"حماس" و"الجهاد" تنفيان دخول خبراء من إيران وسوريا لتدريب المقاومة

الاحتلال نفذ بـ "نجاح" تجربة "معطف الريح" المضادة لصواريخ الدروع

نفت حكومة حركة "حماس" المقالة في قطاع غزة، وفصيلان فلسطينيان اخران امس، أنباء إسرائيلية عن دخول خبراء من إيران وسوريا إلى قطاع غزة لتدريب عناصر الفصائل الفلسطينية وتحسين قدرتها العسكرية.
وقال الناطق باسم حكومة "حماس"، طاهر النونو، في تصريح له "إن الحديث الإسرائيلي عن دخول خبراء إيرانيين وسوريين مجرد افتراءات تأتي في سياق الحملة التحريضية التي تقودها إسرائيل لتبرير العدوان على غزة".
أضاف "الاحتلال يحاول بهذه المزاعم المُضلِلة أن يكسب تعاطفاً دولياً وأن يبحث عن ذرائع لتبرير هجماته".
ودعا النونو الرأي العام العالمي والدولي، الى موقفٍ مسؤول وواعٍ دون الالتفات إلى هذه الذرائع الصهيونية. وقال "على المجتمع الدولي أن يختار بين شريعة الغاب التي تحكم تصرفات العدو الصهيوني وبين إنفاذ القانون الدولي الذي يجرم الحصار والعدوان الخارج عن إطار هذه القانون".
وكانت صحيفة "هآرتس" الاسرائلية ذكرت امس أن خبراء من إيران وسوريا ـ وصلوا إلى قطاع غزة ـ قاموا بتحسين القدرة العسكرية والقتالية المتنوعة لدى فصائل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسهم حركة حماس والجهاد الاسلامي. وقالت إن هذا الإجراء جزء من عملية شاملة لإعادة بناء قوة الفصائل التي تم تدميرها في عمليات (الرصاص المصبوب) (27 كانون الأول/ ديمسبر 2008 22 كانون الثاني/يناير 2009).
واضافت الصحيفة أن العشرات من عناصر المقاومة تلقوا تدريبات في كل من لبنان وسوريا وإيران على تشغيل وسائل قتالية مطورة ـ وذلك خلال العامين الماضيين منذ هجوم الرصاص المصبوب في القطاع، وأنهم عادوا إلى القطاع مزودين بالخبرة القتالية وقاموا بدورهم بتدريب عناصر أخرى في المجالات نفسها.
وحملت الصحيفة الحكومة المصرية مسؤولية استمرار عمل الأنفاق حتى اليوم لسهولة خروج ودخول خبراء من والى القطاع عبر الأنفاق تحت رفح عبر مصر ومن هناك الى دول أخرى.
وبحسب تقديرات جيش الاحتلال الاستخباراتية ما زالت عملية تعاظم قوة حركة "حماس" على أشدّها، مؤكدين أن الحركة ليست معنية حاليا بتصعيد الوضع ضد اسرائيل.
وأشارت الصحيفة إلى ان تحسين قدرة حماس الصاروخية ـ التي كانت تمثلت قبل نحو اسبوعين بإصابة دبابة ميركافا بصاروخ ذكي مضاد للدروع من نوع (كورنيت) ـ ستلزم الجيش بإعادة التموضع حتى في مناطق بعيدة عن السياج الحدودي علما بأن مدى هذا النوع من الصواريخ يبلغ 5 كيلومرات ونصف الكيلومتر.
وقالت "هارتس" "ان فرقة غزة العسكرية تدرس من بين عدة احتمالات احتمال غرس أحراش قرب قطاع غزة لحجب الرؤية عن المجموعات الصاروخية التابعة لحركة حماس".
بدوره، نفى عضو المكتب السياسي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ نافذ عزام النبأ الإسرائيلي، واعتبر ذلك مقدمة لعدوان جديد ضد غزة لضرب قادة المقاومة وعناصرها.
فيما قال الناطق باسم ألوية الناصر صلاح الدين أبو مجاهد إن ما نشرته الصحيفة الإسرائيلية عارٍ عن الصحة وغير دقيق، ويأتي ضمن الحملة الإعلامية التي تنفذها الماكينة الإعلامية للعدو الصهيوني لتهيئة الرأي العام الدولي لعدوان جديد على غزة.
أضاف "ما تدعيه قوات الاحتلال حول إمكانيات وقدرات المقاومة ومحاولات التهويل من قدرتها هي محاولة لإقناع الرأي العام الدولي بضرورة ضرب غزة وتدمير البنية التحتية للمقاومة الذي أصبحت تمتلك إمكانيات عسكرية كبيرة ذات تأثير".
وفي سياق متصل، اختبر الجيش الاسرائيلي بنجاح منظومة الدفاع "معطف الريح" لاعتراض الصواريخ المضادة للدروع، حيث جرى التدريب على اطلاق صاروخ تدريبي مضاد للدروع على دبابة من نوع "ميركافا 4 "اثناء تواجد طاقم الدبابة بداخلها، حيث رصدت الدبابة اثناء تحركها الصاروخ وتصدت له اثناء تحليقه في الجو.
وقالت مصادر اسرائيلية امس ، ان هذا التدريب كان معدا لاطلاق صاروخ حي على الدبابة اثناء تواجد قائد لواء 401 وكذلك قائد "كتيبة 9 "من لواء المدرعات، ونتيجة لاعتراض عائلات قتلى الجيش الاسرائيلي وتقديمهم طلبا لرئيس اركان غابي الجيش اشكنازي، لم يكن الصاروخ المضاد للدروع الذي استخدم يوم اول امس في التدريب يحمل رأسا متفجرا، وذلك لتخوفات فشل منظومة "معطف الريح" ما يعني تعريض حياة الضابطين الى الخطر الشديد.
واشارت هذه المصادر ان هذه المنظومة والتي يعتبرها الجيش الاسرائيلي الاكثر تطورا على اعتراض الصواريخ المضادة للدروع، حيث قام الجيش الاسرائيلي منذ بداية هذا الشهر بتركيب هذه المنظومة في "الكتيبة 9"من لواء المدرعات في الجيش الاسرائيلي، والذي قام بنشرها قبل ايام على الحدود مع قطاع غزة نتيجة لتدهور الاوضاع الامنية في المنطقة، خاصة انه تم اصابة دبابة من نوع ميركافا 4 بصاروخ مضاد للدروع قبل اسبوعين تم اطلاقه من قطاع غزة، حيث اخترق الدبابة دون ان يوقع اصابات في طاقمها.
واضافت هذه المصادر ان الجيش الاسرائيلي سيقوم بعد هذا التدريب الناجح على المنظومة بتركيبها على كافة كتائب لواء المدرعات للجيش الاسرائيلي.

رام الله ـ احمد رمضان