المعارضة السورية في الخارج تنتخب مكتبها التنفيذي

تركيا تمهل النظام السوري أياما لتنفيذ عملية الإصلاحات الموعودة

تاريخ الإضافة الإثنين 20 حزيران 2011 - 6:21 ص    عدد الزيارات 2712    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

 سوريا: الجنازات تتحول إلى مظاهرات.. وقلق واتصالات عربية
إضراب عام في ريف دمشق وحمص > الجيش السوري يوسع عملياته على حدود تركيا > المعارضة السورية تنتخب مكتبها التنفيذي
دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
وسع الجيش السوري حملته العسكرية، أمس، وقصف قرية بداما الواقعة على الحدود التركية التي يتزود منها اللاجئون داخل الأراضي السورية على مقربة من الحدود بحاجاتهم المعيشية، في وقت تحولت جنازات قتلى يوم الجمعة إلى مظاهرات كبيرة في دير الزور وحمص وريف دمشق.
وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، لوكالة الصحافة الفرنسية إن «الجيش السوري اقتحم السبت (أمس) بداما المجاورة لمدينة جسر الشغور حيث سمع صوت إطلاق أعيرة نارية». وأشار عبد الرحمن إلى أن «بلدة بداما كانت مصدر تزود اللاجئين السوريين القابعين على الحدود التركية من جهة الأراضي السورية بالمؤونة»، معربا عن خشيته «من الآثار الإنسانية التي ستترتب على ذلك كون اللاجئين لن يتمكنوا من الحصول على حاجاتهم المعيشية والتموينية».
وقالت مصادر محلية إنها شاهدت مروحيات تركية تحوم فوق قوات الأمن السورية بعد ظهر أمس، بينما قال ناشطون على موقع «فيس بوك» إنه وقع ما لا يقل عن 20 إصابة في بداما، وتمكن بعض الأهالي من تهريب المصابين والأطفال.
من جهة أخرى، تحول تشييع ضحايا يوم جمعة «الشيخ صالح العلي» إلى مظاهرات عارمة، مناهضة للنظام. وفي مدينة دوما، (ريف دمشق) جرى اعتصام في ساحة الجامع الكبير بعد تشييع أحد القتلى. كما تم إعلان حالة إضراب عام في ظل وجود كثيف لقوات الأمن والشرطة. وفي مدينة حرستا (ريف دمشق) خرج عشرات الآلاف في تشييع قتيلين سقطا أول من أمس، وتحولت الجنازة إلى مظاهرة عارمة، بحسب ناشطين.
كما انطلق في مدينة دير الزور موكب تشييع قتيل من أمام مسجد عثمان بن عفان قدر ناشطون عدد المشاركين فيه بـ100 ألف مشيع ليلاقي جنازة قتيل آخر بالقرب من سوق الجمعة، حيث قدر أيضا بـ50 ألف مشيع. وفي حمص، أعلن إضراب عام بعد تشييع قتلى الجمعة حيث تحولت الجنازات إلى مظاهرات عارمة.
إلى ذلك، أمهلت الحكومة التركية النظام السوري أياما لتطبيق الإصلاحات، وإلا فإنها «ستبدأ بتطبيق العقوبات المشددة التي فرضتها الأمم المتحدة»، بحسب ما قالت مصادر دبلوماسية لصحيفة «زمان» التركية. من جهتها، قالت مواقع سورية، إن رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، منح طفلة سورية فقدت والديها الجنسية التركية، وسماها في شهادة الميلاد زينب رجب طيب أردوغان. من جهة ثانية أعرب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، أمس، عن «قلق العالم العربي» حيال الأزمة في سوريا. وقال للصحافيين في القاهرة: «هناك قلق لدى العالم العربي وفي المنطقة فيما يتعلق بالأحداث في سوريا». وأكد أن هناك «اتصالات كثيرة» بين القادة العرب حول الأزمة في سوريا، بهدف «تبادل وجهات النظر».
ورفض موسى أن تكون تصريحاته بمثابة تدخل في الشأن السوري، مشددا على أن الهدف منها فقط هو التعبير عن «قلق حيال بلد مهم»، و«من الطبيعي أن نكون قلقين».
الى ذلك اختارت المعارضة السورية في الخارج «حكومة المنفى» الخاصة بها، بعد أن انتخب أعضاء الهيئة الاستشارية المنبثقة عن مؤتمر أنطاليا مكتبا تنفيذيا من 9 أعضاء.
 
 
تركيا تمهل النظام السوري أياما لتنفيذ عملية الإصلاحات الموعودة
بريطانيا تدعو رعاياها لمغادرة سوريا فورا.. وألمانيا تشدد على الحاجة لإصلاحات حقيقية
حذرت الحكومة التركية نظيرتها السورية من أنها ستبدأ في تطبيق العقوبات المشددة التي فرضتها الأمم المتحدة التي تهدف إلى إلقاء مزيد من الضغوط على نظام بشار الأسد، ما لم تتبن الحكومة السورية إصلاحات شاملة بصورة فورية ووقف الأعمال القمعية ضد المظاهرات المناوئة للحكومة.
وبعثت الحكومة التركية برسالة شديدة اللهجة إلى القيادة السورية، قائلة إن استعداد النظام للقيام بإصلاحات شاملة في البلاد التي تملأها الاضطرابات سيحدد موقف تركيا خلال الأيام القليلة القادمة، إن لم يكن خلال أسابيع، بحسب مصادر دبلوماسية لصحيفة «زمان» اليومية.
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، للصحيفة التركية، أن الرد التركي على سوريا سيتحدد من خلال استجابة النظام للاضطرابات التي تلف البلاد، «وما إذا كانت ستتحول إلى النظام التعددي لتعكس التنوع والتعددية التي يتسم بها المجتمع السوري».
ووفقا لخطة تدريجية، ستبدأ تركيا في تطبيق عقوبات أكثر قوة إذا ما فشل النظام في تنفيذ تطلعات المجتمع الدولي. بيد أن الرسالة الأقوى جاءت عبر وزير الخارجية أحمد داود أوغلو الذي تحدث مع حسن تركماني المبعوث الخاص للرئيس الأسد، مؤخرا، وقال أوغلو: «أكدنا على أن الدعم التركي لسوريا متوقف على رغبة الحكومة السورية في تبني إصلاحات شاملة. وقد فصلنا اقتراحاتنا من قبل، حتى إننا نقلنا مقترحا مكتوبا إلى دمشق حول كيفية العمل على استقرار الأوضاع في البلاد».
وقد حذرت أنقرة سوريا أيضا بشأن استمرار الأعمال القمعية ضد المعارضين وحثت قوى الأمن السورية على وقف اللجوء إلى العنف وإراقة الدماء، وقال داود أوغلو، للصحافيين بعد ثلاث ساعات من الحديث مع تركماني صباح الخميس: «نحن نريد سوريا مزدهرة ومستقرة وقوية. ولتحقيق ذلك نحن نعتقد أن من الضروري تطبيق عملية إصلاح شاملة نحو الديمقراطية يضمنها الرئيس بشار الأسد».
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد ناقش أيضا التطورات الأخيرة مع قادة الشرق الأوسط في أعقاب إعادة انتخابه يوم الأحد. وقالت مصادر دبلوماسية إن رئيس الوزراء أجرى اتصالا هاتفيا بنظيره اللبناني نجيب ميقاتي دار حول العنف في الأراضي السورية. كما تحدث أردوغان أيضا مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ورئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية. كما يتوقع أن يقوم أردوغان بزيارة رسمية لمصر في وقت لاحق، وزيارة إلى سوريا يتم التخطيط لها في الوقت الراهن.
وفي وقت يستعد فيه الاتحاد الأوروبي من جهته لتشديد العقوبات على سوريا الأسبوع المقبل، دعت بريطانيا أمس رعاياها إلى مغادرة سوريا فورا على متن الرحلات التجارية، محذرة من أن سفارتها في دمشق قد لا تتمكن لاحقا من تنظيم عملية إجلائهم في حال تدهور الوضع أكثر. وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان «إن على الرعايا البريطانيين الرحيل على الفور في رحلات تجارية ما دام أنها ما زالت تعمل كالمعتاد». وأضافت الوزارة محذرة «إن أولئك الذين يختارون البقاء في سوريا أو التوجه إليها على الرغم من تحذيرنا، عليهم أن يعلموا أنه من المرجح جدا ألا تكون السفارة البريطانية قادرة على تقديم أي خدمة قنصلية عادية في حال حصول تدهور جديد للنظام العام، أو في حال اشتدت الاضطرابات المدنية. ستكون إمكانات الإجلاء عندئذ محدودة جدا بسبب القيود المحتملة على السفر والاتصالات».
من جهته، أكد وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله، أن سوريا في حاجة إلى إصلاحات حقيقية للخروج من أزمتها. ودافع فيسترفيله في تصريحات لصحيفة «فرانكفورتر ألجماينه زونتاجس تسايتونج» الألمانية، عن العقوبات الحالية المفروضة على النظام السوري، قائلا، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية: «لقد أرسلنا إشارة واضحة بعقوبات الاتحاد الأوروبي وشركائنا ضد الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه».
وأعلن فيسترفيله أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيناقشون توسيع نطاق العقوبات ضد النظام السوري غدا (الاثنين)، وقال: «إننا نعمل بشدة من أجل إصدار قرار في الأمم المتحدة أيضا يطالب بإنهاء فوري للعنف».
لندن: «الشرق الأوسط»
مدينة سورية قرب الحدود التركية.. تعج بالنازحين
سكان بداما قالوا إنهم غادروا خشية أن تصبح مدينتهم ثاني مدينة تصب عليها الحكومة السورية غضبها
عين البيضاء (سوريا): ليام ستاك*
ألغيت الامتحانات النهائية في هذه القرية الزراعية، إلا أن مباني المدارس ممتلئة عن آخرها. فقد حل محل الطلاب فيها الأسر المذعورة الباحثة عن ملاذ آمن، هربا من القمع الوحشي الذي يمارس ضد المتظاهرين المناوئين للحكومة، الذين اتسع نطاق احتجاجاتهم في الأسابيع الأخيرة ليصل إلى الأجزاء الريفية شمال غربي سوريا. ويعيش نحو ألف شخص في عين البيضاء، الواقعة على منحدر تل في جبال محاطة بغابات كثيفة، وتبعد خمسة أميال عن الحدود مع تركيا. غير أن عدد السكان قد زاد بمقدار ثلاثة أضعاف في الأسبوعين الماضيين مع نزوح سكان بلدة قريبة، اسمها بداما، هربا من تقدم قوات الأمن السورية، تحسبا لهجوم لم تتضح معالمه بعد. وسيطرت القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد على قرية دريبات يوم الخميس، على حد ذكر سكان عين البيضاء، على الرغم من أنهم لم يصلوا إلى قريتهم يوم الجمعة.
وقد تسبب القمع الوحشي من قبل قوات الأمن التي اخترقت بلدة إدلب في نزوح أكثر من 8 آلاف شخص عبر الحدود، متجهين إلى تركيا، حيث يقيمون في مخيمات أقامتها منظمة الصليب الأحمر. ويعتقد أن آلافا آخرين مختبئون في مخيمات صغيرة في الغابات مقامة حول منطقة الجبال، على جانب الحدود السورية.
وهنا في عين البيضاء، يصارع الناس من أجل التعايش مع نازحين يقدر عددهم بنحو ألفي لاجئ، سعوا لإيجاد ملاذ آمن، ويقيمون في سيارات ومخازن ومواقع بناء وفي المدرسة. وقد منح من حالفهم الحظ منهم مساحة في منازل من قوالب إسمنتية صلبة في شوارع ضيقة، تقع على منحدر مع وجود حدود مسيجة بأسلاك شائكة.
«في كل فصل في مباني المدارس، توجد ثلاث أسر على الأقل، وكل منزل في المدينة يستضيف من ثلاث إلى أربع أسر.. في منزلي، توجد أربع أسر»، هذا ما قاله أحد السكان، يدعى أحمد، الذي، ككثيرين غيره ممن أجريت لقاءات معهم، لم يذكر سوى اسمه الأول خوفا من العقاب. وقال إن معظم النازحين قد أتوا من بداما وجسر الشغور، وهي مدينة رئيسية في بلدة إدلب، التي فر سكانها هروبا من عملية عسكرية وقعت هناك نهاية الأسبوع الماضي.
ومنذ أسبوعين، شكل القتال في جسر الشغور بين قوات الأمن والمنشقين عن الجيش أو العناصر المسلحة، أو مزيج من الاثنين معا، مشهد القمع الوحشي الذي تمارسه الحكومة في المنطقة.
وأوضح كثير من النازحين أنهم غادروا بداما خشية أن تصبح مدينتهم ثاني مدينة تصب عليها الحكومة السورية جام غضبها. والشيخ إياد حسون (32 عاما) هو أحد سكان بداما، ولكنه يؤم المصلين في مسجد القرية في عين البيضاء. ويوم الجمعة، جلس مع اثني عشر رجلا على حصيرة في خيمة مقامة في مرعى، على ربوة مرتفعة في المدينة، على بعد بضعة أقدام من الحدود التركية. وكان الرجال يدخنون السجائر ويتابعون تغطية قناة «الجزيرة» للمظاهرات في المدينتين السوريتين، حمص وحماه، على شاشة تلفزيون متصل بكوخ بعيد عبر سلك طويل. وغادر حسون بداما عقب مشاهدة تغطية الهجوم العسكري على جسر الشغور يومي السبت والأحد الماضيين.
قال: «شاهدت كل عمليات القتل على شاشة التلفزيون، وقررت أن آتي إلى هنا». وقال إنه شعر بالأمان لوجوده على مقربة شديدة من الحدود، لأنه يمكنه بسهولة الفرار من أي هجوم من قبل الحكومة، حال حدوثه.
وأسفل التل في مبنى مدرسة عين البيضاء، تم إخلاء الفصول من المقاعد. وغطت المراتب الأرضيات، وتم تجميع مجموعة من الأواني والقدر حول السبورة. واكتظت المقابس الكهربية بشواحن الهواتف الجوالة. ويجري الأطفال حول فناء المدرسة، التي باتت حوائطها أشبه بمرحاض عام. «الحياة هنا غاية في الصعوبة»، قالها حسوني (19 عاما)، وأشار إلى أنه نزح من بداما منذ أسبوع مضى مع أسرته بعد أن اخترقت قوات موالية للأسد في ملابس مدنية، الطريق الرئيسي، وبدأت إطلاق النار بشكل عشوائي على المدنيين. وقال إن أسرته كانت رافضة فكرة اختراق حدود تركيا خشية العجز عن العودة مرة أخرى إلى أرض الوطن، ومن ثم فضلوا النزوح إلى عين البيضاء.
وبعد البقاء لمدة أسبوع في المدرسة، قال حسوني إنه بدأ التفكير في أن أسرته سينتهي بها الحال حتميا في تركيا. «الرحيل إلى تركيا آخر شيء سنفعله، لكنني الآن أعتقد أنه بات أمرا مؤكدا». وأضاف: «ستنفد كل المؤن هنا. فسينفد ما لدينا من غذاء، وحينها سيتعين علينا الرحيل».
أخليت مدن وقرى بأكملها في المنطقة، مع هروب المدنيين من قوات الأمن، مما أدى إلى توقف النشاط الاقتصادي. وقد أقامت قوات الأمن مجموعة نقاط تفتيش عبر أنحاء المحافظة، على حد ذكر سكان في عين البيضاء، محاولة إيقاف نقل البضائع والمواطنين إلى منطقة الحدود.
«ما زال هناك أفراد من داخل سوريا يرغبون في المجيء إلى هنا، لكنهم ممنوعون»، هذا ما قاله عبد الله (32 عاما)، لاجئ من بداما جلس يشاهد قناة «الجزيرة» مع الشيخ حسون. ويعيش السكان واللاجئون على السلع المحفوظة والفواكه المقتلعة من البساتين، ولكنهم أشاروا إلى أن شريان الحياة الأكثر أهمية بالنسبة لهم، يتمثل في شبكة ضخمة من طرق المهربين غير المباشرة والسرية، المتقاطعة في الحقول والجبال المؤدية إلى تركيا.
«لا نحصل على الغذاء الكافي؛ فالأمر بأكمله يعتمد على ما يأتينا من تركيا»، هكذا تقول سمر (26 عاما) التي غادرت بداما مع زوجها وأطفالها الصغار الثلاثة. وكانوا يقيمون في غرفة مكشوفة في مبنى لم يكتمل بناؤه، يطل على واد شديد الانحدار والنقاط العسكرية التركية أعلى الجبال على الجانب الآخر. «إنه المصدر الوحيد لإمدادنا بالغذاء»، قالت سمر.
* خدمة «نيويورك تايمز»
 
المعارضة السورية في الخارج تنتخب مكتبها التنفيذي
كركوتي لـ «الشرق الأوسط»: اتفقنا على أنه لا مكان للحوار مع النظام
بيروت: «الشرق الأوسط»
اختارت المعارضة السورية في الخارج «حكومة المنفى» الخاصة بها، بعد أن انتخب أعضاء الهيئة الاستشارية المنبثقة عن مؤتمر أنطاليا مكتبا تنفيذيا من 9 أعضاء، كما أبلغت مصادر المعارضة «الشرق الأوسط» أمس. ويضم المكتب التنفيذي ممثلين لمعظم القوى السورية، ومن بينهم «الإخوان المسلمون» و«إعلان دمشق»، بالإضافة إلى تنوع طائفي يضم السنة والعلويين والمسيحيين والأكراد والعشائر. وأعضاء المكتب هم: محمد كركوتي، عمار قربي، ملهم الدروبي، خولة يوسف، عهد الهنيدي، عبد الله ثامر ملحم، رضوان باديني، سندس سليمان وعمرو العضم.
وقرر الأعضاء المنتخبون عقد اجتماع عاجل لتوزيع المهام وتشكيل اللجان. وقال عضو المكتب محمد كركوتي لـ«الشرق الأوسط» إن المكتب سيضع خطة عملانية لدعم التحركات الشعبية السورية في جميع المجالات، وإن أعضاء المكتب والهيئة الاستشارية التي انتخبته أكدوا التزامهم «سوريا ديمقراطية مدنية»، مشددا على أنه «لا يمكن التحاور مع هذا النظام».
وعلمت «الشرق الأوسط» أن وفودا من المكتب سوف تجري سلسلة لقاءات في دول القرار الإقليمية والعالمية لشرح وجهة نظر المعارضة والطلب إلى هذه الدول «تكثيف الضغوط على النظام السوري لوقف المجازر المرتكبة».
 
قصف مدينة على الحدود يتزود منها اللاجئون بالمؤونة.. وجنائز قتلى الجمعة تتحول إلى مظاهرات
إضراب عام في حمص ودوما غداة جمعة «الشيخ صالح العلي»
دمشق ـ لندن: «الشرق الأوسط»
قام الجيش السوري في وقت مبكر من صباح أمس باقتحام بلدة بداما القريبة لمدينة جسر الشغور، والواقعة على الحدود مع تركيا، وسمع صوت إطلاق رصاص وقصف من رشاشات الدبابات. وقال ناشطون إنه وقع ما لا يقل عن 20 إصابة، وتمكن بعض الأهالي من تهريب المصابين والأطفال. وأضاف ناشطون على موقع «فيس بوك»، أن الجيش اقتحم قرية بداما معززا بـ6 دبابات، و10 باصات أمن وآليات عسكرية أخرى، باشروا بإطلاق النار من مضادات الطائرات والأسلحة الرشاشة على البيوت بشكل عشوائي، مع حصار كامل لأهالي القرية بعد أن أغلق الجيش الطريق المؤدي إلى خربة الجوز.
وخلال نهار أمس، اقتحمت القوات السورية أيضا بلدتي الجانودية ودركوش قرب الحدود التركية. وقالت مصادر محلية إنها شاهدت مروحيات تركية تحوم فوق قوات الأمن السوري بعد ظهر أمس، كما شاهدوا بدء انسحاب مدرعات الجيش السوري من محيط قرية بداما نحو القرى الأخرى.
وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن «الجيش السوري اقتحم السبت عند الساعة السادسة صباحا بلدة بداما المجاورة لمدينة جسر الشغور حيث سمع صوت إطلاق أعيرة نارية». وأضاف رئيس المرصد «انتشرت نحو 5 دبابات وآليات عسكرية بالإضافة إلى 15 ناقلة جند وحافلات وسيارات جيب على مداخل البلدة» التابعة لمحافظة إدلب والواقعة على الحدود مع تركيا وذلك في إطار الحملة العسكرية والأمنية التي بدأها في ريف مدينة إدلب.
وأشار عبد الرحمن إلى أن «بلدة بداما كانت مصدر تزود اللاجئين السوريين القابعين على الحدود التركية من جهة الأراضي السورية بالمؤونة»، معربا عن خشيته «من الآثار الإنسانية التي ستترتب على ذلك كون اللاجئين لن يتمكنوا من الحصول على حاجاتهم المعيشية والتموينية». كما لفت رئيس المرصد إلى «إطلاق نار كثيف في مدينة خان شيخون بعد أن دخلتها فجر السبت 7 سيارات تابعة للأمن».
وكانت عشرات الدبابات والمدرعات وناقلات الجند وحافلات تقل جنودا وعناصر من مكافحة الإرهاب انتشرت الخميس على مداخل مدينة خان شيخون التابعة لمحافظة إدلب (شمال غرب) والقريبة من حماه (وسط). وأضاف عبد الرحمن أن «التعزيزات العسكرية التي تضم دبابات وآليات عسكرية ما زالت متمركزة على المداخل الجنوبية والشمالية والغربية لمدينة سراقب (ريف إدلب)»، من دون أن يشير إلى وقوع أي عملية عسكرية فيها حتى الآن.
وتأتي هذه التحركات العسكرية غداة مظاهرات أطلق عليها منظموها اسم «جمعة الشيخ صالح العلي» وجرت في عدة مدن سورية وشارك فيها مئات الآلاف، بحسب ناشطين، وأسفرت عن مقتل 19 شخصا برصاص رجال الأمن كما قال مسؤول أميركي طلب عدم كشف اسمه، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وبالأمس، خرج الآلاف في مدن سورية عدة لتشييع قتلى مظاهرات الجمعة. وأشار عبد الرحيم إلى «خروج نحو 20 ألف مشيع للمشاركة في جنازة أحد اللذين قتلا في مظاهرات الأمس (أول من أمس) في دير الزور (شرق) وسط غضب شديد وهم يهتفون بشعارات مناهضة للنظام». وأضاف أنه «من المقرر أن تلتقي هذه الجنازة مع جنازة القتيل الثاني». كما ذكر أنه «جرى تشييع بعض الذين قتلوا أمس في حمص (وسط) من جامع النور حيث شارك بالجنازة آلاف المواطنين»، لافتا إلى «حدوث اعتصام في المسجد الكبير إثر تشييع قتيل في دوما» في ريف دمشق.
وفي مدينة دوما، وبعد تشييع خليل عز الدين أبو عمر الذي سقط يوم أول من أمس الجمعة، جرى اعتصام كبير في ساحة الجامع الكبير في دوما والأهالي، على خلفية سقوط قتيلين وعشرات الجرحى في يوم «جمعة صالح العلي». كما تم إعلان حالة إضراب عام في ظل تواجد كثيف لقوات الأمن والشرطة. وانطلق التشييع من المسجد الكبير في دوما إلى مقبرة الشرفا، بينما تم قطع بعض الطرق الواصلة بين دوما وحرستا، لوجود تشييع آخر في حرستا. وانتشرت مزيد من الحواجز العسكرية، وكانت عمليات تفتيش دقيقة تجري للداخل والخارج من دوما.
وفي مدينة حرستا (ريف دمشق) خرج عشرات الآلاف في تشييع قتيلين سقطا أول من أمس، وتحولت الجنازة إلى مظاهرة عارمة، بحسب ناشطين. وكذلك في مدينة دير الزور، انطلق موكب تشييع قتيل سقط يوم الجمعة، من أمام مسجد عثمان بن عفان قدر ناشطون عدد المشاركون بـ100 ألف مشيع ليلاقي جنازة قتيل آخر بالقرب من سوق الجمعة، حيث قدر أيضا بـ50 ألف مشيع.
وكان عناصر في الأمن قاموا صباح أمس باقتحام منزل أحد أهالي المدينة في وقت مبكر من يوم أمس، ثم نشروا القناصة فوق أسطح المنازل، المواجهة لشارع المستشفى العسكري، بحسب التحذير الذي نشر في دير الزور بين الأهالي يوم الأمس لتوخي الحذر لدى لمرور في تلك المنطقة.
وفي حمص، أعلن إضراب عام بعد تشييع قتلى الجمعة حيث تحولت الجنازات إلى مظاهرات كبيرة خرجت من باب السباع والخالدية والبياضة ودير بعلبة. وفي حلب، تحولت جنازة محمد الأكتع إلى مظاهرة رغم الضغوط الكبيرة التي مورست على ذوي القتيل، حيث ظهر شقيقه على شاشة التلفزيون السوري لينفي موت شقيقه نتيجة الصعق الكهربائي (التعذيب)، وقال إنه توفي بالسكتة القلبية، في حين بث ناشطون مقطع فيديو يظهر فيه الأكتع وقد تلطخ قميصه بالدماء وقالوا إنه نتيجة ضربه بهراوات صاعق كهربائي.
 
ناشطون سوريون يستخفون بإعلان مخلوف تحوله إلى الأعمال الخيرية
اعتبروا كلامه للاستهلاك الإعلامي وسخروا من «تقواه المفاجئة»
لندن: «الشرق الأوسط»
لم تمنع إطلالة رجل الأعمال رامي مخلوف ابن خال الرئيس عليهم ليل الخميس، ليعلن أنه لن يتعاطى المشاريع التجارية بعد اليوم، السوريين، من الخروج في اليوم التالي بمظاهرات عارمة مصممين على إبداء رأيهم فيه. ففي الزبداني كتب المتظاهرون على لافتة، ردا على إعلان مخلوف عزمه التوجه إلى العمل الخيري: «آخر صرعة: رامي مخلوف ينوي تسيير رحلات حج وعمرة على حسابه الخاص». إذ يبدو أن الثقة قد فقدت تماما بين السوريين من المحتجين والنظام السوري ورموزه من سياسيين واقتصاديين. ولم يعد ما يطلقه النظام من وعود «إصلاحية»، يعني لهم الكثير، أو أكثر من كونه «محض ثرثرة للتغطية على فظاعات ترتكبها على الأرض قوات الأمن والشبيحة ودبابات الجيش»، بحسب ما كتبه ناشط سوري على صفحته في «فيس بوك» تعليقا على تصريحات مخلوف.
ورأى أحد المتابعين للشأن الاقتصادي في طريقة إعلان مخلوف أنه لن يتعاطى بعد اليوم مشاريع تجارية، مؤشرا على بدء اعتراف النظام بوجود مشكلة. فخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، تصرف النظام مع ما يجري بوصفه أعمال شغب يمكن إخمادها مع إرسال أول دبابة، أو أنه أزمة عارضة نتيجة مؤامرة دولية، وستمر كما سبق ومرت أزمة 2005 على خلفية اتهام النظام السوري بالضلوع في عملية اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري.
ولكن رغم إعلان مخلوف تحوله إلى ممارسة الأعمال الخيرية، فإن الكثير من السوريين يشككون بمصداقيته وأسباب إعلانه. ويذكر محمد، وهو مواطن سوري، أن المؤتمر الصحافي الذي عقده مخلوف كان «للاستهلاك الإعلامي لا أكثر». ويضيف: «عدا تعثر مخلوف بالقراءة كتلميذ مدلل وكسول، اتضح أن هذا الإعلان كلام فضفاض للضحك على اللحى، والإيهام بأنه يقدم تضحيات».
وبدوره كتب الصحافي السوري حكم البابا المعروف بسخريته ومعارضته للنظام في السياق ذاته: «اليوم وبعد التقوى المفاجئة لمخلوف وحنانه المذهل على إخوته السوريين، أقول إنه يعتقد أنه الوحيد بين السوريين الذي قرأ قصة (ليلى والذئب)، وهو يقوم حاليا بدور الذئب فيها بعد أن ارتدى ثياب جدة ليلى ونام في سريرها».
أما دعوة مخلوف زملاءه من رجال الأعمال إلى التمثل به وتقديم «التضحيات»، لأن الآن حان «وقت العطاء» فسرعان ما سقطت حين ناقض نفسه بالقول «هناك من يضحي بروحه ونحن نضحي بشوية فلوس ليس لها قيمة». وتساءل الناشطون السوريون «إذا كانت شوية فلوس لا قيمة لها لماذا وصفها بالتضحيات». وأضافوا أن «الكلام بدا غير مترابط منطقيا، إذا كان يقول الشيء ونقيضه، فهو بعد أن تكلم عن اعتزاله (البزنس) (الأعمال) واتجاهه للعمل الخيري لأن (متعة) العمل الخيري وعوائده المعنوية تفوق كثيرا (متعة العوائد المادية للبزنس)، أعلن عن مشروعين استثماريين؛ الأول بناء وحدات سكنية على عقارات غير واضح إذا كان ستمنحها للدولة أم سيأخذها من الدولة، وأن هذه الوحدات ستباع للمواطنين بسعر الكلفة، أي إنه في النهاية سيتقاضى ثمنها، أي سيضحي بالأرباح، دون إعلان عما إذا كان سيقدم كشوفا واضحة بالتكاليف». ويضيف الناشطون أن الإعلان الأخير جاء ومخلوف «يعلم أن المشكلة الرئيسية التي دفعت أهالي المعضمية إلى التظاهر في البداية، هي خسارتهم لأراض واسعة استملكتها الحكومة السابقة بغرض إقامة مشاريع للنفع العام. وبعد خمس سنوات وبموجب قانون الاستملاك إذا لم يتم تنفيذ المشروع فإما تباع الأراضي لأصحابها - تباع ولا ترد - أو تطرح في المزاد العلني. وأراضي المعضمية طرحت للمزاد وبمحض الصدفة رست على شركات تابعة لرامي مخلوف». ويتساءل المنتقدون لمخلوف «هل على هذه الأراضي سيبني مخلوف وحداته السكنية التي سيتبرع بأرباحها؟».
كما يشكك الناشطون في المشروع الاستثماري التنموي الذي طرحه، وهو «تربية الأبقار واستجرار الحليب»، وقوله إن هذا المشروع سيساعد على استقرار أهل الريف في مناطقهم. ويقولون إن مخلوف «لم يقل إنه مشروع سيدر على شركته الكثير من الأرباح، وإن دخوله على خط المشاريع الزراعية يعني بشكل ما احتكار تربية الأبقار، كما هو حال باقي القطاعات التي دخلها من اتصالات ومصارف وسياحة ونقل.. إلخ».
وكتب الصحافي إياد شربتجي ساخرا وبصيغة من يحمل بشرى سارة للسوريين: «رامي مخلوف تاب يا جماعة. ويشير الناشطون أيضا إلى أنه عندما قالت صحافية لمخلوف، إن تنازله عن حصته في شركة «سيريتيل» للهاتف الجوال للاكتتاب، لا يعني تنازله عن كل شركاته كما فهم من تصريحاته بداية الأمر، رد بأن «شركة سيريتيل هي الأهم بين شركاته وأن حصته فيها 40% طرحها للاكتتاب للمواطنين السوريين وسيستفيد منها نحو 100 ألف مواطن وعوائدها ستذهب لأسر الشهداء الذين سقطوا في الأحداث الأخيرة».
ويشير الناشطون إلى أن هذا ما اعتبره مخلوف «تضحية كبيرة منه، مع العلم أن الدولة تقول إن الشهداء هم من قوات الأمن والشبيحة والجيش، أما الذين قتلوا في مختلف أنحاء البلاد من المتظاهرين والذين تجاوز عددهم الـ1200، فنسبة ضئيلة منهم اعترفت السلطات بأنهم يعاملون معاملة الشهداء». ويقول الناشطون إن «هذه النقطة لم تكن واضحة في كلام مخلوف، ولم يجرؤ أي من الصحافيين المشاركين في المؤتمر على طرح هذا السؤال. أي من هم الشهداء الذين سيخصهم مخلوف بعنايته؟

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,764,454

عدد الزوار: 6,913,778

المتواجدون الآن: 117