الثوار يستعدون للزحف على الوادي الأحمر الذي تتحصن فيه كتيبة الساعدي القذافي ... والدبابات تدخل الزاوية وتقصف منازلها

تقدم قوات القذافي غرباً ... ومكاسب للمعارضة شرقاً

تاريخ الإضافة الإثنين 7 آذار 2011 - 5:27 ص    عدد الزيارات 2827    التعليقات 0    القسم عربية

        


عواصم - وكالات - استعادت قوات الزعيم الليبي معمر القذافي السيطرة على بلدة الزاوية في غرب ليبيا من ايدي المعارضة فيما تمكن معارضون مسلحون من السيطرة على ميناء راس لانوف النفطي لتتسع الرقعة التي يحكمون قبضتهم عليها منذ بدء الانتفاضة قبل اسبوعين.
وأفادت تقارير أمس، ان الثوار يستعدون للزحف على الوادي الأحمر الذي تتحصن فيه كتيبة الساعدي القذافي، نجل العقيد الليبي.
وفي وقت شن الثوار الليبيون الذين يسيطرون على شرق البلاد هجمات على المدن الخاضعة للجيش النظامي الموالي للقذافي، عقد «المجلس الوطني» الذي أسسته المعارضة اول اجتماع له امس.
في غضون ذلك، ارتفعت حصيلة ضحايا الانفجارين اللذين وقعا في مستودع للاسلحة اول من امس، الى 30 قتيلامعظمهم من الدفاع المدني وعشرات الجرحى.
على الصعيد الديبلوماسي، طلبت طرابلس من الامم المتحدة رفع العقوبات التي فرضت على ليبيا.
واكد مسؤول حكومي ليبي مساء الجمعة، ان الغرب «بأكمله تحت سيطرة النظام» لكن الشرق «يبقى مشكلة».
واعلن «المجلس الوطني» الذي شكلته المعارضة لاسقاط القذافي والاعداد لانتقال سياسي، انه عقد اول اجتماع رسمي له امس في مكان لم يكشف.
وقال الناطق باسم «المجلس» مصطفى الغرياني، ان «الاجتماع الرسمي الاول للمجلس الوطني عقد صباح اليوم (أمس)»، من دون ان يحدد موعده بدقة او مكانه. واضاف «انها مسألة امنية»، مشيرا الى ان الزعيم الليبي «يواصل قتل الناس».
ويرأس «المجلس» الذي يضم ثلاثين عضوا، وزير العدل السابق مصطفى عبد الجليل الذي كان من الشخصيات الاولى التي انضمت الى المعارضة في الايام الاولى من الثورة.
واكد الثوار، انهم سيطروا على مدينة راس لانوف النفطية الاساسية بعد معارك ضارية اسفرت عن سقوط «العديد من القتلى»، لكن وكيل وزارة الخارجية الليبية خالد كعيم نفى هذه المعلومات.
وأفاد مصدر طبي في اجدابيا، ان ثمانية اشخاص على الاقل قتلوا واصيب اكثر من عشرين اخرين في هذه المعارك في المنطقة النفطية الاستراتيجية شرق ليبيا.
ومع ذلك، احتفل مئات المتمردين ليل الجمعة - السبت بالسيطرة على راس لانوف وهم يطلقون النار في الهواء.
وقال مراسل لـ «وكالة فرانس برس»، انه شاهد ثوارا متمركزين خارج مجمع عمليات الحروج النفطي وعند مركز للشرطة وعلى مداخل منطقة سكنية وثكنات للجيش.
غير ان كعيم نفى، ان تكون الثورة سيطرت على راس لانوف، مؤكدا ان «الحكومة تسيطر عليها وفي راس لانوف كل شيء هادىء».
وفي وقت سابق، اعترف مصدر حكومي بان البريقة التي تقع بين راس لانوف ومعقل الثورة بنغازي اصبحت بأيدي المتمردين. لكن زميلا له نفى ذلك في شكل قاطع موضحا ان اشتباكات ما زالت جارية. وتبعد راس لانوف مئتي كيلومتر شرق سرت مسقط رأس ومعقل القذافي.
وسمع دوي انفجارات ورشاشات ثقيلة في الصحراء على بعد عشرة كيلومترات شرق راس لانوف بينما كان الثوار المسلحون متوجهين بشاحنات الى المدينة ترافقهم سيارات اسعاف.
وقال احدهم ويدعى مرعي «انهم يطلقون صواريخ غراد. رأيت اربعة اشخاص يقتلون امامي بعدما اصابهم صاروخ».
وفي الوقت نفسه، شنت قوات تابعة لنظام القذافي هجوما جديدا على الزاوية واجتاحت دباباتها شوارع المدينة واطلقت النار على منازل.
واعلن التلفزيون الحكومي ان القوات الموالية للقذافي احكمت سيطرتها على الزاوية (60 كلم غرب طرابلس) التي تضم مصفاة نفطية مهمة.
لكن مسؤولا حكوميا تحدث في وقت لاحق عن «جيوب للمقاومة»، بينما نفى الناشط السياسي في الزاوية محمد قاسم بشدة المعلومات التي بثها التلفزيون الحكومي واوضح ان قوات المعارضة ما زالت تسيطر على المدينة.
وقال قاسم، لقناة «الجزيرة» الفضائية ان المدينة محاصرة لكنها لم تسقط مجددا بأيدي الجيش.
من جهتها، اكدت مراسلة محطة التلفزيون البريطاني «سكاي نيوز»، الكس كروفورد ان جيش القذافي «يحاصر» المدينة وسكانها يخشون وقوع هجوم ويحاولون الاستعداد للدفاع عن انفسهم».
وكانت معلومات بثها التلفزيون من احد مستشفيات الزاوية افادت ان 30 شخصا قتلوا على الأقل في المدينة وجرح خمسون آخرون بينهم سبعة اصاباتهم خطيرة. وبين المصابين طفلان.
وقالت كروفورد: «كنا نسير مع المتظاهرين المناهضين للقذافي في الطريق الرئيسي. كانوا الاف الاشخاص، غالبيتهم غير مسلحين يسيرون باتجاه العسكريين عندما فتح الجيش النار عليهم مستخدما الدبابات واسلحة اخرى بينها رشاشات ثقيلة». واضافت ان «الجيش استمر في اطلاق النار على الناس الذين كانوا يموتون»، مؤكدة سقوط «عشرات الجرحى بينهم طفلان على الاقل عمرهما خمس سنوات اصيبا في الظهر والرأس». وتابعت انه تم استدعاء سيارات الاسعاف التي «اطلق النار على بعضها ايضا».
وتحدث طبيب يعالج المصابين من المتمردين في راس لانوف عن سقوط «عدد كبير من القتلى والجرحى» خصوصا اثر اطلاق صاروخ.
وقال عبد الرؤوف احد المتطوعين في الثورة بعد عودته من الجبهة «شاهدنا اشخاصا يموتون في كل مكان». من جهة اخرى، اعلنت مصادر طبية في بنغازي سقوط 27 قتيلا واكثر من ثلاثين جريحا مساء الجمعة في انفجارين وقعا في مستودع للذخيرة في منطقة الرجمة جنوب بنغازي.
وقال الغرياني: «لا نعرف بالتأكيد ما اذا كان الانفجار عملية تخريب او حادثا او ضربة جوية لكن لم ير احد طائرة». واوضح ان عدد الذين كانوا داخل المستودع يقدر باربعين شخصا، مشيرا الى ان حصيلة الضحايا يمكن ان ترتفع.
وفي نيويورك، اكد نظام القذافي انه «فوجئ» بالقرار الذي اتخذه مجلس الامن السبت الماضي، داعيا الى تعليق العقوبات التي اقرت ضد الزعيم الليبي بسبب القمع الذي يمارسه ضد المعارضة الليبية.
وتشكل الرسالة المؤرخة في الثاني من مارس والتي ارسلها الى مجلس الامن امين اللجنة الشعبية الليبية للعلاقات الخارجية، اول رد فعل يصدر عن النظام الليبي على العقوبات التي فرضتها الامم المتحدة.
وقال وزير الخارجية الليبي موسى كوسا في رسالة وجّهها إلى مجلس الأمن إنه لم يتم اللجوء إلى القوة «إلا بالحدود الدنيا» ضد المتظاهرين، مؤكدًا أن الحكومة «فوجئت» بالعقوبات التي أقرّها المجلس السبت. وطالب النظام بتعليق قرار منع السفر وتجميد الأصول الصادر في حق القذافي والمقربين منه «إلى أن يتم جلاء الحقيقة».
كما طلب من مجلس الامن «التصدي للدول التي تهدد باللجوء الى القوة ضد» النظام الليبي.
واضافت الخارجية الليبية ان المعارضين «سعوا الى زرع الفوضى ومهاجمة واحراق مراكز امنية ومقار للشرطة ومصادر اسلحة وقتل جنود ومدنيين». وتابعت: «كنا نعتقد ان مجلس الامن الدولي سيتفهم ان الاجراءات التي اتخذت مطابقة لمهمة الدولة في الحفاظ على الامن، لذلك فوجئنا بتبني» العقوبات. واكد كوسا ان النظام «اصدر منذ اندلاع الازمة تعليمات صارمة (...) بالتزام اكبر قدر من ضبط النفس ردًا على الاستفزازات».
وكان مجلس الامن تبنى السبت الماضي قرارًا بالاجماع يفرض عقوبات قاسية على معمّر القذافي واسرته ومحيطه، بما في ذلك تجميد يشمل اصول وحظر السفر.
القرار طلب كذلك ان يدرس مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية «الوضع في ليبيا منذ 15 فبراير»، موضحًا ان الانتهاكات المرتكبة في هذا البلد يمكن اعتبارها «جرائم ضد الانسانية». وتؤكد منظمات حقوقية ان نحو ستة آلاف شخص قتلوا منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية على النظام الليبي في 15 فبراير. أما الأمم المتحدة فتتحدث عن مقتل الف شخص.
وتعليقًا على الرسالة، صرح ديبلوماسي غربي في الأمم المتحدة طالباً عدم كشف هويته، انها «مجرد مثال آخر عن رفض النظام قبول عواقب أعماله». لكنه أضاف أن الرسالة تدل أيضًا على أن «الحركة الصارمة والموحدة للمجتمع الدولي تهزهم».
وانضمت روسيا والصين اللتان تعارضان تقليديًا فرض عقوبات، إلى الإدانة الدولية لاستخدام العنف ضد المتظاهرين. وأكدت الرسالة الليبية أن «حدًا أدنى من القوة استخدم ضد مخالفين للقانون، بمن فيهم عناصر متطرفون استغلوا أشخاصًا آخرين لارتكاب أعمال تدمير وإرهاب».
واخيرا على الحدود التونسية حيث بدأ سباق ضد الزمن لتجنب كارثة انسانية، تجاوز عدد اللاجئين الذين تدفقوا من ليبيا الى مئة الف، حسب الدفاع المدني التونسي.


واشنطن - ا ف ب - تعذر الدخول الى شبكة الانترنت، في سائر انحاء ليبيا التي تشهد مواجهات بين المعارضة ونظام معمر القذافي للمرة الثانية خلال اسبوعين، على ما افادت شركة «اربور نيتووركس» المتخصصة في مراقبة حركة الدخول الى الانترنت.
واوضحت الشركة التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها ان الدخول الى الشبكة الالكترونية «انقطع فجأة».
واضافت «اربور نيتووركس» ان «هذا الانقطاع يأتي بعد اسابيع عدة على الانقطاع المتقطع وتدني نسبة الدخول الى الشبكة في شكل مرتبط على الارجح بالاحداث السياسية والاجتماعية الدائرة في البلاد». واشارت شركة متخصصة اخرى هي «رينيسيس» من جهتها الى ان الانقطاع بدأ عند الساعة 16،35 تغ الخميس، مضيفة «تعذر الدخول الى كل المواقع الحكومية الموجودة في ليبيا والتي اجرينا اختبارات عليها».
ولفت العملاق الاميركي «غوغل» من جانبه الى ان عددا من خدماته من بينها محرك البحث وموقع البريد الالكتروني (جي مايل) معطلة في ليبيا منذ الخميس الماضي.
وكان الدخول الى شبكة الانترنت في ليبيا قطع للمرة الاولى في 18 فبراير.


واشنطن - ا ف ب - ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال»، ان ادارة الرئيس باراك اوباما تعمل على استراتيجية للشرق الاوسط تؤيد ابقاء الحلفاء العرب المستعدين لاجراء اصلاحات، في السلطة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين وديبلوماسيين لم تكشف اسماؤهم ان الادارة الاميركية تميل الى هذه المقاربة وان كان ذلك يعني ان كل مطالب الشعوب العربية لارساء الديموقراطية لن تلبى على الفور.
وبدلا من المطالبة بتغيير فوري كما فعلت في مصر وليبيا، تدعو الولايات المتحدة المحتجين من البحرين الى المغرب الى العمل مع القادة الحاليين للوصول الى ما سماه بعض المسؤولين والديبلوماسيين بـ «تغييرات في النظام».
وكتبت الصحيفة ان هذه المقاربة الاميركية المعتدلة ظهرت بعد خطوات من حكومات عربية اعربت عن قلقها من تخلي اوباما عن الرئيس المصري حسني مبارك.
واضافت الصحيفة ان القادة العرب كانوا قلقين من انه اذا تصرفت واشنطن على هذا النحو مع ملك البحرين فان ثورات ستطيحهم من السلطة.
واقر مسؤول اميركي، بان المسؤولين عن وضع السياسات استخلصوا الدروس من احداث الشهر الماضي. ونقلت الصحيفة عن المسؤول: «ما قلناه هو ان هناك حاجة لاصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية لكننا سنتعامل مع كل دولة على حدة».

لندن - يو بي آي - ذكرت صحيفة «دايلي تلغراف» البريطانية امس، انه تم وضع قوة بريطانية في حالة استعداد تحسبا لنشرها في ليبيا في غضون 24 ساعة اذا تصاعدت الازمة في الدولة الواقعة في شمال افريقيا.
ونقلت الصحيفة عن مصادر إن هذه القوة عبارة عن وحدة مشاة قوامها 600 جندي كانت قد عادت من أفغانستان في 2009.
وذكرت الصحيفة ان وزارة الدفاع البريطانية شددت على ان الوحدة العسكرية على استعداد للقيام بعمليات إنسانية وليس قتالية.
واضافت الصحيفة أن لندن تستعد لإرسال عدد من الخبراء إلى بنغازي الواقعة شرقي ليبيا الخاضعة لسيطرة المعارضين للقذافي.

موسكو - «ايلاف» - ذكر مدير معهد الدراسات الكونية الايطالي نيكولا بيدي أنه لا يفترض أن تكون في ليبيا أسلحة جرثومية من أي نوع. وأضاف في الوقت ذاته أن الأمر مختلف بالنسبة للأسلحة الكيماوية التي يصعب جدا التكهن بكمها ونوعها.
وأشار بيدي في تصريحات لوكالة «آكي» الإيطالية للأنباء، الى أنه «في حال بقيت أسلحة كيماوية» في ليبيا «فستكون بكميات ضئيلة وربما يكون من الصعب استخدامها، إذ من الممكن أن تتبدى مشكلة السيطرة على المخازن في ظل الثورة الجارية».
وقال إن استعمال الأسلحة الكيماوية ''يحتاج الى خدمات لوجستية ولقدرة عسكرية ذات مستوى»، مشيرا إلى أنه في حال استخدام أسلحة الكيماوية لوقف التمرد الحالي «فإن من شأن ذلك أن يؤدي إلى تدخل عسكري دولي فوري».

زوريخ (سويسرا) - ا ف ب - اعلنت سويسرا التي قررت في وقت سابق تجميد الارصدة المحتملة لنظام الزعيم الليبي معمر القذافي في الكونفيدرالية السويسرية، انها ستوسع نطاق عقوباتها لتشمل العمليات المالية.
واوضحت الحكومة السويسرية في بيان ان «سويسرا تريد منع اي دعم مالي لمعمر القذافي والمقربين منه».
وبعد ان اعلنت في فبراير تجميدها اصول 29 شخصا هم القذافي والمقربون منه، قررت سويسرا منع اي عملية مالية مع هؤلاء الاشخاص.
وقالت الحكومة: «بات ممنوعا نقل اصول مالية الى الاشخاص المعنيين بهذه المذكرة (قرار تجميد الاصول الصادر في فبراير) او وضع موارد اقتصادية في تصرفهم مباشرة او غير مباشرة».
الا ان برن اضافت ان «الشركات العامة الليبية او الشركات التي تديرها الدولة الليبية مباشرة او غير مباشرة ليست معنية بهذه التدابير بالنظر الى ان لجنة العقوبات التابعة للامم المتحدة لم تعينها بالاسم».
وحسب المصرف الوطني السويسري، فإن التزامات المصارف السويسرية حيال ليبيا - في تقدير اجمالي للاصول الليبية - نهاية 2009 بلغت 818 مليون فرنك سويسري (883،46 الف دولار).
لندن - رويترز - في اجتماع عام حاشد عقد في لندن للمطالبة بتدخل عسكري غربي في ليبيا لم يذكر أحد فعليا حرب العراق.
وجرى على ما يبدو تبديد حماس استعمال القوة لتصدير الديموقراطية أو حتى وقف انتهاكات حقوق الانسان نتيجة للاثار المترتبة على الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003 التي اتسمت بالفوضى والدموية ناهيك عن الصراع الذي لا يزال دائرا للسيطرة على أفغانستان.

لكن مع الثورات غير المتوقعة التي تجتاح الشرق الاوسط فان الدعوات المطالبة بالتدخل ربما يعاود البعض الحديث عنها. ويخشى البعض من أن تقاعس الخارج قد يؤدي ببساطة الى السماح للزعيم الليبي معمر القذافي بسحق تمرد وليد ويروج نفر قليل لفكرة أن التدخل قد يكون كذلك مصلحة اقتصادية للغرب.
وقالت جزيلا ستيوارت، عضو البرلمان البريطاني عن حزب العمال، وكانت وزيرة في عهد رئيس الوزراء السابق توني بلير في الاجتماع «الجائزة هي دولة مستقرة وديموقراطية ومنتجة للنفط في قلب الشرق الاوسط».
وكرر متحدثون اخرون رسالتها أمام عدة مئات من السياسيين والصحافيين والاكاديميين وغيرهم اجتمعوا في قاعة المؤتمرات في البرلمان.
لكن أنصار التدخل مثل «جمعية هنري جاكسون»، وهي مركز أبحاث بريطاني متعاطف مع المحافظين الجدد والتي نظمت الاجتماع يرون أن منطقة حظر الطيران خطوة أولى في تصعيد تدريجي لاستعمال القوة.
ويأمل أنصار التدخل في واشنطن ولندن اغتنام اللحظة كما فعلوا في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001 قائلين ان لديهم دعما من ضباط كبار في الجيش البريطاني واخرين.
وطالب أخيرا السناتوران الأميركيان الجمهوري جون مكين والمستقل جو ليبرمان الرئيس باراك أوباما بأن يقود فرض منطقة حظر للطيران، وقالا «انه يتعين على الولايات المتحدة أن «تفعل كل ما في سلطتها لتقليل الايام كي يمكننا تخفيف شقاء الشعب الليبي».
ويخشى اخرون من أن يبعث ذلك بالرسالة الخاطئة خصوصا في وقت يتحدث فيه القذافي بنفسه أحيانا عن أن الانتفاضة جزء من مؤامرة خارجية للاطاحة به.
وجرى تجاهل الاحداث التي وقعت اخيراً في العراق في الاوراق التي عرضتها «جمعية هنري جاكسون» وفي جلسة الرد على الاسئلة التي تمت السيطرة عليها باحكام،لكن المتحدثين اعترفوا في ما بعد بأن العراق جعل النقاش أكثر صعوبة.
وقال دانييل كورسكي، وهو زميل رفيع في المجلس الاوروبي للعلاقات الخارجية «هناك قدر كبير من الحساسية المفرطة لدى صانعي السياسة الغربيين بسبب العراق». وكان يتحدث بعد فترة قصيرة من تحذير بأن القذافي اذا لم يتم الحد من خطره فقد تتحول ليبيا مرة أخرى الى دولة ترعى التشدد والارهاب. وتابع: «هناك مخاوف من التورط مرة أخرى في مستنقع في بلد اسلامي».
ويقول أنصار التدخل ان كل شيء يجب أن يكون مطروحا على الطاولة بما في ذلك ارسال أسلحة الى قوات المعارضة واقناع قوى اقليمية مثل مصر وتونس وتركيا بتقديم دعم وربما استخدام قوات برية.
لكن مع ما يتصور أنه حذر من جانب الرئيس أوباما يأمل بعض المشاركين في اجتماع لندن أن يتولى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون القيادة كما فعل بلير مع التدخل الدولي في كوسوفو في عام 1999 وجر واشنطن خلفه.
وفي أعقاب الانتقادات التي وجهت للاستجابة البطيئة لانقاذ رعايا بريطانيين تقطعت بهم السببل في ليبيا وجولة كاميرون في الشرق الاوسط التي جرى ترتيبها على نحو غير ملائم في وقت جولة لمصدري الاسلحة البريطانيين في المنطقة اتخذ كاميرون موقفا متشددا ازاء ليبيا هذا الاسبوع.
وقالت بريطانيا وفرنسا معا الخميس الماضي، انهما ستضغطان لفرض منطقة حظر للطيران. لكن الغالبية يعتقدون أن الرغبة في أي تدخل اخر مقيدة بشدة.
وقلل وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس ورئيس الاركان الاميرال مايك مولن صراحة من شأن احتمال التحرك ويحذران من أن منطقة حظر للطيران قد تتطلب قوات هائلة وهجمات لتدمير الدفاعات الجوية الليبية.
وقال نيكولاس غسوفديف، استاذ دراسات الامن القومي في «كلية الحرب البحرية الاميركية» ان «شهادتهما محاولة لفطام السياسيين عن ذهنية أن هناك خيارات خالية من المخاطر ومجانية».
وأضاف: «اذا كان هناك تدخل فلا ينبغي أن تكون هناك أوهام أنه سيكون خيارا سهلا أو بسيطا».
وبدلا من التركيز على الحرورب التي وقعت في عهود أقرب تتحدث جماعة الضغط المؤيدة للتدخل عن التقاعس عن التدخل أثناء الحرب في البوسنة ورواندا وينعون «فرصة ضائعة» للاطاحة بصدام حسين بعد حرب الخليج 1991.
ويقولون ان الولايات المتحدة وبريطانيا شجعتا الاكراد في شمال العراق وعرب الاهوار في الجنوب على الانتفاضة ضد صدام حسين ليقفا على الحياد بينما قمع صدام الانتفاضتين بعنف.
ويحذر أنصار التدخل من أن السماح للقذافي بأن يفعل الشيء نفسه قد يمنع ظهور الديموقراطية في الشرق الاوسط في لحظة حاسمة ودعا عدد من الليبيين في المنفى الى التدخل وقد اغرورقت اعينهم بالدموع.
وقال برندان سيمس، أستاذ تاريخ العلاقات الدولية في «جامعة كمبردج» ورئيس «جمعية هنري جاكسون»: «في ليبيا قد تخمد نيران الثورة في تونس ومصر. المخاطر كبيرة جدا».
وأضاف أن الغرب تحرك ببطء أكثر من اللازم في العراق.
وتابع: «كان يتعين على الغرب أن يتحرك بسرعة أكبر لاحداث تحول ديموقراطي (...) تمسكنا بالانتخابات وأعطينا انطباعا بأننا سنظل هناك الى الابد».
والاخرون أقل حرصا بكثير. فالولايات المتحدة والقوى الاوروبية أضعف بكثير من الناحيتين المالية والديبلوماسية عما كان عليه الامر في عام 2003 وتلقي الحروب التي وقعت في الاونة الاخيرة بظلال ثقيلة.
«الوهم» كان تعليق ضابط سابق في الجيش البريطاني حضر البيان الصحافي الصادر عن الاجتماع المؤيد للتدخل في ليبيا الذي اتهم أوباما «بالتقاعس مرة أخرى عن واجبه كزعيم للعالم الحر». وأضاف: «لا أحد سيتحرك منفردا بعد العراق وأفغانستان. التدخل العسكري الغربي سيجلب تدخل القاعدة».
 
 


المصدر: جريدة الرأي العام الكويتية

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,522,703

عدد الزوار: 6,953,647

المتواجدون الآن: 59