المعارضة تمعن بشل الدولة وتعطيل الإلتزامات العربية والدولية يضر بخدمات المواطنين

بيلمار: الإدعاءات بتسييس المحكمة خوف من القرار والملاحقة تطال الجناة والمشرفين عليهم

تاريخ الإضافة الجمعة 24 كانون الأول 2010 - 5:42 ص    عدد الزيارات 2715    التعليقات 0    القسم محلية

        


تعافي الملك عبد الله ينعش الآمال بقرب الفرج ··· والحريري يجدّد التزامه بالمسعى العربي
بيلمار: الإدعاءات بتسييس المحكمة خوف من القرار والملاحقة تطال الجناة والمشرفين عليهم
المعارضة تمعن بشل الدولة وتعطيل الإلتزامات العربية والدولية يضر بخدمات المواطنين
  الملك عبد الله لدى مغادرته المستشفى في نيويورك أمس (واس)

انعش خبر مغادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز المستشفى في الولايات المتحدة الاميركية، والانتقال الى مرحلة النقاهة، الآمال باعطاء دفعة للمسعى السعودي- السوري المشترك لاحتواء تداعيات القرار الاتهامي، ونقل البلد من حالة التآكل والشلل التي من شأنها، اذا استمرت ان تهدد بنية الدولة ومصالح المواطنين واحتياجاتهم الضاغطة والتزامات لبنان المالية والاقتصادية والتجارية، مع الدول العربية والصديقة، الى حالة من التعافي وتنشيط العمل الحكومي وملء الفراغات الادارية في الاسلاك القضائية والامنية والادارية وحاكمية مصرف لبنان والسلك الدبلوماسي واحياء عمل مجلس النواب في اقرار موازنة العام 2010 وموازنة العام 2011.

واذا كان الاشتباك الداخلي البارد يتأرجح بين هبة باردة وهبة ساخنة، فإن عطلة الاعياد غلبت سحب التوتر والاكتفاء بالمواقف والسجالات بعيداً عن الحدة والتسريبات، وبمنطق اقرب الى مقارعة الحجة بالحجة والموقف بالموقف، والمادة القانونية بالمادة القانونية، وهو ما سيظهر اليوم في المؤتمر الصحافي الذي سيعقده النائبان سمير الجسر وهادي حبيش من كتلة نواب <المستقبل> للرد على الحجج القانونية التي ادلى بها رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في مؤتمر صحفي عاونه فيه القاضي سليم جريصاتي، في محاولة لتقويض الاسس القانونية للمحكمة والاسس القانونية التي انشأها.

في غمرة الترقب والانتظار والامل، خرج المدعي العام للمحكمة القاضي الكندي دانيال بيلمار عن صمته، وساق مجموعة من الدفاعات وآليات العمل <رداً على مجموعة اسئلة شائعة يتداولها الاعلام موجه له وكبار مسؤولي المحكمة>، فأكد في تصريحات بثها الموقع الالكتروني للمحكمة ان <أمرين يمنعان التسييس عن المحكمة هما: الاستقلالية والكفاءة المهنية>.

وقال: انا لا اتلقى تعليمات من احد، ولا اتبع تعليمات تمليها عليّ حكومة او طرف، والا لكنت مسيساً، فأنا اتخذ قراراتي ولا استرشد بغير الادلة، فالادعاء بأن المحكمة مسيسة لا اساس له من الصحة، ومن يطلق هذه الادعاءات يخافون من نتيجة القرار الذي قد تصدره المحكمة>.

وقال: <انا استرشد بالادلة وضميري، وعليّ التأكد من ان المتهم او المتهمين قد ارتكبوا الجريمة، ودوري اكتشاف الحقيقة، ونحن نحترم حقوق المتهمين الاساسية، ويكمن دوري في حماية مصالح الشهود والمتضررين>.

اضاف انه <يفضل استخدام تعبير شاهد غير موثوق به بدل استخدام عبارة الشهود الزور>.

واشار الى انه <عندما كان يسعى لاطلاق سراح من كانوا محتجزين اعتمد على الادلة المتاحة، واستنتج ان تلك الادلة لم تكن موثوقة بما فيه الكفاية لتبرير الاستمرار في الاحتجاز>.

وقال بيلمار ان النظام الاساسي للمحكمة لا يمكن ان يوجه الاتهام الى المؤسسات والدول والمنظمات بل الى الافراد، موضحاً <ان هؤلاء الافراد ينتمون الى فئتين: جناة اساسيون ارتكبوا الجريمة فعلياً، وثانياً: المشرفون على الجناة الاساسيين او المسؤولون عنها>.

وأكد بيلمار انه بصفته مدعي عام <ارتأيت عدم تقديم قرار الاتهام لقاضي الاجراءات التمهيدية ما لم اكن مقتنعاً على المستوى الاخلاقي، ومطمئناً الى توفر امكانية معقولة لادانة الشخص، وهذا هو الاطار الذي اعمل ضمنه>.

وفي مجال آخر، اعلن بيلمار انه ترك تقاعده نظراً للاهمية التي يعلقها الشعب اللبناني على المحكمة التي تكمن في تثبيت أن من يرتكب جريمة لن يفلت من العقاب، وان المحكمة ستساعد على استعادة سيادة القانون في لبنان وبعث الامل عند اللبنانيين، ومنح مؤسسات الدولة في لبنان الوثوق بالنظام والحرية>.

المحكمة تدافع عن نفسها وجاءت مواقف القاضي بيلمار، في غمرة سابقة هي الأولى في تاريخ المحاكم الدولية، حيث وزّعت المحكمة الخاصة بلبنان مقابلات أجرتها مع فريق عملها من المدعي العام الى قاضي الإجراءات التمهيدية الفرنسي دانيال فرانسين إلى رئيس المحكمة الإيطالي انطونيو كاسيزي إلى رئيس مكتب الدفاع فرانسوا رو ورئيس قلم المحكمة هيرمان فون هيبل، تضمنت شرحاً تقنياً لعمل المحكمة وبعض الوقائع الجديدة عن سير عملها بهدف الرد على الحملات والانتقادات التي تستهدفها، ولا سيما بعد الموقف العالي السقف من قبل المرشد الاعلى للجمهورية الإسلامية في ايران الإمام علي خامنئي.

وفي سياق دفاعه، أوضح القاضي فرانسين أن من أهم ميزات المحكمة الخاصة بلبنان انها تسمح للضحايا بأن يشاركوا بفاعلية في الدعوى، حتى لو لم يتم منحهم فرصة أن يكونوا طرفاً في الدعوى، وهذا يعني انهم سيشاركون في الدعوى من دون المشاركة في المحاكمة الجنائية.

ولفت رئيس المحكمة القاضي كاسيزي أن قاضي الإجراءات التمهيدية يلعب دوراً مهماً، لأنه يوافق أولاً على القرار الاتهامي، أو يطلب من المدعي العام أن يُعيد قراءته كي يدعم قراره الاتهامي، وفي النهاية يجب أن يوافق على القرار الاتهامي ويقوم باصدار مذكرات توقيف أو مذكرات استدعاء إلى المحكمة حسب ما يُقرّ المدعي العام وقاضي الإجراءات القيام به، ومن ثم يطلب قاضي الإجراءات من المدعي العام تسليم مكتب الدفاع كل المواد الثبوتية والأدلة.

ولفت هيبل إلى أن الشهود قبل المحكمة يمكن أن يستدعوا من قبل طرفين: المدعي العام أو المتهم، والشاهد هو فعلياً شخص يمكنه الإدلاء بمعلومات حول طبيعة الجريمة أو حتى المتهم، لذلك على هذين الطرفين بانفسهم احضار الشهود للعب دورهم في المحكمة.

ولكن ماذا على المدعي العام أن يفعل مع شاهد تكون المعلومات عنه قليلة جداً ويتحدث عن المسؤولية عن الجريمة، أو مسؤولية المتهم الأساسي عن الجريمة؟ يجيب هيبل: لدينا أيضاً شهود وخبراء في الطب الشرعي وفي المتفجرات أو أي شيء من عناصر الحالة أو الاتصالات ما سيقدم مهارة ودقة للدفاع وللمدعي العام أيضاً، إذ يمكن ان يكون خبيراً في اي مجال تقني يُساعد المدعي العام والدفاع في عملهم.

تمويل الماني وتزامنت المطالعة الدفاعية للمحكمة عن نفسها، بإعلان حكومة المانيا الاتحادية انها ستقدم مبلغ مليون ونصف مليون يورو العام المقبل لتمويل المحكمة، حسب ما أكّد وزير خارجيتها الذي اعتبر أن <التهديدات الهادفة لعرقلة عمل المحكمة غير مقبولة>.

وقالت وزارة الخارجية الألمانية الاتحادية إن هذه الخطوة تشكل مؤشراً لمزيد من الدعم لعمل المحكمة، وذلك جنبا إلى جنب مع البلدان المانحة الأخرى.

وفي هذا السياق، شدد وزير الخارجية ونائب المستشارة الاتحادي غويدو فيسترفيلله على أن <كشف الملابسات المتعلقة باغتيال رفيق الحريري هو في مصلحة المجتمع الدولي وشعب لبنان> كما <أدعو جميع القوى السياسية في لبنان لدعم المحكمة> .

وأبدت ألمانيا الاتحادية دعمها للمحكمة الخاصة باغتيال الحريري منذ إنشائها في عام ألفين وسبعة، من خلال توفير الموظفين والموارد، كما أن برلين عضو في برنامج وضعته لجنة الأمم المتحدة، بإدارة الأمين العام، للجهات المانحة الرئيسية للمحكمة.

ومنذ عام 2008 وحتى عام 2010 قدمت ألمانيا الاتحادية مساهمة للمحكمة بنحو مليون دولار أميركي.

فتوى خامنئي في غضون ذلك، بقيت تصريحات المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية الإمام علي خامنئي في دائرة السجال، وإن بحدة أقل، ولوحظ في هذا السياق مواقف عدة صدرت عن تنظيمات وتجمعات حليفة <لحزب الله> أيّدت موقف خامنئي، من دون أن يتوافر تبرير للبيان الذي أصدره <حزب الله> أمس الأول، والذي اعتبر أن موقفه لا يتعارض مع المساعي السورية - السعودية، إلا أن مصدراً نيابياً في المعارضة أكد لـ <اللواء>، أنه قبل أن نسأل عن توقيت وأسباب إعلان هذا الموقف الإيراني، علينا أن نسأل عن ماهية الحديث والمعلومات التي أبلغها أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني للمرجع خامنئي، وبالتالي عندما نعرف هذا الحديث والمعلومات يمكن أن نصل الى الأسباب الحقيقية لإعلان مرجعية إسلامية كبيرة ..... في الدولة الايرانية هذا الموقف الشرعي من المحكمة اللاشرعية..

القرار الإتهامي في آذار واستنتج مصدر قضائي تعليقاً على ما أدلى به بيلمار أن الأخير لم يقدم قراره الاتهامي الى قاضي الاجراءات التمهيدية القاضي دانيال فرانسين، وأنه يدخل في حسابه المناخ العام الذي يحيط بالتعامل اللبناني مع القرار، وبالتالي فهو يتريث بتقديم القرار ضمن إطار عادل وموضوعي تتوفر له قرائن قانونية ومسؤولية أخلاقية.

وبحسب مصدر سياسي، فإن هذا يعني أن ثمة مساحة زمنية تبدو متاحة بقوة الآن، لأن تسبق التسوية السياسية إعلان القرار الاتهامي، خصوصاً بعد المعلومات التي تحدثت عن تقدم مهم سُجّل على صعيد التفاهم السعودي - السوري لإبعاد تداعيات القرار عن الاستقرار اللبناني.

وتفيد معلومات الأمانة العامة لقوى 14 آذار أن إبلال الملك عبد الله من وعكته الصحية أنعش المسعى السعودي - السوري، من دون أن يعني ذلك أنه توصل الى اتفاق لتسوية الأزمة، لكن هناك آمالاً سعودية وسورية مشتركة بإمكانية حصول تقدم، إلا أن لا معلومات عن منحى هذا التقدم الذي لا يرقى الى الأفكار المتداولة في وسائل الإعلام.

ولفتت المعلومات نفسها الى أن القرار الاتهامي لن يعلن عنه قبل نهاية آذار من العام المقبل.

السفير السوري أما الرئيس عمر كرامي، فقد أعلن بعد زيارة السفير السوري علي عبد الكريم علي له في دارته في الرملة البيضاء، بأنه <تنامى إليه بأن هناك مسودة جرى الاتفاق عليها بين السعودية وسوريا (س - س) وأنها عرضت على الرئيس سعد الحريري، وأن الأمور جارية في الطريق الإيجابي>.

وقال إنه يختم هذه السنة بتفاؤل كامل، وإن شاء الله تنتهي الأزمة وينطلق لبنان لإعادة بناء مؤسساته وتنصرف الحكومة الى معالجة قضايا الناس، ولا سيما القضايا المعيشية>.

وكان السفير السوري الذي زار أيضاً الرئيس سليم الحص للإطمئنان الى صحته، قد أعلن بدوره، ان الجهد السوري - السعودي مستمر، ولكن تظهير هذه النتائج يجب أن تكون عبر الأفرقاء في لبنان، من خلال تجاوبهم وتوافقهم وحوارهم في ما بينهم وخارج الاعلام كي يصلوا الى نتائج نرجوا ان تكون مثمرة وقريبة وتدرأ أي فتنة وتفوت الفرصة على الاستهداف الإسرائيلي>. مشدداً على التفاؤل، وهي عبارة كررها في عائشة بكار والرملة البيضاء، والمبني على وعي الاخوة في لبنان وجهودهم، لافتاً الى ان ما تعرض له لبنان في المراحل الماضية يمنحه حرصاً وشعوراً برفض مقدمات الفتنة، آملاً ان يحمل العام الجديد بالبشائر الطيبة والخيرة. خاتماً <تفاءلوا بالخير تجدوه>.

الحريري من جهته، حرص الرئيس الحريري، عبر مكتبه الإعلامي، الى نفي المعلومات التي أوردتها صحيفة <الديار> امس عن تخليه عن المحكمة الدولية، مؤكداً أنه لم يفصح لا امام زواره ولا في جلسات خاصة أو رسمية بأي من المعلومات المنشورة، والتي تبقى مجرد استنتاجات للاستهلاك المحلي ومحاول لتفشيل المساعي الجارية.

وجدد الرئيس الحريري التزامه المساعي الاخوية السعودية - السورية، معتبراً اياها نقطة الارتكاز الاساسية للجهود الآيلة لترسيخ الاستقرار في لبنان وتعزيز الوحدة الوطنية.

وترأس الرئيس الحريري مساء اجتماعاً للجنة الوزارية المكلفة البحث في الاضرار التي خلفتها العاصفة الاخيرة، في حضور عدد من الوزراء والامين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء يحيى رعد، ومسؤولين عن الجيش والدفاع المدني والأشغال والنقل.

ولفت وزير الزراعة حسين الحاج حسن بعد الاجتماع انه تقرر البدء بمسح الاضرار على جميع الاراضي اللبنانية تمهيداً للنظر في كيفية التعاطي مع الاضرار الناتجة عن العاصفة، وكيفية التعويض ضمن الامكانات المتاحة للحكومة، في حين أكد وزير البيئة محمد رحال انه تقرر التعويض فوراً عن الوفيات التي حصلت جراء هذه العاصفة، وذلك بقرار من الرئيس الحريري الذي سيوجه تعميماً الى الإدارات بضرورة استباق العواصف باجراءات للوقاية قبل وقوع المشكلة، ولا سيما من جراء التغيير المناخي الذي سيكون العنوان الرئيسي للكوارث القادمة والمشاكل التي قد تحصل.

 

بلمار: إدعاءات التسييس يطلقها من يخافون القرار الإتهامي للمحكمة
دوري إكتشاف الحقيقة والأدلة تقود عملي ولا أتلقى تعليمات من أحد

شدد مدعي عام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان القاضي دانيال بلمار على أنَّه <كون هذه المؤسسة (أي المحكمة) نشأت من قبل هيئة سياسية أو كون فريقها يعمل في ظل بيئة على درجة عالية من التسييس فهذا لا يعني أنّنا مسيّسون>، مؤكداً أنَّ فريق المحكمة <يمتثل الوسيلتين الأساسيتين لضبط التسييس والحماية منه، وهما الإستقلالية والكفاءات المهنية ولذا فإنَّ من يقدرون مسؤولياتهم، على الأقل في مكتب المدعي العام والقضاة وغيرهم، يتمتعون بالاستقلالية>·

بلمار، وفي شريط مصور بثّه الموقع الإلكتروني للمحكمة رداً على مجموعة أسئلة شائعة يتداولها الإعلام موجّهة له ولكبار مسؤولي المحكمة، أوضح: <لقد أكّدت سلفاً على المقصود بالإستقلالية وهو أنني لا أتلقّى تعليمات من أحد، أمَّا لو سمحت لنفسي أن أتأثّر بالسياسة أو بأن أتبع التعليمات التي تمليها علي حكومة ما أو أي طرف آخر فإنني أكون مسيساً، لكن نظراً إلى استقلاليتي التامة اتخذ قراراتي استناداً إلى الأدلة وحدها ولا أسترشد سوى بالأدلّة>، مؤكداً أنه <لهذه الأسباب إدّعاءات التسييس تلك لا أساس لها من الصحة، ويبدو أن تلك الادعاءات يطلقها من قد يخافون من نتيجة القرار الذي قد تصدره المحكمة>·

وفي هذا السياق، شدّد بلمار على أنَّ <الجزء الأهم من مسؤوليته أو بالأحرى أهم أداة لأداء المهمة الموكلة إليه هي الإستقلالية>·

وقال: <أنا أسترشد بالأدلة وأسترشد بضميري وفي النهاية ينبغي علي التأكّد من أن المتهم أو المتهمين قد إرتكبوا الجريمة>·

وفي إيضاح لدور المدعي العام، أجاب بلمار أن <المدعي العام يضطلع بدور مزدوج فهو كبير المحققين بالإضافة إلى كونه رئيس هيئة الإدعاء وهما مهمتان عادة ما لا تجتمعان في ظل النظام الوطني ولكن دوري في نهاية المطاف هو اكتشاف الحقيقة وذلك من خلال اجراءات عادلة وموضوعية· ونحن نحترم حقوق المتهمين الأساسية، كما يكمن دوري في حماية مصالح الشهود والمتضررين>·

ورداً على سؤال ما إذا كان القرار الإتهامي سيستند إلى شهادة <شهود الزور>، لفت بلمار إلى أنَّه <لم يستخدم هذا التعبير أبداً لأن استخدامه ينطوي على إستنتاج>، مشيراً إلى أنه <يفضل استخدام تعبير شاهد غير موثوق به مع التوضيح أن قرار الإتهام عندما يرسل الى قاضي الاجراءات التمهيدية لتصديقه سيكون مستنداً إلى أدلة موثوقة>·

وأضاف بلمار أن <بعض الشائعات قد سرت مفادها أن قرار الإتهام قد يستند إلى أدلة قدّمها من يعرفون بـ>شهود الزور>، أو الشهود غير الموثوق بهم، وعلى سبيل المثال، عندما كنت أسعى لإطلاق سراح من كانوا محتجزين إعتمدت في ذلك على الأدلة المتاحة، وإستنتجت أن تلك الأدلة لم تكن موثوقة بما فيه الكفاية لتبرير الإستمرار في إحتجاز هؤلاء الأشخاص>، مشدداً على أن <العنصر الرئيسي في هذه العملية هو تقييم مصداقية الشهود، واذا إستنتجنا أنهم ليسوا موثوقين حينها لن نعتمد على شهادتهم، وأعتقد أن هذه نقطة هامة ينبغي توضيحها، خلافاً لما يقوله البعض عن أن قرار الاتهام سيستند الى ادلة يقدمها أشخاص يفتقرون للمصداقية>·

وعن الأشخاص الذين يجوز للمحكمة توجيه الإتهام إليهم، أجاب بلمار: <ينص النظام الأساسي على أن الإتهام يجب أن يوجه الى شخص ولا يمكن ملاحقة المؤسسات والدول والمنظمات الأخرى، ووفق النظام الأساسي يجوز ملاحقة الأفراد وحدهم>، وأوضح: <هؤلاء ينتمون الى فئتين، أولاً، من يمكن أن أشير إليهم بـ <الجناة الأساسيين> وهم من ارتكبوا الجريمة فعلياً، وثانياً، الذين ساعدوا على إرتكابها وهناك أيضاً من يمكن أن أشير إليهم بالمشرفين على الجناة الأساسيين أو من يرعونهم أو من هم مسؤولون عنهم>·

ولدى سؤاله عن المقصود بالأدلّة الكافية، شرح بلمار أنَّ <الأدلّة التي أحتاج إلى إستخدامها هي التي يشير النظام الاساسي اليها بالقرائن، ومعنى ذلك أنّك تحوز بعض الأدلة التي تثبت أن الشخص الذي تتهمه قد إرتكب الجريمة>، لافتاً إلى أنَّه <نظراً للوصمة الإجتماعية والمسؤولية الجمّة التي أتحملها بصفتي مدعي عام أرتايت عدم تقديم قرار الإتهام لقاضي الإجراءات التمهيدية ما لم أكن مقتنعاً على المستوى الاخلاقي وما لم اطمئن إلى توفر أقلّه إمكانية معقولة لإدانة الشخص وهذا هو الإطار الذي أعمل ضمنه>·

ولدى سؤاله عن أوجه الفائدة التي ستعود بها المحكمة على الشعب اللبناني، رأى بلمار أنَّ <للمحكمة الخاصة بلبنان أهمية كبيرة، وإلا لما تركت تقاعدي للعمل بها، وأهميتها تكمن أولاً في أنها تثبت أنَّ من يرتكب جريمة لن يفلت من العقاب>، معرباً عن إعتقاده أنَّ <آمال الكثيرين في لبنان معلّقة على هذه المحكمة التي ستساعد على استعادة سيادة القانون في لبنان ولا سيما التأكيد أن الجميع متساوون أمام القانون وأن أحداً لا يعلو عليه>·

وفي هذا المجال، تابع بلمار: <أعتقد أنَّ الغرض من المحكمة بالإضافة إلى إكتشاف حقيقة ما حدث في شباط 2005 هو بعث الأمل مجدّداً في نفوس اللبنانيين، ومساعدتهم على الوثوق بالنظام والتنعّم بالحرية في بلدهم ومنح مؤسسات الدولة في لبنان، السلطة التي تحتاج إليها لمواصلة دعم الديمقراطية، لذا فإنني اعتقد أن لجهودنا عدداً من الأهداف بعيدة المدى، وبالطبع إذا تمكنا من اطلاق تلك العملية فحسب، اعتقد أننا نكون قد نجحنا>·

 


 


 

<الوطن> السعودية : تصريحات خامنئي
تدخل سافر في شؤون لبنان
اعلنت صحيفة <الوطن> السعودية ان المرشد الإيراني علي خامنئي ذهب بعيدا في تصريحاته حول المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة قتلة الرئيس رفيق الحريري، على اعتبار أن أي قرار سيصدر عنها سيكون باطلا ولاغيا، قائلة ان <كلام خامنئي حمل تناقضا صريحا مع التصريحات العلنية الإيرانية، وآخرها في زيارة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إلى طهران اخيرا، والتي كانت كلهاإيجابية في ما يخص العلاقة بين لبنان وإيران، وتحديدا في موضوع اغتيال الرئيس الحريري، والسعي إلى تبيان الحقيقة ومعرفة القتلة والاقتصاص منهم، وهو ما يسعى إليه الرئيس سعد الحريري وغيره من أبناء وأهالي المغدورين الذين كانوا ضحايا الفترة الظلامية التي مر بها لبنان ما بعد 14 شباط <2005·

ولفتت الصحيفة الى> التناقض بين تصريح خامنئي مع ما أعلنه وزير الخارجية بالإنابة علي أكبر صالحي الذي اعتبر مهمته في الخارجية في الدرجة الأولى التقريب بين بلاده والمملكة، ما يعني أن تغييرا طرأ على السياسة الخارجية الإيرانية بعد عزل منوشهر متكي ومجيء صالحي، لجهة العلاقة بين طهران والرياض، مع قرب صدور القرار الظني للمحكمة الدولية، والذي تقول تسريبات إنه سيتهم عناصر من حزب الله بجريمة اغتيال الحريري>· واكدت <الوطن> ان <خامنئي مخطئ إن كان في هذا التصريح يريد إرسال رسالة إلى المملكة، قبل لبنان، وأن مقياس نجاح المسعى السعودي - السوري الذي يعول عليه اللبنانيون، من مجموعة 14 آذار إلى مجموعة 8 آذار بمن فيهم حزب الله، يجب أن يأخذ في الاعتبار أولا المصالح الإيرانية· هو مخطئ لأن المملكة لا تسعى إلا إلى الوفاق بين اللبنانيين، قبل كل شيء، وإن كانت الرياض حريصة أيضاً على ظهور الحقيقة في جريمة اغتيال الحريري، إلا أن تصريح المرشد يعد تدخلا سافراً في شأن لبناني صرف، وربما يعطي دليلا آخرالى ضيق أحمدي نجاد بتدخلات المرشد في سياسة لا يفقهها، ما رشح عنه اخيرا عزل متكي المحسوب على خامنئي·

تصريح خامنئي يعد خلطاً بين تجنيب لبنان - عبر الوساطة السعودية السورية - الفتنة التي تطل برأسها، وبين الخاص الإيراني، باعتماده على أن هناك أصواتا تسمعه في لبنان، وهذا الخلط الخامنئي يستوجب أن يكون في الداخل اللبناني من يعمل بجد لتجنيب لبنان التدخلات، وتجنيبه حرب الآخرين على أرضه·

 


 

المصدر: جريدة اللواء

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,192,735

عدد الزوار: 6,939,877

المتواجدون الآن: 135