سعيد لـ"النهار": لا 14 ولا 8 آذار بل قتلة في مواجهة ضحايا

دائرة مقفلة وحكومة مطوّقة بشبه استحالات.. الحريري و"حزب الله": الرفض عميق ومتبادل

تاريخ الإضافة الأربعاء 19 كانون الثاني 2011 - 5:49 ص    عدد الزيارات 2580    التعليقات 0    القسم محلية

        


دائرة مقفلة وحكومة مطوّقة بشبه استحالات الحريري و"حزب الله": الرفض عميق ومتبادل

من  "مساوئ" إرجاء الاستشارات النيابية للتكليف برئاسة الحكومة إنها قد تفتح الأبواب على حوادث أمنية وربما "تصفيات" لتعديل ميزان القوى النيابية عددياً. خشية عبّر عنها كلُّ بطريقته النائب سليمان فرنجية والدكتور سمير جعجع  وتجد مبرراتها في تجارب الماضي بعد الـ 2005، ولكن يمكن التحوّط لها بتدابير احترازية على غرار التجربة السابقة .
من "المساوىء" أيضاً إن تكليف الرئيس سعد الحريــــري تأليف الحكومة مجدداً بات على أكف مشـــــاريع تفاهمات كبيرة قد يصعب التحـكم فيـــــها، مثل المشــــروع الذي حمــــله إلى دمشق رئيس الــــوزراء التركي رجب طيب أردوغــــــان وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والمتضمـــــن بحسب معـــــــــلومات أولية متقـــــاطعة "رزمة حل" تقوم على الآتي :
-  تكليف الحريري رئاسة الحكومة الجديدة بنتيجة الإستشارات النيابية المائلة لمصلحته بفعل موقف رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط المخيّب لرهانات قوى 8 آذار عليه.
-  تأليف الحكومة ( من غير خوض في معايير هذا التأليف وحساباته وتعقيداته الهائلة ).
- تطبيق "إتفاق السين- سين" الذي أيدته قمة دمشق السورية – التركية – القطرية في بيانها الختامي، وكان تحدث عنه الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أول من أمس بنقاطه الثلاث: وقف مساهمة لبنان في تمويل المحكمة الدولية، سحب القضاة اللبنانيين منها، ووقف بروتوكول التعاون معها. وهذه القضية مركزية بالنسبة إلى الحزب إلى درجة ان قيادته تقبل بعودة الحريري إلى رئاسة الحكومة بعد "مرحلة إنتقالية" إذا جاز التعبير، تستمر أسابيع قليلة ولكن كافية كي تتولى حكومة برئاسة الرئيس عمر كرامي، أو غيره إذا اقتضى الأمر إقرار هذه النقاط الثلاث.
علماً أن كرامي كما ذكر قريبون منه كان قد اشترط ضمان عمر افتراضي مقبول لحكومته كي يقبل برئــــــاستها فلا ترحل بعد أيـــــام قليلة من تشكيلها في تكرار لتجربتي حكومتي الراحلين أمين الحافظ ونور الدين الرفاعي .
أما إذا تعذر على قيادة الحزب توفير الظروف لتشكيل حكومة من المعارضة فإن هذه القيادة مستعدة لتقديم كل التسهيلات الممكنة لحكومة مختلفة وإن برئاسة الحريري، شرط أن يتجاوب في النقاط الثلاث المذكورة.  
بالطبع سيكون صعباً على نجل الرئيس رفيق الحريري القبول بالسير في مشروع مقاطعة المحكمة التي ناضل ورفاقه في سبيل إنشائها حتى لو كانت ستستمر كقطار ولا شيء يوقفها، وحتى لو قال مطلعون في الطرف الآخر الذي ينازع الحريري في السياسة إنه سبق أن قبل بهذا الإتفاق ثم تراجع فلماذا لا يقبل مجددا. كلام يرفضه على الإطـــــلاق قريبون من الحريــــــري ويلفتـــــــون إلى شبه استحالات متبادلة للإتفاق على تأليف حكومــــــة بين قوى 14 آذار و8 آذار، أقله على المدى المنظور وفي المعطيات الحالية، منها على سبيل المثال ان "حزب الله" يرفض أكثر من أي يوم مضى حكومة لا تتعهد في بيانها الوزاري إحالة قضية "شهود الزور" على المجلس العدلي.
وغايته أن تكون محكمة لبنانية عليا في مقابل المحكمة الدولية، وأن يقابل كل اقتراب قضائي دولي من الدائرة المحيطة بالسيد نصرالله اقتراب قضائي من الدائرة المحيطة بالرئيس الحريري.
وغني عن القول إن  الرئيس الحريري الذي رفض وفريقه إحالة قضية "شهود الزور" على المجلس العدلي سيرفض هذه الإحالة  أكثر بعد صدور القرار الإتهامي على أساس أن هذه المسألة أصبحت نهائياً في عهدة المحكمة الدولية ولا شأن للسلطات القضائية اللبنانية بها.
 كذلك ليس وارداً بعد اليوم عند "حزب الله" القبول بأقل من "ثلث معطل" واضح وبلا لبس إذا فرضت عليه الظروف القبول بحكومة يرئسها الحريري.
في المقابل ليس وارداً عند الحريري القبول بتكرار تجربة الثلث المعطل، خصوصا بعد إسقاط حكومته في الشكل والظروف التي أسقطت بها.  
وليكتمل إقفال الدائرة لن يكون رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، الحليف الرئيسي لـ"حزب الله" والذي سلّفه الكثير، معنياً بالمشاركة في حكومة لا تضم حصته فيها وزارتي الداخلية والدفاع، وقد أبلغ هذا الموقف إلى معنيين ومهتمين في الداخل والخارج. 
 

إيلي الحاج    

 

 
 

"غزة 2 في بيروت لا أفق لها ولا نتيجة"
سعيد لـ"النهار": لا 14 ولا 8 آذار بل قتلة في مواجهة ضحايا

مرحلة جديدة تبدأ في لبنان اعتباراً من تسليم القرار الاتهامي الذي اعده المدعي العام للمحكمة الدولية دانيال بلمار الى قاضي الاجراءات التمهيدية دانيال فرانسين، مرحلة تختلف عن سابقاتها في الامس القريب والبعيد، بل غير مسبوقة في تاريخ لبنان، باستثناء ما قامت به اسرائيل من جرائم في اعتداءاتها على لبنان، اذ توجه فيها اصبع الاتهام الى طرف او اطراف محددين للشك في تورطهم في جرائم معينة. هذه هي الخلاصة التي تراها قوى 14 آذار في محصلة التطورات المتعاقبة في سرعة التي اختتمت الاسبوع الفائت على استقالة وزراء 8 آذار وتطيير حكومة الرئيس سعد الحريري الاولى. وفي رأي قوى 14 آذار ان المرحلة الجديدة انما تنهي حقبة طويلة من التطورات بدأت العام 2005 مع اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه ولاحقاً التنكيل بأركان 14 آذار واحداً تلو الاخرى، ما ادى الى سقوط قافلة طويلة من الضحايا.

عدالة ومصالحة
 
عناوين المرحلة الجديدة يحددها منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد بثلاثة: اولاً، المحكمة الدولية التي ستباشر ادارتها ترتيب مسار الاجراءات التمهيدية تدريجاً وصولاً الى عقد جلسات المحكمة التي ستشكل سابقة في تاريخ لبنان. ثانياً، اتهام فريق لبناني بالضلوع في جريمة اغتيال الحريري مما يستلزم من قوى 14 آذار رفع شعار جديد، على قاعدة التعامل مع الوضع الجديد الناشئ بآلية وسبل مختلفة تماماً عما سبق. يلاحظ سعيد هنا ان مطالب خروج الجيش السوري وانشاء المحكمة الدولية واطلاق عملها تحققت تباعاً بعد صراع مرير ودام. ثالثا، العنوان الثالث والابرز الذي يجب اعتماده هو مناقشة مسألة السلاح خارج اطر الدولة، واستطراداً السؤال عما اذا كان اللبنانيون يريدون دولة تؤمن مصالحهم كمواطنين ام انهم يريدون الاستمرار في التعايش مع منطق الدويلة وانفلات السلاح خارج اطر الدولة المعروفة.
ويقول: "بعد الحرب الاهلية استحدث منطق العفو العام لحل مشكلة السلاح والميليشيات. هل إن مسالة السلاح اليوم تتيح في المجال للعدالة كي تحقق المصالحة مع حملة السلاح؟". ويضيف "ان بدء اجراءات المحكمة الدولية يفتح باب التأويل والكلام على الوضع اللبناني برمته، اذ كان في امكان "حزب الله" ان يخير اللبنانيين قائلا ان العيش معه ممكن قبل بدء الاجراءات وغير ممكن بعد بدء هذه الاجراءات"، ليختتم قائلاً: "على اللبنانيين البحث عن المصالحة التي ترتكز على العدالة ولا شيء غيرها اذا ارادوا قيام دولة".
وفي اعتقاد سعيد ان "حزب الله" قضى على كل الاطر الرسمية والشرعية اللبنانية القادرة على بناء التواصل بين اللبنانيين، ولم يتبق سوى رئيس الجمهورية الذي تترتب عليه اليوم مسؤولية خلق اطر التواصل المطلوبة، في حين انه غير ملزم نتائجها مما يطرح اشكالية كبيرة امامه.

"لا أفق لهم"
 
وفي مقاربة فارس سعيد، ان "حزب الله" من خلال اسقاط الحكومة انما يريد انهاء الشرعية في لبنان ومواجهة الشرعية الدولية، توسلاً لمواجهة المحكمة الدولية واسقاطها، وفي اعتقاده ايضاً ان الرد من جانب 14 آذار سيكون بالاستمرار في دعم الشرعية اللبنانية والدولية، من خلال مواجهة محاولة فرض الامر الواقع السياسي والامني الذي يعمل "حزب الله" على تنفيذه. ويقود تحليله تدريجاً الى خلاصة ان بدء اجراءات المحكمة الدولية التمهيدية سيؤدي الى تسارع الامور السياسية والامنية، وان المشكلة ليست في احتساب من سيرسو عليه التكليف بتشكيل الحكومة، بل في السعي الحثيث والمتواصل لقوى 8 آذار من اجل مواجهة المحكمة الدولية، علما ان الموضوع خارج سيطرة هذه القوى تماماً.
وفي وصف فارس سعيد لمرحلة ما بعد بدء المحكمة الدولية لاجراءاتها التمهيدية، ان الاصطفاف السياسي في لبنان بين قوى 8 و 14 آذار سيصبح بين "القتلة من جهة والضحايا من جهة اخرى". وان على اللبنانيين مغادرة اللون الرمادي "لأن لا مجال للمفاضلة في هذه الحالة، خصوصاً ان العالم كله يتطلع الى لبنان ومواقف الرأي العام المحلي والعربي والاقليمي". وفي هذا الاطار، قإن وقوع خلل امني مُستعبد في نظر سعيد، إلاّ بعض حوادث امنية وتصفية حسابات محدودة قد لا تصل الى مستوى تكرار ما جرى في قطاع غزة في لبنان "لأن هذا الانقلاب غير مسموح به لا عربياً ولا دولياً". ويضيف: "وصلت تجربة حركة "حماس" في غزة نهاية ايام الاخيرة الى هدنة طويلة الامد مع العدو الاسرائيلي الذي لا تنفك تعلن "حماس" رغبتها في قتاله وتأخذ على السلطة الفلسطينية مهادنتها له".
وينصح منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار "حزب الله" بأن يوفر على اللبنانيين وعلى نفسه تكرار تجربة قطاع غزة في بيروت لأنها لن تؤدي به الى اي مكان، ويقول: "لن يستطيعوا ان يكملوا بهذا الاسلوب في تكسير رأس الرئيس الاميركي باراك اوباما والامم المتحدة والشرعية الدولية، وسلاحهم اصبح دون افق محلياً وعربياً، واضافة الى ذلك، ها هم يصطدمون بواقع سني هائل يمتد من كابول وباكستان الى انقرة والمغرب العربي، فهل يريدون ان يصبحوا في مواجهة العالم استناداً الى الافق الايراني المقفل؟".

بيار عطاالله     


المصدر: جريدة النهار

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,056,281

عدد الزوار: 6,750,373

المتواجدون الآن: 100