مصر تخشى تفاقم التوتر الطائفي إثر اعتداء الإسكندرية ... جهود مكثفة لضبط الجناة وإجراءات مشددة حول الكنائس

تاريخ الإضافة الثلاثاء 4 كانون الثاني 2011 - 5:22 ص    عدد الزيارات 3149    التعليقات 0    القسم عربية

        


اليوم الثاني بعد مجزرة كنيسة القديسين في مدينة الإسكندرية، وفي وقت تخشى مصر تفاقم التوتر الطائفي بعد الاعتداء الذي اسفر عن سقوط 21 قتيلا امام كنيسة في الاسكندرية وترجح السلطات المصرية فرضية تورط الارهاب الدولي وتنظيم «القاعدة» فيه، كثفت أجهزة الأمن جهودها بالتعاون مع جميع الجهات والأجهزة المختصة للبحث عن الجناة مرتكبي حادث التفجير، وتواصلت طوال يوم أمس التحقيقات مع المشتبه فيهم وتحديد أصحاب السيارات التي كانت تتواجد أمام الكنيسة وقت وقوع الاعتداء الارهابي، فيما تم اتخاذ إجراءات مشددة أمام مختلف الكنائس في المدن المصرية، وعدد من المنشآت الحيوية للحيلولة دون تكرار أي عمل مماثل.
خبراء أمنيون مصريون رجحوا في تصريحات لـ «الراي»، أن يكون وراء الاعتداء «جهة خارجية»، مشيرين إلى أن «تنظيم القاعدة يمكن أن يكون وراء الاعتداء في ضوء ما أعلنه منذ شهرين من استهدافه لكنائس مصرية على غرار ما سبق له ارتكابه ضد كنيسة سيدة النجاة في العراق».
قضائيا، طالبت النيابة العامة المصرية، بالإسراع في إعداد التقارير الفنية في شأن الاعتداء، وفي مقدمتها تقرير المعمل الجنائي وخبراء مصلحة الأدلة الجنائية في ضوء انتهائهما من معاينة مكان الانفجار، وكذلك معاينة 12 سيارة أصابها التلف والتحطيم نتيجة الانفجار وتساقط الحجارة جراء شدة الانفجار، لتحديد نوع المواد المتفجرة في إعداد العبوة الناسفة التي تسببت في الحادث، وتحديد المكان الرئيسي لانطلاقها.
وشهدت أماكن متفرقة أمام العديد من الكنائس أمس تظاهرات ووقفات احتجاجية شارك فيها المئات من المسلمين للتنديد بالحادث والتأكيد على رفض الإرهاب والمحافظة على الوحدة الوطنية، والتي كان أكبرها حجما التظاهرة التي اندلعت داخل المقر البابوي للكنيسة الأرثوذكسية في العباسية أثناء دخول شيخ الأزهر أحمد الطيب لتقديم واجب العزاء للبابا شنودة الثالث رأس الكنيسة الأرثوذكسية، حيث هتف المتظاهرون تنديدا بالإرهاب.
وشهد موقع الانفجار أمام الكنيسة في الإسكندرية زيارات ميدانية لمختلف الأحزاب والمنظمات للوقوف على الاعتداء وأسبابه وزيارة المصابين في المستشفيات ومواساتهم وتقديم واجب العزاء لأسر الضحايا.
وتلقى الرئيس المصري أمس، عشرات الاتصالات من رؤساء وملوك وقادة الدول العربية والأجنبية لتعزيته ومواساته لما خلفه الاعتداء الإرهابي من مقتل العديد من الأشخاص وإصابة الآخرين، مؤكدين تضامنهم مع مصر في مواجهة التطرف والإرهاب.
وعقد رئيس الوزراء المصري أحمد نظيف اجتماعا وزاريا صباحا حضره وزراء الداخلية والدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية والصحة والتضامن الاجتماعي والتنمية المحلية، حيث تم استعراض متابعة تداعيات الاعتداء والجهود المبذولة للقبض على من يقفون وراءه، وكذلك عمليات علاج المصابين وتقديم الإعانات المالية العاجلة لأسر الضحايا والمصابين.
وفي الإسكندرية، قام أكثر من 5 آلاف قبطي مساء أول من أمس، بدفن جثامين ضحايا الاعتداء، في دير ماري مينا في برج العرب، حيث تم دفن 12 ضحية هناك، وعددا آخر في مقابر الشاطئ، وجثة تم دفنها في المنوفية، و 2 في البحيرة وأخرى في الإسماعيلة، وهناك 3 أكياس أشلاء بشرية لم يتم التعرف عليها حتى الآن، لكن كما قالت مصادر أمنية وقضائية، إنه سيتم استخدام «DNA» من أجل كشف هوية أصحاب هذه الأشلاء.
وشهدت مراسم دفن الضحايا حالة من الغضب من قبل الشباب المسيحي، حيث هتفوا ضد الحكومة، وحملوها مسؤولية القصور الأمني. وشارك في الجنازة وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية مفيد شهاب ووزير الإسكان أحمد المغربي ووزير التنمية المحلية محمد عبدالسلام المحجوب، ومحافظ الإسكندرية اللواء عادل لبيب، وقام الكهنة في الدير بتهدئة الشباب الثائر وتمت مراسم الدفن.
وفرضت أجهزة الأمن إجراءات مشددة حول الكنائس في الإسكندرية، مثل الكنيسة المرقسية في شارع النبي دانيال، وهي الكنيسة الأم، حيث وضعت المتاريس أمام الكنائس.
وتقوم أجهزة الأمن حاليا بتمشيط المنطقة التي وقع فيها الحادث، خصوصا أن المنطقة فيها عدد كبير من الشقق المفروشة التي يتم تأجيرها في العمارات الكثيرة، حيث يتم سؤال السماسرة والبوابين حول شخصية من يستأجرون الشقق في العمارات حتى يصلوا الى خيط في القضية.
كما يقوم ضباط الأدلة الجنائية بفحص البقايا الموجودة في الحادث، ويقوم فريق النيابة العامة بسؤال كل المصابين لمعرفة أي أوصاف للجاني، خصوصا بعد أن تأكد أنه عمل انتحاري وليس سيارة مفخخة.
من جهة أخرى، قام رجال الأمن صباح أمس، بالمرور على أصحاب المتاجر في منطقة الاعتداء، وطالبوهم بغلق متاجرهم وعدم فتحها تحسبا لأي تطورات، خصوصا أن المنطقة شهدت مناوشات بين الشباب المسيحي وقوات الأمن، حيث قام الشباب بإلقاء حجارة على قوات الأمن، ما اضطرهم الى استخدام القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم.
في المقابل، قام عدد كبير من الشباب المسلم مساء أول من أمس بتظاهرة رددوا فيها هتاف «يحيا الهلال مع الصليب... ونحن أمة واحدة»، وشارك معهم عدد من الشباب المسيحي ورفعوا لافتات تقول إن الضحايا «شهداء».
وكيل وزارة الصحة في الإسكندرية الدكتور سلامة عبدالمنعم، قال إن «العدد الأخير للمصابين في اعتداء الكنيسة بلغ 97 مصابا.
وتواصلت التنديدات وبيانات الاستنكار لحادث الكنيسة.
وامس، حضت الصحافة المصرية بكافة اتجاهاتها المسيحيين والمسلمين على الوقوف صفا واحدا.
وحذر «حزب شباب مصر» من الابتعاد عن الهدف الحقيقي لانفجار الإسكندرية، موضحا أن دقة وطريقة الانفجار الذي أودى وأصاب أرواح الكثير من المصريين يؤكد أن الهدف الحقيقي لهذه العملية الإرهابية الآثمة لم يستهدف إحداث فتنة طائفية فقط بين قطبي الأمة المسلمين والأقباط بل كان له أهداف أبعد من ذلك بكثير.
وأعلن «الاتحاد العام لنقابات عمال مصر»، تنديده الشديد بحادثة الكنيسة.
وفي السياق نفسه، أصدر «الاتحاد المحلي لعمال حلوان» برئاسة أحمد أحمد عاطف، بيانا استنكر فيه بشدة الحادث الإجرامي الذي يستهدف زعزعة الاستقرار.
وفي الإسكندرية عقد «الاتحاد المحلي لعمال الإسكندرية» اجتماعا، تم خلاله الاتفاق على تشكيل فريق عمل من القيادات العمالية في المحافظات لمتابعة مجريات الأحداث وتقديم الرعاية الطبية للمصابين وأسر الضحايا.
وأعرب «المركز العربي لاستقلال القضاء والمحاماة»، عن استنكاره واستيائه الشديدين، للأفعال الإجرامية التي وقعت في الإسكندرية.
وأعربت «المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان»، عن إدانتها البالغة للتفجير الإجرامي ونددت «جامعة المنيا» بالحادث.
وأصدر اتحاد كتّاب مصر بيانا دان فيه التفجير الذي تعرضت له كنيسة القديسين، وذكر في البيان، أن «العيد تحول إلى مأتم»


المصدر: جريدة الرأي العام الكويتية

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,771,759

عدد الزوار: 6,914,226

المتواجدون الآن: 123