شباب عراقيون يعدّون لـ"يوم غضب" في ساحة التحرير

تاريخ الإضافة الإثنين 14 شباط 2011 - 4:07 ص    عدد الزيارات 3695    التعليقات 0    القسم عربية

        


شباب عراقيون يعدّون لـ"يوم غضب" في ساحة التحرير
 

  بغداد- من فاضل النشمي:
لم يستبعد الكثير من  العراقيين ان تكون الخطوة التي اقدمت عليها السلطات العراقية الاسبوع الماضي، والمتمثلة باغلاق جسر الجمهورية الذي يربط بين ساحة التحرير في الباب الشرقي وسط بغداد، وبين المنطقة الخضراء مقر القادة والمقرات الحكومية،  خطوة احترازية للحيلولة دون عبور الشباب المحتجين في ساحة التحرير الى المنطقة الخضراء في "انتفاضة يوم الغضب العراقي" التي يعد لها للانطلاق في 25 شباط الجاري، اذ ينشط الكثير من المواقع الالكترونية وموقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" في التروج والدعوة اليها.
ومن الواضح، ان الداعين الى الانتفاضة الموعودة، حاولوا محاكاة اقرانهم المصريين من حيث اختيار الوقت والمكان، ومثلما كان 25 كانون الثاني وميدان التحرير وسط القاهرة زمان ومكان انطلاق احتجاجات شباب مصر التي ادت الى تنحي الرئيس حسني مبارك، يتطلع منظمو "يوم الغضب" الى تغيير الاوضاع السيئة القائمة في العراق.
  غير ان قيادة عمليات بغداد المشرفة على امن العاصمة تقول ان اغلاق الجسر كان بهدف اجراء اعمال الصيانة عليه.
 وسواء صح ظن الناس او اقوال عمليات بغداد، فإن ما يحدث اليوم في مصر ومن قبلها في تونس ترك آثاره المحفزة للكثير من المواطنين العراقيين للخروج والتظاهر، سواء ضد الحكومة المركزية في بغداد، او الحكومات المحلية في مختلف محافظات العراق احتجاجا على الفساد وسوء الخدمات والخلل الكبير في توزيع البطاقة الغذائية.
  وكان المئات تظاهروا الاسبوع الماضي في بغداد ومختلف المحافظات العراقية مطالبين بتوفير فرص عمل وتحسين الخدمات والبطاقة التموينية والحد من انتهاك الحريات.

 

  بيان الحكومة

 وفي خطوة من الحكومة العراقية لتلافي الاثار السلبية المحتملة للاحتجاجات الشعبية ومحاولة تطويق الازمة المتنامية واحتوائها، قرر مجلس الوزراء العراقي تخصيص مبلغ 15 الف دينار عراقي لكل مواطن تعويضاً عن عدم وصول الكثير من البطاقات التموينية.
وفي آخر تطور في موضوع "الحصة التموينية"، اصدر مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي، بيانا اكد فيه "حرص الحكومة على تأمين وصول البطاقة التموينية  إلى جميع المواطنين من أفضل المناشئ العالمية، وبذل أقصى جهد لسد النقص الحاصل في الحصة التموينية".
وكان المالكي اعلن الاسبوع الماضي خفض راتبه الشهري الى النصف، في محاولة لامتصاص النقمة الشعبية الواسعة النطاق على الاجور التي يتقاضاها المسؤولون الكبار في البلاد.
  غير ان محاولة المالكي احتواء الازمة، لم تثنِ بعض مساعديه والمقربين منه عن توجيه انتقادات لاذعة الى الجهات المحركة للاحتجاجات الاخيرة. وفي هذا الصدد حذر القيادي في حزب الدعوة وعضو ائتلاف "دولة القانون" حيدر العبادي من محاولة " بعض القوى اللعب بهذا الملف الخطير من طريق جعل النزاع داخل الشارع العراقي، ولا بد للجميع من التمسك بحكومة الوحدة الوطنية".

 

 رجال دين

 ما يحدث في مدن عراقية كثيرة وجد له صدى في خطب الكثير من رجال الدين الشيعة وخصوصا في النجف، اذ شن ممثل المرجع الديني الشيعي الاعلى علي السيستاني هجوماً غير مسبوق على الحكومة في خطبة الجمعة، عازياً النقص الحاصل في الخدمات وخصوصا في ايصال البطاقة الغذائية الى المواطنين، الى  ما سماه "صراع بين لصوص وحيتان لا تشبع".
 في اي حال، ان حماسة شباب مصر واطاحتهم النظام، دفعت العديد من المناطق الى الخروج بتظاهرات واسعة احتجاجا على الاوضاع المتردية للخدمات والبنى التحتية. وفي هذا الاطار خرج العشرات من المتظاهرين الجمعة  في شارع المتنبي وسط بغداد للمطالبة بمزيد من الحريات وتحسين الخدمات. ورفع المتظاهرون الذين يمثلون مجموعتين من مستخدمي صفحات التواصل الاجتماعي "فايسبوك" لافتات تقول: "يا سكان المنطقة الخضراء فكروا بغيركم" و"انتبهوا الى مصير الديكتاتوريات العربية وثورات شعوبها".
 الا ان البعض لا يحبذ مقارنة ما يحدث في مصر بما حدث ويحدث في العراق، وفي هذا السياق يقول الكاتب والاعلامي عمار السواد ان ما حصل في مصر وتونس قد لا يحصل في العراق "إما لانه لا داعي له مع وجود صندوق اقتراع، واما لأن تداعياته خطيرة على العراق الذي يمتلك فيه المدنيون كميات كبيرة من السلاح وفيه ميليشيات وتنظيمات ارهابية اخرى".
 

بغداد – فاضل النشمي     


المصدر: جريدة النهار

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,581,796

عدد الزوار: 6,902,293

المتواجدون الآن: 93