تحليل سياسي

اوساط دبلوماسية لموقع 14 آذار: "حزب الله" الحريص على ابراز صورة القوي دائماً قلق على "الحضن الامومي"

تاريخ الإضافة الإثنين 23 أيار 2011 - 6:00 ص    عدد الزيارات 3145    التعليقات 0    القسم محلية

        


٢٢ ايار ٢٠١١
 
ترى اوساط دبلوماسية ان حزب الله يزداد حرجاً امام التطورات في لبنان والمنطقة وفي المقدمة انتقال حركة حماس الى "الحضن المصري الدافيء" بعد ثورة 25 يناير ومن جراء قلقها من مصير "الحضن السوري المترجرج".

وتقول الاوساط المذكورة لموقع "14 آذار" الإلكتروني، ان ايران تقدم حضناً لم يعد يريح كثيراً اما الحضن المصري فهو اكثر قرباً من حماس اضافة الى دفئه مما يزيد من عوامل ترسيخ الانتقال الحماسي بشكل دراماتيكي ناحية الوحدة الداخلية الفلسطينية ومما يعمق اكثر التفسخ في صفوف "قوى الممانعة" الشهيرة.

الا ان الاوساط تشير الى ان حماس لن تندمج بسهولة مع التغير النوعي في مسارها وهي ستقبض الثمن لقاء التحول المرتقب من هذا القبيل مع ان اصطفافها خارج الممانعة بات نهائياً من الناحية الفعلية.
وتؤكد الاوساط ان تصرفات النظام السوري اوجدت واقعاً مختلفاً من كل النواحي سواء في الداخل السوري ام خارجه.

وبقدر ما يلجأ النظام السوري الى القمع والتسلط والتشدد الامني والعسكري بقدر ما يزداد الشعب السوري صلابة واعتراضاَ واصراراً على احداث التغيير المنشود تحقيقاً للاصلاح واطلاق عجلة اقرار الممارسة الديمقراطية وتكريس الحريات بعد عقود من التسلط.

وتلفت الاوساط الى ان النظام السوري لا يلتقط الاشارات الدولية التي قد تحفظ له ماء الوجه حتى انه ارتكب خطأ مميتاً من خلال اشارته الى انه سيحرك جبهتي الجولان وجنوب لبنان اذا ما تعرض للاهتزاز والسقوط المحتوم.

و تؤكد الاوساط ان الاجماع على اهمية استمرار هذا النظام سقط وان الانقسام في العواصم الكبرى باد للعيان بين من لا يزال يرى جدوى من التفاوض مع حكام دمشق وبين من بدأ يتحضر لاحتمال نشوء نظام سوري بديل سينتج حتماً من تحركات المعارضة السورية في نهاية المطاف.

من هنا تخلص الاوساط الى ان المسؤولين السوريين لا يستطيعون ان يناموا ملء جفونهم عن شواردهم مرتاحين الى طالع الايام.
وحسب هذه الاوساط فان بعض كبار المسؤولين السوريين يتباحثون في اقرار الاصلاحات المطلوبة الا ان ذلك يعني بالنسبة الى القيمين على النظام مثابة قطع ايديهم وارجلهم مما يعني تعذر القيام بامر كهذا.

اما الاستمرار في المواجهة والقمع فهو سيؤدي حكماً الى تسريع الموت البطيء للنظام في مطلق الاحوال.
وترى الاوساط ان اللجوء الى الخيار الاول يعني سلوك هذا الموت فاي اصلاح سيفضي حكماً الى تسريع اشتراك المعارضة في النظام بالتالي تسريع تهاوي الاسس النظامية القائمة لحزب البعث والعائلة الحاكمة اي ان الموت قد يكون بطيئاً حقاً او قد تأتي وتيرته اسرع قليلاً مما سيؤثر على نبض التدرج الذي سيطبع السقوط الذي بات شبه محتوم.

اشارة الى ان الاوساط المذكورة ترجح ان يعتمد النظام السوري خيار المواجهة بالحديد والنار حتى آخر المشوار وكان يوم الجمعة عينة معبرة عن ذلك كل تعبير.
وتقول الاوساط ان المتابعين يتعاملون مع الواقع السوري على اساس ان النظام السوري الى تراجع فافول بغض النظر عن التكلفة والوقت اضافة الى ان التبدل في المعادلة السورية هو الوضعية المقبلة في دمشق.

ويترقب المتابعون ايضاً هوية الحكم الجديد وطبيعة المعادلة السورية الداخلية اضافة الى عنوان بريد المسؤولين والحكام والسياسيين السوريين لاحقاً اذا جاز التعبير.
امام هذه التحولات تتابع الاوساط يقف حزب الله مترقباً ما ستؤول اليه اوضاع "الام" الدمشقية لان كل ذلك سيرتد مباشرة وبشكل كلي على الحزب وعلى المعادلة الداخلية اللبنانية كذلك على الواقع الاقليمي الذي لطالما استفاد منه الحزب وحلفاؤه ومن ورائهم ايران الى ابعد الحدود.

واذ يقف حزب الله مرتاحاً الى حد ما الى وضع الرعاية الابوية في طهران الا انه قلق جداً على "الحضن الامومي" في دمشق فما عسى الايام الطالعة تحمل له من مفاجآت قد تكون سارة بالنسبة اليه وقد لا تأتي كذلك على الاطلاق.

وتؤكد الاوساط ان لا مخاطر امنية لا في الداخل اللبناني ولا على الحدود الجنوبية الا اذا شارفت الاوضاع في سوريا على شفير الحرب الاهلية عندها ستكون كل الاحتمالات واردة مع ان لاي مغامرة في اي اتجاه تكلفة باهظة سيعجز اصحابها عن تحمل تبعاتها.

وتشير الاوساط الى ان حزب الله يدرك خطورة القيام بمغامرة داخلية ستكون اشبه بالانتحار وهو حريص على الاحتفاظ وان بالحد الادنى بالمكتسبات التي تحققت مطلع العام الجاري.
فقد ازاح حزب الله قوى 14 آذار عن السلطة وافقدها الاكثرية وابعد الرئيس سعد الحريري عن الرئاسة الثالثة.

الا ان الرئيس المكلف نجيب ميقاتي لا يجاري حزب الله وهو على خلاف مستحكم مع الحليف الالصق العماد ميشال عون.
ورئيس الجمهورية ميشال سليمان يقف على نقيض عون ومن ورائه مع حزب الله وقد اتضحت المعالم في الفترة الاخيرة حيث يوجه الحزب سهامه باتجاه بعبدا وحيث لا يخفي على الاطلاق المقربون من سليمان انتقاداتهم للحزب بالطول والعرض.

وبتقدير الاوساط المذكورة ان حزب الله سيعمل بكل ما اؤتي من قوة وامكانيات للحفاظ على الاكثرية المتصدعة وعلى صيانة العلاقة المعتورة مع ميقاتي بالتالي مع بعبدا.
اكثر من ذلك سيبقى حزب الله في حالة ترقب وانتظار حتى يتضح المشهد الدمشقي ليبنى على الشيء مقتضاه على الساحتين اللبنانية والممانعة(بكسر النون).

وتلفت الاوساط الى حجم المأزق الذي بلغه حزب الله على مختلف الصعد وهو سيحرص على ابراز صورة القوي دائماً الا انه فقد الرعاية "الاموية" اقله لناحية عدم الاهتمام السوري بالشؤون اللبنانية وخلافات الاكثرية التي تعجز عن اتخاذ اي قرار اضافة الى ان لا حكومة ستتشكل في الامد المنظور مما سيحرم الطامحين من خيرات الحكم ونعيمه.

وتتساءل الاوساط ما اذا كانت حالة المراوحة ستستمر في لبنان معطلة تشكيل الحكومة؟ام ان اقتراب موعد صدور القرار الاتهامي في اغتيال الرئيس رفيق الحريري سيعيد خلط الاوراق وسيبدل كثيراً في تعاطي الحزب مع المستجدات؟
 
المصدر : خاص موقع 14 آذار


المصدر: موقع 14 آذار

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,703,593

عدد الزوار: 6,909,408

المتواجدون الآن: 98