يصل إلى موسكو بعد غد الأحد وفد موحّد من المعارضة السوريّة، تلبية لدعوة من المبعوث الخاص للرئيس الروسي ميخائيل مارغيلوف، ذلك في زيارة هي الأولى من نوعها للعاصمة الروسية من أجل إجراء محادثات تستمرّ يومين، وتشمل مسؤولين في الخارجية الروسية.

ويضمّ الوفد الذي يرأسه الناشط الحقوقي رضوان زيادة، أعضاء منتخبين في مجموعة التنسيق المنبثقة من مؤتمر المعارضة الذي عُقد أخيرا في مدينة أنطاليا التركيّة تحت شعار "من أجل التغيير في سوريا"، وناشطين مستقلّين وممثلين لكل أحزاب المعارضة تقريبا، فيما سيمثل الأحزاب الكردية رضوان باديني، الذي يحمل الجنسيّة الروسيّة إلى جنسيته السورية، بينما يمثل زيادة وزميله نجيب الغضبان المعارضين المستقلين، ويمثل ملحم الدروبي جماعة "الإخوان المسلمين". وسينضمّ إلى الوفد معارضون سوريّون مقيمون في موسكو ومولدافيا، منهم محمود حمزة والقنصل السوري السابق بدر جاموس، الذي يحمل أيضا الجنسية الروسيّة.

وكان متوقّعا أن يصل الوفد إلى موسكو قبل أسبوع، إلّا أنّ بروز بعض المشكلات المتعلّقة بحصول بعض المدعوين على تأشيرات السفر



فرض تأخير وصوله إلى بعد غد.

وفي معلومات من نيويورك أنّ زيادة كان التقى لساعتين، السكرتير الأول لممثلية روسيا لدى هيئة الأمم المتحدة الذي أبلغ إليه "أنّ موسكو تتخوّف من تكرار السيناريو الليبي في سوريا، موضحا أنّ القرار الذي اتخذه مجلس الأمن الدولي أتاح لدول حلف "الناتو" إمكان البدء بأعمال حربية". وردّ زيادة مؤكّدا "أنّ مشروع القرار يقضي فقط بإدانة السلطات على أساليبها الدموية في قمع المعارضة، بعدما قتل منها حتى الآن أكثر من 1500 شخص، فيما ناهز عدد المعتقلين السياسيين 15 ألف شخص". ونفى أن يكون في صفوف المعارضة السورية من يدعو إلى التدخّل الخارجي.

وذكرت مصادر دبلوماسية في موسكو لـ"الجمهورية" أنّ المطالب التي يحملها الوفد إلى موسكو تتلخّص بـ:

"1ـ الطلب إلى السلطات الروسية الامتناع عن دعم نظام ديكتاتوري بهذه القسوة تحت عنوان أنّ ذلك لا ينسجم وسمعة روسيا كبلد ديمقراطي.

"2- دعوة روسيا، وهي إحدى الدول القليلة التي لها علاقات جيّدة مع النظام السوري، إلى ممارسة تأثير في السلطات السورية لوقف القمع.

"3 - أن تعمل موسكو إلى جانب عواصم أخرى للمساعدة على تحقيق انتقال سلمي للسلطة في سوريا، من الديكتاتورية إلى نظام التعددية الحزبية والديمقراطية".

وكشفت مصادر المعارضة أنّها ترفض أي وساطة بينها وبين الرئيس بشار الأسد، وتعتبر أنّ حكمه "فقد شرعيته بعد الثمن الباهظ الذي دفعه خصوم النظام، قائلة: إذا بقي الأسد سيستمرّ العنف". وأضافت "إنّ في قدرة روسيا وغيرها من البلدان القيام بما من شأنه التقليل من عدد الضحايا، واستعادة الاستقرار. وإنّنا نشاطر الروس مخاوفهم من احتمالات نشوب حرب أهلية في سوريا، ولكن يجب أن نتذكّر أن مصدر عدم الاستقرار هو تشبّث النظام بالسلطة، إذ تحوّلت قطعاته العسكرية وحدات تأديبية، فحتى المراهقون في بلادنا يتعرضون للتعذيب".

وعلمت "الجمهورية" أنّ قوى المعارضة السوريّة ليست في وارد تشكيل هيئة للمعارضة على غرار المجلس الانتقالي الليبي لأنّها تعتمد على المعارضين في الخارج أكثر من الداخل على رغم التواصل اليومي بينهما والتنسيق في المسائل التي ستناقش في موسكو.