الغـرب يعـدّ لممـر بحـري إلـى ليبيـا: تسليـح للثـوار ... وبقـاء القـذافـي مستحيـل

تاريخ الإضافة الأحد 17 نيسان 2011 - 6:38 ص    عدد الزيارات 3223    التعليقات 0    القسم عربية

        


أكد التحالف الغربي لقيادة العمليات العسكرية على ليبيا أمس، توجهه الصريح نحو الإطاحة بمعمر القذافي، بما يخرج عن محتوى نص القرار الصادر عن الامم المتحدة في هذا الصدد، مطلقا الاستعدادات لأولى خطوات «خريطة الطريق» متمثلة بتأمين ممر بحري لمساعدة الثوار والمدنيين، والبحث عن سبل لـ»تمويل المعارضة»، فيما تواصل البحث عن مصادر لطائرات إضافية يعزز بها الحلف الأطلسي طلعاته الجوية على مواقع النظام الليبي. أما ميدانيا، فشهدت مصراتة اشتباكات عنيفة بين الثوار وقوات القذافي فيما شنّت طائرات «الأطلسي» غارات على مدينتي العزيزية وسرت.في هذه الأثناء، أفادت وكالة أنباء تونس بوصول زورقين صغيرين وعلى متنهما خمسة ضباط من الجيش الليبي و13 شخصا اخرين إلى ميناء في جنوب تونس. ولم يذكر النبأ الذي اوردته الوكالة أي تفاصيل عن هويات الضباط أو رتبهم العسكرية او المكان الذي خرج منه الزورقان في ليبيا.
وقال وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغي ان المقال المشترك الذي نشره الرئيسان الاميركي باراك اوباما والفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وطالبوا فيه بتنحي معمر القذافي، يشكل «بالتأكيد» تخطيا لقرار مجلس الامن رقم 1973 الخاص بليبيا. وكــان القادة الثـلاثة 
اعتبروا في مقال مشترك انه «من المستحيل تخيل ان يكون لليبيا مستقبل بوجود القذافي» مؤكدين ضرورة استمرار العمليات العسكرية لتسريع رحيل الزعيم الليبي واتاحة عملية انتقالية.
وأقر الوزير الفرنسي ردا على سؤال قناة «ال سي أي» حول احترام قرار مجلس الامن رقم 1973، بان الغربيين خرجوا «بالتأكيد» من نطاق القرار الذي «لا يتطرق الى مستقبل القذافي». ويسمح القرار باتخاذ «كافة الاجراءات الضرورية» لحماية المدنيين من قمع معمر القذافي وينص على منطقة حظر جوي لمنع سلاح الجو الليبي من قصف المدنيين. واضاف وزير الدفاع الفرنسي في تصريحات «اعتقد انه حين تقول ثلاث دول كبرى الشيء نفسه، فهذا امر مهم بالنسبة للامم المتحدة. وقد يصدر مجلس الامن يوما ما قرارا».
وتابع ان دولا مثل روسيا والصين والبرازيل التي عبرت أمس الأول، عن رفضها لاستخدام القوة في ليبيا «ستكون بالطبع مترددة. لكن اي دولة كبرى يمكن ان تقر بأنه بإمكان رئيس دولة ان يحل مشاكله باطلاق النار على شعبه؟ لا يمكن لاي دولة كبرى الاقرار بذلك». وبحسب الوزير الفرنسي فان باريس ولندن ترغبان في تنفيذ ضربات جوية بما في ذلك «ضد مراكز القرارات العسكرية في ليبيا او ضد مخازن لوجستية لم يتم استهدافها حتى اليوم». واوضح «إذا كنا نريد تفادي الحرب الاهلية اي سعي البعض لتجهيز نفسه (بالسلاح) للرد على قوة الاخرين، فإنه يتعين تحييد قوة الاخرين. ان الضربات التي نريد تنفيذها تهدف الى الاستغناء عن تسليح المتمردين». واعتبر انه «في حال تعاون الليبيون وذهب من في الشرق بحرا الى مصراتة (غربا)» المحاصرة بقوات القذافي «وإذا أكدنا تصميمنا بشأن مراكز القرار في طرابلس، فان الخناق سيضيق سريعا» على النظام الليبي.
واشار الى ان «الاميركيين يواصلون تقديم دعم لوجستي لا يمكن بدونه لباقي طائرات بلدان الحلف الاطلسي ان تنشط» في سماء ليبيا. وختم بقوله «نرى جيدا انهم على استعداد (الاميركيون) حتى وان لم يكونوا في الخط الامامي» مشيرا الى ان اوباما وقع المقال الثلاثي مع كاميرون وساركوزي.
وقال ساركوزي واوباما وكاميرون في مقال مشترك نشرته اربع صحف دولية، ان «هدفنا ليس إزاحة القذافي بالقوة. لكن من المستحيل ان نتخيل مستقبل ليبيا والقذافي على رأس السلطة فيها ...ولا يمكن للعقل ان يتصور ان من حاول ارتكاب مجزرة ضد شعبه يلعب دورا في حكومته مستقبلا». ولتسريع رحيله يرى القادة الغربيون انه «يتوجب على قوات حلف الاطلسي مواصلة عملياتها لاجل استمرار توفير الحماية للشعب وزيادة الضغط على النظام. وحينها فقط يمكن البدء بعملية حقيقية للتحول من الديكتاتورية الى عملية شمولية دستورية، بقيادة اجيال جديدة من القادة».
وصرح وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف بان حلف شمال الاطلسي تجاوز تفويض الامم المتحدة في ليبيا داعيا الى تسوية سياسية للازمة في هذا البلد. وقال لافروف بعد اجتماع مع نظرائه في الحلف في برلين «اليوم نشهد تحركات تتجاوز في بعض الحالات تفويض مجلس الامن الدولي». واضاف «نعتقد انه من المهم الانتقال بسرعة الى مرحلة سياسية والتقدم باتجاه تسوية سياسية ودبلوماسية» للازمة الليبية.
من جهتها، قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون إن الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي يبحثون وسائل لتقديم تمويلات للمعارضة المسلحة في ليبيا. وقالت كلينتون للصحافيين بعد مشاركتها في اجتماع لوزراء خارجية دول الحلف «تحتاج المعارضة كثيرا من المساعدة على الصعيد التنظيمي وعلى الصعيد الانساني وعلى الصعيد العسكري». واضافت «دار عدد من النقاشات حول افضل الطرق لتقديم تلك المساعدة... وما الذي ترغب كل دولة في عمله. نحن نبحث ايضا وسائل لتقديم التمويل للمعارضة».
ويبحث حلف شمال الاطلسي انشاء ممر بحري بدعم من قطع بحرية لتمكين السفن التجارية من دعم التجارة مع المعارضة الليبية والاسراع بوصول المساعدة الانسانية. وقال مصدران في قطاع الشحن البحري انهما على علم بمقترحات انشاء ممر ملاحي آمن الى ليبيا لكن مصادر أمنية قالت ان الحلف لن يكون قادرا على حماية السفن في الميناء. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ لدى سؤاله عن الاقتراح «وضع تخطيط طارئ بشأن ذلك في حلف شمال الاطلسي وفي الاتحاد الاوروبي».
واضاف هيغ ان كثيرا من المساعدات سلمت الى مدينة مصراتة الغربية المحاصرة بدون وجود عسكري وهو ما كان «دائما الخيار الاول». وقال في مؤتمر للحلف في برلين «فقط اذا فشل ذلك وأوصت الامم المتحدة... بأن المساعدة العسكرية لازمة، فحينئذ سينفذ ذلك».
وقال مصدر امني بحري ان ممر حلف الاطلسي لا يمكن ان يوفر غطاء في الموانئ اذ ان التحالف لن يخاطر بوضع قوات على الارض داخل ليبيا. وقال المدير التنفيذي لدى مؤسسة «ام.آر.ام» المتخصصة في إدارة المخاطر البحرية جون دالبي «قد يوفرون مرافقة اسمية لكن فقط حتى حدود الموانئ». واضاف «النقطة الضعيفة فعليا هي... في الميناء ولا يمكن لحلف الاطلسي ان يوفر أي حماية هناك. الغطاء الجوي لن يمنع الهجمات الارضية من اي طرف على سفينة في الميناء».
من جهتها، اعتبرت الامم المتحدة ان دعم العمليات الانسانية في ليبيا عبر قوة عسكرية غير وارد اليوم ولن يكون الا كخيار اخير. واوضحت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة اليزابيث بيرز ردا على سؤال حول اقتراح اوروبي بهذا المنحى «ينبغي عدم اللجوء الى القوات العسكرية الا كخيار اخير». وقالت «لا نحتاج الى ذلك حتى الساعة»، مشددة على ان «المساعدات الانسانية ينبغي ان تكون حيادية وغير منحازة». واضافت «نعمل على تلبية حاجات السكان من دون دعم عسكري» الذي لن يحدث الا كخيار اخير «في أسوأ سيناريو» ممكن.
أما ميدانيا، فاعلنت وكالة الانباء الليبية الرسمية ان مدينتي العزيزية (جنوب طرابلس) وسرت (شرق) تعرضتا لقصف من قوات حلف شمال الاطلسي. وقالت الوكالة نقلا عن مصدر عسكري ان «مدينة سرت تعرضت قبل قليل لقصف العدوان الاستعماري الصليبي». واضافت نقلا عن المصدر نفسه ان «مدينة العزيزية ايضا تعرضت قبل قليل ولليوم الثاني على التوالي لقصف العدوان الاستعماري الصليبي».
وافاد مصور وكالة «فرانس برس» بان مدينة مصراتة شهدت تبادلا عنيفا لاطلاق النار بين الثوار الليبيين والقوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي. وتصاعدت حدة المعارك مع المغيب في وسط هذه المدينة الساحلية التي يمسك بها الثوار وتحاصرها قوات القذافي.
(أ ف ب، أ ب، رويترز، د ب أ)


المصدر: جريدة السفير

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,169,812

عدد الزوار: 6,758,628

المتواجدون الآن: 122