هل استنفد العدو اغراضه؟

لفتت شخصية غير مدنية كانت معنية في السبيعنات بموضوع الأمن القومي، الى ظاهرة الشبكات الاسرائيلية، وطريقة إعلان اكتشافها، ملاحظة انها من المرات شبه النادرة في مجال "الأمن القومي ومكافحة شبكات التجسس في العالم يعلن اكتشاف شبكات بطبل وزمر سياسيين واعلاميين لا قبل للبنان بمثلهما".
وأشارت الى ان التعامل مع الشبكات يبقى سرياً للغاية. واذا ما كشفت تفاصيلها ففي المحاكمة او بعد عقود ولاعتبارات غالباً ما تكون تاريخية وتوثيقية.
واستغربت هذا العدد الكبير من الشبكات التي تكشف في فترات متقاربة "مما يوحي كأن الاسرائيليين هم الذين يعرضون عملاءهم للاعتقال، بعدما استنفدوا الأغراض التي جُنّدوا من أجلها، ولم يحصروها في فريق واحد أو طائفة واحدة، من المسيحي الماروني، الى الدرزي، فالشيعي، فالسني أمس مع زياد الحمصي في سعدنايل. وهذا ما يعني ان المقصود بتعريض الشبكات للاعتقال – واسرائيل ليست غبية الى حد تسهيل كشف عملائها بالسهولة التي تحصل -  إحداث بلبلة سياسية طائفية في موسم الانتخابات والإيحاء ان الوطنية في لبنان شعار، وان اسرائيل قادرة على الوصول حتى الى عقر دار "حزب الله" عبر الشيعة أولا ثم بقية الطوائف، وان للبناني سعرا وان يد اسرائيل "طايلة" في لبنان الآن، كما أيام حكم الوصاية السورية بدليل ان الرقيب سحمراني في قوى الامن الداخلي الذي  اعتقلته مخابرات الجيش اخيرا في برج البراجنة جنده الاسرائيليون عام 2004 في عز الحكم السوري للبنان".
ونصحت للسلطات المختصة بالعودة الى السرية في مطاردة الشبكات وكشفها، وإعادة الأمر في هذا الشأن الى مخابرات الجيش، تعاونها في ذلك شعبة المعلومات التي اكتسبت خبرة واسعة في المراقبة والرصد بفعل تخصيصها بموارد بشرية ومالية تفوق ما توافر لمديرية المخابرات التي تقلص دورها خلال حكم الوصاية ولم تستعد دورها الى الآن عناصر وأجهزة وتكنولوجيا متطورة من النوع الذي يُكشف لدى المتعاملين والذي زودتهم اياه اسرائيل مثل الحواسيب المعدّلة، وكاميرات التصوير الالكترونية "الميكروية" التي ثبتت في بعض السيارات لتبث صوراً بطريقة الكترونية متطورة عبر الأقمار الاصطناعة.
واعتبرت ان كشف الشبكات "لن يتوقف الا عندما تفرغ اسرائيل من التخلص منها، بعدما ادت الخدمات التي كانت مطلوبة منها، واحدثت البلبلة السياسية والطائفية المنشودة منها، وقطع طريق سعدنايل أمس أوضح دليل على ذلك".
لذلك تنصح هذه الشخصية بـ"التكتم والسرية ووقف الاستغلال السياسي للمسألة لأنها غير مشرّفة لأحد، ولا مجال فيها للبطولات لأن ما تقوم به الأجهزة هو واجب وليس منة، وهذا أضعف الإيمان".