حماه تهتف ضد حافظ الأسد في ذكرى وفاته.. وحمص تدعو: «إن شاء الله نشوفك بلاهاي»

أجواء حرب في إدلب.. والدبابات تحاصر جسر الشغور

تاريخ الإضافة الإثنين 13 حزيران 2011 - 7:21 ص    عدد الزيارات 3079    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

 
 
 
أجواء حرب في إدلب.. والدبابات تحاصر جسر الشغور
سكان تحدثوا عن قصف المدينة وانشقاق ألفي جندي وآلاف فروا إلى الجبال والحدود مع تركيا
جريدة الشرق الاوسط
لندن – دمشق: «الشرق الأوسط»
في تصعيد جديد لمستوى العنف، أكد ناشطون سوريون أن الجيش السوري اقتحم بأرتال من الدبابات أمس، عددا من القرى في محافظة إدلب، التي تعيش أجواء حرب حقيقية, في الوقت الذي يحاصر فيه بلدة جسر الشغور.
 وقال ناشط، فر عبر الحدود لـ«بي بي سي»، إن القوات السورية استخدمت الدبابات في مهاجمة تلك القرى، وإنه شاهد 40 دبابة تدخل قرية قريبة من جسر الشغور وقد أحاط بها جنود يحملون البنادق. وحسب روايات الشهود فإن الجيش السوري وصل إلى مشارف بلدة جسر الشغور. وقال ناشط لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «التوتر كبير في المنطقة, وإن القوات السورية تتمركز عند مداخل البلدة ولم تدخل المدينة». وتحدثت مصادر عن قصف المدينة. وأضاف الناشط السوري أن «الناس رحلوا باتجاه الحدود التركية القريبة. بين أربعة وخمسة آلاف شخص يريدون الهرب إلى تركيا». وتؤكد التقارير فرار الآلاف الى الجبال والحدود التركية.
واستمرت الانشقاقات داخل الجيش السوري، ووصل عددهم الى نحو 2000 حسب مصادر سورية. وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن أربعة فارين من الجيش السوري، لجأوا إلى الحدود التركية، أدلوا بشهادات عن الممارسات التي ارتكبتها وحدتهم في قمع حركة الاحتجاج، وخوف الجنود الذين يواجهون تهديدات بالقتل إذا رفضوا تنفيذ الأوامر. وتحدثوا عن اغتصاب الجنود للنساء عند اقتحام المنازل، أمام عائلاتهم. ومع ارتفاع عدد قتلى «جمعة العشائر» إلى 36 شخصا، بحسب منظمات حقوقية، صعدت واشنطن من لهجتها ضد النظام السوري، ودعت الحكومة السورية إلى «وقف فوري لأعمال العنف الوحشية». وقال المتحدث باسم الرئاسة الأميركية جاي كارني، في بيان إن الحكومة السورية «تقود سوريا إلى طريق خطر». ومن جهته بعث وزير الخارجية السوري وليد المعلم برسالة إلى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون يحذر فيها من أن أي تصويت ضد النظام في مجلس الأمن، سيستفيد منه «الإرهابيون والمتطرفون». وشدد على أن دمشق «ملتزمة بالديمقراطية».
 4  جنود سوريين فارين: أمرونا بإطلاق النار على المدنيين وهناك عمليات اغتصاب
أحدهم: قناصة شرطة بثياب مدنية أو عناصر من حزب الله يقتلون الجنود الذين يرفضون إطلاق النار
جريدة الشرق الاوسط
غوفتشي - لندن: «الشرق الأوسط»
أدلى أربعة فارين من الجيش السوري، لجأوا إلى الحدود التركية، بشهادات عن الممارسات التي ارتكبتها وحدتهم في قمع حركة الاحتجاج، وخوف الجنود الذين يواجهون تهديدات بالقتل إذا رفضوا تنفيذ الأوامر، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
ولا يريد الجندي، طه علوش، التخفي؛ فهو يعرض بطاقته العسكرية ويكشف عن هويته بلا مواربة.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إنه روى بنظرات زائغة وقائع عملية «التطهير» في مدينة الرستن، التي يبلغ عدد سكانها 50 ألف نسمة، في محافظة حمص، التي حملت هذا المجند البسيط على الفرار قبل ثلاثة أيام.
وأضاف: «قالوا لنا إن مسلحين موجودون هناك. لكن عندما نقلونا تبين لنا أنهم مدنيون بسطاء. وأمرونا بأن نطلق النار عليهم».
وأوضح: «عندما كنا ندخل المنازل كنا نطلق النار على جميع الموجودين فيها؛ الصغار والكبار.. حصلت عمليات اغتصاب لنساء أمام أزواجهن وأطفالهن».
وتحدث عن مقتل 700 شخص، لكن يصعب التأكد من هذا الرقم، لأن الصحافيين لا يستطيعون التنقل في سوريا.
ومحمد مروان خلف هو مجند أيضا في وحدة متمركزة في إدلب قرب الحدود التركية. ولا يزال هو أيضا مصدوما لهول حرب ضد عزل. وروى قائلا: «على مرأى مني أخرج جندي محترف سكينا وغرسه في رأس مدني من دون أي سبب».
وأضاف أنه طفح الكيل عندما اجتازت وحدته قرية سراقيب المجاورة، وعندما فتح «الشبيحة» (بلطجية)، الذين كانوا يرافقون الجنود، النار على الناس.
وأكد هذا المجند الشاب: «عندما بدأوا بإطلاق النار على الناس رميت بندقيتي وهربت»، موضحا أن هذه المجزرة التي أسفرت عن 20 إلى 25 قتيلا، قد وقعت في السابع من يونيو (حزيران).
ونسج شقيقه، أحمد خلف، الملتحق بوحدة أخرى على منواله، بعدما شهد أعمال عنف في حمص، وقال: «بعدما رأيت الطريقة التي يقتلون بها الناس، أدركت أن هذا النظام مستعد لقتل الجميع». ويؤكد هذا الجندي الفار، الذي كان محمر العينين وزائغ النظرات، أنه فكر مع رفقاء بالتمرد، لكنه تراجع عن هذه الفكرة بسبب خطرها على حياتهم.
وأضاف هذا الشاب: «يضعون قناصة على بعض النقاط المرتفعة - عناصر شرطة بثياب مدنية أو عناصر من حزب الله - وعندما لا يطلق الجنود النار على المحتجين يقتلونهم». ويؤكد وليد خلف مخاطر عصيان الأوامر، ويقول: «قبلنا أراد ستة أشخاص أن يفروا فقتلهم قادتنا». ومع 15 من رفاق السلاح، اختار هذا المجند الفرار مع ذلك بدلا من الدخول إلى مدينة حمص الخميس.
وقال: «كنت أعرف أنه إذا ما دخلناها، فإننا سنقتل عددا كبيرا من الأشخاص»، وأضاف: «سلكنا جميعا طرقا مختلفة».
وردا على سؤال عن رأيه في المستقبل، قالت وكالة الصحافة الفرنسية، إن هذا الجندي يتوقع انهيارا لنظام الرئيس بشار الأسد. وقال: «جميع الجنود الذين أعرفهم متوترون؛ إما أنهم يريدون الفرار، وإما أنهم يريدون تغيير مهنتهم»، وأضاف: «في نهاية المطاف سيذهب كل جندي لحماية عائلته»، لكن طه العلوش يتوقع نهاية مدوية. وقال: «إذا اضطر هذا النظام فلن يتردد في تصويب مدرعاته وصواريخه إلى دمشق. عندئذ ينتهي كل شيء».
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن شاهد عيان من بلدة جسر الشغور أن نحو 2000 من المجندين والضباط من الجيش السوري انشقوا وقاتلوا إلى جانب السكان, وإذا صدقت رواية الشاهد؛ فإنه يكون أكبر انشقاق أو تمرد على أوامر إطلاق النار من جانب الجيش السوري. وبينما تقول الرواية الرسمية إن عصابات مسلحة إرهابية قتلت 120 جنديا في جسر الشغور، قال نشطاء المعارضة إن هذا العدد قتل بعد تمرد جنود ورفضهم أوامر إطلاق النار.
وقال سكان على مدار الأيام الماضية إن جنودا من الجيش والأمن رفضوا إطلاق النار وقتلوا بسبب ذلك, بينما قال نشطاء المعارضة إن جسر الشغور مهمة للنظام السوري بسبب حوادث تمرد الجنود، وباعتبار أن الحكومة كانت تعتمد على ولائهم للمحافظة على بقائها.
 
جسر الشغور : الأهالي يتحدثون عن قصف ..والرواية الرسمية : اعتقال عناصر تنظيمات مسلحة
شاهد: 5 آلاف بقوا في المدينة وقوات الأمن تسيطر على الجزء الشرقي
جريدة الشرق الاوسط
دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
قال سكان في بلدة جسر الشغور، أمس، إن القوات الموالية للنظام في سوريا قصفت بلدة جسر الشغور الشمالية، ولم يكن واضحا، حسب «نيويورك تايمز»، لماذا ظلت أجزاء من المدينة خارج سيطرة القوات الحكومية، ولماذا ظل عدد من السكان هناك للدفاع عنها على الرغم من أن المهاجمين أكثر عددا وقوة منهم.
ونقلت «نيويورك تايمز» عن محمد العبدو، وهو نازح من المدينة اختبأ في الجبال المحيطة بها، أن مروحيات ودبابات تقصف جسر الشغور من كل النواحي. وكان الوضع متوترا في المدينة منذ أيام بعد مقتل 120 جنديا هناك على يد عصابات مسلحة، وهي رواية يرفضها السكان ويقولون إن الجنود قتلوا لأنهم حاولوا الهرب.
وقال سكان المدينة الذين أمكن الاتصال بهم هاتفيا إن قوات الأمن كانت أمس تسيطر على الأجزاء الشرقية من البلدة, ولكن كان من الممكن الدخول والخروج، على الرغم من الخطورة، من الأجزاء الشمالية, وأن هناك 5 آلاف من الـ50 ألفا الذين يشكلون سكان المدينة بقوا فيها، بينما فر الآخرون.
وقال فادي الذي رفض ذكر اسم العائلة (27 عاما) إن قوات الأمن أطلقت النار على سيارته وهو يفر من بلدة مجاورة ليلة الجمعة, لكنه عاد أمس لنقل الراغبين في الرحيل إلى تركيا, وقال بالهاتف إنه رأى مصابين كثيرين، لكنه لم يكن قادرا على مساعدتهم، كما رأى جثث 5 قتلى.
وأضاف: «نحاول إخلاء العائلات المحصورة في الجزء الشرقي».
الى ذلك قالت السلطات السورية إن وحدات الجيش السوري ألقت القبض يوم أمس على «مجموعتين قياديتين للتنظيمات المسلحة في جسر الشغور»، وإنه تم ضبط «أسلحة رشاشة ومتفجرات وصواعق كهربائية وشرائح هواتف جوالة تركية مع عناصر التنظيمات المسلحة المقبوض عليهم»، بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وتأتي هذه الأنباء بعد يوم من الإعلان الرسمي عن بدء وحدات من الجيش تنفيذ عملية مشتركة بمنطقة جسر الشغور في محافظة إدلب، بهدف «ملاحقة التنظيمات المسلحة وإلقاء القبض على عناصرها في القرى المحيطة بالمنطقة». وكان مصدر عسكري مسؤول صرح أن «تنظيمات إرهابية مسلحة» قامت أول من أمس «وبأعداد كبيرة بمهاجمة مفرزة تابعة للقوى الأمنية في معرة النعمان»، وأن ذلك أسفر عن «وقوع عدد من الشهداء والجرحى في صفوف القوى الأمنية».
وأضاف المصدر العسكري أنه «لدى قيام حوامات (سيارات) الإسعاف بمهمة إخلاء الشهداء والجرحى تعرضت لنيران غزيرة من التنظيمات الإرهابية المسلحة حيث أدى ذلك إلى إصابة أطقم الحوامات».
وكانت وحدات من الجيش قد وصلت بعد ظهر الجمعة إلى مداخل مدينة جسر الشغور، وذكر التلفزيون السوري أن وحدات الجيش «ألقت القبض على عدد كبير من أفراد هذه التنظيمات إضافة لقتل وجرح عدد منهم وذلك رغم قيام هذه التنظيمات بتفجير بعض الكمائن التي نصبتها لوحدات الجيش بالديناميت الذي قامت بسرقته من منطقة سد وادي أبيض».
وقال مندوب التلفزيون السوري في المنطقة إن وحدات الجيش أحبطت «محاولات التنظيمات المسلحة الإجرامية محاصرة صوامع الحبوب الموجودة في المنطقة وتهديد الأهالي بحرق المحاصيل الزراعية وحرق كل مركبة ستنقل الحبوب إلى الصوامع». وأضاف مندوب أخبار التلفزيون أن «التنظيمات المسلحة أضرمت النار بالمحاصيل الزراعية والأحراش في المناطق المحيطة بجسر الشغور». وقال التلفزيون إن «عددا من المواطنين في إدلب رحبوا بدخول الجيش العربي السوري إلى منطقة جسر الشغور لإلقاء القبض على التنظيمات المسلحة التي روعت الآمنين»، وبث لقاءات مع عدد من المواطنين رحبوا بدخول الجيش.
من جانب آخر، قالت السلطات السورية إن «عناصر إطفاء تابعة لهيئة تطوير الغاب بالتعاون مع عناصر من الجيش وبعض المواطنين قاموا بإخماد حريق اندلع في منطقة السرمانية بالغاب على الحدود الإدارية مع منطقة جسر الشغور التابعة لإدلب». وقال المهندس غازي العزي، مدير الهيئة، «إن الحريق أتى على مساحة 40 دونما من الأراضي الزراعية المحصودة والغابات واندلع عند الساعة الـ11 ظهرا يوم الجمعة لتنتقل النيران بفعل الرياح ويبوسة الزرع إلى الأحراج المجاورة».
وكان الضابط السوري الذي انشق عن الجيش حسين هرموش قال لتلفزيون «العربية» أول من أمس، إن الجيش وعناصر الأمن قاموا بإحراق الزرع في منطقة السرمانية، لأن الأهالي اختبأوا بين الزرع، وجرت عملية الإحراق لسببين، الأول لإخراج المختبئين، والثاني لإلحاق الضرر بأهالي السرمانية لأنهم شاركوا بالاحتجاجات.
واتهمت السلطات السورية ما سمتهم «عناصر تنظيمات إرهابية مسلحة» بالاعتداء يوم أول من أمس على القصر العدلي في مدينة معرة النعمان بمحافظة إدلب وسرقة محتوياته وإحراق قسم منها. وقالت «سانا» إن «هؤلاء العناصر هاجموا أيضا مقرا للجيش الشعبي في المدينة وسطوا على عدد من مرائب السيارات واستهدفوا بالتخريب المتعمد والاعتداء المسلح المرافق العامة والخاصة في المدينة وروعوا المواطنين». كما نفذوا اعتداءات مسلحة على عدد من المقار الحكومية في المدينة، منها مبنى مديرية المنطقة وحاولوا إحراقه ومبنى السجن في المدينة ومخفر لقوى الأمن الداخلي وطال التخريب كل ما وقع في طريقهم من ممتلكات عامة وخاصة.
وكان التلفزيون السوري عرض خلال الأيام الثلاثة الماضية ما قال عنه اتصالات هاتفية بين «أفراد من التنظيمات الإرهابية المسلحة في جسر الشغور» تكشف عن «التخطيط لالتقاط صور لهم كمدنيين عند الحدود التركية للادعاء بعدم وجود مسلحين في جسر الشغور». وعرض التلفزيون السوري اتصالا هاتفيا بين اثنين قال إنهما «أفراد التنظيمات المسلحة التي مارست أعمالا إرهابية في منطقة جسر الشغور بإدلب». وأظهر الاتصال اتفاقا يجري بين «أسعد وأحمد الذي يلقن الأول أوامر بمغادرة المنطقة إلى الحدود التركية حيث يجب أن تلتقط صور لهم تظهر أنهم فارون من الأمن والجيش السوري كما تدعي حاجتهم إلى المساعدة لتبث لاحقا على شبكة الإنترنت».
وأشار التلفزيون السوري إلى أن بحوزته «الأسماء الحقيقية لجميع أفراد المجموعات المسلحة الذين تسمع اتصالاتهم تباعا». وبدت إشارة التلفزيون غريبة، كون المكالمات التي بثت كان فيها الأشخاص يتخاطبون بالأسماء ذاتها التي ظهرت مكتوبة على الشاشة ولا يبدو أنها مستعارة.
وفي السياق ذاته، نفى مصدر مسؤول بوزارة الداخلية ما قالته وسائل الإعلام الخارجية عن وجود قوائم بأسماء ضباط وعناصر من قوى الأمن الداخلي قتلوا على أيدي قوات الأمن بذريعة رفضهم للأوامر. وقال المصدر «إن ما نشرته هذه الوسائل عار عن الصحة، وإن الهدف من نشر هذه الأخبار هو التشويش والتحريض وزعزعة الأمن والاستقرار في سوريا».
 
 
4 آلاف سوري نزحوا إلى تركيا وآلاف آخرون ينتظرون قرب الحدود
قدموا شهادات عن إطلاق نار عشوائي وتسوية متاجر بالأرض ومهاجمة منازل
جريدة الشرق الاوسط
غوفيتشي (تركيا) - لندن: «الشرق الأوسط»
بينما تجمع آلاف السوريين الفارين من القمع على طول الحدود التركية إثر أعمال العنف الأخيرة في المدن المجاورة، مترددين في عبور الحدود والتحول إلى لاجئين، قال مسؤولون أتراك وناشطون إن أكثر من أربعة آلاف سوري فروا إلى تركيا، هروبا من حملة على الاحتجاجات المناهضة للرئيس السوري، بشار الأسد، وإن آلافا آخرين يتجمون عند الحدود، وتحدث سوريون فارون وصلوا إلى تركيا عن عمليات قمع، ومهاجمة المنازل من دون مراعاة لأطفال أو نساء.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير إنه قبالة قرية غوفيتشي التركية في أنطاكيا (جنوب)، نصبت في كل بستان من الجانب السوري خيام وأكواخ، وبدت مجموعات من الأطفال تلهو على التراب.
وتنشط حركة الدراجات والسيارات والشاحنات الخفيفة (بيك آب) التي تجلب المزيد من النازحين. وأصبحت لدى الأطفال والفتيان خبرة في عبور الأسلاك الشائكة للذهاب إلى قرية غوفيتشي، لشراء الخبز وحفاضات الأطفال والمواد الأساسية الأخرى، مخاطرين بتعرضهم لدوريات الدرك التركي. بيد أن هذه الجموع التي توزعت إلى مجموعات مكونة من مئات الأشخاص لا تزال تتردد في العبور إلى الجانب الآخر من الحدود، على الرغم من أن الهلال الأحمر التركي أقام ثلاثة مخيمات لاستقبالهم. وتؤوي الخيام ثلاثة آلاف لاجئ.
وقال أبو طلال (45 عاما) الذي أقام مع أقاربه عند تلة تشرف على الحدود: «الجميع غادر ولم يبق أحد» في مدينة جسر الشغور (شمال غربي سوريا) التي يقطنها 50 ألف نسمة، وكانت شهدت أعمال عنف دامية لعدة أيام. وأضاف: «قدمنا جميعنا إلى هنا ونحن ننتظر إذا ساءت الأمور أكثر فسنعبر إلى تركيا». وحسب وكالة الصحافة الفرنسية يخلو القطاع حتى الآن من أي وجود للجيش السوري.
وقال فار آخر وهو يشير بيده إلى جانب من الأسلاك الشائكة يسهل اجتيازه ومحاذ للطريق الذي يستخدمه عناصر الدرك التركي لدورياتهم: «قال لنا الأتراك: اعبروا من هذا المكان» في حال خطر داهم. ونقلت صحيفة «ديلي نيوز» التركية عن شاب يدعى علي ( 19 عاما) أنهم يهربون الخبز إلى قرية سلمى في الجانب السوري، كما يجمعون الأموال للأهالي هناك. وقال لاجئون إن قوات النظام السوري هاجمت قرية تبعد 10 كيلومترات عن جسر الشغور. وقال أحمد عرفات إنه يوجد جرحى في مدينة جسر الشغور المحاصرة ولا يوجد من يسعفهم. واتهم آخر قوات النظام بتدمير متاجرهم وتسويتها بالأرض وتسميم مياه الشرب، ولم يكن من الممكن التأكد من هذه الاتهامات من مصادر مستقلة.
ووصل الكثير من النازحين، أول من أمس الجمعة، وسط عملية قمع واسعة في محيط جسر الشغور، ورووا، وهم لا يزالون تحت وقع الصدمة، أعمال العنف التي عاشوها في قراهم.
وقال رجل أربعيني بشوارب رفض الكشف عن اسمه: إنه في سرمانية «قدموا (القوات) مدعومين بـ30 دبابة و60 مدرعة من الفرقة الرابعة. وأطلقوا الرصاص والقذائف، لقد رأيتهم». وأضاف أن «الجثث كانت لا تزال في الشوارع». وروى رجل خمسيني، كانت معه امرأة دامعة العينين، كيف تم تدمير قريته «كمب العلمان». وقال: «في قريتي كان هناك 40 منزلا، لقد دمروها بالكامل، حتى أشجار الزيتون أحرقوها». وقال أحد السوريين النازحين إنه تم إحراق حقول القمح من قبل قوات النظام، وكان يتم إطلاق النار عشوائيا.
وقال رجل مسن ملتح: «منذ يومين أو ثلاثة كانوا يستعدون، وهذا الصباح هجموا من كل الجهات»، مضيفا: «أضرموا النار في كل شيء، في المنازل والحقول والسيارات».
وقالت سيدة تضع غطاء رأس في لهجة لا تخلو من اتهام «لقد جئنا لأننا خفنا على حياتنا، وخفنا على شرفنا، إنهم يغتصبون النساء هناك». ووسط الجلبة أصر رجل يعتمر قبعة على التاكيد «كنت دائما مع حزب البعث، لكن بعد الذي رأيته لم يعد ذلك ممكنا».
ويطرح سؤال: هل سيكبر كل هؤلاء الأطفال المتجمعين على الحدود في سوريا، وتتردد حتى الآن أصواتهم بين أشجار الزيتون وهم يهتفون بشكل أقل جدية بشعارات الكبار «بشار اسمعنا كفى قمعا»؟ ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي تركي كبير أن 4300 سوري عبروا الحدود، وأن تركيا مستعدة لاستقبال المزيد من التدفق، غير أنه رفض توقع عدد اللاجئين الذين من المحتمل أن يأتوا. ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» عن خالد شفيق، نائب وكيل وزارة الخارجية التركية، قوله: «تركيا استقبلت عددا كبيرا من الضيوف في الماضي في أشد أوقات حاجتهم، ويمكننا فعل ذلك مرة أخرى».
وقال شهود في محافظة هتاي الحدودية إن مستشفى ميدانيا نصب في أحد مخيمات اللاجئين. وذكرت صحيفة «راديكال» أن تركيا ستنشئ منطقة عازلة إذا تجاوز تدفق اللاجئين عشرة آلاف. وقالت صحيفة «حريات» التركية إن تركيا أقامت ثلاثة معسكرات لاستقبال الفارين، وتقوم بمراقبة حدودها وفحص هويات المقبلين، ولم تكتشف أي أحد على علاقة بمنظمات إرهابية. وأفاد ناشط يساعد في تنسيق حركة اللاجئين أن آلافا آخرين يتجمعون قرب الجانب السوري من الحدود.
وقال الرجل الذي عرف نفسه باسم أبو فادي: «منطقة الحدود تحولت عمليا إلى منطقة عازلة. الأسر أوت تحت الأشجار وهناك ما بين سبعة آلاف وعشرة آلاف شخص هنا الآن». وقال مسؤول تركي لصحيفة «حريات» التركية إن بلاده تقدم المساعدة للهاربين السوريين، لكنها لا تصنفهم كلاجئين، وإنما ضيوف، وتأمل في أن يتمكنوا من العودة إلى بلداتهم قريبا.
وتقول منظمات حقوقية إن أكثر من 1100 مدني قتلوا منذ مارس (آذار) في حملة تزداد دموية على المتظاهرين المطالبين بتنحي الأسد، ومزيد من الحريات السياسية، وإنهاء الفساد والفقر.
 
 
حماه تهتف ضد حافظ الأسد في ذكرى وفاته.. وحمص تدعو: «إن شاء الله نشوفك بلاهاي»
هتافات تستعير خطابات القذافي.. وتلكلخ تردد هتافات ضد حزب البعث
جريدة الشرق الاوسط
دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
شعار «الشعب يريد إسقاط النظام» هو الشعار الأكثر تردادا وإلحاحا في المظاهرات التي تخرج في سوريا منذ ثلاثة أشهر، بالإضافة إلى الشعارات التي تؤكد على الوحدة الوطنية، مثل «واحد.. واحد.. واحد الشعب السوري واحد» و«الله وسوريا وحرية وبس». إلا أن هناك شعارات تبرز في كل يوم جمعة أكثر من غيرها، في نوع من الرد على ادعاءات السلطة حول طبيعة المظاهرات، فحين تكون الاتهامات للمتظاهرين بالعنف، تسمع هتافات تؤكد على السلمية، وحين يكون الاتهام بالطائفية تبرز هتافات تؤكد على الوحدة الوطنية بين مكونات المجتمع السوري، من أكراد وعرب. حيث ترفع في المناطق الكردية هتافات «العرب والكرد إخوة» و«إسلام ومسيحية وعلوية.. ثورتنا ثورة سلمية» و«لا سلفية ولا إخوان.. ثورتنا ثورة أحرار».
هذا بالإضافة إلى الشعار الأهم الذي رفعه السوريون لحض الجيش على عدم التورط في قمع الاحتجاجات، وهو «الشعب والجيش إيد واحدة»، في محاولة نجحت إلى حد ما في ثني بعض الضباط والجنود عن المضي في المشاركة في عمليات القمع العسكرية الواسعة، التي نفذها الجيش في أكثر من منطقة.
عدا ذلك تنعكس خصوصيات كل منطقة على الشعارات التي ترفعها والهتافات التي تشدو بها حناجر المتظاهرين، ففي محافظة درعا أضفى الفلكلور الحوراني نكهة مغناة للهتاف، حيث رقص أهالي حوران رقصتهم الشهيرة دبكة حورانية، على وقع «عاشت سوريا ويسقط بشار الأسد» وأيضا «وتلبيسه إحنا معاك للموت تلبيسه»، و«يا حماه إحنا معاكي للموت يا حماه». وهكذا تذكر كل المناطق المحاصرة، أو التي تعرض أبناؤها للقتل، وهذان الهتافان لامسا قلوب السوريين من الجنوب إلى الشمال، ومن الغرب إلى الشرق، فرددا في كل المظاهرات والاعتصامات، في تنغيم يحاكي الذاكرة الجمعية للسوريين.
أما في حمص، فأخذت الشعارات طابعا كوميديا ساخرا، كون حمص عاصمة النكتة كما يصنفها السوريون. إلا أن بعض الهتافات حملت شتائم يصعب تقبلها إلا من قبيل النكتة، والمزاح، ولا يمكن نشرها إذ لا تحمل أي مضمون سياسي، بقدر ما تحمل مشاعر غضب وكراهية ورفض لاستمرار بقاء النظام، وأحيانا اتهاما مضمرا للنظام بالغباء. إلا أن أكثر الهتافات التي ترنم بها الحماصنة، والتي تعبر عن أمنياتهم بتقديم رموز النظام للمحكمة الدولية كان «يا بشار باي باي.. إن شا الله نشوفك بلاهاي». وآخر للتعبير عن أن وقت زمن النظام السوري ولى «علّي الطير.. علّي الطير.. باي باي يا بشار تصبح على خير».
ومن الشعارات الأخرى التي تميز بها الحماصنة، تلك التي خصوا بها قناة «وصال» الدينية والشيخ عدنان عرعور ابن حماه المنفي منذ أربعين عاما، والمتهم من قبل السلطات السورية بالتحريض على الاحتجاج «رشو ورد ورشو زهور عالقرضاوي والعرعور»، و«شكرا شكرا يا وصال ثورتنا عال العال». وكانت هذه من أكثر الهتافات استفزازا لوسائل إعلام النظام، التي اعتبرتها دليلا قاطعا على ضلوع العرعور في مؤامرة كبيرة تحاك ضد سوريا، في حين أن الحماصنة، وبينهم علمانيون، راحوا يهتفون للعرعور المعروف بتشدده وعدائه للشيعة، ليس إعجابا به، وإنما فقط نكاية في جماعة «منحبك»، حتى إن أحد ظرفاء الحماصنة كتب على صفحته على موقع «فيس بوك»، «رغم إلحادي أصبحت مدمنا على متابعة الشيخ العرعور، فهو الوحيد الذي يشفي غليلي برده على أبواق النظام».
ومن شعارات الحماصنة الطريفة تلك التي استعاروا فيها كلمات من خطاب الرئيس معمر القذافي: «زنقة زنقة دار دار.. بدنا نجيبك يا بشار»، و«زنقة زنقة دار دار.. ماهر أسوأ من بشار». أما الشعار الذي ردد الجمعة الماضية فكان «يا سوريا لا تخافي.. بشار قبل القذافي».
وفي ريف حمص، الذي يعيش قسم كبير منه من زراعة المشمش والتفاح، هتف المتظاهرون: «لا مشمش لا تفاح حتى يسقط السفاح»، في إشارة إلى تعطل مصالحهم وخراب زراعتهم بسبب النظام.
وإذا كان الحماصنة تحايلوا على القمع الوحشي بإبداع النكات والهتافات والأغاني الطريفة، فإن الحموية كشفوا عن وجههم المتجهم وتشددهم في الرد على الشبيحة. فرفعوا هتافهم الشهير «قولوا للشبيحة.. الحموية دبيحة».
والجمعة الماضي الذي مر دون دماء في حماه، كان هتافهم ألطف إلى حد ما، إذ هتفوا: «يا مشمش طاب قطافك يا مشمش»، في إشارة إلى حلول موسم قطاف المشمش وأيضا إسقاط النظام.
والحموية لم يفوتوا الفرصة لتوجيه هتافاتهم إلى روح الرئيس الراحل حافظ الأسد «عدوهم اللدود»، وكالوا في هتافاتهم اللعنات بمناسبة ذكرى وفاته، التي تزامنت مع يوم «جمعة العشائر» العاشر من يونيو (حزيران). وفي محافظة إدلب وفي المناطق الساحلية مثل بانياس، فكان التأكيد على رفض تدخل إيران وحزب الله، وكانت الهتافات تقول دائما: «لا حزب الله ولا إيران». كما وجهت في تلكلخ ضد حزب البعث هتافات رددت في كل أنحاء البلاد: «ما منحبك ما منحبك ارحل عنا أنت وحزبك»، في إشارة إلى حملة إعلانية سبق ونظمها رامي مخلوف، رجل الأعمال وابن خال الرئيس بشار الأسد عام 2007، بمناسبة تجديد ولايته للمرة الثانية وكانت الحملة تحت عنوان «منحبك». وأثارت عاصفة من الانتقادات حينها في الشارع، لاعتمادها على كلمة عامية في بلد يعتز باللغة العربية، وعدا ذلك فإن هذه الكلمة تعبير عاطفي يخلو من أي مضمون سياسي أو وطني، مما اعتبر إحدى ولدنات النظام التي تسيء للهوية القومية العروبية لسوريا، التي يطيب للسوريين وصفها بقلب العروبة النابض. واليوم يطلق السوريون على المؤيدين للنظام اسم «جماعة منحبك»، ويوصف غلاتهم بـ«المنحبكجية» كصيغة مبالغة.

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,263,088

عدد الزوار: 6,942,698

المتواجدون الآن: 151