؤكد تصميمها على مواصلة اتخاذ كل الإجراءات الكفيلة باستعادة الأمن والاستقرار في البلاد».
أما مستشارة الرئيس، بثينة شعبان، فقد ظهرت على شاشة تلفزيون «بي بي سي» العربية، ظهر يوم أمس، لتقول إن تصرف فورد «يشكل تصعيدا»، وقالت: «لم يسبق لسفير أن توجه إلى مدينة فيها مشكلة مثل حماه دون تصريح، والأهم من ذلك أن يصدر عن وزارة الخارجية الأميركية بيان يقول إن السفير موجود في حماه وإنه يعتزم البقاء حتى اليوم (أمس) الجمعة». وأشارت شعبان إلى أن «الأهم من هذا أيضا هو وصول السفير الأميركي إلى حماه في لحظة انعقاد الاجتماع بين أهالي المدينة وأئمة الجوامع والسلطات المدنية في المدينة، لحل المشكلة فيها، وهذا يعني أن وصول السفير الأميركي هو لمنع حل هذه المشكلة».
وتساءلت: «كيف وصل السفير الأميركي إلى حماه في مناطق يقطع طرقها المخربون والمشاغبون وحملة السلاح.. ومن أوصله إلى جامع السريجة في المدينة في الساعة السادسة من مساء أمس دون أن يتعرض له أحد من المسلحين الموجودين في الشوارع الذين منعوا الموظفين في مدينة حماه من الوصول إلى وظائفهم لليوم الرابع على التوالي؟».
وقالت شعبان إن السفير الأميركي لم يطلب إذنا بالتوجه إلى حماه، ولكن «السفارة الأميركية طلبت إذنا للملحق العسكري الأميركي للذهاب إلى حماه، ولم يعط ذلك الإذن». ورغم الاتهامات والانتقادات التي وجهتها شعبان للسفير الأميركي أكدت أن «سوريا لا تريد قطع (شعرة معاوية) مع الإدارة الأميركية»، وقالت: «هناك احتجاج واستياء شديد من قبل الشعب السوري» حول وجود فورد في حماه. واعتبرت شعبان تصرف السفير «رسالة من الولايات المتحدة تقول لا للحوار».
كذلك، وفي سياق رد الفعل الرسمي على زيارة السفير الأميركي إلى حماه، قال مصدر إعلامي رسمي في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، إن توجه السفير الأميركي إلى حماه «يشكل تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية لدولة مستقلة ذات سيادة ودليلا فاضحا على الدور الأميركي في توتير الأجواء في سوريا ومحاولة الالتفاف على تحسن الأوضاع في البلاد».
واعتبر المصدر «هذا التصرف الأميركي يذكر بأسلوب المندوب السامي ولغة الحقبة الاستعمارية في التعاطي مع الدول ويضع الحواجز بين أبناء الوطن الواحد مناقضا بذلك التشدق الأميركي بالدعوة إلى الحوار والحلول السياسية والإصلاحات، مما يؤكد ارتباط هذه التحركات مع الأجندات الخارجية التي تهدف إلى ضرب أمن واستقرار سوريا».
 
دبلوماسي غربي في دمشق لـ «الشرق الأوسط»: بقاء النظام السوري يعتمد على تغيير سياساته
واشنطن تدافع عن زيارة فورد إلى حماه.. وتؤكد إبلاغ الحكومة السورية بذلك
لندن: «الشرق الأوسط»
صرح دبلوماسي غربي في دمشق لـ«الشرق الأوسط» بأن بقاء نظام الرئيس السوري بات يعتمد على «تغيير سياساته» وبشكل سريع مع تفاقم المظاهرات والاحتجاجات على ممارساته. ولكن أضاف الدبلوماسي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن «الوقت ينفد» أمام الحكومة السورية لتغيير سياساتها والاستجابة للمطالب الشعبية. وتابع أنه «في النهاية، الشعب السوري هو الذي يقرر» إذا كان الوقت قد نفد حقا أمام النظام السوري لتحقيق إصلاحات داخلية كافية.
وتحدث الدبلوماسي عبر الهاتف مع «الشرق الأوسط» من دمشق، وكان من بين الذين زاروا حماه أمس، قائلا إن «أهالي حماه أرادونا أن نشهد ما يحدث هناك». ونفى الدبلوماسي ما تقوله الحكومة السورية عن وجود عصابات مسلحة تسيطر على حماه، مؤكدا: «لم نر عصابات مسلحة ولم نر أحدا يحمل أي أسلحة ما عدا عددا قليلا من الذين حملوا العصي». وأضاف: «هناك حواجز وضعها أهالي المدينة وعادة ما يحرسها شباب، فقد أقام أهالي حماه هذه الحواجز بسبب ممارسات المخابرات (السورية) ودخولها المدينة ليلا للقيام بالاعتقالات من دون أي أوراق قضائية» حول هذه الاعتقالات.
وتابع: «قال الأهالي بأن هناك الآلاف من المعتقلين ولكن ليس لدينا المقدرة على تأكيد ذلك، وهناك شعور حقيقي بالخوف هناك وخاصة في الليل حيث يظهر (عناصر) المخابرات». ولكن في الوقت نفسه، أكد الدبلوماسي أن «المدينة ليست محاصرة، ورأينا فقط نقطة تفتيش واحدة تابعة للسلطات السورية في طريقنا إلى المدينة». وأضاف: «هناك بعض القوات العسكرية بالقرب من حماه ولكن كانت دائما هناك قواعد عسكرية هناك، لم ينتابنا الشعور بأن هناك هجوما عسكريا وشيكا على حماه أو احتمال تدخل عسكري وشيك، بل في المدينة نفسها كان هناك فقط نحو 6 عناصر من الجيش يجلسون تحت ظل شجرة يشربون الشاي، ونحو 6 آخرين يجلسون بالقرب من مقر الشرطة يشربون الشاي». وأكد الدبلوماسي أن «أهالي حماه كانوا مهتمين كثيرا بالتحدث عما يحدث، وخاصة حول الشاعر وقائد المسيرات إبراهيم القاشوش.. عدد من أهالي حماه قالوا إنهم سعيدون بوجودنا».
يذكر أن حماه تشهد إضرابا عاما وأغلق نحو 99 في المائة من المحلات والمتاجر فيها. وشدد الدبلوماسي على أنه «من الضروري أن يفهم الناس أنه بينما الحكومة (السورية) تقول بأن هناك مجموعات مسلحة (في حماه) لم نر أي مجموعات مسلحة، رأينا شبابا غير مسلحين ويشعرون بالخوف من اعتقال عناصر المخابرات لأهاليهم».
وهناك اهتمام غربي كبير بحماه والتطورات فيها، حيث توجه كل من السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد والسفير الفرنسي في دمشق اريك شفلير وعدد من الدبلوماسيين إلى حماه أمس. وردا على سؤال حول أهمية حماه، قال الدبلوماسي الغربي: «حماه مهمة حاليا بسبب التاريخ الذي مر فيها ونحن نفهم هذا التاريخ من عام 1982، وأيضا لأنه كانت فيها مظاهرات منذ نحو شهر وكانت تلك المظاهرات شبه سلمية كليا وقد اجتمع أهالي المدينة وقاموا بالتظاهر السلمي». وأضاف: «هذا النموذج من المظاهرات السلمية وغير المسلحة مهم جدا كي تتجنب سوريا المواجهات المسلحة أو الطائفية». واعتبر الدبلوماسي أنه من الضروري جدا «احترام حرية التعبير للطرفين، لكل أنواع التعبير، المؤيدة للحكومة والمعارضة لها». وأضاف أنه «من دون شك، المتظاهرون في حماه يطالبون بإسقاط النظام، ولكن هناك كثيرون آخرون في سوريا يقولون إنهم يريدون إبقاء النظام»، موضحا: «التحدي هو هل يمكنهم أن يعثروا على طريقة للتوصل إلى حل سلمي.. يجتمع الجميع على أن الوضع الراهن لا يمكن أن يستمر، يجب أن يكون هناك انتقال، السؤال هو كيف يمكن الانتقال من الوضع الحالي إلى حكومة جديدة ونظام جديد، وهذا سيكون صعبا». وأردف قائلا: «لست متأكدا أن هذا الرئيس يستطيع ذلك، الخطوات التي رأيناها هذا الأسبوع لا تطمئن».
وبينما سلطت أنظار العالم في اتجاه حماه، هناك تساؤلات عن إمكانية نجاح الحوار الوطني الذي دعت إليه الحكومة السورية، قال الدبلوماسي الغربي: «من دون اتخاذ الحكومات خطوات معينة لا أعتقد أن تتغير المظاهرات في الشارع أو التقدم إلى الأمام، على الحكومة أن تستجيب لمطالب المتظاهرين، لا يمكن أن تواصل الحكومة السورية تجاهل هذه المظاهرات التي باتت كبيرة جدا». وأضاف الدبلوماسي: «من المهم أن يتوصل السوريون إلى طريقة سلمية لحل الأزمة.. من الضروري أن تتحرك الحكومة بسرعة للسماح بالتظاهر السلمي وعدم الاعتداء على المتظاهرين وإطلاق الآلاف من المعتقلين السياسيين.. على الحكومة أن توقف التحريض الإعلامي ضد المتظاهرين». وتابع: «على الحكومة السورية معرفة أن من مصلحتها أن تغير سياساتها».
وتقلل الدول الغربية من أهمية اتهامات الحكومة السورية بالتدخل الأجنبي في المظاهرات والمطالب الداخلية.
من جهتها، دافعت الإدارة الأميركية أمس عن قرار السفير الأميركي في دمشق بزيارة مدينة حماه وتقصي الأوضاع فيها. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»: «إنه يقوم بمهامه كسفير، وقام بهذه الزيارة من أجل معرفة ماذا يحدث في حماه». وكانت زيارة فورد بمثابة برهنة من الإدارة الأميركية حول أهمية إبقاء سفيرها في دمشق على الرغم من كثرة المطالب الداخلية والخارجية بسحبه مع تفاقم الأزمة في البلاد.
وردا على اتهامات الحكومة السورية بأن فورد لم يبلغ السلطات السورية بهذه الزيارة، أكد المسؤول الأميركي أنه «أبلغ الحكومة السورية، ولكنه لم يكن يطلب إذنا منها». وأضاف المسؤول أن لدى فورد القدرة على التوغل في سوريا بمقدرته كسفير فيها وأنه في الوقت نفسه يبلغ السلطات المعنية بتحركاته. وبينما كان فورد قد زار بلدة جسر الشغور في زيارة نظمتها السلطات السورية وكان يرافقه مرافق سوري، كانت زيارته إلى حماه يومي أول من أمس وأمس بناء على رغبته ومن غير مرافقة رسمية. وامتنع المسؤول الأميركي عن توضيح كيفية اتخاذ قرار فورد بزيارة حماه، مكتفيا بالقول بأنه «يأتي ذلك ضمن مهام السفير لمعرفة ما يحدث». يذكر أن فورد مكث في الفندق الوحيد في حماه ولم يتعرض إلى مضايقات فيها، وكانت لديه حرية الحركة في المدينة والتواصل مع سكانها.
وتأتي زيارة فورد إلى حماه في وقت تدرس فيه الإدارة الأميركية الخيارات أمامها للتعامل مع الأزمة في سوريا، وسط ضغوط داخلية لاتخاذ إجراءات أكثر حزما. وتقود رئيسة لجنة العلاقات الخارجية لدى مجلس النواب الأميركي عضو الكونغرس الجمهورية الينا روس -ليتينان، المطالبة بسحب فورد من سوريا. إلا أن مصادر أميركية رسمية تؤكد لـ«الشرق الأوسط» أهمية إبقاء فورد في سوريا خلال هذه الفترة الحساسة. وفي حال قررت واشنطن سحب سفيرها، بعد أن غاب عن دمشق خلال 5 سنوات قبل تولي الرئيس الأميركي باراك أوباما الرئاسة، هناك إدراك في الإدارة الأميركية بأنه سيكون من الصعب جدا إعادته. ولذلك، حتى الآن، اتخذ القرار بإبقاء فورد في مهامه.
 
خارطة الأحزاب السياسية الكردية بسوريا
أربيل: شيرزاد شيخاني
تتألف الحركة السياسية الكردية في سوريا من 12 حزبا كرديا، وكذلك من 3 أطر سياسية جامعة، إضافة إلى عدد من الأحزاب الأخرى خارج الأطر المذكورة وهي:
أولا: المجلس السياسي الكردي في سوريا ويضم حاليا 8 أحزاب كردية، ويعتبر الإطار الرئيسي الذي يضم معظم أطراف الحركة الكردية في سوريا؛ حيث تمكنت الحركة لأول مرة في عام 2009 من تأسيس ائتلاف عريض كهذا الذي يتألف من: 1- الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي)، جناح الدكتور عبد الحكيم بشار، وهو قريب من الحزب الديمقراطي الكردستاني، العراق، وحليفه التقليدي في مختلف المراحل.
2- الحزب اليساري الكردي في سوريا: يقوده محمد موسى محمد، وهو حزب علماني تأسس في 5 أغسطس (آب) 1965. ويعتبر المرحوم أوصمان صبري الذي أسس أول حزب سياسي كردي في سوريا عام 1975 رمزا لليسار الكردي في سوريا ولعموم المنحدرين من مدرسة اليسار الكردي في سوريا.
3- حزب اليكيتي الكردي في سوريا: يقوده الآن إسماعيل حمي، ويتميز هذا الحزب بأن الأمين العام أو السكرتير فيه يتبدل بشكل دوري، بحيث يتولى أحد أعضاء المكتب السياسي هذا المنصب لمدة 3 أو 4 سنوات، وينفرد اليكيتي من بين الأحزاب الكردية بهذا التقليد الديمقراطي، وهو حزب يساري التوجه وينحدر من المدرسة اليسارية نفسها.
4- حزب آزادي الكردي في سوريا: يقوده خير الدين مراد، المقيم خارج سوريا، في النرويج تحديدا، ويعتبر هذا الحزب أيضا حزبا علمانيا وذا ميول يسارية وينحدر من المدرسة ذاتها التي انحدر منها كل من اليكيتي واليساري الكردي في سوريا.
5- الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي)، جناح نصر الدين إبراهيم، الذي يعتبر أكثر اعتدالا، لكنه يعتبر بدوره سليل مدرسة اليسار الكردي، وبرز هذا الفصيل على الساحة حينما انقسم البارتي في نهاية ثمانينات القرن الماضي إلى فصيلين، إثر وفاة سكرتيره العام كمال أحمد آغا بحادث سير، ويرتبط جناح البارتي هذا بتحالف مع الحزب اليساري الكردي.
6- الحزب الديمقراطي الكردي السوري، الذي يقوده جمال شيخ باقي: ويعتبر من الأحزاب المعتدلة في الحركة الكردية، ويتميز بموضوعية طرحه وأفكاره السياسية وهدوئه وعدم انجراره إلى المعارك الجانبية الكردية - الكردية.
7- حزب المساواة الديمقراطي الكردي في سوريا: يتزعمه عزيز داود، وانفصل هذا الحزب عن الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا منذ تسعينات القرن الماضي، ويتحالف مع البارتي، جناح الدكتور عبد الحكيم بشار.
8- الحزب الوطني الديمقراطي الكردي في سوريا: يتزعمه طاهر صفوك، الذي انفصل عن حزب المساواة الديمقراطي الكردي في سوريا بعد وقت قصير من انفصاله مع عزيز داود عن حزب عبد الحميد درويش، ويتحالف بدوره مع البارتي، جناح الدكتور عبد الحكيم بشار.
ثانيا: أحزاب المجلس العام للتحالف الديمقراطي الكردي في سوريا ويتألف من حزبين فقط وهما: 1- حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا: ويتزعمه محيي الدين شيخ آلي، الذي انفصل عن «البارتي» حينما كان موحدا منذ ثمانينات القرن الماضي.
2- الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا: ويقوده عبد الحميد درويش، وتربطه علاقة تحالفية مع حزب الوحدة الديمقراطي إلى جانب عدد من المستقلين.
ثالثا: الأحزاب الخارجة عن الإطارين 1- حزب الاتحاد الديمقراطي القريب من حزب العمال الكردستاني، الذي يقوده حاليا صالح مسلم، ويطالب بالإدارة الذاتية لكرد سوريا، وهو حزب جماهيري كبير قياسا بباقي أحزاب الحركة الكردية في سوريا.
2- تيار المستقبل الكردي في سوريا، الذي جمد عضويته في المجلس السياسي الكردي في سوريا، وكذلك في مجموع الأحزاب الكردية ويقوده مشعل التمو.
رابعا: مجموع أحزاب الحركة الكردية في سوريا وهو إطار تشكل بعد انطلاق الثورة السورية الحالية في 15 مارس (آذار) الماضي، ويضم جميع الأحزاب الواردة أسماؤها أعلاه عدا تيار المستقبل الكردي. وأطلقت هذه الأحزاب مجتمعة مبادرتها الشهيرة من مدينة قامشلو بُعيد انطلاق الاحتجاجات في المدن الكردية، التي تنطوي على الرؤية الكردية أو خارطة الطريق الكردية، لحل المسألة السورية عامة والكردية خاصة، على قاعدة الاعتراف الدستوري بالكرد كثاني أكبر قومية في البلاد.
خامسا: أحزاب أخرى خارج الأطر الثلاثة وهي أحزاب كثيرة، لكن لا يوجد إجماع من قبل الأحزاب المذكورة أعلاه بالاعتراف بها، الأمر الذي يبقيها خارج الأطر الكردية، وكذلك أطر المعارضة الوطنية السورية أيضا، وتبقى معزولة عن الحراك بسبب إشهار الفيتو في وجهها من قبل الأحزاب الأخرى؛ إذ يكفي استخدام حق النقض (الفيتو) من قبل أحد الأحزاب الـ12 التي سبق ذكرها بحق هذا الحزب الجديد أو ذاك، ليبقى معزولا حتى ينال رضا الجميع.
 
الأحزاب الكردية السورية بالعشرات.. وتشتتها يضعف صوتها في المعارضة
معظمها يعاني من ديكتاتورية القرار السياسي والحزبي وافتقاد شبه تام للقرار الجماعي باستثناءات قليلة جدا
أربيل: شيرزاد شيخاني
رغم منع السلطات السورية الأحزاب الكردية من العمل بشكل قانوني، فقد برزت الأحزاب الكردية كطرف أساسي في المعارضة السورية في الأزمة الحالية. إلا أن كثرة الأحزاب الكردية التي تعدّ بالعشرات، والتي يعمل معظمها من دون ترخيص، يجعل الصوت الكردي منقسما. فبينما شاركت مثلا عدة أحزاب كردية في مؤتمر أنطاليا، أول مؤتمر للمعارضة السورية منذ اندلاع الاحتجاجات، قاطعته مجموعة من الأحزاب بسبب انعقاده في تركيا بسبب مواقفها من القضية الكردية.
والملاحظ في الخارطة السياسية للأحزاب والقوى الكردية التي رسمتها «الشرق الأوسط» بالاستناد إلى مصادر متعددة في تلك الأحزاب، أن الكثير من الأحزاب الكردية تتشابه في الأسماء وفي البرامج السياسية التي تطرحها. وقد يكون هذا ناجما عن أن معظم تلك الأحزاب والتي نشأت خلال السنوات الأخيرة، إنما هي أحزاب أو أجنحة منشقة عن الأحزاب الأم، شأنها شأن معظم الأحزاب الكردية الأخرى في المنطقة. ولعل سبب تتابع تلك الانشقاقات، هي مشكلة الزعامات وصيغة اتخاذ القرارات السياسية داخل تلك الأحزاب والتي تتمحور بمجملها حول زعيم الحزب وبشكل صارم في المركزية.
فمعظم الأحزاب الكردية تعاني من ديكتاتورية القرار السياسي والحزبي، وافتقاد شبه تام للقرار الجماعي، باستثناءات قليلة جدا، خصوصا في السنوات الأخيرة حيث تأثرت بعض هذه الأحزاب بأحداث العالم وانفتاح المجتمعات على تطورات العصر.
ففي سوريا، هناك ما يقرب من 20 حزبا سياسيا كرديا معلنا عدا عشرات المنظمات والتجمعات السياسية الصغيرة الأخرى، يجمعها كلها قاسم مشترك، وهو النضال في سبيل الحصول على الحقوق القومية. ولا تكاد تختلف حتى مناهجها وبرامجها ورؤاها السياسية بعضها عن بعض، وهو دليل على أن جميع تلك الأحزاب التي نشأت من تحت عباءة الأحزاب الكبيرة، إنما هي بالأساس أجنحة انشقت عنها بسبب تفرد الزعامات بالقرار السياسي.
تأسس أول حزب سياسي كردي في سوريا تحت اسم «بارتي ديمقراطي كردستان»، أو «الحزب الديمقراطي الكردستاني» عام 1957، على يد نخبة من المثقفين والمناضلين الأكراد، لعل أبرزهم اوصمان صبري الذي يعد رمزا للأكراد السوريين والمؤسس الأول للحزب. وقد شغل منصب السكرتير العام للحزب. يليه الدكتور نور الدين ظاظا الذي انتخب فيما بعد رئيسا للحزب، أما أعضاء الهيئة التأسيسية الآخرون الذين حضروا جلسة التأسيس فهم: محمد علي خوجة ورشيد حمو وحمزة نويران وخليل محمد وشيخ محمد عيسى وحميد درويش وشوكت حنان.
ويعود تاريخ أول انشقاق في صفوف الحركة السياسية الكردية إلى عام 1965 عندما عقد كونفراس الحزب الديمقراطي الكردستاني وتحول الحزب فيه إلى جناحين، حيث خرج اليساريون من الحزب وشكلوا جناحا منشقا عن الحزب الأم. وفي عام 1970 وبمبادرة من الحزب الديمقراطي الكردستاني، بقيادة الزعيم الكردي الكبير الملا مصطفى بارزاني والد رئيس إقليم كردستان الحالي مسعود بارزاني، عقد مؤتمر توحيدي في منطقة ناوبردان معقل بارزاني في تلك الفترة. ولكن المؤتمر بدل أن ينجح في توحيد الحزب واستعادة الجناح اليساري، انقسم إلى ثلاثة أجنحة منشقة، وتشكل بذلك الحزب التقدمي الديمقراطي الذي يقوده حاليا عبد الحميد درويش كجناح يميني، والآخر هو الحزب اليساري الحالي الذي يقوده حاليا محمد موسى.
وانعكست تلك الخلافات الطويلة بين الأحزاب الكردية رغم أنها كلها عارضت نظام الأسد الأب والابن حاليا، على وضعية تلك الأحزاب. وألقت الخلافات بظلالها على توحيد الموقف الكردي مما يجري حاليا في سوريا من انتفاضة شعبية. وفشلت تلك الأحزاب بالخروج بموقف موحد من تشكيل هيئة تنسيق جامعة للأحزاب الكردية، رغم انضواء 11 حزبا كرديا تحت لواء مبادرة القامشلي التي تعتبر خطوة مهمة باتجاه توحيد الموقف الكردي من الأحداث الراهنة.
وفشلت هذه الأحزاب في توحيد موقفها في ما يتعلق بتشكيل هيئة التنسيق الوطنية لتوحيد الصف الكردي السوري وقيادة الدور الكردي في خضم الأحداث الحالية. فمن مجموع 11 حزبا وقعت خمسة أحزاب فقط على وثيقة تشكيل الهيئة وهي: حزب اليسار الكردي بقيادة محمد موسى، وحزب اليكيتي الكردي بزعامة إسماعيل حمي، وحزب الاتحاد الديمقراطي بزعامة صالح مسلم، والحزب الديمقراطي الكردي بقيادة نصر الدين إبراهيم، والحزب الديمقراطي الكردي السوري بقيادة جمال شيخ باقي، فيما امتنعت ستة أحزاب أخرى عن توقيع الوثيقة وهي: حزب الوحدة الديمقراطي الكردي (اليكيتي) في سوريا بزعامة محيي الدين شيخ آلي، والحزب الديمقراطي الكردي في سوريا بقيادة عبد الحكيم بشار، وحزب آزادي الكردي بقيادة خير الدين مراد، وحزب المساواة الكردي بقيادة عزيز داود، والحزب الوطني الديمقراطي الكردي بقيادة طاهر صفوك، والحزب التقدمي الديمقراطي بقيادة عبد الحميد درويش.
وحول أسباب الخلافات بشأن تشكيل هيئة التنسيق الوطنية، كشف سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا عبد الحميد درويش في تصريح سابق لـ«الشرق الأوسط» عن أن سبب عدم انضمامنا يعود لعاملين اثنين: الأول هو عدم رغبتنا في تقسيم صفوف المعارضة الوطنية. والثاني هو ضرورة الاعتراف بحقوق الكرد بشكلٍ واضح وتفصيل هذه الحقوق بشكل جلي». ولكن القيادي في الحزب اليساري الكردي المعارض شلال كدو قال في تصريح حول الموضوع ذاته: «رغم أن الأحداث بدأت تتطور بشكل دراماتيكي لافت، وأخذت السيناريوهات المحتملة لمستقبل البلد تتضح أكثر فأكثر، فإن المعارضة السورية ما زالت حبيسة خلافاتها المزمنة وهي في طور التشكل، لا بل إن المعارضة العربية المترامية الأطراف ألقت بظلالها على المعارضة الكردية الموحدة أيضا، وبدأت الأخيرة تتأثر بشكل واضح بخلافات وتباينات شقيقتها الوطنية أو العربية».
لكن علي شمدين القيادي في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي السوري يرى أن حزبه جزء من إعلان دمشق قبل أن يكون جزءا من أي هيئة جديدة تتشكل في سوريا على خلفية الأحداث الجارية هناك، وأن حزبه حريص على عدم تهميش أطراف إعلان دمشق الذي تأسس منذ عام 2005 ولعب دورا هاما في النضال من أجل التغيير الديمقراطي السلمي في سوريا، إلى جانب كونه إطارا سياسيا لا يستهان به في الساحة الوطنية السورية. وقال: «كنا نسعى ونحاول مع أطراف إعلان دمشق للانضمام إلى هذه الهيئة وكانت وجهات نظرنا متقاربة جدا، لكن الإخوان الآخرين سارعوا بإعلانهم عن تشكيل الهيئة وهذا ما أثر سلبا على المعارضة الكردية».
من الجدير ذكره أن جميع الأحزاب الكردية كانت تتسم بموقف موحد إزاء التعاطي مع الأحداث في بداية انطلاقتها بسوريا، رغم الخلافات التي حصلت بينها حول مسألة الحوار والتفاوض مع نظام الأسد الذي أدى تغليبه الحل الأمني لحسم الأزمة في البلاد، إلى تراجع بعض أطراف المعارضة الكردية عن دعم الحوار مع النظام. وكانت مبادرة القامشلي التي وقعتها الأحزاب الـ11 الحدث الأبرز لتجسيد وحدة الموقف الكردي، ولكن الخلافات التي عصفت بتلك الأحزاب عند تشكيل هيئة التنسيق الوطنية، أضعفت كثيرا ذلك الموقف الكردي الموحد. وقد تكون تلك الخلافات العنوان الأبرز للفترة المقبلة من تعاطي تلك الأحزاب مع الحدث السوري الراهن.
 
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,295,453

عدد الزوار: 7,022,708

المتواجدون الآن: 54