التظاهرات استمرت لليوم الخامس في درعا ومحيطها

التظاهرات استمرت لليوم الخامس في درعا ومحيطها
اعتقال ناشطين والشرع يؤكد مواصلة الإصلاح

تظاهر امس مئات الأشخاص لليوم الخامس تواليا في جنوب سوريا ضد حكومة الرئيس بشار الأسد وهتفوا "حرية حرية... سلمية سلمية".
وتجمع المحتجون قرب المسجد العمري القديم في درعا وبلدتي نوى والسنمين القريبتين في هضبة حوران الاستراتيجية في محاذاة الحدود مع الأردن، وكذلك في ضاحية الحجر قرب دمشق ، مستلهمين موجة من الاحتجاجات في العالم العربي أطاحت حتى الآن رئيسي تونس ومصر.
وقال أحد المحتجين في درعا حيث تراجعت محاصيل الحبوب العام الماضي بمقدار الربع بسبب موجة قحط اجتاحت البلاد البالغ عدد سكانها 20 مليون نسمة: "نريد خبزا ولكن أيضا نريد الحرية".
وافاد ناشط حقوقي طالبا عدم ذكر اسمه ان المتظاهرين شكلوا درعا بشرية حول الجامع العمري في درعا جنوب دمشق خشية اقتحامه بعدما فرق الجيش وقوات الامن تظاهرة احتجاجية انطلقت لليوم الخامس على التوالي مما ادى الى مقتل ستة اشخاص على الاقل. واوضح ان "عدد المتظاهرين الذين اطلقوا شعارات ضد النظام بلغ نحو الف، الا ان عددهم ازداد بعد ذلك"، مشيرا الى ان السلطات السورية "ارسلت تعزيزات منذ الساعة الخامسة في اتجاه الجامع".
وتحول المسجد العمري في درعا "مشفى ميدانيا" لاستقبال الجرحى.
 وكان الجيش السوري اقام حاجزا عند مدخل درعا قبل ظهر الاثنين كان افراده يسمحون بدخول المدينة بعد التدقيق في هويات الوافدين.
 واكد المرصد السوري لحقوق الإنسان ان السلطات السورية اعتقلت امس لؤي حسين وهو ناشط بارز مدافع عن المحتجين الذين يطالبون بالحرية والقضاء على الفساد. وجاء في بيان له أن لؤي حسين الذي كان سجينا سياسيا على ذمة حزب العمل الشيوعي بين عامي 1984 و1991، أخذ من منزله في منطقة صحنايا قرب دمشق. واضاف أن منزل حسين تعرض للاقتحام وتم تحطيم الباب ولا يزال مصير الناشط البارز مجهولا.
وكان لؤي حسين بادر الاثنين الى طرح بيان للتوقيع عبر الانترنت تضامنا مع حق أهالي مدينة درعا وجميع السوريين في التظاهر السلمي وحرية التعبير.
 كما ذكر بيان المرصد بان "الأجهزة الأمنية دهمت مساء الأحد 20 منزل الشاب رامي سليمان اقبال في مدينة داعل بمحافظة درعا واعتقلته بسبب اتصال هاتفي مع هيئة الاذاعة البريطانية " بي بي سي" تحدث خلاله عن الأوضاع في درعا"، موضحا ان "مصيره لا يزال مجهولا". واستغرب المرصد "استمرار السلطات السورية في إتباع سياسة الحلول الأمنية والاعتقالات التعسفية في حق المعارضين السياسيين وناشطي المجتمع المدني وحقوق الإنسان بدل من سياسة الحوار البناء لما فيه خير سوريا وشعبها".
وأكد ناشط حقوقي اعتقال العديد من الاشخاص في درعا الاثنين على حاجز داخل المدينة، وذكر منهم "المحامي عيسى المسالمة ويوسف صياصنة ومحمد جابر المسالمة وشكري المحاميد وعصام المحاميد" . وتحدث عن "وجود اكثر من 800 مفقود في درعا" منذ بدء الاحداث فيها الجمعة.
 وحذر المرصد السلطات السورية "من المساس بالشخصية الوطنية البارزة عيسى المسالمة".

 وأقالت السلطات محافظ درعا فيصل كلثوم .
ونقلت قناة "المنار" عن نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ان الأسد ملتزم مواصلة طريق الاصلاح والتحديث في سوريا وانه لا يمكن أن يكون ضد اي مواطن سوري.
 وقال نائب رئيس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية عبدالله الدردري ان سوريا بحاجة الى التطوير والاصلاح ، وان الرئيس الاسد طرح قضية الاصلاح والتطوير في البلاد قبل فترة طويلة وان عملية الاصلاح هي عملية مستمرة. واضاف في لقاء ومجلس السفراء العرب في اندونيسيا إن الاصلاح الذي يجري فى سوريا هو اصلاح سوري وليس اجندة مستوردة من الخارج.
وأضاف ان مطالب المواطن هي مطالب بسيطة ، فهو يريد زيادة الرواتب والعمل، وأن يعامل بطريقة لائقة في اي مؤسسة، وأن تكون هناك شفافية في التعامل مع المواطنين.   ومن المطالب الرئيسية للمحتجين انهاء ما يصفونه بالقمع من الشرطة السرية التي يرأسها في محافظة درعا أحد أقارب الأسد الذي يواجه أكبر تحد لحكمه منذ خلافته لوالده حافظ الأسد عام 2000.
وتخضع سوريا لقانون الطوارىء منذ استيلاء حزب البعث على السلطة عام 1963.
وتجاهل الأسد مطالب متزايدة بانهاء العمل بقانون الطوارىء وتقييد سلطات أجهزتها الأمنية وتعزيز حكم القانون والافراج عن آلاف السجناء السياسيين والسماح بحرية التعبير وكشف مصير عشرات الآلاف من المنشقين الذين اختفوا في الثمانينات.
وقال هيثم المالح (80 سنة) المحامي والقاضي السابق الذي أمضى حياته في المقاومة السلمية لاحتكار حزب البعث الحاكم السلطة، ان الثورة اصبحت على الأبواب والنظام لا يزال يراوغ في إجراء التغيير".
ورأى ربال الاسد ابن عم الرئيس السوري بشار الاسد المقيم في المنفى ان النظام السوري امام خيارين: اما القيام باصلاحات في المدى القريب واما ان تطيحه حركة الاحتجاجات المتنامية في البلاد. وقال ربال ابن رفعت الاسد المعارض للنظام السوري والذي يرأس المنظمة من اجل الديموقراطية والحرية في سوريا ان "على السلطات في دمشق التحرك بسرعة كبيرة"، ذلك انها لا تملك سوى "نافذة فرص ضيقة" للقيام بذلك. "والا فان الامور ستسير كما في الدول المجاورة" وتؤدي الى اطاحة النظام كما حصل في تونس ومصر.
 • في عمان، افاد مصدر أمني أردني ان حركة العبور البرية للمسافرين على الحدود السورية - الأردنية طبيعية.

• في جنيف، قال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الانسان ان السلطات السورية "في حاجة الى الوقف الفوري للافراط في استخدام القوة ضد المحتجين المسالمين وخصوصا استخدام الذخيرة الحية".
• في بروكسيل، شددت الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية كاثرين اشتون على ان قمع المتظاهرين الذين يحتجون على نظام الاسد في سوريا هو امر "غير مقبول". وقالت في بيان ان الاتحاد الاوروبي "يدين بشدة القمع العنيف، بما في ذلك استخدام الرصاص الحي، للتظاهرات السلمية" في سوريا، "مما ادى الى مقتل العديد من الاشخاص". وحضت السلطات السورية على عدم استخدام العنف في حق المتظاهرين واحالة مرتكبيه على القضاء و"الاصغاء الى المطالب المشروعة" للشعب السوري.

"النهار"، و ص ف، رويترز، ي ب أ     

أردوغان: حذرت الأسد من تظاهرات ودعوته إلى الإصلاح

أنقرة - ي ب أ – صرح رئيس  الوزراء التركي  رجب طيّب اردوغان  لصحيفة "حريت" التركية أمس، بانه كان قد حذر الرئيس السوري بشار الأسد من إمكان قيام تظاهرات معارضة في سوريا بإلهام من الانتفاضات الشعبية الحاصلة في دول أخرى بالشرق الأوسط، ودعاه الى اجراء إصلاحات ديموقراطية في البلاد.
 وقال إن "ريح التغيير تهب في كل مكان. وخلال زيارتي الأخيرة  لسوريا تحدثت مع الأسد، وذكرت أن عملية مماثلة قد تتطور في بلده، وأن هناك تهديداً لنهج طائفي. والآن نرى أن الوضع يحصل".
واضاف أنه دعا الرئيس السوري الى استخلاص الدروس مما يحصل في المنطقة، وإن على الأسد أن يجد طريقاً مختلفاً عن زعماء المنطقة الآخرين بالتقرب من شعبه بسلوك ديموقراطي.