ماذا يقول المسيحيون اللبنانيون عن التطورات في سوريا؟

ماذا يقول المسيحيون اللبنانيون عن التطورات في سوريا؟
حياد لبنان عن شأنهم الداخلي وتناقض في موضوع الحماية

عرفت العلاقات بين اللبنانيين المسيحيين والنظام السوري مداً وجزراً لم تعرفه اي من الجماعات اللبنانية الاخرى. والعودة الى كتب التاريخ تظهر مراحل صدام عنيف بين القيادات المسيحية السياسية التي اعتبرت ان سوريا تريد الهيمنة على لبنان وابتلاعه تنفيذاً للنظرية الوحدوية البعثية. كما تظهر اختلافاً في الموقف من سوريا منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي.

هؤلاء المسيحيون الذين تمكنوا من انهاء عهد الوصاية السورية عام 2005، واصبحوا اليوم مقسمين بين 14 و 8 آذار، ماذا يقولون عن تطورات الاوضاع في سوريا، علماً ان اي موقف صريح لم يصدر عن قيادات الاحزاب والقوى المسيحية الاساسية، التي وان اختلفت مقاربتها للعلاقة مع النظام السوري تحاذر وبشدة اتخاذ اي موقف قد يحتسب عليها سلباً او ايجاباً وتختار كلماتها بعناية كي "لا نذهب دعس الخيل" كما قال الرئيس امين الجميل. وباستثناء "المردة" يختار محازبو الكتائب و"القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" كلماتهم بعناية مرددين رفضهم التدخل في الشؤون السورية الداخلية اسوة برفض تدخل الآخرين في الشؤون اللبنانية، ويطرح بعضهم سؤالاً كبيراً: "ما هو البديل؟".
النائب في كتلة حزب "القوات اللبنانية" انطوان زهرا يشير الى ان حزبه آل على نفسه عدم التدخل في شؤون الدول العربية، انطلاقاً من الموقف الرافض لتدخلها في الشؤون اللبنانية. وفي تعليقه على ما يجري في الداخل السوري، يقول زهرا بصفة شخصية "ان الحراك الشعبي واضح في مختلف الدول العربية والامر يتصل بالمشاركة في السلطة والديموقراطية والحريات العامة ولا موقف لهذه الانتفاضات من السياسات الخارجية لكي تتهم انها محركة من قوى خارجية".

 

وفي الشأن المسيحي يشدد زهرا على ان الايحاء بأن الوضع المسيحي مرتبط برضى فريق معين وحمايته يشكل اهانة للمسيحيين اللبنانيين والعرب ودورهم الثقافي وحضورهم الانساني الكبير. ويقول:"اذا لم يكن الحضور المسيحي منطلقاً من اشعاعه الحضاري ودور المسيحيين التاريخي في العالم العربي فنحن امام مشكلة كبيرة وعميقة".

 

أمين سر تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ابرهيم كنعان يعتبر ان الاستقرار في سوريا امر مهم جداً واستراتيجي ايا يكن موقف اللبنانيين من السياسة السورية في لبنان. لان مصلحة لبنان هي في استقرار سوريا، وكل تغيير دراماتيكي وفوضى لدى الجارة الاقرب امر مرفوض وخصوصاً اذا اتخذ منحىً طائفياً. ويشير كنعان الى ان التيار الوطني طالب على مدى سنين طويلة بالا يتدخل احد في الشؤون اللبنانية الداخلية، وهذا ما يجب عكسه اليوم على الوضع السوري الداخلي. ويوضح ان "التيار" يدعم الاصلاحات في اي دولة عربية ويراها ضرورية، لكن ذلك في رأيه شأن داخلي يعني ابناء تلك الدول واحزابها وقياداتها وشعبها.

 

تيار "المردة" واضح في موقفه المؤيد للنظام السوري، ويعتبر المسؤول الاعلامي المحامي سليمان فرنجية ان ما يجري في سوريا يدخل في اطار "تصفية الحساب" مع دمشق نتيجة سياسة الرئيس بشار الاسد ومواقفه. ويشير الى ان الاسد اقدم على خطوات اصلاحية مهمة اكبرها الغاء قانون الطوارئ.
وفي رأيه ان البديل ليس نظاماً علمانياً، بل تقسيم سوريا على اسس طائفية ومذهبية. ويقول: "ما نسمعه من كلام "ينقز" وسوريا منذ 1967 هي المدافعة استراتيجياً عن المسيحيين في الشرق، واي مشروع آخر بديل هو الغاء للتعددية الطائفية في لبنان وسوريا".

 

نائب رئيس الكتائب سجعان قزي يشدد على مبدأ حياد لبنان وخصوصاً متى كان الامر يتعلق بالصراع بين الشعوب والانظمة. ويشير الى مبدأ ثان هو اهمية الاستقرار في سوريا من اجل استقرار لبنان، ويخلص الى تأييد الكتائب للاصلاح في العالم العربي ومزيد من الحريات والاصلاحات.
ويتساءل قزي اذا كانت هذه "الثورات" ستؤدي فعلاً الى الديموقراطية واحترام التعددية ام انها ستنتهي الى الفوضى والى حكم اسلامي متطرف يفرض الشريعة ويعيد النظر في كل الامور وحتى في مبدأ القومية العربية. ويقول: "هذه المخاوف ليست من نسج الخيال بل نرى طلائعها في مصر.
 

بيار عطاالله  

مؤتمر "القوات" واصل أعماله  وأقر اعتماد النسبية في التصويت

واصلت الهيئة العامة لحزب "القوات اللبنانية" امس مناقشة النظام الداخلي الجديد واقراره .
وتميز النهار بحضور صحافيين جزءا من الجلسة الثالثة التي تخللتها مناقشة المواد  34 الى 63 ضمناً وعُدلت 7 مواد هي: 34-35-36-45-46-47-48. وشهد الحضور اقرار المادة المتعلقة بالاقتراع داخل القرى والترشُح للجنة الادارية للقرية أو المدينة، وقد حكم المناقشات توجهان: الاول يدعو الى اعتماد النسبية في التصويت والثاني يدعو الى الأكثرية، واسفرت النتيجة عن إقرار مبدأ النسبية (one man, one vote) ) بالتصويت، بعدما عارضها النواب جورج عدوان وايلي كيروز وستريدا جعجع.
ورفعت الجلسة السابعة مساء بعدما تقرر تمديد المناقشات. وعينت جلسات لاحقة لاقرار كل مواد النظام الداخلي، الجمعة والسبت 13 و14 أيار الجاري.
وصرح عدوان ان "هذا النظام ليس شكلياً، بل هو تطبيقي"، لافتاً الى ان "المنتسبين الى الحزب سبق ان ناقشوا كل البنود الـ303، كل في بلدته".
واعلن ان "المؤتمر سيستمر أكثر من يومين بغية اقرار النظام بصيغته النهائية"، مجددا التمسك بالديموقراطية وتداول السلطة "وضرورة ان يشعر كل منتسب الى الحزب بأن له حقوقاً مشابهة لحقوق رئيس الهيئة التنفيذية أو نائبه وتمكنه من الترشح كل اربع سنوات لكل المناصب".
وعزا اهمية لقاء القيادات المارونية في بكركي الى انها ارست "قبول الرأي الآخر. ولا يُعتبر خائناً كلّ من لا يقبل موقفنا". وهل يحتمل أن يترشح منسقو اللجان في المناطق ورؤساؤها للانتخابات النيابية والبلدية؟ اجاب ان "الحزب يميّز بين منسق المنطقة والنيابة لأن عمل المنسق حزبي محض واذا انتخب نائبا يُصبح لكل اللبنانيين" لافتا الى أهمية "الفصل في التعاطي بين الناحيتين الحزبية والوطنية".
وعن فتح باب الانتساب امام "القواتيين" القدامى، ذكر "بوجود مادة تلحظ امكان انتساب الجميع وضمنهم القدامى مع أفضلية الحصول على صفة الأقدمية"، داعياً "كلّ القدامى الى التقدم وفقا لخط الحزب السياسي" . 
بدورها، أعلنت جعجع عقد ندوة تهدف الى تفعيل دور المرأة في المجتمع مذكرة بأن المرأة القواتية نالت في الانتخابات البلدية الأخيرة أعلى "كوتا" في التمثيل في قضاء بشري "وقد نجحنا في ايصال 18 سيدة الى 10 مجالس بلدية".