«حماس» تقف الى جانب «الشقيقة سورية» وأنقرة تجدد «الدعم الكامل» لإصلاحات الأسد

قلق اسرائيل وتناقضاتها حيال التطورات في سورية

تاريخ الإضافة الإثنين 4 نيسان 2011 - 6:39 ص    عدد الزيارات 3119    التعليقات 0    القسم عربية

        


قلق اسرائيل وتناقضاتها حيال التطورات في سورية
الأحد, 03 أبريل 2011
القدس المحتلة - آمال شحادة

المواقف التي أبدتها اسرائيل تجاه الثورات التي شهدتها الدول العربية في شكل عام والثورة في مصر في شكل خاص، واتسمت بالقلق، تظهر بحدة أكبر هذه الأيام مع الأحداث في سورية يضاف اليها الاختلاف الظاهر في وجهات النظر. الصوت الغالب، الذي لا يقال صراحة، يتمنى بقاء الوضع الراهن. الا ان اصواتاً مناقضة تقول ان ذلك سيعزز موقف ايران و «حزب الله» في المنطقة، وأن هناك «أملاً» في تغيير جوهري قد يبعد سورية عن هذا المحور.

اسرائيل الرسمية لم تعلن موقفاً من الاحداث في سورية. لكن الجميع فوجئوا بعد أن كانوا في كل تحليلاتهم يستبعدون ان يجرؤ السوريون على الخروج الى تظاهرات. وفي كل الأحوال، لا يكاد يمر يوم إلا ويتصدر النقاش الملف السوري وتأثيراته في اسرائيل. وأبرز ما لفت الاسرائيليين وضع «حزب الله» وأمينه العام السيد حسن نصر الله. ففي رأيهم ان صوت نصر الله الخافت الى اقصى حد يطمئن قليلاً. ومن وجهة نظرهم، فإن سقوط النظام يقلق نصر الله ويضعفه بحيث سيجد نفسه من دون عمق سياسي وفي قطيعة جغرافية عن ايران.

ولكن عند التعمق في الموضوع والوصول الى السؤال عن مصلحة اسرائيل في ما يجري في سورية، نجدهم يختلفون، ومواقفهم تدور في المساحة القائمة بين محورين أساسيين. الاول يمثله أولئك الذين يرون سورية جزءاً من «محور الشر»، والثاني يمثله أولئك الذين يؤيدون السلام مع سورية، بل يفضلون إجراء مفاوضات معها قبل الفلسطينيين. التياران ينظران الى الأوضاع بقلق، ويرغبان في استمرار الحكم لأنه مستقر ومعروف الهوية. ولكن ما سيعقبه غير معروف أبداً. فهل سيبقى مثلاً، «صمام أمان ضد عملية عنيفة يقوم بها «حزب الله» ضد اسرائيل أو ضد السيطرة المادية على لبنان كاستمرار لسيطرته السياسية عليه»، أم سيكون رافعة للعداء المستحكم ضد اسرائيل وسيكون له أثر بالغ في المستقبل؟

بعض الاسرائيليين يرون ان سقوط النظام في دمشق من شأنه ان يفتح الطريق الى لبنان على مصراعيه امام ايران، ويقولون ان نصر الله لن يضطر بعد الأسد الى مراعاة موقف سورية من وضع قيود على المواجهة مع اسرائيل. ويقول رئيس «منتدى الشرق الاوسط»، ايلي افيدار صراحة ان 11 عاماً من حكم الرئيس السوري بشار الاسد «شهدت خلالها سورية انجذاباً مطلقاً لمصالح طهران و «حزب الله»، حيث ساعدت في سيطرة «حزب الله» على جنوب لبنان في البداية وبعد ذلك على باقي الدولة، وشاركت في تهريب وسائل قتالية استراتيجية وعملت على تعزيز المحور الشيعي الذي قاعدته في طهران». ويرى افيدار ان سورية مهمة جداً لإيران، ولذلك فإنها لن تسمح لها بالسقوط. فهي – وفق رأيه - تشكل جزءاً مركزياً في «محور الارهاب الدولي الذي تقوده ايران وهو محور يمر في دمشق ويعمل بحرية في لبنان وبتشجيع من دمشق، يعارض المسيرة السلمية ويبادر للإرهاب ضد اسرائيل»، على ما يشدد افيدار.

ولكن هناك من ينظر الى الأمور في شكل معاكس ويستنتج أن اسرائيل ساهمت في أحداث سورية في شكل غير مباشر. وهم يصوبون سهامهم ضد رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، لعدم استغلاله الفرص الكثيرة لإحداث تغيير في العلاقات مع سورية ويلومونه على عدم التجاوب مع دعوات الرئيس الاسد لإجراء مفاوضات سلام. اصحاب هذا الموقف يقولون صراحة ان الانتفاضة في سورية تضع تحدياً أمام اسرائيل، اذ ان التظاهرات التي تشهدها هي الاولى لدولة مجاورة لاسرائيل من الحدود الشمالية وتقيم معها علاقات ردع متوترة وتحتفظ بقوة عسكرية كبيرة منذ «اليقظة الثورية في العالم العربي»، على حد تعبير اصحاب هذا الموقف الاسرائيلي، الذين يضيفون ان «تضعضع الحكم السوري يجسد حجم الفرصة الضائعة في فشل الاتصالات مع سورية وسيكون أثره مهماً في الوضع الاستراتيجي لإسرائيل». وفي هجومهم على نتانياهو يذكّر هؤلاء بمواقف عدة للأسد الى جانب محاولاته استئناف المفاوضات مع اسرائيل في قنوات مختلفة، ابرزها «ابتلاعه قضية قصف المفاعل السوري»، على حد تعبيرهم. ويدعو الاسرائيليون نتانياهو الى اعادة النظر في المبادرة العربية ويقولون: «لو كان لإسرائيل رئيس حكومة لا يختص في هذه الايام في شؤون بقائه السياسي والحفاظ على كرسي الرئاسة، لما كان سمح لهذا التفويت الإجرامي لفرصة مبادرة السلام العربية، التي قد لا تُعاد مرة اخرى».

ووفق بعض اصحاب هذا الرأي، فإن على اسرائيل الامتناع عن أي تدخل علني أو سري في ما يجري خلف الحدود الشمالية، سواء بالأفعال أو بالاقوال، وفق ما يقولون، ويضيفون: «على اسرائيل ايضاً ان تضمن تنفيذ اتفاق فصل القوات الذي بفعله يسود الهدوء على حدود هضبة الجولان، ومطالبة كل حاكم سوري بالحفاظ عليه في المستقبل. فضلاً عن ذلك، على اسرائيل ان تعلن أنها ستجري مفاوضات سلام مع كل حكومة سورية تنال الشرعية والاعتراف. أما السوريون فينبغي لهم ويمكنهم ان يحلوا مشاكلهم بأنفسهم».

ويتحدث الاسرائيليون عن مدى المخاطر المتوقعة في حال تغير النظام في سورية وأبرزها «وقوع مخازن الصواريخ والسلاح الكيماوي السوري في أياد خطيرة، اذا ما حاول الحكم المنهار تشديد المواجهة مع اسرائيل في سبيل البقاء، أو اذا ما استخدام حلفاؤه النزاع مع اسرائيل لكسب الشرعية الداخلية. كما تكمن فيها الفرص، اذا ما صعد الى الحكم بدلاً من الاسد نظام ديموقراطي يبتعد عن ايران، «حزب الله» وحماس.

السفير الاسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة، ايتمار رابينوفتش يرفض الصورة الوردية التي يرسمها او يتمناها بعض الاسرائيليين الداعمين لسقوط الاسد. ففي رأيه ان ما يحدث في سورية، يلزم اسرائيل باتخاذ موقف سياسي حكيم، قادر على القراءة السليمة للتطورات الداخلية هناك ومستعد بل متأهب امنياً، لانتهاز الفرصة السانحة برأس منفتح. وفي رأي رابينوفتش ان لتغيير النظام في سورية آثاراً بعيدة المدى على الشرق الاوسط وعلى أمن اسرائيل. ويستعرض رأيه في ثلاثة اتجاهات:

الاول: ان الحديث يدور حول ضربة شديدة لإيران التي كانت بين المستفيدين من التطورات في المنطقة. اذ إن سقوط مبارك، والاحداث في البحرين، عملت كلها على تعزيز محور ايران بل وصرفت الانتباه الدولي عن برنامجها النووي. اما سورية فهي الحجر الرئيس في المحور المؤيد لإيران. ما يعني ان ضعف نظامها، ناهيك عن سقوطه، هو ضربة شديدة لإيران، ولـ «حزب الله» وحماس.

الثاني: وفي هذا البند يتطرق الى لبنان وفي رأيه ان تغييراً في سورية سيعطي ما سمّاه «مساحة تنفس لخصوم المعسكر الايراني» وعلى رأسهم المعسكر المعتدل في لبنان، ولكنه يخلق اغراء لإيران وسورية للتخفيف عن سورية من خلال تسخين النزاع تظاهرة مؤيدة للأسد.jpg مع اسرائيل.

 

 

 

 

 

 

 

اما الاتجاه الثالث عند رابينوفتش، فيعني ان «الخيار السوري» لإسرائيل سيسحب. فهذا الخيار يحوم دوماً في الهواء كبديل من المسار الفلسطيني. في السنوات الاخيرة، كانت المؤسسة الامنية الاسرائيلية تفضله، بسبب ميزة الخطاب والحوار مع دمشق. فهناك نظام مستقر والحوار معه يشكل ضربة للمحور الايراني ويوفر مفتاحاً للتغيير في لبنان. ويضيف رابينوفتش ان الكثيرين ممن لم يكونوا مستعدين للتنازل عن هضبة الجولان، وعلى رأسهم رئيس الحكومة الحالي، بنيامين نتنياهو، سيدعون الآن انه لا يوجد أي معنى لصفقة كهذه مع نظام استقراره موضع شك.

وهكذا، فإن الاسرائيليين ينظرون الى ما يجري في سورية في ضياع. وهم لا يعرفون حتى ما الذي يجب أن يتمنوه، ولذلك، فإنهم ينتظرون وينتظرون ولا يعرفون ماذا ستكون عليه نتيجة الانتظار.
 

«حماس» تقف الى جانب «الشقيقة سورية» وأنقرة تجدد «الدعم الكامل» لإصلاحات الأسد
الأحد, 03 أبريل 2011
دمشق، أنقرة، لندن - «الحياة»

وجاء في بيان أصدرته «حماس» امس ازاء الاحداث الحاصلة في سورية ان «سورية قيادة وشعباً وقفت مع مقاومة الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، واحتضنت قوى المقاومة الفلسطينية خصوصا حماس، وساندتها في أحلك الظروف وأصعبها، وأخذت الرهانات والتحديات والمخاطر الكبيرة، وصمدت أمام كل الضغوط من أجل التمسك بدعم نهج الممانعة والمقاومة في المنطقة، وإسناد فلسطين وشعبها ومقاومته خصوصاً، والوقوف في خندق الأمة ومصالحها».

وإذ أعربت عن الأمل في ان تتجاوز سورية «الظرف الراهن بما يحقق تطلعات الشعب السوري وأمانيه، وبما يحفظ استقرار سورية وتماسكها الداخلي ويعزز دورها في صف المواجهة والممانعة»، أكدت «حماس» في بيانها «وقوفنا الى جانب سورية الشقيقة قيادة وشعباً».

ونقلت «الوكالة السورية للأنباء» (سانا) امس عن الناطق باسم وزارة الخارجية التركية قوله ان أنقرة «تولي اهتماماً بأمن الشعب السوري واستقراره ورفاهيته بالقدر الذي توليه لشعبها، وأنها لا يمكن أن تقبل أي سلوك أو تصرف يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في سورية أو يلحق الأذى بإرادة الإصلاح في هذا البلد الصديق».

وأضاف في بيان امس: «إننا في تركيا نؤمن إيماناً راسخاً بمدى الاهتمام الذي توليه الدولة والقيادة في سورية لتلبية مطالب الشعب»، مجدداً دعم أنقرة «الكامل والقوي لما قدمه الرئيس الأسد في ما يخص الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وثقتها التامة بأن القيادة السورية تقوم بدور ريادي في هذا المجال». وزاد: «لا يمكن تركيا في ظل هذه المرحلة الدقيقة والحساسة أن ترضى أو تقبل إطلاقاً بأي سلوك أو تصرف يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في سورية أو يلحق الأذى بإرادة الإصلاح في هذا البلد الصديق والشقيق»، لافتاً الى ان دمشق «ستبدأ في القريب العاجل برنامج الإصلاحات لتلبية آمال الشعب السوري وتطلعاته».

وكانت «سانا» نقلت مساء اول من امس عن مسؤول قوله ان «مجموعة مسلحة اعتلت أسطح بعض الأبنية في مدينة دوما (قرب دمشق) بعد ظهر (اول من امس) وأطلقت النار على مئات من المواطنين كانوا يتجمعون في المدينة وكذلك على قوات الأمن، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى وعشرات الجرحى من المواطنين وقوات الشرطة والأمن».

وبعدما اشار الى ان «الجهات الأمنية تلاحق أفراد المجموعة المسلحة التي روعت الأهالي عبر إطلاق الرصاص بشكل عشوائي»، اشارت الى ان «عدداً من أبناء مدينة دوما اكد ان مجموعات مسلحة وأخرى تقوم بالتحريض وإثارة الفتنة جالت في المدينة وروعت الناس واطلقت النار عشوائياً في أماكن التجمعات». ونقلت «سانا» عن المحامي ياسر سريول من أهالي مدينة دوما قوله ان «المجموعة المسلحة جابت شوارع المدينة مستخدمة الدراجات النارية وأطلقت النار عشوائياً»، مؤكداً ان «أهالي المدينة قبضوا على بعض المسلحين وسلموهم الى الجهات الامنية». ونقلت ايضا عن حسن الباشا قوله: «أن عدداً من المسلحين اعتلى أسطح الأبنية وأطلق النار على المواطنين في الشوارع، وأن ابن عمه قتل برصاص هؤلاء بينما كان يغلق محله ويستعد للذهاب إلى بيته، كما أصيب عدد آخر من المواطنين بجروح».

وبحسب بيان «سانا»، فإن الطالب الجامعي من أبناء المدينة حسن نجار «أكد ان مجموعات من الغرباء عن مدينة دوما قامت بعد ظهر (الجمعة) بأعمال شغب وحرضت الأهالي على التظاهر»، موضحاً ان «بعض التجمعات التي جابت المدينة لم يكن سلمياً إطلاقاً، وكان توجهه واضحاً بهدف إثارة البلبلة، إلا أن ابناء المدينة لم يستجيبوا وحرصوا على عدم الانجرار وراء هؤلاء».

وتابعت «سانا» في بيان: «أحد أبناء المدينة رأى بعينه مسلحين يطلقون النار باتجاه قوات الشرطة والأمن أثناء نزولها من السيارات الخاصة بها، علماً أن القوى الأمنية لم تستخدم السلاح، وكان من الواضح أنها تريد استيعاب الوضع والحفاظ على الهدوء»، مضيفا أن «بعض هؤلاء اعتدى على رجال الأمن بالسكاكين».

وأشار المصدر الى ان «مجموعة مسلحة أطلقت النار على تجمع للمواطنين في منطقة البياضة (في حمص وسط البلاد)، ما أدى إلى مقتل فتاة». وزاد: «تعرض بعد ظهر اليوم (الجمعة) أحد الجنود المكلفين حراسة إحدى التشكيلات العسكرية في درعا (جنوبي البلاد) إلى إطلاق نار من جانب بعض الشبان المسلحين الذين حاولوا الاستيلاء على سلاحه، فأصيب المجند في صدره إصابة بالغة، وجرى تبادل لإطلاق النار نتج عنه إصابة أحد المهاجمين وجرح آخرين».

الى ذلك، نفى المدير العام للجمارك في سورية مصطفى البقاعي ما تناقلته بعض الفضائيات عن إغلاق عدد من المعابر الحدودية، وقال في تصريحات اول من امس: «أن الحركة في جميع المعابر الحدودية بين سورية والدول المجاورة تسير بشكل طبيعي ومنتظم، سواء بالنسبة الى المسافرين أو حركة الشحن».


المصدر: جريدة الحياة

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,787,649

عدد الزوار: 6,914,979

المتواجدون الآن: 96