مخلوف أول سقوط علني لأحد أعمدة النظام في سوريا

السوريون يواصلون تحدي نظام الأسد

تاريخ الإضافة الأحد 19 حزيران 2011 - 6:43 ص    عدد الزيارات 2567    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

 
السوريون يواصلون تحدي نظام الأسد
يوم جمعة دامٍ يحصد 16 قتيلا.. ومظاهرات حاشدة شملت حلب ودمشق * اللاذقية ترفع لافتات باللغة الصينية تنتقد بكين.. والزبداني تسخر من الجامعة العربية ومخلوف * مسؤولون أميركيون: نبحث عقوبات تستهدف النفط
دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
تحدى السوريون مجددا النظام الحاكم في بلادهم، وخرجوا في مظاهرات حاشدة، شملت مناطق جديدة، أهمها وسط مدينة حلب ثاني أكبر مدن البلاد. ولم تنفع العمليات العسكرية المستمرة على المدن، إذ خرج عشرات الآلاف متحدين القمع، أمس، في «جمعة الشيخ صالح العلي»، حيث سقط نحو 16 شخصا بحسب ناشطين، بينهم طفل في درعا، وقتيل هو الأول في حلب. وقال شهود عيان في بلدة دير الزور شرق سوريا إن شخصين قتلا بالرصاص عندما حاولا تمزيق صور للأسد وأبيه، كما خرجت مظاهرات في محافظة إدلب.
ومن التطورات المهمة التي سجلت أمس، انتشار المظاهرات في قرى جديدة في ريف محافظة حلب، بالإضافة إلى مظاهرات في أحياء وسط حلب، على الرغم من السيطرة الكبيرة للأمن والشبيحة على المدينة، والتي حالت خلال الأشهر الماضية دون انخراط مدينة حلب في حركة الاحتجاجات. وفي تطور مهم آخر، شهدت العاصمة دمشق أكثر من مظاهرة في أكثر من حي، إلا أن أبرز التطورات كانت في حي الميدان، حيث قامت قوى الأمن والشرطة بمحاصرة جامع الحسن الذي دأب المتظاهرون على الخروج منه كل جمعة، واحتجاز أكثر من 700 من المصلين داخله. كما انطلقت مظاهرات في ريف دمشق كما في الحجر الأسود وجوبر والكسوة والزبداني والمعضمية وجديدة عرطوز وقارة. وأشارت وكالات الأنباء إلى «أن مظاهرات تم تفريقها بالقوة أيضا في حي سيف الدولة وحي صلاح الدين الواقعين في حلب (شمال)». كما حوصر متظاهرون في حي البياضة في حمص. وفي اللاذقية رفع المتظاهرون لافتات بكل اللغات، بالإضافة إلى لافتة باللغة الصينية موجهة لحكومة بكين تقول: «دعم الحكومة الصينية للنظام في دمشق هو مشاركة في قتل الأبرياء». وفي الزبداني رفعت لافتات تنتقد تصريحات رجل الأعمال رامي مخلوف ابن خال الرئيس، بتحوله للعمل في المجال الخيري، كما لم يفت المتظاهرين الفرصة لنعي الجامعة العربية.
ووسط هذه الأجواء يستعد الاتحاد الأوروبي لفرض سلة عقوبات إضافية تطال هذه المرة الشركات والبنوك والمؤسسات السورية التي تعتبر من أهم أعمدة النظام الاقتصادية. وأفاد مسؤول أميركي رفيع المستوى، أمس، بأن واشنطن تبحث خطوات عدة ضد النظام السوري، بما في ذلك النظر في إمكانية فرض عقوبات على قطاعي النفط والغاز السوريين. وأشار المسؤول، إلى احتمال نقل الملف السوري إلى محكمة العدل الدولية، مؤكدا أن واشنطن تعتبر هذا الخيار يمكن طرحه في التعامل مع التطورات في سوريا.
 
 عشرات الآلاف يتحدون النظام.. ومظاهرات عارمة في دمشق.. وحلب تخسر أول قتيل
يوم دموي جديد في «جمعة الشيخ صالح العلي».. وناشطون يتحدثون عن 16 قتيلا
دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
رغم التعزيزات العسكرية والحصار التي تعاني منه مدن سورية كثيرة، وإعلان رامي مخلوف، ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد، تخليه عن أعماله التجارية لصالح الأعمال الخيرية، تحدى عشرات الآلاف من السوريين قمع الأمن أمس، وخرجوا في مظاهرات عمت أنحاء البلاد في «جمعة الشيخ صالح العلي»، ومن بينها درعا وإدلب.
ولم يمر يوم أمس من دون قتلى وإصابات جديدة، وسقط من بين القتلى والمصابين أطفال، إذ قالت جماعة نشطاء تنسق الاحتجاجات الشعبية في سوريا إن قوات الأمن قتلت بالرصاص نحو 16 محتجا. وأضافت جماعة لجان التنسيق المحلية في بيان، أن عدد القتلى يشمل أول محتج يسقط قتيلا في حلب، ثاني أكبر مدن سوريا. وقال ناشطون إن الطفل أنس الحريري البالغ من العمر 13 عاما، قتل في داعل في درعا، برصاص رجال الأمن.
وقال شهود عيان في بلدة دير الزور الشرقية إن شخصين قتلا بالرصاص عندما حاولا تمزيق صور للأسد وأبيه الذي حكم سوريا لمدة 30 عاما حتى وفاته في عام 2000. وقال التلفزيون الحكومي السوري إن مسلحين قتلوا فردا في قوات الأمن في حمص وأصابوا عشرين آخرين. وقال ناشطون إن عشرات الآلاف احتشدوا في درعا مهد الانتفاضة المستمرة منذ ثلاثة أشهر ضد حكم الأسد، وفي مدينتي حمص وحماة شمالي دمشق، وفي ضواح حول العاصمة نفسها.
ومن التطورات المهمة التي سجلت أمس، انتشار المظاهرات في قرى جديدة في ريف محافظة حلب، بالإضافة إلى مظاهرات في أحياء وسط حلب رغم السيطرة الكبيرة للأمن والشبيحة على المدينة، والتي حالت خلال الأشهر الماضية دون انخرط مدينة حلب في حركة الاحتجاجات. وفي قلب مدينة حلب، خرجت مظاهرة في حي سيف الدولة، حيث تحدى المتظاهرون قوات الأمن والشبيحة، ووقعت اشتباكات أسفرت عن إصابة عدد من المتظاهرين وسقوط قتيل.
أما التحدي الأبرز فكان في محافظة أدلب التي تتمركز فيها وحدات من الجيش السوري، بعدما قامت بعمليات واسعة في مدينة جسر الشغور وتخوض عملية أكبر في مدينة معمرة النعمان. ورغم نزوح معظم أهالي مدينة المعرة، فإن من تبقى منهم خرج أمس في مظاهرة بعد صلاة الجمعة، وهتف المتظاهرون لإسقاط النظام.
وبعد يومين على رفع مؤيدي النظام أكبر علم سوري في مسيرة بدمشق، بطول 2500 متر، خرج المتظاهرون السوريون أمس حاملين العلم السوري. ورفع متظاهرون قدر عددهم بمئات الآلاف في حماة علما قالوا إن طوله بلغ 3000 متر، وتم رفعه على طول الشارع الواصل بين مدخل المدينة حيث كان تمثال الرئيس السابق حافظ الأسد الذي أزالته السلطات المحلية الأسبوع الماضي، وحتى ساحة العاصي وسط المدينة. وقالت مصادر محلية إن «السلطات أنذرت في وقت سابق أهالي حماة من مغبة الاستمرار في التظاهر والدعوة إلى إضراب عام، لا سيما أن دبابات الجيش وصلت إلى محيط المدينة، فكان رد المحتجين أنه لو تم إطلاق رصاصة على المتظاهرين سيدعون إلى إضراب عام لمدة شهر وليس فقط أيام».
وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي من لندن، إن «عددا من أهالي حماة خرجوا يوم أول أمس الخميس لرؤية الدبابات التي باتت على مشارف المدينة، وأنهم حملوا معهم مأكولات ومشروبات للجنود للترحيب بهم، لكن ولدى تكاثر أعداد الأهالي قام الجيش بإطلاق نار في الهواء لتفريقهم».
وبحسب المصادر، فإن أعدادا كبيرة من أبناء ريف حماة يشاركون في مظاهرات المدينة، حيث تخرج أعداد كبيرة من أبناء الريف إلى الطريق العام لتقوم سيارات نقل عام بنقلهم إلى وسط حماة، وهذا ما يدفع السلطات إلى إغلاق الطرق وقطع الاتصالات. ويوم الخميس تم قطع طريق الذهاب بين مدينتي حمص وحماة. أما الذاهبون إلى شمال البلاد فتم تحويلهم إلى طريق فرعي لا يمر بمدينة حماة التي شهدت أمس مظاهرة عارمة تجمعت في ساحة العاصي، وتم رفع أطول علم كتب عليه «حماة لن تركع» في تحد للنظام الذي سير مظاهرة تأييد يوم الأربعاء. وهتفوا مخاطبين شباب دمشق «يا شباب الشام يا شباب الشام.. نحن في حماة أسقطنا النظام».
ورغم الحصار والقمع الشديد الذي تعرضت له مدينة الرستن الواقعة بين مدينتي حمص وحماة، فقد خرجت أمس مظاهرة بعد صلاة الجمعة استمرت لعدة ساعات، رغم الوجود الأمني والعسكري في المدينة. وفي بلدة تلبيسة القريبة من الرستن، خرجت مظاهرة عارمة. ويتحدث ناشطون من المنطقة عن «مجازر» ارتكبها النظام في تلبيسة والرستن خلال الشهرين الماضيين.
وعلى غرار العلم الذي رفعه أهالي حماة، رفع أهالي حي باب السباع في مدينة حمص العلم السوري بمئات الأمتار. كما خرجت مظاهرات في حي الخالدية، وحاولت الوصول إلى ساحة الساعة لملاقاة مظاهرة باب السباع، إلا أن رصاص الأمن كان لهم بالمرصاد وجرى تفريقهم، وتمت محاصرة المتظاهرين في حي الخالدية وقريبا من جامع خالد بن الوليد.
كما حوصر متظاهرون في حي البياضة في حمص، وتحدثت مصادر محلية عن وقوع إصابات كثيرة في إطلاق رصاص جرى في شارع الستين، لدى محاولة متظاهرين من عشيرة الفواعرة وآخرين من حي دير بعبلة، عبور الشارع باتجاه حي البياضة لمؤازرتهم. وقالت السلطات السورية إن عنصرا من قوات حفظ النظام قتل في حمص، في حين أعلن ناشطون عن سقوط قتيلين من المتظاهرين.
وفي مدينة القصير في محافظة حمص، والتي تخرج فيها مظاهرات يومية ليلية ومظاهرات كل يوم جمعة منذ ثلاثة شهور من دون تسجيل أي احتكاك مع الأمن، جرى أمس إطلاق نار لتفريقهم لدى تجمعهم أمام منزل أهالي أحد المتظاهرين الذي قتل تحت التعذيب الشهر الماضي.
وفي تطور مهم، شهدت العاصمة دمشق أكثر من مظاهرة في أكثر من حي، إلا أن أبرز التطورات كانت في حي الميدان، حيث قامت قوى الأمن والشرطة بمحاصرة جامع الحسن الذي دأب المتظاهرون على الخروج منه كل يوم جمعة، واحتجاز أكثر من 700 من المصلين داخله. وبينما كانت الأسابيع الماضية تجري عمليات كر وفر بين المتظاهرين وعناصر الأمن في الشوارع والأحياء المحيطة بجامع الحسن، قامت قوات الأمن أمس بمحاصرة جامع الحسن وبداخله الشيخ كريم راجح الذي يحتل مكانة مرموقة لدى أهالي المدينة.
وقال ناشطون إنهم قاموا بتأمين درع بشري له ليمكنوه من الخروج من المسجد بعدما سمح الأمن له بذلك مع بعض المصلين من كبار السن والعجزة، إذ قام الأمن بإغلاق الجامع ومحاصرته وإطلاق قنابل الغاز. كما تُرك الشبيحة ليهجموا على المصلين ويضربوهم بالهراوات. وتم رشق الحجارة باتجاه الجامع مما أدى إلى تحطيم عدد من نوافذه. وبينما كان الأمن منشغلا عند جامع الحسن، خرجت مظاهرة من جامع الدقاق في الميدان نادت بالحرية وإسقاط النظام، وهتفت ضد بشار وماهر الأسد ورامي مخلوف. أما المظاهرة التي انطلقت من قرب جامع الخياط في منطقة الجادات بحي المهاجرين في دمشق فكانت المؤشر الأخطر بالنسبة للنظام، حيث توجد مشكلات كبيرة في المنطقة على خلفية استملاك الدولة لمساحة كبيرة من الحي، وإنذار الأهالي بالإخلاء. وتبذل السلطة كل جهودها لمنع وصول شرارة الاحتجاجات إلى تلك المنطقة المحيطة بالقصر الجمهوري ومنازل المسؤولين والسفارات.
أما في ريف دمشق، فقد عادت المدن للانتفاض وعلى نحو أشد رغم كل محاولات إخمادها سواء بالقمع أو الطرق الدبلوماسية التي أثبتت فشلها، فخرجت في حرستا مظاهرات حاشدة وكذلك في القدم والحجر الأسود والمعضمية ودوما وعربين وقطنا وكفر بطنا والتل والزبداني ومضايا. وهذه الجمعة تمكن المتظاهرون من رصف حشودهم في محاولة للتجمع في أماكن واحدة، حيث خرجت مظاهرات ضخمة في مدينة سقبا وحمورية وكفربطنا وجسرين، وقامت بالتوجه إلى ساحة الكركون في كفربطنا.
وأهم تطور في مظاهرات ريف دمشق كان خروج مظاهرة حاشدة في بلدة قارة منطقة القلمون وسط البلاد، التي كانت حتى يوم أمس لم تشهد مظاهرات بعد. وفي اللاذقية على الساحل السوري، خرجت مظاهرات كبيرة في حي الرمل الجنوبي والسكنتوري وبستان السمكة وعين التمرة ردا على المظاهرة المؤيدة التي حدثت في دمشق.
وفي مدينة جبلة الساحلية، تمكنت قوات الأمن من منع المتظاهرين من الوصول إلى ساحة الحرية، حيث أغلق الشارع المؤدي إليها. وتم تفريق المتظاهرين.
وفي دير الزور (شرق)، خرجت مظاهرات في المدينة وفي قرية القورية القريبة منها وفي مدينتي البوكمال والميادين، وهتفت الجموع «الشعب والجيش إيد بإيد.. وغير إسقاط النظام ما نريد». وفي شمال شرقي البلاد حيث تتركز الأغلبية استمرت مدن القامشلي وعاموا ورأس العين وغيرها، في الخروج للتظاهر كل يوم جمعة، وطالب المتظاهرون بسحب الجيش من المدن التي دخلها.
 
مخلوف أول سقوط علني لأحد أعمدة النظام في سوريا
المعارضة تعتبر خطوته دعائية.. ودبلوماسيون يقولون إن الأسد غضب من تصريحاته لـ«نيويورك تايمز»
بيروت: أنتوني شديد*
أعلن رامي مخلوف، أقوى رجل أعمال في سوريا، وهو ابن خال الرئيس بشار الأسد والمؤتمن على أسراره، أول من أمس، أنه سيترك عالم التجارة ويتفرغ للعمل الخيري، حسبما أعلن التلفزيون السوري. وإذا ما ثبتت صحة ذلك، فإنه يوحي بأن قلقا بالغا سيطر على الرئيس بشار الأسد حيال استمرار المظاهرات بدرجة دفعته إلى التضحية بأحد أقاربه علانية؛ سعيا إلى تهدئة نيران الغضب الشعبي.
ويعد رجل الأعمال رامي مخلوف (41 عاما)، صاحب الإمبراطورية التجارية الضخمة، الذي تحول لهدف صبت عليه مشاعر الغضب على امتداد الشهور الـ3 الماضية منذ بداية المظاهرات، وبات يعد بمثابة تجسيد لمختلف تجاوزات القيادة السورية. وخلال المظاهرات، أضرمت النيران في مكاتب شركة «سيرياتيل» للهواتف الجوالة التي يملكها أثناء المظاهرات، وردد المتظاهرون هتافات معادية له. وبينما شككت قيادات معارضة في مدى صدق الخطوة، فإنه حتى لو كانت الخطوة رمزية فإنها ربما تبقى مهمة في وقت يواجه الأسد أخطر تحد له على امتداد سنوات حكمه الـ11. وأوضح محللون أنه للمرة الأولى منذ بدء الانتفاضة، أجبر شخص يبدو كواحد من أعمدة النظام على التنحي جانبا علانية، في تنازل مثير للصدمة بالنسبة لنخبة حاكمة شديدة التماسك تربطها أواصر قرابة وولاءات قبلية.
من جهته، قال بسام حداد، مدير برنامج دراسات الشرق الأوسط لدى برنامج جورج ميسون: «تستخدم الحكومة الآن مجموعة أخرى من الكروت، وهي مجموعة تتناول بصورة مباشرة مطالب المتظاهرين. ويعتبر مخلوف رمزا للفساد داخل النظام. كمؤشر على حدوث تغيير جوهري في النظام، يمكن القول بأن هذا القرار جاء متأخرا للغاية، ولن يقبل المتظاهرون هذا القرار بجدية».
خلال مؤتمر صحافي نظمته وكالة الأنباء السورية الرسمية، صور مخلوف قراره باعتباره نابعا منه، غير أنه من غير المحتمل أن يتم اتخاذ مثل هذا القرار من دون موافقة، بل وربما إصرار الأسد.
وأعلن مخلوف أنه سيعرض أسهم من «سيرياتيل»، أكبر شركة هواتف جوالة في سوريا، على الفقراء وأن جزءا من الأرباح سيوجه إلى أسر قتلى المظاهرات. وأشار إلى أن أرباح مشاريعه الأخرى ستخصص لنشاطات خيرية وإنسانية. كما تعهد بأن لا يشارك في أي مشاريع تجارية جديدة لتحقيق مكاسب شخصية.
ومثل هذا القرار لحظة مهينة لرجل يحرص على البقاء بعيدا عن الأضواء، ونادرا ما يسمح بإجراء مقابلات إعلامية معه، ويصفه منتقدوه بأنه مصرف آل الأسد. وعكس صعود نجم مخلوف جهود عائلة الأسد لتعزيز قبضتها على البلاد على مدار العقود الـ4 الماضية، وكان والده محمد، خال الأسد، من أقطاب المجتمع السوري، وشقيق رامي مخلوف، حافظ، يتولى منصب رئيس الاستخبارات في دمشق.
في المقابل، يثني أنصار مخلوف عليه لاستثماره في البنية التحتية السورية المتهالكة، والمكاتب الأنيقة التي تتميز بها «سيرياتيل» ويعد العمل فيها حلما يراود الشباب الحضري المتعلم. إلا أن منتقدي مخلوف يفوقون في عددهم مؤيديه بكثير، ويرون أن كراهية الشعب له لا تضاهيها سوى كراهيته لشقيق بشار الأسد، ماهر، وهو أحد الشخصيات التي يخافها ويمقتها السوريون، ويتولى قيادة الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة النخبوية.
الملاحظ أن مخلوف يتميز بنفوذ هائل وصلات عميقة بقيادة البلاد، مما دفع المعارضة إلى انتقاد الخطوة الأخيرة باعتبارها محض دعاية. وتكهن آخرون بأن هذه الخطوة ترمي إلى الالتفاف على العقوبات المفروضة على مخلوف من جانب الاتحاد الأوروبي، حيث وضع اسمه على قائمة مؤلفة من 13 شخصا تم تجميد أصولهم ومنعهم من السفر إلى دول الاتحاد.
وقد فرضت الولايات المتحدة أيضا عقوبات ضده عام 2008، متهمة إياه بالتلاعب بالنظام القضائي واستغلاله الاستخبارات في تخويف المنافسين.
من ناحيته، قال عمار قربي، رئيس الاتحاد الوطني السوري لحقوق الإنسان: «ليست هناك شفافية في إعلانه، لأننا لا ندري ماهية ما يملكه وحجم ثروته. إنها خطوة مصممة للاستهلاك الإعلامي فقط».
إلا أن دبلوماسيين قالوا إن الأسد نفسه ثار غضبه بسبب المقابلة التي أجراها مخلوف مع «نيويورك تايمز» في مايو (أيار)، وسلط خلالها الضوء في حادثة نادرة على النظام السوري الغامض من الداخل. وجاءت التعليقات الصريحة التي أدلى بها مخلوف بمثابة كارثة على صعيد العلاقات العامة لحكومة تواجه بالفعل ضغوطا دولية متصاعدة بسبب حملتها الشعواء التي يقدر ناشطون أنها خلفت وراءها 1300 قتيل وأكثر من 10000 سجين.
خلال المقابلة، قال مخلوف إن الحكومة ستقاتل حتى النهاية في صراع قد يلقي الشرق الأوسط برمته في حالة من الفوضى، بل وربما الحرب، ملمحا إلى أن الأسرة الحاكمة تساوي بين بقائها وبقاء الطائفة الأقلية الداعمة لسلطتها، وأنها تنظر إلى المظاهرات ليس باعتبار أنها تعلن مطالب مشروعة، وإنما باعتبارها تغرس بذور حرب أهلية. وأضاف خلال المقابلة: «إذا لم يكن هناك استقرار هنا، فمن المستحيل أن يصبح هناك استقرار في إسرائيل. من المستحيل أن يتحقق ذلك، ولا أحد يمكنه ضمان ما سيحدث إذا ما لحق بالنظام - لا قدر الله - مكروه». ومع أن مسؤولين سوريين سارعوا إلى إقصاء أنفسهم عن التعليقات، مشيرين إلى أن مخلوف لا يشغل منصبا رسميا في الحكومة، استغل معارضون ودبلوماسيون تعليقاته كدليل على عدم استعداد الحكومة للتغيير.
في بعض جوانبها، بدت التعليقات تعبيرا صريحا عن فكرة سعت الحكومة إلى تعزيزها منذ اشتعال المظاهرات في مارس (آذار) هي «نحن أو الفوضى».مثلا، قال مخلوف: «يجب أن يعلموا أنه عندما نعاني، لن نعاني بمفردنا».
رغم أنه كان مشهورا قبل تقلد الأسد الحكم عام 2000، وتنامت ثروة مخلوف بعد فوزه وشركائه المصريين بعقد من عقدين لشركات هواتف جوالة. في نهاية الأمر، اضطر شركاؤه إلى بيع حصتهم. ومع ابتعاد سوريا عن الاقتصاد الموجه اقتحم مخلوف أكثر قطاعات الاقتصاد إدرارا للربح: العقارات والنقل والصرافة والتأمين والتعمير، بجانب إنشائه فندق 5 نجوم في دمشق ومتاجر لا تخضع للجمارك في المطارات وعلى الحدود.
ويتولى مخلوف منصب نائب رئيس «شام هولدنغ»، التي أنشئت عام 2007 بمشاركة 73 مستثمرا، ورأسمال بلغ 360 مليون دولار، في ما صوره الكثيرون كمحاولة لربط رجال الأعمال الأثرياء بالحكومة، بينما يعتقد محللون سوريون أنه المالك الحقيقي للشركة. وأفادت تقارير أنه باع متاجره غير الخاضعة للجمارك لشركة كويتية في مايو (أيار)، رغم تلميح البعض بأن الخطوة ليست سوى مجرد محاولة للالتفاف على العقوبات. وجاء الإعلان الأخير من جانب مخلوف قبل يوم من المظاهرات الأسبوعية التي تشتعل بعد صلاة الجمعة. وذكر دبلوماسيون أن الأسد يستعد هو الآخر لإلقاء خطاب، غدا، الأحد، يصفه مسؤولون سوريون بالمهم، وربما يسلط الضوء على جهود حكومية أكثر جدية للدخول في حوار مع المعارضة.
* خدمة «نيويورك تايمز»
 
وائل مرزا لـ «الشرق الأوسط»: زمن الحديث عن الإصلاح انتهى ونطالب الحكومة بالتغيير الجذري
المعارضة تتحدى أن يوقف النظام إطلاق الرصاص لأسبوع واحد
لندن: نادية التركي
ضاعفت المعارضة السورية في أوروبا جهودها مؤخرا من أجل مساعدة الثورة السورية، وشهدت عدة تحركات من أجل تحقيق تقدم في مجال التنسيق بين أطرافها.
الدكتور وائل مرزا معارض سوري مستقل يعمل مع المعارضة السورية في الخارج، ويعيش في دول الخليج، وهو أكاديمي متخصص في حقل الأنظمة السياسية المقارنة، غادر سوريا ولم يتمكن من العودة إليها منذ سنة 1999. «الشرق الأوسط» التقته بمناسبة زيارة يقوم بها لبريطانيا في إطار عمل المعارضة السورية في أوروبا، التي تحاول مساعدة الثوار في الداخل بإيصال مطالبهم للمجتمع الدولي، ودعمهم إعلاميا، وتهيئة ظهور جسر معارض يمثل الثورة في المستقبل.
في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أعرب مرزا عن ألمه الشديد للصمت العربي حيال النازحين السوريين في تركيا، معتبرا أنه من المفترض أن يكون العرب أول الناس وقوفا بجانب الشعب السوري، الذي قدم الكثير للأمة العربية، سواء بإسهاماته الاقتصادية، أم من خلال إسهاماته الفكرية أو الثقافية، ومن خلال عطائه الفني والدرامي، وأشار إلى أنه يتمنى أن يكون الصمت الرسمي عملا من أجل حل الأزمة دبلوماسيا.
ووصف مرزا الجامعة العربية بأنها «مؤسسة شبه ميتة»، مع بعض التفاؤل بصدور إشارات إيجابية تجاه الشعب السوري، من قبل الأمين العام لها عمرو موسى.
وعن مسألة «غياب البديل» التي يروج لها النظام السوري من جانبه، ويجري الحديث عنها في بعض دوائر الإعلام والمجالس السياسية الإقليمية والعالمية، أكد مرزا أنها من أكبر الخرافات، وأن سوريا بلد فيه إمكانات في الداخل والخارج، وهناك الكثير من المثقفين، وعلى العكس اعتبر سوريا بلدا مصدرا للمثقفين وذوي الخبرات. وذكّر مرزا بموقف الأسد الذي قال عندما سئل عن الإصلاح إن الثورة تحتاج إلى جيل، ووصفه بأنه ينظر بدونية إلى الشعب، والآن يقول انتظروا أسبوعا للإصلاحات.
وتحدى مرزا الأسد طالبا أن يمنح الشعب السوري ضمانا بأسبوع واحد من دون إطلاق رصاص، وسيخرج كل الشعب ضده.
وعن مبررات منطق التخوين والمؤامرة مثلا لبعض الأشخاص، مثل الحقوقي هيثم مناع الذي اتهم بالعمالة، ومفكر بحجم برهان غليون، صرح مرزا بأنها حالة ثقافية سائدة عربيا، خلقتها الأنظمة الديكتاتورية «ففي السابق كان الخطاب السياسي محصورا في الأنظمة، ولم يكن للشعوب رأي، وكان خطابها تخوينا ومؤامرات، أما الآن فالحكومات تمارس منطق إن لم تكن معي مائة في المائة فأنت ضدي».
وحول إعلان واشنطن أن لديها طرقا مختلفة للضغط على النظام، بين مرزا استياءه من هذا الموقف، واعتبر أنه من المفترض إعلان موقف واضح بعدم شرعية النظام السوري، مؤكدا أن الانطباع السائد الآن أن هناك نفاقا، فمن ناحية تتحدث أميركا عن حقوق الإنسان والديمقراطية، لكن وقت العمل الحقيقي لا يقوم المجتمع الدولي بدوره. واعتبر أن الغرب يستطيع الضغط من خلال سحب السفراء، وأن ذلك حصل سابقا في مصر وتونس. وبين استغرابه من أن أميركا أعلنت عدم شرعية مبارك بعد 15 يوما من قيام الثورة، وفي سوريا مضت ثلاثة أشهر وما زالت تطرح إمكانية الإصلاح مع بشار الأسد، وهذا خطير. وعن إمكانية سحق الثورة، أكد مرزا أنه لو كان في استطاعة دبابات النظام أن تقضي على الثورة لفعلت ذلك منذ اليوم الأول، لكن في كل مرة يتراجع فيها الشعب، فإنه يعود للخروج بعد ابتعاد الدبابات لمسافة كيلومتر واحد، مستشهدا بما حصل في درعا وحمص، حيث قمعت المسيرات ليوم أو اثنين، وكذلك في جبلة وبانياس واللاذقية.
 
اشتباكات في طرابلس على خلفية الانتفاضة السورية.. ومقتل قائد عسكري بحزب علوي
ميقاتي: نوجه رسائل محبة ويردون علينا بالدماء
طرابلس: سوسن الأبطح
انعكست التوترات في الداخل السوري، اشتباكا مسلحا في طرابلس (شمال لبنان) بعد ظهر أمس بين منطقتي جبل محسن ذات الأغلبية العلوية، ومنطقة باب التبانة ذات الأغلبية السنية، استخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة، ووقع على أثرها أكثر من قتيل وعدد من الجرحى بينهم مدنيون وعسكريون من الجيش اللبناني. كما قتل المسؤول العسكري في «الحزب العربي الديمقراطي» (العلوي) علي فارس، مما صعد من حدة الوضع.
وبدأت الاشتباكات بعد ساعات من وصول رئيس الوزراء نجيب ميقاتي إلى طرابلس وقبل ساعات من موعد حفل استقبال كان يتم التحضير لإقامته في مركز الصفدي الثقافي، يضمه إلى جانب وزرائه الطرابلسيين الأربعة لتهنئتهم بالحكومة الجديدة. وجابت سيارات الإسعاف شوارع المدينة، كما أغلقت المحلات التجارية بعد أن دوى صوت القصف عاليا في بعض الأحياء. وأعلن عن مقتل شخصين وجرح ثمانية بعد 4 ساعات على بدء الاشتباكات.
ووقعت الاشتباكات بعد مظاهرة دعا إليها الطلاب السوريون في الجامعة اللبنانية كعادتهم كل جمعة، انطلقت من منطقة القبة المحاذية لجبل محسن، باتجاه ساحة النور على مدخل طرابلس، منددة بالنظام السوري. وقال طالب لبناني شارك في المظاهرة لـ«الشرق الأوسط»: «انطلقنا كطلاب سوريين ولبنانيين من مركز (رابطة الطلاب المسلمين) وكان عددنا قليلا يقدر بمائتي شخص، لكننا فوجئنا بانضمام عدد كبير من المتظاهرين إلينا، خرجوا من مسجد حمزة، بدا عليهم أنهم من السلفيين، وتأكدنا من ذلك حين هتفوا بشعارات إسلامية وسلفية، وهم يحملون رايات كتب عليها (لا إله إلا الله)».
وأضاف الطالب، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه: «استمرت المظاهرة على هدوئها حتى وصلنا إلى ساحة النور، لكنني شعرت بالخوف وأحسست بأن ثمة ما يحضر، حين بدأ السلفيون ينادون بالميكروفونات بأن على الجميع أن يكملوا المظاهرة ويتوجهوا إلى باب التبانة. عندها أخذت أقول للطلاب: لن نذهب إلى التبانة، وأتصل هاتفيا بمن لم أعثر عليهم قربي من الزملاء، لأمنعهم من إكمال المظاهرة إلى هناك». وتابع يروي: «أؤكد أن لا علاقة على الإطلاق لا للطلاب السوريين ولا اللبنانيين بما حدث بعد ذلك، إذ إنهم تمنعوا عن التوجه إلى التبانة، وعادوا أدراجهم». وأكمل الطالب اللبناني: «لكن ما عرفته بعد ذلك أن هذه المجموعة التي كانت قد انضمت إلينا أكملت طريقها إلى التبانة، وبدأت التعدي على جبل محسن، وحاولت الدخول إلى المنطقة، فمنعهم الجيش وبدأت الاشتباكات».
مصدر مطلع في منطقة باب التبانة، رفض الكشف عن اسمه، قال «لا نعرف من الذي شارك من القبة، لكن نحن من جهتنا رفضنا المشاركة بشكل رسمي لحساسية الوضع في المدينة، ومنطقة مرور المظاهرة تحديدا لا سيما ساحة النور المحسوبة على آل كرامي، وبعض شبابنا ذهبوا بشكل فردي، وعند عودتهم، هم وشبان آخرون من منطقة القبة لا نعرف هوياتهم، أطلق عليهم رشقات رصاص وقنبلة صوتية من جبل محسن، مما جر الاشتباك بين المنطقتين».
رفعت علي عيد، مسؤول العلاقات السياسية في «الحزب العربي الديمقراطي» (العلوي) في منطقة جبل محسن، الذي كان مشغولا بتلقي اتصالات، من مسؤولين سياسيين وعسكريين، أمس، لوضع حد للانفلات الأمني، كان يقول للمتصلين: «إن هم أرادوا التهدئة هدأناها، وإن أرادوا إشعالها أشعلناها». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «(أول) أمس (الخميس) قاموا بمظاهرة وشتمونا ورشقونا بالحجارة، واليوم أيضا شتائم للطائفة العلوية وبشار الأسد وسوريا وضرب رصاص وقنابل، هذا وضع لا يحتمل. لقد فلتوا صبيانهم علينا».
وكانت مظاهرة قد خرجت من باب التبانة أيضا مساء أول من أمس (الخميس)، باتجاه سرايا طرابلس، وقال أحد منظميها لـ«الشرق الأوسط»: «هناك ثمانية موقوفين سوريين من تلكلخ في السجن تتهمهم السلطات اللبنانية بأنهم دخلوا البلاد بشكل غير شرعي، نحن وكلنا لهم محامين للدفاع عنهم، لكننا علمنا مساء الخميس، بأن ثمة نية لتسليم أحدهم للسلطات السورية، فخرجنا بطريقة عفوية، في طريقنا إلى السراي بعد أن قطعنا الطريق الدولي، وهنا قيل لنا بعد اتصالات مع المسؤولين: افتحوا الطريق، نفرج عن الموقوف السوري. وقد تم الإفراج عنه بالفعل، ونعتقد أن الآخرين سيفرج عنهم أيضا. أما مظاهرة اليوم (الأمس) فنحن كنا نستريب في المشاركة فيها».
وتساءل: «نحن بالفعل لا نفهم أن يتم افتعال هذا الإشكال مع وصول رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى طرابلس، ونتساءل أيضا لماذا تطورت المظاهرة الصغيرة التي يقوم بها الطلاب السوريون كل جمعة، هذه المرة وليس في مرات ماضية؟ من المستفيد من التصعيد في الوقت الحالي، وإقحام الجيش في معركة لا يستفيد منها أحد؟».
إلى ذلك عقد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي مؤتمرا صحافيا في طرابلس مساء أمس، بينما كانت الاشتباكات المسلحة بين منطقتين في المدينة هما جبل محسن وباب التبانة لا تزال متواصلة، وأصوات الرصاص والقذائف لا تتوقف. وعبر ميقاتي خلال مؤتمره الصحافي عن «مفاجأة يد الفتنة» له أثناء زيارته للمدينة، قائلا: «إن توقيت ما يجري في طرابلس مريب، ونؤكد أن السلم الأهلي خط أحمر. نحن نفهم أن تكون المعارضة سلمية، ومخطئ من يعتبر نفسه أقوى من الدولة أو أنه سيفلت من العقاب. كلفت الأجهزة المعنية بالتحقيق في الأحداث التي حصلت اليوم وندعو أهلنا في طرابلس إلى وعي الأهداف الخبيثة من وراء ما يحصل».
ورفض ميقاتي اتهام المعارضة بتأجيج الاشتباكات، مفضلا انتظار التحقيقات «إذ لا دليل عندي على ذلك» وقال: «نحن ننتظر نتائج التحقيقات، ونقوم بواجبنا لقطع دابر الفتنة، وبنتيجة الاتصالات التي أجريتها، أنا على يقين بأن هذا الأمر سيوضع له حد خلال الساعات القليلة القادمة». مضيفا «من أينما جاءت هذه الرسالة، المهم أن لا تدفع طرابلس الثمن. نحن نوجه رسائل محبة ونتلقى رسائل دماء».
وعقد ميقاتي مؤتمره الصحافي وإلى جانبه وزراؤه الأربعة من أبناء طرابلس الذين كانوا في زيارة للمدينة لتلقي التهاني بتعيينهم، وبتشكل حكومة لمدينة طرابلس فيها حصة الأسد. وقال ميقاتي: «الأمن والإنماء أولا، لهذه المدينة. فهذه فرصة لطرابلس، ولن نسمح لأحد بأن تمتد يده إليها»، مؤكدا لمرة جديدة «أن القوى الأمنية ستكون صارمة في وضع حد لما يحصل».
 
أنجلينا جولي تزور مخيم لاجئين في تركيا واللاجئون يستقبلونها بالهتاف ضد النظام
عدد السوريين الهاربين إلى هاتاي يبلغ 9700 شخص
لندن: «الشرق الاوسط»
أعلن مصدر رسمي تركي أن عدد السوريين الذين لجأوا إلى تركيا هربا من القمع في بلدهم بلغ أمس 9700 شخص بعد وصول أكثر من ألف شخص في الساعات الـ24 الماضية، في وقت وصلت فيه الممثلة الأميركية أنجلينا جولي، بصفتها سفيرة النوايا الحسنة للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، إلى تركيا لزيارة مخيمات اللاجئين.
ويقيم اللاجئون في خمسة مخيمات في محافظة هاتاي أقامها الهلال الأحمر التركي. وقالت السلطات إنهم يمنحون ثلاث وجبات يوميا ومياها ساخنة على مدار الساعة في المخيمات المزودة بأجهزة من بينها غسالات وتلفزيونات. كما يقوم أشخاص بتسلية الأطفال وأطباء نفسيون ناطقون بالعربية وأئمة بمساعدتهم، بحسب ما ذكر المصدر نفسه. ويتولى مستشفى ميداني مساعدة المصابين بجروح طفيفة.
إلى ذلك، التقت الممثلة أنجلينا جولي عند الحدود التركية لاجئين سوريين استقبلوها بهتاف «يسقط النظام السوري»، كما أفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية. ووصلت نجمة هوليوود إلى مخيم التن اوزو في محافظة هاتاي الجنوبية على متن سيارة زجاجها داكن ضمن موكب مؤلف من عدة سيارات يحوط به موكب أمني كبير من سيارات الشرطة التركية. وعلى الفور دخلت انجلينا هذا المخيم الذي يمنع الصحافيون من دخوله والذي يقيم فيه 1400 لاجئ سوري للقاء هؤلاء اللاجئين وبينهم الكثير من الأطفال. وعلى مدخل المخيم رفعت لافتة كبيرة كتب عليها بالانجليزية «أهلا بملاك الخير في العالم»، في حين خرج سكان مبنى يقع قبالة المخيم إلى شرفات منازلهم لرؤية النجمة الزائرة وتحيتها.
وما إن دخلت الممثلة الأميركية إلى المخيم حتى هتف لاجئون من داخله بالعربية «يسقط النظام السوري». والتن اوزو هو أحد خمسة مخيمات أقامها الهلال الأحمر التركي لإيواء اللاجئين السوريين. والكثير من اللاجئين من بلدة جسر الشغور التي تبعد 40 كيلومترا عن الحدود التركية، والتي شهدت حملة عسكرية ضخمة نفذها الجيش السوري.
من جهة أخرى، بدأ لاجئون في مخيم آخر أمس إضرابا عن الطعام احتجاجا على العزلة التي وضعتهم فيها السلطات التركية، كما قال ناشط حقوقي سوري. وقال هذا المصدر وهو منشق سوري مقيم في تركيا طالبا عدم ذكر هويته، إن «اللاجئين في مخيم يايلاداجي بدأوا إضرابا عن الطعام بعد صلاة الجمعة». وأضاف المصدر «إنهم يحتجون على منع الزيارات، ومنعهم من التظاهر ضد النظام في دمشق وانعدام الاتصالات بالخارج». وتحدث عن إقدام حراس أتراك على «ضرب» لاجئين الخميس.

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,640,132

عدد الزوار: 6,905,901

المتواجدون الآن: 102