11 آذار أول جلسة ثم "التصفية" لاختيار البطريرك

مجلس المطارنة أشاد بأعمال صفير و"دفاعه عن الاستقلال"
الأربعاء إقفال الأبواب ويوم واحد رياضة روحية
11 آذار أول جلسة ثم "التصفية" لاختيار البطريرك

حدد مجلس المطارنة الموارنة، وفق ما توقعته "النهار" أمس، يوم الأربعاء المقبل 9 آذار بداية للمجمع الذي سينتخب بطريركاً جديداً خلفاً للبطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، مشيداً بـ"ما قام به غبطته من جليل الاعمال، وكبير التضحيات في سبيل الكنيسة المارونية وجميع ابنائها مقيمين ومنتشرين، وفي سبيل لبنان والدفاع عن استقلاله وحريته ووحدة كل ابنائه".
ومع تحديد موعد المجمع الانتخابي الأسقفي، تنشط التكهنات والتحليلات حيال مَن يكون البطريرك السابع والسبعون خلفاً للبطريرك صفير الذي تبوّأ السدة البطريركية 25 عاماً إلاّ شهراً واحداً، ملأ خلالها الحياة اللبنانية دينامية كنسية ووطنية، وشغل المحافل الدولية أينما حلّ.
وفي معلومات عن طريقة الانتخاب، فإن أبواب بكركي ستقفل اعتباراً من السادسة مساء الأربعاء المقبل، لينصرف الآباء الى التحضير والصلاة، وفق مصادر كنسية، استعداداً للرياضة الروحية التي يتولى إلقاء محاضرات فيها الأب يونان عبيد، وهو من جمعية الآباء المرسلين اللبنانيين، وتستمر هذه الرياضة يوماً واحداً  بعدما اتفق على ذلك، في حين أن الرياضة كانت سابقاً تستمر يومين، تبدأ على الأثر الجلسات الإنتخابية بمعدل جلسة قبل الظهر وجلسة بعد الظهر.
وسيدير هذه الجلسات المطران رولان أبو جودة بصفته أقدم المطارنة عهداً في السيامة الأسقفية العاملين سناً، يعاونه كاهن أمين سر ينتخبه المجمع مساء الأربعاء، اضافة الى انتخاب كاهنين للتدقيق في بطاقات الاقتراع وفرز الأصوات، والكاهنان الأخير ينضمان الى المجتمعين لدى بدء أولى جلسات الانتخاب صباح  الجمعة 11 آذار.
واستناداً الى المادة 5 (ق 72 بند 1)، يكون منتخباً للسدّة البطريركية مَن نال ثلثي أصوات الناخبين (...). وبعد خمسة عشر يوماً، إذا لم يسفر الانتخاب عن نتيجة، يرفع مجمع أساقفة الكنيسة البطريركية الأمر الى الحبر الأعظم الروماني. ولكن هذه الحال شبه مستبعدة، والواضح أن الانتخاب سيتم في المجمع الأسقفي. ويذهب بعض الأساقفة الى القول إن البطريرك الجديد سيعرف خلال أيام معدودة من بدء الجلسات.
وفي المعلومات أيضاً أن لا ترشيحات لمنصب بطريرك، إذ أن هذا الترشيح مخالف لنصوص قانون الكنائس الشرقية، وبالتالي فإن الإنتخاب يحصل وفقاً للطريقة الآتية: يدعو مدير الجلسة (المطران أبو جودة) الى بدء عملية الانتخاب، ويضع كل أسقف ورقة في الصندوقة المخصصة لذلك، ويصار الى عدها والتأكد من عددها، ثم يبدأ الفرز، ويجب أن ينال الفائز بالمنصب ثلثي اصوات الناخبين. وإذا لم يحصل ذلك، تبدأ انسحابات تدريجاً ويستمر من حصلوا على العدد الأكبر من الأصوات في ترشيحهم. وتعاد الكرة حتى تنحصر بمطرانين، أو يصار الى الاتفاق على مطران ثالث بالإجماع كما حصل في المرتين السابقتين مع البطريرك الراحل مار انطونيوس بطرس خريش والبطريرك الحالي صفير.
وفي أي حال، يؤكد أحد المطارنة أن "لا علاقة لأي تيار سياسي بالانتخابات، وأن ما يطرح من أسماء والصاق هذا التيار بهذا المطران أو ذاك انما يراد به "حرق" هذا الاسم أو ذاك إذا صح التعبير"، أو في أحسن الأحوال فإن تداول الأسماء في وسائل الإعلام للحصول على اهتمام القراء، مشيراً الى "أن الآباء يستلهمون الروح القدس في خياراتهم"، ومؤكداً "الخط الوطني السيادي الثابت للبطريركية وللبطريرك".
وعلمت "النهار" أن ثمة ثلاثة مطارنة أو أربعة ربما غابوا لأسباب صحية بينهم المطران جون شديد والمطران يوسف مسعود مسعود، وربما غاب أيضاً المطران هيكتور اسطفان الدويهي. وبذلك يصبح عدد الناخبين بين 37 و 38 مطراناً ويصبح ثلثا الأصوات 26 صوتاً.
ومن دون الخوض في ترجيحات غالباً لا تصح مع المطارنة استناداً الى الانتخابات السابقة، ثمة أسماء يتم تداولها، منها المطارنة رولان أبو جودة وسمير مظلوم وبولس مطر وبولس الصياح ويوسف بشارة وبشارة الراعي ومنصور حبيقة وسمعان عطاالله وأنطوان نبيل عنداري وغي بولس نجيم  ويوسف سويف.
صحيح أن ثمة أسماء متداولة، ولكن يمكن أن ينتخب أي مطران للسدة البطريركية، شرط توافر مؤهلات معينة لحظتها مجموعة قوانين الكنائس الشرقية.

 

وفي عودة الى اجتماع مجلس المطارنة، فقد عقد المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري، في بكركي أمس، برئاسة البطريرك صفير، وأصدروا بيانا تلاه امين سر البطريركية المونسنيور يوسف طوق، هنا نصه:
"في الثاني من شهر آذار سنة 2011، عقد أصحاب السيادة المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري في بكركي، برئاسة صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الكلي الطوبى، وتدارسوا شؤوناً كنسية ووطنية، وفي نهاية الاجتماع أصدروا البيان الآتي:
"1- ان الاحتفال بوضع تمثال القديس مارون في احدى حنايا بازيليك القديس بطرس في روما، في ختام يوبيل 1600 سنة على وفاة هذا القديس، والذي تكرم قداسة الحبر الأعظم البابا بينيديكتوس السادس عشر بمباركته، كان مناسبة لتجديد ولاء الكنيسة المارونية لخليفة القديس بطرس، وتمسكها بوحدة الايمان واستعدادها لمتابعة حمل الشهادة لمن استشهد على الصليب لأجل خلاص البشر. واذ يشكر الآباء قداسته على هذه اللفتة الكريمة، يسألون الله ان يمده بالصحة والعافية ويطيل عمره في خدمة الكنيسة الجامعة. كما يشكر الآباء جميع الوفود التي شاركت في هذا الاحتفال والتي أتت من لبنان والبلدان العربية وبلدان الانتشار، وفي مقدمهم فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية.
2 - في هذه المناسبة، استقبل قداسته صاحب الغبطة وسلمه كتابا يعلمه بقبول الاستقالة التي كان قد تقدم بها، مُكْبِراً "هذا القرار الحر والنبيل الذي يعبر عن تواضع كبير وتجرد عميق، متمنيا ان يستمر غبطته في مرافقة الكنيسة المارونية بالصلاة والمشورة الحكيمة والتضحيات". واذ يشيد الآباء بما قام به غبطته من جليل الاعمال، وكبير التضحيات في سبيل الكنيسة المارونية وجميع ابنائها مقيمين ومنتشرين، وفي سبيل لبنان والدفاع عن استقلاله وحريته ووحدة كل ابنائه، يعربون لغبطته عن شكرهم العميق وتقديرهم الكبير ومحبتهم البنوية، ويسألون الله ان يديمه طويلا ذخرا للكنيسة والوطن.
3 - يعلن الآباء ان سينودس اساقفة الكنيسة البطريركية المارونية سيلتئم لانتخاب البطريرك السابع والسبعين للكنيسة المارونية ابتداء من يوم الاربعاء، التاسع من آذار الحالي، الساعة السادسة مساء، ويطلبون من جميع ابنائهم في الرعايا والاديار مرافقتهم بالصلاة والدعاء واستلهام انوار الروح القدس على مجمعهم، كي يحسنوا اختيار الخلف الصالح لمن كان خير سلف.
4 - مع بدء زمن الصوم الكبير يدعو الآباء جميع أبنائهم وبناتهم الى الاقبال على ممارسة ما يتطلبه هذا الزمن من صلاة وتقشف وتوبة وعمل خير واهتمام بالفقراء والمرضى والمهمشين، عملاً بقول المعلم الإلهي: "كنت جائعا فأطعمتموني، كنت عطشان فسقيتموني، كل ما فعلتموه لأحد إخوتي هؤلاء الصغار فلي فعلتموه" (متى 35/25 -40) ويكون ذلك خير استعداد للمشاركة في آلام السيد المسيح وقيامته".

حبيب شلوق