خبراء وسياسيون: الرئيس السوري مقيد بالحرس القديم.. لكنه يتحمل المسؤولية

معارض سوري: مرتزقة بشار من جيش المهدي وحزب الله والحرس الثوري الإيراني

تاريخ الإضافة الأربعاء 11 أيار 2011 - 6:36 ص    عدد الزيارات 3171    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

معارض سوري: مرتزقة بشار من جيش المهدي وحزب الله والحرس الثوري الإيراني
مأمون الحمصي قال لـ«الشرق الأوسط» إن صمت الجامعة العربية ضوء أخضر للأسد للتنكيل بشعبه
مأمون الحمصي... محمد عجم
من منفاه في كندا، جاء المعارض السوري محمد مأمون الحمصي إلى القاهرة، ليشارك عددا من زملائه المعارضين في التحرك للحصول على مؤازرة المصريين لإنقاذ الشعب السوري وتشكيل حركة شعبية لوقف سفك دماء السوريين. كما طالب الحمصي جامعة الدول العربية بكسر الصمت العربي الرسمي تجاه ما يحدث في سوريا من خلال موقف عاجل، منددا في الوقت نفسه بتأجيل اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي قال إنه كان له وقع سيئ وأعطى الفرصة للأسد ونظامه للتمادي في ما يفعلون.
ويعد الحمصي، الذي التقت به «الشرق الأوسط» في القاهرة، من أبرز المعارضين السوريين، وهو نائب سابق في البرلمان السوري فقد عضويته وجرد من حقوقه المدنية لمواقفه السياسية المطالبة بالإصلاح، ليكون أول نائب سوري يدان أمام المحكمة في قضية سياسية وهو عضو في مجلس الشعب، كما صدر في حقه حكم بالسجن لمدة خمس سنوات في عام 2002.
* جئت إلى القاهرة من منفاك في كندا، ما الهدف من هذه الزيارة ولماذا في هذا الوقت تحديدا؟
- يتعرض الشعب السوري في هذا الوقت العصيب إلى مجازر بشعة وحرب إبادة من نظام بشار الأسد لم أشاهد مثلها من البشاعة ولم تشهدها الثورات العربية، ففي ليبيا نجد أن هناك أسلحة مع الثوار، أما في سوريا فالشعب أعزل، وأنا منذ سنوات أعمل من أجل حرية الشعب السوري، كما أنني منذ 4 سنوات وأنا لاجئ خارج سوريا، ومع غيري من المعارضين السوريين حول العالم أكبادنا تتمزق عندما نرى شعبنا يقتل. وحسب رؤيتي وخبرتي، وجدت أن المكان الذي يمكن أن نعمل من خلاله هي مصر، فهي بيت العرب وفيها مقر الجامعة العربية، مما يعني وجود مسؤولية أكبر على إخوتنا في مصر، لذا جئت في محاولة لتشكيل حركة جديدة شعبية تفتح الأفق أمامنا لإنقاذ سوريا، سواء من مصريين أو سوريين، فالشعب المصري شعب لديه أحاسيس وإيمان مما يجعله يتأثر كثيرا عندما يرى دماء إخوته العرب تسيل، والأيام المقبلة تشهد تحركا على المستويين الشعبي والرسمي المصري لتدعيم موقف الشعب السوري، من خلال عقد الندوات والمؤتمرات.
* تقدمت مؤخرا مع عدد من المعارضين والنشطاء السوريين المقيمين في دول أوروبية وعربية ببيان إلى جامعة الدول العربية، ماذا طلبتم فيه؟
- ذهبنا أولا للتنديد بعدم اتخاذ الجامعة موقفا إيجابيا حتى الآن ضد المعارك الدائرة في المدن السورية رغم مرور شهرين عليها، ولكسر الصمت العربي الرسمي تجاه المجازر التي يتعرض لها الشعب السوري، فمن المخزي أن يتم اقتراح إنشاء لجنة لتقصي الحقائق وبعض الدول العربية ترفض ذلك، وثانيا لنبدي رفضنا تأجيل اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي كان له وقع سيئ لدى الشعب السوري، حيث جاء التأجيل ليعطي الفرصة للأسد ونظامه للتمادي في ما يفعلون، وثالثا لنطالب بدعم القرارات الدولية للتحقيق في مجازر النظام السوري ضد شعبه، وتبني قرارات لجنة التحقيق الدولية كافة، وإرسال فرق طبية ومواد غذائية ودوائية للمناطق المحاصرة، وطرد المندوب السوري لدى الجامعة العربية وتعليق عضوية النظام بعد أن فقد شرعيته.
* وما تعليقك على ما يتردد من أن صمت جامعة الدول العربية يأتي لعدم تكرار تجربتها التي دعمت فيها تدخل مجلس الأمن الدولي لحماية المدنيين الليبيين؟
- كل حالة عربية ليست مثل الحالة الأخرى، لكن حماية المدنين شيء مقدس في كل الأعراف الدولية، وإذا حدث أن كانت هناك خطوات لم يكتب لها التوفيق، فليس معنى ذلك أن نترك شعبا يباد، فسوريا تحتاج لموقف عربي عاجل، ولو كان اتخذ منذ بداية الثورة لكان النظام خفف من إجرامه، حيث لديه اليوم اندفاع ولا رادع له، ويعطي صورة بأنه يقف موقف المصلح بعد أن ادعى وجود مراسيم وقرارات سميت بالإصلاحات لكسب الوقت، لكنها مجرد «مراسيم خميسية» أي تظهر يوم الخميس لكي يضلل بها المتظاهرين في يوم الجمعة.
* إذا وجهت رسالة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية، ماذا تقول له؟
- أقول للسيد عمرو موسى: بقيت لك أيام معدودة في هذا المنصب، فلا تترك هذا المبنى وصفحة الجامعة ملطخة بالعار، فهذا الصمت من جانب الجامعة يعد بمثابة الضوء الأخضر للنظام السوري ليزيد من تنكيله بالشعب السوري، وليمعن في تطويق وحصار المدن وحرمانها من الغذاء والدواء، فآلت إلى حرب إبادة تحت مرأى ومسمع العالم.
* في يوم الجمعة الماضي الذي عرف بـ«جمعة التحدي» رفض الجيش إطلاق النار على المتظاهرين، فهل ذلك في رأيك خطوة باتجاه انحيازه للشعب؟
- الجيش ابن الشعب في الأصل لكن مُسيطَر عليه، ولديه أوامر بقتل المتظاهرين، وقد بدأت حالة انحيازه للشعب تدريجيا، وظهر ذلك في حوران عندما رفع المواطنون أغصان الزيتون أمام الجنود، فقام الجيش بحماية الأهالي وأطلق النار على مجموعات المرتزقة الذين جلبهم الأسد، وبرأيي أن الجيش في النهاية هو الذي سيتصدى للنظام.
* ذكرت أن الرئيس الأسد يستعين بالمرتزقة، ما دليلك؟
- الأسد كان يعول كثيرا على الجيش، وعندما بدأ الجيش ينحاز إلى المواطنين استعان الأسد بالمرتزقة كنوع من الاستعاضة، الذين تنتمي عناصرهم إلى جيش المهدي العراقي، وحزب الله اللبناني، والحرس الثوري الإيراني، وهناك شهود عيان على ذلك، فهناك أتوبيسات دخلت سوريا ليلا عبر الحدود مع لبنان، وفي اليوم التالي حدث صدام بين متظاهرين وعناصر مجهولة الهوية في المسجد الأموي، وأكد الأطباء الذين عالجوا المصابين أن هوية المعتدين لبنانيين. وفي حمص أطلق شخص النار فقتل 9 شباب في 3 دقائق، وبعد القبض عليه تبين أنه لبناني، وهناك أتوبيسات أخرى عليها رموز فارسية حملت قناصة إيرانيين ظهر وجودهم في درعا، وقام أحد الشاب بتصويرهم واستشهد نتيجة ذلك، وهذا يؤكد أن النظام استعان بالمرتزقة لقتل شعبه، وهو ما جعل المتظاهرين يرددون في كل المحافظات السورية «لا بِدْنا إيران ولا حزب الله.. نريد النصر من عند الله». والشواهد تدل على غرفة عمليات واحدة مشتركة اجتمعت فيها عناصر الشر هذه لسحق الشعب السوري، الذي يدفع حاليا فاتورة التصدي عن الأمة العربية للأطماع الإيرانية ويدفع ثمن انتمائه السُني، وإذا سحق الشعب السوري فسيكون ذلك بمثابة هزيمة للأمة العربية وإركاع للسنة لصالح إيران.
* حثت الإدارة الأميركية في ما سبق الرئيسين مبارك والقذافي على التنحي.. برأيك لماذا لم تفعل الشيء نفسه مع بشار؟
- هذه الازدواجية في الموقف الأميركي شيء مؤلم، فهذا الصمت على ما يجري في سوريا والتأخير والتعامل بمكاييل مختلفة مع الدكتاتوريات، أعطى النظام السوري مزيدا من القمع لإخماد الثورة، بل إنها أصبحت تسوّق للنظام ما يدعيه من خطوات إصلاحية وتقول إنها تنتظر إصلاحا على الرغم من سقوط آلاف الشهداء حتى الآن، ورغم ذلك، فإننا نقدر أعضاء الكونغرس الذين يطلبون التصدي لبشار.
* بماذا تصف حملة الاعتقالات التي يتعرض لها نشطاء ومعارضون ورجال دين داخل سوريا في الوقت الحالي؟
- ثقافة النظام السوري هي القتل والقمع، وليس لديه حدود أخلاقية أو دينية، فقد قام بضرب المساجد بالمدفعية وتم تمزيق المصاحف وديست بالأقدام، والحالة في سوريا تحكم بشريعة الغاب، فالوحوش تترك على الشعب الأعزل، كما أن النظام فقد مصداقيته ويعيش في تخبط ويستخف بعقول الناس؛ فمثلا قام التلفزيون مؤخرا ببث صور للرئيس بشار يضع أكاليل الزهور على قبور الشهداء في «عيد الشهداء» في 6 مايو (أيار) الماضي، وهي صور منذ العام الماضي التي ظهر فيها فاروق الشرع وأعضاء الحكومة السابقة، فأي استخفاف هذا؟
* هل يوجد تنسيق بين رموز المعارضة السورية حول العالم؟
- واجبنا الوطني كمعارضين يتطلب أن تتكاتف الأيدي لدعم الثورة بالداخل ونحن نسعى لذلك، لكن المشكلة الآن ليست بين المعارضة والنظام، ولكن بين الشعب بأكمله وبكل أطيافه مع النظام، فخروج الشباب والرجال وعموم الشعب السوري للتظاهر والثورة يعطي زخما للمعارضة بأن تمشي بخطوات مدروسة لخدمة الشعب.. لذا، لا بد من زخم دولي وعربي لجمع القوى المعارضة السورية التي تواجه مصاعب كثيرة. كما أن هناك انتفاضة بين السوريين الموجودين في خارج سوريا، وتفاعلا مع ثورة أهلهم داخل سوريا، لكن هذا التفاعل يحتاج تجميعا وترتيبا وتنظيما لكي يتكلم مع العالم ويقدم مطالبه المشروعة، لأنه بغياب الرعاية والدعم الكافي لا يتحقق هذا التفاعل على الوجه الأكمل.
* ماذا تطلب المعارضة السورية في الوقت الحالي من المجتمع الدولي؟
- نطلب إيقاف حمام الدم على الفور وبكل الطرق، وتأمين مشافي وفرق أطباء لمعالجة الجرحى وتوفير أدوية ومواد غذائية للمدن السورية المحاصرة. فحل الأزمة السورية أن يلتزم المجتمع الدولي بمبادئ حقوق الإنسان، وأن لا يترك أوكارا إرهابية تقتل وتسفك الدماء، فقرار واحد ضد النظام السوري سيمثل حافزا للجيش بأن يتكتل ويصبح قوة رادعة تحمي المدنيين.
 
«هيومان رايتس ووتش»: مطلوب خطة طوارئ لحماية السوريين اللاجئين إلى لبنان
تجدد السجال بين «المستقبل» وحزب الله على خلفية الأحداث في سوريا
بيروت: بولا أسطيح
فيما تستمر حركة النزوح من المناطق السورية الحدودية باتجاه الشمال اللبناني نشطة وبالتحديد إلى منطقة وادي خالد، برزت إلى العلن إشكالية جديدة حول قدرة الدولة اللبنانية على تأمين الحماية للنشطاء السوريين اللاجئين بعد تعرض ناشطين مصابين في أحد مستشفيات الشمال في لبنان أول من أمس للتحقيق معهما من قبل الشرطة العسكرية اللبنانية.
وفي هذا الإطار قال مدير مكتب منظمة «هيومان رايتس ووتش» في بيروت نديم حوري لـ«الشرق الأوسط»: «نحن لا نعاني حتى الساعة من أزمة حدودية أو من أزمة إنسانية في المناطق الحدودية الشمالية ولكن التخوف هو من عدم قدرة الدولة اللبنانية على حماية النشطاء السوريين اللاجئين إلى أرضها»، متسائلا: «لماذا يتم التحقيق مع ناشطين مصابين في ظل ما يحكى عن اختفاء عدد آخر منهم؟». وشدد حوري على «وجوب الخروج بخطة طوارئ لمواجهة أي أزمة حدودية قد تطرأ في الأيام المقبلة مع تضاعف أعداد النازحين» مشددا على ضرورة التحضير لكل الاحتمالات وأضاف: «أكثرية اللاجئين في الشمال ترددوا في التحدث إلينا خوفا من أن تتم ملاحقتهم ونحن نعاني من شح في المعلومات وعدم قدرة على التواصل مع الداخل السوري»، وميدانيا وبالتحديد في منطقة البقاع، رفعت وحدات من الجيش اللبناني سواتر ترابية على الطرق التي يستخدمها المهربون، والتي تربط الأراضي اللبنانية بالأراضي السورية، وذلك على محور راشيا الوادي - عيحا - كفرقوق - دير العشاير.
إلى ذلك، اتهم حزب الله اللبناني أمس الولايات المتحدة بـ«اللعب على الوتر المذهبي للإيقاع بين الحزب والشعب السوري»، وردت مصادر في الحزب على كلام السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد الذي تحدث عن «معلومات عن نقل أسلحة ومعدات وأجهزة عسكرية من الجانب السوري إلى حزب الله»، فرأت أن «الحديث عن تمرير سلاح في هذا الوقت بالذات للمقاومة لا أساس له من الصحة، لأن سوريا مشغولة حاليا بوضعها الداخلي».وبرز أمس كلام لافت لعضو كتلة حزب الله النيابية نواف الموسوي، الذي قال إن «ما تمتلكه المقاومة من قدرات عسكرية يشكل شبكة أمان للبنانيين يستطيعون معها أن يشعروا باطمئنان بمعزل عن الترويج التضليلي لاحتمالات لا تتصف بالموضوعية»، مؤكدا أن «لدى المقاومة اليوم من قدرات وتحفيز دفاعي ما يرسم حدودا صارمة للمدى الذي يمكن أن تذهب إليه الهجمة التي تشن على جبهة المقاومة في هذه المنطقة بما فيها الهجمة على سوريا».
وشدد الموسوي على أن «قدرات المقاومة وتحفزها الدفاعي يقلبان الصورة، فبدلا من أن يكون لبنان مهددا باحتمال ما قد تؤول إليه التطورات، فإن هذه القدرات وهذا التحفز يسهمان في لجم الهجمة التي تستهدف موقف سوريا واستمرارها وقوتها»، لافتا إلى أن «كل من كان يتوهم في لبنان أو خارج لبنان أن بوسعه استغلال ما يجري بهدف القضاء على المقاومة أو إضعافها، فهو واهم لأن أسلوبه العسكري قد فشل في عام 2006، وبالتالي هو غير قابل للاستخدام في هذه المرحلة، إلا على نحو الانتحار الذاتي الذي يمكن لمجنون فقط أن يفكر في اعتماده».
وكان السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد أعرب عن «استمرار قلق بلاده من العلاقة بين دمشق وحزب الله»، مشيرا إلى أن «ثمة معلومات عن نقل أسلحة ومعدات وأجهزة عسكرية من الجانب السوري إلى حزب الله».
إلى ذلك، ورغم تراجع صدى الاتهامات السورية بحق تيار المستقبل بأنه يسلح ويمول المخربين في درعا وبانياس، تستمر حملات حزب الله وبشكل تصاعدي المصوبة باتجاه فريق 14 آذار داعية إياه لسحب يده من الأحداث السورية وعدم العبث بواقعها.
ووضعت مصادر في تيار المستقبل ما سمتها بـ«الحملة الهوجاء» ضد فريق 14 آذار في إطار «سعي قوى 8 آذار وبالتحديد حزب الله لتوسيع الهوة بين تيار المستقبل وسوريا لأن لا مصلحة له بقيام علاقات طبيعية بين البلدين الشقيقين، هو من يسعى ليلا نهارا لإقحام لبنان في محور التبعية السوري الإيراني». وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «بعد تيقن سوريا أن لا دخل لنا بما يحصل هناك وتراجع إعلامها عن مهاجمتنا، نرى قوى 8 آذار هي من تقحمنا في الأزمة السورية محاولة إقناع النظام السوري أن لنا يدا في تفجير الأزمة». واعتبرت المصادر أن «ما حصل مع الوزير السابق وئام وهاب الذي اتهم نوابا من تيار المستقبل بتلقي شيكات لتمويل أحداث سوريا واعترافه بخطأه بعدها واعتذاره، أكبر دليل على المسلسل الساقط الذي تعده بعض القوى المحلية والذي ستكون نتيجته اعتذارات بالجملة لن نقبل بها بعد الآن». وكان نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، دعا فريق 14 آذار «للكف عن التحريض على عمل سلبي ضد سوريا» وقال: «وثائق (ويكيليكس) كشفت أنكم اقترحتم على الأميركيين تغيير النظام السوري، واستبداله ببعض التنظيمات والجهات والأشخاص، وطلبتم محاصرة النظام السوري في مجلس الأمن بإصدار القرارات المختلفة، وللأسف، هذا التدخل هو جزء لا يتجزأ من الإضرار بالعلاقة اللبنانية السورية، وأنتم تعلمون أن أمن لبنان من أمن سوريا، وأمن سوريا من أمن لبنان، أي أن ما يحصل في أي من البلدين يؤثر على الطرف الآخر، فكيف كنتم تعملون من أجل الإضرار بسوريا، وهي تعلم هذه التفاصيل، ولا شيء يبقى في الكواليس، من دون أن تراعوا أننا هنا في لبنان نتضرر من هذه المواقف السيئة والخاطئة، فضلا عن أنكم لستم ندا لها». وسأل قاسم: «لماذا اتهمتم سوريا سياسيا 4 سنوات بأنها قتلت الرئيس الحريري وخربتم العلاقات بيننا وبين جارتنا المباشرة؟ لماذا تحرضون على عمل سلبي ضد سوريا وأنتم تعلمون أن ما يحصل هناك يؤثر علينا في لبنان بشكل مباشر؟»، مضيفا: «للأسف، أميركا تستغلكم ولا تحصلون على شيء، كفانا عبثا، وكفاكم هذا العمل الذي يؤذي لبنان، فسوريا المستقرة هي مصلحة للبنان، وسوريا المقاومة سد منيع أمام تمدد المشروع الإسرائيلي في المنطقة، ونحن نؤيد التفاهم الداخلي السوري بين مكونات المجتمع والقيادة الحاكمة بطريقة هادئة وإصلاح ممنهج، ولا نؤيد الأعمال الإجرامية والاعتداءات على الناس وعلى السلطة وعلى الواقع القائم في سوريا، لأنه عمل تخريبي لا ينتج في نهاية المطاف إلا نتائج لمصلحة إسرائيل، لذا نحن ندعو إلى الاستقرار في سوريا وإلى عدم العبث بواقعها، لمصلحة سوريا ولمصلحة لبنان ولمصلحة المنطقة بأسرها». ورد عضو كتلة المستقبل أحمد فتفت على الشيخ قاسم بالقول: «لا مصلحة لنا بسقوط الاستقرار في سوريا لأن الفوضى فيه ستمتد أيضا إلى لبنان إلى جانب شل حركة الترانزيت وبالتالي شل الاقتصاد»، معتبرا أن «السوريين يهتمون الآن بشؤونهم الداخلية، ويهمهم ألا يكون في لبنان حكومة تقرأ كاستفزاز من قبل الدول الخارجية». وجدد فتفت التأكيد أن «الاتهامات السورية كانت فضيحة وفي غير محلها»، مضيفا: «نحن لم نطلب تغيير النظام في سوريا ولسنا بحالة عداء مع النظام كما لسنا طرفا بما يحدث فيها من أحداث ولا نتدخل، ولكن لا أحد ينكر أن هناك إصلاحات ينتظرها الناس في سوريا ما راكم الأمور خاصة أن ثمة من يرى أن هناك اليوم من يعرقل هذا الإصلاح». وتمنى فتفت «لو يسمح النظام السوري لوسائل الإعلام بالدخول إلى كل المناطق في سوريا لكي نرى حقيقة ما يحدث هناك».
 
خبراء وسياسيون: الرئيس السوري مقيد بالحرس القديم.. لكنه يتحمل المسؤولية
قالوا إنه عصف بأوراقه.. وربما تأخر كثيرا في إنقاذ القليل الذي تبقى من سمعته كإصلاحي
بيروت: ليز سلاي*
خلال فترة حكمه التي امتدت لـ11 عاما تقريبا، قام الرئيس السوري بشار الأسد بعمل بعض التغييرات الملحوظة في بلد كان يحكمه سابقا والده الذي كان يعرف بصرامته الشديدة، مما دعم الاعتقاد بأنه رجل إصلاحي، وإن كانت حركته مقيدة بسبب رغبة المتشددين في الحفاظ على الوضع الراهن.
فخلال فترة حكمه، فتحت سوريا أبوابها أمام الاستثمارات الأجنبية والملكية الخاصة، وانتشرت الهواتف الجوالة وخدمات الإنترنت والفضائيات، وتحولت العاصمة دمشق من كونها مكانا منعزلا غير نشيط للاشتراكية إلى بدايات عاصمة حديثة ومزدهرة تزخر بالمكاتب الزجاجية اللامعة ومحلات الأزياء الأوروبية والمقاهي العصرية التي تقدم قهوة اللاتينية للنخبة الجديدة.
ولكن على مدار كل هذه السنوات، لم يتخذ بشار الأسد أي تدبير من شأنه أن يخفف من حكم حزب البعث الذي امتد طيلة 48 عاما أو يرفع القوانين الصارمة التي تمكن قوات الأمن من الإفلات من العقاب، أو يخفف القيود على حرية التعبير. والآن، ومع تصعيد قوات الأمن السورية من وحشيتها ودمويتها لقمع الثورة التي تعم جميع أرجاء البلاد تقريبا، ربما تأخر الأسد كثيرا في إنقاذ القليل الذي تبقى من سمعته كإصلاحي محبط ينتظر فقط الحصول على فرصة حتى يقوم بتحرير بلاده.
ويوم الأحد الماضي، أرسل الجيش دبابات إلى بلدة طفس الجنوبية، حسبما أعلنه وسام طريف الذي يعمل في مجموعة «إنسان» المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان. وأكد طريف أن القناصة قتلوا 14 شخصا في حمص، ولكن مع انقطاع الاتصالات في أجزاء كثيرة من البلاد، كان من المستحيل رسم صورة واضحة عن الأوضاع داخل المدن التي يحاصرها الجيش.
وقال رضوان زيادة، وهو ناشط سوري في مجال حقوق الإنسان وباحث زائر في معهد جامعة جورج واشنطن لدراسات الشرق الأوسط: «رد فعل الأسد على المظاهرات مثل أي ديكتاتور. وحتى لو قام بتغير طريقة تفكيره بشكل جذري وأعلن عن الإصلاحات الآن، فلا أعتقد أن أحدا سيصدقه».
منذ توليه السلطة في عام 2000، عندما كان يبلغ من العمر 34 عاما، دأب الأسد على تبني صورة الإصلاحي، ووعد بسوريا جديدة وأكثر انفتاحا. ونتيجة لما يتمتع به من شباب، وبفضل تدريبه في بريطانيا كطبيب عيون وزوجته الأنيقة أسماء، المولودة في بريطانيا، قدم الأسد شخصية مختلفة تماما بالمقارنة مع والده القاسي إلى حد ما، والذي كان ضابطا عسكريا، وأحد المستبدين كبار السن في المنطقة.
إنها الصورة التي استشهد بها الكثيرون في المجتمع الدولي لتبرير ترددهم في المطالبة بالإطاحة بالأسد مباشرة أو فرض عقوبات عليه، على الرغم من مرور أكثر من سبعة أسابيع من إراقة الدماء، وإعلان جماعات حقوق الإنسان عن مقتل أكثر من 700 شخص.
وخلال الأيام الأولى من المظاهرات، وصفت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، الأسد بأنه «إصلاحي»، على الرغم من قولها لاحقا إنها كانت تشير إلى آراء الآخرين. وحتى بعد أن دخلت الدبابات السورية بلدة درعا، في إشارة واضحة على نية النظام سحق الثورة بالقوة، قال وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، إنه يجب منح الأسد فرصة.
وفي حديثه لهيئة الإذاعة البريطانية، قال هيغ: «يمكنك أن تعتقد أنه إصلاحي. تتمثل إحدى الصعوبات الموجودة في سوريا في أن سلطة الرئيس الأسد تعتمد على مجموعة كبيرة من الناس، في عائلته وأعضاء آخرين في حكومته، وأنا لست متأكدا من مدى الحرية التي يتمتع بها في سعيه لوضع خطة للإصلاح».
كما يخيم هذا التصور على دمشق، حيث لم ينضم السكان إلى المظاهرات المناهضة للحكومة. فهناك شائعات بأن هناك من يقيد قدرة الأسد، ربما عن طريق شقيقه ماهر الذي يشتهر بالقسوة، والذي يرأس وحدة الجيش التي تتخذ إجراءات صارمة لفرض النظام.
ولكن لم تتضح، في أي نقطة زمنية خلال السنوات الـ11 الماضية، صورة واضحة عن أعضاء النظام الذين يقيدون حركة الأسد، حسب ما صرح به اندرو تابلر، وهو زميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، لذي كان واحدا من المقتنعين، في البداية، بخطط الأسد الإصلاحية خلال الثماني سنوات التي قضاها في سوريا، وقضى بعضا منها في الجمعيات الخيرية لأسماء الأسد.
وقال تابلر: «سمعنا طوال الوقت أن الحرس القديم كان يقيد من تحركه، ولكننا لم نسمع أبدا من هم الحرس القديم أو نرى أي أدلة عليهم. قد تقوم بإجراء حديث معه، وسوف يقول لك ما تود سماعه، ولكن لن يحدث ما قاله بعد ذلك».
خلال الأشهر الأولى من حكم الأسد، كان هناك ازدهار للحريات قصير الأمد فيما عرف باسم «ربيع دمشق»، ثم تبعه بعد ذلك اتخاذ إجراءات صارمة، وهو ما عزز من رواية أن الأسد مقيد من قبل المتشددين الذين تبقوا من نظام والده. ولكن تيودور قطوف، الذي كان سفير الولايات المتحدة لدى سوريا خلال الفترة من 2001 وحتى 2003، يشك في أن صورة التسامح قد تم تقييدها بسرعة بسبب قلة خبرة الأسد، وليس بسبب ميوله.
وعلى الرغم من أن النظام القديم قد يكون ساعد على عودته عن المسار الصحيح، «إلا أنه لم يكن أبدا إصلاحيا سياسيا على الحقيقة».
وأضاف: «ما كان ينوي القيام به هو الإصلاح داخل النظام القائم. لم يكن ينوي حقا تغيير الإطار السياسي الذي حكم به والده». ومنذ ذلك الحين، عزز الرئيس سلطته، من خلال إحاطة نفسه بالجيل الأصغر من أفراد عشيرة الأسد، الذين شغلوا مناصب رئيسية في الجهات الأمنية وفي المنظومة الاقتصادية الجديدة.
ومن بين هؤلاء كان شقيقه ماهر الذي يرأس الحرس الجمهوري القوي. وحصل ابن خاله، رامي مخلوف، على الترخيص لشركة «سيريتل»، أكبر شركة للهاتف الجوال في البلاد، في حين أن الشقيق الأصغر لمخلوف، الذي يدعى حافظ هو المسؤول عن فرع الاستخبارات في دمشق. وكان عاطف نجيب، ابن خالة بشار الأسد، هو المسؤول عن درعا التي شهدت بداية الثورة.
وقال جوشوا لانديس، وهو أستاذ مشارك في جامعة أوكلاهوما وصاحب مدونة «سوريا كومنت»: «إنه شأن داخلي في نهاية الأمر. كل الدلائل تشير إلى أن الأسرة مرتبطة ببعضها للغاية، لأنهم يعرفون أنهم إما أن يعيشوا معا أو يموتوا معا».
وقال أيمن عبد النور، الذي شغل منصب مستشار الأسد خلال الفترة بين عامي 1997 و2004 قبل أن ينقلب على النظام وينتقل إلى دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة: «لا يوجد هناك أي شك في أن الأسد يسيطر سيطرة كاملة على الأسرة. إنه ولا أحد غيره، والأسرة كلها تقف وراءه. إنه هو وحده المسؤول مسؤولية كاملة، وهو الشخص الوحيد الذي يقوم باتخاذ القرارات».
وفي الوقت نفسه، لم يعط الأسد أي إشارة على أنه مستعد لمعالجة الاضطرابات من خلال تحقيق مطالب المحتجين، وحتى أحد وعوده الملموسة، وهو رفع حالة الطوارئ التي فرضت لمدة 48 عاما، قد وضع حيز التنفيذ في اليوم السابق لقتل القوات السورية لـ112 متظاهرا، حسب ما صرح به زيادة، الذي أشار إلى أن هذا يقوض أي فكرة بأن الإصلاح موضوع بجدية على الأجندة.
ونتيجة لتصاعد العنف، انتشر التمرد ليصل إلى كافة البلدات والقرى في جميع أنحاء البلاد، وارتفعت طلبات المتظاهرين التي كانت منحصرة في الإصلاح في بداية الأمر إلى إسقاط النظام. وقال أكاديمي سوري تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الموضوع، إنه حتى في دمشق التي ما زال الكثير من أهلها يتشبثون بفكرة أن ميول الأسد الإصلاحية مقيدة من قبل الآخرين، بدأ الناس يعترضون على القوة المستخدمة.
وأضاف: «بشار موافق على ما يحدث، لذا فهو جزء من ذلك. وهذا ما يجعله يتحمل المسؤولية، أليس كذلك؟!».
* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»
 
وزير خارجية السويد: الاتحاد الأوروبي مستعد للتصعيد ضد نظام الأسد
الجامعة العربية تستبعد إدراج سوريا على جدول أعمال وزراء الخارجية
الدوحة: سوسن أبو حسين القاهرة: صلاح جمعة
أبدى وزير خارجية السويد، كارل بيلت، استعداد الاتحاد الأوروبي للتصعيد ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي يحاول قمع الاحتجاجات التي تنادي بإسقاط نظامه، وقال بيلت على هامش منتدى عن منطقة الشرق الأوسط في الدوحة أمس إن إنهاء هذا الأمر بيد الرئيس بشار. وربط بيلت بين ما يحدث في سوريا وليبيا ومستقبل الانتخابات في مصر وتونس ومستقبل الديمقراطية والتحول في المنطقة، واعتبر عملية السلام والقضية الفلسطينية قنبلة موقوتة إذا لم يتم حلها. وقال الوزير السويدي حول موقف الاتحاد الأوروبي من فرض عقوبات على الرئيس السوري بسبب استخدام القوة ضد المتظاهرين، إن هذا الأمر بيد الرئيس الأسد، والفرصة أمامه، ولكننا مستعدون للتصعيد بعد ذلك.
وشدد رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر على أهمية القضايا المطروحة في المنتدى، خاصة مستقبل السلام ومتغيرات المنطقة واحتواء مخاطر المرحلة. ومن جانبه، تحدث برهم صالح، رئيس حكومة إقليم كردستان، عما يمر به العراق حاليا والمتغيرات العربية والإقليمية والدولية. وقال إن بلاده لم تستكمل مهمة تحول ما بعد سقوط النظام السابق، واعتبر ما يحدث من ثورات في المنطقة فرصة لإعادة ترتيب أوضاع المنطقة بشكل أفضل.
وخلال افتتاحه منتدى الدوحة الحادي عشر تحت عنوان «إثراء المستقبل الاقتصادي لمنطقة الشرق الأوسط»، حذر ولي العهد القطري الشيخ تميم بن حمد بن خليفة من ترك القضية الفلسطينية دون حل، واعتبر بقاء الوضع على ما هو عليه تهديدا لأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط والعالم، قائلا في كلمته الافتتاحية: «لقد دأب هذا المنتدى على مناقشة مسائل مثل التنمية والإصلاح والمشاركة الشعبية وحقوق الإنسان وتمكين المرأة والأمن والسلام والاستقرار في منطقتنا». وأضاف: «نحن طبعا لا ندعي أن هذا المنتدى قد انفرد بمناقشة هذه المسائل وبالدعوة إلى ضرورة الاهتمام بها، فقد شاركه ويشاركه في ذلك منتديات ومراكز أبحاث ودراسات عديدة إقليمية ودولية تنادي بالعدالة والحرية والمساواة واحترام حقوق الإنسان، وهي القيم التي نادت بها جميع الأديان السماوية والمواثيق الدولية».
ومن المقرر أن يواصل المؤتمر أعماله حتى يوم الخميس المقبل، حيث يناقش عدة قضايا سياسية واقتصادية على المستوى العربي والدولي، بمشاركة وزراء ومسؤولين عرب وأجانب، من بينهم رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان العراق، ووزير خارجية فلسطين رياض المالكي، إضافة إلى وزراء من السويد والبرتغال وطاجيكستان.
إلى ذلك، استبعد مسؤول بالجامعة العربية أن يتم إدراج موضوع الأحداث في سوريا على جدول أعمال مجلس جامعة الدول العربية غير العادي الذي يعقد بمقر الأمانة العامة بالقاهرة في 15 مايو الحالي، وقال إن المطروح هو بند واحد فقط وهو اختيار أمين عام جديد خلفا لعمرو موسى الأمين العام الحالي.
وقال المسؤول، الذي فضل عدم ذكر اسمه، لـ«الشرق الأوسط»: «لم تطلب الأمانة العامة للجامعة العربية أو أي دولة عربية حتى الآن إدراج موضوع الأحداث في سوريا على جدول أعمال المجلس»، ولكنه أكد في الوقت نفسه أنه من حق أي دولة، وبموافقة المجلس عند الانعقاد، طرح بنود جديدة.
من جانبه، وردا على سؤال للصحافيين أمس عما إذا كان سيدرج موضوع الأحداث في سوريا على جدول الأعمال، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بدبلوماسية إن «الوضع العربي عموما سيكون محل نقاش من وزراء الخارجية العرب».
وقال المسؤول في الجامعة العربية إن سوريا احتجت على التصريحات التي صدرت عن المتحدث الرسمي باسم الأمانة العامة للجامعة العربية، والتي قال فيها إن «الأمانة العامة تتابع بقلق شديد التطورات الجارية في عدد متزايد من المدن العربية.

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,208,073

عدد الزوار: 6,940,494

المتواجدون الآن: 139