السفير السوري في بعبدا ·· ومساعٍ لوصل ما إنقطع بين ميقاتي وعون

دمشق: لا تدخُّل في الملف الحكومي اللبناني

تاريخ الإضافة الخميس 3 آذار 2011 - 5:04 ص    عدد الزيارات 3209    التعليقات 0    القسم محلية

        


تحليل إخباري

دمشق: لا تدخُّل في الملف الحكومي اللبناني
 

دمشق - غسان جواد

السفير السوري في بعبدا ·· ومساعٍ لوصل ما إنقطع بين ميقاتي وعون
حظوظ التأليف تراوح ·· إلى ما بعد 14 آذار!
لم يطرأ جديد على صعيد الاستحقاق الحكومي، رغم ان الرئيس المكلف نجيب ميقاتي غاب عن السمع امس، منهمكاً في مشاوراته، باستثناء تأكيد المعلومة التي اشارت اليها <اللواء> امس، بأن عقدة وزارة الداخلية لم تعد مشكلة، وان <العقد الموجودة قابلة للحل>، بحسب ما نقل عن الرئيس ميشال سليمان، لكن من دون ان يعني ذلك، ان الحلحلة باتت قريبة، اقله الى ما بعد 14 آذار، مع احتمال تأخير الولادة الى نهاية آذار، او قبل ذلك بقليل، وإلا فإن الامور تصبح قابلة للتعثر اكثر·

واوضحت مصادر مطلعة بأن القول بأن مهل تأليف الحكومة امام الرئيس المكلف مفتوحة، استناداً الى تجربة تأليف الحكومتين السابقتين اللتين اخذتا قرابة الخمسة او ستة شهور ليس دقيقاً، ولا يعبر عن حقيقة المعطيات السياسية الجديدة، والتي تختلف كلياً عن معطيات تشكيل حكومتي الرئيس فؤاد السنيورة ومن ثم الرئيس سعد الحريري، خصوصاً بعد خروج قوى 14 آذار من عملية التأليف التي باتت محصورة تقريباً في تجربة الرئيس ميقاتي، بفريق سياسي واحد، وبالتالي فإن هذا الفريق سيتحمل - منفرداً - مسؤولية التعثر او التأخير في حال حصل الى ما بعد نهاية آذار، على الرغم من كل الكلام حول انتظار تبلور اجواء المنطقة التي تشهد أحداثاً دراماتيكية خطيرة·

وفيما بدا ان المشاورات والاتصالات سجلت حركة لافتة، من خلال اللقاءات شبه اليومية التي يعقدها المعاونان السياسيان لكل من رئيس المجلس النائب علي حسن خليل والامين العام لـ<حزب الله> الحاج حسين الخليل مع الوزير جبران باسيل على خط عين التينة - الرابية، او اللقاءات التي يعقدها الرئيس ميقاتي بعيداً عن الاعلام ومنها لقاؤه الوزير محمد الصفدي امس كشف مصدر واسع الاطلاع لـ<اللواء> ان بداية حلحلة بدأ يشهدها الملف الحكومي من باب وزارة الداخلية بعدما تبين ان العماد ميشال عون لم يعد يقفل الباب امام مناقشة امكان الا تكون هذه الوزارة من حصته، شرط الا تدخل في حصة الرئيس ميشال سليمان، على ان يكون شريكاً في اختيار الوزير العتيد·

وكشف المصدر أيضاً عن فكرة يجري تداولها لإعادة توزيع الوزرات السيادية تشمل الطوائف الست الكبرى، بحيث تضم وزارتا التربية والعدل إلى الوزارات الأربع المتعارف عليها أنها سيادية، وهي: الداخلية والدفاع والخارجية والمال·

وأوضح أن تحقيق هذه الفكرة من شأنه أن يحل مسألة الوزارة السيادية للعماد عون، إذ تصبح وزارة العدل من حصته، لافتاً، في الوقت عينه، إلى أن عون يرفض حتى اللحظة الإفصاح عن أسماء مرشحيه للحكومة، على رغم أن قيادة <حزب الله> تمنّت عليه مباشرة أن يستجيب لهذا الأمر·

ولادة مرجحة ولفت المصدر إلى أن الحكومة العتيدة قد تبصر النور على الأرجح بين 16 و17 آذار، على أن تكون ثلاثينية، موزعة مناصفة بين سياسيين وتكنوقراط، مشيراً إلى أن الرئيس ميقاتي (كما قوى 8 آذار) يفضّل استئخار الولادة إلى ما بعد الرابع عشر من آذار، كي لا يقدم خبزاً لمائدة قوى الغالبية السابقة التي، وفق مقربين من ميقاتي، ستستهدف الحكومة الجديدة حتى لو كانت من الأبرار· علماً أن هذه القوى (14 آذار) لا تخفي في مجالسها الخاصة اتهام الرئيس المكلّف بأنه تعمّد زيارة مدينة طرابلس قبل التأليف، وليس بعده، كما كان وعد سابقاً، من أجل إفشال التحضيرات الجارية لتأمين حشد شعبي كثيف، يفترض أن يكون معظمه من الشمال، للاحتفال بذكرى 14 آذار في ساحة الشهداء، والذي تقرر أن يكون يوم الأحد في 13 آذار، لأن 14 آذار يصادف يوم اثنين، حيث سيكون معظم الناس في أعمالهم مع بداية الأسبوع، وقد يتعذر حشدهم لهذا السبب·

وتحدثت أوساط وزارية في فريق الأكثرية الجديدة، وعن محاوله يبذلها الرئيس نبيه بري، لفتح ثغرة في جدار الرابية من خلال صيغ يجري العمل على اعتماد إحداها، كاشفة عن إمكان إسناد حقيبة الداخلية إلى جهة محايدة قد تكون لاحد وزراء النائب وليد جنبلاط او النائب سليمان فرنجية (الذي كان رفض الفكرة في حينه) او شخصية عسكرية متقاعدة مقبولة من الرئيس سليمان وعون والرئيس ميقاتي في آن، والا تركها في عهدة الوزير زياد بارود، على ان تسند حقيبة سيادية اخرى الى عون، الا انها اكدت ان اي اتفاق لم يتم حتى الساعة في هذا الشأن، مشيرة الى ان اجتماع اقطاب الاكثرية الجديدة الاربعة لن يعقد الا لتتويج الاتفاق بعد الموافقة النهائية عليه·

وكان عون قد نفى بعد اجتماع تكتل التغيير والاصلاح ان تكون هناك معركة على حقيبة الداخلية، وقال <انا لا انصب على احد، ولكن سيكون هناك اعتداء عليّ اذا لم يعطوني إياها>، مستدركاً بأن <لا احد يستطيع الاعتداء على حقوقي>·

وفهم ان هذا الكلام يعني التسليم ضمناً بالداخلية لسليمان·

وشن عون هجوماً عنيفا على فريق 14 آذار بالنيابة عن حزب الله الذي ما يزال ملتزما الصمت، معتبرا ان هذا الفريق مصاب بالزهايمر جماعية، واعضاؤه فقدوا المصداقية، مشيرا الى ان <الحريري تحالف مع السلاح منذ العام 1990، وكان فرحا به، واليوم استفاق عليه>·

تجدر الاشارة الىان كتلة <المستقبل> النيابية اكدت بعد اجتماعها الاسبوعي، برئاسة الرئيس السنيورة، على دعمها للموقف من سلاح <حزب الله> الذي قالت انه <اثبت في اكثر من تجربة انه اصبح سلاحاِ غير شرعي موجهاً الى صدور اللبنانيين، وبات يستخدم للتأثير على رأي وإرادة المواطنين السياسية والوطنية، كما يجري توظيفه في لجة الصراعات والخلافات الاقليمية، واكدت ايضاً على حقها الدستوري في المعارضة والممارسة الديمقراطية في مواجهة محاولات الارهاب والترهيب وتشويه الحقائق، مكررة التحذير من اللجوء الى تصرفات احادية او كيدية او انتقامية·

<بعبع> المحكمة الى ذلك، قال المصدر الواسع الاطلاع لـ <اللواء> ان <حزب الله> والتيار الوطني الحر> وحلفاءهما يعتبرون انهم تخطوا عمليا <بعبع> المحكمة الدولية والقرار الاتهامي لجملة عناصر اهمها انهم اضحوا السلطة وان المخارج اكثر من متوافرة، منها اعلان الحكومة عدم قدرتها على تسليم الاشخاص الذين سيشملهم القرار الاتهامي لعدم توافر سجلاتهم الشخصية او ببساطة لعدم التمكن من ايجادهم كي يبلغوا القرار·

ولفت ايضا الى ان الحزب مصر في الحكومة الجديدة على تثبيت ملف الشهود الزور والسير في الطرائق القضائية اللازمة لهذه الغاية·??

واشار الى ان <حزب الله> في موازاة هذا المخرج الاكثر رجحانا للاشخاص المحتمل ان تطلب المحكمة الدولية مقاضاتهم، حضّر ملفات قانونية عبر مكاتب حقوقية عريقة لابطال اجراءات المحاكمات الغيابية تأسيسا على تجارب سابقة في المحاكم الدولية الخاصة، ومنها محكمة يوغوسلافيا السابقة، على ان يطلب الحزب من الحكومة العتيدة ان تخاطب الامم المتحدة لاعادة النظر في الاتفاقية الموقعة بينها وبين لبنان انطلاقا من بنود واردة في الاتفاقية نفسها والتي تتيح -برأي <حزب الله>- اعادة النظر في احكامها، وليس بالضرورة الغاؤها، مع الاشارة الى ان الملف القانوني المرتبط بهذا المسعى اضحى جاهزا، والى ان هذا المسار يستوجب حكما ان يكون وزير العدل من حصة الثامن من آذار·

رسالة طنطاوي من جهة ثانية، أوضح مصدر رسمي ان لقاء الرئيس سليمان بالسفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي، كان بناء على وعد سابق طلبه الدبلوماسي السوري، قبل زيارة رئيس الجمهورية إلى الكويت،

حيث التقى على هامش إحتفالاتها بالعيد الوطني، عدداً من الرؤساء العرب، في مقدمهم الرئيس بشارالأسد، مؤكداً بأن اللقاء كان ممتازاً·

ولفت المصدر في المناسبة، ان الرئيس سليمان تلقى أمس رسالة خطية من رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر المشير حسن طنطاوي من 30 سطراً، نقلها اليه السفير المصري في لبنان أحمد فؤاد البديوي، أكد فيها طنطاوي، ان مصر ستبقى في الفترة الإنتقالية التي تعيشها حالياً، متمسكة بكل التزاماتها وتعهداتها الاقليمية والعربية، وهي حريصة على العلاقة المتميزة مع لبنان، وعلى كافة المستويات·

 


 

 

 

من المؤكد ان <الملف اللبناني> حاضر دائما في احاديث المسؤولين السوريين عن الوضع العربي عموما، وعن العلاقات العربية - العربية واللبنانية - السورية في ظل التحولات الكبرى التي تشهدها المنطقة العربية بدءا بشمال افريقيا وصولا الى اليمن والبحرين وعمان في الخليج· ثمة ثوابت سورية في لبنان <يثابر> على تكرارها المسؤولون السوريون وعلى رأسها <حماية المقاومة> من مشاريع استهدافها الداخلية والخارجية بمعزل عن علاقة دمشق بالقوى السياسية على المستوى

الداخلي· والى جانب موضوع المقاومة ثمة حرص سوري ظاهر على عدم الدخول في <التفاصيل> اللبنانية وعدم الخوض في مختلف المحاولات اللبنانية لدفع دمشق الى المبادرة على صعيد الملف الحكومي العالق· وفي هذا السياق تؤكد مصادر سورية مسؤولة <ان دمشق لا تتدخل اطلاقا بالشأن الحكومي ولا تعرف شيئا عن الاسماء والحقائب وتوزيعها وعن العقد التي تبرز امام عملية التأليف، وهذا الامر تؤكده جملة امور من ابرزها:

اولا: عدم وجود اي تواصل سوري مباشر مع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي الذي لم يزر سوريا بعد منذ تكليفه الامر الذي تضعه القيادة السورية في خانة عدم الضغط عليه بشكل مباشر في شأن عملية التأليف وعدم تحميله المزيد من الضغوط في هذا الشأن ترجمة لقرار سوري على اعلى المستويات يقضي بعدم التدخل في التفاصيل الحكومية وترك الموضوع في يد اللبنانيين وحدهم وفي يد الرئيس المكلف للتعامل كما يرى مع الوقائع التي تقف مانعا دون الاسراع في اعلان التشكيلة·

ثانيا: عدم وجود تواصل جديد او جدي بين القيادة السورية والقيادة السعودية في الشأن اللبناني بعد انتهاء مساعي الرياض ودمشق في محاولة ايجاد صيغة توافق لبنانية للتعامل مع الازمة اللبنانية المفتوحة منذ خمس سنوات· وفي هذا المجال تؤكد المصادر ان علاقة دمشق بالمملكة ليست مرتبطة بملف عربي واحد انما ترتبط بعدد وافر من الملفات العربية والتي استجدت منذ مطلع العام الحالي بعد الحراك الشعبي والتحولات التي تجري· ولم تنف المصادر او تؤكد امكان قيام الرئيس بشار الاسد بزيارة تهنئة لخادم الحرمين الشريفين في وقت قريب مرجعة الامر الى وجود قنوات تواصل قوية بين الدولتين للحديث عن الوضع العربي بشكل عام·

ثالثا: سوريا المطمئنة جدا الى وضعها الداخلي والتي تنظر الى <الانظمة التي سقطت> من باب عدم استجابتها لمطالب شعوبها بالوقوف في محور المقاومة والممانعة لا تكف عن استقبال الوفود والمبعوثين الاميركيين الذين يحرصون منذ مدة على الوقوف على وجهة نظرها ورأيها في كل ما يجري على صعيد المنطقة، وهي تراقب باهتمام وحذر كل ما يجري في العالم العربي ولا تغلّب ملفا على ملف اخر في انتظار ما ستنجزه الشعوب في ثوراتها وما ستنتهي اليه هذه التحولات/ هذا مع العلم بأن دمشق ترحب بكل حراك شعبي نابع من صميم الشعوب وحاجاتها ومطالبها، لكنها تخشى ان الدخول الاميركي - الاسرائيلي على خط الثورات لافسادها او حرفها عن مسارها، وهنا يقع الملف اللبناني من وجهة نظر دمشق في اطار مواجهة كبرى تخوضها الشعوب وانظمة المقاومة والممانعة ضد التدخلات الاميركية الاسرائيلة في الشؤون الداخلية العربية ومحاولة زرع الفتنة والشقاق وضرب مواطن القوة عند هذه الشعوب ومنها وعلى رأسها بحسب دمشق ضرب <مشروع المقاومة> الذي يبدو انه لا يزال الخيار الانجع لمواجهة كل الاستهدافات التي تتعرض اليها المنطقة وفي صلبها لبنان·

عدم التدخل السوري المباشر في الشأن الحكومي لا يعني ان دمشق لا تراقب الاوضاع اللبنانية، وهي تخشى بأن يكون <اعلان الحرب> على سلاح المقاومة من الداخل اللبناني هو بمثابة انطلاق الصفارة الاميركية في لبنان للشروع في مواجهة سوريا ومحور الممانعة عبر اثارة اكثر المواضيع حساسية بالنسبة لهذا المحور، وتلفت المصادر السورية المسؤولة الى ان التعاطي بسلبية مع هذا الملف يضع لبنان في منطقة بالغة الحساسية على الصعيد السياسي والامني لأنه يمثل نقطة ارتكاز اساسية في مواجهة المشروع الاميركي المتجدد والمراهن في لبنان وغيره على الفتنة والتقسيم واذكاء النزاعات بين ابناء الوطن الواحد ليس في لبنان وحسب بل في كل المنطقة العربية التي تتعرض لزلزال قوي· وفي هذا السياق تنصح المصادر السورية بالتروي والتحوط في <اطلاق الشعارات> التحشيدية وذات البعد المحلي الصرف، لأن من شأن اثارة ملفات حساسة بطريقة <مجانية> و<شعبوية> ربما يرتد سلبا على كل الواقع اللبناني والعربي ولا يخدم سوى المتربصين بلبنان والمنطقة العربية والطامحين الى اعادة الامور الى الوراء على اكثر من صعيد ومنها العلاقات اللبنانية - السورية·

سوريا التي خرجت في العام 2005 من لبنان، والتي خاضت مواجهة مع الغرب والمجتمع الدولي على اكثر من جبهة، والتي استعادت الكثير من الاوراق التي فقدتها في السنوات الست الماضية لا تزال على ثوابتها في الشأن اللبناني مع ملاحظة انها لا تريد الدخول في التفاصيل ولا تستجيب لكل الدعوات اللبنانية وغير اللبنانية التي تطالبها بالتدخل المباشر، ذلك ان ذلك الزمن قد ولّى ودمشق تجد في حلفائها وعلى رأسهم حزب الله والعماد ميشال عون وغيرهم خير ممثل اليوم لطموحاتها بما يخص الوضع اللبناني وتعقيداته·


المصدر: جريدة اللواء

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,137,897

عدد الزوار: 6,936,417

المتواجدون الآن: 94