مجلس الوزراء استكمل تعيينات "الدستوري" بالإجماع... مع تحفّظ "قواتي"

سحب مشروع الموازنة وتجاوز "السلة"... وسليمان والسنيورة اعتبرا تقرير "در شبيغل" مشبوهاً

تاريخ الإضافة الأربعاء 27 أيار 2009 - 5:52 ص    عدد الزيارات 4566    التعليقات 0    القسم محلية

        


خرج الوزراء بعد جلستهم الطويلة مرتاحين الى تحقيق اكثر من انجاز، بدءاً بانقاذهم ولادة المجلس الدستوري قبل دخول الانتخابات، من خلال تأييدهم بالاجماع الاسماء الخمسة التي طرحها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان.
وهذا التأييد ظهرت بوادره من انعقاد الاجتماع التمهيدي لوزراء الاقلية في مكتب نائب رئيس الحكومة اللواء عصام ابو جمرا قبيل توجههم الى القصر الجمهوري للمشاركة في الجلسة.
ووسط التأييد الجماعي، سجّل اعتراض "قواتي" في مجلس الوزراء على اسم القاضي صلاح مخيبر، واقترح اسم بديل منه هو القاضي مهيب معماري، ولكن الاجماع تحقق على اسم مخيبر، فسقط الاسم الآخر.
واللافت، ان وزير الداخلية زياد بارود الذي هنّأ بولادة المجلس الدستوري في اعقاب مجلس الوزراء، قال بارتياح: "الآن اصبح بامكاننا اجراء الانتخابات النيابية".
وعلم ان رئيس الجمهورية الذي طرح الاسماء الخمسة المرشحة لعضوية المجلس الدستوري، اقترح ايضاً سحب مشروع قانون الموازنة العامة، وأيده في ذلك مجلس الوزراء.
وبدا واضحاً ان وزراء المعارضة استبقوا الجلسة بالاتفاق على التنازل عن السلة، باعتبار ان المطلوب ليس الاكتفاء بوضع الشروط، بل الدفع في اتجاه التوافق على القضايا الاساسية. وهذا ما شرحه وزير الصحة محمد جواد خليفة، في الجلسة بمداخلة اكد فيها ان رئيس مجلس النواب نبيه بري "عندما طرح السلة الواحدة لم يكن يرمي الى طرح مقايضة البنود بعضها بالبعض الآخر، انما أراد السير بالموازنة والمجلس الدستوري والقضايا الاساسية".
واضاف: "لذلك نحن ايدنا الحل، وأدينا تعيينات المجلس الدستوري. وعلى رغم احترامنا طلب فخامة الرئيس سحب الموازنة، اردنا القول ايضاً ان اقرارها في مجلس الوزراء امر ضروري، خصوصاً وان المرحلة المقبلة تبدو ضبابية سياسياً، واذا لم نتمكن من تشكيل حكومة فإن في الامكان الصرف على اساس مشروع الموازنة المقر، بدل الاستناد الى موازنة العام 2005".
وفي الشق السياسي، حضر تقرير مجلة "در شبيغل" في مداخلة لرئيس الجمهورية ومداخلة اخرى لرئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي ايده في انه "تقرير مشبوه وفيه تشويش على عمل المحكمة، وفيه ايضاً نفحة اثارة فتنة ونعرات وفوضى، خصوصاً انه يتزامن مع اكتشاف شبكات التجسس".
وفي حين ابقيت مداولات اجتماع المجلس الاعلى للدفاع بعيداً عن مجلس الوزراء، الا ان الوزراء احيطوا علماً بتقدم العمل في كشف شبكات التجسس".
وفي هذا الاطار، علم ان مجلس الوزراء مدد للاجهزة الامنية فترة السماح بالحصول على المعلومات (Data) او البيانات من خلال التنصت حتى آخر تموز المقبل، لان هذا كان مطلباً عاماً للاجهزة كافة، انطلاقاً من الحاجة الضرورية الى هذه المعلومات لمتابعة العمل في اكتشاف شبكات التجسس.
وناقش مجلس الوزراء طويلاً تصوّر الحكومة لمواجهة الازمة الاقتصادية العالمية وتصوراً آخر لها لانماء المناطق. وقالت مصادر وزارية انها وثيقة قابلة لاجراء التعديلات لاحقاً عليها.
ومن المواضيع التي نوقشت طويلاً وضع بعض الجامعات المعترف بها رسمياً، والتي لا تعترف النقابات بشهاداتها، وكذلك وضع مؤسسة "كهرباء قاديشا" وهل هي مؤسسة عامة ام شركة خاصة، وطريقة التوظيف فيها بأي شروط خاصة او عامة.
وكشفت مصادر وزارية ان مجلس الوزراء قرر عقد جلسة اخرى قبل الانتخابات مساء الثلثاء المقبل، وغداة انعقاد الجلسة الاخيرة للحوار الاثنين المقبل عند الحادية عشرة قبل الظهر.
وفي المعلومات المتوافرة عن الاعضاء الخمسة في المجلس الدستوري:
- القاضي عصام سليمان المسمى من رئيس الجمهورية، كان احد مستشاريه في الاعداد لطاولة الحوار، وهو استاذ في القانون الدولي، وكان احد ابرز المرشحين لرئاسة الجامعة اللبنانية. وعرف بأنه كان نائباً للرئيس سليم الحص ومستشاره في "منبر الوحدة الوطنية".
- القاضي توفيق سوبره (سني) سمي من الرئيس السنيورة.
- اسعد دياب: وزير سابق ورئيس سابق للجامعة اللبنانية (شيعي).
سهيل عبد الصمد: قاض (درزي).
- صلاح مخيبر: قاض، سمي من وزراء "التيار الوطني الحر" وتحفّظ عنه وزير حزب "القوات اللبنانية".

 

المعلومات الرسمية

واثر الجلسة التي استمرت نحو اربع ساعات ونصف، تلا وزير الاعلام طارق متري البيان الرسمي، جاء فيه: "عقد مجلس الوزراء جلسة في القصر الجمهوري في بعبدا يوم 26 أيار 2009، تراسها فخامة رئيس الجمهورية وشارك فيها دولة رئيس مجلس الوزراء وحضور الوزراء الذين غاب منهم الوزير طلال ارسلان.
في مستهل الجلسة، عايد فخامة رئيس الجمهورية اللبنانيين بعيد المقاومة والتحرير، وقال ان كشف شبكات التجسس يكمل عملية التحرير، ورأى ان المضي في استكمال التحرير يتم من خلال اصلاح الدولة وارساء أسس الديموقراطية، والشعب الذي حرر وتصدى للعدو الاسرائيلي يستطيع بناء بلد يليق بأبنائه. وتحدث عن المناورات الاسرائيلية ومقال "دير شبيغل" المشبوه الذي يستبق عمل المحكمة الخاصة بلبنان ويشوّش عليها. واطلع مجلس الوزراء على مداولات مجلس الدفاع الأعلى الذي انعقد اليوم (أمس) وعلى الاتصالات مع القوة الدولية "اليونيفيل" لمعرفة طبيعة المناورات، فضلاً عن الاتصالات الديبلوماسية التي عبّرت عن قلق لبنان من جرائها. كما أشار مجلس الدفاع الأعلى الى خطورة شبكات التجسس واهمية تعزيز التنسيق بين الاجهزة الامنية لمتابعة تفكيكها.
وبعدما أشاد فخامة الرئيس بما تحقق على يد الاجهزة الامنية، شدد على ضرورة استكمال تأمين الحاجات اللازمة حتى تقوم بواجبها كاملاً. وتحدث عن التوجيهات التي اعطيت لحماية أمن الانتخابات وعن تعطيل يومي السبت والاثنين 6 و8 حزيران تسهيلاً لحركة انتقال المواطنين الى اقلام اقتراعهم، وسيصدر دولة رئيس مجلس الوزراء مذكرة ادارية بهذا الخصوص.
وأشار فخامة الرئيس الى زيارتي نائب رئيس الولايات المتحدة جو بايدن، ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اللذين جرت مخاطبتهما باللغة نفسها. واكد فخامة الرئيس اننا بتنا ندرك تفهمهم لموقفنا الثابت وهو معروف ويقال في العلن، واشار الى اقتراح روسيا عقد مؤتمر حول السلام في الشرق الأوسط والذي لم تتخذ بشأنه حتى الآن القرارات النهائية.
بدوره، شدد دولة الرئيس السنيورة على اهمية كلام فخامة الرئيس في المناسبات الوطنية كيوم التحرير، وهو مناسبة استقلالية، ودعا في السياق الى استخلاص العبر واهمها التشديد على ان قوة لبنان تكمن في وحدة ابنائه. وفي معرض الاشارة الى ما جاء في مجلة "دير شبيغل" الالمانية قال: نحن اولينا ثقتنا للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان وعلينا ان نطرح جانباً كل ما يقال في الصحف والتسريبات على اختلافها والتقارير غير الموثوق بها تخرب وتبث الفرقة بين اللبنانيين. وعلى صعيد آخر، شدد انه يترتب علينا العمل من اجل نجاح الانتخابات وسلميتها ومهما كان من درجة التعبئة السياسية العالية، فإن ممارستنا للانتخابات بوصفها ممارسة ديموقراطية سلمية تعزز ثقة اللبنانيين بأنفسهم وثقة العالم بنا، وهناك الكثيرون ممن يراقبوننا عن كثب، وان نجاحنا في اجراء انتخابات حرة ونزيهة وهادئة، بالغ الدلالة لجهة اظهار صورة لبنان الديموقراطي مما يؤثر في دعم العلاقات بينه وبين الدول الشقيقة والصديقة.
وتحدث رئيس مجلس الوزراء ووزير الطاقة عن افتتاح خط استجرار الكهرباء من مصر عن طريق الاردن وسوريا وذلك بحضور وزراء الطاقة في هذه الدول، وجرى التشديد على اهمية هذا المشروع العربي المشترك الذي يؤمن للبنان طاقة كهربائية توازي 7 في المئة من انتاجه المحلي.
بعد ذلك باشر مجلس الوزراء دراسة جدول اعماله وقرر تأجيل البحث في موازنة العام 2009 للجلسة المقبلة. وبحث في استكمال تعيين اعضاء المجلس الدستوري ووافق بالاجماع على تعيين السادة (مع حفظ الالقاب): عصام سليمان، سهيل عبد الصمد، توفيق سوبرة، اسعد دياب وصلاح مخيبر اعضاء في المجلس الدستوري. ثم اقر مجلس الوزراء ورقتي عمل حول الخطوات لمواجهة تداعيات الازمة المالية العالمية وورقة العمل حول رؤية لبنانية لانماء المناطق وقرر تأليف لجنة من وزراء الاقتصاد والمال والصناعة والزراعة والطاقة لكي تضع الاقتراحات المناسبة حتى تعطي السياسات التي تتضمنها الورقة بعداً تنفيذياً.
وقبل مجلس الوزراء هبات عديدة، لا سيما ثلاث طوافات "سيكورسكي" مقدمة من جمعية "اخضر دائم" لمصلحة المديرية العامة للدفاع المدني، وذلك لتعزيز قدرتها على مكافحة حرائق الغابات وسائر الكوارث الطبيعية. وسوف تحل الدولة محل الجمعية المذكورة في الحقوق المنصوص عنها في العقد من دون الموجبات. وتأتي هذه الهبة بمثابة تعبير عن شراكة نموذجية بين الدولة والقطاع الخاص.
واقر مجلس الوزراء مشروع قانون يرمي الى تعديل الفقرة الثانية من المادة 108 من قانون اصول المحاكمات الجزائية بحيث تستبدل بالنص التالي: "ما خلا حالة الموقوف المحكوم عليه سابقا بعقوبة جنائية، لا يجوز أن تتعدى مدة التوقيف في الخيانة ستة أشهر يمكن تجديدها لمرة واحدة بقرار معلل".
واتخذ مجلس الوزراء المقررات المناسبة في المواضيع الاخرى المدرجة في جدول الاعمال".
 

هدى شديد     


المصدر: جريدة النهار

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,065,870

عدد الزوار: 6,751,030

المتواجدون الآن: 99