قمّة لبنانية - سورية طارئة·· وأمير قطر في دمشق لمنع الإنفجار

تاريخ الإضافة السبت 22 كانون الثاني 2011 - 7:11 ص    عدد الزيارات 3175    التعليقات 0    القسم محلية

        


قمّة لبنانية - سورية طارئة·· وأمير قطر في دمشق لمنع الإنفجار
الحريري يردّ على المعارضة: مستمرّ بالترشيح ولنحتكم الى الدستور لا إلى الشارع
الإستشارات الإثنين ترجّح كرامي بأصوات جنبلاط وتُبعِد شبح الفتنة

  الرئيس الحريري يوجّه كلمته مساء أمس من بيت الوسط إلى اللبنانيين (تصوير: جمال الشمعة)

كتب المحرر السياسي: مَنْ ينفخ في نار <الفتنة> في لبنان؟ ومَنْ يستطيب ترتيب ملفاته على طاولة الملفات الساخنة، في عموم الشرق الاوسط، من لحم اللبنانيين ودمائهم؟
ميشال عون: صيف وشتاء على سطح واحد؟!
دأب النائب العماد ميشال عون على توزيع الاتهامات ضد خصومه السياسيين مستخدماً الفاظاً وعبارات غير مألوفة في القاموس السياسي، وامس، حاول جنرال الرابية بشكل أو بآخر ان يتناول الطائفة السنية لانها كما قال تريد ان تفرض علينا شخصاً كالرئيس الحريري، مستخدماً ايضاً اسلوباً غير لائق· فإذا كان النائب عون لا يؤيد عودة الرئيس الحريري الى رئاسة الحكومة فهو حر في رأيه وموقفه، اما ان يملي على الطائفة السنية التي اجمعت على شخص الحريري، ما لا تريده، فهذا امر مرفوض شكلاً ومضموناً، ومن يعتقد النائب عون نفسه حتى يتطاول وبهذا الاسلوب على الطائفة السنية ويفرض عليها من يمثلها في الحكم، وهذا الموقف المستهجن الذي طالعنا به عون يدفعنا الى سؤاله هل ان الطائفة السنية اعترضت مرة على زعامته المسيحية او تناولت هذا الامر من قريب او من بعيد، فكيف يسمح لنفسه حتى يتدخل في شؤون الطائفة السنية ويفرض عليها من يمثلها في السلطة·

ولماذا الرقص على أوتار الخلافات، وإظهار <العضلات> من باب القدرة على الغلبة، ورسم السياسات في لبنان بقوة الحديد والنار، في لعبة مأساة؟ تمتد من سنوات التمديد المشؤومة وحصائلها من الاغتيالات والقتل، وتخريب عمل المؤسسات، واضاعة الفرص امام فرص العمل والنمو ودفع النهضة الى التنمية والاستقرار، فيصير لبنان ملاذاً للأمن والاستقرار، بدل ان تحوّله <الاهداف السوداء> الى ساحة لتصفية الحسابات بدءاً من ترويع التلامذة والاطفال، وتهريب رؤوس الاموال، ووضع الاستقرار على أسنة رماح <حرب العملات> الدولية؟

في مهب الاجابات الحاضرة الغائبة عن هذه التساؤلات وجد اللبنانيون انفسهم وجهاً لوجه امام الحقيقة المرة: الجهود العربية، الجهود القطرية - التركية، <اقتراح لجنة الاتصال الدولية> التي طالب بها قصر الاليزيه، كلها ترنحت والاسهل كان على القائمين بها الاعلان عن <تعليق الجهود المشتركة> كما فعل وزيرا خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، وتركيا احمد داود اوغلو، اللذان غادرا على امل مواصلة الاهتمام من الخارج·

في لعبة <تمرير الوقت> الممقوتة وفي استنساخ اساليب <المناورات الخبيثة> و< الخدائع البوليسية> دفعت المعارضة بآخر اوراقها المكشوفة والمعروفة: لا عودة للرئيس سعد الحريري الى السراي الكبير، مع العلم ان الرجل ما يزال في السراي الكبير ولو في حكومة تصريف الاعمال، التي كانت سابقاً حكومة وحدة وطنية، قُبلت على الرغم من التوقع المسبق لما آلت اليه تجربتها <الكارثية> على الوحدة والميثاق والدستور·

عند هذا الحد، خرج الرئيس الحريري، بوصفه رئيساً لأكبر كتلة في مجلس النواب تتعدّى إلى 46 نائباً، وبوصفه رئيساً لواحد من أكبر التكتلات السياسية في البلاد، والممثل الأقوى للمسلمين السنة في ميثاق إدارة الدولة، ومؤسساتها بعد الطائف، عند السابعة من مساء أمس ليعلن جهاراً ونهاراً علي الرأي العام اللبناني، والعربي، والدولي خلاصة موقفه مما جرى، وما يجري:·

1 - <إن نقطة دم واحدة تسقط من أي لبناني، هي أغلى عندي من كل مواقع السلطة>· قال الحريري لا للفتنة، ولا لسفك دماء اللبنانيين، مسلمين او مسيحيين، فالمسؤولية الوطنية والاخلاقية، تعني ملاقاة الرجل إلى هذا <الموقف الكبير>، برفض هدر دماء العباد، على مذبح مصالح لا تمت للبنان واللبنانيين بصلة·

2 - <لن نذهب إلى الشارع، لأننا في الأساس اخترنا الذهاب إلى المؤسسات>، فمن يريد الشارع، وهل حفلة <الترويع> التي ذهب إليها <حزب الله> صبيحة الثلاثاء الماضي، خياراً بديلاً عن المؤسسات، التي ليست حكراً على جهة أو طرف؟!·

3 - <الاحتكام إلى الدستور، ولا ضيم علينا، في أن نتقبل النتائج السياسية لأي مسار ديمقراطي، حتى ولو كانت هذه النتائج تحصل بفعل موجات متتالية من الضغوط>، فهل ثمة أصرح وأنبل من موقف يرفض لعبة الشارع والفتنة، ويجعل المؤسسات التحكيمية في حل الخلافات، حتى ولو كانت من نوع <الخلاف الحاد> على مآل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والقرارات المفترض صدورها عنها؟!·

4 - والاهم ما قاله الرئيس الحريري عن المساعي الأخوية والصديقة المشكورة: الأمانة توجب علي أن أتوجه إلى الجميع من كل الأطياف والاتجاهات، لأقول لقد ارتقينا في تعاملنا، مع كل المساعي، لا سيما المساعي السعودية - السورية، ثم مع الجهود التركية - القطرية، ارتقينا إلى مستوى الشهادة الكبرى التي يمثلها الرئيس الشهيد رفيق الحريري·

هنا تبلغ المرارة حدها: ابن الضحية، الشهيد الكبير يقارب التسوية، من هذه النقطة بالذات، إذا كان الرئيس الشهيد دفع دمه من أجل وطنه، وتقدمه، وعيشه المشترك، واستقلاله، فهو على استعداد للتضحية ايضاً من اجل الأهداف نفسها، ومع ذلك، جاء الرد برفض الرجل والتعامل معه في رئاسة الحكومة التي يتعيّن عليها إنجاز التسوية على المستوى الدستوري وعبر المؤسسات؟

5- <لا أشعر في هذه الساعات، أننا أمام حائط مسدود، بل خلاف ذلك أشعر أن المسؤولية الوطنية، توجب عليّ، العمل على إيجاد ثغرة كبيرة في هذا الحائط>··

و،استتباعاً، يبحث الرئيس الحريري، المحاصر بكل أنواع الظلم، عن المخرج، ولكن عبر المسار الدستوري··

6- وما هو المسار: إنه الاستشارات النيابية، التي ستجري الاثنين، شرط ألا تصبح <العملية الديمقراطية رهينة لإرادة الشارع>·

قالها الرئيس سعد الحريري <أنا مرشح لرئاسة الحكومة من كتلة نواب المستقبل وسائر الحلفاء>، مستعيداً بانوراما الحرب الأهلية، وصولاً إلى تجربة والده الرئيس الشهيد <الفتى العربي الأحلام>··· <ولقد اغتالوه لكنهم لم يتمكنوا من اغتيال روح العيش المشترك بين اللبنانيين>··

7- حاصل الموقف المكمّل: الفتنة ليست هي الثمن المطلوب للحقيقة وللعدالة <لعن الله من يوقظها ويتسبّب بها>··

بمرارة وشعور بالظلم، يُعلن الحريري الإبن إصراره على <مواصلة المسيرة> في المجلس النيابي، والحياة السياسية وتيار المستقبل··

وتبلغ المرارة والشعور بالضيم حدّ استذكار كلمة والده عندما أعلن مغادرة رئاسة الحكومة عام 2004: <أستودعكم الله جميعاً> مضيفاً إليها لآية <ولا تحسبنّ الله غافلاً عما يعمل الظالمون···>·

واعتبرت أوساط سياسية كلام الحريري بمثابة استعادة للمشهد السياسي الذي كان سائداً في العام 1998 عند بدء ولاية الرئيس السابق إميل لحود، وفي خريف العام 2004 عند التمديد له، بكل ما حفلت به تلك المرحلة من صعوبات وتحديات داخلية وخارجية، خاصة على صعيد المواجهة المحتدمة حالياً بين محور دمشق - طهران و<حزب الله> مع المجتمع الدولي والتي أخذت الوضع اللبناني ساحة لتصفية صراعاتها·

كرامي وجنبلاط في دمشق قبل موقف الحريري الذي اعتبرته المعارضة بمثابة <تسليم> للاحتمالات المرتقبة في المرحلة السياسية، تلاحقت التطورات في الساعات الأخيرة على أكثر من صعيد محلي وعربي وإقليمي، كان أبرزها توقف المساعي القطرية والتركية، بعدما فشل الوزيران في تحقيق اختراق للأزمة، والحصول على موافقة <حزب الله> والمعارضة على الورقة التي قدماها والتي يتضمن أحد بنودها ترشيح الحريري لرئاسة الحكومة من خلال ما يتمتع به من الأكثرية، إلى جانب التزامات بتسهيل عمل الحكومة وتعاون الوزراء لإنطلاق عملية بناء الدولة· ثم تبع ذلك زيارتين سريعتين قام بهما كل من الرئيس عمر كرامي والنائب وليد جنبلاط الى دمشق، حيث اعلن جنبلاط بعد عودته <انحيازه لمصلحة لبنان بالتنسيق مع سوريا والتصويت الى جانب مرشح المعارضة في الاستشارات النيابية وهو الرئيس كرامي·

وأشارت معلومات أولية ان جنبلاط تعهد بتوفير 9 أصوات للمعارضة خلال الاستشارات أو على الاقل سبعة أصوات في حال امتنع بعض كتلته عن التسمية أو كانوا خارج لبنان·

وسيقعد جنبلاط ظهر اليوم مؤتمراً صحافياً في منزله في كلمنصو يعلن من خلاله موقفه من المستجدات·

وبحسب مصدر مقرّب من جنبلاط، فانه اتخذ هذا الموقف لتفادي خيار الشارع، ولا سيما أنه أبلغ شخصياً أن المعارضة حددت الساعة صفر منتصف ليل الخميس - الجمعة لبدء تحركات في الشارع في حل لم تحسم المختارة خيارها في فترة أقصاها أولى ساعات مساء أمس·

وكشف مصدر واسع الاطلاع لـ <اللواء> انه بإنضمام الاصوات الجنبلاطية الثمانية اضافة الى صوت النائب نقولا فتوش، تميل كفة الرئيس عمر كرامي الذي ستسميه قوى الثامن من آذار بأرجحية 66 صوتا في الاستشارات النيابية يومين الاثنين والثلاثاء المقبلين·

واوضح ان جنبلاط ابلغ رئيس حكومة تصريف الاعمال بقراره المستجد، قائلا له انه تعرض لتهديد مباشر بأنه في حال تخلف عن اتخاذ القرار المناسب فإن تحركات سيشهدها الجبل (من داخله ومن خارجه) وصولا الى المختارة، والرسالة ستكون واضحة وقاسية·

واكد المصدر ان قوى الثامن من آذار ستمضي، بعد تسمية كرامي، في تشكيل حكومة حتى لو رفض تيار <المستقبل> وحلفاؤه المشاركة فيها·

وقال: ان قوى الثامن من آذار تملك خريطة عمل شبه منجزة لمسار الحكومة الجديدة، تبدأ بفتح عدد من الملفات القضائية المرتبطة بالاعوام الخمسة الفائتة، في مقدمها تملك سوليدير 330 الفا متر مربع عبر ردم البحر بين مجمع بيال للمعارض وفندق سان جورج·

ورجحت مصادر مطلعة عقد قمة لبنانية - سورية في خلال اليومين المقبلين، وقبل موعد الإستشارات الذي بات مرجحاً بقوة، بعدما انتفت الحاجة إلى تأجيلها·

ومساء عقدت قيادة قوى 14 آذار اجتماعاً استثنائياً في بيت الوسط، تداولت خلاله في المستجدات السياسية والوطنية والمآل التي بلغتها الجهود العربية والصديقة في شأن تقريب وجهات النظر وحماية متطلبات الإستقرار في لبنان·

ونبهت القيادة جميع اللبنانيين الى المحاولات الجارية لوضع اليد على السلطة السياسية عن طريق الضغط·

واكدت قيادة 14 آذار على المشاركة بموقف موحد في الاستشارات النيابية المقررة يوم الاثنين المقبل يقضي بتسمية الرئيس سعد الحريري لتشكيل الحكومة العتيدة·

وقررت القيادة ابقاء اجتماعاتها مفتوحة لمواكبة التطورات واتخاذ المواقف في شأنها·

 


المصدر: جريدة اللواء

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,785,933

عدد الزوار: 6,914,905

المتواجدون الآن: 117